إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ظرائف العرفاء <إنّ الشيطان‌ مأمور مطيع‌ وممتثلٌ لاوامر الله‌ ؛ مهمّته‌ تمييز الطيّب‌>

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظرائف العرفاء <إنّ الشيطان‌ مأمور مطيع‌ وممتثلٌ لاوامر الله‌ ؛ مهمّته‌ تمييز الطيّب‌>

    عجبتني جملة من كتابة <معرفة الله> فحبيت انقلها لزيادة الفائدة

    إنّ الشيطان‌ مأمور مطيع‌ وممتثلٌ لاوامر الله‌ ؛ مهمّته‌ تمييز الطيّب‌ عن‌ الخبيث‌ ؛ تماماً كالحرّاس‌ من‌ زنابير العسل‌ الذين‌ يؤمَرون‌ بالوقوف‌ عند باب‌ قَفير النحل‌ وتفتيش‌ الزنابير التي‌ طعمت‌ الازهار الكريهة‌ الرائحة‌ والمتعفِّنة‌ ليمنعوا دخولها إلي‌ الخليّة‌ ويلسعونها شاطرين‌ إيّاها نصفين‌ ؛ ويُجيزون‌ لتلك‌ التي‌ أدّت‌ مهمّتها علی‌ أكمل‌ وجه‌ فطعمت‌ الازهار الطيّبة‌ الرائحة‌ والعطرة‌ الدخول‌ إلي‌ القفير .

    دوس هون

    واللطيف انو نفس <العارف> بيقول بمكان آخر
    لم يكن الشيطان ضمن الساجدين, فهذا الموجود ليس من فصيلة الذين يمكن أن يسجدوا! هو موجود لا يسلّم لمقام الولاية الكبرى وحقيقة الإنسانيّة, هذا النوع من الموجودات معدنه غير مطيع, ومن هنا أصبح الماء متّسخاً!!

    دوس هون


  • #2
    كلام بديع للعلامة الطهراني في بيان فلسفة خلق الشياطن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في البداية أحب أن أشكر الأخ تحت أطباق الثرى لأنّه بدأ يضيء على الفكر الوضاء لسماحة العارف الجليل آية الله العظمى الحاج السيّد محمد الحسين الطهراني قدّس الله سرّه الشريف وأفاض الله علينا من بركات نفسه القدسيّة.

    بمناسبة ما نقله أخونا تحت أطباق الثرى حفظه الله أحبّ أن أنقل لكم كامل المقطع الذي ينقل منه لكي تقفوا على عظمة هذا الفكر.

    فكلام سماحته هذا كان معقوداً لكي يعقد مقارنةً بين النظريّة الإسلاميّة والنظريّة الزردشتيّة الباطلة، فأنقل لكم المقطع الذي يسبق هذه الآيات الثلاث لكي يتّضح لكم ما أقول، حيث يقول قدّس سره في كتابه الجليل معرفة الله ج3 - ص106:

