إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا اختار المسلون ابو بكر كاول خليفه للمسلمين ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا اختار المسلون ابو بكر كاول خليفه للمسلمين ؟

    لقد كان ادعاء محبة آل البيت والتشيع لهم هو الباب الذي ولجت منه العديد من الفرق بين صفوف المسلمين . لذلك تجد أن الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة ، ولجت من هذا الباب ، وكلا من تلك الفرق تزعم أنها تتشيع لآل البيت ، وأنهم يهتدون بهديهم ، ولكن لو نظرنا إلى عقيدة كل فرقة ، ولوجدنا أنها تختلف عن الأخرى تماماً ، بل كلاً منا يكفر الآخر. فمثلاً : هناك الإثني عشرية و الإسماعيلية و الزيدية و الكيسانية و كثير غيرهم. كل هذه الفرق تدعي التشيع ونصرة آل البيت ، كل من هذه الفرق تدعي التشيع واتباع آل البيت ، لكن تجد أن كل فرقة لها عقيدة تختلف تماماً عن الأخرى ، ولو كان الاختلاف فقهياً لقلنا الأمر طبيعي ، لكن المصيبة أن الاختلاف في أسس العقيدة . و ليس هذا فحسب، بل كل فرقة لديها نظام الإمامة الخاص بها، فلو كان هناك من نص على الأئمة لما اختلفت الشيعة تلك الاختلافات الشديدة على تحديد أئمتهم.

    وهنا نسأل الشيعة جميعاً : ما هي الفرقة التي على حق في اتباع آل البيت ؟ ولماذا تفرقوا وقد كانوا من منبت واحد ؟ ولماذا صار لكل منها عقيدة تختلف عن الأخرى ؟

    الأمر الآخر : يسأل سائل و يقول ، أليس علي رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، أليس هو زوج بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا يكون هو الخليفة بعد رسول الله ؟

    1- أن أبو بكر وعمر أفضل منه ، فقد جاءت أحاديث كثيرة تبين فضلهم لا يتسع المقام لذكرها .
    2- الأمر الآخر ، أن في انتقال الخلافة إلى غير آل البيت ، كان بعلم الله ، ولا شك أن الله لا يشأ شيئاً إلا لحكمة أرادها سبحانه . ولعل السر أو الحكمة ، هو حماية الرسالة النبوية. يقول ابن القيم رحمه الله :
    ( السر في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان أن علياً لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون : أنه ملك ورث ملكه أهل بيته فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة وتأمل قول هرقل لأبي سفيان هل كان في آبائه من ملك ؟ قال : لا ، فقال له : لو كان في آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك آبائه فصان الله منصبه الرفيع من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته ، وهذا هو السر والله أعلم في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعاً لهذه الشبهة لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته فصانهم الله عن ذلك جميعاً ) .
    أقول : ولعل ذلك أيضاً الحكمة من موت أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ، فتأمل رعاك الله ، وإني أسال لو كان أحد أبناء النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعده ، فماذا سيكون حال الشيعة ؟!

    و أما قول الرافضة الإمامية أن هناك نص على تولية علي رضي الله عنه فلم يصح ذلك أبداً. و عندما أراد المسلمون الموالون لعلي أن يُبايعوه على الإمامة - إنظـــــــــروا مـــــــــاذا قـــــــــال لـــــــــهم :

    (( دعوني والتمسوا غيري فأن أكون لكم وزيــراً ، خير لكم من أكون لكم أميــــراً )) - كتاب نهج البلاغة ج 1/ ص 181 : 182. شرح العلامة الشيعي الشريف المرتضى، طبعة بيروت.

    قولوا لي أيها الإمامية بالله عليكم : أهذا قول من تكون له الولاية بالنص؟


    وقال علي رضي الله عنه أيضاً : (( والله ما كان لي في الولاية رغبة ولا في الإمارة إربة ، و لكنكم دعوتموني إليها. و حملتموني عليها )) - نهج البلاغة ج 1/ ص 322.

    و الله ليس بعد ذلك الكلام إلا الضلال!

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    أول إنقلاب في الإسلام: مؤامرة السقيفة والإنقلاب على الرسول الأكرم (ص) !!

    التوطئة:

    أخبرت الأوامر الإلهية ومنها تحذير الأمة من الانقلاب والارتداد بعده صلى الله عليه وآله، وهو ما نبأ به (صلى الله عليه وآله) فعلياً.

    وقد قال الله عز وجل: ”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ“ (آل عمران: 145).

    أما رسولنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد حذر مرارا وتكرارا من أن كثيرا من أصحابه سينقلبون بعده، وأنهم سيأخذون بسنن اليهود والنصارى، ومعلوم أن على رأس تلك السنن اليهودية والنصرانية هو تحريف الدين السماوي.

    فقال (صلى الله عليه وآله) كما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد: ”لتتبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم! قلنا: يا رسول الله؛ اليهود والنصارى؟ قال: فمن“؟! (صحيح البخاري ج8 ص151 وصحيح مسلم ج8 ص57).

    وقال (صلى الله عليه وآله) كما رواه البخاري: ”أنا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك“! (صحيح البخاري ج7 ص206).

    وأخرج البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى“. (المصدر نفسه).

    وأخرج البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم“.

    ====

    إختار الله تعالى أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام؛ فأعطاهم دوراً خاصاً ومميزاً لقيادة الأمة؛ وبــأمر من الله بيّن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إستحـآلة إدراك الأمة للهدى إلا بالتمسك بـأثنين وهما كتاب الله بإعتباره: (القانون النافذ في مجتمع الأمة الإسلامية) وبأهل بيت النبوة بإعتبار عميدهم في كل زمـآن وهو قائد الأمة، وإمامهـآ ومرجعها، مثلما بيّن الرسول إستحالة تجنب الضلالة بغير التمسك بـالإثنين.

    ولم يكتف الرسول بذلك إنما حدد الأئمة من بعده وسمى اثنى عشر إماما بإسمائهم وكلهم من ذريته الطاهرة، وكلهم عمداء لأهل بيت النبوة، فـ علي، وحسن، وحسين، وزين العابدين علي بن الحسين، والباقر.. سماهم الرسول، تسعة منهم لم يولدوا بعد.

    وهكذا تلقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمراً من ربه يعلن عليّ بن أبي طالب ولياً لعهده وإماماً من بعده، وكلف الله رسوله أن يعد الإمام علي إعداداً خاصآ للإمامة من بعده، وقبل ان ينتقل النبي إلى جوآر ربه أكد عهده لعلي وتوجه أمآم مئة ألف لإعلان البيعة وكان ذلك بغدير خم في حجة الودآع كما أشتهر في تاريخ وتوآتر في الحديث.

    وحيث أن الأمة قد دلها الله ورسوله على الشخص المتصف بصفـات الإمامة أو القيادة أو المرجعية فإنها بهذه الحالة تقبل على إمامها الجديد فتبايعه بيسر وسهولة بدون هزة ولا رجة فيسير الجميع ضمن إطار الشرعية والمشروعة الإلهية، تحت قيادة الرجل الذي ارتضاه الله ورسوله لقيادة الأمة.

    وقبلت الأمة اللإسلامية بالترتيبات الإلهية المتعلقة بالقيادة، أو الأمامة، أو المرجعية من بعد النبي، والتي بينهآ الرسول بيانا كاملاً، وأقتنعت الأمة أو تظاهرت بالأقتناع بإن أهل البيت وآل محمـد أحق بميرآث محمـد من غيرهم، ولم يندهش النآس من جمع الهاشميون للنبوة والملك معاً، (وربك يخلق مايشاء، ويختار، وماكان لهم الخيرة وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذ قضى الله ورسوله أمرآ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). ثم إن الله أعطى آل إبراهيم النبوة والملك والكتـآب،كمـآ ورد بالتنزيل.

    ولم يثُر هذا الجمع حفيظة أحد، خاصة وأن المسلمين قد سمعوا بإن رسول الله خير من إبراهيم عليهما وآلهما الصلاة والسلام، وأحيطو علمـاً بالدور المميز لبني هاشم عامة ولأهل بيت النبوة خاصة في نصرة قضية الإسلام طوال عهدي النبوة في الدعوة والدولة ، وبالمكانة الدينية التي يتمتع بها علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل بيت النبوة عليهم السلام ومن هنـآ تقبل الجميع الترتيبات الإلهية أو تظاهروا بقبولها، صحيح أن بطون قريش لم تقبل قلبياً بهذه الترتيبات، فهي تحسد الهاشميين، وتحقد على الامام علي لأنه قتل ساداتها، ومن هذا المنطلق عارضت بطون قريش النبوة الهاشمية وقاومتها بكل وسائل المقاومة، ثم فشلت وظهر أمر الله، ودخل الناس في دين الله افواجاً، ثم فشلت بطون قريش أمام حالة القناعة العامة بالترتيبات الإلهية التي أعلنها الرسول، وتظاهرت بقبولها، لان البطون موقنة بتعذر تغييرها أو تبديلها بذلك الوقت ، ولإنها مهزومة نفسيا ويائسة من الإنتصار على محمد في أي مواجهة، ثم إنها لم تعرف من يعلق الجرس! وهي كغيرها تفهم أو تتفهم بإن محمدً رجل وأقارب الرجل أولى به.

    ولعلنا نجد شــــهآدة من معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله توضح هذا الأمر جلياً، إذا جاء أنه أرسل رسالة إلى محمد بن أبي بكر وجاء فيها بالحرف: ((وقد كنـآ وأبوك معنـآ في حياة من نبينا نرى حق أبن أبي طالب لازماً لنآ، وفضله مبرزاً علينا، فلما إختار الله لنبيه ماعنده، وأتم له ماوعده، أظهر دعوته وأفلج حجته قبضه الله إليه فكان أبوك وفاروقه أول من إبتزه وخالفه على ذلك، أتفقا وأتسقا..إلخ)) (مروج الذهب ج3 ص11).

    فإذا كان معاوية الطليق إبن الطليق الذي قاد وأبوه الشرك والمواجهة ضد النبي طوآل 21 عاما، والذي قتل علي عليه السلام أخاه وجده وخاله وأبن خاله وسادات بني أميه يرى حق أبن أبي طالب لازما له، وفضله مبرزاً عليه، فالأولى بغيره أن يرى هذا الحق وهذا الفضل مما يعني أن الترتيبات الإلهية التي أعلنها النبي والمتعلقة بـالإمامة أو القيادة من بعده صارت قناعة عامة لدى النآس ،وقبلوا بها ولاتنزع هذه القناعة إلا بتدبير وجهد جبار وقوة خاصة.

    وهناك شهادة أخرى من عمر بن الخطاب، فمع أن عمر هو الذي قاد الانقلاب على الرعية، ونفد نسف الترتيبات الإلهية المتعلقة بالقيادة والتي اعلنها الرسول وبينها بيانا كاملاً، وعلى الرغم من أنه قد نصب أبا بكر خليفة، ثم وصل إلى سدة الخلافة إلا أنه قد صدرت منه مجموعة من الاعترافات تفيد، بـإن آل محمـد هم الأولى بميراثه، وأن علي بن أبي طالب هو أولى النآس بخلافة النبي (ص) ليظمن عمر وقوف الأنصار إلى جانبه أو حيادهم فقط خاطبهم في سقيفة بني ساعدة قائلاً: ((إنه والله لاترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لاينبغي أن تولي هذا الأمر إلا من كانت النبوة فيهم، لنا بذلك على من خالفنا من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أوليائه وعشيرته إلا مدل بباطل)). (الإمامة والسياسة ج1 ص6).

    أنت تلاحظ أن حجة عمر هي حجة أهل بيت النبوة وقد وظفها عمر لصالحه، مع أنه من بني عدي ومحمد من بني هاشم ولكن عمر يقر صراحة بإن أهل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى بميراثه، وقد نقلت إقرار عمر بصيغته هذه الاكثرية من المؤرخين!

    وفيما كان عمر يجلس على كرسي الخلافة؛ قال يوماً لابن عباس: ((أما والله يابني عبدالمطلب لقد كان علي أبن أبي طالب فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر)) (الراغب في محاظراته 7/13، وكنز العمال 6/391).

    وقال يوماً لابن عباس: ((يابن عباس والله صاحبك هذا لأولى بالأمر من بعد رسول الله ولكننا خفنا..)) (شرح النهج لعلامة المعتزلة أبن أبي الحديد 2/20).

    وقال يوماً لابن عباس: ((ما أظن صاحبك إلا مظلوماً)) (شرح النهج لأبي الحديد 2/18).

    ثم أعلن عمر بصراحة تامة: ((بأن الأمر كان لعلي بن أبي طالب فزحزحوه عنه لحداثة سنه، والدماء التي عليه)). (الطبقات لابن سعد 3/130).

    فهذا إقرار واضح بإن عمر بن الخطاب يعلم علم اليقين بإن الأمر لعلي، وكيف ينسى ذلك، وهو أول من قدم التهاني لعلي بن أبي طالب في غدير خم!! ولكنه مقتنع بإن إختيار الرسول لعلي بن أبي طالب ليس مناسباً لحداثة سن علي!! هذا أولاً.

    ويذكر أبن عباس قال له: ((والله ما ساتصغره رسول الله عندما أمره أن يـأخذ سورة براءة من صاحبك أبي بكر)) (شرح النهج 2/18).

    والسبب الثاني، الدمآء التي على علي بن أبي طالب بالجهاد سبباً يحول دون حقه بالخلافة!! فعمر يكره سفك الدماء حتى ولو كانت في سبيل الله؛ وهذا هو السر في إنه لم يثبت أن عمر بن الخطاب قتل او جرح مشركـاً قط!

    والخلاصه: أن عمر كان يعلم علم اليقين بـإن الولي من بعد النبي هو علي بن ابي طالب؛ وكان من أوائل اللذين تقدمو بالتهـآني لأمير المؤمنين في غدير خم ولما لا يعلم عمر، طـالما إن الطلقاء كمعـاويه والاعراب كانوا يعلمون، فقد قال الحسين ابن علي عليهما السلام لعمر يوماً: ((إنزل عن منبر أبي))!! فقال عمر: (هذا منبر أبيك لا منبر أبي، من أمرك بهذا))! (تاريخ دمشق لإبن عساكر ج4 ص321).

    قيل لعمر إنك تفعل أموراً بعلي بن ابي طالب لاتفعلها لسواه؟ فقال عمر: ((إنه مولاي)). وقول عمر بن الخطاب: (هنيئاً لك يا إبن ابي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن و مؤمنه)). (قول مشهور). وهذا مايجعلنا نجزم أن عمر كغيره من أفراد المجتمع المسلم كان يعلم علم اليقين أن الأمر من بعد النبي لـ علي عليه السلام، حسب البيان النبوي، ولكن عمر بن الخطاب كآن يعتقد بأن بيان الرسول ليس وحياً من الله ، وإن الرسول كان يتكلم في الغضب والمرض، فلا ينبغي أن يحمل كلامه على محمل الجد!! ولعلَ هذا السر الذي حمل عمر في ما بعد على جمع الأحاديث المكتوبه عن رسول الله وحرقهآ، ومنعه الناس من كتابه أحاديث الرسول وروايتهـآ بدعوى؛ أن القرآن وحده يكفي!!

    ومن جهة ثانيه فإن عمر كان يعتقد بإن قرار الرسول بإختيار علي بن ابي طالب خليفه له ليس مناسباً لحداثه سن الإمام علي عليه السلام، ولان علي أثخن بقتل سادات بطون قريش وهم على شرك.

    ومن جهة ثالثه فإن عمر كان يعتقد إنه ليس من الانصاف أن يكون النبي من بني هاشم وأن يكون الملك في بني هآشم!! قد لايصدق القارئ ذلك!! وحتى يقطع الشك باليقين فليراجع ماقاله عمر بلسانه، جيث قال لابن عباس يوماً: ((كرهت قريش أن تجتمع النبوة والملك فيكم بني هاشم))! (الكامل لابن أثير ج3 ص63 وتاريخ الطبري ج4 ص223 وشرح النهج ج3 ص 97).

    وحسبك قول علامه المعتزله أبن أبي الحديد نقلا عن إبن إسحاق: ((كان عامه المهاجرين وجل الانصار لا يشكون ان علي بن أبي طالب هو صاحب الامر من بعد رسول الله)) !

    وعبر قيس بن سعد بن عباده سيد الخزرج عن عمق هذه القناعه فقال في ما بعد عن علي عليه السلام: ((أيها النآس إنا قد بايعنا خير من نعلم بعد محمد نبينآ)). (تاريخ الطبري 5/228، والكآمل لابن أثير1/115، وشرح النهج لعلامه المعتزله 2/23).

    وقال مقدآد بن عمرو متعجباً من فعلة قريش؛ واعجباً لقريش، ودفعهم هذا الامر عن أهل بيت نبيهم، وفيهم أول المؤمنين، وإبن عم رسول الله وأعلم النـاس وأفقههم في دين الله؛ أعظهم عنآء في الاسلام؛ وأبصرهم في الطريق؛ وأههداهم إلى الصراط المستقيم؛ والله؛ لقد زوروها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي؛ والله ما أرادو اصلاحاً للأمه، ولاصواباً في المذاهب؛ ولكنهم آثروا الدنيا على الاخرة فبعداً وسحقاً للقوم الظالمين)). (تـاريخ اليعقوبي 2/140).

    ولما قال المقداد: ((ما رأيت مثل ما أوتي أهل هذا البيت بعد نبيهم ولا أقضى منهم بالعدل ولا أعرف بالحق..-تأثر عبدالرحمن بن عوف- فقال للمقداد: يامقداد إتق الله! فإني أخشى عليك من الفتنه)). (العقد الفريد لابن عبد ربه 1/260 والطبري 5/37، وابن الأثير 29/ 3-30).

    وقال المقداد يوماً: (ما رأيت مثل ما أوذي اهل هذا البيت بعد نبيهم فقال له عبد الرحمن: وما أنت وذلك يامقداد بن عمر؟!! فقال المقداد: إني والله احبهم بحب رسول الله؛ إن الحق معهم وفيهم ياعبدالرحمن؛ أعجب من قريش.. قد أجتمعوا على نزع سلطان رسول الله بعده من أيديهم؛ اما والله؛ ياعبدالرحمن؛ ولو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إياهم مع رسول الله يوم بدر). (مروج المذهب للمسعودي1/440).

    وقد كانت الانصار بأسرها قد تخلفت عن بيعه أبي بكر وقالت: لانبايع إلا علياً، أو قالت: منا أمير ومنكم أمير. (طبقات ابن سعد 2/128).

    وتقاعس عن بيعه أبي بكر: ((طلحه والزبير، والمقداد، وسلمان، وعمار بن ياسر، وأبوذر، وخالد بن سعيد، ورجال من المهاجرين وأبو إلا علياً عليه السلام)). (الرياض النظرة للطبري 1/167).

    وكان سعد بن عباده يقول لأبي بكر: ((وإيم الله، لو إن الجن اجتمعت لكم مع الانس مابايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي)). وكان لايصلي بصلاتهم ولايجمع معهم، ولايفيض بـإفاضتهم. (تاريخ الطبري3/198 و 200و107و210).

    وبعدما أقيمت الحجة على أبي بكر قال: ((أقيلوني فلست بخيركم وعليّ فيكم)). ( علي والحاكمون ص109).

    ولم يبايع الولي ولاعم النبي، ولابنو هاشم، حيث كانو مشغولين بمصيبتهم، والرسول مسجى بين أيديهم، وقد أغلق عليهم الباب. (سيرة ابن هاشم 4/336،والرياض النظرة للطبري 1/163،والإمامه والسياسه لابن قتيبه 1/11-14).

    عندما جلس النبي على فراش الموت، كانت الأمه كلها على علم بالبيان النبوي لعصر مابعد النبوة وحتى قيام الساعه، كانت على علم بإن علياً هو الإمام من بعد النبي، وإن الحسن هم الإمام من بعد علي، وإن الحسيـن هو الإمام من بعد الحسن..إلخ، كانت على علم بالدور المميز لأهل بيت النبوة في قيادة الأمه من بعد النبي. وعلى علم بعمق الارتباط والتصور الشرعي بين الله ورسوله والقرآن الكريم من جهة، وبين الولي من بعد النبي وأهل بيت النبوة من جهة أخرى.

    وكان من غير المتصور نجاح أي قوة بتقطيع شبكه الترابط أو تعكير شاشه هذا التصور، ولم تكن تدري أن الأنقلابين وخصوم الأمس قد دبرو أمرهم بليل بهيم!!

    عندما أعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولاية علي عليه السلام، سمعت بطون قريش -مهاجرها وطليقها- البيان النبوي فتأثروا تأثرا بالغاً وأدركوا ان الهاشميين سيجمعون النبوة مع الملك، وهكذا تحرم البطون من الشرفين معاً، ويختص الهاشميون والشرفين معاً، وأدركوا إن النبي جاد في ما يقوله، والأعظم فإن محمداً يقول أن هذه الترتيبات والتعيينات من عند الله لأنه يتبع مايوحى اليه!

    وقررت قيادة البطون ــ المهاجرن والطلقاء معا ـ أن تتحرك؛ وأن تحول دون تحقيق ذلك، ورفعت شعاراً بدا لها معقولا، وعرضت قسمه لاح لها بأنها عادله، فقالت: لتبقى النبوة لبني هاشم لايشاركهم فيها أحد من البطون، ولتكن الخلافه لبطون قريش وللناس عند الاقتضاء لايشاركهم فيها هاشمي قط!

    وفي سبيل إقناع الناس، ((بإجحاف بقسمه الله ورسوله))! وعدالة قسمه البطون، أخذ قادة البطون يبثون الدعايات والشائعات سراً التي تهدف إلى التشكيك بقول الرسول، وبشخص الرسول، وأن الترتيبات التي أعلنها الرسول ليست من عند الله، إنما هي بإجتهاده الشخصي وتأويله، إذ من غير المعقول أن يعطي الله النبوة لبني هاشم ثم يعطيهم الملك، ويجمع لهم الشرفين معاً، واستمالت هذه الدعايات الكاذبه والمنافقين ودغدغت احلامهم بتفويض الإسلام ووجدها فرصه، فمد المنافقون أيديهم القذرة للبطون ، وأدرك طلاب الدنيا أن بطون قريش والمنافقين كونوا حزباً قوياً، وأنهم قوة واقعية، قد تنجح فعلاً بانقلابها، وتستولي على السلطه بالقوة.

    وتعاطف مع البطون طلاب الدنيا أيضاً، وانضمت المرتزقـه من الاعراب إلى هذا التجمع، وصار هذا التحالف الواقعي السري المكون من بطون قريش ومن المنافقين، ومن طلاب الدنيا، ومن المرتزقه ومن الاعراب، قوة هائله.

    وصارت الفئه المؤمنه الصادقه اقليه، وسط بحر هذاالتجمع، وقد سمع المؤمنون الصادقون بدعايات البطون وشائعاتهم، فظنوها نفثات الصدور، وسمعوا بالتقارب الذي حدي بين بطون قريش والمنافقين والمرتزقه من الاعراب، ولكنهم لم يعطوا أهميه، فطوال تاريخ الدعوة والدوله الإسلاميه كان المؤمنون أقليه، وشكل المنافقون الأكثريه، ولكن المؤمنين كانو هم الفائزون، وكلمتهم في المجتمع هي العليا، وقياده البلاد بأيديهم.

    لم تخطر فكرة وجود انقلاب على البال، ولافكرة وجود قاعدة شعبيه لهذا الانقلاب، ولا وجود للانقلابيين، ولو وجود خطط لهذا الانقلاب، ولم يخطر ببال أحد أن قاده الانقلاب سيواجهون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في بيته المقدس ويقولوه له ولكل جرأة: ((لا حاجة لنا بوصيتك ولا بكتابك، عندنا كتاب الله يكفينا أنت تهجر يا محمد))!!

    مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس مفاجأة، لقــد أعلن رسول الله مراراً وتكرارا بـأنه سيمرض في ذلك العام، ويموت في مرضه لأنه قد خُيّر فاختار ماعندالله، فقال للناس في حجه الوداع: ((لا ألقاكم بعد عامي هذا)) وقال للناس في غدير خم: ((يوشك أن أُدعي فأجيب)). لقد قعد رسول الله على فراش المرض، في بيت عائشه، وأحيط الناس علماً بإن الرسول سيموت من مرضه هذا، كل شئ واضح تماماً، أكمل الله الدين وأتم النعمه، ولقـــد جرت العادة أن تجتمع الأسرة عند مرضها. وأن تستمع إليه، فيلخص لها الموقف. وجرت العاده أن تجتمع عليه القوم عند زعيمهم إذا مرض مرض الموت ليلخص لهم الموقف وليعبروا له عن ارتباطهم به، وعن تقدريهم لجهده المميز الذي بذلوه طوال فترة قيادته لهم، هذا أمر طبيعي قد ألفته البشرية كلها، وقد حدث ويحدث مع كل أرباب الأسر وزعماء العالم فكيف بسيد ولد آدم محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو قائد الدعوة وقائد الدوله، العارف بماضيه وحاظره ومستقبله المشفق على أمته الرؤوف الرحيم بها؟! فهو الأولى بتلخيص الموقف، وإصدار توجيهاته النهائيه بالوقت الذي يراه مناسباً، ولم لا؟ فمحمد سيبقى رسمياً رسول الله ومتمتعاً بحقوق الرساله، ويبقى قائداً للدوله وإماماً وولياً للأمه ومتمتعاً بصلاحياته كافة حتى اللحظه التي تصعد فيها روحه الطاهرة إلى بارئها عز وجل.

