إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

معجزة عناقيد النمل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معجزة عناقيد النمل

    فهد عامر الأحمدي

    فكّر معي بأعظم بناء أنجزه الإنسان .. أهرامات مصر.. سور الصين.. كلوزيوم روما.. معابد أنكور في كمبوديا...

    كل هذا لا يساوي شيئا أمام عنقود عنب ضخم يفوق الطابقين تبلغ فيه حبة العنبحجم البطيخة يستحق لقب أعظم تصميم عمراني على وجه الأرض..

    وهذا بالضبط ما يفعله النمل حين يقرر (ولست مرتاحا لكلمة يقرر) بناء مدينةجديدة تحت الأرض.. ففي البداية يبدأ بحفر نفق رئيسي (عمودي نازل) ثم يتفرعبه كما يتفرع عنقود العنب.. ومن كل نفق فرعي تتفرع مجموعة كرات مجوفة (يمكنتمثيلها بكرات السلة) تتضمن قصورا وممالك يعيش فيها النمل..

    والعجيب أن هذه التفرعات قد تستمر بلا نهاية بحيث تنشأ مدن متواصلة ومدفونةتحت الأرض (يفوق عمقها طابقين أو ثلاثة) لا يدل على وجودها من الأعلى سوىفتحة الدخول الرئيسية..

    ولتبين حجم هذه المدن المدفونة عمد عالم الحشرات لويس فورتشي إلى ملئهابخرسانة سائلة (حقنها من فتحة النفق الرئيسية على سطح الأرض). وبسبب حجمهاالهائل تحت الأرض اقتضى الأمر ثلاثة أيام كاملة صب خلالها عشرة أطنان منالإسمنت السائل حتى امتلأت تماما .. وكان الاسمنت سائلا ورقيقا لدرجةالتغلغل والانسياب لكافة الأنفاق الفرعية وملء الكرات المجوفة على الجوانبوالأطراف..

    وحين امتلأت بالكامل تركها لمدة شهر حتى جف الاسمنت تماما ثم بدأ الحفر منحولها.. وكانت من الضخامة بحيث بدت الحفرة لمن يقف على حافتها من الأعلىكفوهة بركان ضخمة تتضمن في تجويفها عنقود عنب ضخماً من الاسمنت المتحجر!!

    والغريب أكثر أن هذه المدينة بدت متكاملة من حيث النظام البيئي والإداريوتقديم (كافة الخدمات) المتوقعة في أي مدينة حديثة .. فهي تتضمن مخازنتغذية وحاضنات تفقيس ومواقع نفايات ومستويات تهوية تسحب الهواء من الخارجبشكل مستمر.. ولعمل هذا كله قام النمل بحفر مئتيْ متر مربع من الأرض، ونقل 80 طناً من التربة، وقامت كل نملة بآلاف المشاوير حملت في كل مرة مايفوقوزنها بأربع مرات (وهو مايعني بمعايير الانسان حمل 300 كيلوغرام في كل رحلةمن عمق 800 متر)!!

    وحين رأيت بنفسي هذه المدينة العملاقة على قناة العلوم ( (Science channelلم أتعجب فقط من دقة بنائها بل وكيفية تواصل النمل واتفاقه علىإنشاء هذا المشروع العظيم.. ففي عالم البشر تتبلور المشاريع العظيمة في عقلشخص واحد هو المصمم أو مهندس المشروع ثم ينفذها عشرات العمال تحت اشرافه. ولو كان النمل بذكاء الانسان لما كان هناك مايستحق الدهشة والتعجب، ولكنّتصميما ذكيا بهذا المستوى يتطلب عقلا واحدا مفكرا أو على الأقل مجموعة منالعقول الحرة القادرة على التواصل والاتفاق على تصور نهائي..

    ولكن الواقع يخبرنا بأن النمل يتصرف من خلال عقل جماعي غامض يوجهه للعملضمن خطة دقيقة ومراحل منظمة (وكأنه منوّم مغناطيسيا ومبرمج منذ الأزللإنجاز هذا التصميم المدهش).. واكتفاء النمل بهذه المدينة المعجزة وعدمقدرته على تقديم انجازات أخرى مدهشة يؤكد هذه الحقيقة ويقودنا للتفكيرتلقائيا بوجود خالق يوجهه منذ ملايين السنين لتكرار ذات التصميم!

    ... وما يدعونا للتأمل أن النمل كان يسير على (نفس التصميم) ولم يغير فيهشيئا منذ كان الانسان بدائيا متخلفا يسكن الكهوف وصدوع الجبال.. ولكن ؛ لأنما من نملة تمردت على واقعها أو قدمت إبداعا يضيف لحياتها استمرت بالبناءتحت الأرض في حين وصل البشر إلى حدود الفضاء!! حسناً بعض البشر ...

    منقول : صحيفة الرياض
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X