    و كان الزرادشتيّون يعتقدون و ما زالوا بأنّ الموجودات و المخلوقات في العالم تنقسم إلى مجموعتين: الخير و الشرّ؛ أو الخيرات المفروض وجودها و المفيدة لنظام العالم الكلّيّ و التي يُفتَرض بجميع البشر الاجتهاد و السعي لإنمائها و إكثارها، و الشرور التي تُعتَبر مُضرّة للعالم، و هذه لم يخلقها أهورامزدا، بل هي نتاجات أهريمن، و على الناس جميعاً تقع مسؤوليّة محوها و إزالتها من العالم.
    فهذه الشرور مخلوقات أهريمن سواء أكان هو نفسه مخلوق أهورامزدا أم لم يكن.
    و على هذا، فإنّ ما يمكن استنباطه من الأوِسْتا هو أن أهريمن خالق الشرور و الظلمات و السيّئات، و بذلك يقع القسم القبيح و الخبيث من العالم هذا في قبضته. فهو إمّا أن يكون شريكاً لأهورامزدا في الذات و أصلًا قديماً أزليّاً. و إمّا أن يكون مخلوقه لكنّه شريك له في الخِلقة و التكوين. و أيّاً كان ذلك فإنّ (أي أهريمن) يمتلك استقلالًا وجوديّاً في العمل و الخَلق، و الخبير في الخَلْق و عالم التكوين و التدبير.
    لكنّ الأمر مختلف تماماً في نظريّة الإسلام.
    ففي إطار التفكير و العرفان الإسلاميّينِ جميع الموجودات في العالم خاضعة لمسألة الجمال و الخير و القبول و الحمد و الشكر و التمجيد و التحميد و المدح و الإطراء. فالخالق واحد و كلّ ما هو مخلوق بيده واحد كذلك. و ذلك هو منتهى الروعة و البهجة و النزاهة و الكمال و التمام و الإتقان.
    فيؤصّل سماحته لقاعدة توحيديّة بديعة، وهي أنّ الله مصدر كلّ خير، وأنّه عزّ وجلّ لا يفعل إلاّ كلّ خير، ثمّ بعد ذلك يتعرّض سماحته لحلّ الإشكال الذي قد يعلق ببعض الأذهان القاصرة من أنّه إن كان الحال كذلك فكيف نفسّر إذاً خلقه للشيطان الذي يعتبر مصدر الشرور في العالم وخصوصاً بالنسبة لبني آدم، فيبيّن المسألة بأجمل بيان، فيبدأ بعرض الآيات الثلاث المذكورة، فيقول:

    {ذَلِك عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، الذي أحْسَنَ كُلَ‏ شَيْ‏ءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأ خَلْقَ الإنسَانِ مِن طِينٍ }
    {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى، قَالَ رَبُّنَا الذي أعْطَي‏كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}
    {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى، الذي خَلَقَ فَسَوَّى، وَ الذي قَدَّرَ فَهَدَى}


    إن أصل خِلقة الشيطان في الأساس هو خير، لأنّ ذلك حادث طبقاً لحكمة الله. و قد علمنا أنّه هو أيضاً مخلوق من مخلوقات الله؛ و كلّ مخلوق من مخلوقات الله هو خير.

    و طبقاً لما ورد في الآيات القرآنيّة الكريمة فإنّ الشيطان لا أثر له في عالم الخِلقة و التكوين؛ و لا سلطان له في عالم الأمر و الملكوت. و تقتصر دائرة إحاطته و فعليته في عالم الخَلق و الدنيا و حسب، و حتى تلك الإحاطة و الفعليّة تكون مقتصرة على أفكار الجِنّ و الإنس، و على نحو الاختيار و الوسواس لا الإجبار و الاضطرار؛ حتى يتمّ لهُ تضليل اي موجود شاء من الجِنّ أو الإنس إذا ما انقادوا لوساوسه و اتّبعوا أغراضه و أهواءه، ففي الواقع هو مأمور من قِبل الله لتمييز الصالح عن الطالح، و الجميل عن القبيح و السعيد عن الشقيّ، و أصحاب الجَنّة عن أصحاب النار؛ فيكون الإنسان حيئنذٍ مخيّراً في انتقاء طريق السعادة أو الشقاء بمل‏ء إرادته في هذه الدنيا التي هي دار تكليف. و ما كان بالإمكان وقوع هذا الأمر أو حصوله بغياب الشيطان و وساوسه في أفكار الإنس و الجنّ.
    ثمّ يستعرض سماحته ببيانه الساحر كيفيّة نشأة الشيطان التكوينيّة اعتماداً على الآيات القرآنيّة، مبيّناً أسراراً ودقائق ونكات جميلة في المقام إلى أن يصل إلى بيان الحكمة التي من أجلها خلق الله هذا المخلوق الشرير، وكيف أنّه مع كونه شريراً ويسبب فساد العديد من بني آدم، إلاّ أنّه في نفس الوقت خير لكونه من مخلوقات الله، والله لا يصدر عنه إلا الخير، فيقول سماحته بهذا الصدد:

    و
    ممّا ذُكر يمكن استنباط بعض الامور المهمّة و الأساسيّة في العقيدة الإسلاميّة النابعة عن التعاليم القرآنيّة:

    أ وّلًا: لقد تبيّن أن الشيطان لا يملك استقلاليّة لا في الوجود و لا في الذات و لا في الأثر و لا في الفعل. فوجوده و فعله أمران موكولان إلى الله تعالى و أمره سبحانه.