    ثم إن رسول الله كان يقعد على فراش مملوك له، وداخل بيته المملوك له لا في بيوت الناس، ومن حق المريض اي مريض على الاطلاق أن يقول مايشاء، ومن حق صاحب البيت - أي صاحب البيت - أن يقول داخل بيته ما يشاء، هذا حق طبيعي للإنسان تعارفت عليه البشريه واحترمته على مختلف ألوانها ومعتقداتها، ومحمد كسيد ولد آدم وكإنسان هو الأولى بممارسه هذا الحق!! ثم إن محمداً رسول الله على صلة دائمة بالله تعالى، وعلى ارتباط عميق بالوحي، والملائكة تنزل وتصعد في كل لحظة، وأهل السماء في شغل شاغل لتغطيه حدث موته وهو يعي وعياً تاماً مايدور حوله، ومتأثر بحفاوة أهل السماء به!!

    تعليق


    • #3
      ثم إن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا الوقت يخطط ويعبئ ويشرف على تسيير جيش أسامة انذاك!!

      ومن كانت حاله كحالة النبي هذه، لايمكن أن يكون قاصراً، ولايمكن أن يكون بحاجة إلى توجيهات رعاع العرب، وليس مجنوناً، أو فاقداً للسـيطرة على نفسه، ولا هاجراً أو يهجر ،كما زعم عمر بن الخطاب، والانقلابيون الذين أقتحموا عليه الغرفة المقدسة!!

      من المؤكد أن رسول الله قد حدد موعداً لكتابة توجيهاته النهائية وتلخيصه للموقف،
      ومن المؤكد أنه قد طلب حظور عدد من أهل ثقته ومن خواصه ليشهدوا كتابة توجيهاته ،حتى يكونوا عوناً لولي الأمر من بعده، وحجٍة على خصمه، فمحمد ليس رجلاً عادياً ،إنما هو خيرة الله من خلقه، ورسول الله، و ولي الأمة، وقائد دولتها، فمن غير الممكن عقــلاً أن لايستحظر أحداً عند كتابة توجيهاته النهائيه.

      طالما أن الرسول قد حدد الموعد داخل بيته، ولم يعلم به إلا أهل بيت النبوة وزوجات الرسول فكيف عرف عمر بن الخطاب بهذا الموعد المحدد حتى جاء إليه ومعه حشد هائل من أنصاره ومن قادة التحالف ليحولوا بين رسول الله وبين كتابة توجيهاته النهائية؟ ومن الذي أخبر عمر عن مضمون التوجيهات النهائيه حتـى عرفها تماماً وحشد حشده، أعترف عمر بن الخطاب في ما بعد قائلاً: ((لقد أراد رسول الله في مرضه أن يصرح باسم علي بن أبي طالب فمنعته)). (شرح النهج ج3 ص105).

      مما يعني: أن عمر عرف وقت كتابـة التوجيهات النهائية، ومضمون هذه التوجيهات من مصدر ما داخل بيت الرسول!! عندئذ كانت مع عمر المدة الكافية ليجمع قادة التحالف، ويخبرهم بالموعد وبالمضمون معاً ويتفق وإياهم على خطة للحيلولة بين الرسول وبين كتابة ما أراد. فمن هو هذا المصدر من بيت الرسول الذي أنبــأ عمر بموعد كتابة التوجيهات النهائية وبمضمون هذه التوجيهات؟

      هذا المصدر أو المخبر يكره علي بن أبي طالب بالضرورة، ويعارض خلافة علي للنبي؛ وتربطه بعمر وبأبي بكر علاقة قوية جداً ومميزة! ومن المستحيل استحالة مطلقه أن يكون من أهل بيت النبوة، إذن لابد أن يكون أحد الخدم، أو زوجات الرسول، والخدم لايجرؤون إطلاقاً على مثل هذا العمل الخطير، فيبقى الاحتمال المؤكد إن احد زوجات الرسول قد أطلعت عمر على وقت كتابة التوجيهات وعلى مظمون هذه التوجيهات لأنها سمعت الرسول يتكلم بذلك مع علي بن أبي طالب عليهما السلام.

      وبهذه الحالة تقفز إلى الذهن حفصة زوجة الرسول وإبنه عمر بن الخطاب، وتقفز عائشه زوجة الرسول وإبنه أبو بكر، قال الواقدي في مغازيه: ((إن ابا بكر وعمر لايفترقان، وإن عائشة وحفصة ابنتاهما كانتا معاً)). ربما كانتا معا قد أخبرتا عمر، أو كانت إحداهما قد اخبرت عمر عن موعد كتابة التوجيهات النهائية وعن مضمون هذه التوجيهات.

      وقد أخبرنا الله تعالى عن تظاهر زوجتين من زوجات الرسول عليه فقال: (إن تظاهرا عليه فأن الله هو مولاه). وقال عمر بـن الخطاب في ما بعد أن اللتين تظاهرتا على الرسول هما حفصة وعائشة، وهكذا اخرج البخاري في تفسير هذه الآيه (صحيح البخاري 3/137،3/136)، وأن الله سبحانه وتعالى طلب منهما أن تتوبا إلى الله، والتوبـة لاتطلب إلا من المذنب.

      واتلوا ما أنزل الله تعالى: ((أن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما)). قالت عائشة للنبي يوما: ((أنت الذي تزعم أنك رسول الله))! ( آداب النكاح من الأحياء 2/35 لمحمد الغزالي، وذكره في مكاشفة القلوب باب 94 ص237)، ولهما ضرب الله مثلا امرأة نوح وامرأة لوط (تفسير القرطبي 18/202، وفتح القدير للشوكاني 5/255). كل هذا يرجع أن تكون إحداهما قد أخبرت عمر بموعد كتابة التوجيهات النهائية وبمضمون هذه التوجيهات. ولكن من منهما؟ لنتابع استقراءنا للنصوص:

      روى البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير) باب ماجاء في أزواج الرسول عن عبدالله بن عمر بن الخطاب قال: ((قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة، - ثلاثا- من حيث يطلع قرن الشيطان)) راجع صحيح البخاري ج4 ص100.

      وفي لفظ آخر خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: ((رأس الكفر من ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان)). (صحيح مسلم كتاب الفتن باب القتنة من المشرق 560/2, 31/18_ 33 بشرح النووي).

      فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الرسول كان مريضاً في بيت عائشه وأن المواجهة بين الرسول وبين عمر بن الخطاب تمت في بيت عائشة قرب الاحتمال أن تكون عائشة زوجة النبي هي التي أخبرت عمر بن الخطاب عن موعد كتابة التوجيهات النهائية، وعن مضمون هذه التوجيهات!! وعلى اثرها استعد عمر وحشد عدداً كبيراً من أعوانه فكسروا خاطر النبي الشريف وحاولوا بينه وبين كتابة ما أراد.

      ومن جهة أخرى، فأن عائشة كانت تكره الإمام علي وتحقد عليه ولاتطيق ولاتحتمل أن تلفظ حتى اسمه بدليل: عن عبيدالله بن عبدالله بن مسعود عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله وأشتد به وجعه.. فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض بين ابن عباس ((تعني الفضل)) وبين رجل اخر قال عبيدالله فأخبرت عبدالله بن عباس بالذي قالت عائشه فقال لي عبدالله بن عباس هل تدري من الرجل الأخر الذي لم تسـم عائشة؟ قال:قلت لا. قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب، ثم قال: إن عائشة لاتطيب له نفساً بخير)).(الطبقات الكبرى لابن سعد 2/29بسند صحيح ط ليدن،2/232طبعة دار صادر بيروت،وصحيح البخاري باب مرض النبي ووفاته239 /5-140 طبعة دار الفكر "ولكن البخاري حذف لاتطيب له نفسا بخير" وراجع السيرة الحلبية 3/334 )!

      عن عطاء بن يسار قال: جاء رجل فوقع في علي وفي عمار عند عائشة فقالت عائشة: ((أما علي فلست قائلة لك فيه شئ وأما عمار فقد سمعت رسول الله يقول فيه لايخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما)). (مسند الإمام أحمد بن حنبل 6/113).

      وفي ما بعد خرجت على الامام علي، وحاربته ونبحتها كلاب الحوأب، بدعوى المطالبة بدم عثمان مع أنها هي التي افتت بقتله!! (تاريخ اليعقوبي 2/152،وشرح النهج تحقيق أبي الفضل 215/ 6-216 وتذكرة الخواص ص 64/61، وتاريخ الطبري 4/407، والكامل لابن اثير 3/206)!

      مع أن عائشة قد خسرت حربها، ووقعت أسيرة بعد أن اثارتها فتنة عمياء إلا أن الإمام علي أكرمها وأعادها معززة مكرمة. ولما قتل عثمان كانت تتصورأن الناس سيبايعون ابن عمها طللحة. قال البلارذي في أنساب الأشراف (ص217): (كانت عائشة في مكة حين بلغها قتل، ولم تكن تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر فقالت:بعداً ((لنعثل)) أي لعثمان وسحقاً إيه ذا الأصبع أبا شبل إيه يا ابن عم لكأني أنظر إلى أصبعه وهو يبايع)،تعني بذلك ابن عمها طلحة.

      ولما علمت أن طلحة لم يُبايع، وأن النـاس قد أجتمعوا على علي ابن ابي طالب صعقت فقالت: (والله، ليت أن هذه انطبقت على هذه) أي انطبقت السماء على الأرض. ثم قالت ردوني ردوني وقادت فتنتها العمياء بالتعاون مع طلحة والزبير أكثر المؤبلين على عثمان للمطالبة بدم عثمان!!

      ومع أن الإمام علي أكرمها وأعادها معززة مكرمة إلى بيتها التي خرجت منه وقد أمرت أن تقرّ فيه إلا إنه لما بلغها موت الإمام علي ((سجدت لله شكراً)). (مقاتل الطالبين لأبي فرج الاصفهاني ص 43، وكتاب الجمل للشيخ المفيد 83-84).

      هذه طبيعة مشاعر عائشة نحو علي بن أبي طالب عليه السلام، فمن الطبيعي أن تتحالف مع أي كان لصرف الأمر عنه، ومن الطبيعي أن تخبر عمر وأبا بكر عن موعد كتابة التوجيهات النبوية النهائية وعن مضمون هذه التوجيهات وأن تشترك معهما باتخاذ كل مايلزم للحيلولة بين الإمام علي وحقه الشرعي بالقيادة من بعد النبي، وهي تعلم علم اليقين أن علي هو صاحب الأمر شرعاً من بعد النبي.

      ولكن كيف تحب من قتل اولاد عمها في بدر، إنها تكره علي وتكره ذريته، فعندما أرادوا دفن ابن النبي الحسن بن علي بجانب جده رسول الله، ركبت عائشة بغلاً، واستعونت بني أمية ليحولوا بين الحسن وبين أن يدفن بجانب جده!! (راجع ترجمه الحسن من مقاتل الطالبيين).

      وجائها القاسم بن محمد بن أبي بكر وقال لها: ((ياعمة ماغسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر أتريدين أن يقال (يوم البغلة الشهباء))!! (مروج الذهب للمسعودي).

      فعلت كل هذا وقد أذنت أن يدفن ابوها، وعمر بن الخطاب مع أن الدار لرسول الله لا لها ،ولها منها 1/9 الثمن فقط وفي ذلك يقول ابن العباس:

      تجملت تبغلت
      ولو عشت تفيّلت
      لك التسع من الثمن
      وبالكل تملّكت

      والتي تفعل كل هذا يهون عليها أن تخبر عمر بن الخطاب وقادة التحالف عن موعد كتابة التوجيهات النبوية النهائية وعن مضمون هذه التوجيهات.

      والمكانة التي تمتعت بها عائشة هي التي اخبرتهما بموعد ومضمون التوجيهات النبوية الإلهية، حتى عدا العدة، وحالا بين الرسول وبين كتابة ما أراد، وكسرا خاطره الشريف.

      فلا أحد من المسلمين والمسلمات كان يأخذ عطاء في عهدي أبـي بكر وعمر أكثر من عائشة وحفصة، فلكل منهما إثتنا عشر ألفا فهما مميزتان على نساء الرسول اللواتي أعطيت لكل واحدة منهن عشرة الاف.

      وكلمة عائشة عند عمر كانت أمراً، أنظر إلى قوله: ((ومن تأمرني أن أستخلف)) ذلك أنه لما طعن عمر أرسل ابنه عبدالله بن عمار ليستأذن عائشة فيدفن في بيت الرسول إلى جانبه وجانب أبي بكر، فقالت عائشة حباً وكرامة، ثم قالت لعبدالله بن عمر ((يا بني أبلغ عمر سلامي وقل لاتدع أمه محمد بلا راع، أستخلف عليهم ولاتدعهم بعدك هملاً، فإني أخشى عليهم الفتنة!!! عندئذ قال عمر: ومن تأمرني أن استخلف)). (الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري22/1).

      فلو أمرته أم المؤمنين أن يستخلف أعرابياً من البادية لفعل، فهو مدين لها بمنصب الخلافة، فلو لم تخبره بموعد ومضمون التوجيهات النبوية النهائية لسار الأمر سيراً طبيعيا لما اختلف اثنان في ما بعد.

      والخلاصة وغلى ضوء ماذكرنا: فإن عائشة هي المصدر والمخبر الذي أخبر عمر بن الخطاب وقادة التحالف بموعد كتابة التوجيهات النبوية النهائية وبمضمون هذه التوجيهات، مما أعطي عمر الوقت والفرصة ليجمع قادة التحالف ويقتحم بهم بيت رسول الله فيحولوا بينه وبين كتابة ما أراد.

      منذ اعلان النبوة والرسالة، وبطون قريش بحركة لايستقيم لها حال، وهمها الاعظم صرف شرف النبوة عن محمد الهاشمي، والحيلولة بين العرب وبين الاعتراف بهذه النبوة، لا كراهية بالدين الجديد، فليس في الدين الجديد ماتعافه النفس البشرية، ولكن حسداً لبني هاشم، وبعد مقاومة ضارية، وحرب ضروس دامتا 21 عاماً قتل الهاشميون خلالها أكثر ابناء بطون قريش وجاهة وصارت البطون تحقد على محمد والهاشميون لانهم قتلة الأحبة وهكذا جمعت البطون بجيش جرار قوامه عشرة آلاف مقاتل يغزوها في عقر دارها بقيادة محمد والهاشميين، فاستسلمت وتلفظت بالشهادتين، ولكن الحسد والحقد على بني هاشم كانا قد استقرا في نفوس أبناء البطون نهائياً. ولم ينقب الرسول الكريم عما في نفوس البطون بلأكتفى بالظاهر لأن البواطن اختصاص إلهي، وفتح النبي صفحة جديدة، وقالت البطون أنها قد نسيت الماضي، وأسفت عليه وأنها تفتح صفحة جديدة أيضاً. وكان فتح مكه فرصة لألتقاء أبنـآء قبيلة قريش، المهاجر منهم والطليق، وفرصة لتذكر الذين قتلت أكثريتهم على يد الهاشميين وبسبب محمد، وكانت فرصة لتذكر الصيغة السياسية القائمة على اقتسام مناصب الشرف بين البطون، وعلى التوازن والتعادل في ما بينها.

      وركز النبي تركزا خاصا على منصب القيادة من بعده وعلى اعتباره النظام الواقعي الامثل الذي يبقى جموع المسلمين داخل اطار الشرعية والمشروعية، وبأمر من ربه قدم الرسول علي بن أبي طالب كأول إمام وقائد للأمه من بعده.

      حظر اللذين اصطفاهم النبي ليكتب أمامهم التوجيهات النهائية وليلخص أمامهم الموقف، وفجأة حظر عمر بن الخطاب ومعه قادة التحالف وعدد كبير من أعوانه، الذين اتفق معهم عمر على خطة تحول بين النبي وبين كتابة ما أراد. وحظور أعوان عمر لم يكن بالحسبان!! كيف يفعل النبي أمام هذه المفاجأة؟ هل يلغي الموعد، ويضرب موعداً جديداً، أم يمضي قدماً إلى حيث أمره الله؟ لقد أختار النبي الحل الاخير فقال:
      ((قربو أكتب لكم كتابا لن تضلو بعده أبدا)) وفي رواية ثانية: ((أئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تظلو بعده أبدا)) وفي رواية ثالثة: ((أئتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تظلو بعده أبدا)) وفي رواية رابعة: ((أئتوني أكتب لكم كتابا لاتظلو بعده أبدا)) وفي رواية خامسة: ((أئتوني أكتب لكم كتابا لن تظلو بعده أبدا)) وفي رواية سادسة قال: ((ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لاتظلوا بعده أبدا))، وفي روايه سابعة قال الرسول: ((هلم أكتب لكم كتابا لن تظلوا بعده)).

      هذا ماقال الرسول حسب كل الروايات، وهذا سبب المواجهة المباشر بين الرسول وعمر بن الخطاب وحزبه!

      انظر ملياً إلى هذه الرويات السبع التي أُسندت للرسول (ص):هل فيها خطأ؟ هل فيها غلط!! هل فيها أساءة لأحد!! من يرفض التأمين ضد الضلالة، ولماذا،ولمصلحه من هذا الرفض؟ ثم أن الرسول في بيته، ومن حق الانسان أن يقول داخل بيته مايشاء، ثم إن الرسول مسلم ومن حق المسلم أن يوصي ثم أن الرسول مازال رسولا وقائداً للدولة وسيبقى حتى تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها متمتعا بصلاحياته كرئيس. أنه وبكل المعايير العقلية الإنسانية والدينية لايوجد مايبرر موآجهة الرسول بسبب قوله: ((هلم أكتب لكم كتابا لاتظلو بعده أبدآ)) بل إن المؤمن الصادق يستجيب لله ولرسوله، ويفرح بهذا العرض الذي يحصن الأمة ضد الضلالة ابدآ!!

      والغريب أنه ما إن أتم الرسول جملته: ((قربوا أكتب لكم كتاباً)) حتى تصدى له عمر بن الخطاب وقال متجاهلاً للنبي وموجها كلامه للحاظرين: ((إن النبي يهجر وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله)). (تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص 62، وسر العالمين وكشف مافي الدارين لأبي حامد الغزالي ص21).

      وما أن أتم عمر كلامه حتى قال أعوانه بصوت واحد متجاهلين وجود الرسول وموجهين كلامهم للحظور: ((هجر رسول الله، إن رسول الله يهجر، ما شأنه أهجر؟ استفهموه ؟ ماله أهجر؟ استفتهموه؟ وردد أتباع عمر مع كل جملة من الجمل الاربعة قافية: ((القول ما قال عمر)) متجاهلين بالكامل وجود الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)!

      وصعق الحظور من غير حزب عمر من هول ماسمعوه فقالوا: قربوا يكتب لكم الرسول..، ويرد عمر متجاهلاً وجود النبي: ((إن النبي يهجر، وعندنا كتاب الله حسبـــنا كتاب الله))!! - وعلى الفور- يضج أتباعه بالقافية: القول ماقال عمر إن النبي يهجر، ما له استفهموه أهجر؟ ما شأنه أهجر!!

      قال ابن سعـد في طبقاته (2/243-244): ((لما مرض الرسول قال: ((ائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تظلو بعده أبدآ، قالت النسوة: ألا تسمعون رسول الله قربوا.. فقال عمر: إنكن صويحبات يوسف، فقال الرسول: ((دعوهن فإنهن خير منكم))!

      يبدو أن النساء المجتمعات في بيت رسول الله بمناسبة مرضه سمعن اللغط والمشادة بين عمر وأتباعه من جهة، الذين يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يحولوا بين الرسول وبين كتابة ما أراد وبين المؤمنين الصادقين الحاظرين الذين استجابوا لله وللرسول، فعندئذ تجمعن أمام الباب أو من وراء الستر، وتعجبن مما يفعل عمر وحزبه فقلن ماقلنه وعنئذ نهرهن عمر وقال انتن صويحبات يوسف فرد الرسول عليه ذلك الرد الموجع.

      كثر اللغط، وكثر اللغو، وكثر الاختلاف، وأترفعت الاصوآت، وتنازع الفريقان، فريق عمر والفريق اللذي يؤيد الرسول وسمعت النساء ماجرى وهتفن: ألا تسمعون رسول الله!

      وصاح عمر وحزبه بالنساء، ورد الرسول على عمر وحزبه ردا موجعاً، وصارت الكتابة بهذا الجو مستحيلة، لان عمر وحزبه كانو على استعداد لفعل أي شئ يحول بين الرسول وبين كتابة ما أراد، وقد أدرك الرسول ذلك ورأى الكثرة التي جلبها لهذه الغاية.

      رأى الرسول كثرة حزب عمر، إصرارهم على فعل اي شئ للحيلولة دون الرسول ودون كتابة ما أراد، فلو أصر الرسول على كتابة ما أراد لاصر عمر وحزبه على إثبات هجر رسول الله، مع مايجره هذا الإتهام من اللغط والاختلاف، وارتفاع الاصوات عند النبي قد كثـر، وحدثت مشادة كادت تؤدي للتنازع، بل وبدأ التنازع فعلا، لذلك رأى رسول الله أن يصرف النظر عن كتابة توجيهاته النهائية، وتلخيصه للموقف، وحسم موضوع هذا التجمع، فعندما وصل الأمر بالنساء لانتقاد تصرفات عمر، ورد عمر وحزبه على النساء متهمين إياهم ((بـإنهم صويحبات يوسف)) تكلم رسول الله وأجاب عمر وحزبه ((بإنهن خير منكم)). (طبقات ابن سعد 244-243/2).

      وقال الرسول: ((دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه)) أو ((ذروني فالذي انا فيه خير مما تدعوني إليه)). أو قال: ((قومو عني ولاينبغي عني التنازع))، أو قال ((قومو عني)) وهذا ما تمناه عمر وحزبه، فبعد مانجح عمر وحزبه بالحيلولة دون رسول الله وكتابة ما أراد، فقد تحققت الغاية من اقتحامهم لبيت الرسول، ولم يعد مايوجب البقاء!(صحيح البخاري كتاب المرض باب قول المريض قومو عني 9/7، وصحيح مسلم بشرح النووي 95/11، ومسند الإمام أحمد 356/2، ح 2992، وصحيح بخاري 31/4، وصحيح مسلم 16/2، ومسند أحمد 286/3،و355/1، وتاريخ الطبري 192/2، والكامل لابن أثير 320/2، وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص 62، وسر العالميين وكشف مافي الدارين لأبي حامد الغزالي ص21).

      لقد أعترف عمر في مابعد، بإنه وحزبه لم يحولوا بين الرسول وبين كتابة ما أراد لأن المرض قد أشتد به، أو لأن القرآن وحده يكفي كما زعموا يومها، إنما صدوا النبي عن كتابة ما أراد حتى لا يجعلوا الأمر لعلي بن أبي طالب!! (شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن ابي الحديد114/3).

      ولننظر في حوادث مشابهة لما جرى؛ لنعرف هل أن هذا التعامل الفظ والغليظ والوقح وقع فيها أم لا؟!

      لقد مرض أبو بكر مرضا شديدا قبل أن يموت، فدعا عثمان قبيل وفاته بقليل ليكتب توجيهاته النهائية، وطلب من عثمان أن لايسمع أحد وقال لعثمان أكتب: ((إني قد وليت عليكم - فأغمي على أبي بكر من شدة الوجع - فكتب عثمان إسم (عمر) ((إني قد وليت عليكم عمر)) فلما أفاق أبو بكر من غيبوبته، فطلب عثمان أن يقرأ له ماكتب فقرأ عثمان، فسر ابو بكر وقال: ((لو كتبت نفسك لكنت أهلاً لهآ))! وأصغى المسلمون لأبي بكر ونفذوا تعليماته وعاملوه بكل التوقير والاحترام ولم يقولوا إن أبا بكر هجر، ولا قالو إن المرض قد أشتد به، ولا قالو حسبنا كتاب الله! (تاريخ الطبري 429/3،وسيرة عمر لابن الجوزي ص37،وتاريخ ابن خلدون 85/2).

      عندما اراد أبو بكر أن يكتب توجيهاته النهائية وهو مريض وقبيل وفاته كان عمر جالسا مع المجموعة التي اختتارها أبو بكر ليشهدوا كتابة توجيهاته النهائية ومعه شديد مولى أبي بكر حاملا للصحيفة.

