روايات الشيعة تؤكد ما ذكرناه في علوان الموضوع
من شمول مصطلح (آل البيت) لبني هاشم تشهد عليه روايات شيعية كثيرة قد تبلغ حد التواتر، إليك بعضاً منها:
روى ابن بابويه القمي(1) في [FONT='Times New Roman','serif']"الأمالي[FONT='Times New Roman','serif']" عن ابن عباس أنه قال: قال علي (ع) لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله ، إنك لتحب عقيلاً، قال: إي والله ، إني لأحبه حبين حباً له وحباً لحب أبي طالب له وإنّ ولده لمقتول في محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جرت دموعه على صدره ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي)(2).
فأثبت رسول الله بهذا الحديث أنّ عقيلاً وابنه من عترته عليه الصلاة والسلام.
وفي [FONT='Times New Roman','serif']"بحار الأنوار[FONT='Times New Roman','serif']"[/FONT] للمجلسي(3) عن الإمام الحسـين أنه قال بعد أن جمـع ولـده وإخـوتـه
وأهل بيته ونظر إليهم فبكى ساعة: (اللهم إنا عترة نبيك)(1).
فلم يحصر الحسين العترة في نفسه وفي ولده زين العابدين بل عمم اللفظ لسائر من كان معه من أهل البيت.
وقد خاطب أحد الشيعة زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام قائلاً: (يا ابن رسول الله ألست صاحب هذا الأمر؟ قال: أنا من العترة)(2).
وقد روى ابن بابويه القمي شهادة ولدي مسلم بن عقيل الصغيرين والتي فيها: (فقال له الغلام الصغير: يا شيخ ، أتعرف محمداً؟ قال: فكيف لا أعرف محمداً وهو نبيي؟ قال: أفتعرف جعفر بن أبي طالب؟ قال: وكيف لا أعرف جعفراً وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء ، قال: أفتعرف علي بن أبي طالب؟ قال: وكيف لا أعرف علياً وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي؟ قال له: يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب بيدك أسارى ، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا ، ومن بارد الشراب فلا تسقينا ...)(3).
ومنها حديث أكثر صراحة في بيان العترة.
فقد روى محمد بن سليمان الكوفي في كتابه [FONT='Times New Roman','serif']"[/FONT]مناقب أمير المؤمنين (ع)[FONT='Times New Roman','serif']"[/FONT] عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن عقبة إلى زيد بن أرقم فجلسنا إليه فقال له حصين: يا زيد، قد أكرمك الله ورأيت خيراً كثيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال زيد: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فخطبنا بماء يدعى بـ"خم" بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: (أما بعد، أيها الناس، إنما أنا بشر أنتظر أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به.
فرغّب في كتاب الله وحثّ عليه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي – (قالها) ثلاث مرات.
فقال له حصين: يا زيد، من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال: إنّ نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرّم عليهم الصدقة بعده ، فقال له حصين: من هم يا زيد؟
قال: هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس.
فقال له حصين: أكُلّ هؤلاء حُرم عليهم الصدقة بعده؟ قال: نعم)(1).
وقال الأربلي(2) في بيان المراد بآل البيت: (فإن قال قائل فما حقيقة الآل في اللغة عندك؟ وقد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث سئل فقال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفونني فيهما، قلنا: فمن أهل بيته؟ قال: آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس)(3).
ويؤكد ذلك الحافظ يحيى بن الحسن الأسدي الحلي(1)في [FONT='Times New Roman','serif']"[/FONT]عمدة عيون صحاح الأخبار[FONT='Times New Roman','serif']"[/FONT]فيقول: (ومن ذلك ما ذكره الثعلبي أيضاً في تفسير قوله تعالى ]مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى[ يعني من أموال كفار أهل القرى ]فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى[ يعني قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: وهم آل علي عليه السلام وآل العباس رضي الله عنه وآل جعفر وآل عقيل رضي الله عنهما ولم يشرك بهم غيرهم، وهذا وجه صحيح يطرد على الصحة لأنه موافق لمذهب آل محمد صلى الله عليه وآله يدل عليه ما هو مذكور عندهم في تفسير قوله تعالى ]وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى[لأنّ مستحق الخمس عندهم آل علي (ع) وآل العباس رضي الله عنه وآل جعفر وآل عقيل (ع) ولا يشرك بهم غيرهم)(2).
