إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الْإِمَـــــامَــــــــــةُ عَهْــــــــــدُ اللَّـــــــهِ عَــــــزَّ وَجَـــــــــلّ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الْإِمَـــــامَــــــــــةُ عَهْــــــــــدُ اللَّـــــــهِ عَــــــزَّ وَجَـــــــــلّ


    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
    وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
    السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
    * الْإِمَامَةُ عَهْدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ *
    الإمامةُ من اللهِ عزّ وجلّ عهد منه سبحانه وتعالى يعهد به إلى أهل الصفوة والطهارة من عباده الصالحين وأهل طاعته المتقين ولا تكون إلا لهم وهي منزلة رفيعة ودرجة عالية ومنصب عظيم ونعمة وكرامة وفضل من الله عز وجل على من اختاره واصطفاه لهذه الإمامة إمامة الهدى والحق التي توصل أصحابها وأتباعهم إلى طريق النجاة والفوز بالجنة والنعيم الدائم .
    وبعكس هذه الإمامة التي من الله عز وجل توجد الإمامة من الناس التي تكون باختيار من الناس ويشترك في هذه الإمامة الكافر والمؤمن ويكون الكافر إماماً من الناس على هؤلاء الناس وغيرهم ممن اتبع طريقه ومنهجه ولكنها إمامة الكفر والضلال مثلما حكى الله عز وجل عن فرعون الكافر الملعون ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99))ـ سورة هود ـ
    فإمامة الكفر والضلال توصل أصحابها وأتباعهم إلى طريق الهلاك ودخول النار والعذاب الدائم وبئس المصير . ِ

    * أولاً : تعريف لفظ ( الإمامة ) *
    الإمامة في اللغة : مصدر من الفعل ( أمَّ ) تقول: ( أمَّهم وأمَّ بهم : تقدمهم )
    والإمام : من اقتدي به وقدم في الأمور .
    الإمامة في اصطلاح أهل السنة
    قال الدكتور عبد الله الدميجي
    ( أما من حيث الاصطلاح : فقد عرفها العلماء بعدة تعريفات ، وهي وإن - اختلفت في الألفاظ فهي متقاربة في المعاني ، ومن هذه التعريفات ما يلي :

    (1) ما ذكره الماوردي حيث قال : ( الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به ) أ . هـ .
    (2) ويقول إمام الحرمين الجويني : ( الإمامة رياسة تامة ، وزعامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا ) أ . هـ .
    (3) وعرفها النسفي في عقائده بقوله : ( نيابة عن الرسول عليه السلام في إقامة الدين بحيث يجب على كافة الأمم الإتباع ) .
    (4) ويقول صاحب المواقف : ( هي خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الدين بحيث يجب إتباعه على كافة الأمة ) .
    (5) أما العلامة ابن خلدون فيعرفها بقوله : ( هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها ، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة ، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به ) أ . هـ ( )
    (6) ويقول الأستاذ محمد نجيب المطيعي : ( المراد بها - أي الإمامة الرئاسة العامة في شؤون الدنيا والدين ) .
    إلى غير ذلك من التعريفات التي تدور حول هذه المعاني .
    التعريف المختار
    والمختار من هذه التعريفات ما ذكره ابن خلدون لأنه الجامع المانع في نظري ، وبيان ذلك أنه في قوله : (حمل الكافة ) يخرج به ولايات الأمراء والقضاة وغيرهم ، لأن لكل منهم حدوده الخاصة به وصلاحيته المقيدة ، وفي قوله : ( وعلى مقتضى النظر الشرعي ) قيد لسلطته ، فالإمام يجب أن تكون سلطاته مقيدة بموافقة الشريعة الإسلامية ، وفيه أيضًا وجوب سياسة الدنيا بالدين لا بالأهواء والشهوات والمصالح الفردية ، وهذا القيد يخرج به الملك .
    وفي قوله : ( في مصالحهم الأخروية والدنيوية ) تبيين لشمول مسؤولية الإمام لمصالح الدين والدنيا لا الاقتصار على طرف دون الآخر ....
    ومما سبق في تعريف الإمامة يتضح لنا أن العلماء الذين تصدوا لتعريفها قدَّموا أمور الدين والعناية به وحفظه على أمور الدنيا ، بمعنى جعل الثانية تابعة للأولى ، وبيان أن سياسة الدنيا يجب أن تكون بالدين وشرائعه وتعاليمه ، وأن فصل الدين عن السياسة مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام ولشريعته الربانية ، وأن سياسة الدنيا بالقوانين الوضعية أو بالآراء والشهوات النفسية مخالفة أيضًا للإسلام ، فلا يجوز أن يطلق على هذا النوع من الحكم بأنه حكم إسلامي ، أو متمش مع الشريعة الإسلامية ، بل هو مخالفة صريحة لها لا يقره الإسلام . )
    ـ الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة ـ
    *****
    * ثانياً : لفظ الإمام في القرآن الكريم *
    ورد لفظ ( الإمام ) بصيغة المفرد ( إمام ) وبصيغة الجمع ( أئمة ) وبعدة معان هي :
    سورة البقرة { إماماً } : قدوة صالحة يقتدى به في الخير والكمال .
    سورة التوبة { أئمة الكفر } : أي رؤساء الكفر المتبعين والمقلدين في الشرك والشر والفساد .
    سورة هود { إماماً } شاهد له
    سورة الحجر { وإنهما لبإمام مبين } لبطريق مبين واضح
    سورة الإسراء { بإمامهم } : أي الذين كانوا يقتدون به ويتبعونه في الخير أو الشر .
    سورة الأنبياء { أئمة } : أي يقتدى بهم في الخير .
    سورة الفرقان { إماماً } قدوة يقتدون بنا في الخير
    سورة القصص { ونجعلهم أئمة } قادةً في الخير
    سورة القصص { وجعلناهم أئمة } : أي رؤساء يُقتدى بهم في الباطل .
    سورة السجدة { وجعلنا منهم أئمة } قادة هداة
    سورة يس { في إمام مبين } : أي في اللوح المحفوظ
    سورة الأحقاف { إماماً } إماما يؤتم به
    ـ تفسير أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري ـ
    *****
    * ثالثاً : الإمامة عهد الله عز وجل في القرآن الكريم *
    قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ 124 ) ـ سورة البقرة ـ
    المعنى الإجمالي للآية الكريمة
    ( واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف، فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك، فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين.)
    ـ التفسير الميسر ج 1 - السعودية - ـ
    المعنى التفصيلي للآية الكريمة
    ( واذكر يا محمد لهؤلاء المشركين وأهل الكتابين الذين ينتحلون ملَّة إبراهيم وليسوا عليها، وإنما الذي هو عليها مستقيم فأنت والذين معك من المؤمنين، اذكر لهؤلاء ابتلاء الله إبراهيم، أي : اختباره له ) ـ تفسير ابن كثير ج 1 ـ
    ( قوله تعالى:{ بكلمات }؛ هذه الكلمات التي هي محل الابتلاء، والاختبار أطلقها الله سبحانه وتعالى؛ فهي كلمات كونية؛ وشرعية؛ أو جامعة بينهما؛ واختلف المفسرون في هذه الكلمات؛ وأصح الأقوال فيها أن كل ما أمره به شرعاً، أو قضاه عليه قدراً، فهو كلمات؛ فمن ذلك أنه ابتُلي بالأمر بذبح ابنه، فامتثل؛ لكن الله سبحانه وتعالى رفع ذلك عنه حين استسلم لربه؛ وهذا من الكلمات الشرعية؛ وهذا امتحان من أعظم الامتحانات؛ ومن ذلك أن الله امتحنه بأن أوقدت له النار، وأُلقي فيها؛ وهذا من الكلمات الكونية؛ وصبر، واحتسب؛ فأنجاه الله منها، وقال تعالى: {يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم} [الأنبياء: 69] ؛ وكل ما قدره الله عليه مما يحتاج إلى صبر، ومصابرة، أو أمره به فهو داخل في قوله تعالى: { بكلمات }.) ـ تفسيرتفسير الفاتحة والبقرة ج 2 تأليف محمد بن صالح بن محمد العثيمين ـ
    ( القول الثالث: ما أخرجه ابن أبي حاتم بسنده الحسن من طريق ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس قال: الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم فأتمهن فراق قومه في الله حين أمر بفراقهم، ومحاجته نمرود في الله حين وقفه على ماوقفه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافهم، وصبره على قذفه إياه في النار ليحرقوه في الله على هول ذلك من أمرهم والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده في الله حين أمره بالخروج عنهم، وما أمره به من الضيافة والصبر عليها، وماله وما ابتلى به من ذبح ولده، حين أمره بذبحه فلما مضى على ذلك من أمر الله وأخلصه البلاء قال الله له أسلم قال: أسلمت لرب العالمين. على ما كان من خلاف الناس وفراقهم.
    القول الرابع: ما أخرجه الطبري عن يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء قال: قلت للحسن: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) قال: ابتلاه بالكوكب، فرضي عنه، وابتلاه بالقمر، فرضي عنه، وابتلاه بالشمس، فرضي عنه، وابتلاه بالنار، فرضي عنه، وابتلاه بالهجرة، وابتلاه بالختان.
    ورجاله ثقات وإسناده صحيح وأبو رجاء هو: محمد بن سيف الحداني. وأخرجه بإسناده الحسن عن قتادة عن الحسن بنحوه وزاد ابتلاه بذبح ابنه.)
    ـ الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ج 1 أ.د حكمت بن بشير ـ
    ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً ) ـ البخاري ج 8 ومسلم ج 8 ـ
    ( وعندي أن الأقرب في معنى الكلمات هو ابتلاؤه بالإسلام، فأسلم لرب العالمين وابتلاؤه بالهجرة. فخرج من بلاده وقومه حتى لحق بالشام مهاجرا إلى الله.وابتلاؤه بالنار فصبر عليها. ثم ابتلاؤه بالختان فصبر عليه. ثم ابتلاؤه بذبح ابنه فسلم واحتسب.
    كما يؤخذ ذلك من تتبع سيرته في التنزيل العزيز وسفر التكوين من التوراة.
    ففيهما بيان ما ذكرنا في شأنه عليه الصلاة والسلام. من قيامه بتلك الكلمات حق القيام. وتوفيتهن أحسن الوفاء. وهذا معنى قوله تعالى فَأَتَمَّهُنَّ كقوله تعالى: وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم: 37] والإتمام التوفية.)
    ـ محاسن التأويل ج 1 للقاسمي ـ
    ( والحق أن هذا يختلف باختلاف تفسير التكاليف ، فمنها ما يعلم بالضرورة كونها قبل النبوة كحديث الكوكب والشمس والقمر ، ومنها ما ثبت أنه كان بعد النبوة كذبح الولد والهجرة والنار ، وكذا الختان فإنه يروى أنه ختن نفسه وكان سنه مائة وعشرين )
    ـ تفسير النيسابوري ج 1 ـ
    ( ولم يرد بالإمامة ههنا النبوة كما ظنه بعض المفسرين ، فإنه- عليه السلام- إمام للناس على العموم في كل زمان على الإطلاق وليس بنبي لهم على [العموم ] بالإطلاق ، ولا قيل له ذلك )
    ـ تفسير الراغب الأصفهاني ج 1 ـ
    ( وصحف إبراهيم الذي تمم وأكمل ما أمر به، وأدى الرسالة على الوجه الأكمل، كما جاء في آية أخرى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ، قالَ: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً [البقرة 2/ 124] فإنه قام بجميع الأوامر، وترك جميع النواهي، وبلّغ الرسالة على التمام والكمال ، فاستحق بهذا أن يكون للناس إماما يقتدى به في جميع أحواله وأقواله وأفعاله.)
    ـ التفسير المنير للزحيلي ج 27 ـ
    ( فَأَتَمَّهُنَّ ) : قام بهن وأداهن على أكمل الوجوه وأتممها . ـ أيسر التفاسير للجزائري ـ
    ==========
    * الاختبارت التي قام بها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام ثم أتمها وقعت في أوقات متعددة ، منها ما وقع وقد كان في وقتها سيدنا إبراهيم عليه السلام نبياً ورسولاً إلى قومه ثم هاجر بعد أن صار نبياً رسولاً وقد قال الله عز وجل ( أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) ) سورة التوبة .
    ( أي أن قوم نوح وقوم إبراهيم وغيرهم أتتهم رسالات السماء ولم تأتهم الرسالة كمنهج فقط ، بل جاءتهم معجزات تثبت صدق بلاغ الرسل عن ربهم ، فكأنه لا حجة لهم أن ينصرفوا عن منهج السماء أو أن يكذبوا به؛ لأن كل منهج مُؤيَّد بمعجزة تثبت صدق الرسول في رسالته. )
    ـ تفسير الشعراوي ج 9 ـ
    ومن هذه الاختبارات أيضاً الأمر بذبح ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام وقد قال الله عز وجل ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)) سورة إبراهيم .
    ( { على الكبر إسماعيل واسحق } : أي مع الكبر إذ كانت سنه يومئذ تسعاً وتسعين سنة وولد له إسحق وسنه مائة واثنتا عشرة سنة .) ـ أيسر التفاسير للجزائري ج 2 ـ
    وفي هذا الوقت أيضاً كان سيدنا إبراهيم عليه السلام نبياً رسولا .

    وهذه أدلة قاطعة وثابتة وصريحة على أن الإمامة التي جعلها الله عز وجل لسيدنا إبراهيم عليه السلام بعد إتمامه كل هذه الاختبارات ليست النبوة و ليست الرسالة ، وفي هذا رد صريح من القرآن الكريم على من يقول بأن الإمامة هنا هي النبوة أو الرسالة ، فهو قول مخالف للقرآن الكريم .


    ==========

  • #2

    * قال الله عز وجل ( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) *
    ( قوله تعالى: { إني جاعلك } أي مصيرك؛ وهي تنصب مفعولين؛ لأنها مشتقة من «جعل» التي بمعنى «صيّر»؛ والمفعول الأول: الكاف التي في محل جر بالإضافة؛ والمفعول الثاني: { إماماً }.) ـ تفسير العثيمين ـ
    =========
    * الجعل في الإمامة في الآية الكريمة هنا مثل الجعل في النبوة في قول الله عز وجل على لسان سيدنا عيسى عليه السلام ( وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)) سورة مريم ، ومثل الجعل في الرسالة في قول الله عز وجل على لسان سيدنا موسى عليه السلام ( وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) ) سورة الشعراء .
    فالنبوة والرسالة والإمامة هي باختيار واصطفاء وانتقاء من الله عز وجل .
    وكل واحدة منها ليست بكسب الكاسب وليست باختيار وانتقاء من الناس .