      فكان عمر يقول: ((أيها الناس اسمعوا واطيعوا قول خليفه رسول الله)) لماذا لم يقل عمر مثل ماقال بالنسبة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه! (تاريخ الطبري 2138/1).

      قارن موقف عمر وحزبه من رسول الله وموقفهم من أبي بكر، لم يقل عمر أن ابا بكر قد أشتد به الوجع، مع أن وجع أبي بكر أشد من وجع الرسول!! ولم يقل عمر: ((إن أبا بكر قد هجر كما قال هو وحزبه عن الرسول)!! ولم يختلف الحظور ولم يتنازعو ولم يكثر اللغط ولم تتدخل النسـآء، إن هذا لأمر عجآب!!

      هل لأبي بكر قيمة عند عمر وحزبه وقداسة أكثر من قيمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقداسته؟!!

      أجِب كم يحلو لك؟!! فإنك لم تغير الحقيقة المرة؟!!

      وعندما طعن عمر بن الخطاب، قال طبيبه: لا أرى أن تمسي فما كنت غافلاً فأفعله، وأشتد بعمر الوجع، وقال: لو إن لي ما أطلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع!! الويل لعمر ولأم عمر إن لم يغفر الله لعمر!! وقال لأبنه عبدالله ضع خدي على الأرض لا أم لك!! ( الإمامة والسياسة لابن قتيبة 21/1-22والطبقات لابن سعد 364/2).

      ومع هذا كتب عمر توجيهاته النهائية وعهد لستى نظريا وعهد عثمان عملياً، وأمر بضرب عنق من يخالف تعليماته النهائية! ( الطبقات لابن سعد 247/3، وأنساب الأشراف للبلارذري 18/5 ).

      ولقد كتب عمر ما أراد، ولم يعترضه أحد، ولم يقل احد إن المرض قد أشتد به فعلاً أكثر مما أشتد المرض برسول الله!! ولم يقل أحد أن عمر يهجر كما قال ذلك عمر وحزبه لرسول الله!! لم يقل أحد عندنا كتاب الله يكفينا ولا حـآجه لوصيتك، إنما عومل عمر بكل التوقير والتقديس والإحترام ونفذت تعليماته النهائية حرفياً كأنها كتاب منزل من عند الله وأكثر!!

      فهل لعمر وأبي بكر قداسه عند الناس أكثر من رسول الله؟!!

      وبـأي كتاب انزل بإن الاثنين أولى بالاحترام والطاعة من رسول الله؟! أجب بما يحلو لك ،فـإنك لن تغير الحقيقة المرة!!

      لم يصف طوآل التاريخ أن عُومل ولي الأمر سواء أكان خليفة أو ملكاً وهو مريض بالقسـوة والجلافة التي عومل بها رسول الله!!

      ولم يصدف أن اعترض المسلمون أي خليفة إذا أراد أن يكتب تعليماته النهائية أو يستخلف من بعده بل على العكس، قال أبن خلدون في مقدمته (إن الخليفة ينظر للناس حال حياته؛ تبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته ويقيم لهم من يتولى أمورهم من بعده)).

      لم يقل أحد لأي خليفة قد أشتد به الوجع!! ولم يقل أحد بإنه قد هجر!! ولم يقل أحد عندنا كتاب الله حسبنا، كما قيل لرسول الله، فهل للخليفة وقار عند المسلمين أكثر من الرسول؟ وهل له مكانة أعظم من مكانة الرسول؟ إن هذا لأمر عجآب!! لقد قالوها بصراحة أن الخليفة أعظم من الرسول!! (تاريخ ابن كثير 7،8/10، وسنن أبي داود 4/ 210 – 209 ، الحديث 2642 ، ومروج الذهب للمسعودي 3/ 147 ، والعقد الفريد لابن عبد ربه 5/ 52 ، وتاريخ الطبري 5/ 61 ).

      بعد نجاح الانقلابيين بمواجهتهم مع النبي؛ وحيلولتهم دون الرسول وكتابة ما اراد، وبعد ان تلقى الناس نبأ المواجهة غير المتوقع وتأكدوا من وجود إنقلاب على الشرعية الالهية، وبعد ان بهر الانقلابيون المنافقين، واقتنع طلاب الدنيا المرتزقة من الاعراب ان ميزان القوى الى جانب الانقلابيين، وبعد تفكير عميق قرر الانقلابيون ان يكون موعد تنفيذ الانقلاب خلال الفترة الزمنية الواقعة بين وفاة النبي وبين دفنه؛ وهي فترة إنشغال آل محمد وبني هاشم بمصابهم الجلل برسول الله (ص) وإعدادهم وإستعدادهم لتجهيزه ودفنه؛ اذ لو حضر آل محمد؛ وكان هنالك تكافؤ فرصة لتمكن الامام علي من إقامة الحجة على الانقلابييين؛ واذا تصدى له الانقلابيون كأشخاص فإنه سيسحقهم سحقاً؛ والحل الأمثل ان ينفذ الانقلاب خلال الفترة التي حددوها وفي غياب آل محمد؛ حتى يتمكن الانقلابيون من تنصيب خليفة يزفه اعوانه وانصاره زفا ً ويفاجؤون آل محمد بأمر واقع؛ فاذا إعترض آل محمد عندئذ يصورهم الانقلابيون بصورة الخارجين على الجماعة الشاقين لعصا الطاعة؛ ويصورهم قادة الانقلاب بصورة طلاب زعامة وهكذا يستخفون الناس ويحرفون الكلم عن مواضعه؛ ويتلاعبون بعواطف السذج فاذا خطر ببال علي او آل محمد ان يقاوموا وان يستعملوا القوة؛ فلن يكون عمر او غيره من قادة الانقلاب مضطرا ً لمواجهة علي بل يسلط على الامام مجموعة من الغوغائيين فيحيطون به ويقبضون عليه، واذا تجاوز حدوده يقتلونه، واذا تعاضد معه نفر من الناس، فعندها يسلط الانقلابيون عليهم قبيلة من المرتزقة، وخلال مدة محدودة، تكون نساء آل محمد سبايا، واموالهم غنيمة لتلك القبيلة، وهكذا نجح الانقلابيون بتحديد الوقت المناسب!!

      تعليق


      • #4
        من اللحظة التي قعد فيها رسول الله على فراش المرض؛ استنفر الانقلابيون قاعدتهم الشعبية، وقامت قيادة الانقلاب بتحديد الخطوات وتوزيع الادوار على القيادة والقواعد الشعبية، بحيث ينجح الانقلاب ويتم تنصيب خليفة خلال الفترة الواقعة بين وفاة النبي وبين دفنه فيواجه آل محمد بواقع لا قبل لهم بتبديله، او تعديله او تغيره.

        ووضع قسم كبير من انصار الانقلاب في المسجد وحوله، ليكونوا قرب آل محمد يراقبون تحركات آل محمد وينتظرون اللحظة التي ياتي بها الخليفة الجديد، فيستقبلونه، مجرد وصوله، ويبايعونه امام ال محمد ، بعفوية وبدون إعتراض، وكأن هذا القسم لا يعرف شيئا ً عن الانقلاب وكأنه قد فوجىء كما فوجيء آل محمد، ولكن ليبدو الامر طبيعيا ً يباشر هذا القسم بالبيعة.

        وبالفعل عندما جاء الخليفة الجديد نهضت هذه المجموعة لإستقبال الخليفة فقال لهم عمر بن الخطاب: (( مالي أراكم حلقاً شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعته الانصار!! (الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري 1/11).

        وكأن كلام عمر مسحة رسول! فقام عثمان بن عفان والأمويون فبايعوا الخليفة الجديد، وقام سعد بن ابي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوا الخليفة الجديد، ولم يبق من هذا الجمع، بدون بيعة الا علي بن ابي طالب، والعباس ، ومن معهما من بني هاشم، بالاضافة الى الزبير الذي انضم إليهم .

        وهكذا عـُزلَ الهاشميون وآل محمد كما خطط قادة الانقلاب؛ ونجح القسم الذي وضع في المسجد باداء دوره على اكمل وجه .

        وبعد ذلك تحرك قسم، من الانقلابيين الى منطقة الانصار، واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة كأنهم زوارٍ لسعد بن عبادة، الذي كان مريضا ً وطريح الفراش بإجماع كل المؤرخين، ومهمة هذا القسم ان ينتظر قدوم قادة الانقلاب الرئيسيين الثلاثة، وان يشتركوا بالحوار وكأنهم لاعلم لهم بوجود إنقلاب، حتى اذا نجح قادة الانقلاب، بجر المجتمعين إلى الخوض في حديث خليفة النبي، أو من يخلف النبي امسكوا بالحديث وتابعوه حتى يتم تنصيب الخليفة المتفق عليه وهو ابو بكر عندئذ ينهض القسم الذي تجمع في سقيفة بني ساعدة ويبايع،ابا بكر كأول خليفة للنبي فيذهل الحاضرون من غير الانقلابيين ويجدون ان من الحكمة، مبايعة الخليفة الجديد، حتى يشركهم في ما بعد بالمنافع والادوار، ويحافظوا على مصالحهم .

        سعد بن عبادة مريض بالاجماع، وقاعد على فراش المرض، في منزله المجاور لسقيفة بني ساعدة، ولان سعدا ً سيد الخزرج بلا كلام فمن الطبيعي ان تأتي وجوه الخزرج لعيادته والاطمئنان على صحته، وليتدارسوا الوضع، بعد ان تأكدت وفاة الرسول الكريم خاصة وان وفاة النبي ستترك فراغا ً هائلا ً.

        وفجأة حضرت الاوس، المتفقة مع قادة الانقلاب، والمحصورة مهمتها بمبايعة الخليفة الجديد عند طرحه من قبل قادة الانقلاب الثلاثة، وليس في حضور الأوس او جزء كبير من الأوس، او مجموعة من الأوس لزيارة سعد بن عبادة مايثير الريبة، فسعد مريض وعيادة المريض وزيارته مرغوبة في الجاهلية والاسلام، وهي من حيث الظاهر مبادرة نبيلة من الأوس .

        جلس الجميع واطمأنوا ظاهريا ً على صحة المريض، سعد سيد الخَزرج، ومن غير المستبعد ان الانقلابيين من الاوس قد تطرقوا الى عصر مابعد النبوة، ويجمع المؤرخون ، بانهم قالوا لسعد بن عبادة الامر لك، فما كنت فاعلا ً فلن نعصي لك امرا ً بمعنى ان سعد بن عبادة يتولى توجيه الانصار الى مايمكن عمله، وكيف، وليس المقصود تولية سعد خليفة على المسلمين، فلا سعد يقبل ذلك، ولا الاوس تقبل ذلك، ومن الطبيعي ان ينشرح خاطر سعد فهو سيد الخزرج بلا منازع وتولى من حضر من الاوس وهم كثير، الامر لك امر غريب ومدهش، ولكن تقبله سعد وتقبلته الخزرج بحسن نية، وبارتياح كانت الخزرج خالية الذهن تماما ً من موضوع الانقلاب ومن تورط اعداد كبيرة من الاوس فيه.

        حضور قادة الانقلاب الثلاثة، وفجأة حضر َ ابو بكر وعمر وابو عبيدة حضور ابي بكر
        وعمر خاصة امر مستهجن، فهم اصهار الرسول، وقد جرت العادة ان ينشغل الاصهار مع اهل الميت بتجهيزه ودفنه ولكن سعد والخزرج تصوروا ان زيارة الثلاثة تعبير عن محبتهم لسعد بن عبادة ولفتة نبيلة منهم تجاه الخزرج ومن الطبيعي ان ينهض الجميع او يتفسحوا على الاقل للزوار الثلاثة ومن الطبيعي ان ينقطع الحديث بوصول الزوار الثلاثة ومن ثم يجلس الجميع، الحشد الذي كان عند سعد بالاضافة الى الزوار الثلاثة فمن الذي وصل الحديث او من الذي بدأ الحديث !!؟ وكيف تطور الى الحديث عن خلافة النبي ؟!! لا أحد يعلم ذلك على وجه اليقين!!

        لم تعد الروايات التاريخية التي هندستها وسائل اعلام السلطة مقبولة علنياً ولا قادرة على الوقوف امام اي تحليل منطقي محايد!!

        لكن المؤكد الوحيد ان غاية الثلاثة من قدومهم هو تنصيب الخليفة الجديد بهذا المكان الملائم بعيدا ً عن آل محمد ثم زف َّ الخليفة الى المسجد حيث يبايعه الانقلابيون المتواجدين في المسجد وحول بيت الرسول، ومن المؤكد ايضا ً ان قسماً كبيرا ً من الاوس كان ضالعاً وان تواجدهم ليس صدفة، انما هو عمل مدبر وثمرة تخطيط وتدبير مسبق فأسيد بن حضير قدمته وسائل اعلام الدولة على انه سيد الاوس وبعد يوم واحد من دفن الرسول يشترك في سرية يقودها عمر بن الخطاب مهمتها (احراق بيت فاطمة بنت محمد على من فيه وفيه علي والحسن والحسين وفاطمة )!! فهل يعقل ان يكون هذا الاندفاع ثمرة صدفة في السقيفة ام انه فصل في كتاب المؤامرة؟! (تاريخ الطبري2 /443-444, وابو بكر الجوهري حسب رواية ابن ابي الحديد في 1/ 130 – 134, 19/3 تجد ان أسيد بن حضير هو أحد رجالات سرية الحريق)!!

        ماذا جرى داخل السقيفة؟

        هنالك اجماع على ان ابا بكر قد تكلم فقال: (( ان المهاجرين هم أول من عَبَدَ الله في الارض، وأنهم عشيرة الرسول، وأنهم الامراء، والانصار هم الوزراء)) ! ( تاريخ الطبري 198/3 , والامامة والسياسة لأبن قتيبة 8/1 وشرح النهج لعلامة المعتزلة بن ابي الحديد 226/2).

        ويجمع المؤرخون بأن عمر قد تكلم ومما قاله: (( بأن المهاجرين هم اولياء الرسول وعشيرته والاحق بالامر من بعده، وان العرب تأبى أن تؤمر الانصار ونبيها من غير الانصار، ولكن العرب لا ينبغي أن تولي هذا الامر الا من كانت النبوة فيهم، من ينازعنا سلطانه وميراثه ونحن أهله وعشيرته )). ويجمع المؤرخون بأن أبا عبيدة قد قال: (( يامعشر الانصار إنكم كنتم أول من نصر َ وآزر، فلا تكونوا أول من ْ بدّل وغيـّر)) !! (( الامامة والسياسة لأبن قتيبة 1/8 وما فوق , وتاريخ الطبري حوادث سنة 11 هجرية وتاريخ أبن الاثير 125/2)).

        أنت تلاحظ أن المهاجرين الثلاثة قد أحتجوا بحجة آل محمد ليحصلوا على بيعة الانصار !!

        فهل حقيقة أن أبا بكر وعمر وأبو عبيدة هم عشيرة النبي واولياءه، وانهم هم الاولّى بسلطانه وبميراثه كما قالوا ؟! فكل واحد من هؤلاء الثلاثة من بطن مستقل عن الاخر، ومحمد من البطن الهاشمي المستقل عن هذه البطون والمتميز عليها.

        ويلاحظ ايضاً ان الثلاثة صوروا وكأن الانصار يريدون أن يكون الخليفة منهم وهذا غير صحيح، فلم يفكر الانصار بذلك، والموجود من الانصار في السقيفة عدد قليل، وسعد بن عبادة أنبل وأرفع وأجل من أن يقبل أن يكون خليفة مع وجود علي سلام الله عليه، ومن غير المعقول أن يتقدم على علي فسعد من شيعة علي وابنه قيس من شيعة علي، والمقداد من شيعة علي والحباب بن المنذر من شيعة علي، أولئك هم الذين قادوا جبهة الانصار في السقيفة ومن جهة ثانية فان الذين حضروا من الانصار في السقيفة ولم يكونوا متورطين مع الأنقلابيين كانوا مع الشرعية وكانوا مع علي بن ابي طالب فقد قام المنذر بن الارقم وقال : " إن َّ فيكم لرجلا ً لو طلب هذا الامر لم ينازعه أحد يعني علي بن ابي طالب ". (تاريخ اليعقوبي 103/2 ، والموفقيات للزبير بن بكار ص 579).

        ويروي المؤرخون أن الانصار قالت، او قال بعض الانصار: (( لانبايع الا ّ علي بن ابي طالب )). (تاريخ الطبري 3/208 وطبعة اوربا 1/ 6818, وأبن الاثير 2/ 123 )) قال : (ان الانصار قالت: بعد أن بويع أبو بكر).

        قال أبو بكر، هذا عمر وهذا ابو عبيدة بايعوا ايهما شئتم! فقال عمر لأبي بكر أبسط يدك أبايعك، وكثر اللغط وكثر الاختلاف، أهل الشرعية من الانصار يقولون لانبايع الا ّ عليا ً والثلاثة يريدون عمليا ً ابا بكر والمندسون من الانقلابيين ينتظرون الفرصة.

        كان بشير بن سعد الخزرجي رجلا ً مغمورا ً بشكل او بآخر اقنعه ُ الانقلابيّون بالانضمام اليهم وبشير هذا كان يكره الامام علي، وأورث هذا الكره لابنه النعمان. فقد كان ثاني اثنين من الانصار يقفون في مابعد بصف معاوية ضد علي كما يروي ابن ابي الحديد في شرح النهج.. ولما رأى حالة الاختلاف وان مفاتيح الامور مع سعد بن عبادة ورجاله، حسد سعدا ً، ورأى أن الفرصة ملائمة ليتحول من رجل مغمور الى بطل فوقف بشير بن سعد وقال : (( يامعشر الانصار إنـّا والله لئن كنا اولى فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين، ما اردنا به الا رضى ربنا، وطاعة نبينا والكدح لأنفسنا، فما ينبغي أن نستطيل على الناس بذلك، ألا إن محمداً من قريش وقومه أحق به وأولى، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الامر أبدا ً، فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولاتخالقوهم )).

        عندئذ قال أبو بكر هذا عمر وهذا أبو عبيدة فايهما شئتم فبايعوا !! قال الاثنان: (( والله لانتولى هذا الامر عليك )).

        أنت تلاحظ أنَّ بشير بن سعد استعمل حجة أبي بكر وحجة عمر وهي حجة آل محمد، وأنه كان متفقا ً معهما اتفاقاً تاماً فهم يتصرفون كأنهم آل محمد، وكأنهم ورثته، وبشير بن سعد يتبنى حرفيا ً ادعاءهم !!

        بهذه الاثناء قفز بشير بن سعد الانصاري وبايع أبابكر فكان أول من بايع، وتقدم أسيد بن حضير وعويم بن ساعدة وأبو عبيدة وكل المتواجدين من الانقلابيين فبايعوا أبا بكر، وذهل الفريق الاخر ولم يدر ِ ماذا يفعل وتزاحم الحاضرون من اوليائهم على البيعة وتصور الحضورأن بيعة اولئك الذين بايعوا عفوية ولم يدروا ان الامر قد دُبـِّرَ بإحكام بالغ.

        واستقدم الانقلابيون اعداداً كبيرة من المرتزقة من الاعراب، وطلبوا منهم أن يتواجدوا بالوقت الذي حددوه قرب بيت سعد بن عبادة، وجاءت قبيلة أسلم بالوقت الذي جاء فيه من حضر من الانقلابيين في سقيفة بني ساعدة يبايعون الخليفة الجديد ابا بكر.

        روى الطبري : أن أسلم (قبيلة كبيرة) أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبابكر! (تاريخ الطبري 458/2 , وطبعة اوروبا 1843/1, وقال ابن الاثير في تاريخه 224/2 ، وجاءت أسلم فبايعت، وقال الزبير بن بكار في الموفقيات برواية ابن ابي الحديد 6/287، فقوي بهم ابو بكر، قال المفيد في كتابه الجمل ص43 إن القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة) .

        قال عمر بن الخطاب: (( ماهو إلا ّ أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر )) !! جاءت قبيلة أسلم الكبيرة، او تجمع من القبائل كان ابرزها قبيلة أسلم حتى تضايق بهم السكك لكثرتهم، فبايعوا جميعا ً أبا بكر !!

        وعلق عمر على هذه الواقعة في مابعد فقال: (( ماهو إلا ّ أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر)). (المصادر السابقة ).

        والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: كيف علم َ عمر أن تجمع القبائل القادم من خارج المدينة سيبايع ابا بكر ؟ كيف أيقن َ عمر بن الخطاب، أن هذا التجمع القبلي معه وسينصره وسيبايع ابابكر ؟ هل هو يعلم مافي نفوس هذا التجمع الكبير حتى تيقن بأنهم معه ُ، وانه سينصرونه ؟ إن عمر نفسه لايدّعي انه يعلم مافي النفوس !! وأتباع قادة التاريخ لايقولون بأن عمر يعلم الغيب، هم يعتبرونه مواز للرسول ويرجّحونه على الرسول عندما يختلفان !! ولكنهم لا يقولون بأن عمر يعلم الغيب !! إذا ً كيف تيقن عمر أن كل ذلك التجمع من القبائل التي ضاق بهم السكك معهُ ؟ يقولون انه ذو فراسة وعراّف إن الفراسة والعرافة قد تجدي بفرد او فردين او عشرة او مائة ولكن أي ذي فراسة واي عرّاف هذا الذي يتيقن من فعل الآلآف قبل ان يقع !!!

        إذاً يبقى المؤكد الوحيد أن عمر بن الخطاب قد استحضرهم لهذه الغاية وقد اطلعهم على مجريات الامور، وطلب منهم ان يحضروا بالوقت الذي حدده ُ لهم فيبايعوا ابا بكر ويشتركوا بزفته ِ الى المسجد !!

        ومن غير المستبعد أن يكون عمر وقادة الانقلاب قد منوهم بجعل على ذلك او مكافأة ومن الممكن أن تكون هذه القبائل قد تصورت انها ستحصل على غنائم سهلة، فأقبلت حتى ضاقت بهم السكك !! ومثل عمر المخطط البارع لايترك الامور للصدفة، ولا يبني انقلابه على الصدف، ولا نعلم النصر على من ؟!!

        وقول عمر : " فأيقنت بالنصر " !!

        أنه بالرغم من بيعة الانقلابيين لأبي بكر في السقيفة؛ إلا أنه لم يتصور أن هذه البيعة ستحقق له الانتصار على آل محمد !! فقط تيقن بالنصر عندما شاهد جموع القبائل والمرتزقة يتجهون نحو السقيفة ليؤيدوا الخليفة الجديد؛ وليقفوا معها ومع حزبه؛ ضد إرادة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولانتزاع حق آل محمد عليهم السلام الثابت بالقيادة والإمامة من بعد النبي !!

        وأقبلت المرتزقة من القبائل المستحضرة للمدينة من كل جانب تبايع أبا بكر. لقد بايع أبا بكر الانقلابيون من المهاجرين والطلقاء والأنصار ومن المرتزقة من الأعراب " وكان عمر محتجراً يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : " ألا إن الناس قد بايعوا أبا بكر " ( كتاب السقيفة للجوهري كما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج 1/133 , و74 بلفظ آخر ).


        وأحاطت جموع الانقلابيين الكبيرة بالخليفة؛ وزفوه زفاً إلى المسجد حيث يُسجى الجثمان المقدس؛ وحيث يحيط به الآل الكرام.

        وشق موكب الخليفة المدينة؛ مكبراً مهللاً؛ معلناً ابتهاجه بتنصيب الخليفة؛ ووصل الموكب إلى المسجد؛ وعلا التكبير واستقبله القسم الأول من الانقلابيين فرحين سعداء بتنصيبه؛ وأخذوا يبايعونه حسب الخطة؛ وتجاوبت أرجاء المسجد بالتكبير ! ( الموفقيات ص578 , والرياض النضره 1/ 164 للطبري , وتاريخ الخميس 1/ 88 ).

        وجاء البراء بن عازب؛ فضرب الباب على الهاشميين وقال يا معشر بني هاشم بويع أبو بكر !!

        وقال بعض الهاشميين لبعضهم الآخر :

        ما كان المسلمون يحدثون حدثاً نغيب عنه ونحن أولى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ودخلت الجموع إلى المسجد يتقدمها الخليفة الجديد؛ فقال عمر لأبي بكر :
        أصعد منبر رسول الله؛ فتردد أبو بكر ولم يزل به عمر حتى صعد فبايعه الحاضرون كلهم من جديد.

        وبعد ذلك ألقى الخليفة الجديد خطبته وجاء فيها :

        " أما بعد أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم؛ فإن أحسنت فأعينوني؛ وإن أسأت فقوموني.. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم؛ قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ". ( طبقات ابن سعد 2/2/78 ).

        وسمع أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذلك فقال متمثلاً بقول القائل :

        وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا..

        ويطغون لما غال زيد غوائل..

