بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
التخريب الحضارى
نتساءل: لماذا كان الاستكبار يعمل بهذا الاتجاه التخريبى فى
حضارتنا؟
وهذا سوال وجيه.. فان مخطط ى اجهزه الغزو الاستكبارى لم
يكن يهمهم من امر حضارتنا شى ء، ولم يكن يهمهم ان يطرحوا
بديلا لهذه الحضاره. ولم يكونوا رسل حضاره الينا ليفكروا فى
تخريب حضاره واقامه اخرى مكانها، وانما كانوا طلاب مال
ولذه، وجباه الذهب الاصفر والاسود. وكل من يعرف الغرب
والشرق يعرف هذه الحقيقه بلا مناقشه. ونتجاوز الان اولئك
السذج الذين يتصورون ان للغرب الراسمالى او الشرق
الاشتراكى دورا انسانيا فى حياتنا.
فما هى مصلحه الغرب والشرق فى التخريب الحضارى فى
حياتنا وفى هدم الجسور واستئصال الجذور؟ ان القضيه، فى
راينا، لها ايضا علاقه بجبايه الذهب الاصفر والاسود. ولا بد
لذلك من شرح وايضاح:
ان الجذور الحضاريه تمنح الامه مناعه ضد الغزو، اى غزو، سواء
اكان غزوا عسكريا ام فكريا ام سياسيا، ام غزوا للابتزاز المالى او
للاستئصال الحضارى. وهذه خاصيه العمق الحضارى فى الامه،
فما دامت الامه مرتبطه بماضيها وحضارتها ومستشعره
بشخصيتها التاريخيه والحضاريه فهى تقاوم الغزو والاحتلال
والاستغلال، وتقاوم النفوذ السياسى والفكرى الاجنبى مهما
كان.
ولقد جاء الغرب الى العالم الاسلامى لفرض سلطانه ونفوذه
على المسلمين، وليقوم بغاره واسعه على العالم الاسلامى، وهو
يعلم ان فى هذه الامه مناعه ضد كل اجنبى دخيل على الامه،
وضد كل نفوذ وسلطان دخيل عليها، ويعلم ان مصدر هذه
المناعه هو دين هذه الامه وحضارتها، ولا يمكن ان يضعوا
ايديهم على كنوز هذه الامه وثرواتها الطبيعيه قبل ان يضعوا
ايديهمعلى عقول ابنائها، ولا يمكن ان يفتحوا الطريق الى
ثروات المسلمين قبل ان يقطعوا علينا الطريق الى حضارتنا
ورسالتنا وتراثنا.
لقد عرف المخططون للاستكبار هذه الحقائق جميعا، حقيقه
بعد اخرى، وتوجهوا بكل جد واهتمام لعلاج هذه المشكله
ومصادره هذه المناعه والمقاومه.
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام عليكم.
تعليق