    ثانياً: أنّه (أي الشيطان) يؤثّر في الجِنّ و الإنس معاً لا في الإنس وحدهم.

    ثالثاً: ليس لتأثيره أيّ أمر قهريّ أو اضطراريّ أو اجباريّ، فهو لا يستطيع سحب الإنسان من يده و جرّه إلى ارتكاب المعاصي، بل يقتصر تأثيره في مجرّد الوساوس و صرافة الدعوة، على نحوٍ ضعيف.

    رابعاً: يتّبع الإنسان الشيطان و وساوسه بمحض إرادته و اختياره، و لذا فالإنسان لا يحق له أن يؤنّب الشيطان أو يلومه في عالم الحقّ و الحقيقة و عند الوقوف أمام الله سبحانه، أو أن يقول له: أنت السبب في كلّ هذا فعليك أن تحمل اليوم عنّي إصري!

    خامساً:
    أن أصل خلقة الشيطان خير؛ و إنّما خُلِقَ لامتحان البشر و اختبارهم حتى يتمكّن (أي البشر) من السير في الطريق الصعب و اللطيف في نفس الوقت، و ذلك في عالم التكليف و الأمر و النهي الإلهيّين بمل‏ء إرادته.
    فلولا الشيطان لاختَفتْ كلّ الاستعدادات و القابليّات في بوتقة الإجمال و الإبهام.- سواء أكان ذلك من ناحية الشيطان الداخلي و النفس الأمّارة أم من ناحية الشيطان الخارجيّ و إبليس اللعين- و لو كان العالم مملوء بدعوات الخير لانعدمت الحركة نحو الكمال، و لم تحصل النهضة باتّجاه ذُرى المعرفة و قممها. و لولا الشيطان لما كان هناك من خيرٍ أو شرّ أو تكليف أو أمر أو نهي، و ما كان للعاطفة و الحبّ و الجهاد من أثر يُذكَر.
    و لولا الشيطان لما كان من وجود للشقاء أو السعادة أو الجنّة أو النار. و بالجملة فلو لم يوجد الشيطان ما وُجِدَت كلّ تلك العجائب و البدائع في الخلقة و الجمال البشريّ الواقعيّ الفتّان؛ و لولاه لتبدّل العالَم بأجمعه و لكان مختلفاً عمّا هو عليه الآن، كثير الشبه بسلسلة من الموجودات الثابتة غير العاشقة و غير المتحرّكة، كما هو الحال مع عالم الملائكة.
    و في هذه الحالة، كان يكفي وجود عالَم الملائكة و لم تكن هناك حاجة إلى إيجاد عالَم الخِلقة بواسطة عالَم المادّة و خلق البشر و إبليس و سجود الملائكة و تمرّد إبليس، و حركة البشريّة و مسيرتها من مبدئها حيث الاستعداد و القابليّة إلى منتهاها حيث أعلى درجة الكمال و اكتمال الذات في مقابل جنس الملائكة.
    كأنّ الله الخالق و العليم و الحكيم
    قد ذرأ الشيطان و ادّخره لعالم الكثرة هذه و دار الاعتبار و التكليف لكي يتحقّق به اكتمال الخلقة و لعلّه السبب في أكمليّة الإنسان و أفضليّته و كونه أشرف من الملائكة المقرّبين.
    إن الشيطان مكلَّف و مأمور من لدن الحقّ تعالى بالاختبار و التحقيق و تمييز الأفراد المُلوَّثين
    بإرادتهم- التي لا تنفصل عن إرادة الله تعالى، بل هي عين اختياره و نفس إرادته- و الذين اختاروا السبيل المُعوَجّ، المُدَنّسون بعفونة الكثرات المتعفّنة و الذين هم غير مؤهّلين للدخول إلى حرم الأمن و حريم الأمان الإلهيّ، عن الأفراد الصالحين الطاهرين الطيّبين، و مانع اولئكم من أن يخطوا خطوة واحدة في عوالم قرب الحقّ. و مقرّب الذين دخلوا عالم الخلوص و أفنوا عمراً في حبّ الحقّ الأزَل و الأبد، و أضحوا بذلك من المقرَّبين، دفعة واحدة، حتى يتمكّنوا ببساطة و سهولة من التحليق في عوالم الحضرات، و يدخلوا ذلك الحرم المنيع دون مانعٍ أو رادعٍ و يتعطّروا بعبير التوحيد الطيّب و الأريج الفوّاح للعرفان و الفَناء في ذات الحقّ، بعد أن‏ اجتازوا حالة التعفّن الحاصلة بالتوجّه نحو الكثرات و الملوِّثات الإنسانيّة المرهقة و المهلكة و المخرّبة، و بعد أن طرحوا عنهم لباس الخلقة و التعيّن و التقيُّد و خُلِعَت عليهم خِلَع ربّانيّة، و آووا إلى ركن شديد و رَوح و ريحان، حاملين لواء الحمد و التوحيد يوم القيامة.