        نقل هذا أبو بكر الجوهري في كتابه ( السقيفة )؛ كما نقل ذلك عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج.

        وهكذا تم الانقلاب؛ وتم عزل آل محمد كما خطط الانقلابيون؛ وتمت مواجهة آل محمد بأمر واقع !

        ونجح الانقلابيون بخطة الانقلاب المتماسكة؛ بنداً بنداً؛ ونجحوا بتنصيب الخليفة في الغياب الكامل لآل محمد ودون مشورتهم؛ ثم زفت الجموع الخليفة إلى المسجد حيث يتجمع الآل الكرام في بيت النبي حول الجثمان المقدس وعلا التكبير والتهليل؛ وبايعت الجموع خليفتها الجديد مرة ثانية على مسمع ومرأى من آل محمد؛ وخطب الخليفة الجديد؛ وخطب نائبه عمر بن الخطاب؛ وانتظر الخليفة والنائب آل محمد ليأتوهما مبايعين مباركين بعد أن واجهوهما بأمر واقع؛ ولم يحدث هذا؛ فغضب الخليفة؛ وغضب نائبه؛ وغضبت حاشيتهما؛ وغضب الجموع لتجاهل آل محمد لهذا الأمر الواقع؛ ولكن الخليفة كان رجلاً ماكراً؛ فتجمل بالصبر وطلب من الجميع ضمنياً أن يمارسوا ضبط النفس.


        وذهبوا إلى آل محمد كأن الأمر طبيعي؛ وكأن شيئاً لم يحدث؛ وكأن القائد جاء ليتفقد الرعية؛ وليشارك أهل المصاب مصابهم؛ كان لفتة نبيلة من أبي بكر ونائبه وقاعدته الشعبية أن يتذكروا بعد 48 ساعة موت الرسول والإمام والقائد !!

        وتذكر الانقلابيون أن علي بن أبي طالب والعترة الطاهرة ألهاهم الرسول المسجى بين أيديهم؛ وقد أغلقوا عليهم الباب. ( سيرة ابن هشام 4/ 336 , والرياض النضرة للطبري 1/163 ) , وأن أهل بيت محمد , كانوا مشغولين بتجهيز الرسول ( الطبقات لابن سعد 2/ قسم 2/ 821 ).

        وأن الرسول قد مكث ثلاثة أيام لا يدفن. ( تاريخ ابن كثير 5/271 , وتاريخ أبي الفداء 1/152 )، وذلك من يوم الاثنين إلى يوم الأربعاء ( الطبقات لابن سعد 1/499 , وسيرة ابن سيد الناس 2/340؛ وقال بعض المؤرخين : والصحيح أنه دفن ليلة الأربعاء، أنظر تاريخ ابن كثير 5/171 ).

        وتبين للانقلابيين أن أهل الرسول قد تولوا دفنه. ( العقد الفريد لابن عبد ربه 3/61 , وقريب من تاريخ الذهبي 1/321 , 324 , 326 )، وأن علياً والفضل وقثم ابنا العباس وشقران مولاه وأسامة بن زيد قد تولوا غسله وتكفينه وأمره كله.

        وأبو بكر وعمر لم يشهدا دفن الرسول ولا تغسيله أو تجهيزه!! حيث كانوا مشغولين بمتاعب الانقلاب!! ( كنز العمال 3/140 تجد أنهما لم يشهدا الدفن ). ومن باب أولى أن لا يشهدا الغسل والتكفين والتجهيز، أما عائشة زوجي النبي فقد قالت :

        " ما علمنا بدفن النبي حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء ".
        ( سيرة ابن هشام 4/344 وتاريخ الطبري 2/452 وطبعة أوروبا 1/1833 و 1837 وتاريخ ابن كثير 5/270 , وابن الأثير في أسد الغابة 1/34 في ترجمة الرسول وطبقات ابن سعد ج2 ق2 ص78 , وتاريخ الخميس 1/191 وتاريخ الذهبي 1/327 ومسند أحمد 6/62 ).

        وأكبر الظن أن عائشة كانت مشغولة مع أبيها ومع قادة الانقلاب بترتيب أمور المسلمين بعد وفاة الرسول،لأن دفن الرسول بنظرهم ليس مشكلة والأهم هو تعيين الخليفة الجديد، فالأهم يتقدم على المهم!!

        ولكن لا ننسى أن عمر عندما تأكد من وفاة الرسول، كان أبو بكر غائباً، وقف وأخذ يقول:

        إن الرسول لم يمت، إنما ارتفع إلى السماء ! وهدد أن يعلو رأس من يقول بموت الرسول بالسيف، وألهى الناس بهذه المقولة فترى حتى إذا حضر أبو بكر ذهب عنه الروع، وكبت مشاعره وذهوله، وانطلق مع أبي بكر كأن لم يك به شيئاً ليواجه الأهم وهو تنصيب الخليفة، ويتركا المهم وهو تجهيز الرسول ودفنه، ثم عمر قريب العهد بالرسول فقبل يوم واحد شاهده ومعه مجموعه كبيرة من حزبه، وقال بحضور النبي متجاهلاً وجوده:

        " إن النبي يهجر حسبنا كتاب الله " !

        بمعنى: أن عمر وحزبه حديثوا العهد بالرسول، والأهم عندهم تنصيب خليفة للرسول، فمحمد بشر، وقد انتهى دوره، ومواراته في ضريحه الأقدس ليس أمراً عاجلاً بنضر عمر وحزبه. لأن ما يعنيهم هو مصلحة المسلمين ووضع حد للتميز الهاشمي !!

        بمعنى: أن عمر تهدد بالموت من يقول بموت الرسول، وشغل الناس بمقولة رفع النبي للسماء حتى جاء أبو بكر، ولما جاء أبو بكر قال أبو بكر :

        " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ".. عندئذ سكت عمر واسترد عمر وعيه وسار مع أبي بكر كأنه لم يك به شيء !!

        ورتب الاثنان مع أعوانهما أمر الخلافة وواجهوا آل محمد بأمر واقع لا قبل لهم برفعه !

        وهكذا وقع أول انقلاب في الإسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والشرعية الإلهية؛ وكم تلته من إنقلابات !!

        ومع السلامة.

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أمير مصرى
          لقد كان ادعاء محبة آل البيت والتشيع لهم هو الباب الذي ولجت منه العديد من الفرق بين صفوف المسلمين . لذلك تجد أن الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة ، ولجت من هذا الباب ، وكلا من تلك الفرق تزعم أنها تتشيع لآل البيت ، وأنهم يهتدون بهديهم ، ولكن لو نظرنا إلى عقيدة كل فرقة ، ولوجدنا أنها تختلف عن الأخرى تماماً ، بل كلاً منا يكفر الآخر. فمثلاً : هناك الإثني عشرية و الإسماعيلية و الزيدية و الكيسانية و كثير غيرهم. كل هذه الفرق تدعي التشيع ونصرة آل البيت ، كل من هذه الفرق تدعي التشيع واتباع آل البيت ، لكن تجد أن كل فرقة لها عقيدة تختلف تماماً عن الأخرى ، ولو كان الاختلاف فقهياً لقلنا الأمر طبيعي ، لكن المصيبة أن الاختلاف في أسس العقيدة . و ليس هذا فحسب، بل كل فرقة لديها نظام الإمامة الخاص بها، فلو كان هناك من نص على الأئمة لما اختلفت الشيعة تلك الاختلافات الشديدة على تحديد أئمتهم.

          وهنا نسأل الشيعة جميعاً : ما هي الفرقة التي على حق في اتباع آل البيت ؟ ولماذا تفرقوا وقد كانوا من منبت واحد ؟ ولماذا صار لكل منها عقيدة تختلف عن الأخرى ؟

          الأمر الآخر : يسأل سائل و يقول ، أليس علي رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، أليس هو زوج بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا يكون هو الخليفة بعد رسول الله ؟

          1- أن أبو بكر وعمر أفضل منه ، فقد جاءت أحاديث كثيرة تبين فضلهم لا يتسع المقام لذكرها .
          2- الأمر الآخر ، أن في انتقال الخلافة إلى غير آل البيت ، كان بعلم الله ، ولا شك أن الله لا يشأ شيئاً إلا لحكمة أرادها سبحانه . ولعل السر أو الحكمة ، هو حماية الرسالة النبوية. يقول ابن القيم رحمه الله :
          ( السر في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان أن علياً لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون : أنه ملك ورث ملكه أهل بيته فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة وتأمل قول هرقل لأبي سفيان هل كان في آبائه من ملك ؟ قال : لا ، فقال له : لو كان في آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك آبائه فصان الله منصبه الرفيع من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته ، وهذا هو السر والله أعلم في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعاً لهذه الشبهة لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته فصانهم الله عن ذلك جميعاً ) .
          أقول : ولعل ذلك أيضاً الحكمة من موت أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ، فتأمل رعاك الله ، وإني أسال لو كان أحد أبناء النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعده ، فماذا سيكون حال الشيعة ؟!

          و أما قول الرافضة الإمامية أن هناك نص على تولية علي رضي الله عنه فلم يصح ذلك أبداً. و عندما أراد المسلمون الموالون لعلي أن يُبايعوه على الإمامة - إنظـــــــــروا مـــــــــاذا قـــــــــال لـــــــــهم :

          (( دعوني والتمسوا غيري فأن أكون لكم وزيــراً ، خير لكم من أكون لكم أميــــراً )) - كتاب نهج البلاغة ج 1/ ص 181 : 182. شرح العلامة الشيعي الشريف المرتضى، طبعة بيروت.

          قولوا لي أيها الإمامية بالله عليكم : أهذا قول من تكون له الولاية بالنص؟


          وقال علي رضي الله عنه أيضاً : (( والله ما كان لي في الولاية رغبة ولا في الإمارة إربة ، و لكنكم دعوتموني إليها. و حملتموني عليها )) - نهج البلاغة ج 1/ ص 322.

          و الله ليس بعد ذلك الكلام إلا الضلال!
          اقول المذهب الشيعي ثلاث فرق الاسماعيلية الزيدية الاثنى عشرية فلا تزيد فرق خيال من عندكم واما عن التكفير فهل نسيتم كيف التكفير عندكم للفرق لديكم لتكفيركم لصوفية ولتكفيركم الفرق الاخرى لديكم فصوفية سنة لاكن بسبب التكفير لهم اخرجتوهم من الاسلام والمذهب السني؟؟؟؟
          ملاحظتي لاتنسى التكفير عندكم كيف يكون فتكفير هوايتكم تكون فانتم اخر من يتكلم عن التكفير من يكفر من ؟؟؟
          واما عن الحديث دعوني والتمسو غيري هلشبهة ليست الا قديمة ومللنا ردها فانت كما واضح عضو جديد تريد فقط تكرارالمواضيع القديمة المكرره بكثرة

          وثانيا الحديث مبتور مدلس فانت ليس الا تنقل من منتدياتكم التي يكثر فيها التدليس وتحريف والحديث اصلا مرسل والمرسل لايصح الاستدلال به ولو افترضنا بصحت الحديث ليس المعنى الذي تقصدوه انتم فالحديث لهو معاني اخرى لاكن بسبب البتر لتدليس الحديث غيرتم المعنى ببركة التحريف
          للرد على هلحديث

          الرواية باكملهاء؟؟؟؟؟؟
          لاكمل الرواية منقول من كتاب الرد على 2ـ إحسان إلهي ظهير
          والذي يرد على الكتاب الشيخ معتصم سيد أحمد
          احد المتشيعون يذكر هلرواية وروايات اخرى تستغل للبتر لصالحهم
          [color="DarkRed"]الحقيقة الضائعة
          رحلتي نحو مذهب آل البيت (ع)

          ولولا الخوف من الخروج عن الموضوع، لوسعت في هذا المقام.

          فيا إحسان، إذا امتدت يدك لتحرف ما جاء في أحاديث الشيعة، فإنك لا تستطيع أن تحرِّف ما جاء في صحاحكم.

          (3) أورد في ص66، من نفس الكتاب، حديثاً للإمام علي (ع) من نهج البلاغة وإليك ما نقل

          دعوني، والتمسوا غيري، فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً).

          وعندما رجع إلى مصدر النص، وجدت مكره وحيلته، حيث أخذ أول الكلام وآخره وترك ما بينهما، فتغير بذلك المعنى، وإليك تمام النص.

          قال عندما أراده الناس على البيعة، بعد قتل عثمان (دعوني والتمسوا غيري، فإذا مستقبلون أمراً له وجوه، وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت. والمحجة قد تنكرت، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً)(1).
          ____________

          1- نهج البلاغة ص136، الخطبة رقم 92.



          فانظر إلى النص الذي حذفه، كيف ينقلب المعنى رأساً على عقب من دونه، فماذا تسمى هذا ـ يا إحسان ـ؟! ومن هو الذي يكذب على أهل البيت؟!

          ليس فقط من أ نواع الكذب أن تقول قولاً وتنسبه إلى من لم يقله، وإنما من الكذب أيضاً أن تحرّف مراد كلامه وتنسبه إليه.

          سبحان الله قد عرف أمير المؤمنين (ع) أنهم لا يثبتون على هذه البيعة، وسوف يرتدون عليه ويقاتلونه في الجمل وصفين والنهروان، ويحتجون عليه بآلاف التبريرات، ولذلك أقام عليهم الحجة، وأخبرهم بمنهجه في الحكم، وهو الحق والحق مر صعب (وأكثرهم للحق كارهون).

          وحدث ما قاله (ع) بالفعل، ولكن لم أكن أتوقع أن يستمر هذا الانقلاب والتبرير إلى يومنا هذا فيحرفون كلامه، لما فيه من كشف عن سوء نية وزيف من بايعه.

          (4) وأختم بهذا التزوير والتحريف الواضح، وأترك لك التعليق، وأكتفي به، لأني لو جاريت هذا النسق من التزوير والتحريف لطال بنا المقام، وباختصار فإن الرجل لم يكن صادقاً حتى مع نفسه، وحمله على هذه الأفعال شدة عداوته لأهل البيت وشيعتهم، وإلا لماذا هذا التعسف الواضح أريد به أن يثبت للناس حقاً مضيعاً؟ وهو يتبع الباطل والتزوير وسيلة وهدفاً؟




          وجواب اخر لسوال احد مشايخ السنة الشيخ سليمان بن صالح الخراشي
          يقول شيخهم ؟؟؟؟؟؟


          - يروي صاحب كتاب ( نهج البلاغة ) ـ وهو كتاب معتمد عند الشيعة ـ أن عليًا (ر) إستعفى من الخلافة وقال : ( دعوني والتمسوا غيري )! ، وهذا يدل على بطلان مذهب الشيعة ، إذ كيف يستعفي منها ، وتنصيبه إمامًا وخليفة أمر فرض من الله لازم ـ عندكم ـ كان يطالب به أبابكر ـ كما تزعمون ـ ؟!.




          --------------------------------------------------------------------------------

          الرد من احد طلاب العلم القدس

          الجواب


          - أقول : ليت شعري كان يفترض من الكاتب أن يسرد الخطبة ولا يبترها حتى يتبين مفاد قول الإمام علي (ع) وهذه هي الخطبة : ( ومن خطبة له (ع) لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان (ر) دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان ، لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت ، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب ، وإن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ..... ) ، راجع : ( نهج بلاغة - الجزء 1 ) - رقم الصفحة : ( 181 / 182 ) رقم الخطبة : ( 92 ) ).



          الأمر الأول : الإمام علي (ع) رفض هي الخلافة الحاصلة بالبيعة أي الخلافة التي تعقد ببيعة الناس كبيعة أبو بكر ، وأما الخلافة الإلهية التي البسها الله عز وجل له يوم غدير خم ، فلم تكن مطروحه للذين أرادوا بيعة الإمام علي (ع) ، فأراد أن يبطل بيعة الناس ويرجع الناس إلى ما نصه الله عز وجل له ، وهذا واضح من خطبه وإحتجاجاته في غدير خم على الصحابة ، كما فعل يوم الرحبة فالخلافة التي تحصل عن طريق البيعة , فهي بها ومن دونها الإمام يكون إماما بنص الرسول الأكرم فلا يحتاج إلى بيعتهم ، والأدلة على نص إمامة الإمام علي (ع) كثيرة في كتب الفريقين سنذكرها في محلها تباعا .



          الأمر الثاني : كان يريد أن يعمل على تصحيح مسار الأمة وهذا يحتاج إلى طاعة الأمة له لقبول هذا التصحيح ، وأن هناك إنحرافات كثيرة حصلت ويريد أن يقضي على الإنحرافات وهذا يستوجب إلى عزل بعض الولاة المنحرفين أو المقصرين ، أو من ليس أهل للولاية بسبب أمور أخرى ، ولذلك الإمام علي (ع) كان يريد أن يلزم الناس ويلقي عليهم الحجة حتى لا يكون لهم عذر والأمة كانت تعيش إنحرافا ذاتيا موازيا لخط أمير المؤمنين (ع) ، وهذا الخط لم يكن وليد الحال فهذا الخط إستمر حتى بعد إستشهاد الإمام علي (ع) ولذلك لا بأس نذكر أمثلة على حال الأمة في تلك الفترة .



          ونطرح بعض الأمثلة من الولاة المنحرفين الذين كانوا يعملون جاهدين لتظليل الأمة ، والدعوة إلى مخالفة القرآن والسنة النبوية ، فمعاوية كان والي الشام من طرف عمر بن الخطاب وكان يأمر الناس أن يأكلوا أموال الناس بالباطل ويقلتوا أنفسهم بغير حق :



          - كما نقل الإمام مسلم في صحيحه ( الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1472 ) - باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول ) : قال : حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق : أخبرنا وقال زهير : حدثنا جرير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال : ثم دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه ، فأتيتهم فجلست إليه فقال : كنا مع رسول الله (ص) في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله (ص) الصلاة جامعة ، فاجتمعنا إلى رسول الله (ص) فقال : إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ، فدنوت منه فقلت له أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله (ص) فأهوى إلى اليسرى وقلبه بيديه وقال : سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له : هذا بن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) ، قال فسكت ساعة ثم قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله ).



          - وكذلك معاوية كان يأمر بعدم التلبية بغضا للإمام علي (ع) فقد نقل النسائي في : ( سنن النسائي - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 253 ) وقال الألباني صحيح الإسناد , وصحيح بن خزيمة ، وقال محقق الكتاب الأعضمي إسناده صحيح , وسنن البيهقي - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 113 ) , وتهذيب الكمال - رقم الصفحة : ( 398 ) - رقم : ( 338 ) , وتهذيب التهذيب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 195 ) ) : ( قال : أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال : حدثنا خالد بن مخلد قال : حدثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال : كنت مع بن عباس بعرفات فقال : ما لي لا أسمع الناس يلبون قلت : يخافون من معاوية فخرج بن عباس من فسطاطه فقال : لبيك اللهم لبيك لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي ).



          - وكان معاوية يقدم رأيه على رأي سنة رسول الله (ص) ويرفضها بالرغم من تنبيه الصحابة له أنها سنة رسول الله (ص) فقد نقل الطبراني بالمعجم الكبير بسنده ( الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 205 ) - الحديث رقم : ( 555 ) - الطبعة الثانية / تحقيق حمدي السلفي ) قال : ( حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا هوذة بن خليفة ثنا بن جريج حدثني عكرمة بن خالد أن أسيد بن حضير بن سماك حدثه قال : ثم كتب معاوية (ر) إلى مروان بن الحكم إذا سرق الرجل فوجد سرقته فهو أحق بها إذا وجدها ، فكتب إلي مروان بذلك وأنا عامله على اليمامة ، فكتبت إلى مروان أن رسول الله (ص) قضى أن إذا وجدت ثم المتهم فإن شاء سيدها أخذها بالثمن وإن شاء إتبع سارقه ، ثم قضى بذلك بعده أبو بكر وعمر وعثمان (ر) ، فبعث مروان بكتابي إلى معاوية فبعث معاوية إلى مروان إنك لست أنت ولا أسيد يقضيان علي فيما وليت ، ولكني أقضي عليكما فانفذ ما أمرتك به فبعث مروان بكتاب معاوية إلي فقلت والله لا اقضي به أبدا ).



          - ويعلم الإمام علي (ع) أنه سيقاتل من قبل الناكثين والمارقين والقاسطين ، فكان يريد أن يلزم الناس بالبيعة برضاهم وليس بطلب الإمام علي (ع) حتى يلقي الحجة عليهم ، وطلب أن تكون البيعة بالمسجد وأمام الناس وعلنية ، وكانت قريش تكره بني هاشم ولها موقف من بني هاشم ، فقد أخرج الحافظان إبن عساكر وأبو نعيم بالإسناد في ( معرفة الصحابة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 300 / 3001 - رقم الحديث : ( 336 ) ) عن عكرمة عن إبن عباس قال : ( قال عثمان (ر) : ما ذنبي إن لم يحبك قريش , وقد قتلك منهم سبعين رجلا كأن وجوههم سيوف الذهب ).



          - وقد أخرج عدة من الحفاظ منهك الطبري بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب : ( حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب : أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله (ص) مغضبا وأنا عنده فقال : ما أغضبك ؟ قال : يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا بغير ذلك قال : فغضب رسول الله (ص) حتى إحمر وجهه ثم قال : والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ثم قال : يا أيها الناس من آذى عمي فقد أذاني فإنما عم الرجل صنو أبي ) ، قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح في ( سنن الترمذي - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 652 ) - رقم الحديث : ( 3758 ) - طبعة دار احياء التراث تحقيق أحمد شاكر وآخرون ).



          - وقال ابن عبد البر في : ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 492 ) , و أسد الغابة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 1108 ) , وتهذيب الكمال - الجزء : ( 31 ) - رقم الصفحة : ( 57 ) , وتوضيح الأفكار - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 437 ) ) : أثناء كلامه عن الوليد بن عقبة : ( ثم ولاه عثمان الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص ، فلما قدم الوليد على سعد قال له سعد : والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك فقال : لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون فقال سعد : أراكم والله ستجعلونها ملك ).



          - وقد إنتشرت حالة الرشاوي بين الصحابة فمعاوية كان يرشي الصحابة لجرهم لديه وقد ذكر الذهبي في ( تاريخ الإسلام - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 518 ) ) : وقال أبو صالح بن السمان : قال علي (ر) في أمر الحكمين : يا أبا موسى أحكم ولو على حز عنقي.

          وقال زيد بن الحباب : ثنا سليمان بن المغيرة البكري عن أبي بردة عن أبي موسى أن معاوية كتب إليه : ( سلام عليك أما بعد فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد وأقسم بالله لئن بايعتني على الذي بايعني عليه لأستعملن أحد إبنيك على الكوفة والآخر على البصرة ، ولا يغلق دونك باب ولا تقضى دونك حاجة ، وقد كتبت إليه بخط يدي فاكتب إلي بخط يدك قال : فقال لي : يا بني إنما تعلمت المعجم بعد وفاة رسول الله (ص) فكتبت إليه كتابا مثل العقارب فكتب إليه : أما بعد فإنك كتبت إلي في جسيم أمر أمة محمد فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه ليس لي فيما عرضت من حاجة والسلام عليك قال أبو بردة : فلما ولي معاوية أتيته فما أغلق دوني بابا وقضى حوائجي ، قال أبو نعيم وإبن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة وقعنب : توفي سنة أربع وأربعين ).



          - فهذا واضح كم معاوية يرشي أبو موسى الأشعري ، وقد ذكر البخاري في صحيحه : ( عن نافع لما إنتزى أهل المدينة مع عبد الله بن الزبير وخلعوا يزيد بن معاوية جمع عبد الله بن عمر بنيه ووقع عند الإسماعيلي من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد في أوله من الزيادة عن نافع أن معاوية أراد بن عمر على أن يبايع ليزيد فأبى وقال : لا أبايع لأميرين فأرسل إليه معاوية بمائة ألف درهم فأخذها فدس إليه رجلا فقال له : ما يمنعك أن تبايع فقال : أن ذاك لذاك يعني عطاء ذلك المال لأجل وقوع المبايعة أن ديني عندي إذا لرخيص فلما مات معاوية كتب بن عمر إلى يزيد ببيعته ..... ) ، راجع : ( فتح الباري - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 77 ) - رقم الحديث : ( 6694 ) ).



          - هذه كانت ظروف الإمام علي (ع) وبعد أن استقرت البيعة للإمام علي (ع) وقد أجمع على بيعته المهاجرين والأنصار خرجت السيدة عائشة تطالب الإمام (ع) أن يرجع الخلافة للشورى ، وقد ذكر الذهبي ( بسير أعلام النبلاء - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 178 )) : ( عن صالح بن كيسان وغيره أن عائشة جعلت تقول إن عثمان قتل مظلوما وأنا أدعوكم إلى الطلب بدمه وإعادة الأمر شورى ).



