إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

محاضرة رائعة لآية الله السيد محمد محسن الطهراني حول عاشوراء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محاضرة رائعة لآية الله السيد محمد محسن الطهراني حول عاشوراء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين
    واللعنة على أعدائهم وظالميهم من الآن إلى قيام يوم الدين

    إخوتي الموالين لفت نظري اليوم محاضرة رائعة حول عاشوراء أحببت أن أشارككم بمقطع منها يتحدّث عن دور علي الأصغر (عبد الله الرضيع) في معركة كربلاء، وهو كلا رائع لم أسمع مثله من قبل.

    والمحاضرة تحت عنوان :رسالة عاشوراء.
    لآية الله السيّد محمد محسن الطهراني حفظه الله نجل العلامة السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني قدّس سرّه .

    ولمن يحبّ أن يقرأها كاملةً فهذا هو رابط المحاضرة

    وهذا هو نص االمقطع الذي أعجبني :

    دور استشهاد علي الأصغر عليه السلام في تحقيق رسالة عاشوراء


    لقد شغلت فكري قضيّة عليّ الأصغر هذه لمدة طويلة، أن كيف حصل ذلك وما هي حقيقة هذا الأمر؟ بعد ذلك شعرت بأنّ قضيّة عليّ الأصغر في كربلاء هي التي ميّزت بين الحقّ والباطل وأنّه كان لا بدّ أن تقع هذه الواقعة في عاشوراء، لأنّكم مهما حاولتم أن تنظروا في مسألة كربلاء فربّما كان هناك مجال للشبهة لمن يريد أن ينكر، لماذا قتلوا الإمام بغير ذنب؟ حسناً، كان عليه أن لا يخرج! وفي زمان ما قبل الثورة صرّح عبد الله الرياضي رئيس مجلس الشورى الوطنيّ آنذاك في إحدى جلساته قائلاً: هذا هو جزاء كلّ من واجه الحكومة، وقد تمّ إعدامه بعد انتصار الثورة الإسلاميّة. نعم، لقد تكلّم عبد الله الرياضي بهذا الكلام، حتّى أنّه لم يقل الإمام الحسين أيضاً، بل قال: الحسين مجرّداً. وقال: إنّ مصير الحسين الذي يريد أن يقف في وجه الخليفة وحاكم الزمان هو هذا، ولو شاء لما أقدم! وهناك الكثيرون الآن يقولون: لو شاء الإمام الحسين لما خرج، فما دام قد رأى عجزه وأنّ يزيد أمامه، فقد كان عليه ألاّ يخرج. أَوَلا نسمع الكثيرين اليوم يشكّكون في صلح الإمام الحسن؟! لماذا عقد الإمام الحسن صلحاً ولم يحارب؟! كان يجب عليه أن يحارب؟! وفي المقابل يقول بعضهم أيضاً للإمام الحسين عليه السلام: مادمتم تعرفون أنّكم لا تقدرون على حرب يزيد فلماذا خرجتم؟ كان عليكم أن تبايعوا أو تعمدوا إلى التقيّة! وهكذا إذا سألنا لماذا استشهد حضرة أبي الفضل؟ يقولون لأنّه وقف في وجه الأعداء فكان يضربهم ويضربونه، وفي النهاية يجب أن ينتصر أحد الطرفين. ففي كلّ قضيّة من قضايا كربلاء تنظر إليها فإنّ فيها مجالاً للتشكيك عند أهل الشبهة وأهل الوسوسة وذوي الأمراض والأغراض، وأصحاب الاهتمام بالدنيا، وأصحاب الفكر المادي والأسس الماديّة والظاهريّة،
    لماذا تركوه عطشاناً؟! لكي يُهبطوا من مستوى قوته. أَوَ لا يقومون في كلّ المعارك بذلك؟ فعندما يطّلع العدوّ ويرى بأنّ خصمه يمتلك بعضاً من القدرات، فإنّه يسعى إلى الحدّ منها. ولنفترض بأنّ أحدها كان هو الماء، فإذا قال أولئك بأنّهم يخافون، فإنّهم كانوا سيقومون بالوصول إلى شريعة الماء في نفس تلك اللحظة. ونفس الكلام ينطبق على القاسم عليه السلام، فلماذا امتطى الحصان وجاء؟ أتظنّ أنّنا لن نفعل لك أيّ شيء لأنّك تبلغ من العمر ثلاثة عشرة سنة فتضربنا بالسيف ونحن نكتفي بالنظر إليك؟! بل نضربك نحن أيضاً. هكذا الحال في ابن الإمام الحسن الذي كان عمره سبع أو خمس سنوات الذي جاء للدفاع عن الإمام الحسين حين استشهاده، فقاموا بقطع يده، حيث كان يُريد منهم ألاّ يضربوه، ولذلك أمسك بيده حتى لا يضرب بها [الإمام الحسين]، فقطعت يده، أي أنّهم لم يكونوا قاصدين لضربه. وأمّا حادثة علي الأصغر، فهي مسألة لا يُمكن إنكارها أبداً، وكأنّ هذه الحادثة كان يجب أن تقع حتماً. لقد كان من اللازم حدوث هذه القضيّة لكيلا يتمكّن أحد من إنكار حقّانية الإمام الحسين. ففي حادثة عليّ الأصغر، قام ذلك السيف الفاصل بين الحقّ والباطل وفصل بين الفريقين؛ إذ إنّ ذلك لم يكن بسبب حدوث خطأ، فلم يقع شهاب سماوي على الأرض، ولا انبثق أمر من الأرض، بل كانت مسألة حصلت بهذه الكيفيّة عن اختيار وعمد وعلم وإصرار. ولذلك لا يستطيع أيّ أحد أن يشكّ فيها.