    إن الشيطان مأمور مطيع و ممتثلٌ لأوامر الله؛ مهمّته تمييز الطيّب عن الخبيث؛ تماماً كالحرّاس من زنابير العسل الذين يؤمَرون بالوقوف عند باب قَفير النحل و تفتيش الزنابير التي طعمت الأزهار الكريهة الرائحة و المتعفِّنة ليمنعوا دخولها إلى الخليّة و يلسعونها شاطرين إيّاها نصفين؛ و يُجيزون لتلك التي أدّت مهمّتها على أكمل وجه فطعمت الأزهار الطيّبة الرائحة و العطرة الدخول إلى القفير
    .


    ثمّ يشير سماحته إلى أهميّة هذا البحث على لسان أستاذه وحيد عصره وفيلسوف زمانه آية الله العظمى الحاج السيّد محمد حسين الطباطبائي قدّس سرّه الشريف وأفاض الله علينا من بركاته نفسه القدسيّة، حيث يقول:

    و أمّا الباحثون منّا فقد أهملوا البحث عن ذلك و بنوا على ما بنى عليه باحثوا الصدر الأوّل سالكين ما خطّوا لهم من طريق البحث، و هي النظريّات الساذجة التي تلوح للأفهام العامّيّة لأوّل مرّة، تلقّوا الكلام الإلهيّ ثمّ التخاصم في ما يهتدي إليه فم كلّ طائفة خاصّة، و التحصّن فيه ثمّ الدفاع عنه بأنواع الجدال و الاشتغال بإحصاء إشكالات القصّة و تقرير السؤال و الجواب بالوجه بعد الوجه.
    لِمَ خلق الله إبليس و هو يعلم من هو؟
    لِمَ أدخله في جمع الملائكة و ليس منهم؟
    لِمَ أمره بالسجدة و هو يعلم أنّه لا يأتمر؟
    لِمَ لم يُوفّقه للسجدة و أغواه؟
    معرفة الله، ج‏3، ص: 119
    لِمَ لم يُهلِكْهُ حين لم يسجد؟
    لِمَ أنظره إلى يوم يُبعثون أو إلى يوم الوقت المعلوم؟
    لِمَ مَكّنه من بني آدم هذا التمكين العجيب الذي به يجري منهم مجرى الدم؟
    لِمَ أيّده بالجنود من خيلٍ و رَجِلٍ و سلّطه على جميع ما للحياة الإنسانيّة من مساس؟
    لِمَ لم يُظهْرهُ على حواسّ الإنسان ليحترز مساسه؟ لِمَ لم يؤيّد الإنسان بمثل ما أيّده به؟
    و لِمَ لم يكتم أسرار خِلْقَة آدم و بنيه من إبليس حتى لا يطمع في إغوائه؟
    و كيف جازت المشافهة بينه و بين الله سبحانه و هو أبعد الخليقة منه و أبغضهم إليه و لم يكن بنبيّ و لا مَلَك؟ فقيل بمعجزة و قيل بإيجاد آثار تدلّ على المراد، و لا دليل على شي‏ء من ذلك.
    ثمّ كيف دخل إبليس الجنّة؟ و كيف جاز وقوع الوسوسة و الكذب و المعصية هناك و هي مكان الطهارة و القدس؟
    و كيف صدّقه آدم و كان قوله مخالفاً لخبر الله؟
    و كيف طمع في المُلك و الخلود و ذلك يخالف اعتقاد المعاد؟
    و كيف جازت منه المعصية و هو نبيّ معصوم؟
    و كيف قُبِلَت توبته و لم يَرِد إلى مقامه الأوّل و التائب من الذنب كمن لا ذنب له؟
