
هؤلاء الدُعاة الذين يتبارون في الظهور على المنابر الإعلامية ويعلنون عن أنفسهم على صفحات الصحف والمجلات والوسائل الإعلامية الأخرى وكأنهم يروّجوا لبضاعة كاسدة خاسرة أو لمباراة كرة قدم حامية تملأ صورهم شاشات الدعاية والإعلان لا فرق بين برامجهم وبرامج ستار أكاديمي أو حفلات نانسي وهيفاء وروبى في ليلة رأس السنة الميلادي. هؤلاء الدُعاة يعيدون ويزيدون في نفس الموضوع لا يأتوا بجديد ليس في فقههم أي تجديد لا تخرج مواضيعهم عن الطهارة والجنابة والحيض والنفساء، أو أنهم يذهبون بعيداً فيكفّرون ويزندقون كل مخالف لآرائهم وما هم عليه يرون أنهم الأفضل والأحسن وأن أقوالهم هي الصواب. لا هم لديهم إلاّ خروج المرأة للعمل والتجارة، يصوّرون المجتمع وكأنه مجتمع رذيلة الكل فيه يريد أن يظفر بوجه امرأة أو يدها أو حتّى قطعة من كعبها العالي. يتحدّثون في توافه الأمور مثل شكل العباية وهل تضعها المرأة على الكتف أم الرأس .. أُصبنا نحن المشاهدين بإحباط شديد تجاه آرائهم وما حاولوا فرضه علينا ولو بالقوّة.
لعل آخر صدمات هؤلاء الدُعاة ما أتى به الداعية محمد العريفي في خطبته ليوم الجمعة من تكفير للشيعة وأن أصل التشييع يعود للديانة المجوسية دون أن يعي ما معنى كلمة مجوسية، أو يأتي بدليل علمي يؤيّد ما ذهب إليه في إلقاء هذه التهمة الخطيرة وجرح مشاعر مذهب يدين به ملايين البشر بل إن لنا أخوة يعيشون معنا على تراب هذا الوطن الوحدة يشاركوننا همومنا لنا ما لهم وعلينا ما عليهم. موضع تقدير وُلاة الأمر واهتمامهم، ويأتي داعية مثل العريفي ويقول في خطبة جمعة مثل هذا الكلام الفج رغم تعليمات الدولة بعدم استغلال منبر الجمعة في الأمور السياسية وشتم الغير وتكفير المذاهب، المواضيع كثيرة والهم الداخلي أكثر، لماذا لا يكفّرون الإرهاب وشيوخه وما يفعلونه في المجتمعات الآمنة. لماذا لا يناقشون هؤلاء المتفيقهون الفساد والرشوة والمخدّرات وغيرها .. لماذا التحدّث عن الشيعة وتكفيرهم. ليس لهذا الأمر إلاّ تفسير واحد وهو حب الظهور والشهرة وشهوة الأضواء. وقد أتتك يا عريفي ولكنّك أسأت إلى المؤسسة الدينية بكاملها في الوطن بما فيها هيئة كبار العلماء، فأحوجتها إلى شخص مثل المالكي أن يشتمها ويصفها بأقذع الألفاظ ويجعلها مضغة في أفواه الشامتين والحاقدين وما أكثرهم.
قال امير المؤمنين عليآ
عن شيعته عليه السلام : ( فياويل مساكين هذه الأمة و هم شيعتنا و محبونا و هم عند الناس كفار و عند الله أبرار و عند الناس كاذبون و عند الله صادقون و عند الناس ظالمون و عند الله مظلومون و عند الناس جائرون و عند الله عادلون و عند الناس خاسرون و عند الله رابحون فازوا و الله بالإيمان و خسر المنافقون )