ما زال حقّ آل ألبيت(ع) يُغْتَصبْ!
لم أستطع منذ طفولتي و إلى آلآن أن أهضم تلك الحادثة ألأسوء في تأريخ البشرية على الأطلاق!؟
تلك الواقعة ألأليمة ألتي حدثت بعد رحلة الرسول(ص) لتفترق شمل الأمة و لتُبتلى بآلحروب و المحن و المآسي بسبب شهوة التسلط و الكراسي!
تلك الفاجعة الأكبر التي سببت تدمير البشرية جمعاء و ليس فقط المسلمينكما قد يتصور البعض!
لأن الأسلام لو كان قد إنتشر و تحكم في العالم شرقاً و غرباً على نهج الرسول و أهل بيته الطاهرين لما كانت البشرية اليوم بما فيها الدول الأسلامية تُعاني ممّا تعانية من الفساد و الفرقة و الحروب و الذل و العبودية للملوك و الحاكمين بآلوراثة و الأمارة و الديمقراطية و التحالفية و آلتوافقية و الوطنية و ووووو!
كما لا أستطيع أن أتصور ذلك الموقف ألمجحف ألأليم .. حين وقف البعض ممّن شاهد و عايش آلرسول(ص)على مدى أكثر من عشرين عاماً و سمع آيات الله من لسانه مباشرةً؛ ثمّ إتّهم الرسول(ص) بعد كل ذلك و بكل صلافة و وقاحة بقوله: [أنّه – أي الرسول(ص) يهذي و يهجر] حين أراد أن يكتب بيديه المباركتين كتاباً لن تضل الأنسانية من بعده .. ليختموا تلك الجريمة ألاكبر بقولهم: [لا حاجة لنا به حسبنا كتاب الله!].
هل هناك مسلم منصفٌ له قلب يُمكنه أن يتقبّل تلك الأهانة على رسول الله العظيم ألرؤوف الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يُوحى!؟
و آلله لا يفعل ذلك و لا يتقبل ذلك الموقف أيضاً؛ إلّا من بداخله صخرة بدل القلب .. فكيف يجرأ مسلماً رافق الرسول اكثر من عشرين عاماً أن يُكذّب آلله و الرّسول و أهل بيته من بعده و بشكل عمليّ لا نظري .. بل و يُوغل بآلظلم و الحقد بحقّهم لتكون أعمالهم لشريحة بريئة كبيرة من المسلمين سُنّةً إختلط فيها الصح و الخطأ إلى يومنا هذا للأسف!؟
إننا هنا لا نعني فقط مسألة الخلافة و لا فدك و لا حقوق أو دماء ألأئمة الأثني عشر من أهل البيت(ع) و لا و لا غيرها من المصائب و المحن و الحروب الكبرى التي سالت بسببها دماء مئات الآلاف من المسلمين؛ فتلك أموراً حدثت و إن كانت آثارها و سننها و وقائعها قائمة فينا قهراً لتسبب و لا تزال عشرات ألملايين من ألقتلى و الضحايا و الظلم و الأستغلال بسبب آلمفخخات و الأغتيالات و القادسيات ...
لا نريد أن نسلط الضوء على ذلك كلّه ... لأن أي منصف و مُحب لله و رسوله و بمجرد ما أن يطّلع على تلك الحقب ألتأريخية ألسوداء الممتدة من السقيفة و إلى آلآن؛ لا يبقى أمامه سبيل سوى الكفر و إرسال اللعنات على منْ كذّب آلرسول(ص) حين حياته و أثناء وفاته و بعده بسن السنن التي ما زلنا ندفع من ورائها دماءاً و ضرائبَ غالية و غالية جداً!
إن الذي نريد التحدث عنه هذه المرّة هو نوع جديد من آلتزوير و آلسّرقة لأتباع هذا الخط الظالم بقيادة الوهابية!
أ لا و هي سرقة أدعيّة و كلمات و مؤلّفات الأئمة الأطهار عليهم السلام من قبل شيخ وهابي إسمه عبد الملك القاسم ألذي نسخ ألقسم الأعظم من دعاء كميل بن زياد النخغي ألذي تعلّمه من وصي رسول الله (ص) بآلأضافة إلى مجموعة كبيرة من آلأدعية التي وردت في الصحيفة السجادية و جعلها بإسمه بعد ما طبعه في كتاب بعنوان: [كتاب الدعاء الشامل] ... علماً أن هذا الكتاب تكرر طبعه عدّة مرّات في فترة زمنية قصيرة ... و لا ندري ماذا سيكون موقف الأجيال القادمة من هذه آلجريمة و التي ليست آلأولى من نوعها فهناك الكثير من أحاديث أهل البيت(ع) تمّ سرقتها من قبل ذلك الخط الظالم!؟
هل سيكررون ما كرره آبائهم و أجدادهم حين عُرض عليهم حقيقة الوصية و الخلافة و التزوير الذي حدث بحق آلله و رسوله و اهل بيته الكرام ... لتكون أجوبتهم مشبوهة و مخلوطة بآللامبالاة و إلقاء اللوم على ألمرتكب و براءة ساحتهم من هذا الفعل ليكرروا قول أبو حنيفة و البصري و أمثالهم حين قالوا:
[هؤلاء قوم تلطخت أياديهم بدماء المسلمين فلماذا نلطخ ألسنتنا بدمائهم]!
عجيب هذا الخلط و اللعب بآلكلمات و تبرير المواقف و آلتبرير الظالم و كأن القضية لا تهمهم لا من قريب و لا من بعيد!؟
و آلغريب أنّ تلك ألأدعية ألتي كتبها أئمة الشيعة و تلامذتهم هم منْ يحجبونها في مواقع الانترنت و الفضائيات بحجة أنها شرك؟
و أننا نسأل كل منصف ذو قلب؛
هل هناك مظلومون في الأرض ظلموا أكثر ممّا ظُلم محمد(ص) و آل محمد الطيبين الطاهرين و مواليهم بسبب طُلاب الدّنيا سواءاً في حياتهم أو بعد شهادتهم!؟
علماً أن الكتاب ألمذكور تمّ طبعه في مطبعة دار القاسم للنشر و التوزيع الكائن في الرياض – السعودية ... ص.ب: 6373
د.عزيز الخزرجي
تعليق