    و كيف ...؟ و كيف ...؟
    ويستمرّ بنقل كلّ إجابات العلامة الطباطبائي عن الشبهات الدائرة حول قصّة إبليس، ولمن يحبّ إكمال البحث فليرجع إلى الكتاب الجليل "معرفة الله" الجزء الثالث، ص 106 وما بعدها.

    وهذا هو رابط الكتاب لمن يحبّ، فليضغط على هذا الرابط وليحمّل الكتاب الذي يحبّ.


    أمّا المقطع الآخر الذي ذكره الأخ تحت أطباق الثرى فهو ليس في نفس الكتاب كما قد يتوهّم، ولكنّه من محاضرته الشيّقة "فلسفة خلقة الشيطان" ومن يحبّ أن يطالعها فهذا رابطها.

    وأمّا أهم العناوين التي وردت فيها فما يلي:

    حول حقيقة السجود والشيطان
    الشيطان بين الملائكة والجنّ
    دور الانقياد والاستكبار في الرقيّ والهويّ
    بروز الأنانيّة عند الشيطان
    الأمر بالهبوط وسقوط الشيطان عن منزلته
    لا مجال للتكبّر والعلوّ في ساحة الأولياء
    الحكمة من خلق الشياطين
    المراد من (الصاغرين) في الآية
    توعّد الشيطان بني آدم بالإغواء


    وللتوضيح حول ما ورد في المقطع الثاني الذي أورده الأخ تحت أطباق الثرى مشكوراً، نحب أن نلفت نظر القراء الكرام أنّ البحث كان هناك فكان في معرض شرح خصوصيّات هذا المخلوق الذي خلقه الله عزّ وجلّ وسبب تبدّل جوهره ونزوله من رتبة الملائكة ليصبح في رتبة الأبلسة والشيطنة، وكان في معرض شرح آية من آيات القرآن تتحدّث عن ذلك، حيث ورد في أصل النصّ:

    قال الله للملائكة:
    اسْجُدُوا فأجابوا جميعهم: سمعاً وطاعة، وسجدوا فعلًا. قد اعترضوا في أوّل الأمر، وذلك بعدما قال الله: قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ أيّ مطّلع على أشياء أنتم لا تعرفوها ولا تعلموها، نعم ما صدر منهم لم يكن اعتراضاً، بل هو نوع من عدم الاطلاع والفهم من قبل الملائكة، لأنّهم لم يدركوا مقام الإنسان، فالذي صدر منهم هو مجرّد سؤال عن كيفيّة وإمكانيّة أن يخلق الله مخلوقاً ثمّ يكون لائقاً ليقوم بالخلافة الإلهيّة، والحال أنّ هذا المخلوق سفّاك‏ للدماء ومفسد في الأرض!! فقال الله: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ فسجد الملائكة حينئذ، ولكن الشيطان استكبر، صحيح!
    لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَلم يكن الشيطان ضمن الساجدين، فهذا الموجود ليس من فصيلة الذين يسجدون! هو موجود لا يسلّم لمقام الولاية الكبرى وحقيقة الإنسانيّة، هذا النوع من الموجودات معدنه غير مطيع، ومن هنا أصبح الماء متّسخاً!!


