إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تفسير آية (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )) للامام الاكب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير آية (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )) للامام الاكب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    ____نتمنى القرأة للأستفادة____



    تفسير آية (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )) للامام الاكبر الراحل الشيخ محمود شلتوت

    ______________



    الأعتصام بحبل الله

    أذا وجدت التقوى في النفوس دفعت الى التمسك بكتاب الله , والأعتصام بحبله , وذلك يكون بتعرف أحكام الله أوامره ونواهيه والعمل بها , والخضوع لها , ونبذ ما سواها , والعمل على نشرها

    وحبل الله ( كما روى مرفوعا عن النبي ص ) هو القرآن الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم , وهو هدى الله الذي بعث به الأنبياء , وختم به الرسالات , وعبُر عنه بالحبل ( والحبل أداة الربط والحفظ ) للأشارة ألى أن الكتاب بتعاليمه وأحكامه يربط العاملين به بعضهم ببعض , ويربطهم جميعاً بربهم , ويكون عصمة لهم من التردي في مهاوي الأهواء والشهوات

    تحذير من التفرق

    وبعد أن تأمر الآية المؤمنين بالتمسك والأعتصام بحبل الله , والمقتضى لجمع الكلمة , تصرح بالنهي عن التفرقة (( ولا تفرقوا )) وقد أطلق النهي عن التفرق أطلاقا , فشمل التفرق الناشئ عن الاعتداد بالعصبيات والجنسيات , كما كانت سنة أهل الجاهلية التي أبطلها الأسلام , والتي لأجلها نزلت هذه الآيات , والتي جاء فيها قوله صلى الله عليه (وآله) وسلم : ( ليس منا من دعا الى عصبية ) , وشمل التفرق الناشئ عن الأراء المبتدعة التي سحر بها فريق من الناس , وآثروها على كتاب الله فنبذوه وراءهم ظهرياً , واتبعوا ما تملي عليهم الشهوات والأهواء , وصاروا بها شيعاً يضرب بعضهم رقاب بعض (( أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ أنما أمرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ))


    اختلاف الأفهام في الاجتهاديات ليس من التفرق المحظور

    وليس من التفرق المنهي عنه أن تختلف الآراء والأفهام فيما جعله الله محلا للآراء والأفهام , ووكل أمره الى اجتهاد المجتهدين عن طريق النظر في الأدلة والمصالح ومراعاة ما ينفع الناس , وأنما التفرق المنهي عنه هو التفرق عن سبيل الله الواضحة البينة , والأعراض عما نص الله عليه , وتحكيم الهوى في الدين والمصلحة , وعدم الرجوع في معرفة الحق والصالح الى قواعد التشريع العامة التي تضمها كتاب الله وهديه (( وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) , و (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ))

    فالاختلاف في التوحيد وصور العبادات وعقيدة البعث والجزاء , تفرق في الدين , والاختلاف في جعل أساس التشريع هو كتاب الله , تفرق في الدين , واتخاذ الاختلاف في الرأي فيما جعله الله محلا للرأي سبيلا للتقاطع والتدابر تلبية لروح العصبية والمذهبية , تفرق في الدين . وقد اختلف الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون هذا الاختلاف المذهبي , ولم ينكر منهم أحد على أحد , ولم يقاطع منهم أحد أحداً , بل اقتدى الشافعي بالحنفي , والحنبلي بالمالكي , و عبدالله بن عمر بـ عبدالله بن مسعود , وكانوا جميعاً في كل عصورهم مع اختلافهم في الفهم والرأي أخواناً في الله , معتصمين بحبل الله

    وما كان أجمل صورة المسلمين وقد اجتمعت وفودهم في المؤتمر الأسلامي بفلسطين في المسجد الأقصى , فصلى بهم أحد كبار مجتهدي الشيعة الأمامية ( الأثنى عشرية ) فضيلة الأستاذ الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء ولا فرق بين من يدعى بسني , ولا من يدعى بشيعي , وكانوا جميعاً صفوفاً متراصة خلف أمام واحد , يدعون رباً واحداً , متجهين ألى قبلة واحدة (( أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ))

    وما أجمل أن نرى علماء المسلمين وقد اجتمعوا على اختلاف آرائهم الفقهية يبحثون في شئون الأسلام ويستعرضون أحواله ويرسمون خطط الدعوة ألى الله , وفيهم الزيدي والأمامي والحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي , وفيهم علماء الدين ورجال الدولة وغاية الجميع واحدة هي العمل على ضم صفوف المسلمين وتنقيتها من أشواك التفرق .

    وهذا هو الوضع الديني الصحيح , ولكن نفراً من المسلمين في الماضي لذً لهم ( لأمر ما ) أن يتخذوا من الاختلاف في الآراء والمذاهب سبيلا للتشنيع الذي ولد البغضاء بين المسلمين وفرق كلمتهم , وفي اعتقادي أن هذا النفر لا يصدر في موقفه هذا عن رأي يدين به , ولكن عن مصلحة يحاول الحصول عليها أو استبقاءها , ومصداق ذلك قوله تعالى في الخلف الطالح : (( فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وأن يأتهم عرض مثله يأخذوه . ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله ألا الحق ودرسوا مافيه والدار الأخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ))

    تذكير بنعمة الأخوة

    وفي سبيل النهي عن التفرق يذكر الله المؤمنين الأولين , وقد حل بينهم ( بفضل التمسك بكتاب الله والاعتصام به ) الودً والصفاء محل البغض والجفاء , يذكرهم بتلك الأخوة التي أفرغها عليهم الأيمان بالله , والتي أنعم الله بها عليهم فقضت على ما كان بينهم من حروب طاحنة , وتباغض مستمر , وعداء مستحكم , ووحدت في نفوسهم الأحساس والشعور والرغبة في تحقيق الأغراض السامية , وأصبحوا بفضل هذا الصفاء وتلك الأخوة أسرة واحدة على قلب رجل واحد متحابين متعاونين شعارهم تقوى الله وصالح الناس , وفي هذا أيحاء جلي واضح لمؤمني العصور من بعدهم بأن هذه النعمة ( نعمة الأخوة ) تدوم بينهم وتثمر ثمراتها , بما وجدت به في أولهم من التمسك بالكتاب والاعتصام بحبل الله

    انتهى

    ____________________

    منقول من كتاب ( تفسير القران الكريم ) للامام الاكبر الراحل الشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر


    ____________________________



    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

  • #2
    مشكوووور يا أخي النور على الموضوع المفيد

    والله يعطيك العافية

    نسألكم الدعاء

    السحـــــــــــاب

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X