تويت
ان الاثر الايجابي الوحيد بنظري (على الاقل الملموس) لانعقاد القمة في بغداد هو الاعتراف الصريح المنزوع عنوةً من قبل حكام دول العربان كقطر و السعودية و اذيالهم من اتباع الهاشمي و علاوي بان الغالبية الشيعية لها صوت واضح و قوي في عراق ما بعد 2003.
هذا على صعيد الاثر المعنوي, اما الاثار المادية فللاسف غير واضحة الدلالة كما الاول. فهناك طيف من التحديات و الازمات في العراق والتي يعاني منها المواطن البسيط بصورة مباشرة و مستمرة, و هذا المواطن هنا يتسائل بكل بساطة و عفوية ممزوجة بعجب و استغراب هل كان حل هذه الازمات فعلاً مستحيلاً لكون العراق لم يستضف القادة الاعراب (الاشد نفاقا) منذ 1989 عندما جاؤوا مهرولين للقاء ابن صبحة؟ يبنما السؤال اللحوح الثاني هل سيؤثر استضافة العراق لقمة عربية او محادثات دولية او غيرها على اغلب من في البرلمان و الحكومة لتبدل منهما جديب الضمير باخر معشوشب ممرعِ1؟
فعلى سبيل المثال لا الحصر وللاختصار الشديد لكون لا يصلح العطار ما افسده الدهر, هاكم تساؤليين يراد لهما اجابة مشفوعة بدليل ناهض:
1. يعلم الجميع (على الاقل من هم داخل العراق) انه منذ تسعينيات القرن المنصرم ( في عهد ابن صبحة و شلة البعثية السفلة) انه كان هناك تردي واضح و مرعب لقطاع الكهرباء لاسيما في محافظات الفرات الاوسط و الجنوبية و هذا ليس موضوع البحث لكن للتنويه فقط. لكن ما يهمني الان هو الاستمرار الحاد في هذا التردي و غياب الهمة الصادقة في المعالجة مع وفرة في الوعود الكاذبة. لذا نتسائل هل سبب ذلك عدم استضافة العراق للقمة مثلا؟ (اذا اخذنا بنظر الاعتبار الاستقرار الامني العالي نسبيا في الفرات الاوسط و الجنوب). و كيف سيؤثر نجاح القمة في تطوير حقيقي ونهضة في هذا القطاع فرضا خلال السنتين القادمتين؟
2. الفساد الاداري موجود في العراق و قدمه قدم العراق. ذلك ببساطة بسبب كثرة خيراته و فساد اغلب حكامه. و فترة حكم المقبور صدام و جلاوزته خير مثال على ذلك. لكن المشكلة في ان هذا الفساد لم يتوقف بل اصبح يمارس جهارا نهارا من جميع الاحزاب (بنسب متفاوتة كي لا نظلم احدا) و يظهر جليا عندما يختلف السراق على تقسيم الغنيمة. وعلى الرغم من تشخيص المرجعية المباركة (التي الكل يدعى زيفا و كذبا رضاها عنه) لهذا الفساد و التحذيرات المستمرة من عواقبه في الدنيا و الاخرة الا ان اغلب سياسيينا الشجعان لا يخافون احدا حتى خالقهم! و بالتالي لسان حال الحوزة المباركة ان لا امر لمن لا يطاع.
و في هذا السياق الامثلة على الفساد المالي كثيرة و متنوعة قطاع الكهرباء, البطاقة التموينية, الاعمار, النفط, تسليح الجيش, رواتب الرئاسات الثلاث وربعهم من النواب و المستشاريين اصحاب الدرجات الخاصة جدا و غيرها الكثير. ربما من المناسب ذكر اخرها ومما يبدو ليس باخيرها فضيحة مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية التي يفخر بحمل وسام تلك الفضيحة محافظ النجف الفاسد (عدنان الزرفي) و من وقف معه من الاحزاب في المحافظة و الدعم اللوجستي العالي الذي كان يتمتع به من بغداد. وان كانت المؤشرات تدل بوضوح على مؤامرة كبيرة حاقدة و بائسة يراد بها تحجيم و تعتيم الدور التاريخي و الاستراتيجي الطويل لحوزة النجف الاشرف حقداً و حسداً و جهلا (وهذا موضوع بحد ذاته ليس هذا محله والجهات المتورطة فيه لا تخفى على المتتبع).
نعود فنقول هل محاربة الفساد و الفاسدين بعيدا عن المساومات و الصفقات الحزبية كان متوقف على انعقاد القمة؟ والان هل تغير شئ؟ و هل سيتغير شئ؟
ختاما و ببساطة (بعيدا عن السبب الرئيسي الاول المتمثل بكيد حكام العرب المنافقين ضد العراقيين المفروغ منه) مما يبدو ان السبب الرئيسي الثاني لمعاناتنا هو انعدام الارادة الصادقة لاغلب من هم في موقع المسؤولية.
اذن مرة اخرى السؤال المحوري هو هل كان ابدال جديب الضمير باخر معشوشب ممرع لاغلب من هم في العملية الساسية بعد 2003 متوقف على استضافة العراق للقمة العربية؟ او ربما لاجتماعات مجلس الامن مستقبلا!؟
علامة استفهام تبحث عن نقطة راس سطر.
1 اقتباس من رائعة الجواهري "أمنت بالحسين".