    إذاً فكلّ مقطع كان في وادٍ مختلف:

    الأوّل: يجيب على إشكاليّة أنّ كل ما يصدر عن الله خير، وحتّى خلق الله عزّ وجلّ للشيطان خير. ويبيّن أنّ الشيطان حتّى مع شيطنته لا يستطيع أن يخرج عن إرادة الله (سواءً علم بذلك أم لم يعلم) من باب {وَ ما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمين‏} ، ومن باب ما قالته السيّدة زينب عليها السلام لعبيد الله بن زياد حينما سألها: كيف ترين صنع الله بكم؟
    فأجابته : ما رأيت إلاّ جميلاً. (يعني رأت مشيئة الله وإرادته في قتل سيّد الشهداء وسبي نسائه جميلاً من جانب الله الله) مع أنّه قبيح من جانب جيش يزيد وابن زياد والشمر لعنهم الله أجمعين.

    الثاني: يصفّ ويعدد مواصفات هذا المخلوق من جهته هو لا من حيث كونه مخلوقاً لله، فهو في نفسه ليس من فصيلة الساجدين، أمّا تكويناً فكيف يخرج عن سلطان الله؟!


    والحمد لله ربّ العالمين


    التعديل الأخير تم بواسطة جابر الجعفي; الساعة 11-04-2012, 12:14 AM.

    تعليق


    • #3
      سؤال للأخ تحت أطباق الثرى!!!!

      وبعد هذا التوضيح نعود إلى أخينا الذي نحبّه من قلبنا (تحت أطباق الثرى) فهو من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ولا بدّ لنا أن نحبّه مهما فعل، وسؤالنا:

      هل ترى أنّ خلق الله للشيطان لم يكن خيراً؟؟؟؟

      إن كنت ترى أنّه خير فقد وافقت العلامة الطهراني قدّس سره، وإن كنت تراه ليس بخير بل شرّ، فهنا نسألك: هل تنسب فعل الشرّ إلى الله وأنّه شرير والعياذ بالله؟؟؟؟

      ثمّ نسألك: هل ترى أنّ الشيطان من الساجدين لله ؟؟؟؟؟

      إن كنت ترى أنّه ليس من الساجدين فتكون قد وافقت العلامة الطهراني قدّس سرّه .
      وإن كنت تراه من الساجدين، فنقول لك إرجع إلى القرآن واقرأه من جديد!!!!



      أشكر لك ظرافتك وإضاءاتك اللطيفة على هذه العلوم التي لا تجدها إلا عند أهلها، وأرجو أن تأتي لنا دائماً بواحدة من هذه المسائل التي غمضت عليك تفسيرها لكي نفسرها لك، فخدمة المؤمنين واجبة.



      أخوكم جابر
      الجعفي

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة جابر الجعفي
        وبعد هذا التوضيح نعود إلى أخينا الذي نحبّه من قلبنا (تحت أطباق الثرى) فهو من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ولا بدّ لنا أن نحبّه مهما فعل، وسؤالنا:

        اللي بيحبني بعطيه باقة ورد
        واهلا وسهلا بالمحبين

        هل ترى أنّ خلق الله للشيطان لم يكن خيراً؟؟؟؟
        إن كنت ترى أنّه خير فقد وافقت العلامة الطهراني قدّس سره، وإن كنت تراه ليس بخير بل شرّ، فهنا نسألك: هل تنسب فعل الشرّ إلى الله وأنّه شرير والعياذ بالله؟؟؟؟