    ==========
    * ({ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } أي: يقتدون بك في الهدى، ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية، ويحصل لك الثناء الدائم، والأجر الجزيل، والتعظيم من كل أحد.
    وهذه - لعمر الله - أفضل درجة، تنافس فيها المتنافسون، وأعلى مقام، شمر إليه العاملون، وأكمل حالة حصلها أولو العزم من المرسلين وأتباعهم، من كل صديق متبع لهم، داع إلى الله وإلى سبيله.) ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 65 تأليف عبد الرحمن السعدي ـ
    ( وإنما أراد جل ثناؤه بقوله لإبراهيم:"إني جاعلك للناس إماما"، إني مصيرك تؤم من بعدك من أهل الإيمان بي وبرسلي ، تتقدمهم أنت ، ويتبعون هديك ، ويستنون بسنتك التي تعمل بها ، بأمري إياك ووحيي إليك....
    قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك : قال إبراهيم- لمّا رفع الله منزلته وكرمه، فأعلمه ما هو صانع به من تصييره إماما في الخيرات لمن في عصره، ولمن جاء بعده من ذريته وسائر الناس غيرهم، يهتدى بهديه ويقتدى بأفعاله وأخلاقه - : يا رب، ومن ذريتي فاجعل أئمة يقتدي بهم، كالذي جعلتني إماما يؤتم بي ويقتدى بي . ) ـ تفسير الطبري ج 1 ـ
    ( فاستحق بذلك عِظَم المنزلة ورفعة القدر بأن يكون إماماً يأتم ويقتدي به الناس جميعاً .) ـ التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم ج 1 ـ
    ( ولهذا أكرمه الله تعالى بمقام الإمامة ، فكان عليه الصلاة و السلام إماماً يدعو الناس إلى ملة التوحيد ونبذ الشرك ، ويقتدي به الصالحون . وكانت إمامته عليه السلام مؤبدة ، إذ لم يبعث بعده نبي إلا كان من ذريته ، مأمور باتباع ملته كما قال تعالى ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)( آل عمران ) .)
    ـ الدرة في تفسير سورة البقرة تأليف ميادة بنت كامل الماضي ـ
    ( {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} [البقرة: 124] أي أن الحق تبارك وتعالى أئتمنه أن يكون إماماً للبشر. . والله سبحانه كان يعلم وفاء إبراهيم ولكنه اختبره لنعرف نحن البشر كيف يصطفي الله تعالى عباده المقربين وكيف يكونوا أئمة يتولون قيادة الأمور )
    ـ تفسير الشعراوي ج 1 ـ
    ( - و في هذه الآية قواعد - ...
    الثانية : في قوله عز و جل لنبيه إبراهيم (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) والإمام للناس هو الذي يتخذونه قدوة يقودهم إلى الله ، ويقدمهم على الخير وتكون له القيادة ، ويكونون له تبعاً .
    وليلاحظ نص القرآن فإنه لم يقل فقال إني جاعلك ) بل حذف الفاء للإشعار بأن هذه الإمامة من فضل الله ، ليست من كسبه بسبب إتمام الكلمات ...
    حتى لا يقعوا فيما يحرمهم من منصب الإمامة العظيم الذي هو أشرف المناصب وأعلاها
    )
    ـ صفوة الأثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم ج 2 عبد الرحمن الدوسري ـ
    (( قال إني جاعلك للناس إماماً ) ولم يقل فقال إني جاعلك ليدلنا على أن هذه الإمامة بمحض فضل الله تعالى واصطفائه لا بسبب إتمام الكلمات )
    ـ دعوة الرسل إلى الله تعالى تأليف محمد أحمد العدوي ـ
    ( ((جَاعِلُكَ)) يعني: إبراهيم ((لِلنَّاسِ إِمَامًا))، قال أهل العلم : هذه أعلى المقامات وأجل العطاء ، فمن سيأتي بعدك فأنت الإمام له في السير إلينا ، حتى قال الله لنبيه عليه السلام: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النحل:123].)
    ـ سلسلة محاسن التأويل درس رقم 8 ل صالح المغامسي ـ
    ( قَالَ شَيْخُنَا: وَلَمْ يَقُلْ: فَقَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ، لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ هَذِهِ الْإِمَامَةَ بِمَحْضِ فَضْلِ اللهِ - تَعَالَى - وَاصْطِفَائِهِ لَا بِسَبَبِ إِتْمَامِ الْكَلِمَاتِ ...
    وَيُرَبُّوهُمْ عَلَى التَّبَاعُدِ عَنْهُ لِكَيْلَا يَقَعُوا فِيهِ فَيُحْرَمُوا مِنْ هَذَا الْمَنْصِبِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُوَ أَعْلَى الْمَنَاصِبِ وَأَشْرَفُهَا )
    ـ تفسير المنار ج 1 ل محمد رشيد رضا ـ
    ( ولم يرد بالإمامة ههنا النبوة كما ظنه بعض المفسرين ، فإنه- عليه السلام- إمام للناس على العموم في كل زمان على الإطلاق وليس بنبي لهم على [ العموم ] بالإطلاق ، ولا قيل له ذلك )
    ـ تفسير الراغب الأصفهاني ج 1 ـ
    ( قال أهل التحقيق ...
    لأن الله تعالى ذكر لفظ الإمام ههنا في معرض الامتنان ، فلا بد وأن تكون تلك النعمة من أعظم النعم ليحسن نسبة الامتنان )
    ـ تفسير الفخر الرازي ج 1 ـ
    ( [ قال إني جاعلك للناس إماما ] أي قال له ربه : إني جاعلك يا إبراهيم قدوة للناس ، ومنارا يهتدي بك الخلق )
    ـ صفوة التفاسير للصابوني ج 1 ـ
    ( وينشئوا أولادهم على كراهته كيلا يقعوا فيه ويحرموا من هذا المنصب العظيم الذي هو أعلى المناصب وأشرفها ) ـ حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ج 2 ل محمد الأمين الهرري ـ
    * المستفاد من هذه الأقوال حول الإمامة *
    1 ـ أفضل درجة وأعلى مقام وأكمل حالة حصلها أولو العزم من المرسلين وأتباعهم .
    2 ـ منزلة رفيعة وكرامة من الله عز وجل
    3 ـ عِظَم المنزلة ورفعة القدر
    4 ـ أكرمه الله تعالى بمقام الإمامة
    5 ـ الإمامة بمحض فضل الله تعالى واصطفائه ولا تنال بكسب الكاسب
    6 ـ أعلى المقامات وأجل العطاء
    7 ـ نعمة من أعظم النعم
    8 ـ الإمامة قيادة وتقدم وأمر بالاتباع والطاعة
    9 ـ الإمامة منصب عظيم ، أعلى المناصب وأشرفها

    ==========
    * ( قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي )
    ( قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك : قال إبراهيم- لمّا رفع الله منزلته وكرمه، فأعلمه ما هو صانع به من تصييره إماما في الخيرات لمن في عصره، ولمن جاء بعده من ذريته وسائر الناس غيرهم، يهتدى بهديه ويقتدى بأفعاله وأخلاقه - : يا رب، ومن ذريتي فاجعل أئمة يقتدي بهم، كالذي جعلتني إماما يؤتم بي ويقتدى بي. مسألة من إبراهيم ربه سأله إياها )
    ـ تفسير الطبري ج 1 ـ
    ( لما جعل الله إبراهيم إمامًا ، سأل الله أن تكون الأئمةُ من بعده من ذريته )
    ـ تفسير ابن كثير ج 1 ـ
    (( وَمِن ذُرّيَّتِى ) أي بعض ذريتي ، وهي الطيبة الطاهرة كما قال وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) . فالإمامة إنما تجري في ذلك العرق الطاهر ، والنطفة المطهرة إنما تجري في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات حتى ختم أحد النورين الطاهرين في أحد الشعبين بعيسى كلمة الله وروحه ، وصدقت أمه بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ، وختم النور الثاني المخفي في الشعب الثاني بالمصطفى محمد فصدق بكلمات ربه يؤمن بالله وكلماته ، فتم لإبراهيم بإتمام الله تعالى الكلمات التي ابتلي بها ، وجرت الإمامة في عقبه إلى يوم يبعثون ) ـ مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار ج 2 المؤلف محمد بن عبد الكريم الشهرستاني المتوفى 548 هـ ـ
    ( قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك )
    ـ التفسير الميسر ج 1 ـ
    ( فطلب إبراهيم من ربه أن يجعل من ذريته أئمة كذلك )
    ـ التفسير المنتخب ـ
    ( فلما اغتبط إبراهيم بهذا المقام، وأدرك هذا، طلب ذلك لذريته، لتعلو درجته ودرجة ذريته ) ـ تفسير السعدي ج 1 ـ
    ( ولما رأى ابراهيم عليه السّلام انبساط ربه معه وإحسانه اليه واظهار الخلة له قالَ وَاجعل يا رب مِنْ ذُرِّيَّتِي ايضا ائمة الى يوم الدين ) ـ الفواتح الإلهية والمفاتيح الغيبية ج 1 للنخجواني ـ
    ===========
    * ( قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
    ( قال أبو جعفر: هذا خبر من الله جل ثناؤه عن أن الظالم لا يكون إماما يقتدي به أهل الخير. وهو من الله جل ثناؤه جواب لما يتوهم في مسألته إياه أن يجعل من ذريته أئمة مثله. فأخبر أنه فاعل ذلك، إلا بمن كان من أهل الظلم منهم، فإنه غير مُصَيِّره كذلك، ولا جاعله في محل أوليائه عنده ، بالتكرمة بالإمامة. لأن الإمامة إنما هي لأوليائه وأهل طاعته، دون أعدائه والكافرين به . ) ـ تفسير الطبري ج 1 ـ
    ( { قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين } إجابة إلى ملتمسه ، وتنبيه على أنه قد يكون من ذريته ظلمة ، وأنهم لا ينالون الإمامة لأنها أمانة من الله تعالى وعهد ، والظالم لا يصلح لها ، وإنما ينالها البررة الأتقياء منهم . ) ـ تفسير البيضاوي ج 1 ـ
    ( لما جعل الله إبراهيم إمامًا ، سأل الله أن تكون الأئمةُ من بعده من ذريته، فأجيب إلى ذلك وأخبر أنه سيكون من ذريته ظالمون، وأنه لا ينالهم عهد الله، ولا يكونون أئمة فلا يقتدى بهم ) ـ تفسير ابن كثير ج 1 ـ
    ( لا ينال الإمامة في الدين، من ظلم نفسه وضرها، وحط قدرها، لمنافاة الظلم لهذا المقام، فإنه مقام آلته الصبر واليقين، ونتيجته أن يكون صاحبه على جانب عظيم من الإيمان والأعمال الصالحة، والأخلاق الجميلة، والشمائل السديدة، والمحبة التامة، والخشية والإنابة، فأين الظلم وهذا المقام؟
    ) ـ تفسير السعدي ج 1 ـ
    ( وفي قوله: (لا ينال عهدي الظالمين) إجابة خفية لدعوته عليه السلام، ووعد إجمالي منه تعالى بتشريك بعض ذريته بنيل عهد الإمامة، يفهم منها: أن من ذريته فعلاً من سينال الإمامة، أما الظالمون منهم الذين ليسوا أبناءه في الدين فلن ينالوا هذه الإمامة ) ـ تفسير محمد المقدم درس رقم 10 ـ
    ( أي سأجعل الصالحين من ذريتك أئمة أما الظالمون فإن عهدي لا ينالهم .) ـ في رحاب التفسير عبد الحميد كشك ج 1 ـ
    ( وقد أجاب الله نبيه إبراهيم بقوله ( لا ينال عهدي الظالمين ) وهو وعد ضمني بأن يجعل من ذريته أئمة للناس ولكن عهده بالإمامة لا ينال الظالمين لأنهم ليسوا أهلاً لأن يقتدى بهم ) ـ دعوة الرسل إلى الله تعالى تأليف محمد أحمد العدوي ـ
    ( أي أن ذريته سيكون منهم محسن، وسيكون منهم ظالم لنفسه، بالمعاصي، فالمحسنون ينالهم عهدي، ويكون منهم أئمة يقتدى بهم، وأما الظالمون فلن ينالوا إمامة في الدين من الله سبحانه وتعالى )
    ـ زهرة التفاسير ج 1 المؤلف محمد أبو زهرة ـ
    (( لا ينال عهدي ) أي بالإمامة ( الظالمين ) الكافرين منهم )
    ـ الجواهر في تفسير القرآن الكريم ج 1 تأليف الشيخ طنطاوي جوهري ـ
    ==========
    * ( عَهْدِي )
    قلتُ في بداية تفسير الآية الكريمة أن الله عز وجل قد جعل سيدنا إبراهيم عليه السلام إماماً للناس بعد أن كان نبياً ورسولاً وذكرتُ الأدلة على إثبات ذلك أعلاه ثم قلتُ بعد هذه الأدلة
    ( وهذه أدلة قاطعة وثابتة وصريحة على أن الإمامة التي جعلها الله عز وجل لسيدنا إبراهيم عليه السلام بعد إتمامه كل هذه الاختبارات ليست النبوة و ليست الرسالة ، وفي هذا رد صريح من القرآن الكريم على من يقول بأن الإمامة هنا هي النبوة أو الرسالة ، فهذا القول مخالف للقرآن الكريم . )
    وأضيف على هذه الأدلة الأقوال التالية التي تبين أن عهد الله عز وجل هنا هو الإمامة وليس النبوة أو الرسالة
    ( والعهد : الإمامة ، قال مجاهد : أو النبوة ، قاله السدي؛ أو الأمان ، قاله قتادة . وروي عن السدي ، واختاره الزجاج : أو الثواب قاله قتادة أيضاً؛ أو الرحمة ، قاله عطاء؛ أو الدين ، قاله الضحاك والربيع ، أو لا عهد عليك لظالم أن تطيعه في ظلمه ، قاله ابن عباس؛ أو الأمر من قوله : { إن الله عهد إلينا } { ألم أعهد إليكم } أو إدخاله الجنة من قوله : كان له { عند الله عهداً } أن يدخله الجنة؛ أو طاعتي ، قاله الضحاك أيضاً؛ أو الميثاق؛ أو الأمانة . والظاهر من هذه الأقوال : أن العهد هي الإمامة ، لأنها هي المصدر بها ، فأعلم إبراهيم أن الإمامة لا تنال الظالمين ...
    ويدلك على أن العهد هو الإمامة أن ظاهر قوله : { لا ينال عهدي الظالمين } أنه جواب لقول إبراهيم : { ومن ذريتي } على سبيل الجعل ، إذ لو كان على سبيل المنع لقال لا ، أو لا ينال عهدي ذريتك ، ولم ينط المنع بالظالمين
    . )
    ـ البحر المحيط ج 1 المؤلف : أبو حيان الأندلسي ـ
    ( المسألة الثانية : ذكروا في العهد وجوهاً . أحدها : أن هذا العهد هو الإمامة المذكورة فيما قبل ، فإن كان المراد من تلك الإمامة هو النبوة فكذا وإلا فلا . وثانيها : { عَهْدِي } أي رحمتي عن عطاء . وثالثها : طاعتي عن الضحاك . ورابعها : أماني عن أبي عبيد ، والقول الأول أولى لأن قوله : { وَمِن ذُرّيَتِى } طلب لتلك الإمامة التي وعده بها بقوله : { إِنّى جاعلك لِلنَّاسِ إِمَامًا } فقوله : { لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين } لا يكون جواباً عن ذلك السؤال إلا إذا كان المراد بهذا العهد تلك الإمامة ) ـ تفسير الفخر الرازي ج 2 ـ
    ( واختلف في المراد بالعهد ، فقيل الإمامة ، وقيل النبوّة ، وقيل : عهد الله : أمره . وقيل الأمان من عذاب الآخرة ، ورجّحها الزجاج ، والأوّل أظهر كما يفيده السياق .) ـ فتح القدير للشوكاني ج 1 ـ
    ( وفي العهد هاهنا سبعة أقوال . أحدها : أنه الإمامة ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وسعيد بن جبير . والثاني : أنه الطاعة ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثالث : الرحمة ، قاله عطاء وعكرمة . والرابع : الدين ، قاله أبو العالية . والخامس : النبوة ، قاله السدي عن أشياخه . والسادس : الأمان ، قاله أبو عبيدة . والسابع : الميثاق ، قاله ابن قتيبة . والأول أصح .) ـ زاد المسير لابن الجوزي ج 1 ـ
    ( وسلمت إليه الإمامة بزمام ، واستثنى من نيلها الظالمون ، واختص بها من ذريته العلماء العاملون ) ـ قصص الأنبياء لابن كثير ج 1 ـ
    ( فقال له الله: لا ينال عهدي الظالمين، أي: من كان من ولدك ظالماً فلا يكون إماماً ) ـ الهداية إلى بلوغ النهاية ج 1 تأليف مكي بن أبي طالب ـ
    ( { عهدي } الذي عهدته إليك بالإمامة ) ـ تفسير البقاعي ج 1 ـ
    ( وأنهم لا ينالون الإمامة لأنها أمانة من الله تعالى وعهد )
    ـ تفسير البيضاوي ج 1 ـ
    ( أي لا تصيب الإمامة أهل الظلم من ولدك أي أهل الكفر )
    ـ تفسير النسفي ج 1 ـ
    ( يعني لا يصلح أن يكون الكافر إماماً للناس ) ـ تفسير السمرقندي ج 1 ـ
    ( والمراد بالعهد هو الإمامة المطلوبة ، سميت عهداً لاشتمالها على كل عهد عهد به الله تعالى إلى بنى آدم إذ لا رياسة أعظم من ذلك )
    ـ تفسير النيسابوري ج 1 ـ
    ( لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة ) ـ تفسير الزمخشري ج 1 ـ
    ( قال ابن الخطيب : والأول ـ الإمامة ـ أولى ؛ لأنه جواب لسؤال الإمامة .)
    ـ اللباب في علوم الكتاب ج 2 تأليف عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي ـ
    ( ليس هذا رداً لدعوتِه عليهِ السلامُ بلْ إجابةً خفيةً لها وعِدَةً إجماليةً منه تعالى بتشريف بعضِ ذريتِه عليه السلام بنيل عهدِ الإمامةِ )
    ـ تفسير أبي السعود العمادي ج 1 ـ
    ( { قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي } بالإمامة ) ـ تفسير الجلالين ج 1 ـ
    ( وجرت الإمامة في عقبه إلى يوم يبعثون ....
    بل ينال عهدي الطاهرين منهم ، ذرية بعضها من بعض ، وجعلها كلمة باقية في عقبه إلى يوم يبعثون ) ـ تفسير الشهرستاني ج 2 ـ
    ( {قال} الله تعالى: {لا ينال} أي: لا يصيب {عهدي} بالإمامة )
    ـ السراج المنير ج 1 تأليف محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي ـ
    ( { لا ينال عهدي } أي : لا يلحق عهدي بالإمامة )
    ـ البحر المديد ج 1 تأليف أحمد بن محمد بن عجيبة ـ
    ( ولم يرد بالإمامة ههنا النبوة كما ظنه بعض المفسرين، فإنه- عليه السلام- إمام للناس على العموم في كل زمان على الإطلاق وليس بنبي لهم على [العموم] بالإطلاق، ولا قيل له ذلك )
    ـ تفسير الراغب الأصفهاني ج 1 ـ
    ( لكن لا ينال عَهْدِي أي الذي عهدته إليك بالإمامة الظَّالِمِينَ أي منهم )
    ـ محاسن التأويل ج 1 المؤلف: محمد جمال الدين القاسمي ـ
    ( أَيْ إِنَّنِي أُعْطِيكَ مَا طَلَبْتَ، وَسَأَجْعَلُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ أَئِمَّةً لِلنَّاسِ، وَلَكِنَّ عَهْدِي بِالْإِمَامَةِ لَا يَنَالُ الظَّالِمِينَ )
    ـ تفسير المنار ج 1 تأليف محمد رشيد رضا ـ
    ( ( لا ينال عهدي ) بالإمامة )
    ـ تبصير الرحمن وتيسير المنان ج 1 تأليف علي المهايمي ـ
    ( اختلف في المراد بالعهد فقيل: الإمامة وقيل:النبوة، وقيل: عهد الله: أمره. وقيل: الأمان من عذاب الآخرة! ورجحه الزجاج، والأول أظهر كما يفيده السياق ) ـ نيل المرام من تفسير آيات الأحكام ص 18 تأليف محمد صديق خان القنوجي ـ
    ( فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين .)
    ـ التفسير الميسر ج 1 - السعودية - ـ
    ( أي سأجعل الصالحين من ذريتك أئمة أما الظالمون فإن عهدي لا ينالهم ) ـ في رحاب التفسير ج 1 تأليف عبد الحميد كشك ـ
    ( فلا ينال عهد الله الذي هو الإمامة الدينية والقيادة الإسلامية من كان ظالماً بكفره أو شركه بالله )
    ـ صفوة الآثار والمفاهيم ج 2 عبد الرحمن الدوسري ـ
    ( {عهدي} أي تعهدي لك بهذا {الظالمين} ؛ و {عهدي} فاعل؛ و {الظالمين} مفعول به؛ أي أجعل من ذريتك إماماً ؛ ولكن الظالم من ذريتك لا يدخل في ذلك...
    ومنها: أن الظالم لا يستحق أن يكون إماماً ؛ والمراد: الظلم الأكبر ـ الذي هو الكفر ـ ؛ لقوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين} . )
    ـ تفسير الفاتحة و البقرة ج 2 تأليف محمد صالح العثيمين ـ
    ( وفي الآية بيان رغبة إبراهيم في أن تكون الإِمامة فى ذريته وهي رغبة صالحة فجعلها الله تعالى في ذريته كما رغب واستثنى تعالى الظالمين )
    ـ أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري ج 1 ـ
    ( { لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } أي: لا ينال الإمامة في الدين )
    ـ تفسير السعدي ص 65 ـ
    ( وأجابه المولى: لا ينال عهدي بالإمامة الظالمون )
    ـ التفسير الواضح ج 1 المؤلف : الحجازي ، محمد محمود ـ
    ( المراد بالظلم هنا: الكفر أي لا تصيب الإمامة الكافرين من ذريتك.)
    ـ أوضح التفاسير ص 22 المؤلف : محمد محمد عبد اللطيف بن الخطيب ـ
    ( وقد اختلف العلماء في المراد بالعهد هنا، فأصح الأقوال: أن العهد هنا هو الإمامة، وقيل : الرحمة، والدين، والنبوة، والأمان، والميثاق، وأصحها: الإمامة في الدين ) ـ تفسير القرآن الكريم درس رقم 10 محمد المقدم ـ
    ( ولكن عهده بالإمامة لا ينال الظالمين )
    ـ دعوة الرسل إلى الله تعالى تأليف محمد أحمد العدوي ـ
    ( ( لا ينال ) أي لا يصيب ( عهدي ) بالإمامة )
    ـ تفسير القرآن ج 2 تأليف د . محمد عبد المنعم خفاجي ـ
    ( وأما الظالمون فلن ينالوا إمامة في الدين من الله سبحانه وتعالى ...
    والعهد في هذه الآية هو الإمامة )
    ـ زهرة التفاسير ج 1 تأليف محمد أبو زهرة ـ
    ( ( لا ينال عهدي ) أي بالإمامة )
    ـ الجواهر في تفسير القرآن الكريم ج 1 تأليف الشيخ طنطاوي جوهري ـ