    ماذا كان على الإمام الحسين أن يفعل؟ لقد جاء وقال لهم: إذا لم ترغبوا في إعطائي الماء، فلا تفعلوا ذلك، دعوني أموت عطشاً، فحربكم معي أنا. كان يقول عليه السلام: " إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل " [4]، أي: إذا كانت حربكم معي، فأنّا بدوري لن أستسلم لكم، فليضرب بعضنا بعضاً، وفي النهاية، إمّا أن أقتلكم وإمّا أن تقتلوني. إذا كنتم قد أحللتم بي كلّ هذا البلاء، فما ذنب هذا؟ إن لم ترحموني فارحموا هذا الرضيع، ألا ترونه كيف يتلظّى عطشاً. أنتم ترون بأنفسكم، فأنا لا أريد أن أجعل منه وسيلةً لكي تعطوني الماء، فتُعطوه الماء وأشرب أنا. نعم، قد يأتون بالمال من أجل إعطائه إلى فقير مثلاً، فيستولي عليه شخص آخر. أي: بعنوان أن تُعطوه الماء هو، فأشربه أنا. احملوه بأنفسكم واسقوه الماء ثمّ أرجعوه إلى أمّه. لقد اطلع كلّ أولئك على هذه الحادثة، فقد كانت [من الوضوح بمكان] بحيث ورد في كتب المقاتل بأنّه تمّ تناقل الحديث حولها في نفس معسكر ابن سعد، وكانوا يقولون: ما هي حقيقة هذه المسألة؟ هل هو صادق فيما يقول! في ذلك الحين شعر ابن سعد بالخطر، ولمـّا أحسّ بذلك، التفت إلى حرملة وقال له: اضربه لكي تُطفئ هذه الفتنة.


    علي الأصغر البرهان القاطع في فضح ابن سعد ومبادئه على مرّ التاريخ


    وكما كان دائماً على مرّ التاريخ نوع من التفكير المليء بالتخيّلات والأوهام والمؤامرات، فكذلك هو الحال في زماننا هذا، والفرق فقط هو في الزمان؛ فالزمان هو الذي يختلف، بينما أسلوب التفكير واحد، وهو السعي إلى القضاء على الحقّ بأيّة وسيلة كانت. هذه هي حقيقة المسألة. لقد كان القضاء على الحق والوصول إلى المقصود بأية وسيلة ممكنة موجوداً منذ الأزل، وقد جاءت قضيّة علي الأصغر لتبيّن لنا هذا الأمر، أعني: اتّباع الباطل من أجل الوصول إلى المقصود، أي: نيل الدنيا والوصول إلى كرسيّ ابن زياد وعرش يزيد ونيل قمح الرّي... يا عمر بن سعد، أنت لا تريد الوصول إلى قمح الرّي بقتل الإمام الحسين وأبي الفضل العباس وحبيب بن مظاهر، بل بقتل طفل بريء تشهد حتى الحيوانات الوحشيّة على براءته، والبهائيّون والزرادشتيّون يعترفون بذلك؛ فما عسى طفل ذي ستة أشهر أن يكون؟! أنت على استعداد لقتل طفل بريء من أجل الوصول إلى قمح الريّ، فما هو جوابك عن ذلك؟ وما هو مآل هذه المسألة؟ فهنا لا يستطيع أحدٌ أن يقول: (كان بإمكانه ألاّ يأتي للحرب). احملوه وارووا عطشه دون أن تعطوا لأبيه قطرة ماء ـ وهذا ما قاله لهم عليه السلام ـ سيقول: حسناً، لقد رويتم عطشه، لا مشكلة فيما بيننا، احملوه إلى أمّه! وبذلك لن يقع عبد الله الرضيع شهيداً، وسيُتابع الإمام الحسين بدوره مسيرته. إنّ إطلاق ذلك السهم يعني أنّ تلك الحادثة كان لا بدّ لها أن تحدث من أجل العسكر ومن أجل عمر بن سعد ومن أجلنا نحن أيضاً، ولكي نعرف نحن اليوم أنّ الوصول إلى الغاية لا يكون بأيّة كيفيّة وبأيّة وسيلة يا عزيزي! فالغاية لا تُبرّر الوسيلة، وإلاّ لو كان الأمر كذلك، فليس هناك من إشكال إذن في قتل عبد الله الرضيع. إذا كان من المقرّر أن تكون الغايةُ مبرّرة للوسيلة ومبرّرة للمقدّمة، فلا إشكال إذن في قتل عبد الله الرضيع، مع أنّ جميع الناس ـ مهما كان المنطق الذي يستندون إليه ـ يُدينون قتل عبد الله الرضيع ويقولون بأنّه عمل خاطئ وباطل.