        خلق الله للشيطان ونسبة فعل الشر لله <والعياذ بالله> من المسائل القديييييييييمة اللي خالص الحكي فيها من زماااااااااان

        الظريف بالموضوع يا ظريف <لانك بتحبني صرت ظريف> انو كلام <العارف> كان
        إنّ الشيطان‌ مأمور مطيع‌ وممتثلٌ لاوامر الله‌ ؛ مهمّته‌ تمييز الطيّب‌ عن‌ الخبيث‌ ؛ تماماً كالحرّاس‌ من‌ زنابير العسل‌ الذين‌ يؤمَرون‌ بالوقوف‌ عند باب‌ قَفير النحل‌ وتفتيش‌ الزنابير التي‌ طعمت‌ الازهار الكريهة‌ الرائحة‌ والمتعفِّنة‌ ليمنعوا دخولها إلي‌ الخليّة‌ ويلسعونها شاطرين‌ إيّاها نصفين‌ ؛ ويُجيزون‌ لتلك‌ التي‌ أدّت‌ مهمّتها علی‌ أكمل‌ وجه‌ فطعمت‌ الازهار الطيّبة‌ الرائحة‌ والعطرة‌ الدخول‌ إلي‌ القفير .

        واضح انو معنى الكلام ان الشيطان بفرزه وتمييزه للناس يكون ممتثلاً لأوامر الله

        بينما امره الله بالطاعة فاستنكر وعصى وصار يحاول غواية الناس
        فهو في فعله هذا ليس مطيعاً ولا ممتثلاً لأوامره تعالى كما يقول <العارف>
        انما عاص يستحق العقاب على فعله هذا

        أشكر لك ظرافتك وإضاءاتك اللطيفة على هذه العلوم التي لا تجدها إلا عند أهلها، وأرجو أن تأتي لنا دائماً بواحدة من هذه المسائل التي غمضت عليك تفسيرها لكي نفسرها لك، فخدمة المؤمنين واجبة.

        الحلو انكم بتضلكم مفكرين انو <العرفاء> عندهم من العلوم ما ليس عند غيرهم وهي مختصة بهم

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد و ال محمد.

          اشكر الاخ تحت اطباق الثرى على الجهود التي يبذلها ليكشف لنا عن هذه الضلالات و البدع التي ما انزل الله بها من سلطان و اتمنى ان يتحفنا بالمزيد مما لديه عن افكارهم و عقائدهم ليظهر للجميع مدى الانحراف الذي وصلوا اليه و ليكون هذا الكلام حجة على ابتاعهم ليهلك من هلك عن بينة.

          و انا من المتابعين لاسلوبك الممتع و الشيق المختلف عن الاساليب المتبعة في منتديات الحوار و ان شاء الله يحسبه الباري في ميزان حسناتك يوم القيامة.

          و شكرا.


          تعليق


          • #6
            الحلو انكم بتضلكم مفكرين انو <العرفاء> عندهم من العلوم ما ليس عند غيرهم وهي مختصة بهم

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبير الولاية
              اللهم صل على محمد و ال محمد.
              اشكر الاخ تحت اطباق الثرى على الجهود التي يبذلها ليكشف لنا عن هذه الضلالات و البدع التي ما انزل الله بها من سلطان و اتمنى ان يتحفنا بالمزيد مما لديه عن افكارهم و عقائدهم ليظهر للجميع مدى الانحراف الذي وصلوا اليه و ليكون هذا الكلام حجة على ابتاعهم ليهلك من هلك عن بينة.
              الشكر لله
              انا فضلت تسمية الموضوع <بظرائف العرفاء> لانها فعلاً كذلك

              و انا من المتابعين لاسلوبك الممتع و الشيق المختلف عن الاساليب المتبعة في منتديات الحوار و ان شاء الله يحسبه الباري في ميزان حسناتك يوم القيامة.

              يعني طلع في جمهور صامت يحب هذه الاساليب غير التقليدية فكيف اذا صدرت من شخص غير تقليدي ولكن <تأخذه سنة ونوم>

              تعليق

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X