إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كتاب الشورى في الإمامة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب الشورى في الإمامة

    الشورى في الإمامة

    http://www.shiaweb.org/books/shora/index.html

  • #2
    رابط اخر ان كان الاول محجوب
    الشورى في الامامة

    تأليف
    السيّد علي الحسيني الميلاني
    http://www.aqaed.com/book/264/

    تعليق


    • #3
      لو الكتاب محجوب انقل بنسخ الكتاب صغير ولاكن مفيد جدا لمعرفة احقية الامام علي
      منقول............................................. ...
      الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 7
      بسم الله الرحمن الرحيم

      تمهيد :


      الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين .
      تبين إلى الآن أن الإمامة نيابة عن النبوة ، والإمام نائب عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكما أن النبوة والرسالة تثبت للنبي والرسول من قبل الله سبحانه وتعالى ، كذلك الإمامة ، فإنها خلافة ونيابة عن النبوة والرسالة ، فنحن إذن بحاجة
      إلى جعل إلهي ، إلى تعريف من الله سبحانه وتعالى ، إلى تعيين من قبله بالنص ، ليكون الشخص نبيا ورسولا ، أو ليكون إماما بعد الرسول ، والنص إما من الكتاب وإما من السنة القطعية ، ولو رجعنا إلى العقل ، فالعقل يعطينا الملاك ، ويقبح
      تقديم المفضول على الفاضل ، وعن هذا الطريق أيضا يستدل للإمامة والولاية والخلافة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وثبت إلى الآن أن لا طريق لتعيين الإمام إلا النص ، وأن بيعة


      - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 8

      شخص أو شخصين أو أشخاص وأمثال ذلك ، هذه البيعة لا تثبت الإمامة للمبايع له ، وعن طريق النص والأفضلية أثبتنا إمامة أمير المؤمنين والأئمة الأطهار أيضا من بعده .
      وتبقى نظرية ربما تطرح في بعض الكتب وفي بعض الأوساط العلمية والفكرية ، وهي نظرية الشورى ، بأن تثبت الإمامة لشخص عن طريق الشورى .
      وموضوع الشورى موضوع بحثنا في هذه الليلة ، لنرى ما إذا كان لهذه النظرية مستند ودليل من الكتاب والسنة وسيرة رسول الله ، أو أنها نظرية لا سند لها من ذلك . وبحثنا موضوعه الشورى في الإمامة أو الإمامة في الشورى .
      وأما الشورى والمشورة والتشاور في الأمور ، وفي القضايا الخاصة أو العامة ، والأمور الاجتماعية ، وفي حل المشاكل ، فذلك أمر مستحسن مندوب شرعا وعقلا وعقلاءا ، لأن من شاور الناس فقد شاركهم في عقولهم ، والإنسان إذا احتاج إلى
      رأي أحد احتاج إلى مشورة من عاقل ، ففي القضايا الشخصية لا بد وأن يبادر ويشاور ، وهذه سيرة جميع العقلاء ، وكلامنا في الشورى في الإمامة ، أو فقل الإمامة في الشورى


      تعليق


      • #4
        الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 9
        الإمامة بيد الله سبحانه وتعالى إنه وإن أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن ثبوت الإمامة لأمير المؤمنين سلام الله عليه قبل هذا العالم ، أخبرنا بأن الإمامة والوصاية والخلافة من بعده ثابتة لعلي ، هذا الثبوت قبل هذا العالم كان لأمير المؤمنين ، كما ثبتت النبوة والرسالة لرسول الله قبل هذا العالم . . .

        أخبرنا رسول الله عن هذا الموضوع في حديث النور ، هذا الحديث في بعض ألفاظه : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ، قسم ذلك النور جزئين ، فجزء أنا وجزء علي .
        هذا الحديث من رواته : 1 - أحمد بن حنبل ، في كتاب المناقب .
        2 - أبو حاتم الرازي .
        3 - ابن مردويه الإصفهاني .
        - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 10
        4 - أبو نعيم الإصفهاني .
        5 - ابن عبد البر القرطبي .
        6 - الخطيب البغدادي .
        7 - ابن عساكر الدمشقي .
        8 - عبد الكريم الرافعي القزويني ، الإمام الكبير عندهم .
        9 - شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني .
        وجماعة غير هؤلاء ، يروون هذا الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بواسطة عدة من الصحابة ، وبأسانيد بعضها صحيح ( 1 ) . وقد اشتمل بعض ألفاظ هذا الحديث على قوله : فجعل في النبوة وفي علي الخلافة ( 2 ) ، وفي بعضها : فجعل في الرسالة وفي علي الوصاية ( 3 ) .
        * ( هامش ) *
        ( 1 ) مناقب علي لأحمد بن حنبل ، وعنه المحب الطبري في الرياض النضرة 2 / 217 ،
        وسبط ابن الجوزي في التذكرة : 46 ، ورواه الحافظ الكنجي في الكفاية : 314 عن ابن عساكر والخطيب البغدادي ،
        وانظر : ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 1 / 135 ، ونظم درر السمطين : 78 - 79 ،
        وفرائد السمطين 1 / 39 - 44 ، والمناقب للخوارزمي : 88 ، والمناقب لابن المغازلي 87 - 89 .