          بل أن عائشة ألبت المجتمع على الإمام علي (ع) ، وخرجت عليه لقتاله كما ينقل إخواننا أهل السنة في كتبهم : فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم أحمد بن حنبل والبيهقي والطبراني ونعيم بن حماد والحاكم وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم ، المصادر : ( مسند أحمد ج6 ص52 ، 97 ط1 ، وج9 ص310 ح24308 ، وص390 ح24708 من الطبعة الحديثة ط دار الفكر / بيروت ، كنز العمال ج11 ص197 ح31208 ، وص334 ح31668 ، دلائل النبوة للبيهقي ج6 ص410 ، 411 ، 412 ، المصنف لأبي بكر ابن أبي شيبة ج7 ص536 ح37771 ، المستدرك ج3 ص12ز ط1 ، وج3 ص128 ، 129 ح4613 ).



          - وقد روي بألفاظ متعددة ، منها ما أخرجه الحافظ إبن عبد البر الأندلسي في : ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1885 ) - رقم : ( 4020 )) ، حيث قال : حدثنا سعيد بن نصر ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن وضّاح ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن عصام بن قدامة ، عن عكرمة ، عن إبن عباس ، قال : قال رسول الله (ص) : ( أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، يقتل حولها خلق كثير ، وتنجو بعد ماكادت ) ، قال إبن عبد البر : وهذا الحديث من أعلام نبوته (ص) ، وعصام بن قدامة ثقة ، وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج إلى ذكره .



          - ومنها ما أخرجه أحمد في ( المسند - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 97 ) - الطبعة الاولى ، و الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 390 / 391 ) - رقم الحديث : ( 24708 ) - من الطبعة الحديثة ، ط دار الفكر/ بيروت ) ، حيث قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم : ( أنّ عائشة قالت : لما أتت على الحوأب ، سمعت نباح الكلاب ، فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، إن رسول الله (ص) قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير : ترجعين عسى الله عزوجل أن يصلح بك بين الناس ) ، قال الحافظ إبن كثير الدمشقي في تاريخه : ( البداية والنهاية - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 236 ) ) : وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجوه .



          - وقال أحمد بن حنبل في ( المسند - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 52 ) - الطبعة الاولى ، والجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 310 ) - رقم الحديث : ( 24308 ) الطبعة الحديثة ، قال شعيب الأرناؤؤط على شرط البخاري ومسلم ) ، أيضا : حدثنا يحي ، عن إسماعيل ، حدثنا قيس ، قال : ( لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب ، قالت : أي ماء هذا؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، فقال بعض من كان معها ، بل تقدمين ، فيراك المسلمون ، فيصلح الله عزوجل ذات بينهم ، قالت : إن رسول الله (ص) قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ ).



          وهذا واضح كما تنقل كتب أخوتنا أهل السنة بأسانيد صحيحة أن رسول الله (ص) قد زجر عائشة من الخروج ولكن لم تكترث ووصلت إلى ماء الحوأب ونبحتها ولم ترجع وأكملت إلى أن وصلت البصرة ، وقاتلت الإمام علي (ع) وكان حذيفة كاتم سر رسول الله (ص) قد نبه الصحابة أن عائشة ستخرج لقتال الإمام عليه (ع) على رأس الجيش كما هي منقولة بكتب أهل السنة :



          - فقط أخرجا عدة من الحفاظ الحكم النيسابوري في المستدرك ، والحافظ الطبراني في المعجم الأوسط واللفظ للحاكم قال : ( أخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : ثم كنا ثم حذيفة (ر) فقال بعضنا : حدثنا يا أبا عبد الله ما سمعت من رسول الله (ص) قال : لو فعلت لرجمتموني قال : قلنا سبحان الله أنحن نفعل ذلك قال : أرأيتكم لو حدثتكم أن بعض أمهاتكم تأتيكم في كتيبة كثير عددها صدقتم به قالوا : سبحان الله ومن يصدق بهذا ثم قال حذيفة : أتتكم الحميراء في كتيبة يسوقها أعلاجها ( العلج : الرجل من كفار العجم والقوي الضخم منهم ( تاج العروس ) ) حيث تسوء وجوهكم ثم قال : فدخل مخدعا ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، المصادر : ( المستدرك على الصحيحين - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 517 ) - رقم الحديث : ( 8453 ) - الطبعة الحديثة ، قال الذهبي على شرط الشيخين , والمعجم الاوسط للطبراني - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 53 ) ، ورجاله كلهم ثقات رجال الستة الا فلفلة وهو ثقة ).



          - وقد قال إبن حجر في ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 55 ) ) : ( من طريق عصام بن قدامة عن عكرمة عن بن عباس : أن رسول الله (ص) قال لنسائه : أيتكن صاحبة الجمل الأدبب بهمزة مفتوحة ودال ساكنة ثم موحدتين الأولى مفتوحة تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجوا من بعد ما كادت ، ( مجاهد عن أَهل اللغة كاد يكاد كان في الأصل كيِد يكيد ، ومما يستدرك عليه : كاده : علمه الكيد وبه فسر قولُه تعالى : ( كذلك كدنا ليوسف ) أي علمناه الكيد على إخوته ، راجع : ( تاج العروس - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 2247 )) ، وهذا رواه البزار ورجاله ثقات .



          - وهناك حالات تدل على أن رسول الله (ص) يحث الإمام علي (ع) بالصبر والتنازل كما هو منقول في كتب السنة ، وقد ذكر إبن حجر العسقلاني في ( فتح الباري - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 55 ) ) قال : ( وأخرج أحمد والبزار بسند حسن من حديث أبي رافع أن رسول الله (ص) قال : لعلي بن أبي طالب أنه سيكون بينك وبين عائشة أمر قال : فانا أشقاهم يا رسول الله قال : لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها ) ، وهنا يبين أن سيقع أمر بين الإمام علي (ع) إشارة إلى حرب الجمل فقال له : ارددها إلى مأمنها وهذا يدل أن الإمام علي (ع) سيمر بظروف قاسية ، وهناك تآمر وبغض وكراهية للإمام علي (ع) ، وقد خرج كثير من الصحابة لقتاله كالزبير وطلحة ومعاوية وعبيد الله بن عمر وعمر بن العاص والمغيرة وغيرهم وهم من الصحابة البارزين الذين لهم نفوذ .



          - وقد أخرج البخاري في صحيحه ( صحيح البخاري - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 236 )) ، قال : ( حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏قال : أخبرنا ‏ ‏هشام بن يوسف ‏‏عن ‏معمر ‏عن ‏‏الزهري ‏، ‏قال : أخبرني ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏قال : قالت ‏عائشة : ‏لما ثقل النبي ‏‏(ص) ‏‏وإشتد وجعه إستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين ‏العباس ‏ورجل آخر ، ‏قال ‏عبيد الله : فذكرت ذلك ‏لإبن عباس ‏ما قالت ‏عائشة ‏فقال لي : وهل تدري من الرجل الذي لم تسم ‏ ‏عائشة ‏ ‏قلت : لا قال : هو ‏ ‏علي بن أبي طالب ).



          - وقد نقل إبن حجر في فتح الباري وغيره ما صرح به الكرماني قال : ( قوله قال : هو علي بن أبي طالب ، زاد الإسماعيلي من رواية عبد الرزاق عن معمر ولكن عائشة لا تطيب نفسا له بخير ولإبن إسحاق في المغازي عن الزهري ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير ) ، المصادر : ( فتح الباري ج6 ص244 , عمدة القاريء ج5 ص192 ).



          هذه كانت حالة الإمام علي (ع) ولذلك كان يشرط عليهم في قبول الخلافة , كفا فعل نبي الله يوسف (ع) عندما كان تحت حكم فرعون وهو نبي ولم يتنازل عن نبوته ولمصلحة الشريعة وتهيئة الأمة لذلك قبل بحكم فرعون وكذلك الإمام علي (ع) لم يتنازل عن الإمامة ولكن لم يرفع السيف عن أبو بكر وعمر حفاظا على الشريعة الإلهية ، وخصوصا إن الصحابة لم يتورعوا عن الرد على رسول الله (ص) في مرضه عندما طلب كتف ودواة ليكتب له فقالوا عنه القوله السيئة في حق رسول الله (ص) حيث قالوا : ( يهجر ) يعني يهذي , هذا في حق رسول الله (ص) فماذا تظن مع من هو اقل وهو الإمام علي (ع

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أمير مصرى


            و أما قول الرافضة الإمامية أن هناك نص على تولية علي رضي الله عنه فلم يصح ذلك أبداً. و عندما أراد المسلمون الموالون لعلي أن يُبايعوه على الإمامة - إنظـــــــــروا مـــــــــاذا قـــــــــال لـــــــــهم :

            (( دعوني والتمسوا غيري فأن أكون لكم وزيــراً ، خير لكم من أكون لكم أميــــراً )) - كتاب نهج البلاغة ج 1/ ص 181 : 182. شرح العلامة الشيعي الشريف المرتضى، طبعة بيروت.

            قولوا لي أيها الإمامية بالله عليكم : أهذا قول من تكون له الولاية بالنص؟


            وقال علي رضي الله عنه أيضاً : (( والله ما كان لي في الولاية رغبة ولا في الإمارة إربة ، و لكنكم دعوتموني إليها. و حملتموني عليها )) - نهج البلاغة ج 1/ ص 322.

            و الله ليس بعد ذلك الكلام إلا الضلال!


            واترك جواب اخر حول هلرواية

            منقول
            معنى قوله (ع): (دعوني والتمسوا غيري) |


            تاريخ: 2008-01-29 م | المقالات » مقالات عقائدية | قراءات: 1428 | الكاتب: سماحة الشيخ محمد صنقور





            معنى قوله (ع): "دعوني والتمسوا غيري"



            السؤال: ما معنى قول الإمام علي (ع) حيث عرضوا عليه الخلافة: "دعوني والتمسوا غيري… ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، ولأن أكون لكم وزيراً خير من أن أكون عليكم أميرًا" (نهج البلاغة 181-182).



            ألا يُنافي ذلك دعوى النّصّ عليه من قِبَل الله تعالى؟



            الجواب: نبدأ الجواب أولاً بإيضاح أمرٍ لعلّه خافٍ عليكم وهو أنَّنا نحن الإماميَّة لا نقول بصحة جميع ما ورد في كتاب نهج البلاغة، ذلك لأنَّ كتاب نهج البلاغة عبارة عن مجموعة من الخطب والرسائل والحِكَم المنسوبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) جمعها السيّد الشريف الرضيّ رحمه الله من مجموعة من المصادر.



            وعليه لا بدّ في مقام الاحتجاج بأيِّ خطبةٍ أو رسالة من مراجعة سندها فإنْ كان صحيحًا صحَّ الاحتجاج بها وإلا لم يكن الاحتجاج بها تامًّا، ولهذا فالرواية المذكورة وإن كانت واردة في نهج البلاغة إلا أنَّها ساقطة عن الحجيَّة نظرًا لضعف سندها، إذ أنَّ الشّريف الرّضيّ رفعها إلى عليّ (ع) دون أن يذكر سندًا لها حيث أفاد: "ومن خطبه (ع) لمّا أُريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه: دعوني والتمسوا غيري..."، فالرواية إذن من طرف الشريف الرضيّ مرسلة.



            وذكرها أيضًا ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب إلا أنَّه لم يذكر لها سندًا أيضًا بل رفعها إلى عليّ (ع) حيث أفاد: "ومن كلامٍ له لمّا أراده الناس على البيعة بعد قتل عثمان: دعوني والتمسوا غيري" ج1/378. فالرواية إذن من طرف ابن شهر آشوب مرسلة أيضًا لذاك تكون ساقطة عن الاعتبار، ولم أجد هذه الرواية في مصدر آخر من مصادرنا، نعم هي واردة في غير مصادرنا التي لا يصحّ الاحتجاج بها علينا، ورغم ذلك فهي غير صحيحة حتى في مصادرهم ووفقًا لضوابطهم الرجالية، فقد أوردها سيف بن عمر الضبي في كتابه الفتنة ووقعة الجمل، وهذا الرجل ضعيف جداً عند علماء الجرح والتعديل من أهل السنة، فقد ذكره النسائي في كتاب الضعفاء والمتروكين وقال: "سيف بن عمر الضبي ضعيف" 187 وذكره العقيلي في كتابه ضعفاء العقيلي ج2/175 وقال: "حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت عيسى يقول: سيف بن عمر الضبي يحدث عن البخاري هو ضعيف..".



            وذكر الرازي في كتابه الجرح والتعديل ج4/278 (..عن معين أنه قال سيف بن عمر الضبي الذي يُحدِّث عنه المحاربي ضعيف الحديث. حدثنا عبد الرحمن قال: سئل أبي عن سيف بن عمر الضبي قال: متروك الحديث..).



            وذكر ابن حيّان في كتاب المجروحين ج1/345 قال: (سيف بن عمر الضبي الأسيدي من أهل البصرة اتُهم بالزندقة يروي عن عبيد الله بن عمر، روى عنه المحاربي كان أصله من الكوفة يروي الموضوعات عن الأثبات، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيرون سمعت جعفر بن أبَّان يقول سمعت ابن نمير يقول سيف الضبي تميمي، وكان جميع يقول: "حدَّثني رجل من بني تميم، وكان سيف يضع الحديث، وقد اتّهم بالزندقة".



            فإذا كان هذا هو حال مَن أورد الرواية فكيف يصحُّ اعتمادها والاحتجاج بها؟



            هذا وقد أورد الرواية الطبري في تاريخه إلا أنَّه اعتمد في نقلها على سيف. وأمَّا ابن الأثير في الكامل فلم يذكر سندًا للرواية ولعلَّه اعتمد على الطبري كما هو الغالب.



            وعليه فالرواية ساقطة عن الاعتبار والحجيَّة حتى بناء على مباني علماء السنَّة.



            ثانيًا: لو تنَزَّلنا جدلاً وسلَّمنا بصدور هذه الرواية فإنَّها لا تدلّ على نفي استحقاق الإمام علي (ع) للخلافة بالنص، وذلك لظهورها في أنَّ امتناع عليٍّ (ع) عن قبول البيعة كان لغرض إملائه لشرطه عليهم، إذ أنَّ عدم قبولهم بشرطه يقتضي عدم صحّة قبوله ببيعتهم. وذلك يتضِّح من ملاحظة تمام الرواية "دعوني والتمسوا غيري فإنَّا مستقبلون أمرًا له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإنَّ الآفاق قد أغامت والمحجَّة قد تنكَّرت، واعلموا أني إنْ أجبتكم ركبتُ بكم ما أعلم ولم أصغِ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإنْ تركتموني فأنا كأحدكم ولعلِّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولَّيتموه أمركم وأنا لكم وزيرًا خيرٌ لكم مني أميرًا).



            فالواضح من مساق الرواية بتمامها أنَّ امتناع الإمام (ع) عن قبول البيعة ابتداءً كان لغرض أخذ الحيطة لنفسه منهم، فقد جاءوه مندفعين بعد مقتل عثمان وفيهم من شارك في قتله وفيهم من ألَّب على عثمان ولم يكن يرتضي سياسته، ويطمح في أنْ يتَّخذ الخليفةُ الذي يليه السياسةَ التي يرتضيها هو، وفيهم من يأمل أن يسير فيهم بسياسة الشيخين، على أنَّ المسلمين حينذاك كانوا في وضع استثنائي، فلم يكن معهودًا قتلُ خليفة المسلمين بعد حصارٍ دام زمنًا ليس بالقصير نسبيًا، وكان الثوار الذين قادوا الثورة على عثمان خليطًا، فمنهم مَن كانَ من العراق ومنهم من كان من مصر ومنهم من كان من الحجاز وفيهم بعض الصحابة، وهؤلاء يتفاوتون من حيث الوعي والطموح والميول، فلم يكن من المناسب القبول ببيعتهم بمجردَّ عرضهم إياها عليه دون أن يأخذ لنفسه الحيطة منهم فيُلزمهم بشروطه.



            فكان حاصل شرطه أن يكون هو القائد فعلاً وواقعًا لا أنْ يكون مَعبَرًا يُمرَّرون به خياراتهم وسياساتهم فيكون في واقع الأمر تابعًا، ويكونون هم القادة، وهذا هو معنى قوله (ع): "واعلموا أني إن أجبتكم ركبتُ بكم ما أعلم ولم أُصغِ إلى قول القائل وعتب العاتب".



            فالإمام (ع) قد برَّر امتناعه عن قبول البيعة ابتداءً بقوله "إنا مستقبلون أمرًا له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والحجة قد تنكَّرت".



            فمفاد حديثه (ع) أنَّ الأيام المقبلة زاخرة بفتنٍ وأحداث متلوَّنة الوجوه يختلط الحقّ فيها بالباطل، لذلك تختلف العقول في تشخيصها كما تختلف فيما ينبغي اتخاذه من موقف تجاه كل معضلةٍ تنشأ عنها، كما أنَّ القلوب لن تصمد أمام محنٍ هي بحجم هذه المحن التي تنتظر الأمة، فقد يعروها الوهن وتبتلي بالإعياء وتُصاب بالخوار فلا تصبر على مجالدة الباطل وتطمح في الخلود إلى الدعة والراحة. وحينئذٍ لا تكون في مستوى المسئولية المناطة بها.



            ثم أفاد الإمام (ع) أن هذه الفتن التي أُنذركم بوقوعها لا يفصلكم عنها زمن بل أنكم قد ولجتم فيها، وهذا هو معنى قوله "إن الآفاق قد أغامت والمحجَّة قد تنكَّرت".



            وبهذا العرض لواقع ما عليه الأمة بعد مقتل عثمان وواقع ما ينتظرها برَّر الإمام (ع) امتناعه عن القبول الابتدائي للبيعة، وبه مهَّد للشرط الذي أراد أن يشترطه عليهم حتى يقبل ببيعتهم، وهو قوله "واعلموا إن أجبتكم ركبتُ بكم ما أعلم ولم أصغ لقول القائل وعتب العاتب". فإن لم يقبلوا به لم يكن من التعقّل القبول ببيعتهم، وذلك هو ما يُعفيه من المسئولية الشرعية، إذ لا يصح عقلاً ولا شرعًا القبول بولايةٍ يكون معها في موقع التابع فيفرض عليه الثوار وذووا النفوذ خياراتهم خصوصًا وهو يرى أن عقولهم لن ترقى لمستوى القدرة على تشخيص الحق من الباطل ذلك لأن الأفاق قد أغامت والمحجّة قد تنكرت كما أفاد (ع) وهم كذلك بنظره غير واجدين للأهلية التي تمنحهم القدرة على سلوك الطريق الجاد والصائب، وهذا هو معنى قوله"لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول".



            وحينئذٍ كيف يصح له أن يقبل بولايةٍ يكون مثل هؤلاء فيها هم الساسة والقادة، ولهذا فرض عليهم هذا الشرط فحينما قبلوا به قَبِل بيعتهم ولو لم يقبلوا لكان لهم وزيرًا ناصحًا مرشداً فلا يتحمَّل حينئٍذ تبعات ما يتخذونه من قرارات، وهذا هو معنى قوله "وأنا لكم وزيرًا خير لكم مني أميرا".



            ثم أنّه لو قبل ابتداءً ببيعتهم في ظلِّ هذه الأجواء المتلبَّدة بالفتن وسوء الظن وما آل إليه أمر بعض الصحابة لتوهَّم بعضُهم أنَّ عليًا (ع) حريص على الدنيا ولظنَّ آخرون أنه كان قد ساهم في التدبير لقتل عثمان ليصفوا له الأمر بعده، فلم يكن المسلمون جميعًا على معرفةٍ بما انطوت عليه سريرةُ عليٍّ من زهدٍ وعزوف عن الدنيا.



            ورغم أنه قد اشترط عليهم هذا الشرط إلا أن بعضهم طمع في أن يستجيب عليٌّ (ع) لرغبته، فدخل عليه طلحةُ والزبير بعد البيعة أحدهما يريد ولاية البصرة والآخر يريد ولاية الكوفة، فحينما أبى عليهما ذلك وأبدى لهما ما يعبَّر عن عدم أهليتهما لهذا الموقع نكثا بيعته، ودخل عليه المغيرة بن شعبة واقترح عليه الإبقاء على معاوية وعدم عزله عن ولاية الشام فأبى عليه الإمامُ (ع) ذلك فلحق بمعاوية وآزره على حربه، وطلب منه آخرون أن يخلِّي بينهم وبين ما أقطعه إياهم عثمان من أموالٍ وضياع فحينما رفض نقموا عليه.



            فلم ترق لهم السياسة التي قرر اعتمادها وأعلن عنها في أول خطبة خطبها بعد البيعة حيث أفاد (ع): "ألا وأنَّ كلّ قطيعة أقطعها عثمان وكل مالٍ أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإنَّ الحق لا يُبطله شيء ولو وجدت قد تُزوج به النساء ومُلك به الإماء وفُرِّق في البلدان لرددته، فإن في العدل سعة ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق"(1).



            هذا وقد كان لتمنِّع عليٍّ (ع) عن القبول بالبيعة ابتداءً والشرطِ الذي اشترطه عليهم كان له سعةً في أن يحتجَّ عليهم كلما ابدوا ممانعة عن القبول عن بسياسته. لذلك تكرر منه التذكير لهم بتمنعه وشرطه وإصرارهم عليه بالقبول.



            فقال كما ورد في نهج البلاغة: "وبسطتم يدي فكففتها ومددتموها فقبضتها، ثم تداككتم عليَّ تداكَّ الإبل الهيم على حياضها يوم وردوها حتى انقطعت النعل وسقطت الرداء ووُطئ الضعيف وبلع من سرور الناس ببيعتهم إيايَّ أن ابتهج بها الصغير وهدَج إليها الكبير وتحامل نحوها العليل وحسرت عليها الكعاب"(2).



            وقال في خطبته الشقشقية: "فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ينثالون عليَّ من كل جانب حتى لقد وُطئ الحسنان وشُقَّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم، فلما نهضتُ بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون، كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾(3) بلى والله لقد سمعوها ووعوها ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارُّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت أخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز..".



            والمتحصل مما ذكرناه أن الرواية المذكوره لا تنفي استحقاق عليٍّ (ع) للخلافة بالنص عليه من قِبَلِ الله تعالى ورسوله (ص) إذ أن استحقاقه الشرعي لا يقتضي عدم التدبير لنفسه لإحكام ولايته الظاهرية، فلم يكن المندفعون لبيعته يُقرُّون جميعاً بالنص عليه بعد أن جحد بها من سبقهم. ورغم ذلك فقد احتجَّ عليهم بعد البيعة في موارد عديدة بالنص عليه، فأقرَّ له بذلك جمع من الصحابة وتنكَّر آخرون، ونحن هنا نذكر مورداً من تلك الموارد رواه الهيثمي في مجمع الزوائد عن أبي الطفيل قال: "جمع عليٌّ الناس في الرحبة ثم قال لهم: (أنشد بالله كلَّ امرئ مسلم سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم ما قال لما قام، فقام إليه ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حيث أخذ بيده فقال: أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال (ص): من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه)، قال: فخرجت كأن في نفسي شيئاً فلقيت زيد بن أرقم فقلتُ له إني سمعت علياً يقول كذا وكذا فما تنكر قد سمعت رسول الله (ص) يقول ذلك".



            قال الهيثمي رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.



            ثمّ ذكر رواية عن سعيد بن وهب بنفس المضمون وعلَّق عليها بقوله رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.



            وذكر رواية قريبة من هذا المضمون عن سعيد بن وهب وعن زيد بن بثيع وعلَّق عليها بقوله رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة، وذكر رواية رابعة قريبة المضمون من الروايات السابقة وعلَّق عليها بقوله رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا.(4)



            والحمد لله ربّ العالمين










            وجواب اخر



            شبهة حديث (دعوني والتمسوا غيري).

            بسّمه تعالى ،

            سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



            حديث ((دعوني والتمسوا غيري)).


            قال الوهابي مُحتجا:

            ها هو إمامكم علي بن أبي طالب عليه السلام ،يقول في نهج البلاغة ((دعوني والتمسوا غيري))،وهو يرفض الخلافة وأنتم تزعمون يا معشر الشيعة بأنّ علي هو إمام منصب من الله تعالى ، ومع ذلك هو يرفض الخلافة.



            فيكون الجواب والرد على وجوه ،،

            الوجه الأول : تفسير الخطبة عند الشيعة.
            الوجه الثاني : سند الخطبة .


            ***الوجه الأول :

            وينقسم الى قسمين ،
            القسم الاول :لماذا رفض الامام علي عليه السلام بيعة الناس ؟
            القسم الثاني : هل رفض الامام علي بيعة الناس على امامته الالهية ؟


            أما القسم الأول:

            ذكر الشريف الرضي في نهج البلاغة(1) :
            [ ومن خطبة له عليه السلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان . لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول . وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت . واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب . وإن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم . وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا . ].

            إنّ الإمام علي عليه السلام رفض بيعة الناس ولكن قيّد تلك البيعة بشروط وهي :

            1_واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم .
            2_ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب .


            فالإمام علي عليه السلام ، كان يعلم أنّ هؤلاء الذين ارتدوا عن بيعته الكبرى بيعة الغدير وثبت عليهم الغدر والخيانة ،أنّهم سوف يخرجون عليه بعد مُبايعته كما خرجوا ضده بعد مبايعته في بيعة الغدير، ورفض الإمام علي ( ع ) البيعة ، وقال لهم : التمسوا غيري ! إمعانا منه في تسجيل الموقف المسبق . فلقد أدرك أن القوم سيحاربونه لا محالة ، وبأن الكثير ممن بايعه سينقلبون ، وبأن المسؤولية جسيمة(2).(3)ولذلك شدد عليهم الإمام علي السلام.
            ولكنهم أرادوا من الإمام علي عليه السلام أن يفعل بهم ما يفعله حكام الجور برعيتهم ، يُريدونه ان يُقرب الشريف ويُفضل الرؤساء ويُميزهم بالعطاء ،

            ولذلك يقول المجلسي رضوان الله تعالى عليه في البحار (4):
            [تبيين : المخاطبون بهذا الخطاب [ هم ] الطالبون للبيعة بعد قتل عثمان ، ولما كان الناس نسوا سيرة النبي واعتادوا بما عمل فيهم خلفاء الجور من تفضيل الرؤساء والاشراف لانتظام أمورهم وأكثرهم إنما نقموا على عثمان استبداده بالأموال كانوا يطمعون منه عليه السلام أن يفضلهم أيضا في العطاء والتشريف ولذا نكث طلحة والزبير في اليوم الثاني من بيعته ونقموا عليه التسوية في العطاء وقالوا آسيت بيننا وبين الأعاجم وكذلك عبد الله بن عمر وسعيد بن العاص ومروان وأضرابهم ولم يقبلوا ما قسم لهم فهؤلاء القوم لما طلبوا البيعة بعد قتل عثمان قال عليه السلام " دعوني والتمسوا غيري . . . " إتماما للحجة عليهم وأعلمهم باستقبال أمور لها وجوه وألوان لا يصبرون عليها وإنه بعد البيعة لا يجيبهم إلى ما طمعوا فيه ولا يصغي إلى قول القائل وعتب العاتب بل يقيمهم على المحجة البيضاء ويسير فيهم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله . ]

            ثمّ إنّه حتى لو سلمنا جدلاً بأنّ الامام علي رفض البيعة ،فهذا لا يدل على سقوط الامامة لانّه عليه السلام رضي ببيعة الناس بعد ذلك.


            القسم الثاني :

            إنّ البيعة الالهية الكبرى التي حدثت في غدير خم ثابتة بسندٍ صحيح عند الشيعة
            قرب الإسناد للحميري (5):
            وعنه ((أي السندي بن محمد وهو أبان بن محمد))، عن صفوان الجمال قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : " لما نزلت هذه الآية في الولاية ، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالدوحات في غدير خم فقمن ، ثم نودي : الصلاة جامعة ، ثم قال . أيها الناس ، من كنت مولاه فعلي مولاه ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه رب وال من والاه ، وعاد من عاداه . ثم أمر الناس يبايعون عليا ، فبايعه لا يجئ أحد إلا بايعه ، لا يتكلم منهم أحد . ثم جاء زفر وحبتر ، فقال له : يا زفر ، بايع عليا بالولاية . فقال : من الله ، أو من رسوله ؟ فقال : من الله ومن رسوله ؟ . ثم جاء حبتر فقال : بايع عليا بالولاية . فقال : من الله أو من رسوله ؟ فقال : من الله ومن رسوله . ثم ثنى عطفه ملتفتا فقال لزفر : لشد ما يرفع بضبع ابن عمه.


            فهذه هي البيعة التي بايع فيها الناس علي بن ابي طالب عليه السلام ،على أنّه إمام منصب من الله ورسوله بعد موت النبي صلى الله عليه وآله ،.
            فلم ينكرها ولم يرفضها أمير المؤمنين علي عليه السلام ، لأنّها جاءت بأمر إلهي فلا يستطيع الإمام علي عليه السلام أن يرفض بيعة الناس فيها ،أما تلك البيعة التي جاءت بعد مقتل عثمان بن عفان ،فهي بيعة كان الناس مصدرها ولم تأتي بأمر إلهي ،.لذلك فلا اشكال في رفضها وعدم قبولها .


            ***الوجه الثاني :


            أما سند هذه الخطبة فقد ذكرها الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة(6) هكذا :

            [92 - ومن خطبة له عليه السلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان . لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول . وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت . واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب . وإن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم . وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا . ]



            وقد ذكر الشيخ المفيد في كتابه الجمل (7):
            [وروى سيف عن رجاله قال اجتمع الناس إلى علي وسألوه أن ينظر في أمورهم وبذلوا له البيعة فقال لهم التمسوا غيري فقالوا له ننشدك الله أما ترى الفتنة ألا تخاف الله في ضياع هذه الأمة فلما ألحوا عليه قال لهم إني لو أجبتكم حملتكم على ما أعلمه وأن تركتموني كنت لأحدكم قالوا قد رضينا بحكمك وما فينا مخالف لك فاحملنا على ما تراه ثم بايعته الجماعة .]

            ثم رأينا بعد التتبع أنّ أصل هذا الحديث هو في كتاب الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر التميمي (8)،وهذا هو نص ما ذكره :
            [. المبايعة لعلي : فقالوا لهم : دونكم يا أهل المدينة فقد أجلناكم يومين ، فوالله لئن لم تفرغوا لنقتلن غدا عليا وطلحة والزبير وأناسا كثيرا . فغشي الناس عليا ، فقالوا : نبايعك فقد ترى ما نزل بالإسلام ، وما ابتلينا به من ذوي القربى فقال علي : دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وله ألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول . فقالوا : ننشدك الله ألا ترى ما نرى ! ألا ترى الإسلام ! ألا ترى الفتنة ! الا تخاف الله ! فقال قد أجبتكم لما أرى ، واعلموا ان أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، وإن تركتموني فإنما أنا كأحدكم ، إلا أني أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم . ثم افترقوا على ذلك واتعدوا الغد . وتشاور الناس فيما بينهم وقالوا : إن دخل طلحة والزبير فقد استقامت . فبعث البصريون إلى الزبير بصريا ، وقالوا : احذر لا تحاده - وكان رسولهم حكيم ابن جبلة العبدي في نفر - فجاؤوا به يحدونه بالسيف . وإلى طلحة كوفيا ، وقالوا له : احذر لا تحاده فبعثوا الأشتر في نفر فجاؤوا به يحدونه بالسيف . وأهل الكوفة وأهل البصرة شامتون بصاحبهم ، وأهل مصر فرحون بما اجتمع عليه أهل المدينة وقد خشع أهل الكوفة وأهل البصرة أن صاروا أتباعا لأهل مصر وحشوة فيهم ، وازدادوا بذلك على طلحة والزبير غيظا ، فلما أصبحوا من يوم الجمعة حضر الناس المسجد ، وجاء علي حتى صعد المنبر ، فقال يا أيها الناس - عن ملإ وإذن - إن هذا امركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم].

            وذكره الطبري في تاريخه(9) نقلاً عن سيف ،

            والطريق الى هذا الكتاب طريق مجهول غير معروف ،وصاحب الكتاب مشهور بالوضع والكذب ، وهو مجهول عند الشيعة ،وقد قال عنه السيد الخوئي أنه وضاع كذاب (10)،وقال ابن حجر
            (11)أنّ اصح قول فيه أنّه ضعيف .

            وبهذا يَظهر جليّا أنّ هذه الخطبة لم تردنا من طرق أهل البيت عليهم السلام ،وأمّا الحديث الذي وردنا من طُرق أهل البيت ومن لسانهم الكريم أنّ الامام علي بايعه الناس في يوم الغدير،.

            وبهذا أيضاً يتم هدم جميع وكل إشكال يَضعه الوهابية على الشيعة بهذا الحديث .




            والحمدُ لله ربّ العالمين،



            جابر المحمدي المُهاجر،،



            ___________________________
            1_ نهج البلاغة ج 1 - ص 181 .
            2_ لقد شيعني الحسين (ع) للمغربي ص 226.
            3_نهج البلاغة .
            4_البحار ج 32 - ص 36.
            5_قرب الاسناد للحميري ص94.
            6_نهج البلاغة .
            7_كتاب الجمل للمفيد ص64.
            8_ الفتنة ووقعة الجمل للضبي ص 87 – 94.
            9_تاريخ الطبري ج 3 - ص 456.
            10_معجم الرجال ج 11 - ص 207.
            11_تقريب التهذيب لابن حجر ج 1 - ص 408.

            </I>
            http://alkafi.net/vb/showthread.php?p=317

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أمير مصرى
              لقد كان ادعاء محبة آل البيت والتشيع لهم هو الباب الذي ولجت منه العديد من الفرق بين صفوف المسلمين . لذلك تجد أن الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة ، ولجت من هذا الباب ، وكلا من تلك الفرق تزعم أنها تتشيع لآل البيت ، وأنهم يهتدون بهديهم ، ولكن لو نظرنا إلى عقيدة كل فرقة ، ولوجدنا أنها تختلف عن الأخرى تماماً ، بل كلاً منا يكفر الآخر. فمثلاً : هناك الإثني عشرية و الإسماعيلية و الزيدية و الكيسانية و كثير غيرهم. كل هذه الفرق تدعي التشيع ونصرة آل البيت ، كل من هذه الفرق تدعي التشيع واتباع آل البيت ، لكن تجد أن كل فرقة لها عقيدة تختلف تماماً عن الأخرى ، ولو كان الاختلاف فقهياً لقلنا الأمر طبيعي ، لكن المصيبة أن الاختلاف في أسس العقيدة . و ليس هذا فحسب، بل كل فرقة لديها نظام الإمامة الخاص بها، فلو كان هناك من نص على الأئمة لما اختلفت الشيعة تلك الاختلافات الشديدة على تحديد أئمتهم.

              وهنا نسأل الشيعة جميعاً : ما هي الفرقة التي على حق في اتباع آل البيت ؟ ولماذا تفرقوا وقد كانوا من منبت واحد ؟ ولماذا صار لكل منها عقيدة تختلف عن الأخرى ؟

              الأمر الآخر : يسأل سائل و يقول ، أليس علي رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، أليس هو زوج بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا يكون هو الخليفة بعد رسول الله ؟

              1- أن أبو بكر وعمر أفضل منه ، فقد جاءت أحاديث كثيرة تبين فضلهم لا يتسع المقام لذكرها .
              2- الأمر الآخر ، أن في انتقال الخلافة إلى غير آل البيت ، كان بعلم الله ، ولا شك أن الله لا يشأ شيئاً إلا لحكمة أرادها سبحانه . ولعل السر أو الحكمة ، هو حماية الرسالة النبوية. يقول ابن القيم رحمه الله :
              ( السر في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان أن علياً لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون : أنه ملك ورث ملكه أهل بيته فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة وتأمل قول هرقل لأبي سفيان هل كان في آبائه من ملك ؟ قال : لا ، فقال له : لو كان في آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك آبائه فصان الله منصبه الرفيع من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته ، وهذا هو السر والله أعلم في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعاً لهذه الشبهة لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته فصانهم الله عن ذلك جميعاً ) .
              أقول : ولعل ذلك أيضاً الحكمة من موت أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ، فتأمل رعاك الله ، وإني أسال لو كان أحد أبناء النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعده ، فماذا سيكون حال الشيعة ؟!

              و أما قول الرافضة الإمامية أن هناك نص على تولية علي رضي الله عنه فلم يصح ذلك أبداً. و عندما أراد المسلمون الموالون لعلي أن يُبايعوه على الإمامة - إنظـــــــــروا مـــــــــاذا قـــــــــال لـــــــــهم :

              (( دعوني والتمسوا غيري فأن أكون لكم وزيــراً ، خير لكم من أكون لكم أميــــراً )) - كتاب نهج البلاغة ج 1/ ص 181 : 182. شرح العلامة الشيعي الشريف المرتضى، طبعة بيروت.

              قولوا لي أيها الإمامية بالله عليكم : أهذا قول من تكون له الولاية بالنص؟


              وقال علي رضي الله عنه أيضاً : (( والله ما كان لي في الولاية رغبة ولا في الإمارة إربة ، و لكنكم دعوتموني إليها. و حملتموني عليها )) - نهج البلاغة ج 1/ ص 322.

              و الله ليس بعد ذلك الكلام إلا الضلال!
              سأجيب على عنوان الموضوع

              1) لكفائة ابي بكر في الامارة وقد نجح في ذلك وكان اختيارا موفق.
              2) لايوجد نص قطعي وصريح يوصي بتولي الامام علي الخلافة المباشرة ( بلافصل) بعد رسول الله .
              3) بايع الامام علي ابا بكر لاسباب اهمها : مبايعة اهل الحل والعقد من المهاجرين والانصار لابي بكر ، ولمصلحة الاسلام العليا وان رأى انه الاكفاء لذلك ويحمل صفات القائد والامير والخليفة: كالشجاعة والتقوى والفقه والقضاء ، و كذلك بايع من منطلق تكليفه الشرعي .
              التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور الكويتي; الساعة 30-04-2012, 04:15 PM.

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                إثبات ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (بسند صحيح)



                ومع السلامة.

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                  فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام وذريته الطاهرة عليهم السلام


                  1. (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز).


                  روى ابن الحجر في (الصواعق المحرقة) له قال: روى ابن السمان أن أبا بكر قال له - أي لعلي عليه السلام - سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز). ( الصواعق المحرقة: 126).

                  2. (علي قسيم الجنة والنار).

                  أخرج الخوارزمي الحنفي في مناقبه عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (يا علي إنك قسيم الجنة والنار، وإنك تقرع باب الجنة، فتدخلها بلا حساب). (رواه الخوارزمي في المناقب: 234).

                  3. (لو اجتمع الناس على حب علي عليه السلام ما خلق الله النار).

                  أخرج القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن الهمداني الشافعي، عن عمر بن الخطاب، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: (لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار). (ينابيع المودة: 251).

                  4. (إن الله جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا تحصى).

                  روى الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) بسنده عن الصادق عليه السلام، عن علي بن الحسين، عن أبيه أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن الله تعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا " بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه [وما تأخر] ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب [من] فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر) ثم قال: (النظر إلى أخي علي عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته، والبراءة من أعدائه). (كفاية الطالب: 250).

                  5. قول النبي صلى الله عليه وآله: (أنا سلم لمن سالم أهل هذه الخيمة).

                  أخرج الخوارزمي الحنفي بسنده عن يونس بن سليمان التميمي، عن أبيه، عن زيد [بن] يثيع قال: سمعت أبا بكر يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله خيم خيمة، وهو متكئ على قوس عربية، وفي الخيمة: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر المسلمين، أنا سلم لمن سالم أهل هذه الخيمة، وحرب لمن حاربهم، وولي لمن والاهم [وعدوه لمن عاداهم] لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردي الولادة.
                  فقال رجل لزيد: يا زيد ! أنت سمعت أبا بكر يقول هذا ؟ قال: أي ورب الكعبة. (مناقب الخوارزمي: 296).

                  6. قول النبي صلى الله عليه وآله: (علي أفضل من أتركه بعدي).

                  روى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن (مودة القربى) للهمداني الشافعي، عن ابن عمر، قال: مر سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلاً ، ونحن [جلوس] في حلقة، وفينا رجل يقول: لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وأفضل من هذين الرجلين: أبي بكر وعمر. فسأل سلمان، فقال: أما والله لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وأفضل من هذين [الرجلين]: أبي بكر وعمر. ثم مضى سلمان، فقيل له: يا أبا عبد الله ! ما قلت ؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في غمرات الموت، فقلت: يا رسول الله هل أو صيت ؟ قال (يا سلمان أتدري من الأوصياء) ؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: (كان آدم وكان وصيه شيث، وكان أفضل من تركه بعده من ولده، وكان وصي نوح سام، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي موسى يوشع، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي سليمان آصف بن برخيا، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي عيسى شمعون بن فرخيا، وكان أفضل من تركه بعده، وإني أوصيت إلى علي، وهو أفضل من أتركه [من] بعدي). (ينابيع المودة: 301).

                  7. قول النبي صلى الله عليه وآله: (لا تحصى فضائل أبي الحسن عليه السلام).

                  روى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) من (مودة القربى) للهمداني الشافعي بسنده عن عمر بن الخطاب، رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لو أن البحر مداد، والرياض أقلام، والإنس كتاب، والجن حساب، ما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن). (ينابيع المودة: 297).

                  8. قول النبي صلى الله عليه وآله: (خير رجالكم علي بن أبي طالب).

                  روى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن (مودة القربى) للهمداني الشافعي بسنده عن ابن عمر، رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (خير رجالكم علي بن أبي طالب، وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد). ( ينابيع المودة: 294).

                  9. مبغض علي عليه السلام يموت يهودياً !

                  عن عمر بن الخطاب، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: (من أحبك با علي كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة، ومن مات يبغضك، فلا يبالى مات يهوديا أو نصرانيا). (الكوكب الدري: 125).

                  10. ولاية علي عليه السلام والسكن في جنه عدن.

                  عن (المعجم الكبير) للطبراني، قال: قال رسول الله صلى عليه وآله: (من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنا لهم الله شفاعتي). (كنز العمال: 6 / 217، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 86 وابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 450).

                  11. (علي مع القرآن، والقرآن مع علي عليه السلام).

                  ذكر القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) في رواية أن النبي صلى الله عليه وآله قال في مرض موته: (أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا أني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل، وعترتي أهل بيتي) ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال: (هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي، ولا يفترقا حتى يردا علي الحوض، فأسألكم ما تخلفوني فيهما). (ينابيع المودة: 44).

                  12. (علي سيد المسلمين).

                  روى القندوزي الحنفي في (ينابيعه) أيضاً عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأم سلمة: (يا أم سلمة ! علي مني وأنا من علي، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى. يا أم سلمة ! اسمعي واشهدي هذا، علي سيد المسلمين). (ينابيع المودة: ص 61).

                  13. (علي أحب الخلق إلى الله تعالى ورسوله).

                  روى القندوزي أيضاً في (ينابيعه) عن أحمد بن حنبل بسنده عن سفينة - مولى النبي صلى الله عليه وآله - أنه قال: أهدت امرأة من الأنصار طيرين مشويين بين رغيفين إلى رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله: (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك). فجاء علي عليه السلام فأكل معه من الطيرين حتى كفيا. أقول: وهذا هو الحديث المعروف بحديث (الطير المشوي). (ينابيع المودة: ص 62).

                  14. (تأييد الله تعالى نبيه بعلي عليه السلام).

                  روى الطبري في (ذخائر العقبى) عن ابن الخميس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لما أسري بي إلى السماء، فنظرت إلى ساق العرش الأيمن، فرأيت كتاباً فهمته: محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته به). ( ذخائر العقبى: 69).

                  15. (من أبغض علياً أكبه الله على وجهه في النار).

                  روى القندوزي الحنفي في (ينابيعه) عن الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) والسمعاني في (الفضائل) بسنديهما عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله بعرفات، فقال: (يا علي ضع كفك في كفي، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق [بغصن] من أغصانها دخل الجنة، يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى كانوا كالأوتار، ثم أبغضوك لأكبهم الله على وجوههم [في] النار). (ينابيع المودة: 104).

                  16. ( علي أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله).

                  روى القندوزي أيضاً في (ينابيعه) عن أبي ليلى الغفاري أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه أول من أمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين). (ينابيع المودة: 93).

                  17. (علي وصي رسوله الله صلى الله عليه وآله).

                  روى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن أحمد بن حنبل أنه أسند إلى أنس بن مالك، أنه قال: قلنا لسلمان: سل النبي صلى الله عليه وآله عن وصيه. فقال سلمان: يا رسول الله من وصيك ؟ فقال صلى الله عليه وآله: (يا سلمان ! من وصي موسى ؟) فقال: يوشع بن نون. قال صلى الله عليه وآله: (وصيي ووارثي يقضي ديني، وينجز موعدي علي بن أبي طالب). (ينابيع المودة 89).

                  18. (حب علي إيمان، وبغضه نفاق).

                  أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن علي عليه السلام قال: عهد إلي النبي صلى الله عليه وآله أنه (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق). (مسند أحمد: 2 / 102).

                  19. (من علامات المنافق بغض علي عليه السلام).

                  أخرج الحاكم في مستدركه عن أبي ذر (رض) أنه قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة، والبغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام. (مستدرك الحاكم: 3 / 129).

                  20. (ثلاث خصال لأمير المؤمنين عليه السلام).

                  أخرج أحمد بن حنبل في مسنده، عن ابن عمر أنه قال: كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وآله: رسول الله خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر !! ولقد أوتي ابن أبي طالب عليه السلام ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: (زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر). (مسند أحمد 7 / 20).

                  21. (ترجيح النبي صلى الله عليه وآله إيمان علي عليه السلام على أهل السماوات والأرضين).

                  أخرج الطبري في (ذخائر العقبى) بسنده عن عمر بن الخطاب أنه قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله لسمعته وهو يقول: (لو أن السماوات السبع، والأرضين السبع وضعت في كفة، ووضع إيمان علي في كفة، لرجح إيمان علي). (ذخائر العقبى: 100).

                  22. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من مات على حب آل محمد مات شهيداً).

                  من مات على حب آل محمد مات شهيداً، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له، ألا ومن على حب آل محمدا مات تائباً، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، [ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينية: (آيس من رحمة الله)، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة]. ( الكشاف: 4 / 220).


                  ومع السلامة.

                  تعليق


                  • #10
                    حديث الطائر المشوي





                    الإمام علي (ع) أفضل مخلوق بعد النبي (ص)







                    ( ابن عساكر - تاريخ دمشق - ج 42 - ص 254 )


                    أخبرنا أبو غالب البنا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا محمد بن مخلد بن حفص ، نا حاتم بن الليث ، نا عبيد الله بن موسى ، عن عيسى بن عمر القارىء ، عن السدي ، نا أنس بن مالك ، قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار فقسمها وترك طيرا ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء علي بن أبي طالب فدخل يأكل معه من ذلك الطير








                    رجال الحديث :



                    1) أبو غالب ابن البناء : الشيخ الصالح الثقة ، مسند بغداد أبو غالب أحمد ابن الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء البغدادي الحنبلي . سمع أبا محمد الجوهري ، وتفرد عنه بأجزاء عالية ، وأبا الحسين بن حسنون النرسي ، والقاضي أبا يعلى ابن الفراء ، وأبا الغنائم ابن المأمون ، وأبا الحسين بن الغريق ، ووالده أبا علي ، وعدة ، وله مشيخة بانتقاء الحافظ ابن عساكر . ولد في سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وله إجازة من الفقيه أبي إسحاق البرمكي ، والقاضي أبي الطيب الطبري سير أعلام النبلاء ، أبو غالب ابن البناء سير أعلام النبلاء


                    2) أبو الحسين بن الآبنوسي : الشيخ الثقة، أبو الحسين، محمد بن أحمد بن محمد بن علي، ابن الآبنوسي البغدادي.
                    سمع أبا القاسم بن حبابة، والدارقطني، وابن شاهين، وابن أخي ميمي، وعبد الله بن محمد بن محارب الاصطخري ، وأبا حفص الكتاني . قال الخطيب : كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا ، مات في سنة سبع وخمسين وأربع مئة. سير أعلام النبلاء ، ابن الآبنوسي


                    3) الدارقطني : عالم و مرجع أهل السنة الكبير ، غني عن التعريف ، هو الذي يعطي شهادات التوثيق في حق الرجال


                    4) محمد بن مخلد بن حفص : الإمام المفيد الثقة مسند بغداد أبو عبد الله الدوري العطار الخطيب. سمع مسلم بن الحجاج والحسن بن عرفة. وعني بهذا الشأن وصنف وخرج وكان معروفا بالثقة والصلاح. روى عنه الدارقطني وقال: ثقة مأمون مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة عن ثمان وتسعين. طبقات الحفاظ ، الطبقة الحادية عشر


                    5) حاتم بن الليث : الحافظ المكثر الثقة ، أبو الفضل، البغدادي الجوهري سير أعلام النبلاء


                    6) عبيد الله بن موسى : من رجال الصحيح


                    7) عيسى بن عمر الاسدي : ثقة ، وثقه النسائي و إبن حبان و إبن معين و إبن حجر في التقريب


                    8) السدي : من رجال الصحيح




                    تحليل الحديث :



                    النبي (ص) يسأل الباري أن يدخل عليه أحب مخلوق لله ، ليأكل معه من هذا الطير فيأتي علي بن أبي طالب (ع) و يأكل مع النبي (ص) و لا يشاركهما أحد . و في هذا دليل واضح أن الإمام علي (ع) هو أفضل مخلوق في الوجود بعد رسول الله (ص) و نستدل على ذلك بالآية الكريمة ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فأحب مخلوق لله - تعالى - يجب أن يكون أفضل مخلوق .





