إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

خطبة الإمام الصادق عليه السلام عند استلامه الإمامة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة الإمام الصادق عليه السلام عند استلامه الإمامة

    خطبة الإمام الصادق ( عليه السلام ) عند استلامه مهمّة الإمامة
    لمّا أفضى أمر الله تعالى إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، جمع الشيعة وقام فيها خطيباً ،

    فحمد الله وأثنى عليه ، وذكّرهم بأيّام الله ، ثمّ قال ( عليه السلام ) :
    إِنّ الله تعالى أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه
    ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من أُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) واجب
    حقّ إِمامه ، وجد طعم حلاوة إِيمانه ، وعلم فضل طلاوة إِسلامه ؛ لأنّ الله تعالى نصب الإمام
    علَماً لخلقه ، وجعله حجّة على أهل مواده وعالمه ، وألبسه تعالى تاج الوقار ، وغشاه من
    نور الجبّار ، يمدّ بسبب من السماء لا ينقطع عنه مواده ، ولا ينال ما عند الله إِلاّ بجهة أسبابه
    .
    ولا يقبل الله أعمال العباد إِلاّ بمعرفته ، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ،
    ومعميات السنن ، ومشتبهات الفتن ، فلم يزل الله تعالى مختارهم لخلقه ، من ولد الحسين
    (عليه السلام ) من عقب كلّ إِمام إِماماً ، يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ، ويرضى بهم لخلقه
    ويرتضيهم ، كلّما مضى منهم إِمام نصب لخلقه من عقبه إِماماً ، عَلماً بيّناً ، وهادياً نيّراً ،
    وإِماماً قيّماً ، وحجّة عالماً ، أئمّة من الله يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، حجج الله ودعاته ،
    ورعاته على خلقه ، يدين بهداهم العباد ، وتستهلّ بنورهم البلاد ، وينمو ببركتهم التلاد .
    جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ، ودعائم للإسلام ، جرت بذلك فيهم
    مقادير الله على محتومها ، فالإمام هو المنتجب المرتضى ، والهادي المنتجى ، والقائم
    المرتجى ، اصطفاه الله بذلك ، واصطنعه على عينه في الذرّ حين ذرأه ، وفي البرية حين
    برأه ، ظلاً قبل خلق الخلق نسمة عن يمين عرشه ، محبواً بالحكمة في عالم الغيب عنده ،
    اختاره بعلمه ، وانتجبه لطهره .
    بقيّة من آدم ( عليه السلام ) ، وخيرة من ذرّية نوح ، ومصطفى من آل إِبراهيم ، وسلالة من
    إِسماعيل ، وصفوة من عترة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، لم يزل مرعيّاً بعين الله يحفظه
    ويكلأه بستره ، مطروداً عنه حبائل إِبليس وجنوده ، مدفوعاً عنه وقوب الغواسق ، ونفوث كلّ
    فاسق ، مصروفاً عنه قوارف السوء ، مبرأً من العاهات ، معصوماً من الفواحش كلّها ،
    معروفاً بالحلم والبرّ في يفاعه ، منسوباً إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه ، مسنداً إليه
    أمر والده ، صامتاً عن المنطق في حياته ، فإذا انقضت مدّة والده إلى أن انتهت به مقادير الله
    إلى مشيّته ، وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبّة ، وبلغ منتهى مدّة والده ، فمضى وصار
    أمر الله إليه من بعده ، وقلّده دينه ، وجعله الحجّة على عباده ، وقيّمه في بلاده ، وأيّده بروحه
    ، وآتاه علمه ، وأنبأه فصل بيانه ، ونصبه عَلماً لخلقه ، وجعله حجّةً على أهل عالمه ، وضياءً
    لأهل دينه ، والقيّم على عباده ، رضي الله به إِماماً لهم ، استودعه سرّه ، واستحفظه علمه ،
    واستخبأه حكمته ، واسترعاه لدينه ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأحيى به مناهج سبيله ، وفرائضه
    وحدوده .
    فقام بالعدل عند تحيّر أهل الجهل ، وتحيير أهل الجدل ، بالنور الساطع ، والشفاء النافع ،
    بالحقّ الأبلج ، والبيان اللائح من كل مخرج ، على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون
    من آبائه ( عليهم السلام ) ، فليس يجهل حقّ هذا العالم إِلاّ شقي ، ولا يجحده إِلاّ غوي ، ولا
    يصدّ عنه إِلاّ جريء على الله تعالى .

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X