        ( 2 ) رواه الديلمي في فردوس الأخبار ، وابن المغازلي في المناقب ، وغيرهما من الأعلام .
        ( 3 ) رواه جماعة ، منهم : ابن المغازلي في المناقب . ( * )
        - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 11
        لكن كلامنا في هذا العالم ، وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخبر عن أن الإمامة إنما هي بيد الله سبحانه وتعالى ، الإمامة حكمها حكم الرسالة والنبوة كما ذكرنا ، ففي أصعب الظروف وأشد الأحوال التي كان عليها رسول الله في بدء
        الدعوة الإسلامية ، عندما خوطب من قبل الله سبحانه وتعالى بقوله : ( فاصدع بما تؤمر ) ( 1 ) جعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعرض نفسه على القبائل العربية ، ففي أحد المواقف حيث عرض نفسه على بعض القبائل العربية ودعاهم
        إلى الإسلام ، طلبوا منه واشترطوا عليه أنهم إن بايعوه وعاونوه وتابعوه أن يكون الأمر من بعده لهم ، ورسول الله بأشد الحاجة حتى إلى المعين الواحد ، حتى إلى المساعد الواحد ، فكيف وقبيلة عربية فيها رجال ، أبطال ، عدد وعدة ، في مثل
        تلك الظروف لما قيل له ذلك قال : الأمر إلى الله . . . ولقد كان بإمكانه أن يعطيهم شبه وعد ، ويساومهم بشكل من الأشكال ، لاحظوا هذا الخبر : يقول ابن إسحاق صاحب السيرة - وهذا الخبر موجود في سيرة ابن هشام ، هذا الكتاب الذي هو تهذيب
        أو تلخيص لسيرة ابن إسحاق - : إنه - أي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم
        * ( هامش ) *
        ( 1 ) سورة الحجر : 94 . ( * )
        - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 12
        إلى الله عز وجل ، وعرض عليهم نفسه ، فقال له رجل منهم ويقال له بحيرة بن فراس قال : والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ، ثم قال : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ، ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من
        بعدك ؟ قال : الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء ، فقال له : أفتهدف نحورنا للعرب دونك ، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ! لا حاجة لنا بأمرك ، فأبوا عليه ( 1 ) .

        وفي السيرة الحلبية : وعرض على بني حنيفة وبني عامر بن صعصعة فقال له رجل منهم : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظفرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ فقال : الأمر إلى الله يضعه حيث شاء ، فقال له : أنقاتل العرب دونك ،

        وفي رواية : أفتهدف نحورنا للعرب دونك ، أي نجعل نحورنا هدفا لنبالهم ، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ، لا حاجة لنا بأمرك وأبوا عليه ( 2 ) . هذا ، والرسول - كما أشرت - في أصعب الأحوال وأشد الظروف ، وكل العرب وعلى رأسهم قريش يحاربونه ويؤذونه بشتى أنواع الأذى ، يقول : الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء ، وهذا
        * ( هامش ) *
        ( 1 ) سيرة ابن هشام 1 / 424 . ( 2 ) السيرة الحلبية 2 / 154 . ( * )
        - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 13
        معنى قوله تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ( 1 ) .
        ولو راجعتم الآيات الكريمة الواردة في نصب الأنبياء ، غالبا ما تكون بعنوان الجعل وما يشابه هذه الكلمة ،
        لاحظوا قوله تعالى : ( إني جاعلك للناس إماما ) ( 2 ) هذا في خطاب لإبراهيم ( عليه السلام ) ،
        وفي خطاب لداود : ( إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس ) ( 3 ) .

        ومن هذه الآية يستفاد أن الحكم بين الناس حكم من أحكام النبوة والرسالة ( إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم ) الحكم من أحكام الخلافة ، وليست الخلافة هي الحكومة ، وقد أشرت إلى هذا من قبل في بعض البحوث ، الخلافة ليست الحكومة ،
        وإنما الحكومة شأن من شؤون الخليفة ، تثبت الخلافة لشخص ولا يتمكن من الحكومة على الناس ولا يكون مبسوط اليد ولا يكون نافذ الكلمة ، إلا أن خلافته محفوظة . وإذا كانت الآيات دالة على أن النبوة والإمامة إنما تكون بجعل من الله سبحانه وتعالى ، فهناك بعض الآيات تنفي أن تكون النبوة
        * ( هامش ) *
        ( 1 ) سورة الأنعام : 124 . ( 2 ) سورة البقرة : 124 . ( 3 ) سورة ص : 26 . ( * )
        - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 14
        والإمامة بيد الناس كقوله تعالى : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون ) ( 1 ) ، وذيل الآية ربما يؤيد هذا المعنى ، إن القول باشتراك الناس وبمساهمتهم وبدخلهم في تعيين النبوة لأحد أو تعيين الإمامة
        لشخص ، هذا نوع من الشرك ، وإلى الآن نرى أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصرح بأن الأمر بيد الله ، أي ليس بيد النبي ، فضلا عن أن يكون بيد أحد أو طائفة من الناس .

        حتى إذا أمر بإنذار عشيرته بقوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( 2 ) فجمع أقطابهم ، فهناك أبلغ الناس بأن الجعل بيد الله ، وأخبرهم بالذي حصل الجعل له من الله من بعده ( 3 ) .
        وهكذا كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينص على علي ، وإلى آخر لحظة من حياته المباركة . ولم نجد ، لا في الكتاب ولا في سنة رسول الله دليلا ولا تلميحا وإشارة إلى كون الإمامة بيد الناس ، بأن ينصبوا أحدا عن طريق الشورى مثلا ، أو عن طريق البيعة والاختيار ، ولا يوجد أي دليل على ثبوت الإمامة بغير النص .
        * ( هامش ) *
        ( 1 ) سورة القصص : 68 . ( 2 ) سورة الشعراء : 214 . ( 3 ) تقدم الكلام على حديث الدار . ( * )

        تعليق


        • #5
          الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 15
          إمامة أبي بكر لم تكن بالشورى

          توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآل أمر الخلافة والإمامة إلى ما آل إليه ، تفرق الناس بعد رسول الله ، وبدأ الاختلاف والافتراق بين الأمة .
          توفي رسول الله وجنازته على الأرض ، طائفة من المهاجرين والأنصار في بيوتهم ، بعضهم مع علي حول جنازة رسول الله ، وبعض الأنصار اجتمعوا في سقيفتهم ، ثم التحق بهم عدد قليل من المهاجرين ، فوقع هناك ما وقع ، وكان ما كان ،
          وأسفرت القضية عن البيعة لأبي بكر ، ولم يدع أحد أن هذه البيعة كانت عن طريق الشورى ، ولم يكن هناك - في السقيفة - أي شورى ، بل كان الصياح والسب والشتم ، والتدافع والتنازع ، حتى كاد سعد بن عبادة - وهو مسجى - بينهم يموت أو يقتل بين أرجلهم .
          وحينئذ جاء عنوان البيعة إلى جنب عنوان النص ، فإذا راجعتم

          - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 16
          الكتب الكلامية عند القوم قالوا : بأن الإمامة تثبت إما بالنص وإما بالبيعة والاختيار .
          عندما تحقق هذا الشئ وبهذا الشكل ، جعلوا الاختيار والبيعة طريقا لتعيين الإمام كالنص .
          أما عنوان الشورى فلم يتحقق في السقيفة أصلا ، ولم نسمع من أحد أن يدعي أن القضية كانت عن طريق الشورى ، وأن إمامة أبي بكر ثبتت عن طريق الشورى ، لا يقوله أحد ولو قاله لما تمكن من إقامة الدليل والبرهان على ما يقول .
          وكما ذكرت في البحوث السابقة ، حتى في قضية أبي بكر ، عندما فشل القوم ولم يتمكنوا من إثبات إمامته عن طريق البيعة والاختيار ، حيث ادعوا الإجماع على إمامته ولم يتمكنوا من إثبات ذلك ، عادوا واستدلوا لإمامة أبي بكر بالنص ، وقد قرأنا بعض الأحاديث وآية أو آيتين ، يستدلون بها على إمامة أبي بكر ، مع الجواب عنها تفصيلا .

          وحينئذ يظهر أن البيعة والاختيار أيضا لا يمكن أن يكون دليلا على ثبوت إمامة وتعيين إمام
          .........
          يتبع
          التعديل الأخير تم بواسطة احمد55; الساعة 08-05-2012, 08:16 PM.

          تعليق


          • #6
            الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 17
            إمامة عمر لم تكن بالشورى
            ثم أراد أبو بكر أن ينصب من بعده عمر بن الخطاب ، وإلى آخر أيام أبي بكر ، لم يكن عنوان الشورى مطروحا عند أحد ، ولم نسمع ، حتى إذا أوصى أبو بكر بعمر بن الخطاب من بعده ، كما يروي القاضي أبو يوسف الفقيه الكبير في كتاب
            الخراج ( 1 ) يقول : لما حضرت الوفاة أبا بكر ، أرسل إلى عمر يستخلفه ، فقال الناس : أتستخلف علينا فظا غليظا ، لو قد ملكنا كان أفظ وأغلظ ، فماذا تقول لربك إذا لقيته ولقد استخلفت علينا عمر ؟ قال : أتخوفوني ربي !
            أقول : اللهم أمرت خير أهلك . هذا النص يفيدنا أمرين :
            الأمر الأول : إن إمامة عمر بعد أبي بكر لم تكن بشورى ، ولا
            * ( هامش ) *
            ( 1 ) كتاب الخراج : 11 . ( * )
            - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 18
            بنص ، ولم تكن باختيار ، وأقصد من النص النص عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
            إذن ، لم يكن لإمامة عمر نص من رسول الله ، ولم تكن شورى من المسلمين ، وإنما يدعي أبو بكر الأفضلية لعمر ، يقول للمعترضين :
            أقول : اللهم أمرت خير أهلك ، والأفضلية طريق ثبوت الإمام ، فهذا النص الذي قرأناه لا دلالة فيه على تحقق الشورى فحسب ، بل يدل على مخالفة الناس ومعارضتهم لهذا الذي فعله أبو بكر وهو الأمر الثاني .
            وهذا النص بعينه موجود في : المصنف لابن أبي شيبة ، وفي الطبقات الكبرى ( 1 ) ، وغيرهما ( 2 ) .
            أما لو راجعنا المصادر لوجدنا في بعضها بدل كلمة : الناس ، جملة : معشر المهاجرين .
            ففي كتاب إعجاز القرآن للباقلاني ، وكتاب الفائق في غريب الحديث للزمخشري ، وكذا في غيرهما : عن عبد الرحمن بن عوف قال : دخلت على أبي بكر في علته التي مات فيها ، فقلت : أراك بارئا يا خليفة رسول الله ؟ فقال : أما إني على ذلك لشديد الوجع ،

            * ( هامش ) *
            ( 1 ) الطبقات لابن سعد 3 / 199 ، 274 .
            ( 2 ) تاريخ الطبري 2 / 617 - 620 ، الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة 1 / 237 . ( * )
            - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 19
            وما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشد علي من وجعي ! إني وليت أموركم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم أنفه أن يكون له الأمر من دونه ، والله لتتخذن نضائد الديباج وستور الحرير . . . إلى آخر الخبر ( 1 ) .
            أي إنكم يا معاشر المهاجرين تريدون الخلافة ، وكل منكم يريدها لنفسه ، لأجل الدنيا ، ويخاطب بهذا أبو بكر المهاجرين ، بدل كلمة الناس في النص السابق .
            فقال له عبد الرحمن : خفض عليك يا خليفة رسول الله ، ولقد تخليت بالأمر وحدك ، فما رأيت إلا خيرا .
            من هذا الكلام نفهم أمرين أيضا :
            الأمر الأول : إنه كان هذا الشئ من أبي بكر وحده ، فقد تخليت بالأمر وحدك .
            الأمر الثاني : أن عبد الرحمن بن عوف موافق لما فعله أبو بكر .
            ثم جاء في بعض الروايات اسم علي وطلحة بالخصوص ، لاحظوا : قالت عائشة : لما حضرت أبا بكر الوفاة ، استخلف عمر ، فدخل عليه علي وطلحة فقالا : من استخلفت ؟ قال : عمر ، قالا :
            * ( هامش ) *
            ( 1 ) إعجاز القرآن للباقلاني - هامش الإتقان - : 184 ، الفائق في غريب الحديث 1 / 45 ،
            أساس البلاغة ، النهاية في غريب الحديث ، لسان العرب ، في مادة ورم . ( * )
            - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 20
            فماذا أنت قائل لربك ؟ قال : أقول استخلفت عليهم خير أهلك . ففي نص كلمة : الناس ، وفي نص كلمة : معشر المهاجرين ، وفي نص : علي وطلحة ، هذا النص في الطبقات ( 1 ) .
            لكن بعضهم ينقل نفس الخبر ويحذف الاسمين ، ويضع بدلهما فلان وفلان ، والخبر أيضا بسند آخر في الطبقات .
            وفي رواية أخرى : سمع بعض أصحاب النبي بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به ، فدخلوا على أبي بكر فقال قائل منهم . . . إلى آخر الخبر . ونفهم من هذا النص أمرين :
            الأمر الأول : إن أبا بكر لم يشاور أحدا في هذا الأمر ، ولم يعاونه أحد ولم يساعده ويوافقه أحد ، إلا عبد الرحمن بن عوف وعثمان فقط .
            الأمر الثاني : إن بعض الأصحاب - بدون اسم - دخلوا حين كان قد اختلا بهما - بعبد الرحمن وبعثمان - قال قائلهم له : ماذا تقول لربك . . . إلى آخر الخبر . فالمستفاد من هذه النصوص أمور ، من أهمها أمران :
            * ( هامش ) *
            ( 1 ) الطبقات الكبرى 3 / 274 . ( * )
            - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 21
            الأمر الأول : إنه كان لعبد الرحمن بن عوف وعثمان ضلع في تعيين عمر بعد أبي بكر ، وإن شئتم التفصيل فراجعوا تاريخ الطبري ( 1 ) حتى تجدوا كيف أشار عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر ، وكيف كتب عثمان وصية أبي بكر لعمر بن الخطاب .