وروى الطبرسي(3) في [FONT='Times New Roman','serif']"[/FONT]الاحتجاج[FONT='Times New Roman','serif']"[/FONT] عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح عن رجال ثقات أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج في مرضه الذي توفي فيه إلى الصلاة متوكئاً على الفضل بن عباس وغلام له يقال له ثوبان، وهي الصلاة التي أراد التخلف عنها لثقله ثم حمل على نفسه وخرج، فلما صلى عاد إلى منزله ، فقال لغلامه: اجلس على الباب ولا تحجب أحداً من الأنصار وتجلاه الغشي وجاءت الأنصار فأحدقوا بالباب وقالوا: استأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: هو مغشي عليه وعنده نساؤه فجعلوا يبكون، فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البكاء ، فقال:من هؤلاء؟ قالوا: الأنصار، فقال: من هاهنا من أهل بيتي؟ قالوا: علي والعباس، فدعاهما وخرج متوكئاً عليهما)(1).
وروى شيخ الطائفة الطوسي عن الإمام جعفر الصادق قال: لما زوّج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة علياً عليهما السلام دخل عليها وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فوالله لو كان في أهل بيتي خير منه زوّجتك)(2).
وعن سلمان الفارسي قال: (كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وآله في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلّم، فردّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورحّب به، فقال: يا رسول الله، بم فضل علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة، فقال النبي: إذن أخبرك يا عم ...)(3).
وفي هذا الحديث إقرارمن رسول الله للعباس بأنه من أهل البيت ثم إخبار له بسبب تفضيل علي بن أبي طالب عليه وعلى سائر رجال أهل البيت.
وعن الباقر (ع) قال: لما أُمر العباس بسد الأبواب، وأُذن لعلي (ع) بترك بابه، جاء العباس وغيره من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: يا رسول الله، ما بال علي يدخل ويخرج؟ فقال رسول الله: ذلك إلى الله فسلّموا له حكمه(1).
والشاهد هو قول الباقر (جاء العباس وغيره من آل محمد) وهو واضح جلي في دخول العباس وغيره في مسمى أهل البيت والعترة وعدم انحصار مسمى (آل محمد) بأصحاب الكساء أو بالأئمة الإثني عشر.
وعن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول: يا معشر الأنصار، يا معشر بني هاشم، يا معشر بني عبد المطلب، أنا محمد رسول الله ، ألا إني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا وعلي وحمزة وجعفر)(2).
وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ألا وإنّ إلهي اختارني في ثلاثة من أهل بيتي وأنا سيد الثلاثة وأتقاهم لله ولا فخر، اختارني وعلياً وجعفر ابني أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب كنا رقوداً بالأبطح ليس منا إلا مسجى بثوبه على وجهه)(3).
وروي أنه قال في مرض موته لابنته فاطمة الزهراء: (علي بعدي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي)(4).
وفي غزوة بدر لما نُقل عبيدة بن حارث بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جريحاً يحتضر قال: (يا رسول الله ألست شهيداً؟ قال: بلى، أنت أول شهيد من أهل بيتي)(1).
