بسم الله الرحمن الرحيم:
بعد الصلاة وازكا التسليم على من بعث رحمة للعالمين وآله الطاهرين.
وبعد
هناك علاقة وثيقة بين حركة التطوير وحرية التفكير، فإذا قمع الناس عقولهم رهبة أو رغبة، وسادتهم أجواء الكبت والإرهاب الفكري، بحيث يحجر الإنسان على عقله الانطلاق خارج المألوف، أو أن المجتمع يرفض الآراء المتطورة الجديدة، ولا يعطيها فرصة الطرح والمناقشة والتجربة، فحينئذٍ تتعطل مسيرة التجديد ولا يحصل تطور أو تغيير.
إن حرية الفكر والرأي حق أساسي من أهم حقوق الإنسان، بها يشعر الإنسان بإنسانيته، ويستثمر أعظم نعمة وهبها اللَّه تعالى له، وهي نعمة العقل، وعبرها يتمكن من تسخير الكون، وإعمار الحياة، حيث أراد اللَّه تعالى منه ذلك.
وقد اهتم الإسلام بحماية هذه الحرية وضمانها، وترشيد أدائها، حتى لا تقع تحت تأثير الأهواء والشهوات، فآيات كثيرة في القرآن الكريم، تدعو الإنسان بإلحاح لاستخدام عقله، وتفعيل تفكيره، في مختلف الجوانب والمجالات، ففي سياق الحديث عن الكون والحياة وفي قضايا المجتمع والدين، يتكرر قوله تعالى: {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}( ) و {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}( ) و {أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ}( ).
وإذا كان الدين يأمر بالتفكير وإعمال العقل، فلا يمكن أبداً أن يرضى بمصادرة حرية الرأي، أو إرهاب الفكر، نعم هناك ضوابط لحماية هذه الحرية من عبث العابثين وإفساد المغرضين.
تعليق