            الأمر الثاني المهم : إن خلافة عمر بعد أبي بكر لم تكن بنص من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا برضا من أعلام الصحابة ، بل إنهم أبدوا معارضتهم واستيائهم من ذلك ، وإنما كانت خلافته بوصية من أبي بكر فقط .

            وإلى الآن ، لم نجد ما يفيد طريقية الشورى لتعيين الإمام والإمامة ، مع ذلك لو تراجعون بعض الكتب المؤلفة أخيرا ، من هؤلاء الذين يصورون أنفسهم مفكرين وعلماء ومحققين ، وهكذا تصور في حقهم بعض الناس والتبس عليهم أمرهم تجدون
            هذه الدعوى : يقول أحدهم في كتاب فقه السيرة : فشاور أبو بكر قبيل وفاته طائفة من المتقدمين ، ذو النظر والمشورة من أصحاب رسول الله ، فاتفقت كلمتهم على أن يعهد بالخلافة إلى عمر بن الخطاب .
            * ( هامش ) *
            ( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 617 . ( * )
            - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 22
            وقد رأيتم من أهم مصادرهم ، راجعوا طبقات ابن سعد ، راجعوا تاريخ الطبري ، وراجعوا سائر الكتب ، لتروا أن لم يكن لأحد دخل ورأي في هذا الموضوع ، بل الكل مخالفون ، وإنما عبد الرحمن بن عوف وعثمان .
            وسنرى من خلال الأخبار ومجريات الحوادث أن هناك تواطئا وتفاهما على أن يكون عثمان بعد عمر ، وعلى أن يكون عبد الرحمن بعد عثمان ، ويؤكد هذا الذي قلته النص التالي ،
            فلاحظوا : إن سعيد بن العاص أتى عمر يستزيده [ سعيد بن العاص تعرفونه ، هذا من بني أمية ، ومن أقرباء عثمان القريبين ، الذي ولاه على بعض القضايا ، وصدر منه بعض الأشياء ] في داره التي بالبلاط ، وخطط أعمامه مع رسول الله ،
            فقال عمر : صل معي الغداة وغبش ، ثم أذكرني حاجتك ، قال : ففعلت ، حتى إذا هو انصرف ، قلت : يا أمير المؤمنين الحاجة التي أمرتني أن أذكرها لك ، قال : فوثب معي ثم قال : إمض نحو دارك حتى انتهيت إليها ، فزادني وخط لي برجله
            ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، زدني ، فإنه نبتت لي نابتة من ولد وأهل ، فقال : حسبك وخبئ عندك أن سيلي الأمر بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك ، قال : فمكثت خلافة عمر بن الخطاب ، حتى استخلف عثمان ، فوصلني وأحسن وأقضى
            - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 17
            حاجتي وأشركني في إمامته . . . إلى آخر النص . وهذا أيضا في الطبقات ( 1 ) . يقول عمر لسعيد بن العاص أن انتظر سيعطيك ما تريد الذي سيلي الأمر من بعدي ، واختبئ عندك هذا الخبر ، فليكن عندك السر .
            * ( هامش ) *
            ( 1 ) طبقات الكبرى 5 / 31 . ( * )

            تعليق


            • #7
              الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 25
              متى طرحت فكرة الشورى
              إذن ، متى جاء ذكر الشورى ؟ ومتى طرحت هذه الفكرة ؟ في أي تاريخ ؟ ولماذا ؟
              وحتى عمر أيضا لم تكن عنده هذه الفكرة ، وإنه كان مخالفا لهذه الفكرة ،
              وإنما كان قائلا بالنص : منها : قوله : لو كان أبو عبيدة حيا لوليته ( 1 ) .
              ومنها : قوله : لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لوليته ( 2 )
              ومنها : قوله : لو كان معاذ بن جبل حيا لوليته ( 3 ) .
              إذن ، ما الذي حدث ؟ ولماذا طرحت هذه الفكرة فكرة الشورى ؟ هذه الفكرة طرحت وحدثت بسبب ، سأقرؤه الآن عليكم من

              * ( هامش ) *
              ( 1 ) مسند أحمد 1 / 18 ، سير أعلام النبلاء : الجزء الأول ، وغيرهما .
              ( 2 ) الطبقات الكبرى 3 / 343 .
              ( 3 ) مسند أحمد ، الطبقات ، سير أعلام النبلاء : بترجمة معاذ . ( * )
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 26
              صحيح البخاري ، وهو أيضا في : سيرة ابن هشام ، وأيضا في تاريخ الطبري ، وأيضا في مصادر أخرى ، وهناك فوارق بين العبارات ، والنص تجدونه قد تلاعبوا به ، لا أتعرض لتلك الناحية ، ولا أبحث عن التلاعب الذي حدث منهم في نقل القصة ، وإنما أقرأ لكم النص في صحيح البخاري ، لتروا كيف طرحت فكرة الشورى من قبل عمر في سنة 23 ه‍ ،

              وأرجوكم أن تنتظروا إلى آخر النص ، لأن النص طويل ، وتأملوا في ألفاظه وسأقرؤه بهدوء وسكينة : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثني إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب [ وهو الزهري ] عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود

              ، عن ابن عباس قال : كنت [ ابن عباس يقول ، والقضية أيضا فيها عبد الرحمن بن عوف كما سترون ] أقرئ رجالا من المهاجرين [ اقرؤهم يعني القرآن ] منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى [ القضية في الحج ، وفي منى

              بالذات ، وفي سنة 23 من الهجرة ] وهو عند عمر بن الخطاب [ أي : عبد الرحمن بن عوف كان عند عمر بن الخطاب ] في آخر حجة حجها ، إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال : لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال : يا أمير المؤمنين ، هل لك في فلان يقول : لو
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 27
              قد مات عمر لقد بايعت فلانا ، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت ، فغضب عمر ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس ، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم .

              [ لاحظوا القضية : عبد الرحمن كان عند عمر بن الخطاب في منى ، فجاء رجل وأخبر عمر أن بعض الناس كانوا مجتمعين وتحدثوا ، فقال أحدهم : لو قد مات عمر لبايعنا فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة ، في البخاري فلان ،

              وسأذكر لكم الاسم ، وهذا دأبهم ، يضعون كلمة فلان في مكان الأسماء الصريحة ، فقال قائل من القوم : والله لو قد مات عمر لبايعت فلانا . القائل من ؟ وفلان الذي سيبايعه من ؟ لبايعت فلانا ، يقول هذا القائل : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ،

              لكن سننتظر موت عمر ، لنبايع فلانا ، لما سمع عمر هذا المعنى غضب ، وأراد أن يقوم ويخطب ] . قال عبد الرحمن
              فقلت : يا أمير المؤمنين ، لا تفعل ، فإن الموسم يجمع رعاء الناس وغوغائهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم

              في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير ، وأن لا يعوها ، وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة ، فإنها دار الهجرة والسنة ،
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 28
              فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا ، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها ، فقال عمر : أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة . [ فتفاهما على أن تبقى القضية إلى أن يرجعوا إلى المدينة المنورة ]

              قال ابن عباس : فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس ، حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر ، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ،

              فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف ، فأنكر علي - سعيد بن زيد - وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ؟ فجلس عمر على المنبر ، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم

              قال : أما بعد ، فإني قائل لكم مقالة ، قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي ، إن الله بعث محمدا ( صلى الله عليه وسلم )
              بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، فلذا رجم رسول الله
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 29
              ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضل بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة ، أو كان الحبل أو الاعتراف .

              ثم إنا كنا نقرأ في ما نقرأ من كتاب الله : أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم [ هذا كان يقرؤه في
              كتاب الله عمر بن الخطاب ، وهذا ليس الآن في القرآن المجيد ، فيكون دليلا من أدلة تحريف القرآن ونقصانه ، إلا أن يحمل

              على بعض المحامل ، وعليكم أن تراجعوا كتاب التحقيق في نفي التحريف ] ثم يقول عمر بن الخطاب : ثم إن رسول الله قال : لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم ، وقولوا عبد الله ورسوله . ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : والله لو مات عمر

              بايعت فلانا ، فلا يغترن امرؤ أن يقول : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر . من بايع رجلا [ اسمعوا هذه الكلمة ] من غير مشورة من المسلمين ، فلا
              يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا . وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) أن الأنصار
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 30
              خالفونا ، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف علينا علي والزبير ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر : يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نريدهم ، فلما دنونا منهم ، لقينا منهم رجلان

              صالحان ، فذكرا ما تمالأ عليه القوم ، فقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار ،
              فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم أخذوا أمركم ، فقلت : والله لنأتينهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا رجل

              مزمل بين ظهرانيهم ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا سعد بن عبادة ، فقلت : ما له ؟ قالوا : يوعك ، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فنحن أنصار الله ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط ،

              وقد دفت دافة من قومكم ، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلها ، وأن يحضوننا من الأمر . فلما سكت أردت أن أتكلم ، وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر ، وكنت أداري منه بعض الحد ، فلما أردت أن أتكلم قال
              أبو بكر : على رسلك ، فكرهت أن أغضبه ، فتكلم أبو بكر ، فكان هو أحلم مني وأوقر ، والله ما ترك
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 31
              من كلمة أعجبتني في تزوير إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها ، حتى سكت ، فقال : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين

              [ يعني أبو عبيدة وعمر ] فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا ، فلم أكره مما قال غيرها ، كان والله لأن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ، اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن .

              فقال قائل من الأنصار : أنا جذيله المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، فكثر اللغط وارتفعت الأصوات ، حتى فرقت من الاختلاف . فقلت : أبسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده ، فبايعته وبايعه المهاجرون ، ثم بايعته

              الأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة ، فقلت : قتل الله سعد بن عبادة . قال عمر : وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر ، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 32
              رجلا منهم بعدنا ، فإما بايعناهم على ما لا نرضى ، وإما نخالفهم فيكون فساد . فمن بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين ، فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا .

              هذه خطبة عمر بن الخطاب التي أراد أن يخطب بها في منى ، فمنعه عبد الرحمن بن عوف ، فوصل إلى المدينة ، وفي أول جمعة خطبها ، ولماذا في أوائل الخطبة تعرض إلى قضية الرجم ؟ هذا غير واضح عندي الآن ،

              أما فيما يتعلق ببحثنا ، فالتهديد بالقتل للمبايع والمبايع له مكرر ، فقد جاء في أول الخطبة وفي آخرها بكل صراحة ووضوح : من بايع بغير مشورة من المسلمين هو والذي بايعه يقتلان كلاهما .

              أما من فلان المبايع ؟ وفلان المبايع له ؟ وما الذي دعا عمر بن الخطاب أن يطرح فكرة الشورى ، وقد كان قد قرر أن يكون من بعده عثمان كما قرأنا ؟

              الحقيقة : إن أمير المؤمنين وطلحة والزبير وعمار وجماعة معهم كانوا في منى ، وكانوا مجتمعين فيما بينهم يتداولون الحديث ، وهناك طرحت هذه الفكرة أن لو مات عمر لبايعنا فلانا ، ينتظرون
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 33
              موت عمر حتى يبايعوا فلانا ، اصبروا حتى نعرف من فلان ؟ ثم أضافوا أن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فأولئك الجالسون هناك ، الذين كانوا يتداولون الحديث فيما بينهم قالوا : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، يريدون أن تلك الفرصة مضت ، وإنا قد

              ضيعنا تلك الفرصة ، وخرج الأمر من أيدينا ، لكن ننتظر فرصة موت عمر فنبايع فلانا ، قالوا هذا الكلام وفي المجلس من يسمعه ، فأبلغ الكلام إلى عمر ، وغضب عمر وأراد أن يقوم هناك ويخطب ، فمنعه عبد الرحمن بن عوف .

