إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الطاغية في طريقه الحتمي إلى الهاوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطاغية في طريقه الحتمي إلى الهاوية






    موقف الطاغية هو موقف ذلك الذي يقطع الشجرة لكي يقطف ثمرة) مونتسكيو

    يوم السبت الماضي كان يوماً مميزاً في تاريخ البشرية الحديث والمعاصر، حيث خرج حوالي الستة ملايين إنسان في كل أرجاء الكرة الأرضية، في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وأمريكا الشمالية وفي أستراليا ونيوزلندة وحتى في الجزر المنعزلة في المحيطات مثل فيجي.

    كان الشعار الرئيس الذي التفّت حوله تلك الملايين من البشر ورفعته لافتات كتبت وقالته بصوت واحد ولكن بكل لغات الأرض ذلك الشعار كان (لا للحرب.. نعم للسلام).

    غير أن ذلك الشعار لم يكن الشعار الوحيد المرفوع فإن هناك شعار آخر رفع معه، وهو (لا للدكتاتورية.. لا لصدام حسين) غير أن بعض وسائل الإعلام العالمية ولأغراض سياسية معروفة عتّمت على الشعار الثاني وبرّزت الشعار الأول، وكأنه كان الشعار الوحيد.

    منذ حرب فيتنام لم تشهد شوارع مدن العالم مثل تلك الجموع الهادرة بل أن مدناً توقفت بها الحياة تماماً يوم السبت الماضي بسبب شدة التظاهرات لم تعرف من قبل أية تظاهرة احتجاج ولا حتى مسيرة تأييد.

    كل البشرية خرجت مطالبة بحل المسألة العراقية حلاً سلمياً، ولكن الكل كان يعرف بأن ذلك الحل مرتبط برجل واحد قراره سيحدد مصير ومستقبل ليس شعب العراق وحده فقط بل ومنطقة بأكملها، وكما صار ذلك الرجل ومنذ أكثر من عشرين عاماً سبباً لتخريب ودمار هذه المنطقة الحيوية من العالم، فإن ما تبقى من العراق وطناً وشعباً هو اليوم أمام احتمالات التدمير الكامل بحرب جهنمية لا يعرف أي أحد حدودها وإبعادها والدمار الذي ستسببه، وعدد القتلى الذين يمكن أن يكونوا بالملايين أيضاً؟!.

    نعم فلم يعد اليوم من سبيل لحل المسألة العراقية، إلا بتنحي الدكتاتور طاغية بغداد عن السلطة، وقادة العالم اليوم العرب منهم والأوروبيون يبحثون في إمكانية تحقيق هذا الأمل الوحيد المتبقي لتجنب وقوع تلك الحرب التي غدت حتمية دون تجسيد تلك الأمنية حقيقة وواقعاً.

    ومن أجل ذلك التقت مجموعة من الزعماء العرب والأوروبيون مؤخراً لبحث إمكان إقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالتوجه إلى المنفى السياسي في دولة صديقة في الشرق الأوسط مع وعد بتوفير العفو والحماية له.

    ولكن فإن ثمة مشكلة كبيرة، فمن غير المتصور أن يقبل صدام حسين مثل هذه الصفقة، إذا أخذنا في الاعتبار تاريخه ونمط سلوكه.. وحتى في الحالة غير المحتملة التي تتمثل في أن يوافق الدكتاتور على مضض على هذه الصفقة فإن نجليه لن يسمحا له بالتخلي عن السلطة التي يشاركانه فيها.

    ووفقاً لسيرة ذاتية جديدة موثقة نشرت في العراق، فإن صدام يعتقد أنه (مقدّر) له أن يتغلب على كافة الصعوبات. وهذا نابع من فكرة ترسخت لديه على مرّ الأيام، ونشأت عنده من اعتقاده (بأن والدته حاولت التخلص منه قبل ولادته!) ولكنها فشلت. وبقي رغم أنه كان بدون أب يحميه، وترك خلفه حياة الفقر في قرية زراعية فقيرة ليلتحق بالمدرسة الثانوية. وارتقى بسرعة في صفوف حزب البعث!، وأصبح رئيساً للعراق عام 1979 حيث قضى على أي منافسين محتملين له ودون رحمة.

    يحاول بعض الكتاب والمحللين اليوم وفي بيان سبب توقعهم برفض الطاغية فكرة التنحي أن يحيلوها إلى كون صدام حسين له من الجذور والصفات القبلية التي تشكل عناصر بناء شخصيته ومن تلك الصفات هو (إن الشرف شيء أهم من الحياة نفسها، وإن إظهار الضعف أو الجبن عمل غير شريف يكلف حياته).