    تعليق


    • #3
      * الإمامة من الله عز وجل *

      قلتُ من قبل أن الجعل في الإمامة في هذه الآية الكريمة هو مثل الجعل في النبوة والرسالة فهو في الثلاثة باختيار واصطفاء وانتقاء من الله عز وجل
      فالإمامة هي من الله عز وجل وليست من غيره .


      ({قال} الله تعالى : {لا ينال} أي: لا يصيب {عهدي} بالإمامة {الظالمين} منهم ففي ذلك إجابة إلى مطلوبه.
      وتنبيه على أنه قد يكون من ذريته ظلمة وإنهم لا ينالون الإمامة ؛ لأنها إمامة من الله تعالى وعهد )
      ـ السراج المنير ج 1 تأليف محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي ـ
      ( { لا ينال عهدي } أي : لا يلحق عهدي بالإمامة { الظالمين } منهم ، إذ لا يصلح للإمامة إلا البررة الأتقياء ، لأنها أمانة من الله وعهد )
      ـ البحر المديد ج 1 المؤلف أحمد بن محمد بن عجيبة ـ
      ( ( قال ) الله تعالى لا ينال ) أي لا يصيب ( عهدي ) بالإمامة ( الظالمين ) منهم ففي ذلك إجابة إلى مطلوب وتنبيه على أنه قد يكون من ذريته ظلمة وأنهم لا ينالون الإمامة لأنها إمامة من الله تعالى وعهد )
      ـ تفسير القرآن ج 2 تأليف د . محمد عبد المنعم خفاجي ـ
      ( فالمحسنون ينالهم عهدي، ويكون منهم أئمة يقتدى بهم، وأما الظالمون فلن ينالوا إمامة في الدين من الله سبحانه وتعالى ...
      والعهد في هذه الآية هو الإمامة، وكأنها مأخوذة من العهد بمعنى الرعاية فعهد الله تعالى أن يعهد برعاية الدين والإمامة إلى إمام في الدين )
      ـ زهرة التفاسير ج 1 تأليف محمد أبو زهرة ـ
      ( أي من كان ظالماً من ذرّيتك . لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة )
      ـ تفسير الزمخشري ج 1 ـ
      ( وعبر عنها { بِهِ } للإشارة إلى أنها أمانة الله تعالى وعهده الذي لا يقوم به إلا من شاء الله تعالى من عباده )
      ـ تفسير الألوسي ج 1 ـ
      ( ولكن عهدي لا يناله إلا مَنْ اخترته مِنْ خواص عبادي . )
      ـ تفسير القشيري ج 1 ـ
      ( لا يَنالُ عَهْدِي الذي هو خلعة نيابتي وخلافتي )
      ـ الفواتح الإلهية والمفاتيح الغيبية ج 1 تأليف نعمة الله النخجواني ـ

      ==========

      * دلالة الآية الكريمة على عصمة الأنبياء والأئمة من الكفر *

      استدل العلماء من قوله تعالى ( لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) على عصمة الأنبياء عليهم السلام من الكفر قبل النبوة وعلى عصمة الأئمة من الكفر قبل الإمامة ، ومما ذكروه في ذلك

      ( { قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين } إجابة إلى ملتمسه ، وتنبيه على أنه قد يكون من ذريته ظلمة ، وأنهم لا ينالون الإمامة لأنها أمانة من الله تعالى وعهد ، والظالم لا يصلح لها ، وإنما ينالها البررة الأتقياء منهم . وفيه دليل على عصمة الأنبياء من الكبائر قبل البعثة )
      ـ تفسير البيضاوي ج 1 ـ
      ( وفى الآية دليل على عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الكبائر قبل البعثة وبعدها )
      ـ روح البيان ج 1 تأليف إسماعيل حقي بن مصطفى الاسلامبولي الحنفي ـ
      ( المسألة السادسة : الآية تدل على عصمة الأنبياء من وجهين . الأول : أنه قد ثبت أن المراد من هذا العهد : الإمامة . ولا شك أن كل نبي إمام ، فإن الإمام هو الذي يؤتم به ، والنبي أولى الناس ، وإذا دلت الآية على أن الإمام لا يكون فاسقاً ، فبأن تدل على أن الرسول لا يجوز أن يكون فاسقاً فاعلاً للذنب والمعصية أولى . الثاني : قال : { لاَ يَنَال عَهْدِي الظالمين } فهذا العهد إن كان هو النبوة ؛ وجب أن تكون لا ينالها أحد من الظالمين وإن كان هو الإمامة ، فكذلك لأن كل نبي لا بد وأن يكون إماماً يؤتم به ، وكل فاسق ظالم لنفسه فوجب أن لا تحصل النبوة لأحد من الفاسقين والله أعلم .)
      ـ تفسير الفخر الرازي ج 2 ـ
      ( وفيه دليلٌ على عصمةِ الأنبياءِ عليهم السلام من الكبائر على الإطلاق )
      ـ تفسير أبي السعود ج 1 ـ
      ( هذا ومن أصحابنا من جعل الآية دليلاً على عصمة الأنبياء عن الكبائر قبل البعثة وأن الفاسق لا يصح للخلافة ، ومبنى ذلك حمل العهد على الإمامة وجعلها شاملة للنبوة والخلافة ، وحمل الظالم على من ارتكب معصية مسقطة للعدالة بناء على أن الظلم خلاف العدل ، ووجه الاستدلال حينئذ أن الآية دلت على أن نيل الإمامة لا يجامع الظلم السابق فإذا تحقق النيل كما في الأنبياء علم عدم اتصافهم حال النيل بالظلم السابق وذلك إما بأن لا يصدر منهم ما يوجب ذلك أو بزواله بعد حصوله بالتوبة ولا قائل بالثاني إذ الخلاف إنما هو في أن صدور الكبيرة هل يجوز قبل البعثة أم لا ؟ فيتعين الثاني وهو العصمة ، أو المراد بها ههنا عدم صدور الذنب لا الملكة )
      ـ روح المعاني ج 1 تأليف شهاب الدين محمود الألوسي ـ
      ( وفيه دليل على عصمة الأنبياء من الكبائر قبل النبوّة )
      ـ السراج المنير ج 1 المؤلف: محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي ـ
      ( وفيه دليل على عصمة الأنبياء قبل البعثة )
      ـ البحر المديد ج 1 المؤلف أحمد بن محمد بن عجيبة ـ
      ( فصل في عصمة الأنبياء
      الآية تدلّ على عصمة الأنبياء من وجهين .
      الأول : أنه قد ثبت أن المراد من هذا العهد : الإمامة ، ولا شكّ أن كل نبي إمام ، فإن الإمام هو الذي يؤتم به ، والنبي أولى الناس ، وإذا دلّت الآية على أن الإمام لا يكون فاسقاً ، فبأن تدلّ على أن الرسول لا يجوز أن يكون فاسقاً فاعلاً للذنب والمعصية أولى .
      الثاني : أنَّ العَهْدَ إن كان هو النبوة ، وجب أن تكون لا ينالها أحد من الظَّالمين ، وإن كان هو الإمامة ، فكذلك لأن كل نبي لا بد وأن يكون إماماً يؤتم به ، وكل فاسق ظالم لنفسه ، فوجب ألاَّ تحصل النبوة لأحد من الفاسقين .) ـ اللباب في علوم الكتاب ج 2 تأليف عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي ـ
      ( وفي هذا دليل على عصمة الأنبياء عليهم السلام من الكبائر مطلقا )
      ـ مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد ج 1المؤلف: محمد بن عمر نووي الجاوي ـ
      ( الهدايات المستنبطة من المقطع
      أ - القضايا العقدية :
      - في قوله لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) دليل على عصمة الأنبياء ، لأن العهد هو الإمامة . قال سعد الدين التفتازاني : " لو صدر عنهم - أي الأنبياء - الذنب لزم أمور كلها منتفية ... ومنها : عدم نيلهم عهد النبوة لقوله تعالى لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) فإن المراد به النبوة أو الإمامة التي دونها " (1).
      ____________
      (1) شرح المقاصد في علم الكلام للتفتازاني 194/2 . وقال عضد الدين الإيجي : فإن حمل ما في الآية على عهد النبوة فذاك ، وإن حمل على عهد الإمامة فبطريق الأولى ، لأن من لا يستحق الأدنى لا يستحق الأعلى . )
      ـ التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم ج 1 إعداد نخبة من علماء التفسير وعلوم القرآن بإشراف أ.د مصطفى مسلم جامعة الشارقة ـ
      ( س : الآية الكريمة ( وإذ ابتلى إبراهيم ربُه بكلمات ...) (البقرة : 124 ) تدل على أن الأنبياء معصومون من أن يظلموا الناس وضح ذلك ؟
      ج : إيضاحه أن الأنبياء عليهم السلام - كما هو معلوم ابتداءً - أئمة يقتدى بهم كما قال الله تبارك وتعالى في شأن إبراهيم عليه السلام وذريته :
      ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ) (الأنعام :83- 90 ) فأمرنا الله بالاقتداء بهم ، ولما كانوا أئمة يقتدى بهم علم أنهم ليسوا ظلمة ، لأن الله تبارك وتعالى قال لا ينال عهدي الظالمين ) (البقرة : 124 ) .
      * قال الرازي رحمه الله (40/4) : الآية تدل على عصمة الأنبياء من وجهين .
      الأول : أنه قد ثبت أن المراد من هذا العهد : الإمامة . ولا شك أن كل نبي إمام ، فإن الإمام هو الذي يؤتم به ، والنبي أولى الناس ، وإذا دلت الآية على أن الإمام لا يكون فاسقاً ، فبأن تدل على أن الرسول لا يجوز أن يكون فاسقاً فاعلاً للذنب والمعصية أولى . الثاني : قال : { لاَ يَنَال عَهْدِي الظالمين } فهذا العهد إن كان هو النبوة ؛ وجب أن تكون لا ينالها أحد من الظالمين وإن كان هو الإمامة ، فكذلك لأن كل نبي لا بد وأن يكون إماماً يؤتم به ، وكل فاسق ظالم لنفسه فوجب أن لا تحصل النبوة لأحد من الفاسقين والله أعلم .)
      ـ التسهيل لتأويل التنزيل سورة البقرة ج 2 تأليف مصطفى العدوي ـ
      ( ومعنى : عهدي نبوتي ، وفي هذا دليل على عصمة الأنبياء عليهم السلام من الكبائر .) ـ حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ج 2 تأليف محمد الأمين الأرمي العلوي الهرري الشافعي ـ
      ( وفيه دليل على عصمة الأنبياء من الكبائر قبل النبوة )
      ـ تفسير القرآن ج 2 تأليف د . محمد عبد المنعم خفاجي ـ

      ===========

      * طريق الإمامة النص *

      قلتُ من قبل أن الجعل في الإمامة في هذه الآية الكريمة هو مثل الجعل في النبوة والرسالة فهو في الثلاثة باختيار واصطفاء وانتقاء من الله عز وجل
      فالإمامة هي من الله عز وجل وليست من غيره .
      ثم ذكرتُ الأقوال التي بيَّنَتَ أن هذه الإمامة هي من الله عز وجل وهي عهد الله عز وجل وهذه الإمامة وهذا العهد طريقه النص من الله عز وجل

      ( المسألة الثالثة : القائلون بأن الإمام لا يصير إماماً إلا بالنص تمسكوا بهذه الآية فقالوا : إنه تعالى بين أنه إنما صار إماماً بسبب التنصيص على إمامته ونظيره قوله تعالى : { إِنّي جَاعِلٌ فِى الأرض خَلِيفَةً } [ البقرة : 30 ] فبين أنه لا يحصل له منصب الخلافة إلا بالتنصيص عليه وهذا ضعيف لأنا بينا أن المراد بالإمامة ههنا النبوة ، ثم إن سلمنا أن المراد منها مطلق الإمامة لكن الآية تدل على أن النص طريق الإمامة وذلك لا نزاع فيه )
      ـ تفسير الفخر الرازي ج 2 ـ
      ( القائلون بأن الإمام لا يصير إماماً إلا بالنص تمسكوا بهذه الآية وأمثالها من نحو { إني جاعل في الأرض خليفة } [ البقرة : 30 ] { يا داود إنا جعلناك خليفة } [ ص : 26 ] ومنع بأن الإمام يراد به ههنا النبي سلمنا أن المراد به مطلق الإمام لكن الآية تدل على أن النص طريق الإمامة وذلك لا نزاع فيه ) ـ تفسير النيسابوري ج 1 ـ

      قلتُ
      1 ـ أما القول بأن الإمامة هنا هي النبوة فهو قول خاطيء مخالف للحقائق وبينتُ ذلك من قبل ، بل قول المفسر النيسابوري نفسه المذكور من قبل يرد هذا القول وقد قال قبل الكلام المذكور( والحق أن هذا يختلف باختلاف تفسير التكاليف ، فمنها ما يعلم بالضرورة كونها قبل النبوة كحديث الكوكب والشمس والقمر ، ومنها ما ثبت أنه كان بعد النبوة كذبح الولد والهجرة والنار ، وكذا الختان فإنه يروى أنه ختن نفسه وكان سنه مائة وعشرين )
      فهو هنا يثبت أن بعض الاختبارات التي حدثت لسيدنا إبراهيم عليه السلام ثبت وقوعها بعد النبوة كذبح الولد والهجرة والنار والختان ، فكيف يأتي بعد ذلك ويقول بأن الإمامة التي نالها سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد النبوة هي النبوة ؟!
      2 ـ قوله ( إن سلمنا أن المراد منها مطلق الإمامة ) لو كان هذا التسليم من باب الجدل فهو تسليم خاطيء بل التسليم هنا يجب أن يكون تسليماً حقيقياً لثبوت الأدلة على أن المراد من الآية الكريمة ليس النبوة بل الإمامة .