              وفي المدينة اضطر الرجل إلى أن يذكر لنا بعض وقائع داخل السقيفة ، وإلا فمن أين كنا نقف على ما وقع في داخل السقيفة ، وهم جماعة من الأنصار وأربعة أو ثلاثة من المهاجرين ، ولا بد أن يحكي لنا ما وقع في داخل السقيفة أحد الحاضرين ،

              والله سبحانه وتعالى أجرى على لسان عمر ، وجاء في صحيح البخاري بعض ما وقع في قضية السقيفة ، وإلا فمن كان يحدثنا عما وقع ؟ . يقول عمر : ارتفعت الأصوات ، كثر اللغط ، حتى نزونا على سعد بن عبادة ، هذا بمقدار الذي أفصح
              عنه عمر ، أما ما كان أكثر من هذا ، فالله أعلم به ، ما عندنا طريق لمعرفة كل ما وقع في داخل
              - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 34
              السقيفة ، والقضية قبل قرون وقرون ، ومن يبلغنا ويحدثنا ، لكن الخبر بهذا القدر أيضا لو لم يكن في صحيح البخاري فلا بد وأنهم كانوا يكذبون القضية .
              ثم إن عمر أيد قول القائلين إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وهذا أيضا أيدهم فيه ، لكن يريد الأمر لمن ؟
              يريده لعثمان من بعده ، فهل يتركهم أن يبايعوا بمجرد موته غير عثمان ، فلا بد وأن يهدد ، فهددهم وجاءت الكلمة : فلان وفلان ، وليس هناك تصريح في الاسم كما في كثير من المواضع .

              تعليق


              • #8
                الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 35
                بعض جزئيات طرح فكرة الشورى
                فلنراجع إلى المصادر - كما هو دأبنا - ونحاول أن نعثر على جزئيات القضايا وخصوصياتها ، من الشروح والحواشي ، وإلا فهم لا يذكرون ، فبعد قرون يأتي محدث ، يأتي مؤرخ ، ويفتح لنا بعض الألغاز ، ويكشف لنا بعض الحقائق وبعض الأسرار
                هذا الخبر في صحيح البخاري ، في كتاب الحدود ، كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة ، في باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت .

                والعجيب أن يوضع هذا الخبر تحت هذا العنوان ، صحيح أن في مقدمة الخبر ذكر عمر قضية رجم الحبلى ، ولم أعرف إلى الآن - على اليقين - وجه ذكر هذه القضية أو هذا الحكم أو هذه الآية من القرآن التي ليست موجودة الآن في القرآن الكريم ، إلا أن الخبر كان يقتضي أن يعنونه البخاري بعنوان خاص ، أن يجعل له عنوانا بارزا
                - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 36
                يخصه ويجلب النظر إلى القضية ، وأما أن هذا الخبر يأتي تحت هذا العنوان فمن الذي يطلع عليه ؟ وهذا أيضا من جملة ما يفعله المحدثون ( 1 ) . هذا في الصفحة 585 إلى 588 من الجزء الثامن من طبعة البخاري ، هذه الطبعة التي هي بشرح وتحقيق الشيخ قاسم الشماعي الرفاعي ، هذه الطبعة الموجودة عندي والله أعلم .

                لنرجع إلى الشروح ، فما السبب الذي دعا عمر لأن يطرح فكرة الشورى - ولا أستبعد أن يكون لعبد الرحمن بن عوف ضلع في أصل الفكرة ، كما كان في كيفية طرحها كما في صريح الخبر - وهذه الفكرة لم تكن لا في الكتاب ، ولا في السنة ، ولا

                في سيرة رسول الله ، ولا في سيرة أبي بكر ، وحتى في سيرة عمر نفسه ، وحتى سنة 23 ه‍ ، إلى قضية منى ، نريد أن نعرف من هؤلاء القائلون ؟

                * ( هامش ) *
                ( 1 ) نعم ، هذا من جملة أساليبهم ، إذا حاولوا عدم اطلاع الناس وعدم انتشار الخبر ، أما لو أرادوا إذاعته فإنهم يكررون ذكره تحت عناوين مختلفة ، وهذا موجود عند البخاري خاصة في موارد ، منها هذا المورد ، فقارنوا بين كيفية إيراده في كتابه وبين كيفية إيراده -
                مثلا - خبر خطبة أمير المؤمنين بنت أبي جهل الموضوع المكذوب ، ليظهر لكم جانب آخر من جوانب ظلمهم لأهل البيت وتصرفاتهم في السنة النبوية وحقائق الدين وتاريخ الإسلام . ( * )
                - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 37
                لاحظوا ، هذا كتاب مقدمة فتح الباري ، فابن حجر العسقلاني له مقدمة لشرحه فتح الباري ، في مجلد ضخم ، في هذه المقدمة أبواب وفصول ، أحد فصولها لتعيين المبهمات ، يعني الموارد التي فيها كلمة فلان وفلان ، يحاول ابن حجر العسقلاني أن يعين من فلان ،

                فاستمعوا إليه يقول : لم يسم القائل [ فقال قائل منهم ] ولا الناقل [ لاحظوا نص العبارة : ] ثم وجدته في الأنساب للبلاذري ، بإسناد قوي ، من رواية هشام بن يوسف ، عن معمر ، عن الزهري بالإسناد المذكور في الأصل [ أي في البخاري نفسه ]

                ولفظه قال عمر : بلغني أن الزبير قال : لو قد مات عمر بايعنا عليا . هذا الزبير نفسه الذي كان في قضية السقيفة في بيت الزهراء ، وخرج مصلتا سيفه ، وأحاطوا به ، وأخذوا السيف من يده ، ينتظر الفرصة ، فهو لم يتمكن في ذلك الوقت أن