                    الإمام علي (ع) هو أحب الناس لله عز و جل بعد الرسول (ص) لذلك هو أفضل مخلوق بعد النبي (ص)



                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                      الله عزوجل في القرآن الكريم يقول إن الإمام علي عليه السلام هو خير البرية (يعني أفضل الناس) !!

                      فكيف يقدم البكريين أبا بكر وعمر وعثمان على "الإمام علي عليه السلام" ؟

                      الأدلة من كتب ومصادر أهل السنة إن الإمام علي عليه السلام؛ أفضل إنسان بعد الرسول الأعظم محمد (ص).

                      الدليل الأول:

                      ( أولئك هم خير البرية )

                      تفسير الطبري - سورة البينة : ( 7 ) - الجزء : ( 30 ) - رقم الصفحة : ( 335 )

                      إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية - ( البينة : 7 )

                      - حدثنا : إبن حميد ، قال : ، ثنا : عيسى بن فرقد ، عن أبي الجارود ، عن محمد بن علي : أولئك هم خير البرية ، فقال النبي (ص) : أنت يا علي وشيعتك.
                      الرابط :
                      http://quran.al-islam.com/Page.aspx?...&AyaNum=7#98-7

                      الدليل الثاني:

                      آيه المباهلة: ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ).

                      صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل علي بن أبي طالب (ع)

                      - حدثنا : ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏ومحمد بن عباد ‏ ‏وتقارباً في اللفظ ‏ ‏قالا ، حدثنا : ‏ ‏حاتم وهو إبن إسماعيل ‏ ‏، عن ‏ ‏بكير بن مسمار ‏ ‏، عن ‏ ‏عامر بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏أمر ‏ ‏معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏سعداًً ‏، ‏فقال : ما منعك أن تسب ‏ ‏أبا التراب ‏، ‏فقال : أما ما ذكرت ثلاثاًً قالهن له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي : من ‏ ‏حمر النعم ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول له ‏ ‏خلفه ‏ ‏في بعض مغازيه : فقال له ‏ ‏علي ‏: ‏يا رسول الله ‏ ‏خلفتني ‏ ‏مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله ‏ (ص) ‏: ‏أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلاّ أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم ‏ ‏خيبر :‏ ‏لأعطين الراية رجلاًًً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : إدعوا لي ‏ ‏علياًً ‏ ‏فأتي به ‏ ‏أرمد ، ‏فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية ‏: ‏فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ‏ ، دعا رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏علياًً ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسناًً ‏ ‏وحسيناًًً ‏(ع) ، ‏فقال : اللهم هؤلاء أهلي.
                      الرابط:
                      http://hadith.al-islam.com/Page.aspx...ID=25&PID=4492

                      ====

                      مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص

                      - حدثنا : ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ، حدثنا : ‏ ‏حاتم بن إسماعيل ‏ ‏، عن ‏ ‏بكير بن مسمار ‏ ‏، عن ‏ ‏عامر بن سعد ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏أسمعت رسول الله ‏ (ص) ‏يقول له وخلفه في بعض مغازيه : فقال علي ‏: ‏أتخلفني مع النساء والصبيان ، قال : يا ‏ ‏علي ‏ ‏أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلاّ أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم ‏ ‏خيبر ‏: ‏لأعطين ‏ ‏الراية ‏ ‏رجلاًًً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ‏ ‏فتطاولنا ‏ ‏لها ، فقال : إدعوا لي ‏ ‏علياًًً ‏ ‏فأتي به ‏ ‏أرمد ، ‏فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية :‏ ‏ندع أبناءنا وأبناءكم ‏، ‏دعا رسول الله ‏ ‏(ص)‏ ‏علياًًً ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسناًً ‏ ‏وحسيناًًً (ع) ‏، ‏فقال : اللهم هؤلاء أهلي.
                      الرابط:
                      http://hadith.al-islam.com/Page.aspx...ID=30&PID=1522

                      وإذا كان أبا بكر وعمر وعثمان أفضل من أهل البيت والإمام علي عليه السلام؛ لماذا لم يباهل بهم نصارى نجران ؟

                      الدليل الثالث:

                      حديث الطائر المشوي.

                      البخاري - التاريخ الكبير - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 3 )

                      - قال لي محمد بن يوسف : ، حدثنا : أحمد ، قال : ، ثنا : زهير ، قال : ، ثنا : عثمان الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي للنبي (ص) طائر كان يعجبه ، فقال : اللهم إئتني بأحب خلقك إليك يأكل هذا الطير ، فإستأذن علي فسمع كلامه ، فقال : إدخل.

                      ====

                      أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - إسم أمه ونسبها

                      - حدثنا : عبد الله بن محمد ، نا : عبد الله بن عمر ، نا : يونس بن أرقم ، قثنا : مطير بن أبي خالد ، عن ثابت البجلي ، عن سفينة قال : أهدت إمرأة من الأنصار إلى رسول الله (ص) طيرين بين رغيفين ، فقدمت إليه الطيرين ، فقال رسول الله (ص) : اللهم إئتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك ، ورفع صوته ، فقال رسول الله (ص) : من هذا ؟ ، فقال علي ، فقال : فإفتح له ، ففتحت ، فأكل مع رسول الله (ص) من الطيرين حتى فنيا.

                      ====

                      النسائي - السنن الكبرى - كتاب الخصائص

                      - أخبرني : زكريا بن يحيى قال : ، حدثنا : الحسن بن حماد قال : ، حدثنا : مسهر بن عبد الملك ، عن عيسى بن عمر ، عن السدي ، عن أنس بن مالك : أن النبي (ص) كان عنده طائر فقال : اللهم إئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير : فجاء أبوبكر فرده ، وجاء عمر فرده ، وجاء علي فأذن له.

                      وهذا دليل كبير يبين إن أحب الخلق إلى الله عز وجل هو الإمام علي عليه السلام.

                      الدليل الرابع:

                      من حديث خيثمة - علي خير البشر

                      - حدثنا : إبراهيم بن سليمان البهمي بالكوفة قال : ، حدثنا : الحسين بن سعيد النخعي إبن عم شريك ، عن إسحاق ، عن أبي وائل شقيق إبن سلمة ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله (ص) : علي خير البشر ، من أبى فقد كفر.

                      الدليل الخامس:

                      مسند أحمد - أول مسند الكوفيين - حديث النعمان بن بشير عن النبي (ص)

                      - حدثنا : ‏ ‏أبو نعيم ‏ ، حدثنا : ‏ ‏يونس ‏ ، حدثنا : ‏ ‏العيزار بن حريث ‏ ‏قال : قال النعمان بن بشير ‏ ‏قال : ‏إستأذن ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏على رسول الله ‏ (ص) ‏فسمع صوت ‏ ‏عائشة ‏ ‏عالياًً وهي تقول : والله لقد ‏عرفت أن ‏ ‏علياًً ‏ ‏أحب إليك من أبي ومني مرتين ‏ ‏أو ثلاثاًً ، فإستأذن ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏فدخل فأهوى إليها فقال : يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله ‏(ص).
                      الرابط:
                      http://hadith.al-islam.com/Page.aspx...D=30&PID=17696

                      ====

                      مسند أحمد - باقي مسند الأنصار - حديث بريدة الأسلمي (ر)

                      - حدثنا : ‏ ‏إبن نمير ‏ ‏، عن ‏ ‏شريك ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبو ربيعة ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن بريدة ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏ ‏قال رسول الله ‏(ص) : ‏إن الله عز وجل يحب من أصحابي أربعة أخبرني : أنه يحبهم وأمرني أن أحبهم ، قالوا : من هم يا رسول الله ، قال : إن ‏ ‏علياًً ‏ ‏منهم ‏، ‏وأبو ذر الغفاري ‏ ‏وسلمان الفارسي ‏ ‏والمقداد بن الأسود الكندي.
                      الرابط :
                      http://hadith.al-islam.com/Page.aspx...D=30&PID=21892

                      والآن بعد كل هذه الأدلة من القرآن الكريم ومن أحاديث الرسول الأكرم محمد (ص)؛ يتبين لنا إن أفضل الناس وخير الناس بعد النبي محمد (ص) هو الإمام علي عليه السلام؛ فلماذا يقدم المخالفين أبا بكر وعمر وعثمان على الإمام علي عليه السلام ؟

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                        الإمام علي عليه السلام يفضح المنافق أبا بكر في الخطبة الطالوتية !

                        ورد في مصادرنا عن أمير المؤمنين عليه السلام انه بمجرد أن بُويع أبو بكر في المسجد النبوي؛ خطب عليه السلام بهذه الخطبة الطالوتية.

                        فقال: أيها الأمة التي خدعت فانخدعت!! وعرفت خديعة من خدعها، فأصرت على ما عرفت واتبعت أهواءها، وضربت في عشواء غوايتها، وقد استبان لها الحق فصدت عنه، والطريق الواضح فتنكبته.

                        أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادخرتم من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق نهجه؛ لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام، وأضاء لكم الإسلام، فأكلتم رغدا، وما عال فيكم عائل، ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد، ولكن سلكتم سبيل الظلام فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، وسدت عليكم أبواب العلم فقلتم بأهوائكم، واختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين الله بغير علم، واتبعتم الغواة فأغوتكم، وتركتم الأئمة فتركوكم، فأصبحتم تحكمون بأهوائكم، إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم: هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه؟! رويدا عما قليل تحصدون جميع ما زرعتم، وتجدون وخيم ما اجترمتم وما اجتلبتم.

                        والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! لقد علمتم أني صاحبكم والذي به أمرتم، وأني عالمكم والذي بعلمه نجاتكم، ووصيي نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخيرة ربكم، ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم، وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم، معهم تحشرون وإلى الله عز وجل غدا تصيرون.

                        أما والله! لو كان لي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر - وهم أعداؤكم - لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للفتق، وآخذ بالرفق، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين.

                        ثم خرج من المسجد فمر بصيرة (حظيرة دواب) فيها نحو من ثلاثين شاة فقال: والله لو أن لي رجالا ينصحون لله عز وجل ولرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدد هذه الشياه، لأزلت ابن آكلة الذبان [الذباب] عن ملكه؛ "هنا الأمام عليه السلام يفصح عن حقيقة كون أبي بكر ينتمي لعائلة حقيرة وبيت وضيع وقد عيّره بأمة واصفا إياها بآكلة الذبان".

                        قال: فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلا على الموت، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " اغدوا بنا إلى أحجار الزيت محلقين ".

                        وحلق أمير المؤمنين (عليه السلام) فما وافى من القوم محلقا إلا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وجاء سلمان في آخر القوم.

                        فرفع يديه إلى السماء فقال: اللهم إن القوم استضعفوني كما استضعف بنو إسرائيل هارون، اللهم فإنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى عليك شئ في الأرض ولا في السماء، توفني مسلما وألحقني بالصالحين، أما والبيت والمفضي إلى البيت لولا عهد عهده إلي النبي الأمي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأوردت المخالفين خليج المنية، ولأرسلت عليهم شآبيب صواعق الموت، وعن قليل سيعلمون.

                        المصدر: (الكافي: ٨ / ٣٢ وبحار الأنوار: ٢٨ / 240).

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                          الشيخان يبخبخان ويهنئان.. فلماذا الانقلاب على الأعقاب ؟!!

                          قال عمر: بخ بخ يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة !!!

                          أخرج الإمام الطبري محمد بن جرير في كتاب (الولاية) حديثا بإسناده عن زيد ابن أرقم مر شطر كبير منه ص 214 - 216 وفي آخره فقال: معاشر الناس ؟ قولوا: أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقا بألسنتنا وصفقة بأيدينا نؤديه إلى أولادنا و أهالينا لا نبغي بذلك بدلا وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيدا، قولوا ما قلت لكم، وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فإن الله يعلم كل صوت وخائنة كل نفس فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما، قولوا ما يرضي الله عنكم فإن تكفروا فإن الله غني عنكم .

                          قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله و رسوله بقلوبنا، وكان أول من صافق النبي صلى الله عليه وآله وعليا: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس إلى أن صلى الظهرين في وقت واحد وامتد ذلك إلى أن صلى العشائين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلثا .

                          ورواه أحمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب (مناقب علي بن أبي طالب) المؤلف سنة 411 بالقاهرة من طريق شيخه محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن وفيه: فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا ثم انكبوا على رسول الله وعلى علي بأيديهم، وكان أول من صافق رسول الله (1) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثم باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلثا، ورسول الله كلما بايعه فوج بعد فوج يقول: الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين، وصارت المصافقة سنة ورسما واستعملها من ليس له حق فيها .

                          وفي كتاب - النشر والطي - فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنا به بقلوبنا .

                          وتداكوا على رسول الله وعلي بأيديهم إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صليت العشاءان في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلما أتى فوج: الحمد لله الذي فضلنا على العالمين .

                          وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في " مرآة المؤمنين " في ذكر حديث الغدير ما معربه: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب ؟ أصبحت وأمسيت ... إلخ . و كان يهنأ أمير المؤمنين كل صحابي لاقاه .

                          وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفى 903 في " روضة الصفا " (2) في الجزء الثاني من ج 1 ص 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثم جلس رسول الله في خيمة تخص به وأمر أمير المؤمنين عليا عليه السلام أن يجلس في خيمة أخرى وأمر إطباق الناس بأن يهنئوا عليا في خيمته، ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن، وممن هنأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .

                          وقال المؤرخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير (3) في الجزء الثالث من ج 1 ص 144 ما معربه: ثم جلس أمير المؤمنين بأمر من النبي صلى الله عليه وآله في خيمة تخص به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم: عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

                          ثم أمر النبي أمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له .

                          وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمة الحديث والتفسير والتأريخ من رجال السنة كثير لا يستهان بعدتهم بين راو مرسلا له إرسال المسلم، وبين راو إياه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة كابن عباس وأبي هريرة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم فممن رواه:

                          1 - الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة المتوفى 235 (المترجم ص 89).

                          2 - إمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفى 241 ، في مسنده 4 ص 281 .

                          3 - الحافظ أبو العباس الشيباني النسوي المتوفى 303 " المترجم ص 100.

                          4 - الحافظ أبو يعلى الموصلي المتوفى 307 " المترجم ص 100 ".

                          5 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 في تفسيره ج 3 ص 428.

                          6 - الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي المتوفى 333.

                          7 - الحافظ أبو عبد الله المرزباني البغدادي المتوفى 384 .

                          8 - الحافظ علي بن عمر الدارقطني البغدادي المتوفى 385 .

                          9 - الحافظ أبو عبد الله ابن بطة الحنبلي المتوفى 387 .

                          10 - القاضي أبو بكر الباقلاني البغدادي المتوفى 403 (المترجم ص 107).

                          11 - الحافظ أبو سعيد الخركوشي النيسابوري المتوفى 407 .

                          12 - الحافظ أحمد بن مردويه الاصبهاني المتوفى 416.

                          13 - أبو إسحاق الثعلبي المتوفى 427.

                          14 - الحافظ ابن السمان الرازي المتوفى 445 ، أخرجه بإسناده عن البراء ابن عازب باللفظ المذكور عن أحمد بن حنبل .

                          15 - الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفى 458 ، رواه مرفوعا إلى البراء بن عازب كما في (الفصول المهمة) لابن الصباغ المالكي المكي ص 25، و (درر السمطين) لجمال الدين الزرندي الحنفي، بسند يأتي عنه عن أبي هريرة، ويأتي من طريق الخوارزمي عنه عن البراء وأبي هريرة .

                          16 - الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى 463 ، مر عنه بسندين صحيحين عن أبي هريرة ص 232، 233 .

                          17 - الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي المتوفى 483 ، في كتاب [ المناقب ].

                          18 ـ (زين الفتى) لأبي محمد أحمد العاصمي.

                          19 - الحافظ أبو سعد السمعاني المتوفى 562 ، في كتابه - فضايل الصحابة - بالإسناد عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل المذكور ص 272 .

                          20 - حجة الاسلام أبو حامد الغزالي المتوفى 505 ، قال في تأليفه (سر العالمين) ص 9.

                          21 - أبو الفتح الأشعري الشهرستاني المتوفى 548 ، قال في (الملل والنحل) المطبوع في هامش الفصل لابن حزم 1 ص 220:

                          22 - أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي المتوفى 568 ، أخرج في مناقبه ص 94.

                          23 - أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي المتوفى 597 ، أخرج في مناقبه من طريق أحمد بن حنبل بالإسناد عن البراء بن عازب بلفظه المذكور .

                          24 - فخر الدين الرازي الشافعي المتوفى 606 ، رواه في تفسيره الكبير 3 ص 636 وفي طبعة 443 بلفظ مر ص 219 .

                          25 - أبو السعادات مجد الدين ابن الأثير الشيباني المتوفى 606 ، قال في (النهاية) 4 ص 246 بعد عد معاني المولى: ومنه الحديث: من كنت مولاه فعلي مولاه .

                          26 - أبو الفتح محمد بن علي النطنزي ، أخرج في كتابه - الخصايص العلوية - بإسناده حديث أبي هريرة بلفظه المذكور من طريق الخطيب البغدادي ص 232 .

                          27 - عز الدين أبو الحسن ابن الأثير الشيباني المتوفى 630 ، أخرجه بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ مر ص 178 .

                          28 - الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658 ، قال في " كفاية الطالب " ص 16.

                          29 - شمس الدين أبو المظفر سبط إن الجوزي الحنفي المتوفى 654 ، حكى في تذكرته ص 18 عن فضايل أحمد بن حنبل بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ والسند المذكورين ص 272 .

                          30 - عمر بن محمد الملا ، رواه في " وسيلة المتعبدين " عن البراء بلفظ أحمد .

                          31 - الحافظ أبو جعفر محب الدين الطبري الشافعي المتوفى 694 ، أخرج في (الرياض النضرة) 2 ص 169 بطريق أحمد بن حنبل عن البراء وزيد بن أرقم بلفظه المذكور، ورواه في ذخاير العقبى ص 67 من طريق أحمد بلفظ البراء بن عازب .

                          32 - شيخ الاسلام الحمويني المتوفى 722 ، قال في " فرايد السمطين " في الباب الثالث عشر.

                          34 - ولي الدين الخطيب ، أخرج في مشكاة المصابيح (المؤلف سنة 737) ص 557 بطريق أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بلفظه المذكور ص 272 .

                          35 - جمال الدين الزرندي المدني المتوفى سنة بضع وخمسين وسبعمائة ، رواه في كتابه " درر السمطين " من طريق الحافظ أبي بكر البيهقي بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ المذكور عن الحمويني .

                          36 - أبو الفدا ابن كثير الشامي الشافعي المتوفى 774 ، روى في كتابه " البداية والنهاية " 5 ص 209 - 210 بلفظ أحمد بن حنبل عن البراء بن عازب من طريق الحافظين أبي يعلى الموصلي والحسن بن سفيان المذكورين.

                          37 - تقي الدين المقريزي المصري المتوفى 845 ، ذكره في الخطط 2 ص 223 بطريق أحمد عن البراء بن عازب بلفظه المذكور .

                          38 - نور الدين ابن الصباغ المالكي المكي المتوفى 855 ، حكاه في " الفصول المهمة " ص 25 عن أحمد والحافظ البيهقي عن البراء بن عازب بلفظهما المذكور .

                          39 - القاضي نجم الدين الأذرعي الشافعي المتوفى 876 ، قال في " بديع المعاني " ص 75: وقد ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه .

                          قال: لعلي رضي الله عنه: هنيئا لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .

                          40 - كمال الدين الميبذي ، ذكر في شرح الديوان المعزو إلى أمير المؤمنين ص 406 حديث أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بلفظه المذكور .

                          41 - جلال الدين السيوطي المتوفى 911 ، رواه في " جمع الجوامع " كما في كنز العمال 6 ص 397 نقلا عن الحافظ ابن أبي شيبة بلفظه المذكور ص 272 .

                          42 - نور الدين السمهودي المدني الشافعي المتوفى 911 ، رواه في كتابه [ وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ] 2 ص 173 نقلا عن أحمد بطريقه عن البراء وزيد .

                          43 - أبو العباس شهاب الدين القسطلاني المتوفى 923 ، قال في " المواهب اللدنية " 2 ص 13 في معنى المولى: وقول عمر: أصبحت مولى كل مؤمن، أي: ولي كل مؤمن .

                          44 - السيد عبد الوهاب الحسيني البخاري المتوفى 932 ، مر لفظه ص 221 .

                          45 - ابن حجر العسقلاني الهيتمي المتوفى 973 ، قال في " الصواعق المحرقة " ص 26 .

                          46 - السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، رواه في مودة القربى بلفظ البراء .

                          47 - السيد محمود الشيخاني القادري المدني ، قال في كتابه [الصراط السوي في مناقب آل النبي ].

                          48 - شمس الدين المناوي الشافعي المتوفى 1031 ، قال في [ فيض القدير ] 6 ص 218.

                          49 - الشيخ أحمد باكثير المكي الشافعي المتوفى 1047 ، رواه في [ وسيلة المآل في عد مناقب الآل ] بلفظ البراء بن عازب .

                          50 - أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122، قال في " شرح المواهب " 7 ص 13: روى الدارقطني عن سعد قال: لما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا: أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة .

                          51 - حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنپوري ، ذكره في " مرافض الروافض " بلفظ مر ص 143 .

                          52 - ميرزا محمد البدخشاني ، ذكره في كتابيه [ مفتاح النجا في مناقب آل العبا ] و [ نزل الأبرار بما صح في أهل البيت الأطهار ] عن البراء وزيد من طريق أحمد .

                          53 - الشيخ محمد صدر العالم ، ذكره في " معارج العلى في مناقب المرتضى " من طريق أحمد عن البراء وزيد .

                          54 - أبو ولي الله أحمد العمري الدهلوي المتوفى 1176 ، مر لفظه ص 144 .

                          55 - السيد محمد الصنعاني المتوفى 1182 ، ذكر في [ الروضة الندية شرح التحفة العلوية ] عن محب الدين الطبري ما أخرجه من طريق أحمد عن البراء .

                          56 - المولوي محمد مبين اللكهنوي ، ذكره في " وسيلة النجاة " عن البراء وزيد .

                          57 - المولوي ولي الله اللكهنوي ، وذكره في [ مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين ] بلفظ أحمد ثم قال: وفي رواية: بخ بخ لك يا علي ؟ أصبحت وأمسيت: إلخ .

                          58 - محمد محبوب العالم ، ذكر في [ تفسير شاهي ] عن أبي سعيد الخدري ما مر في ص 221 بلفظ النيسابوري .

                          59 - السيد أحمد زيني دحلان المكي الشافعي المتوفى 1304 ، الفتوحات الإسلامية 2 ص 306.

                          60 - الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي المدني المالكي ، ذكره [ في كفاية الطالب في حياة علي بن أبي طالب ] ص 28.

                          عود إلى البدء:

                          إن هذه التهنئة المشفوعة بأمر من مصدر النبوة، والمصافقة بالبيعة المذكورة مع ابتهاج النبي بها بقوله: الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين . على ما عرفته من نزول الآية الكريمة في هذا اليوم المشهود الناصة بإكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب فيما وقع فيه . وقد عرف ذلك طارق بن شهاب الكتابي الذي حضر مجلس عمر بن الخطاب فقال: لو نزلت فينا هذه الآية (4) لاتخذنا يوم نزولها عيدا (5) ولم ينكرها عليه

                          أحد من الحضور، وصدر من عمر ما يشبه التقرير لكلامه .

                          وذلك بعد نزول آية التبليغ وفيها ما يشبه التهديد إن تأخر عن تبليغ ذلك النص الجلي حذار بوادر الدهماء من الأمة .

                          كل هذه لا محالة قد أكسب هذا اليوم منعة وبذخا ورفعة وشموخا، سر موقعها صاحب الرسالة الخاتمة وأئمة الهدى ومن اقتص أثرهم من المؤمنين، وهذا هو الذي نعنيه من التعيد به، وقد نوه به رسول الله فيما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في القرن الثالث عن محمد بن ظهير عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام دينا .

                          كما يعرب عنه قوله صلى الله عليه وآله في حديث أخرجه الحافظ الخركوشي مر ذكره آنفاً: هنئوني هنئوني .