      إذن الأصل القرآني في طريق الإمامة هو النص .


      **********

      * قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم
      ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)) ـ سورة الأنبياء ـ

      المعنى الإجمالي للآيتين الكريمتين
      ( وأنعم الله على إبراهيم، فوهب له ابنه إسحاق حين دعاه، ووهب له من إسحاق يعقوب زيادة على ذلك، وكلٌّ من إبراهيم وإسحاق ويعقوب جعله الله صالحًا مطيعًا له (72)
      وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب قدوة للناس يدعونهم إلى عبادته وطاعته بإذنه تعالى ، وأوحينا إليهم فِعْلَ الخيرات من العمل بشرائع الأنبياء، وإقام الصلاة على وجهها، وإيتاء الزكاة، فامتثلوا لذلك، وكانوا منقادين مطيعين لله وحده دون سواه (73) )
      ـ التفسير الميسر ج 5 ـ

      ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا )

      ( وقوله وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) يقول تعالى ذكره: وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أئمة يؤتمّ بهم في الخير في طاعة الله في اتباع أمره ونهيه، ويقتدي بهم، ويُتَّبَعون عليه.)
      ـ تفسير الطبري ج 18 ـ
      ( { وجعلناهم أَئِمَّةً } يقتدى بهم في أمور الدين { يَهْدُونَ } أي الأمة إلى الحق { بِأَمْرِنَا } لهم بذلك وإرسالنا إياهم حتى صاروا مكملين )
      ـ تفسير الألوسي ج 12 ـ
      ( ولما ذكر أنه أعطاهم رتبة الصلاح في أنفسهم ، ذكر أنه أعطاهم رتبة الإصلاح لغيرهم ، فقال معظماً لإمامتهم : { وجعلناهم أئمة } أي أعلاماً ومقاصد يقتدى بهم في الدين بما أعطاهم من النبوة . ولما كان الإمام قد يدعو إلى الردى ، ويصد عن الهدى ، إذا كانت إمامته ظاهرة لا يصحبها صلاح باطن ، احترز عن ذلك بقوله : { يهدون } أي يدعون إلينا من وفقناه للهداية { بأمرنا } وهو الروح الذي هو العمل المؤسس على العلم بإخبار الملائكة به عنا ، ولإفهام ذلك عطف عليه قوله معظماً لوحيه إليهم : { وأوحينا إليهم } أي أيضاً { فعل } أي أن يفعلوا { الخيرات } كلها وهي شرائع الدين ، ولعله عبر بالفعل دلالة على أنهم امتثلوا كل ما أوحي إليهم .)
      ـ نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ج 5 تأليف إبراهيم بن عمر البقاعي ـ
      ( الضمير في قوله { جَعَلْنَاهُمْ } يشمل كل المذكورين : إبراهيم ، ولوطاً وإسحاق ، ويعقوب ، كما جزم به أبو حيان في البحر المحيط ، وهو الظاهر .
      وقد دلت هذه الآية الكريمة على أن الله جعل إسحاق ويعقوب من الأئمة ، أي جعلهم رؤساء في الدين يقتدى بهم في الخيرات وأعمال الطاعات وقوله « بِأَمْرِنَا » أي بما أنزلنا عليهم من الوحي والأمر والنهي ، أو يهدون الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم ، بإرشاد الخلق ودعائهم إلى التوحيد .
      وهذه الآية الكريمة تبين أن طلب إبراهيم الإمامة لذريته المذكور في سورة « البقرة » أجابه الله فيه بالنسبة إلى بعض ذريته دون بعضها ، وضابط ذلك : أن الظالمين من ذريته لا ينالون الإمامة بخلاف غيرهم . كإسحاق ويعقوب فإنهم ينالونها كما صرح به تعالى في قوله هنا { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً } . وطلب إبراهيم هو المذكور في قوله تعالى : { وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين } [ البقرة : 124 ] . فقوله : { وَمِن ذُرِّيَّتِي } أي واجعل من ذريتي أئمة يقتدى بهم في الخير . فأجابه الله بقوله { لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين } أي لا ينال الظالمين عهدي بالإمامة . على الأصوب . ومفهوم قوله { الظالمين } أن غيرهم يناله عهده بالإمامة ، كما صرح به هنا . )
      ـ أضواء البيان ج 4 تأليف محمد الأمين الشنقيطي ـ
      ( وإعادة فعل «جعل» في قوله تعالى : { وجعلناهم أيمة يهدون بأمرنا } دون أن يقال : وأيمةً يهْدُون ، بعطف { أيمة } على { صالحين ، } اهتماماً بهذا الجعل الشريف ، وهو جعلهم هادين للناس بعد أن جعلهم صالحين في أنفسهم فأعيد الفعل ليكون له مزيد استقرار .
      ولأن في إعادة الفعل إعادة ذكر المفعول الأول فكانت إعادته وسيلة إلى إعادة ذكر المفعول الأول .
      وفي تلك الإعادة من الاعتناء ما في الإظهار في مقام الإضمار كما يظهر بالذوق .
      والأيمة : جمع إمام وهو القدوة والذي يُعمل كعمله . وأصل الإمام المثال الذي يصنع الشيء على صورته في الخير أو في الشر .
      وجملة { يهدون } في موضع الحال مقيدة لمعنى الإمامة ، أي أنهم أيمة هُدى وإرشاد .
      وقوله { بأمرنا } أي كانوا هادين بأمر الله ، وهو الوحي زيادة على الجعل . وفي «الكشاف» : «فيه أن من صلح ليكون قدوة في دين الله فالهداية محتومة عليه مأمور هُو بها ليس له أن يخل بها ويتثاقل عنها . وأول ذلك أن يهتدي بنفسه لأن الانتفاع بهداه أعم والنفوس إلى الاهتداء بالمهدي أميلُ» اه .
      وهذا الهدي هو تزكية نفوس الناس وإصلاحها وبث الإيمان ويشمل هذا شؤون الإيمان وشُعبه وآدابه .
      وأما قوله تعالى : { وأوحينا إليهم فعل الخيرات } فذلك إقامة شرائع الدين بين الناس من العبادات والمعاملات . وقد شملها قوله تعالى { فعل الخيرات }) ـ تفسير ابن عاشور ج 9 ـ
      ( { وَكُلا } من إبراهيم وإسحاق ويعقوب { جَعَلْنَا صَالِحِينَ } أي: قائمين بحقوقه، وحقوق عباده، ومن صلاحهم، أنه جعلهم أئمة يهدون بأمره، وهذا من أكبر نعم الله على عبده أن يكون إماما يهتدي به المهتدون، ويمشي خلفه السالكون، وذلك لما صبروا، وكانوا بآيات الله يوقنون.
      وقوله: { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي: يهدون الناس بديننا، لا يأمرون بأهواء أنفسهم، بل بأمر الله ودينه، واتباع مرضاته، ولا يكون العبد إماما حتى يدعو إلى أمر الله.)
      ـ تفسير السعدي ج 1 ـ
      ( {وكلاً} من هؤلاء الأربعة وهم إبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب وعظم رتبتهم بقوله تعالى: {جعلنا صالحين} أي: مهيئين لطاعتهم لله تعالى لكل ما يرونه أو يرادون له، أو يراد منهم، ثم لما ذكر أنه تعالى أعطاهم رتبة الصلاح في أنفسهم ذكر أنه تعالى أعطاهم رتبة لإصلاح لغيرهم، فقال تعالى معظماً لإمامتهم:{وجعلناهم أئمة} أي: أعلاماً ومقاصد يقتدى بهم في الدين لما آتيناهم من العلم والنبوّة )
      ـ السراج المنير ج 2 ـ
      ( (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنَا) أي وجعلنا إبراهيم وذريته أئمة أي رؤساء يوجهون ويرشدون، ويقتدى بهم، ويكونون قدوة للخير والهداية (يَهْدُونَ بِأمْرِنَا)، أي يدعون بدعاية الله، وإضافة الهداية إلى أمر الله للإشارة إلى طاعتهم أولا، ولبيان صواب ما يدعون إليه وأنه الحق لَا ريب فيه )
      ـ زهرة التفاسير ج 9 تأليف محمد أبو زهرة ـ
      ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا أي وصيرناهم قادة وأئمة يقتدى بهم، يدعون إلى دين الله بإذنه، وإلى الخيرات بأمره.)
      ـ التفسير المنير ج 17 تأليف د. وهبة بن مصطفى الزحيلي ـ

      تعليق


      • #4


        * قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم
        ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)) سورة الفرقان .

        المعنى الإجمالي للآية الكريمة
        ( والذين يسألون الله تعالى قائلين: ربنا هب لنا مِن أزواجنا وذريَّاتنا ما تَقَرُّ به أعيننا، وفيه أنسنا وسرورنا، واجعلنا قدوة يُقتدى بنا في الخير.)
        ـ التفسير الميسر ج 6 ـ

        ( { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } أي: أوصلنا يا ربنا إلى هذه الدرجة العالية، درجة الصديقين والكمل من عباد الله الصالحين وهي درجة الإمامة في الدين وأن يكونوا قدوة للمتقين في أقوالهم وأفعالهم يقتدى بأفعالهم، ويطمئن لأقوالهم ويسير أهل الخير خلفهم فيهدون ويهتدون.)
        ـ تفسير السعدي ج 1 ـ
        ( وكما سألوا التوفيق والخير لأزواجهم وذرّياتهم سألوا لأنفسهم بعد أن وفقهم الله إلى الإيمان أن يجعلهم قُدوةً يَقتدي بهم المتقّون . وهذا يقتضي أنهم يسألون لأنفسهم بلوغَ الدرجات العظيمة من التقوى فإن القدوة يجب أن يكون بالغاً أقصى غاية العمل الذي يرغب المهتمّون به الكمالَ فيه . وهذا يقتضي أيضاً أنهم يسألون أن يكونوا دعاة للدخول في الإسلام وأن يهتدي الناس إليه بواسطتهم .)
        ـ تفسير ابن عاشور ج 10 ـ
        ( { واجعلنا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } أي اجعلنا بحيث يقتدون بنا في إقامة مراسم الدين بإفاضة العلم والتوفيق للعمل ، وإمام يستعمل مفرداً وجمعاً كهجان والمراد به هنا الجمع ليطابق المفعول الأول لجعل ، واختير على أئمة لأنه أوفق بالفواصل السابقة واللاحقة ، وقيل : هو مفرد وأفرد مع لزوم المطابقة لأنه اسم جنس فيجوز إطلاقه على معنى الجمع مجازاً بتجريده من قيد الوحدة أو لأنه في الأصل مصدر وهو لكونه موضوعاً للماهية شامل للقليل والكثير وضعاً فإذا نقل لغيره قد يراعى أصله أو لأن المراد واجعل كل واحد منا أو لأنهم كنفس واحدة لاتحاد طريقتهم واتفاق كلمتهم .)
        ـ تفسير الألوسي ج 14 ـ
        ( ثم قال : { واجعلنا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } يعني : اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون ، كما قال : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخيرات وَإِقَامَ الصلاة وَإِيتَآءَ الزكواة وَكَانُواْ لَنَا عابدين } [ الأنبياء : 73 ] أي : قادة في الخير .)
        ـ تفسير السمرقندي ج 3 ـ
        ( ثم تختم هذه الصفات الإيجابية والسلبية التي وصف بها المؤمنون- تختم بهذا الوصف الذي تسوّى به صورتهم على أحسن حال وأكمله، حتى يصبحوا قدوة للناس في الخير والإحسان- «وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً» فهم على حال من الكمال الإنسانى ، بحيث يكونون فيه أئمة، يدعون الناس إلى الهدى، ويقودونهم إلى البرّ والتقوى .)
        ـ التفسير القرآني للقرآن ج 10 تأليف د. عبد الكريم يونس الخطيب ـ
        ( ويسألون أيضا أن يجعلهم أئمة يقتدى بهم فى إقامة مراسم الدين بما يفيض عليهم من واسع العلم ، وبما يوفقهم إليه من صالح العمل.)
        ـ تفسير المراغي ج 19 ـ

        **********

        * قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم
        ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)) ـ سورة القصص ـ

        المعنى الإجمالي للآية الكريمة
        ( ونريد أن نتفضل على الذين استضعفهم فرعون في الأرض، ونجعلهم قادةً في الخير ودعاةً إليه، ونجعلهم يرثون الأرض بعد هلاك فرعون وقومه.)
        ـ التفسير الميسر ج 7 ـ

        ( أما قوله : { وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً } أي متقدمين في الدنيا والدين وعن مجاهد دعاة إلى الخير وعن قتادة ولاة كقوله : { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } [ المائدة : 20 ])
        ـ تفسير الفخر الرازي ج 12 ـ
        ( { ونجعلهم أئمة } : أي مقتدى بهم في الدين والدنيا . وقال مجاهد : دعاة إلى الخير . وقال قتادة : ولاة ، كقولهم وجعلكم ملوكاً . وقال الضحاك : أنبياء .)
        ـ تفسير البحر المحيط ج 9 تأليف : أبو حيان الأندلسي ـ
        ( { وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً } أي قادة في الخير ، ودعاة إليه ، وولاة على الناس ، وملوكاً فيهم )
        ـ فتح القدير ج 5 تأليف محمد علي الشوكاني ـ
        ( { ونجعلهم أئمة } أي مقدمين في الدين والدنيا ، علماء يدعون إلى الجنة عكس ما يأتي من عاقبة آل فرعون ، وذلك مع تصييرنا لهم أيضاً بحيث يصلح كل واحد منهم لأن يقصد للملك بعد كونهم مستعبدين في غاية البعد عنه )
        ـ تفسير البقاعي ج 6 ـ
        ( { ونجعلهم أئمة } مقدمين في أمور الدين والدنيا . وعن ابن عباس : قادة يقتدى بهم في الخير . وعن مجاهد : دعاة إلى الخير وعن قتادة : ولاة أي ملوكاً .)
        ـ تفسير النيسابوري ج 6 ـ
        ( (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) مقتدى بهم فى الدين والدنيا.)
        ـ تفسير المراغي ج 20 ـ
        ( أئمة في الدين وفي القيم ، وأئمة في سياسة الأمور والملك )
        ـ تفسير الشعراوي ج 17 ـ
        ( فالذي يمن على العباد هو الله ، والذي يختار الأئمة هو الله ، والذي يمكن هو الله ....
        س : ما السبب الذي من أجله جعل الله بني إسرائيل أئمة ؟
        ج : أولاً وقبل كل شيء فالله سبحانه وتعالى يمن على من يشاء من عباده بما يشاء من نعمه .
        ثم من باب التماس الأسباب التي جعل الله بني إسرائيل أئمة من أجلها فذلك _ والله أعلم _لكونهم ظلموا وصبروا على الظلم وأيقنوا بأن نصر الله قريب وآت .
        قال تعالى ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) السجدة : 24 .)
        ـ التسهيل لتأويل التنزيل تفسير سورة القصص تأليف مصطفى العدوي ـ
        ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً الهاء والميم مفعولا (جعل) لأنه بمعنى (صيّر) ....
        2- وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً أي ونجعلهم قادة وولاة وحكاما متقدمين في الدين والدنيا. ) ـ التفسير المنير ج 20 تأليف د . وهبة بن مصطفى الزحيلي ـ