[FONT='Arial','sans-serif'](1)[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'] محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الملقّب بـ"الشيخ الصدوق"، ترجم له شيخ الطائفة الطوسي في "الفهرست ص237" بقوله: (كان جليلاً حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال، ناقداً للأخبار،لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه). [/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']وقال عنه المولى محمد تقي المجلسي في "روضة المتقين 14/16": (وثّقه جميع الأصحاب لما حكموا بصحة أخبار كتابه، بل هو ركن من أركان الدين)!![/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif']وقال محمد باقر المجلسي في "بحار الأنوار 10/406": (من عظماء القدماء التابعين لآثار الأئمة النجباء الذين لا يتبعون الآراء والأهواء، ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه منزلة النص المنقول والخبر المأثور)!![/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](2)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] أمالي الصدوق ص[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']191 حديث رقم (200)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] وبحار الأنوار 22/288 ، 44/287[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](3)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']محمد باقر بن محمد تقي المجلسي[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']، [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']وصفه آية الله جعفر السبحاني في "تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره ص400" بأنه (محيي السنّة، وناشر آثار أهل البيت، الشيخ محمد باقر بن العالم الجليل محمد تقي بن الورع البصير المولى مقصود علي المتخلّص في أشعاره بالمجلسي. هو أجلّ من أن يعرّف، وقد ألّف شيخنا المحدّث النوري رسالة في ترجمته أسماها "الفيض القدسي في ترجمة المجلسي" ذكر فيها جملاً من مناقبه وفضائله ومشايخه وتلامذته وذريته وذرية والده. وكفاه فخراً انّه ألّف دائرة معارف للشيعة يوم لم يكن أيّ أثر لهذا اللون من التأليف بين الأوساط الإِسلامية ... وفي الجملة فهو أُستاذ فن الحديث، وسناده، وعماده، وهو في غنى عن تعريفه وإطرائه وإفاضة القول فيه).[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](1)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] بحار الأنوار 44/383[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](2)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] بحار الأنوار 46/202[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](3)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] الأمالي للصدوق ص[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']143 حديث رقم (145).[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](1)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']مناقب الإمام أمير المؤمنين 2/116[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] وكشف الغمة 1/549[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](2)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي، ترجم له الشيخ عباس القمي في "الكنى والألقاب 2/18" فقال: (من كبار العلماء الإمامية، العالم الفاضل الشاعر الأديب المنشئ النحرير والمحدّث الخبير الثقة الجليل، أبو الفضائل والمحاسن الجمة صاحب كتاب "كشف الغمة في معرفة الأئمة").[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](3)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] بحار الأنوار 25/237 نقلاً عن "كشف الغمة في معرفة الأئمة" للأربلي.[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](1)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد الأسدي المعروف باسم "ابن البطريق"، ترجم له الحر العاملي في "أمل الآمل 2/345" بقوله: (كان عالماً فاضلاً محدّثاً محققاً ثقة صدوقاً).[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif']ووصفه الشيخ حسن الصدر في "تأسيس الشيعة ص130" بـ (المتكلم الفاضل، المحدّث الجليل، المعروف بابن البطريق، يروى عن ابن شهرآشوب سنة خمس وتسعين وخمسمائة وهو صاحب كتاب "العمدة في مناقب الأئمة" و"الخصائص في مناقب أمير المؤمنين (ع)" وهو أشهر من أن تُشرح أحواله، من كبار شيوخ الشيعة رضي الله عنه).[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](2)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']عمدة عيون صحاح الأخبار ص6-7[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](3)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']، [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']ترجم له الحر العاملي في "أمل الآمل 2/17" فقال: (عالم فاضل فقيه محدث ثقة ، له كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج حسن كثير الفوائد).[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](1)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] الاحتجاج 1/70 و بحار الأنوار 28/176[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](2)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']الأمالي للطوسي ص40 حديث رقم (45)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'].[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](3)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] إرشاد[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']القلوب 2/403 وبحارالأنوار 43/17[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']والأسرار الفاطمية ص426[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](1)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] تفسير الإمام العسكري ص20 وبحار الأنوار 39/25[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](2)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] الأمالي للصدوق ص2[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']75[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']حديث رقم (306) [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif']والخصال 1/204[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](3)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] تفسير القمي 2/347 وبحار الأنوار 22/277 و35/214[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](4)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] كمال الدين [/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'](ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النص على القائم وأنه (الثاني عشر في الأئمة) ص245[/FONT]
[FONT='Traditional Arabic','serif'](1)[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] مناقب آل أبي طالب 1/188 وبحار الأنوار 19/225[/FONT]
[/FONT][/FONT][/FONT]
تعليق