                          واقتفى أثر النبي الأعظم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نفسه فاتخذه عيدا وخطب فيه سنة إتفق فيها الجمعة والغدير ومن خطبته قوله: إن الله عز وجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين ولا يقوم أحدهما إلا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعه، ويقفكم على طريق رشده، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويسلككم منهاج قصده، ويوفر عليكم هنيئ رفده، فجعل الجمعة مجمعا ندب إليه لتطهير ما كان قبله وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله وذكرى للمؤمنين، وتبيان خشية المتقين، ووهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته في الأيام قبله، وجعله لا يتم إلا بالايتمار لما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه، والبخوع بطاعته فيما حث عليه وندب إليه، فلا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه صلى الله عليه وآله بنبوته، ولا يقبل دينا إلا بولاية من أمر بولايته، ولا تنتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته، فأنزل على نبيه صلى الله عليه وآله في يوم الدوح ما بين به عن إرادته في خلصائه وذوي اجتبائه، وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق وضمن له عصمته منهم - إلى أن قال -: عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم، وبالبر بإخوانكم، والشكر لله عز وجل على ما منحكم، وأجمعوا يجمع الله شملكم، وتباروا يصل الله ألفتكم، وتهادوا نعمة الله كما منكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله أو بعده إلا في مثله، والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه، وهيئوا لإخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من وجودكم، وبما تناله القدرة من استطاعتكم، وأظهروا البشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم .

                          الخطبة (6) وعرفه أئمة العترة الطاهرة صلوات الله عليهم فسموه عيدا وأمروا بذلك عامة المسلمين ونشروا فضل اليوم ومثوبة من عمل البر فيه، ففي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي في سورة المائدة عن جعفر بن محمد الأزدي، عن محمد بن الحسين الصايغ، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن محمد البزاز، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة ؟ قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأنزل على نبيه محمد: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الاسلام دينا .

                          قال قلت: وأي يوم هو ؟ قال: فقال لي: إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والامامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا، و إنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا للناس علما وأنزل فيه ما أنزل، وكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة على المؤمنين .

                          قال: قلت وأي يوم هو في السنة ؟ قال فقال لي: إن الأيام تتقدم وتتأخر وربما كان يوم السبت والأحد والاثنين إلى آخر الأيام السبعة، قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم ؟ قال هو يوم عبادة و صلاة وشكر لله وحمد له وسرور لما من الله به عليكم من ولايتنا . فإني أحب لكم أن تصوموه .

                          وفي الكافي لثقة الاسلام الكليني 1 ص 303 عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال: نعم يا حسن ؟ أعظمهما وأشرفهما، قلت: وأي يوم هو ؟ قال: يوم نصب أمير المؤمنين عليه السلام علما للناس، قلت: جعلت فداك و ما ينبغي لنا أن نصنع فيه ؟ قال: تصوم يا حسن ؟ وتكثر الصلاة على محمد وآله، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم، فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا قال: قلت: فما لمن صامه ؟ قال صيام ستين شهرا وفي الكافي أيضا 1 ص 204 عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر ؟ قال: نعم أعظمها حرمة، قلت: وأي عيد هو جعلت فداك ؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه .

                          قلت: وأي يوم هو ؟ قال: وما تصنع باليوم إن السنة تدور ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، فقلت: ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ؟ قال: تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى أمير المؤمنين عليه السلام أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا، وكذلك كانت الأنبياء تفعل كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً.

                          ====

                          الهوامش ومصادر البحث:
                          (1) فيه سقط تعرفه برواية الطبري الأول .
                          (2) ينقل عنه عبد الرحمن الدهلوي في " مرآة الأسرار " وغيره معتمدين عليه .
                          (3) في كشف الظنون ج 1 ص 419: إنه من الكتب الممتعة المعتبرة وعده حسام الدين في " مرافض الروافض " من الكتب المعتبرة .
                          واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في " الفوائد البهية " وينقل عنه في ص 86 و 87 و 90 و 91 وغيرها .
                          (4) يعني قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم . الآية . راجع ص 230 - 238 .
                          (5) أخرجه الأئمة الخمسة: مسلم ومالك والبخاري والترمذي والنسائي كما في تيسير الوصول 1 ص 122، ورواه الطحاوي في مشكل الآثار 3 ص 196، والطبري في تفسيره 6 ص 46، وابن كثير في تفسيره 2 ص 13 عن أحمد والبخاري . ورواه جمع آخر .
                          (6) ذكرها شيخ الطايفة بإسناده في مصباح المتهجد ص 524 .

                          ونسألكم الدعاء...~

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور الكويتي
                            سأجيب على عنوان الموضوع

                            1) لكفائة ابي بكر في الامارة وقد نجح في ذلك وكان اختيارا موفق.
                            2) لايوجد نص قطعي وصريح يوصي بتولي الامام علي الخلافة المباشرة ( بلافصل) بعد رسول الله .
                            3) بايع الامام علي ابا بكر لاسباب اهمها : مبايعة اهل الحل والعقد من المهاجرين والانصار لابي بكر ، ولمصلحة الاسلام العليا وان رأى انه الاكفاء لذلك ويحمل صفات القائد والامير والخليفة: كالشجاعة والتقوى والفقه والقضاء ، و كذلك بايع من منطلق تكليفه الشرعي .

                            اخبرنا بايع الامام علي بعد يوم للانتخابات المزعومة او بعد ستة اشهر؟؟؟؟؟؟؟
                            واما نجاح ابي بكر كما تقول كان نجاحه في الفلتة لسقيفية
                            واما شجاعة ابي بكر التي تزعموها فتاريخ سجل هروبهم من الحروب وترك رسول الله ليقاتل وهم يهربون فكيف شجاعة تحسب لهم وهم يفرون من المواجهات؟؟؟
                            واما العلم والفقه لايقارنون مع الامام علي
                            وممكن تخبرنا وان كانت البيعة بالاكراه ليس برضا واكراه الامام علي لبيعة ابي بكر للحفاض على الاسلام من الفتن والحروب السوال فهل تصح بيعة ابي بكر من الامام علي ان كانت بالاكراه فهل تكون شرعية ان كانت بالاكراه لا برضا؟؟؟؟؟؟

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور الكويتي
                              سأجيب على عنوان الموضوع

                              1) لكفائة ابي بكر في الامارة وقد نجح في ذلك وكان اختيارا موفق.
                              2) لايوجد نص قطعي وصريح يوصي بتولي الامام علي الخلافة المباشرة ( بلافصل) بعد رسول الله .
                              3) بايع الامام علي ابا بكر لاسباب اهمها : مبايعة اهل الحل والعقد من المهاجرين والانصار لابي بكر ، ولمصلحة الاسلام العليا وان رأى انه الاكفاء لذلك ويحمل صفات القائد والامير والخليفة: كالشجاعة والتقوى والفقه والقضاء ، و كذلك بايع من منطلق تكليفه الشرعي .




                              كتبكم تقول علي ومن معه امتنع ستة اشهر وانت تكذب علينا بهلتعليقات فمن الاصح انت او صحيح مسلم؟؟؟؟؟؟
                              لهدرجة اصبحتم تخادعون انفسكم من اجل الاجحاد باحقية الامام علي



                              صحيح مسلم


                              - كتاب الجهاد والسير - باب قول النبي (ص) لا نورث وما تركناه فهو صدقة

                              [ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]






                              1759 - حدثني : ‏محمد بن رافع ‏، أخبرنا : ‏حجين ‏، حدثنا : ‏ليث ‏ ‏، عن ‏ ‏عقيل ‏، عن ‏ ‏إبن شهاب ‏، عن ‏‏عروة بن الزبير ‏‏، عن ‏عائشة .... فاطمة ‏فلما توفيت إستنكر ‏ ‏علي ‏ ‏وجوه الناس فإلتمس مصالحة ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏أن أئتنا ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر ‏عمر بن الخطاب ‏، ‏فقال عمر ‏ ‏لأبي بكر ‏: ‏والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبوبكر ‏: ‏وما عساهم أن يفعلوا بي إني ....






                              الرابط

                              http://kingoflinks.net/ImamAli/13Ybaye.htm

                              فمجرد امتناع الامام علي اشهر عن مبايعة ابي بكر شرعية خلافة ابي بكر غير شرعية لو الامام علي راضي بخلافة ابي بكر لبايع من اول يوم في السقيفية مع المهاجرون والانصار كما تقول انت والحاصل ليس الا العكس
                              الامام علي امتنع مبايعتهم فلماذا هلكذب المكشوف
                              فهذهي احد الروايات من رواياتكم تقول؟؟؟؟

                              صحيح البخارى - البخاري ج 8 ص 25 :


                              ان الانصار خالفونا واجتمعوا باسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما
                              http://www.ansarweb.net/artman2/publish/143/article_2258.php

                              التاريخ سجل بالادلة لن يبايع الامام علي عندما بايع بعض المهاجرون والانصار ؟؟؟؟؟؟
                              واما بعد اشهر او ستة اشهر بايع عليا ليس بيعته لاعتراف باحقية ابي بكر للبيعة

                              لو للاعتراف بشرعية بيعة ابي بكر لبايعه من اول يوم ؟؟؟؟؟
                              لاكن الحاصل تركهم ستة اشهر فمجرد امتناع علي عن هلبيعة هلاشهر فهذا يعني غير راضي ببيعة ابي بكر بدليل امتناع علي ستة اشهر
                              فتكون بيعة ابي بكر ساقطة شرعيتها ومن اسقط شرعية ابي بكر الامام علي عندما امتنع عنهم اشهر
                              وهلبيعة بعد ستة اشهر
                              ليس الا لاسباب منها قلت الناصر للامام علي ومنها للحفاض على الاسلام من الفتن والحروب

                              نجد في (نهج البلاغة) وغير نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) التصريحات الكثيرة الدالة على أنه (عليه السلام) إنّما لم يقم بالامر لأنّه بقي وحده ولم يكن معه إلاّ القلائل الذين بحسب تصريح الإمام (عليه السلام) ضنّ بهم على الموت ـ ضن بالضاد بمعنى بخل - وأيضاً (عليه السلام) يقول في الخطبة الشقشقية المعروفة : (وطفقت أرتئي بين أن اصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه فرأيت الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا ... )،
                              وأيضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : (انه رأى ان العرب سترجع عن الاسلام وترتدّ عن الدين ولذلك سكت)، والى غير ذلك من التصريحات الموجودة عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
                              .












                              كانت بالإجبار والإكراه ! ومع ذلك يحاول المخالفون أن يتمسكوا بها ! مع أنك لو سألتهم عن الحكم الشرعي لمن باع بيته بالإجبار تحت تهديد السلاح ؟ لقالوا إن البيع باطل ! فكيف يبطل البيع بالإجبار ، وتصح البيعة على حكم المسلمين وهي أعظم وأهم من بيع بيت ، وألف بيت




                              وقفة مع الدكتور البوطي - المستبصر : هشام آل قطيط ص 110 :

                              فصل ( 4 )
                              سكوت الإمام عن حقه وعدم محاربة الخلفاء الثلاثة





                              فأقول للدكتور البوطي : بعد أن بينت لك الأدلة القاطعة من القرآن والسنة النبوية على خلافة أمير المؤمنين ، لا بد لي وأن أوضح لحضرتك سبب سكوت الإمام وعدم محاربة أو مقاتلة الخلفاء الذين تقدموا عليه .
                              فأقول : إن هذا السؤال الذي تطرحه للطلبة في محاضرتك في جامعة دمشق ليس جديدا بطرحه ، وإنما هذا السؤال المطروح من قبل حضرتكم أكل الزمان عليه وشرب .

                              لقد طرح هذا السؤال على الإمام ( عليه السلام ) منذ عصره فأول من سأل الإمام ( عليه السلام ) هذا السؤال هو الأشعث بن قيس حيث إنه قال للإمام ( عليه السلام ) : ما منعك يا ابن أبي طالب حين بويع أخو بني تيم وأخو بني عدي وأخو بني
                              أمية أن تقاتل وتضرب بسيفك ، وأنت لم تخطبنا مذ قدمت العراق إلا قلت قبل أن تنزل عن المنبر ، والله إني لأولى الناس وما زلت مظلوما مذ قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال ( عليه السلام ) : يا ابن قيس لم يمنعني من ذلك
                              الجبن ولا كراهية لقاء ربي ولكن منعني من ذلك أمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعهده إلي . أخبرني بما الأمة صانعة بعده ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي . . . فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك . . ؟ فقال : إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم . وإن لم تجد أعوانا


                              ص 111



                              فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا ( 1 ) .
                              وهذا الذي اتبعه علي ( عليه السلام ) بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما بينا .

                              وفي رواية أخرى عن أبي عثمان النهدي عن علي ( عليه السلام ) قال : أخذ علي يحدثنا إلى أن قال : جذبني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبكى فقلت : يا رسول الله ما يبكيك . . ؟ قال : ضغائن في صدور قوم لن يبدوها لك إلا بعدي فقلت : بسلامة من ديني ؟ قال نعم بسلامة من دينك ( 2 ) .

                              لاحظ أخي القارئ نفس السؤال يتكرر في عصر الإمام الرضا ( عليه السلام ) الإمام الثامن لأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) فيسأل نفس السؤال فيقال له : لم لم يجاهد علي أعداءه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم جاهد في أيام ولايته ؟
                              فأجابهم : لأنه اقتدى برسول الله في تركه جهاد المشركين بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة تسعة عشر شهرا . وذلك لقلة أعوانه عليهم وكذلك ترك علي مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم " ومن هذا القبيل أدلة كثيرة . فحسبك في جوابه قوله ( عليه السلام ) فيما تضافر عنه نقله أدلة كثيرة ( 3 ) .

                              وغيره من مؤرخي أهل السنة ، حيث يقول ( عليه السلام ) : " لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله تعالى على أولياء الأمر ، أن لا يقاروا على كظة ظالم ، أو سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها . . . " .

                              وأنتم ترون أن قوله ( عليه السلام ) هذا صريح في أنه ( عليه السلام ) إنما ترك جهاد المتقدمين عليه لعدم وجود الناصر وجاهد الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين لوجود الأنصار والدليل الآخر :



                              * هامش *
                              ( 1 ) شرح الذهبي في البلاغة للتستري : ج 4 ص 519 .
                              ( 2 ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج 13 ص 398 . ما نقله لنا ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة . ( * )








                              ص 112






                              أنظر كتاب معاوية المشهور إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار . ويداك في يد ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر . فلم تدع من أهل بدر والسوابق إلا دعوتهم إلى نفسك ومشيت إليهم بامرأتك وأدليت إليهم بابنيك . فلم يجبك منهم إلا أربعة أو خمسة . ومهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لما حركك وهيجك . لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم ( 1 ) .
                              فإذا الإمام كان وحيدا فكيف يقاتل أمة لوحده .
                              وإليك ما ذكره ابن قتيبة . ( وحمل أمير المؤمنين الزهراء والحسنين ليلا مستنصرا بوجوه القوم فلم ينصروه ) ( 2 ) .
                              وكم قال ( عليه السلام ) : فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت . وأغضيت على القذى وشربت على الشجى وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمر من طعم العلقم .
                              وقال أيضا : لا يعاب المرء بتأخير حقه . إنما يعاب من أخذ ما ليس له .

                              لكن الإمام ترك جهاد المتقدمين عليه لقلة وجود الناصر فصبر لكن الإمام أعطى الجواب القاطع لحضرة الدكتور وكل من يتسائل لم لم ينازع علي ( عليه السلام ) الخلفاء الثلاثة ( رض ) كما نازع طلحة والزبير ومعاوية

                              وإليك أيها الدكتور قوله ( عليه السلام ) . " إن لي بسبعة من الأنبياء أسوة :
                              الأول : نوح ( عليه السلام ) قال الله تعالى مخبرا عنه في سورة القمر ( 3 ) :


                              * هامش *
                              ( 1 ) رواه نصر بن مزاحم في تاريخ صفين - شرح النهج ج 1 ص 327 .
                              ( 2 ) الإمامة والسياسة 130 والنهج ج 3 ص 5 .
                              ( 3 ) سورة القمر : الآية 10 . ( * )








                              ص 113






                              فدعا ربه ( ربي أني مغلوب فانتصر )
                              فإن قلت لي حضرة الدكتور لم يكن مغلوبا فقد كذبت القرآن وإن قلت لي كان مغلوبا كذلك فعلي ( عليه السلام ) أعذر .

                              الثاني : إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) حيث حكى الله تعالى عنه قوله : ( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله ) ( 1 )
                              فإن قلت لي اعتزلهم من غير مكروه ، فقد كفرت وإن قلت لي رأى المكروه فاعتزلهم فعلي ( عليه السلام ) أعذر .

                              الثالث : ابن خالة إبراهيم نبي الله تعالى لوط ( عليه السلام ) إذ قال لقومه على ما حكاه الله تعالى : ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) ( 2 )
                              فإن قلت لي كان له بهم قوة فقد كذبت القرآن وإن قلت إنه ما كان له بهم قوة فعلي ( عليه السلام ) أعذر .

                              الرابع : نبي الله يوسف ( عليه السلام ) فقد حكى الله تعالى عنه قوله : ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) ( 3 ) .
                              فإن قلت لي إنه دعي إلى غير مكروه يسخط الله تعالى فقد كفرت ، وإن قلت إنه دعي إلى ما يسخط الله فاختار السجن فعلي ( عليه السلام ) أعذر .

                              الخامس : كليم الله موسى بن عمران ( عليه السلام ) إذ يقول على ما ذكره الله تعالى عنه : ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي رب حكما وجعلني من المرسلين ) ( 4 )
                              فإن قلت لي إنه فر منهم من غير خوف فقد كذبت القرآن وإن قلت فر منهم خوفا فعلي ( عليه السلام ) أعذر .

                              السادس : نبي الله هارون بن عمران ( عليه السلام ) إذ يقول على ما حكاه الله تعالى عنه : ( يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) ( 5 )
                              فإن قلت لي : إنهم ما استضعفوه فقد كذبت القرآن وإن قلت : إنهم استضعفوه


                              * هامش *
                              ( 1 ) سورة مريم : الآية 48 .
                              ( 2 ) سورة هود : الآية 81 .
                              ( 3 ) سورة يوسف : الآية 33 .
                              ( 4 ) سورة الشعراء : الآية 21 .
                              ( 5 ) سورة الأعراف : الآية 150 .








                              ص 114






                              وأشرفوا على قتله فعلي ( عليه السلام ) أعذر .

                              السابع : محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث هرب إلى الغار
                              فإن قلت لي . إنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هرب من غير خوف فقد كفرت وإن قلت لي : أخافوه وطلبوا دمه ، وحاولوا قتله فلم يسعه غير الهرب فعلي ( عليه السلام ) أعذر .

                              فأقول لحضرة الدكتور عليك بالرجوع إلى التاريخ لمعرفة كل الحقيقة وأؤكد لك إن من الأنبياء من قتل : ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) ( 1 ) .

                              ويكفيكم مثالا على ذلك عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) فأمر الإله إذا لم يقبله الناس لا يفرضه الله والدليل على ذلك أمره بعدم الزنى : ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( 2 ) .

                              وأزيدكم على ذلك دليلا أقوى ، فالبيعة في الإسلام لا يفرضها الله ولا الرسول ولا أي مسلم ، بدليل قوله تعالى : ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ) ( 3 ) . لا أن ترسل لهن ليبايعنك . وإنما يأتين طوعا .

                              ودليل آخر : ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) ( 4 ) ولذلك لم يطلب الرسول بيعة منهم ، وإنما هم الذين بايعوه ، وعندما يصافح أحدهم النبي فإنه يكتب على نفسه عهدا .

                              أما أن يقول لهم بايعوني بالقوة فذلك أمر لا يرضاه الله ولا رسوله .
                              فالرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر عليا بذلك بعد أن علم ما تدبره قريش من إبعاد ابن عمه وخليفته عن الخلافة ، بحجة أنه صغير السن وأن دماء قريش معلقة به ، وبحجة أنه محسود ، ومكروه وهذا ما أخرجه الطبري - أحد علماء السنة
                              وليس من أقوال الشيعة - في ( الرياض النضرة ) قال : دعا الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا وقال له : " يا علي إني أعلم ضغائن في صدور قوم سوف يخرجونها لك من



                              * هامش *
                              ( 1 ) سورة البقرة : الآية 87 . ( 2 ) سورة هود : الآية 29 . ( 3 ) سورة الممتحنة : الآية 12 . سورة الفتح : الآية 10 . ( * )







                              ص 115






                              بعدي ، أنت كالبيت تؤتى ولا تأتي ، إن جاءوك وبايعوك فاقبل منهم وإلا فاصبر حتى تلقاني مظلوما " لماذا . . ؟ لأن الله أخبر نبيه بالقرآن بأن الأمة ستنقلب من بعده على عقبيها وسوف لن يثبت إلا القليل . وإذا ما قامت ثورة ودعوة إلى السيف - والعياذ بالله - فسوف يرتد الجميع - وعندئذ فعلى الإسلام السلام .

                              ماذا قال عباس محمود العقاد في كتابه ( 1 ) : " آمن علي بحقه في الخلافة ، ولكن أراده معا يطلبه الناس ولا يسبقهم إلى طلبه " وقول العقاد هذا غير بعيد عن زهد الإمام ( عليه السلام ) القائل : " إن خلافتكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز " . . وقد وصف بعض العارفين إعراض الإمام عن الدنيا بقوله : " الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح ، والموت أهون عليه من شرب الماء على الظمأ " .

                              وقيل لمسلمة بن نميل : كيف ترك الناس عليا وله في كل خير ضرس قاطع ؟ فقال : لأن ضوء عيونهم يقصر عن نوره . ماذا قال المقداد بن عمرو الكندي . ومن ذلك كلام المقداد بن عمرو في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جاثيا على
                              ركبتيه ، يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له منهلا ! وهو يقول : واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم ! وفيهم أول المؤمنين ، وابن عم رسول الله ، أعلم الناس ، وأفقههم في دين الله ، وأعظمهم عناء في الإسلام ، وأبصرهم في الطريق
                              ، وأهداهم للصراط المستقيم . . ! ! والله لقد زووها عن الهادي المهتدي ، الطاهر النقي ، وما أرادوا صلاحا للأمة ولا صوابا في المذهب ! ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة ، فبعدا وسحقا للقوم الظالمين ( 2 ) .

                              وأما قول أبي ذر الغفاري : " أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم ما قدم الله وأخرتم ما أخر الله ، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم ، لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم ولما كان ولي الله ، ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله إلا وجدتم



                              * هامش *
                              ( 1 ) العقاد : فاطمة الزهراء : ص 56 ط دار الهلال .
                              ( 2 ) تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 163 . ( * )








                              ص 116






                              علم ذلك عندهم في كتاب الله وسنة نبيه . فأما إذا فعلتم ما فعلتم ، فذوقوا وبال أمركم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ( 1 ) .
                              وهذا ما قاله علي ( عليه السلام ) في خطبته الشقشقية وأكد حقيقة الأمر بنفسه : " أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة . . . إلى أن يقول . . . فارتأيت أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء . . . فوجدت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت . . . إلى آخر الخطبة " ، . . .
                              الصبر أولى من الخلافة والدليل على ذلك عندما جاء أبو سفيان وقال له : لو شئت لملأتها عليك خيلا ورجالا ، فأجابه علي ( عليه السلام ) إني أعرف ما في نفسك - فعلي بن أبي طالب يريد نصرة الإسلام ، لا هزيمته وأبو سفيان كان يريدها حربا شعواء بين المسلمين لينتهي من الكل . وأن الإمام بصبره وتأنيه ضرب رقما قياسيا بالحكمة .

                              فهنا يأتي سؤال يطرح نفسه لحل تساؤلات حضرة الدكتور البوطي : أتعرف حضرة الدكتور عندما وصل الإمام إلى الخلافة بعد هذا الصبر ماذا فعل ؟ أول شئ فعله أنه صعد إلى المنبر فقال : أشهد من حضر بيعتي يوم الغدير إلا قام وشهد ، فقام
                              ستة عشر بدريا كلهم يشهدون أنهم سمعوا مبايعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الغدير . لماذا علي يثير هذه المشكلة بعد خمسة وعشرين عاما ؟

                              بالتأكيد أراد أن يبين للأمة . أن الأمر خطير ولذلك سكت عنه وسكت هؤلاء الصحابة معه ولم يذكروا ذلك . فالصبر على مقاتلة ومحاربة المسلمين هو واجب شرعي . لأن عليا أول من يفكر لمصلحة الإسلام ولذلك قالها عدة مرات : " والله إن خلافتكم هذه عندي كعفطة عنز أو كورقة تقضمها جرادة إلا أن أقيم حدا من حدود الله " . وليس مشكلة علي هي الخلافة يا مسلمون .



                              * هامش *
                              ( 1 ) تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 171 ، وذكر أول الخطبة ابن قتيبة في الإمامة والسياسة في ( المعارف ) ص 146 . ( * )









                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                              ردود 13
                              2,137 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة مروان1400
                              بواسطة مروان1400
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
                              ردود 2
                              343 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X