        **********

        * قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم
        ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) )
        ـ سورة السجدة ـ

        المعنى الإجمالي للآية الكريمة
        ( وجعلنا من بني إسرائيل هداة ودعاة إلى الخير، يأتمُّ بهم الناس، ويدعونهم إلى التوحيد وعبادة الله وحده وطاعته، وإنما نالوا هذه الدرجة العالية حين صبروا على أوامر الله، وترك زواجره، والدعوة إليه، وتحمُّل الأذى في سبيله، وكانوا بآيات الله وحججه يوقنون.)
        ـ التفسير الميسر ج 7 ـ

        ( وقولهوَجَعَلْنا مِنْهُمْ أئمَّةً) يقول تعالى ذكره: وجعلنا من بني إسرائيل أئمة، وهي جمع إمام، والإمام الذي يؤتمّ به في خير أو شرّ، وأريد بذلك في هذا الموضع أنه جعل منهم قادة في الخير، يؤتمّ بهم، ويهْتَدى بهديهم.
        كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة(وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أئمَّةً يَهدُونَ بأمْرِنا) قال: رؤساء في الخير. وقولهيَهْدُونَ بأمْرِنا) يقول تعالى ذكره: يهدون أتباعهم وأهل القبول منهم بإذننا لهم بذلك، وتقويتنا إياهم عليه ....
        وقولهوكانُوا بآياتِنا يُوقِنُونَ) يقول: وكانوا أهل يقين بما دلهم عليه حججنا، وأهل تصديق بما تبين لهم من الحقّ، وإيمان برسلنا، وآيات كتابنا وتنزيلنا. )
        ـ تفسير الطبري ج 20 ـ
        ( { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } قال قتادة : رؤساء في الخير سوى الأنبياء عليهم السلام ، وقيل : هم الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل { يَهْدُونَ } بقيتهم بما في تضاعيف الكتاب من الحكم والأحكام إلى طريق الحق أو يهدونهم إلى ما فيه من دين الله تعالى وشرائعه عز وجل { بِأَمْرِنَا } إياهم بأن يهدوا على أن الأمر واحد الأوامر ، وهذا على القول بأنهم أنبياء ظاهر ، وأما على القول بأنهم ليسوا بأنبياء فيجوز أن يكون أمره تعالى إياهم بذلك على حد أمر علماء هذه الأمة بقوله تعالى : { وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخير وَيَأْمُرُونَ بالمعروف } [ آل عمران : 4 10 ] الآية .
        وجوز أن يكون الأمر واحد الأمور والمراد يهدون بتوفيقنا ...
        والمراد كذلك لنجعلن الكتاب الذي آتيناكه أو لنجعلنك هدى لأمتك ولنجعلن منهم أئمة يهدون مثل تلك الهداية .)
        ـ تفسير الألوسي ج 16 ـ
        ( { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } أي قادة يقتدون به في دينهم ، وقرأ الكوفيون : «أئمة» قال النحاس : وهو لحن عند جميع النحويين ، لأنه جمع بين همزتين في كلمة واحدة ، ومعنى { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } : أي يدعونهم إلى الهداية بما يلقونه إليه من أحكام التوراة ومواعظها بأمرنا ، أي بأمرنا لهم بذلك ، أو لأجل أمرنا . وقال قتادة : المراد بالأئمة : الأنبياء منهم . وقيل : العلماء )
        ـ فتح القدير ج 6 تأليف الشوكاني ـ
        ( { وجعلنا منهم } أي : من بني إِسرائيل { أئمَةً } أي : قادة في الخير { يَهْدُونَ بأمرنا } أي : يدعون الناس إِلى طاعة الله { لمَّا صبروا } ...
        على دينهم وأذى عدوِّهم { وكانوا بآياتنا يوقِنون } أنها من الله عز وجل؛ وفيهم قولان .
        أحدهما : أنهم الأنبياء .
        والثاني : أنهم قومٌُ صالحون سوى الأنبياء .
        وفي هذا تنبيه لقريش أنكم إِن أَطعتم جعلتُ منكم أئمة .)
        ـ زاد المسير ج 5 تأليف أبو الفرج ابن الجوزي ـ
        ( فحيث جعل الله كتاب موسى هدى وجعل منهم أئمة يهدون كذلك يجعل كتابك هدى ويجعل من أمتك صحابة يهدون )
        ـ تفسير الفخر الرازي ج 12 ـ
        ( { وجعلنا منهم } أي من أنبيائهم وأحبارهم بعظمتنا ، مع ما في طبع الإنسان من اتباع الهوى { أئمة يهدون } أي يوقعون البيان ويعملون على حسبه { بأمرنا } أي بما أنزلنا فيه من الأوامر )
        ـ تفسير البقاعي ج 6 ـ
        ( { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ } الناس إلى ما فيه من الحكم والأحكام . { بِأَمْرِنَا } إياهم به أو بتوفيقنا له . { لَمَّا صَبَرُواْ } وقرأ حمزة والكسائي ورويس «لَمَّا صَبَرُواْ» أي لصبرهم على الطاعة أو عن الدنيا . { وَكَانُواْ بئاياتنا يُوقِنُونَ } لإمعانهم فيها النظر .)
        ـ تفسير البيضاوي ج 5 ـ
        ( ثم بين ( أن له هداية غير عادية عن المنفعة كما أنه لم تحل هداية موسى حيث جعل الله كتاب موسى هدى ) وجعل منهم أئمة يهدون كذلك يجعل كتابك هدى ويجعل من أمتك صحابة يهدون )
        ـ اللباب لابن عادل ج 13 ـ
        ( وجعلنا الكتاب المنزل على موسى عليه السلام { هُدًى } لقومه { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ } الناس ويدعونهم إلى ما في التوراة من دين الله وشرائعه ، لصبرهم وإيقانهم بالآيات . وكذلك لنجعلنّ الكتاب المنزل إليك هدى ونوراً ، ولنجعلنّ من أمّتك أئمة يهدون مثل تلك الهداية لما صبروا عليه من نصرة الدين وثبتوا عليه من اليقين . )
        ـ الكشاف للزمخشري ج 5 ـ
        ( أشير إلى ما مَنّ الله به على بني إسرائيل إذ جعل منهم أيمة يهدون بأمر الله والأمر يشمل الوحي بالشريعة لأنه أمر بها ، ويشمل الانتصاب للإرشاد فإن الله أمر العلماء أن يبينوا الكتاب ويرشدوا إليه فإذا هدوا فإنما هدوا بأمره وبالعلم الذي آتاهم به أنبياؤهم وأحبارهم فأنعم الله عليهم بذلك لما صبروا وأيقنوا لما جاءهم من كتاب الله ومعجزات رسولهم ...
        وفي هذا تعريض بالبشارة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم يكونون أيمة لدين الإسلام وهداة للمسلمين إذ صبروا على ما لحقهم في ذات الله من أذى قومهم وصبروا على مشاق التكليف ومعاداة أهلهم وقومهم وظلمهم إياهم . )
        ـ تفسير ابن عاشور ج 11 ـ
        ( وفيه اشارة الى انه كما ان الله تعالى جعل التوراة هدى لبنى اسرائيل فاهتدوا بها الى مصالح الدين والدنيا كذلك جعل القرآن هدى لهذه الامة المرحومة يهتدون به الى الشرائع والحقائق وكما انه جعل من بنى اسرائيل قادة ادلاء كذلك جعل من هذه الامة سادة اجلاء بل رجحهم على الكل بكل كمال فان الافضل أولى باحراز الفضائل كلها )
        ـ روح البيان ج 10 تأليف إسماعيل حقي بن مصطفى الاسلامبولي الحنفي ـ
        ( والمعنى كذلك لنجعلن الكتاب الذي آتيناكه، هدى لأمتك، ولنجعلن منهم أئمة يهدون مثل تلك الهداية.)
        ـ محاسن التأويل ج 8 تأليف محمد جمال الدين القاسمي ـ
        ( وفى ذلك إيماء إلى أن الكتاب الذي آتيناكه سيكون هداية للناس ، وسيكون من أتباعه أئمة يهدون مثل تلك الهداية.)
        ـ تفسير المراغي ج 21 ـ
        ( هو تحريض بعد تحريض للعرب، من مشركين ومؤمنين ، أن يلوذوا بحمى هذا الكتاب، الذي أنزله الله بلسانهم، وجعلهم مستفتح دعوتهم إلى دين الله.. فإنهم إن فعلوا، واستجابوا لدعوة الله، وآمنوا به، وصبروا على ما يلقون على طريق الإيمان من ضر وأذى- جعل الله منهم أئمة يدعون إلى الهدى، ويقومون في الناس مقام الأنبياء )
        ـ التفسير القرآني للقرآن ج 11 د. عبد الكريم يونس الخطيب ـ
        ( وَجَعَلْناهُ أي الكتاب الذي آتيناه موسى هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (23) كما جعلنا كتابك هاديا للأمة وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ إلى دين الله بِأَمْرِنا إياهم بذلك، كما جعلنا من أمتك صحابة يهدون )
        ـ مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد
        ج 2 تأليف محمد بن عمر الجاوي ـ
        ( وفي ذلك إيماء إلى أن الكتاب الذي آتيناكه سيكون هداية للناس وسيكون من أتباعه أئمة يهدون مثل تلك الهداية بل رجحهم على الكل بكل كمال فإن الأفضل أولى بإحراز الفضائل كلها .)
        ـ حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ج 22 تأليف محمد الأمين الأرمي العلوي الهرري الشافعي ـ

        تعليق


        • #5
          * أئمة الهدى وأئمة الكفر في القرآن الكريم *

          قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم
          ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)) ـ سورة الأنبياء ـ
          معنى الآية الكريمة
          ( وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب قدوة للناس يدعونهم إلى عبادته وطاعته بإذنه تعالى ، وأوحينا إليهم فِعْلَ الخيرات من العمل بشرائع الأنبياء، وإقام الصلاة على وجهها، وإيتاء الزكاة، فامتثلوا لذلك، وكانوا منقادين مطيعين لله وحده دون سواه )
          ـ التفسير الميسر ج 5 ـ

          ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42))
          ـ سورة القصص ـ
          المعنى الإجمالي للآيتين الكريمتين
          ( 41- قال تعالى : وجعلناهم دعاة يدعون إلى الكفر الذى يؤدى إلى النار ، ويوم القيامة لا يجدون من ينصرهم ويخرجهم من هذا العذاب .
          42- وجعلناهم فى هذه الدنيا مطرودين من رحمتنا ، ويوم القيامة هم من المهلكين . وما حكى فى الآيتين بشأنهم دليل على غضب الله .
          )
          ـ التفسير المنتخب ج 2 ـ
          ( وجعلنا فرعون وقومه قادة إلى النار، يَقتدي بهم أهل الكفر والفسق، ويوم القيامة لا ينصرون; وذلك بسبب كفرهم وتكذيبهم رسول ربهم وإصرارهم على ذلك . وأتبعنا فرعون وقومه في هذه الدنيا خزيًا وغضبًا منا عليهم، ويوم القيامة هم من المستقذرة أفعالهم، المبعدين عن رحمة الله .)
          ـ التفسير الميسر ج 7 ـ

          ( (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً) أَيْ جَعَلْنَاهُمْ زُعَمَاءَ يُتَّبَعُونَ عَلَى الْكُفْرِ، فَيَكُونُ عَلَيْهِمْ وِزْرُهُمْ وَوِزْرُ مَنِ اتَّبَعَهُمْ حَتَّى يَكُونَ عِقَابُهُمْ أَكْثَرَ. وَقِيلَ: جَعَلَ اللَّهُ الْمَلَأَ مِنْ قَوْمِهِ رُؤَسَاءَ السَّفَلَةِ مِنْهُمْ، فَهُمْ يَدْعُونَ إِلَى جَهَنَّمَ. وَقِيلَ: أَئِمَّةٌ يَأْتَمُّ بِهِمْ ذَوُو الْعِبَرِ وَيَتَّعِظُ بِهِمْ أَهْلُ الْبَصَائِرِ.)
          ـ تفسير القرطبي ج 13 ـ
          ( { وجعلناهم } أي خلقناهم { أَئِمَّةَ } قدوة للضلال بسبب حملهم لهم على الضلال كما يؤذن بذلك قوله تعالى : { يَدْعُونَ إِلَى النار } أي إلى موجباتها من الكفر والمعاصي على أن النار مجاز عن ذلك أو على تقدير مضاف والمراد جعلهم ضالين مضلين والجعل هنا مثله في قوله تعالى : { جَعَلَ * الظلمات والنور } [ الأنعام : 1 ] والآية ظاهرة في مذهب أهل السنة من أن الخير والشر مخلوقان لله عز وجل وأولها المعتزلة تارة بأن الجعل فيها بمعنى التسمية مثله في قوله تعالى : { وَجَعَلُواْ الملئكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إناثا } [ الزخرف : 19 ] أي وسميناهم فيما بين الأمم بعدهم دعاة إلى النار ، وتارة بأن جعلهم كذلك بمعنى خذلانهم ومنعهم من اللطف والتوفيق للهداية والأولى محكي عن الجبائي والثاني عن الكعبي ، ، وعن أبي مسلم أن المراد صيرناهم بتعجيل العذاب لهم أئمة أي متقدمين لمن وراءهم من الكفرة إلى النار وهذا في غاية التعسف كما لا يخفى )
          ـ روح المعاني ج 15 تأليف محمود الألوسي ـ
          ( { وجعلناهم أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار } أي صيرناهم رؤساء متبوعين مطاعين في الكافرين ، فكأنهم بإصرارهم على الكفر والتمادي فيه يدعون أتباعهم إلى النار؛ لأنهم اقتدوا وسلكوا طريقتهم تقليداً لهم .)
          ـ فتح القدير للشوكاني ج 5 ـ
          ( { وجعلناهم أَئِمَّةً } يعني : خذلناهم حتى صاروا قادة ورؤساء للضلال والجهال { يَدْعُونَ إِلَى النار } يعني : إلى عمل أهل النار . ويقال : إلى الضلالة التي عاقبتها النار )
          ـ بحر العلوم للسمرقندي ج 3 ـ
          ( { وجعلناهم أَئِمَّةً } قادة { يَدْعُونَ إِلَى النار } أي عمل أهل النار . قال ابن عطاء : نزع عن أسرارهم التوفيق وأنوار التحقيق فهم في ظلمات نفوسهم لا يدلون على سبيل الرشاد . )
          ـ تفسير النسفي ج 3 ـ
          ( لا لِشَرَفِهم جعلهم أئمة ولكن لسبب تَلَقِهم قَدَّمَهم في الخزي والهوان على كلِّ أمة ، ولكن لم يُرْشدُوا إِلاَّ إلى الضلال . ولم يَدُلُّوا الخَلْقَ إِلاّ على المُحَال ، وما حصلوا إلا على سوءِ الحال ، وما ذاقوا إلا خِزْيَ الوبال . أفاضوا على مُتَّبِعهم من ظلمات قلوبهم فافتضحوا في خِسَّةِ مطلوبهم .)
          ـ تفسير القشيري ج 6 ـ
          ( ومعنى جعلهم أيمة يدعون إلى النار : خلق نفوسهم منصرفة إلى الشر ومعرضة عن الإصغاء للرشد وكان وجودهم بين ناس ذلك شأنهم . فالجعل جعل تكويني بجعل أسباب ذلك ، والله بعث إليهم الرسل لإرشادهم فلم ينفع ذلك فلذلك أصروا على الكفر .)
          ـ تفسير ابن عاشور ج 10 ـ
          ( معنى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً}
          أي: خلقنا فيهم ما كانوا به أئمة من أفعالهم.)
          ـ تفسير ابن فورك ص 351 ـ
          ( وقوله تعالى { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار } أي جعلنا فرعون وملأه أئمة في الكفر تقتدي بهم العتاة والطغاة في كل زمان ومكان { يدعون إلى النار } بالكفر والشرك والمعاصي وهي موجبات النار . )
          ـ أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري ج 3 ـ
          ( ومعنى دعوتهم إلى النار دعوتهم إلى موجباتها من الكفر والمعاصي فإن أحداً لا يدعو إلى النار ألبتة ، وإنما جعلهم الله تعالى أئمة في هذا الباب لأنهم بلغوا في هذا الباب أقصى النهايات ، ومن كان كذلك استحق أن يكون إماماً يقتدى به في ذلك الباب )
          ـ تفسير الفخر الرازي ج 12 ـ
          ( { وجعلناهم أئمة يدعون } عبارة عن حالهم وأفعالهم وخاتمتهم ، أي هم بذلك كالداعين إلى النار وهم فيه أئمة من حيث اشتهروا وبقي حديثهم ، فهم قدوة لكل كافر وعات إلى يوم القيامة )
          ـ تفسير ابن عطية ج 5 ـ
          ( وقوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} 3 4.
          الأولى: هذا الجعْل القدري ، وأما قوله : {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} 5 6 وأمثاله فهذا الجعْلُ الشرعي .)
          ـ تفسير آيات من القرآن الكريم ص 294 تأليف محمد بن عبد الوهاب ـ
          ( وجعلنا فرعون وأشراف قومه قادة ضلال في تكذيب الرسل وإنكار وجود الإله الصانع، فلم يكتفوا بضلال أنفسهم، بل قاموا بإضلال غيرهم، فاستحقوا جزاءين : جزاء الضلال والإضلال )
          ـ التفسير المنير للزحيلي ج 20 ـ
          ( وقد تكون الإمامة في الشر، كهذه التي نتحدث عنها: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار ... } [القصص: 41] فهم أُسْوة سيئة وقدوة للشر، وقد جاء في الحديث الشريف: «من سَنَّ سُنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومَنْ سنَّ سُنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة» .
          ويقول تعالى في أصحاب القدوة السيئة: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القيامة وَمِنْ أَوْزَارِ الذين يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ... } [النحل: 25] .
          فكان فرعون وملؤه أسوة في الشر، وأسوة في الضلال والإرهاب والجبروت، وكذلك سيكونون في الآخرة أئمة وقادة ، لكن إلى النار )
          ـ تفسير الشعراوي ج 18 ـ
          ( وضاعف الله عذابهم حين جعل فرعون وأشراف قومه وأتباعه قادة ضلال، وقدوة لكل كافر وعات، إلى يوم القيامة، لأنهم قاموا بإضلال غيرهم ودعوتهم إلى النار، فجوزوا بجزاءين: جزاء الضلال، والإضلال )
          ـ التفسير الوسيط للزحيلي ج 3 ـ
          ( { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ } أي جعلنا فرعون وملأه من الأئمة الذين يقتدي بهم ويمشي خلفهم إلى دار الخزي والشقاء.)
          ـ تفسير السعدي ص 616 ـ
          ( (12) أئمة: الغالب أن الكلمة جاءت في مقام التهكم .)
          ـ التفسير الحديث ج 3 تأليف: دروزة محمد عزت ـ
          ( وصار فرعون إماماً في الضلال يقود إلى النار، كما قال الله عن آل فرعون: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص:41]، وصار كل إمام ضلال وإمام انحراف وإمام فساد ينسب إلى فرعون )
          ـ شرح تفسير ابن كثير شريط رقم 82 تأليف عبد العزيز الراجحي ـ
          ( «وَجَعَلْناهُمْ» فرعون وقومه «أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ» قادة ورؤساء دعاة إليها ، وقد أردنا بإرسال موسى إليهم أن يكونوا قادة إلى الجنة ، فخذلناهم وجعلنا مصيرهم الهلاك غرقا )
          ـ بيان المعاني ج 2 المؤلف : عبد القادر ملا حويش ـ
          ( ومنها: أن من أعظم العقوبات على العبد أن يكون إماما في الشر وداعيا إليه، كما أن من أعظم نعم الله على العبد أن يجعله إماما في الخير هاديا مهديا، قال تعالى في فرعون وَمَلَئه:
          {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص: 41]
          وقال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73] )