                يفعل شيئا لصالح أمير المؤمنين وما يزال ينتظر الفرصة . لاحظوا ، هنا أقوال أخرى في المراد من فلان وفلان ، لكن السند القوي الذي وافق عليه ابن حجر العسقلاني وأيده هذا ، لكن لاحظوا ، هناك أقوال أخرى ، وأنا أيضا لا أنفي الأقوال
                الأخرى ، لأن الزبير وعليا لم يكونا وحدهما في منى ، وإنما كانت هناك
                - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 38
                جلسة ، وهؤلاء مجتمعون ، فكان مع الزبير ومع علي غيرهما من عيون الصحابة وأعيان الأصحاب .
                لاحظوا الأقوال الأخرى أقرأ لكم نص العبارة ، يقول ابن حجر العسقلاني : وقد كرر في هذا الفصل حديث ابن عباس عن عمر في قصة السقيفة فيه ، فقال عبد الرحمن بن عوف : لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين هل لك

                [ إذن ، عندنا كلمة : رجلا ] ثم هل لك في فلان [ هذا صار اثنين ] يقول : لو قد مات عمر لبايعت فلانا . صار ثلاثة :
                رجل ، فلان ، فلان .

                من هم ؟ يقول : في مسند البزار ، والجعديات ، بإسناد ضعيف أن المراد بالذي يبايع له طلحة بن عبيد الله . إذن ، طلحة أيضا بحسب هذه الرواية كان ممن ينتظر فرصة موت عمر لأن يبايع له . لاحظوا كلام ابن حجر : ولم يسم القائل ولا الناقل

                ، ثم وجدته بالإسناد المذكور في الأصل ولفظه قال عمر : بلغني أن الزبير قال لو قد مات عمر بايعنا عليا . . . يقول : فهذا أصح . وفيه : فلما دنونا منهم لقينا رجلان صالحان ، هما عوين بن
                - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 39
                ساعدة ومعد بن عدي ، سماهما المصنف - أي البخاري - في غزوة بدر ، وكذا رواه البزار في مسند عمر ، وفيه رد على من زعم كذا . ثم يقول : وأما القائل : قتلتم سعدا فقيل أو قال قائل : قتلتم سعدا ، فلم أعرفه ، لم أعرف من القائل قتلتم سعدا . هذا في مقدمة فتح الباري في شرح صحيح البخاري ( 1 ) .

                وفي بعض المصادر : أن القائل عمار بدل الزبير ، هذا راجعوا فيه الطبري وابن الأثير . أما ابن حجر نفسه ، ففي شرح البخاري ، في فتح الباري ، الجزء الثاني عشر ، حيث يشرح الحديث - تلك كانت المقدمة أما حيث يشرح الحديث - لا

                يصرح بما ذكره في المقدمة ، ولا أعلم ما السبب ؟ لماذا لم يصرح البخاري في المتن وفي أصل الكتاب ، ولا ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث ، بما صرح به في المقدمة . ثم إنه يشرح جملة : هل لك في فلان ، يقول : لم أقف على اسمه

                أيضا ، ووقع في رواية ابن إسحاق أن من قال ذلك كان أكثر من واحد . وهذا ما ذكرته لكم من أ القول ليس قول شخص واحد ، بل
                * ( هامش ) *
                ( 1 ) مقدمة فتح الباري : 337 . ( * )
                - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 40
                أكثر من واحد ، لأنهم كانوا جماعة جالسين جلسة فيما بينهم ، وطرحت هذه النظرية والفكرة في تلك الجلسة ، ولذا غضب عمر . قوله لقد بايعت فلانا هو طلحة بن عبيد الله أخرجه البزار من طريق أبي معشر عن زيد بن أسلم عن أبيه . إنتهى .

                أما خبر البلاذري الذي هو أصح وقد روي بسند قوي ، فلا يذكره في شرح الحديث ، فراجعوا ( 1 ) . لكن عندما نراجع القسطلاني في شرح الحديث ، نجده يذكر ما ذكره ابن حجر في المقدمة في شرح الحديث ، في الجزء العاشر من إرشاد

                الساري ، لاحظوا هناك يقول : لو قد مات عمر لبايعت فلانا : قال في المقدمة يعني قال ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري : في مسند البزار والجعديات بإسناد ضعيف : إن المراد . . . قال ثم وجدته في الأنساب للبلاذري بإسناد قوي من

                رواية هشام ابن يوسف عن معمر عن الزهري بالإسناد المذكور في الأصل ولفظه : قال عمر بلغني إن الزبير قال : لو قد مات عمر لبايعنا عليا . . . الحديث ، وهذا أصح ( 2 ) . ويقول القسطلاني : وقال في الشرح قوله : لقد بايعت فلانا هو

                * ( هامش ) *
                ( 1 ) فتح الباري في شرح البخاري 12 / 121 .
                ( 2 ) إرشاد الساري شرح صحيح البخاري 10 / 19 . ( * )
                - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 41
                طلحة بن عبيد الله ، أخرجه البزار ، قرأنا هذا من شرح البخاري لابن حجر ، ثم ذكر قال بعض الناس لو قد مات أمير المؤمنين أقمنا فلانا ، يعنون طلحة بن عبيد الله ، ونقل ابن بطال عن المهلب أن الذي عنوا أنهم يبايعونه رجل من الأنصار ، ولم يذكر مستنده وهذه إضافة في شرح القسطلاني .