    بعد يوم من موافقة صدام حسين على وقف إطلاق النار في حرب الخليج الثانية بعد هزيمة جيشه فيما سمي بحرب عاصفة الصحراء (حرب تحرير الكويت) كتب أحد أشهر المحللين السياسيين البريطانيين تحليلاً سياسياً أذاعته الـ(BBC) في 1 آذار 1991 قال فيه: (إن تاريخ الحروب كلها لم يشهد رئيساً أو قائداً ذليلاً مثل صدام حسين، فوافق على كل الشروط المذلة، في سبيل الإبقاء على حياته وسلطته).

    إن هذا التحليل الدقيق لشخصيته صدام حسين قد يصبح كافياً للرد على تلك الكتابات والتحليلات التي تحاول اليوم أن تعمل من الطاغية أسطورة جديدة أخرى، تضاف إلى أساطير القرن الحادي والعشرين والتي ابتدأت بأسطورة أسامة بن لادن!، لكي تبرر كل هذه الحشود والجيوش والأساطيل، وما قد تفعله تلك القوات بالعراق وشعبه عند اندلاع الحرب.

    إننا نقول لأولئك الذين يجهدون أنفسهم بالبحث والدراسة عن شخصية الطاغية وبنائه النفسي، إضافة إلى التحليل الذي نقلته هيئة الإذاعة البريطانية بعد توقف الحرب في عام 1991، نقول إن طاغية بغداد هو مزيج وخلاصة كل طغاة التاريخ والمستبدين من نيرون إلى معاوية والحجاج وصولاً إلى جان بيدل بوكاسا ومروراً بأدولف هتلر، وينيتو موسوليني، ولكن أكثر أولئك تأثيراً به هو أدولف هتلر الذي كان كما قال الباحثون في علم النفس السياسي، بأن كان مغرماً ومهووساً بحب بريطانيا، ولذلك فهو حاول قبل الحرب التحالف معها ضد الاتحاد السوفيتي السابق، ولكنها رفضت، ثم ضحى بنائبه أدولف هيس عندما بعثه بطائرة خاصة إلى بريطانيا، غير أن الإنكليز رفضوا مرة أخرى واعتقلوا هيس، الذي أحيل إلى محاكم مجرمي الحرب في محكمة نورمبرغ بعد انتهاء تلك الحرب.

    كما أن هتلر أنقذ الجيش البريطاني من الهزيمة الماحقة المذلة في دنكرك، بعد أن طوقتها دبابات غودريان وصارت بقبضة نيرانه. حيث أرسل برقية مستعجلة تدعو غودريان إلى الانسحاب للخلف للسماح للقوات البريطانية بعبور بحر المانش حيث بريطانيا بسلام وأمان!.

    لقد عاش هتلر كما يقال بحلم ونفس بريطانيين حتى آخر لحظة من حياته، حيث سلم نائبه (كايتل) نفسه للقوات البريطانية بدلاً من تسليمه مفتاح برلين للجيش الأحمر السوفياتي الذي كان يحتل كل البنايات الرئيسية ومنها الرايخشتاخ.

    وهكذا هو طاغية بغداد ولكن بريطانيا هنا هي أمريكا (الولايات المتحدة)، فهو ومنذ أكثر من عشرين عاماً يعيش بالنفس الأمريكي، ولذلك لم يكن ليجرؤ فقط على ضرب القوات الأمريكية التي بدأت بالتحشد لمدة ستة أشهر في حرب الخليج الثانية، وقبل أن تبدأ عليه هي الحرب، وأن يتمسك بذلك بمبدأ من مبادئ الحرب شهير هو مبدأ (المبادرة) ويربك إن لم يدمر تلك القوات قبل أن تكتمل حشودها.

    لأنه كان أيضاً لم يكن يتصور أو ليدور بخلده لحظة واحدة بأن أمريكا (معشوقته) و(ملاكه الحارس) (The Guard angel) سوف لن تضربه، لأنها لا يمكن لها أن تتخلى عنه في يوم من الأيام.

    وها هو ومنذ نهاية الحرب وحتى اليوم بل وحتى هذه اللحظة لم يزل يعيش بالحلم بل وبـ(النفس الأمريكي).

    لذلك تراه لم يزل يعتقد، كما أنه لا يمكن له أن يتصور أيضاً بأن أمريكا جادة فعلاً بإسقاطه وإنهاء حكمه
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X