          ـ تيسير اللطيف المنان ص 233 تأليف عبد الرحمن بن ناصر السعدي ـ

          تعليق


          • #6


            * الاختلاف بين أئمة الهدى وأئمة الكفر *

            قوله تعالى ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا )
            وقوله تعالى ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ )

            1ـ الجعل في إمامة الهدى والحق هو مثل الجعل في النبوة والرسالة فهو اختيار واصطفاء وانتقاء من الله عز وجل فهم ينالون الإمامة من الله عز وجل
            أما الجعل في إمامة الكفر والضلال فهو
            ( الجعل الكوني القدري يمكن أن يكون شيئاً مما يبغضه الله ، لكن يشاؤه كوناً وقدراً ، ولا يأمر به ولا يحبه ولا يرضى بهذا الفعل )
            ـ تفسير القرآن الكريم درس رقم 159 تأليف : محمد المقدم ـ
            ( ( وقال تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} فهذا جعل كوني قدري أي قدرنا ذلك وقضيناه ) ـ شفاء العليل ص 136 تأليف ابن القيم ـ
            وأئمة الكفر والضلال لا ينالون الإمامة من الله عز وجل لقول الله عز وجل ( لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) فالله عز وجل لا يجعل عهده بالإمامة لكافر
            ( لا تصيب الإمامة أهل الكفر ) ـ تفسير النسفي ج 1 ـ
            ( 5ـ ومنها : أن الظالم لا يستحق أن يكون إماماً ؛ والمراد : الظلم الأكبر ـ الذي هو الكفر ـ ؛ لقوله تعالى: { لا ينال عهدي الظالمين} .)
            ـ تفسير العثيمين ج 2 ـ
            ( {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} المراد بالظلم هنا : الكفر أي لا تصيب الإمامة الكافرين )
            ـ أوضح التفاسير ص 22 ـ
            بل ينالون الإمامة من الناس لا من الله عز وجل .

            2 ـ أئمة الهدى والحق أمر الله عز وجل باتباعهم وطاعتهم للفوز بجنات النعيم ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ) ـ سورة الأنعام ـ
            أما أئمة الكفر والضلال فنهى الله عز وجل عن اتباعهم وطاعتهم لدعوتهم إلى الباطل والمعاصي الموجبة للنار
            ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99))ـ سورة هود ـ

            3 ـ الإمامة في الهدى والحق ( أفضل درجة وأعلى مقام وأكمل حالة حصلها أولو العزم من المرسلين وأتباعهم ـ منزلة رفيعة وكرامة من الله عز وجل ـ فضل من الله تعالى واصطفاء ـ أعلى المقامات وأجل العطاء ـ نعمة من أعظم النعم ـ أعلى المناصب وأشرفها ـ درجة الصديقين والكمل من عباد الله الصالحين )
            أما الإمامة في الكفر والضلال ( من أعظم العقوبات على العبد ـ خذلان ـ خزي وهوان ـ مقام تهكم ) .

            4 ـ أئمة الهدى والحق ( يهدون الناس بأمر الله إياهم بذلك، ويدعونهم إلى الله وإلى عبادته ـ من أكبر نعم الله على عبده أن يكون إماما يهتدي به المهتدون، ويمشي خلفه السالكون ـ وإضافة الهداية إلى أمر الله للإشارة إلى طاعتهم أولا ، ولبيان صواب ما يدعون إليه وأنه الحق لَا ريب فيه ـ وأوحينا إليهم فِعْلَ الخيرات من العمل بشرائع الأنبياء، وإقام الصلاة على وجهها، وإيتاء الزكاة، فامتثلوا لذلك، وكانوا منقادين مطيعين لله وحده دون سواه.ـ يحثوا الناس على فعل الخير، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، فيتم كمالهم بانضمام العمل إلى العلم
            ) .
            أما أئمة الكفر والضلال ( دعاة يدعون إلى الكفر والشرك والمعاصي التي تؤدى إلى النار ، ويوم القيامة لا يجدون من ينصرهم ويخرجهم من هذا العذاب بل يضاعف لهم العذاب ويخذلون ويهانون لأن من دعا إلى سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيء ) .

            5 ـ أئمة الهدى والحق مصيرهم ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20))
            ـ سورة الطور ـ
            ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) )
            ـ سورة القمر ـ
            أما أئمة الكفر والضلال فمصيرهم كما ورد في الآية الثانية ( وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)) فهم فى هذه الدنيا مطرودين من رحمة الله ، ويوم القيامة هم من المهلكين المبعدين من رحمة الله الثاوين في جهنم ولبئس مثوى المتكبرين .
            ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) )
            ـ سورة هود ـ

            ********

            * المستفاد من آيات الإمامة في القرآن الكريم *

            1 ـ الإمامة من الله عز وجل أفضل درجة وأعلى مقام و منزلة رفيعة ومنصب عظيم
            2 ـ الإمامة قيادة وتقدم وأمر بالاتباع والطاعة
            3 ـ الإمامة مثل النبوة والرسالة فضل من الله تعالى واصطفاء ولا تنال بكسب الكاسب
            4 ـ الإمامة مستمرة في ذرية سيدنا إبراهيم عليه السلام
            5 ـ الإمامة لأولياء الله وأهل طاعته البررة الأتقياء
            6 ـ عصمة الأنبياء قبل النبوة من الكفر وعصمة الأئمة قبل الإمامة من الكفر
            7 ـ الإمامة أمانة وعهد من الله عز وجل
            8 ـ الطريق القرآني للإمامة هو النص
            9 ـ اختلاف إمامة الهدى والحق عن إمامة الكفر والضلال
            10 ـ إمامة الكفر والضلال ليست من الله عز وجل بل من الناس


            *********

            * الإمامة والأمة الإسلامية *

            الإمامة عهد الله عز وجل استمرت ومستمرة في ذرية سيدنا إبراهيم عليه السلام ثم جعلها الله عز وجل باختياره واصطفاءه في سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إمام الأنبياء ثم جعلها بعد ذلك لمن اختاره الله عز وجل واصطفاه من ذرية سيدنا إبراهيم عليه السلام

            ( والمراد كذلك لنجعلن الكتاب الذي آتيناكه أو لنجعلنك هدى لأمتك ولنجعلن منهم أئمة يهدون مثل تلك الهداية .)
            ـ تفسير الألوسي ج 16 ـ
            ( وكذلك لنجعلنّ الكتاب المنزل إليك هدى ونوراً ، ولنجعلنّ من أمّتك أئمة يهدون مثل تلك الهداية لما صبروا عليه من نصرة الدين وثبتوا عليه من اليقين . )
            ـ الكشاف للزمخشري ج 5 ـ
            وفي هذا تعريض بالبشارة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم يكونون أيمة لدين الإسلام وهداة للمسلمين إذ صبروا على ما لحقهم في ذات الله من أذى قومهم وصبروا على مشاق التكليف ومعاداة أهلهم وقومهم وظلمهم إياهم . )
            ـ تفسير ابن عاشور ج 11 ـ
            ( والمعنى كذلك لنجعلن الكتاب الذي آتيناكه، هدى لأمتك، ولنجعلن منهم أئمة يهدون مثل تلك الهداية.)
            ـ محاسن التأويل ج 8 تأليف محمد جمال الدين القاسمي ـ
            ( وفى ذلك إيماء إلى أن الكتاب الذي آتيناكه سيكون هداية للناس ، وسيكون من أتباعه أئمة يهدون مثل تلك الهداية.)
            ـ تفسير المراغي ج 21 ـ
            ( فإنهم إن فعلوا، واستجابوا لدعوة الله، وآمنوا به، وصبروا على ما يلقون على طريق الإيمان من ضر وأذى- جعل الله منهم أئمة يدعون إلى الهدى، ويقومون في الناس مقام الأنبياء )
            ـ التفسير القرآني للقرآن ج 11 د. عبد الكريم يونس الخطيب ـ
            ( وفي ذلك إيماء إلى أن الكتاب الذي آتيناكه سيكون هداية للناس وسيكون من أتباعه أئمة يهدون مثل تلك الهداية بل رجحهم على الكل بكل كمال فإن الأفضل أولى بإحراز الفضائل كلها .)
            ـ حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ج 22 تأليف محمد الأمين الأرمي العلوي الهرري الشافعي ـ

            * المستفاد من هذه الأقوال أن الله عز وجل سيجعل في الأمة الإسلامية بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أئمة ينالون الإمامة من الله عز وجل ويعهد إليهم برعاية الدين امتداداً لإمامة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وهذه الإمامة جعلها الله عز وجل في ذرية سيدنا إبراهيم عليه السلام بشرط قرآني هو عصمة هؤلاء الأئمة من الكفر والشرك فلا ينالها من وقع في الكفر والشرك لقوله تعالى ( لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
            والطريق القرآني إلى معرفة هذه الإمامة هو النص من الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهي إمامة من الله عز وجل باصطفاءه واختياره وليست إمامة من الناس باختيارهم وقد وضح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا النص من الله عز وجل بالإمامة فقال في الحديث الصحيح الثابت عنه ( الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ )
            ـ مسند أحمد ج ، السنن الكبرى للنسائي ج 3 ، السنن الكبرى للبيهقي ج 3 ، مسند أبي يعلى ج 3 ، مستدرك الحاكم ج 4 ، الأحاديث المختارة للمقدسي ج 1، تخريج أحاديث الإحياء للعراقي ج 8 ، نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص 158 للشيخ محمد جعفر الكتاني ، إرواء الغليل للألباني ج 2 ، ظلال الجنة ج 2 ، صحيح الجامع الصغير ج 1 ـ
            وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عدد هؤلاء الأئمة من بعده بأنهم اثنى عشر إماماً للناس يخلفون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويخلف بعضهم بعضاً ويعهد الله عز وجل إليهم برعاية الدين .

            * إذن الإمامة في الأمة الإسلامية شرطها العصمة من الكفر والشرك وطريقها النص من الله عز وجل ومصدر ذلك القرآن الكريم .

            تعليق


            • #7
              * الأئمة في الأمة الإسلامية *

              كما قلتُ من قبل يشترط في الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الشرط القرآني وهو العصمة من الكفر والشرك ، والطريق القرآني إلى معرفتها هو النص من الله عز وجل على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
              فمَنْ مِن الأمة الإسلامية بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتوفر فيه هذا الشرط القرآني ونص عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإمامته للناس من بعده ؟؟؟
              الإجابة على هذا السؤال تنقسم إلى قسمين

              1ـ معرفة من عاش بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قريش و لم يكن كافراً أو مشركاً قبل إسلامه وإذا طبقنا هذا الشرط على الصحابة أبي بكر و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان لم نجدهم ينطبق عليهم هذا الشرط لكنه ينطبق على الصحابي علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولعدم توافر هذا الشرط في هؤلاء الصحابة الثلاثة فهم لا ينالون الإمامة من الله عز وجل لقوله تعالى ( لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
              أما الصحابي علي بن أبي طالب عليه السلام فليس من الظالمين وقد ينال الإمامة من الله عز وجل .