                وأما إذا راجعتم شرح الكرماني ، فلم يتعرض لشئ من هذه القضايا أصلا ، وإنما ذكر أن كلمة لو حرف يجب أن تدخل على فعل فلماذا دخلت لو على حرف آخر لو قد مات ، لماذا كلمة لو التي هي حرف دخلت على قد التي هي حرف ؟

                لو يجب أن تدخل على فعل ، فلماذا دخلت على حرف ؟ هذا ما ذكره الكرماني في شرح الحديث ، وكأنه ليس هناك شئ أبدا . وأما صاحبنا العيني - هذا العيني دائما يتعقب ابن حجر العسقلاني ، لأن العسقلاني شافعي ، والعيني حنفي ، وبين

                الشوافع والحنفية خاصة في المسائل الفقهية خلاف شديد ونزاعات كثيرة - يتعقب العيني دائما ابن حجر العسقلاني ، ولكن ليس هنا أي تعقيب ، وحتى أنه لم يتعرض للحديث الذي ذكره ابن حجر العسقلاني ، وإنما ذكر رأي غيره فلم يذكر شيئا عن ابن حجر العسقلاني أصلا ، وإنما جاء في شرح العيني : قوله : لو قد مات
                - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 42
                عمر ، كلمة قد مقحمة ، لأن لو يدخل على الفعل ، وقيل قد في تقدير الفعل ، ومعناه لو تحقق موت عمر . قوله لقد بايعت فلانا ، يعني طلحة بن عبيد الله ، وقال الكرماني : هو رجل من الأنصار ، كذا نقله ابن بطال عن المهلب ، لكن لم يذكر

                مستنده في ذلك . وهذا غاية ما ذكره العيني في شرح البخاري . فإلى الآن ، عرفنا لماذا طرحت فكرة الشورى ؟ وكيف طرحت ؟ طرحت مع التهديد بالقتل ، بقتل المبايع والمبايع ، وللكلام بقية .

                تعليق


                • #9
                  الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 43
                  تطبيق عمر لفكرة الشورى
                  بعد أن أعلن عمر عن هذه الفكرة ، لا بد وأن يطبقها ، إلا أنه يريد عثمان من أول الأمر ، وقد بنى على أن يكون من بعده عثمان ، غير أنه من أجل التغلب على الآخرين ومنعهم من تنفيذ مشروعهم ، طرح فكرة الشورى وهددهم بالقتل لو بايعوا من يريدونه ولا يريد عمر .

                  إذن لا بد في مقام التطبيق من أن يطبق الشورى ، بحيث تنتهي إلى مقصده ، وهي مع ذلك شورى ! فجعل الشورى بين ستة عينهم هو ، لا يزيدون ولا ينقصون ، على أن يكون الخليفة المنتخب واحدا من هؤلاء فقط ، ولو اتفق أكثرهم على واحد

                  منهم وعارضت الأقلية ضربت أعناقهم ، ولو اتفق ثلاثة منهم على رجل وثلاثة على آخر كانت الكلمة لمن ؟ لعبد الرحمن بن عوف ، ومن خالف قتل ، ومدة المشاورة ثلاثة
                  - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 43
                  أيام ، فإن مضت ولم يعينوا أحدا قتلوهم عن آخرهم ، وصهيب الرومي هو الرقيب عليهم ، وهناك خمسون رجل واقفون بأسيافهم ، ينتظرون أن يخالف أحدهم فيضربوا عنقه بأمر من عبد الرحمن بن عوف .

                  وفي التواريخ والمصادر كالطبقات وغير الطبقات ، جعل الأمر بيد عبد الرحمن بن عوف ، لكن عبد الرحمن بن عوف لا بد وأن يدبر القضية بحيث تطبق كما يريد عمر بن الخطاب وكما اتفق معه عليه ، إنه يعلم رأي علي في خلافة الشيخين ، ويعلم

                  مخالفة علي لسيرة الشيخين ، فجاء مع علمه بهذا ، واقترح على علي أن يكون خليفة على أن يسير بالناس على الكتاب والسنة وسيرة الشيخين ، يعلم بأن عليا سوف لا يوافق ، أما عثمان فسيوافق في أول لحظة ، فطرح هذا الأمر على علي ،

                  فأجاب علي بما كان يتوقعه عبد الرحمن ، من رفض الالتزام بسيرة الشيخين ، وطرح الأمر على عثمان فقبل عثمان ، أعادها مرة ، مرتين ، فأجابا بما أجابا أولا فقال علي لعبد الرحمن : أنت مجتهد أن تزوي هذا الأمر عني .
                  فبايع عبد الرحمن عثمان . فقال علي لعبد الرحمن : والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك أو عليك .
                  - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 45
                  فقال له : بايع وإلا ضربت عنقك . فخرج علي من الدار . فلحقه القوم وأرجعوه حتى ألجأوه على البيعة . وهكذا تمت البيعة لعثمان طبق القرار ، ولكن هل بقي عثمان على قراره مع عبد الرحمن ؟ إنه أرادها لبني أمية ، يتلقفونها تلقف الكرة ،

                  فثار ضد عثمان كل أولئك الذين كانوا في منى وعلى رأسهم طلحة والزبير ، اللذين كانت لهما اليد الواسعة الكبيرة العالية في مقتل عثمان ، لأنهما أيضا كانا يريدان الأمر ، وقد قرأنا في بعض المصادر أن بعض القائلين قالوا لو مات عمر لبايعنا طلحة ، وطلحة يريدها وعائشة أيضا تريدها لطلحة ، ولذا ساهمت في الثورة ضد عثمان .

                  أما عبد الرحمن بن عوف ، فهجر عثمان وماتا متهاجرين ، أي لا يكلم أحدهما الآخر حتى الموت ، لأن عثمان خالف القرار ، وقد تعب له عبد الرحمن بأكثر ما أمكنه من التعب ، وراجعوا المعارف لابن قتيبة ، فيه عنوان المتهاجرون ، أي الذين

                  انقطعت بينهم الصلة وحدث بينهم الزعل بتعبيرنا ، ومات عبد الرحمن بن عوف وهو مهاجر لعثمان . وهكذا كانت الشورى ، فكرة لحذف علي .
                  - الشورى في الإمامة - السيد علي الميلاني ص 46
                  كما أن معاوية طالب بالشورى عند خلافة علي ومبايعة المهاجرين والأنصار معه ، طالب بالشورى ، لماذا ؟ لحذف علي ، أراد أن يدخل من نفس الباب الذي دخل منه عمر ، ولكن عليا كتب إليه : إنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، وأنت لست

                  من الأنصار وهذا واضح ، ولست من المهاجرين ، لأن الهجرة لمن هاجر قبل الفتح ، ومعاوية من الطلقاء ولا هجرة بعد الفتح ، فأراد معاوية أن يستفيد من نفس الأسلوب لحذف علي ، ولكنه ما أفلح . وكل من يطرح فكرة الشورى ، يريد حذف

                  النص ، كل من يطرح الشورى في كتاب ، في بحث ، في مقالة ، في خطابة ، يريد حذف علي ، لا أكثر ولا أقل . وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                  يعمل...
                  X