    حسناً، عندما حصل ذلك، ما هي ردّة فعلكم أنتم الواقفون إلى جانب عمر بن سعد والذين تشاهدون هذه القضيّة؟ لقد اتضح الأمر إذن، ولا حاجة لنا إلى دليل لنعرف الحق مع من: مع يزيد أم مع الإمام الحسين، ولا حاجة لنا إلى الإتيان بالكتب واستعمال المنطق واستحضار التاريخ واللجوء إلى الجدال؛ فهذه قضية وحادثة تشكّل بنفسها وبوجودها دليلاً على الأمر لا بإثباتها وقياساتها. فنفس هذه المسألة هي دليل على ذلك، ونفس وجودها دليل على ذلك. وأنتم يا أفراد جيش عمر بن سعد، بقيتم جالسين تُحدّقون كالبُلَهاء وتقولون: حسناً، لقد انطلق السهم من القوس، لِنصرف النظر عن الأمر. عن ماذا نصرف النظر؟ ماذا يعني (لقد انطلق السهم من القوس، فلنصرف النظر)؟ يا سيّدي، دعنا من كلّ هذا، لقد خرج السهم من القوس وسال الماء من الدلو ولا يُمكننا إرجاعه. لا يا سيّدي، عليك أن تتعقّب الماء لكي ترى أين ذهب. ونُلاحظ بأنّ هذا الاستدلال بعينه يُطرح في موضع آخر، ومفاده أن يا سيدي لقد كانت هذه قضيّةً وقعت و... فلا تتبّع هذه المسألة، وذلك خلاف المصلحة. أجل، لقد انفصل السهم عن القوس و... . ونُلاحظ بأنّ هذا الاستدلال بعينه قد استخدمه عمر بن سعد. قالوا: ماذا حصل؟ إنّه يرتعش وروحه تفيض بين يدي أبيه، فقال لهم: دعونا من ذلك، لقد وقع ما وقع، ولنركزّ على المسألة الأساسيّة ونُتابع الأمر. هل تُريدون الآن أن تفكّروا في المسألة! لقد انتهى الأمر! أيّها البائس الشقيّ، لم ينتهِ الأمر بعدُ، وستلقى جزاءك ولكن اصبر قليلاً. لقد كانت هذه القضيّة بحسب اعتقادي قضيّةً عجيبةً، بل ينبغي من الأساس على قصّة علي الأصغر أن تحدث ـ ويتضمّن هذا الكلام عدّة مسائل ـ ويُعدّ ذلك أمراً بديهياً يشبه قضيّة اثنين زائد اثنين تساوي أربعة، ومن الأمور الابتدائيّة، فالمسألة التي كانت ملموسة ومشهودة بالدرجة الأولى في هذه الحادثة بالنسبة للجميع هي أنّها كانت بمثابة سيفٍ ظهر ولم يُبق أيّ مجال للشكّ والارتياب. فقد وُجدت حادثة ذهاب علي الأكبر [للقتال]، وكان قتله مسألة طبيعيّة، فقد كان شخصاً جاء وقضى على مائة وعشرين شخص حتّى ضجّ الناس من كثرة من قُتل منهم، وهو لم يكن يضرب أشخاصاً عاديّين، بل كان يختار القادة منهم ويقوم بتصفيتهم، حتى ضجّ الناس من كثرة من قُتل منهم. وقد عقد كلّ من حضرة أبي الفضل وحضرة علي الأكبر اتّفاقاً يوم عاشوراء بألاّ يبقوا أحداً من هؤلاء الأشخاص على قيد الحياة، وكان في إمكانهم فعل ذلك، أَفَينقصون بشيء عن جدّهم وأبيهم؟! لكنّ مشيئة الله اقتضت أمراً آخر، وتقرّر حدوثُ شيء آخر. لقد كان الأمر كذلك في حادثة عليّ الأكبر وفي حادثة أبي الفضل، حيث تمّ في جميعها إقامة الحجّة وإلقاء الخُطب، إلى أن وصلت المسألة إلى درجة يقوم معها الإمام الحسين بالإتيان بدليل عملي.