              2 ـ شرط النص من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا الشرط إذا طبق على أبي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان لم ينطبق عليهم لسقوط الشرط الأساسي السابق ، أما الصحابي علي بن أبي طالب عليه السلام الذي توافر فيه الشرط الأول الأساسي فقد نص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على إمامته من طريقين
              الطريق الأول : ذكره ضمن جماعة
              وفي هذا الطريق قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
              ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي )

              ـ السلسلة الصحيحة للألباني ج 4 ، صحيح الترمذي ج 3 ، مشكاة المصابيح ج 3 ، صحيح الجامع الصغير ج 1 ، ج 2 ـ
              وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
              ( وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي )

              ـ صحيح مسلم ج 4 ، صحيح الجامع الصغير ج 1 ، صحيح ابن خزيمة ج 4 ـ
              وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
              ( إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا )

              ـ صحيح الترمذي ج 3 ، صحيح المشكاة 6144 ، الروض النضير 977 ، 978 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 356 / 4 - 357 ، صحيح الجامع الصغير ج 1 ، الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور د . حكمت بن بشير ج 1 ، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد جزء السير والمناقب تأليف صهيب عبد الجبار ـ

              ومما ورد في شرح هذا الحديث

              ( وقد شبه بهما الكتاب والعترة في أن الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين )
              ـ الفائق في غريب الحديث و الأثر
              للزمخشري ص 54 ـ
              ( " إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ" أَيْ إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا )
              ـ مرقاة المفاتيح للملا علي القاري ج 18 ، تحفة الأحوذي للمباركفوري ج 9 ـ
              ( وههنا فائدة جليلة لها مناسبة مع هذا المقام ، وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إني تارك فيكم الثقلين ، فإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله وعترتى أهل بيتى )) وهذا الحديث ثابت عند الفريقين أهل السنة والشيعة ، وقد علم منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا في المقدمات الدينية والأحكام الشرعية بالتمسك بهذين العظيمى القدر والرجوع إليهما في كل أمر ، فمن كان مذهبه مخالفاً لهما في الأمور الشرعية اعتقاداً وعملاً فهو ضال ، ومذهبه باطل وفاسد لا يعبأ به . ومن جحد بهما فقد غوى ، ووقع في مهاوى الردى .
              وليس المتمسك بهذين الحبلين المتينين إلا أهل السنة )

              ـ مختصر التحفة الإثنى عشرية ص 57 مؤلف الأصل عبد العزيز الدهلوي ، ترجمه غلام محمد ، اختصره محمود الألوسي ، حققه محب الدين الخطيب ـ
              ( فعليكم أن لا تلتفتوا إلى قول المخالف وترجعوا فيما يعنّ لكم إلى الكتاب والنبي صلى الله عليه وسلم . قلت : أما الكتاب فإنه باق على وجه الدهر، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان قد مضى إلى رحمة الله في الظاهر، ولكن نور سره باق بين المؤمنين ، فكأنه باقٍ على أن عترته صلى الله عليه وسلم وورثته يقومون مقامه بحسب الظاهر أيضاً . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي " وقال : " إن العلماء ورثة الأنبياء " ) .
              ـ تفسير النيسابوري ج 2 ـ
              ( يعني إن ائتمرتم بأوامر كتاب الله وانتهيتم بنواهيه واهتديتم بهدي عترتي واقتديتم بسيرتهم اهتديتم فلم تضلوا )
              ـ شرح المواهب للزرقاني ج 9 ، فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ج 3 ، بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني للساعاتي )
              ( ومعنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم زاد السيد جمال الدين إذا لم يكن مخالفا للدين قلت في إطلاقه صلى الله عليه وسلم إشعار بأن من يكون من عترته في الحقيقة لا يكون هديه وسيرته إلا مطابقا للشريعة والطريقة )
              ـ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي القاري ج 18 ـ
              (( وعترتي ) كأنه - صلى الله عليه وسلم - جعلهم قائمين مقامه ، فكما كان في حياته القرآن والنبي كذلك بعده القرآن وأهل بيته )
              ـ حاشية السندي على مسند أحمد ج 6 ـ
              ( ومثل هذا يشعر بفضلهم على العالم وغيره قلنا نعم لاتصافهم بالعلم والتقوى مع شرف النسب ألا يرى أنه ( ص ) قرنهم بكتاب الله في كون التمسك بهما منقذاً من الضلالة ولا معنى للتمسك بالكتاب إلا الأخذ بما فيه من العلم والهداية فكذا في العترة )
              ـ شرح المقاصد فى علم الكلام ج 2 تأليف سعد الدين التفتازاني ـ
              ( فانظر كيف قرنهم بالقرآن في كون التمسُّك بهم يمنع الضلال )
              ـ تفسير البحر المديد لابن عجيبة ج 5 ـ
              ( ثقلين لأن الثقل كل نفيس خطير مصون وهذان كذلك إذ كل منهما معدن العلوم الدينية والأسرار والحكم العلية والأحكام الشرعية ولذا حث صلى الله عليه وسلم على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم )
              ـ الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي ج 2 ، جواهر العقدين للسمهودي الشافعي ، سمط النجوم العوالي للعصامي ج 2 ـ
              ( فالوصية ببر آل البيت على الإطلاق ، وأما الاقتداء فإنما يكون بالعلماء العاملين منهم إذ هم الذين لا يفارقون القرءان )
              ـ شرح المواهب للزرقاني ج 9 ـ
              ( و إنما يلزمنا الاقتداء بالفقهاء العلماء منهم بالفقه والعلم الذي ضمن الله تعالى بين أحشائهم )
              ـ نوادر الأصول للحكيم الترمذي ج 1 ـ
              ( ثم أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته )
              ـ الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي ج 2 ـ

              فالقرآن الكريم إمام المسلمين وكذلك أهل البيت عليهم السلام أئمة المسلمين وقد أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأمة الإسلامية باتباع القرآن الكريم واتباع أهل البيت عليهم السلام والإئتمام بهم للنجاة من الضلال والهلاك
              وأول هؤلاء الأئمة علي بن أبي طالب عليه السلام إماماً من الله عز وجل وليس إماماً من الناس .

              الطريق الثاني : ذكره وحده مفرداً ونصبه لأمته علماً هادياً
              قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للصحابة في غدير خم
              ( أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ )

              تعليق الألباني : إسناده صحيح على شرط البخاري ، تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ، تعليق حمزة الزين : إسناده صحيح
              ـ مسند أحمد بن حنبل ج 4 ، السلسلة الصحيحة ج 4 ـ
              وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للصحابي بريدة الأسلمي
              ( أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ )

              تعليق الألباني : إسناد صحيح على شرط الشيخين ، تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين ، تعليق حمزة الزين : إسناده صحيح ، تعليق وصي الله عباس : إسناده صحيح )
              ـ مسند أحمد بن حنبل ج 5 ، السلسلة الصحيحة ج 4 ، الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة لأم شعيب الوادعية ، الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ج 4 تأليف مقبل الوادعي ، فضائل الصحابة أحمد بن حنبل ج 2 ـ

              هذا حديث صحيح ثابت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
              قوله ( من كنت مولاه ) الضمير في ( مولاه ) يرجع على الكلام المذكور قبله وهو إجابة الصحابة وإجابة الصحابي بريدة الأسلمي وهذه الإجابة منهم فيها كلام محذوف لدلالة ما سبق من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علي هذا الكلام وتقدير هذا الكلام من الصحابة هو ( نعم يا رسول الله أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم )( بلى يا رسول الله أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) فقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( من كنت مولاه ) أي من كنت أولى به من نفسه ، وقوله ( فعلي مولاه ) أي فعلي أولى به من نفسه .

              وهذا الحكم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم مذكور في قوله تعالى في سورة الأحزاب ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ومعناه الوارد في التفاسير ( أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء من أمور الدنيا والدين )
              وهذا الحكم كما ورد في الحديث أشرك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيه علي بن أبي طالب عليه السلام فهو بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء من أمور الدنيا والدين .
              وهذه إمامة من الله عز وجل جعلها لعلي بن أبي طالب عليه السلام على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .


              قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
              ( إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي )

              تعليق محمد بن يوسف الشامي : صحيح ، تعليق الألباني : إسناده صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم ، تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي ، تعليق الحويني ( 64 ، 84 ): إسناده صحيح ، تعليق الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، ، تعليق أم شعيب الوادعية : حديث حسن ، تعليق وصي الله عباس : إسناده حسن ، تعليق حمزة الزين : إسناده صحيح ، تعليق حسين سليم أسد ، رجاله رجال الصحيح ) .
              ـ صحيح الترمذي للألباني ج 3 ، صحيح ابن حبان ج 15، ظلال الجنة للألباني ج 2 ، صحيح الجامع الصغير ج 2 ، السلسلة الصحيحة ج 5 ، مشكاة المصابيح ج 3 ، تهذيب خصائص علي ، مستدرك الحاكم ج 3 ، سبل الهدى والرشاد ج 11 ، الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة ، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد ج السير والمناقب ، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ، مسند أحمد بن حنبل ج 4 ، مسند أبي يعلى ج 1 ـ
              وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام
              ( أَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي )

              تعليق الحاكم : صحيح الإسناد ، تعليق الذهبي في التلخيص : صحيح ، تعليق البوصيري : إسناده صحيح ، تعليق الحويني (23): إسناده حسن ، تعليق أحمد شاكر : إسناده صحيح ، تعليق وصي الله عباس : إسناده حسن
              ـ مسند الطيالسي ج 7 ، مسند أحمد بن حنبل ج 1، مستدرك الحاكم ج 3 ، تهذيب خصائص علي ، إتحاف الخيرة ج 7 ـ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ـ

              قال أبو الحسن السندي
              ( (8536 ) عن عمران بن حصين ...
              ( وهو ولي كل مؤمن ) : أي : متولي أمره .)
              ـ حاشية السندي على مسند أحمد ج 12 ـ
              ويتضح هذا المعنى من قراءة قصة الحديث وفيها
              ( عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَحْدَثَ شَيْئًا فِي سَفَرِهِ فَتَعَاهَدَ. قَالَ عَفَّانُ: فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَذْكُرُوا أَمْرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
              والذي أحدثه علي بن أبي طالب عليه السلام كما ذُكر في رواية أخرى ( فَاصْطَفَى عَلِيٌّ امْرَأَةً مِنْ السَّبْيِ لِنَفْسِهِ ) وذلك بعد تخميس السبي وقد قال ابن حجر العسقلاني
              ( وَقَدِ اسْتُشْكِلَ وُقُوعُ عَلِيٍّ عَلَى الْجَارِيَةِ بِغَيْرِ اسْتِبْرَاءٍ وَكَذَلِكَ قِسْمَتُهُ لِنَفْسِهِ ... وَأَمَّا الْقِسْمَةُ فَجَائِزَةٌ فِي مِثْلِ ذَلِكَ مِمَّنْ هُوَ شَرِيكٌ فِيمَا يَقْسِمُهُ كَالْإِمَامِ إِذَا قَسَمَ بَيْنَ الرَّعِيَّةِ وَهُوَ مِنْهُمْ فَكَذَلِكَ مَنْ نَصَّبَهُ الْإِمَامُ قَامَ مَقَامَهُ ) ـ فتح الباري ج 8 ـ
              فعلي بن أبي طالب عليه السلام كان متولي أمرهم في هذه الغزوة ويقوم مقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في التصرف في الأمور وهو لا يفعل إلا ما يوافق الكتاب والسنة فعليهم طاعته واتباعه ، ثم بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للصحابي عمران بن حصين أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان متولي أمرهم في هذه الغزوة وهو أيضاً متولي أمرهم من بعده صلى الله عليه وآله وسلم .

              إذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد كرر النص على أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو متولي أمر المسلمين من بعده فهو إمامهم وعليهم طاعته واتباعه والاقتداء به .

              تعليق


              • #8


                * شبهات حول قوله ( وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي ) *

                1 ـ قال الذهبي
                ( " إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي " . رواه قتيبة، وبشر بن هلال، وطائفة، عن جعفر، ولم يتابعه عليه أحد.
                أخرجه النسائي، والترمذي وقال: حديث حسن غريب.
                ورواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الرزاق، وعفان عنه.
                وإسناده على شرط مسلم وإنما لم يخرجه في صحيحه لنكارته .)
                ـ تاريخ الإسلام ج 3 ـ
                2 ـ قال أحمد البلوشي
                ((188) ... رجاله ثقات إلا أن جعفر بن سليمان وصف بالغلو في التشيع ، روى زيادة منكرة في قوله :" هو ولي كل مؤمن بعدي " ...
                (246) ... وقوله " علي ولي كل مؤمن بعدي " منكر جداً ...
                قلت مدار هذا السند على جعفر بن سليمان ...
                وفي المتن نكارة شديدة .
                )
                ـ خصائص علي للنسائي تحقيق وتخريج أحمد ميرين البلوشي ـ

                3 ـ قال الدكتور عبد الله بن مراد السلفي
                ( والإسناد فيه جعفر بن سليمان الضبعي ...
                والحديث مردود
                )
                ـ تعليقات على ما صححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي ـ

                قلتُ
                الحديث صحيح ثابت من عدة طرق ، أما النكارة فيه عند الذهبي والبلوشي والسلفي فلأن معناه الذي فهموه وعرفوه هو مثل ما قاله أبو الحسن السندي في حاشيته على المسند : (( وهو ولي كل مؤمن ) : أي : متولي أمره ) .
                فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم نص على علي بن أبي طالب عليه السلام بتوليه أمر الأمة الإسلامية بعده مباشرة وبدون فاصل زمني وهو ما فهمه الذهبي والبلوشي والسلفي .


                4 ـ قال محمد عبد الرحمن المباركفوري
                ( " وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي " كَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِزِيَادَةِ مِنْ ، وَوَقَعَ فِي بَعْضِهَا بَعْدِي بِحَذْفِ مِنْ وَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ ، وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهِ الشِّيعَةُ عَلَى أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ خَلِيفَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ ، وَاسْتِدْلَالُهُمْ بِهِ عَنْ هَذَا بَاطِلٌ فَإِنَّ مَدَارَهُ عَنْ صِحَّةِ زِيَادَةِ لَفْظِ بَعْدِي وَكَوْنُهَا صَحِيحَةً مَحْفُوظَةً قَابِلَةً لِلِاحْتِجَاجِ وَالْأَمْرُ لَيْسَ كَذَلِكَ ...
                وَالظَّاهِرُ أَنَّ زِيَادَةَ بَعْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَهْمِ هَذَيْنِ الشِّيعِيَّيْنِ )
                ـ تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي ج 9 ـ
                قلتُ
                مدارالاستدلال كما قال المباركفوري صحة لفظ ( بعدي ) وقد ثبت صحة هذا اللفظ من عدة طرق وبهذا فالحديث صحيح بهذا اللفظ ويستدل به على ما ذكره .
                أما قوله ( وَالظَّاهِرُ أَنَّ زِيَادَةَ بَعْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَهْمِ هَذَيْنِ الشِّيعِيَّيْنِ )
                قلتُ
                قد جاء هذا اللفظ من طريق ليس فيه أي شيعي فاللفظ صحيح ثابت

                ورجال هذا الطريق هم كالآتي
                1 ـ يونس بن حبيب : محدث حجة ثقة ( ليس شيعياً )
                2 ـ أبو داود الطيالسي : ثقة حافظ ( ليس شيعياً )
                3 ـ أبو عوانة : ثقة ثبت ( ليس شيعياً )
                4 ـ أبو بلج الفزاري : ابن حجر : صدوق ربما أخطأ ـ الذهبي : صالح الحديث ( ليس شيعياً )
                5 ـ عمرو بن ميمون الأودي : مخضرم مشهور ثقة عابد ( ليس شيعياً )
                6 ـ ابن عباس : صحابي
                ( عبد الله بن أحمد بن حنبل : ثقة ـ ( ليس شيعياً )
                ( يحيى بن حماد : ثقة عابد ـ ( ليس شيعياً )


                قال الألباني
                ( على أن الحديث قد جاء مفرقا من طرق أخرى ليس فيها شيعي أما قوله : " إن عليا مني و أنا منه " . فهو ثابت في " صحيح البخاري " ( 2699 )
                من حديث البراء بن عازب في قصة اختصام علي و زيد و جعفر في ابنة حمزة ، فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : " أنت مني و أنا منك " . و روي من حديث حبشي بن جنادة ، و قد سبق تخريجه تحت الحديث ( 1980 ) .
                و أما قوله : " وهو ولي كل مؤمن بعدي " . فقد جاء من حديث ابن عباس ، فقال الطيالسي ( 2752 ) :حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " . و أخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) ومن طريقه الحاكم ( 3 / 132 - 133 ) و قال : صحيح الإسناد " ، و وافقه الذهبي ، و هو كما قالا . )
                ـ السلسلة الصحيحة ج 5 ـ
                وقال الدكتور سعود الصاعدي
                ( وذكر المباركفوري في تحفة الأحوذي أن استدلالهم بالحديث على ما ذهبوا إليه متوقف على صحة قوله في الحديث بعدي ) وأعلها بالشذوذ لتفرد جعفر بن سليمان وأجلح بن عبد الله الكندي بها ثم قال والظاهر أن زيادة بعدي في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين )اهـ . وهذه اللفظة ثابتة من حديثي عمران بن حصين ووهب بن حمزة رضي الله عنهما وسيأتيان ....
                1108 -{113} عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي ) ، في قصة ذكرها .
                رواه : الترمذي واللفظ له والإمام أحمد وأبو يعلى ثلاثتهم من طريق جعفر بن سليمان الضبعي عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله عن عمران به ... وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان )اهـ.
                والإسناد صححه الحاكم والألباني وجوده ابن حجر وفيه : جعفر بن سليمان الضبعي ، تقدم أنه صدوق إلا أنه غال في التشيع ، ولم يك داعية إلى مذهبه . وقوله ( وهو ولي كل مؤمن بعدي ) قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية إنه موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث (4).
                وهذا اللفظ في الحديث جاء من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها متهم أو وضاع كطريقه هنا وعن ابن عباس (5) وبريدة (6)ووهب بن حمزة (7)
                __________
                (4) منهاج السنة (36-35 /5 ) واعترض عليه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/ 263-264 ) فصحح اللفظة في الحديث وهو كما قال .
                (5) حديث ابن عباس صححه : الحاكم ووافقه الذهبي ،و الألباني ... وسنده حسن كما يأتي برقم/ 1021 .
                (6) حديث بريدة حسنه الألباني كما سيأتي برقم 1061 ، وهو كما قال .
                (7) حديث وهب بن حمزة سنده ضعيف وهو حسن لغيره بشواهده كما سيأتي رقم 1111 .

                ....
                وخلاصة القول : إن الحديث بطرفيه من هذا الوجه لا ينزل عن درجة : الحسن . ومتنه صحيح لغيره بشواهد - والله الموفق - ....
                1111- {116} عن وهب بن حمزة - رضي الله عنه - قال : صحبت علياً إلى مكة فرأيت منه ما أكره فلما رجع ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي ) ...
                والإسناد على ما سبق : ضعيف . وللمتن شواهد بمعناه من حديث ابن عباس وبريدة وغيرهما - رضي الله عنهم - هو : حسن لغيره بها - والله تعالى أعلم - .)
                ـ الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة في الكتب التسعة ج 6 ـ

                فالحمد لله رب العالمين الحديث كما قلنا من قبل صحيح ثابت وهو يبين أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد نص فيه على أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو المتولى لأمور المسلمين من بعده وإمامهم ويدل على أن قوله ( بعدي ) أي بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة ترتيباً زمنياً .

                5 ـ قال عبد العزيز الدهلوي
                ( الحديث الثالث: رواه مرفوعا أنه قال «إن عليا مني وأنا من علي، وهو ولي كل مؤمن بعدي» وهذا الحديث باطل، لأن في إسناده أجلح وهو شيعي متهم في روايته . وأيضا غير مقيد بالوقت المتصل بزمان وفاته - صلى الله عليه وسلم -، ولفظ «بعدي» يحتمل الاتصال والانفصال (4) وهو مذهب أهل السنة القائلين بأن الأمير كان إماما مفترض الطاعة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقت من الأوقات.
                __________
                (4) قال المباركفوري : «واستدلالهم به عن هذا باطل ، فإن مداره عن صحة زيادة لفظ بعدي، وكونها صحيحة محفوظة قابلة للاحتجاج، والأمر ليس كذلك )
                ـ مختصر التحفة الإثنى عشرية ص 164 مؤلف الأصل عبد العزيز الدهلوي ، ترجمه غلام محمد ، اختصره محمود الألوسي ، حققه محب الدين الخطيب ـ
                قلتُ
                الحديث صحيح ثابت وليس كما يدعي الدهلوي أنه باطل وقد ورد من عدة طرق غير طريق الأجلح الكندي بل من طريق ليس فيه أي شيعي .
                قوله ( ولفظ «بعدي» يحتمل الاتصال والانفصال ) لو كان هذا اللفظ يحتمل ذلك لما أنكره الذهبي والبلوشي والسلفي وأيضاً المباركفوري الذي أوقف صحة الاستدال به على الخلافة أي يخلف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويكون إماماً للأمة الإسلامية بصحة لفظ ( بعدي ) .
                وقد ثبتت صحته ، فقوله ( بعدي ) يعني مباشرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويعني الترتيب الزمني فهو كما قال الدهلوي ( الأمير كان إماما مفترض الطاعة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم ) ولكن بعده مباشرة بدون فاصل زمني .

                أما اللفظ الذي رواه الأجلح الكندي وهو ( وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي ) فقد قال حمزة الزين : إسناده صحيح وقال وصي الله عباس : إسناده حسن
                ـ مسند أحمد بن حنبل ج 5 ، فضائل الصحابة ج 2 ـ
                لكن قال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء السابع ( وهو وليكم بعدي " هذه اللفظة منكرة )

                قلتُ
                قال محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي
                ( وهو وليكم بعدي : ( أي يلي أمركم ))
                ـ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ج 6 ـ

                فاللفظة منكرة عند ابن كثير لأنها تعني أنه المتولي لأمر المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة وهي نفس معنى الحديث المذكور في كلام الدهلوي .

                وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي ) يشمل كل مؤمن كان حياً بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يستثن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أي أحد من المؤمنين فقوله ( كل ) يشمل كل الصحابة الأحياء ومن ضمنهم أبي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان .
                فعلي بن أبي طالب عليه السلام متولي أمرهم وإمامهم وعليهم طاعته واتباعه والاقتداء به بنص من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
                وقد تقدم الرد على قول المباركفوري الموجود في هامش الكتاب أعلاه .


                6 ـ قال ابن تيمية
                ( قَوْلُهُ : " هُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي " كَذِبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ هُوَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلُّ مُؤْمِنٍ وَلِيُّهُ فِي الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، فَالْوِلَايَةُ الَّتِي هِيَ ضِدُّ الْعَدَاوَةِ لَا تَخْتَصُّ بِزَمَانٍ ، وَأَمَّا الْوِلَايَةُ الَّتِي هِيَ الْإِمَارَةُ فَيُقَالُ فِيهَا وَالِي كُلَّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَمَا يُقَالُ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ إِذَا اِجْتَمَعَ الْوَلِيُّ وَالْوَالِي قُدِّمَ الْوَالِي فِي قَوْلِ الْأَكْثَرِ وَقِيلَ يُقَدَّمُ الْوَلِيُّ فَقَوْلُ الْقَائِلِ عَلِيٌّ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَلَامٌ يَمْتَنِعُ نِسْبَتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ إِنْ أَرَادَ الْمُوَالَاةَ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَقُولَ بَعْدِي وَإِنْ أَرَادَ الْإِمَارَةَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ وَالٍ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ )
                ـ منهاج السنة النبوية ج 7 ـ

                هذه الشبهة من ابن تيمية تحتوي على عدة نقاط
                * قوله ( كَذِبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
                قلتُ
                قد قام الألباني بالرد عليه فقال
                ( فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث و تكذيبه في " منهاج السنة ") ـ السلسلة الصحيحة ج 5 ـ
                * قوله ( بَلْ هُوَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلُّ مُؤْمِنٍ وَلِيُّهُ فِي الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، فَالْوِلَايَةُ الَّتِي هِيَ ضِدُّ الْعَدَاوَةِ لَا تَخْتَصُّ بِزَمَانٍ )
                قلتُ
                نعم كلامه صحيح فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم أحب خلق الله عز وجل إلى قلب كل مؤمن في حياته وبعد مماته صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الحب لا يختص بزمان .
                وهذا يبين أن الشيء المختص بزمان والذي سيكون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام للمسلمين وخلافته ونيابته عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

                * قوله ( وَأَمَّا الْوِلَايَةُ الَّتِي هِيَ الْإِمَارَةُ فَيُقَالُ فِيهَا وَالِي كُلَّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَمَا يُقَالُ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ إِذَا اِجْتَمَعَ الْوَلِيُّ وَالْوَالِي قُدِّمَ الْوَالِي فِي قَوْلِ الْأَكْثَرِ وَقِيلَ يُقَدَّمُ الْوَلِيُّ )
                قلتُ
                قال القرطبي وأبو زهرة ( الْوَلِيُّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ ) .

                فلفظ ( وَلِيُّ ) صيغة مبالغة على وزن فَعِيل من اسم الفاعل ( وَالِي )
                فقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ ) هو نفس قول ابن تيمية ( وَالِي كُلَّ مُؤْمِنٍ ) مع زيادة على قول ابن تيمية وهي المبالغة في اسم الفاعل .
                وتطابق القولان لفظاً ومعنى يدل على أن الولاية هنا ليست المحبة بل هي الإمامة والنيابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أمر المسلمين .
                وقد شرح أبو الحسن السندي هذا القول كما ذكرتُ من قبل ولم يشرحه بمعنى المحبة بل شرحه بمعنى المتولي لأمر كل مؤمن .
                وقد ورد لفظ ( وَلِيُّ ) في آيات كثيرة في القرآن الكريم .

                * قوله ( فَقَوْلُ الْقَائِلِ عَلِيٌّ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَلَامٌ يَمْتَنِعُ نِسْبَتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ إِنْ أَرَادَ الْمُوَالَاةَ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَقُولَ بَعْدِي )
                قلتُ
                نعم كلامه صحيح ، وهذا دليل على أن قصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله السابق شيء آخر غير المحبة بل قصد إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام للمسلمين .
                * قوله ( وَإِنْ أَرَادَ الْإِمَارَةَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ وَالٍ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ )
                قلتُ
                قد بينتُ ذلك أعلاه وأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد قال ذلك اللفظ و المعنى مع زيادة المبالغة فيه فذكره بصيغة المبالغة ( فَعِيل )( وَلِيُّ ) .
                وصيغة المبالغة وهذا اللفظ شيء ليس بغريب فقد ذكره الله عز وجل في آيات كثيرة في كتابه العزيز .

                تعليق


                • #9
                  الحمد لله رب العالمين
                  تمكنت أخيراً من إنزال الموضوع مرتباً كاملاً لكن اضطررت إلى جعله ثمانية أجزاء لينزل بسهولة وبدون أعطال

                  وفي النهاية
                  أشكر الإخوة من أهل السنة الذين سهلوا لي الحصول على الكتب المذكورة في الموضوع وخاصة المكتبة الشاملة والكتب المصورة القديمة والحديثة

                  وأرجو من الإدارة الكريمة تثبيت الموضوع لتعم الفائدة للجميع

                  والحمد لله رب العالمين

                  تعليق


                  • #10
                    " إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي "

                    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
                    اخي ا لمستبصرالمهدوي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    جزاك الله خيراوان شاء الله في ميزان حسناتك

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة هادي شعبان
                      " إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي "
                      اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
                      اخي ا لمستبصرالمهدوي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      جزاك الله خيراوان شاء الله في ميزان حسناتك
                      بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                      اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
                      اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
                      وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
                      السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

                      أهلاً ومرحباً بك أخي الفاضل
                      وفقنا الله عز وجل وإياكم لما يحبه ويرضاه

                      والحمد لله رب العالمين

                      تعليق


                      • #12
                        [quote=المستبصرالمهدوي]

                        بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                        اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
                        اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
                        وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
                        السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

                        أهلاً ومرحباً بك أخي الفاضل
                        وفقنا الله عز وجل وإياكم لما يحبه ويرضاه

                        والحمد لله رب العالمين
                        السلام عليكم
                        مشكور زملنا على هذا الطرح الشامل.
                        الاشكال.....
                        لما قال الله((المؤمنون)) لها معنا واحد في كتاب الله و لا تفسير اخر لها
                        و لما قال (( المسلمون )) الكل يفهم معنها في كل محل من القران
                        الان نرجع الا ((الامامه))
                        - الامام 1 امامة هدا
                        -الامام2 امامة ضلال
                        - الامام3 طريق(( و انهم على امام مبين))
                        - الامام 4 الكتاب(( ويوم ندعو كل انسان بئمامه))
                        اربعة تفسير لكلمة (امام) وهذا اشكال.في كتاب الله (( كيف ينص الله عز وجل في كتابه بمثل هذا الاختلاف )) ليبن لنا ان الامامه من اصول الدين(( ويجعل هذا اللفض حجه علينا ان لم نئمن بالائمه ))
                        او اراد الله ان يضلنا ويتركنا في ضلمات الجهل .
                        والله حيرتي تزداد كل ما وجدة نقيض مثل هذا في كتاب الله .ولو حججني بها مسيحي او يهودي لا
                        اعجزني لاني اعلم ان كتاب الله محكم ولا اعوجاج فيه.

                        السلام عليكم

                        تعليق


                        • #13
                          بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                          اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
                          اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
                          وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
                          السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

                          أهلاً بالأخ ستار2136
                          تقول

                          المشاركة الأصلية بواسطة ستار2136
                          الاشكال.....
                          لما قال الله((المؤمنون)) لها معنا واحد في كتاب الله و لا تفسير اخر لها
                          و لما قال (( المسلمون )) الكل يفهم معنها في كل محل من القران
                          الان نرجع الا ((الامامه))
                          - الامام 1 امامة هدا
                          -الامام2 امامة ضلال
                          - الامام3 طريق(( و انهم على امام مبين))
                          - الامام 4 الكتاب(( ويوم ندعو كل انسان بئمامه))
                          قلتُ

                          نعم لفظ المؤمنون والمسلمون له معنى واحد وتفسير واحد
                          أما لفظ الإمام في القرآن الكريم فقد ورد بعدة معان لأن أصل الفعل الذي اشتق منه لفظ ( إمام ) وهو الفعل ( أم ) ومعناه القصد والتقدم وكل ما اشتق من هذا الفعل يحمل المعنى اللغوي له وقد ذكرت معنى لفظ الإمام في اللغة فقلتُ ( الإمامة في اللغة : مصدر من الفعل ( أمَّ ) تقول: ( أمَّهم وأمَّ بهم : تقدمهم ) والإمام : من اقتدي به وقدم في الأمور .)
                          وهذه الألفاظ التي ذكرت في القرآن الكريم كما هو واضح تحمل هذا المعنى اللغوي وهذا لا يعني بالضرورة الاتفاق في المعنى الاصطلاحي
                          واشترك اللفظ مع غيره من المعاني لا ينقص من قدره بل كل لفظ قدره حسب الموضع الذي ذكر فيه فمثلاً سيدنا إبراهيم عليه السلام إمام وهذا لا يعني أنه مساو للطريق الواضح الذي سمي إمام ، كما أن الاشتراك اللفظي قد ورد في القرآن الكريم بين الله عز وجل وبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في قوله تعالى ( رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) وقوله تعالى ( بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) وهذا لا يعني أنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي سماه الله عز وجل باسمين من أسمائه سبحانه وتعالى أعلى أو مساو لله عز وجل في هذين الاسمين
                          وقد ورد في كتب اللغة ( والإِمامُ الطريقُ وقوله عز وجل وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز ـ فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع ـ و ) الامام ( القرآن ) لانه يؤتم به )
                          فالمعنى اللغوي واضح وكذلك المعنى الذي قصده القرآن الكريم وبين معناه بالمواضع التي ذكر فيها وهذا لا اشكال فيه

                          تقول
                          المشاركة الأصلية بواسطة ستار2136
                          اربعة تفسير لكلمة (امام) وهذا اشكال.في كتاب الله (( كيف ينص الله عز وجل في كتابه بمثل هذا الاختلاف )) ليبن لنا ان الامامه من اصول الدين(( ويجعل هذا اللفض حجه علينا ان لم نئمن بالائمه ))
                          او اراد الله ان يضلنا ويتركنا في ضلمات الجهل .
                          والله حيرتي تزداد كل ما وجدة نقيض مثل هذا في كتاب الله .ولو حججني بها مسيحي او يهودي لا
                          اعجزني لاني اعلم ان كتاب الله محكم ولا اعوجاج فيه.

                          السلام عليكم
                          كما بينتُ أعلاه التفاسير مشتركة في المعنى اللغوي فلا اختلاف في كتاب الله عز وجل
                          أما الإمامة فقد بينتُ في الموضوع الكلام حولها ومنزلتها والفرق بين إمامة الهدى والحق التي من الله عز وجل وإمامة الكفر والضلال التي من الناس
                          فالحمد لله رب العالمين كتاب الله عز وجل واضح ظاهر مبين لا إشكال عليه ومن يحاججنا فيه سنبين له بإذن الله تعالى أي إشكال قد يرد على عقله

                          والحمد لله رب العالمين


                          تعليق


                          • #14
                            بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                            اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
                            اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
                            وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
                            السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
                            يرفع

                            تعليق


                            • #15
                              الانبياء كل بعثه الله لرسالته وايصال رسالته فقط وبعدها انتهى اما الاعتمام بالبشر لايجوز الاحترام واجب طبعا
                              لماذا لايكون هناك امامة ابناء الابنياء ونسلهم يوسف وعيسى وموسى وادريس ونوح وادم ويونس وغيرهم

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X