    يا عزيزي! القضيّة هي هكذا... فالاستدلال بأنّي (هل صبأت عن دين آبائي؟) لم يُقنعهم، والاستدلال بأنّي (حللّت حراماً؟!) لم يُقنعهم، والاستدلال بقضيّة (أَوَ لستم أنتم الذين بعثتم إليّ بالرسائل) لم يُقنعهم كذلك، فكلُّ ما قاله لهم عليهم السلام لم يجد منهم آذاناً صاغية، وكلّ كلام ذكره في مقام الاستدلال لم يُقنعهم. فبقي طريق واحد لن يستطيع معه هؤلاء عمليّاً أن يتفوّهوا ببنت شفة، وقد كانت هذه المسألة هي مسألة عبد الله الرضيع؛ بمعنى أنّه بحدوث قضيّة عبد الله الرضيع، لم يبق المجال صالحاً للاستدلال، فالمقام لم يعُد مقاماً للتحدّث والكلام. فقد كانوا يقولون بأنّ يزيد جاء، فتعال أنت أيضاً، ودع عنك هذا الكلام، فهذا النوع من الكلام قد فات أوانه، تعال يا حسين لكي تُبايع، إلى أن وصلت بهم الدرجة لأن يقولوا (بغضاً لأبيك)، فقد قالوا ذلك أيضاً.

    لكنّ المسألة هي أنّه حينما رأى عليه السلام عدم وجود فائدة من ذلك، وأنّه لا طائل من وراء الكلام، قال لنعرض عليهم دليلاً عمليّاً يكون نفس وجوده وحضوره أدلّ دليل على إثبات أمرنا وعلى أحقّيتنا وعلى بطلان أمر الخصم وظلمه وكفر الطرف المقابل والمخالف. فلنعرض عليهم ذلك.. هذه الورقة الرابحة ـ على حدّ قول أبناء هذا العصر ـ فهذه الورقة الرابحة هي تحت يدي فلأعرضها عليهم، المسألة هي هذه. حسناً، عندما أتينا، رأينا ـ ويا للعجب ـ بأنّ هؤلاء قد قاموا بتجاوز حتى تلك الورقة الرابحة، وتجاوزوا أدلّ دليل، حينئذ اتضح بأنّ المسألة قد انتهت وتبيّن بأنّه لا مجال بعدئذ للهزل، فالظلم في جانب والحقّ في جانب آخر، والكفر في جانب والإيمان في جانب آخر، والصدق في جانب والاحتيال في جانب آخر، والصفاء في جانب والنفاق في جانب آخر، والظلمة في جانب والنور في جانب آخر، هذا هو الذي كان في حادثة عبد الله الرضيع.

    ولهذا نستطيع أن نقول بأنّ واقعة عاشوراء قائمة من الأساس على عبد الله الرضيع، وبأنّ شهادته لها القيوميّة على الواقعة كلّها. وحاصل الأمر أنّها أساسها، فالأساس في استمرار قضيّة عاشوراء هو عبد الله الرضيع، هو سرّ استمرارها، وسرّ بقائها، هو الأمر الذي حافظ عليها بحيث لن تندثر وستبقى حيّة على الدوام، في حالة أنّ الجميع سيفنى كائناً من كان، فالجميع سيندثر ولا مفرّ من ذلك، فسيأتي ويقوم بتهديم عالم بأكمله...



    انتهى المقطع من كلامه حفظه الله.


    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أولاد الحسين
    والحمد لله ربّ العالمين

  • #2
    شكر

    بارك الله فيك يا اخي على نشر معارف الاسلام .... وفقك الله لما يحب ويرضى

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X