بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وبعد..
تمر هذه الأيام ونحن في أجواء ولادة من سميت في السماء المنصورة.. وفي الأرض فاطمة عليها السلام..
فاطمة الطاهرة المطهرة التي فطمت بالعلم.. وفطم الخلق عن معرفتها.. وفطمت محبيها وشيعتها من النار يوم القيامة.. كما فطمت طمع الطامعين في وراثة أمر رسول الله (ص) في الدنيا..
وهي من آل بيت ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وتحيرت الحكماء وكلت الشعراء عن وصف شأن من شؤونهم أو فضيلة من فضائلهم .
لكن الوصف إن خرج منهم كان رشداً ونوراً.
وها هو صادقهم عليه السلام يبين جانباً من حال ولادتها عليها السلام وحال الدنيا في ذلك اليوم
فعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عندما وضعت السيدة خديجة مولاتنا الزهراء عليها السلام : فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض و لا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور.
إلى أن يقول عليه السلام : ... و تباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة ع و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك .(أمالي الصدوق ص594)
وقد أضاء هذا النور السماوات والأرض قبل إخراجها من صلب النبي (ص) كذلك.. فعن جابر عن أبي عبد الله ع قال: قلت له: لم سميت فاطمة الزهراء زهراء؟
فقال: لأن الله عز و جل خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات و الأرض بنورها و غشيت أبصار الملائكة و خرت الملائكة لله ساجدين و قالوا إلهنا و سيدنا ما لهذا النور؟
فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري أسكنته في سمائي خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع الأنبياء و أخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي و أجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي.(علل الشرائع ج1 ص180)
فإذا كان هذا حال الدنيا عند ولادتها عليها السلام وكنا نعيش هذه الذكرى.. فما معنى ولادتنا من جديد ؟!
أحد معاني الولادة المقصودة يذكره النبي (ص) لعلي عليه السلام : ..و من زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام و خرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه فأبشر و بشر أولياءك و محبيك من النعيم و قرة العين بما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر .. (المزار للمفيد ص228)
فإذا كانت زيارة قبورهم عليهم السلام فيها خروج الزائر من ذنوبه حتى يرجع كيوم ولدته أمه.. فما حالنا نحن الشيعة في يوم ولادة مولاتنا الزهراء عليها السلام وقبرها معفر مخفي عنا؟!
ما حالنا إن أردنا أن نولد من جديد في ذكرى ولادتها ؟!
لقائل أن يقول: إن كان غرضكم مغفرة الذنوب فذاك حاصل لمحبيها يوم القيامة، فعن إمامنا أبي جعفر عليه السلام : لفاطمة ع وقفة على باب جهنم فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محباً.
فتقول: إلهي و سيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار و وعدك الحق و أنت لا تخلف الميعاد.
فيقول الله عز و جل: صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة و فطمت بك من أحبك و تولاك و أحب ذريتك و تولاهم من النار و وعدي الحق و أنا لا أخلف الميعاد.
وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفعك و ليتبين لملائكتي و أنبيائي و رسلي و أهل الموقف موقفك مني و مكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمنا فخذي بيده وأدخليه الجنة (علل الشرائع ج1 ص179)
فإن شفاعتها عليها السلام ستنال من مات على حبها فمم شكواكم أيها الشيعة ؟
وما ضرّكم لو خفي قبرها إن ظهر أمرها ؟
ألا يكفيكم أن شيعة علي وفاطمة والأئمة آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم قد ذهبت عنهم الشدائد يوم القيامة ؟! يخاف الناس ولا يخافون ويظمأ الناس وهم لا يظمؤون ؟!
فإذا كان الخلائق في يوم الحساب يودون لو كانوا فاطميين كما يقول علي عليه السلام
فما ضركم إن كنتم فاطميين في الدنيا والآخرة ؟
لكن لسان حال الشيعي يقول
هل سننجح في كل ولادة جديدة في تطهير أنفسنا وإمامنا غائب عنا ؟!
هل سنوفق للتوجه لله عز وجل والامتثال لأمره ؟ وهل يا ترى نجد إمامنا راضٍ عنا ؟!
هل سنشهد يوماً يأتي فيه من يرشدنا إلى قبرها عليه السلام ويأخذ بثارها ويشركنا معه ؟
أم تأتي منيّتنا وفي القلب غصة وفي العين دمعة ؟
نعم في ذكرى ولادتها عليها السلام تختلط الفرحة بالدمعة والأسى
فرحة لولادةٍ ملأ الأكوان عطرها وشذاها
ودمعة لآلامٍ لا طاقة للبشر على حملها !
ساعد الله قلبك يا زهراء.. وقلب ولي العصر إمامنا عجل الله فرجه الشريف.
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
وبعد..
تمر هذه الأيام ونحن في أجواء ولادة من سميت في السماء المنصورة.. وفي الأرض فاطمة عليها السلام..
فاطمة الطاهرة المطهرة التي فطمت بالعلم.. وفطم الخلق عن معرفتها.. وفطمت محبيها وشيعتها من النار يوم القيامة.. كما فطمت طمع الطامعين في وراثة أمر رسول الله (ص) في الدنيا..
وهي من آل بيت ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وتحيرت الحكماء وكلت الشعراء عن وصف شأن من شؤونهم أو فضيلة من فضائلهم .
لكن الوصف إن خرج منهم كان رشداً ونوراً.
وها هو صادقهم عليه السلام يبين جانباً من حال ولادتها عليها السلام وحال الدنيا في ذلك اليوم
فعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عندما وضعت السيدة خديجة مولاتنا الزهراء عليها السلام : فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض و لا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور.
إلى أن يقول عليه السلام : ... و تباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة ع و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك .(أمالي الصدوق ص594)
وقد أضاء هذا النور السماوات والأرض قبل إخراجها من صلب النبي (ص) كذلك.. فعن جابر عن أبي عبد الله ع قال: قلت له: لم سميت فاطمة الزهراء زهراء؟
فقال: لأن الله عز و جل خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات و الأرض بنورها و غشيت أبصار الملائكة و خرت الملائكة لله ساجدين و قالوا إلهنا و سيدنا ما لهذا النور؟
فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري أسكنته في سمائي خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع الأنبياء و أخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي و أجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي.(علل الشرائع ج1 ص180)
فإذا كان هذا حال الدنيا عند ولادتها عليها السلام وكنا نعيش هذه الذكرى.. فما معنى ولادتنا من جديد ؟!
أحد معاني الولادة المقصودة يذكره النبي (ص) لعلي عليه السلام : ..و من زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام و خرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه فأبشر و بشر أولياءك و محبيك من النعيم و قرة العين بما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر .. (المزار للمفيد ص228)
فإذا كانت زيارة قبورهم عليهم السلام فيها خروج الزائر من ذنوبه حتى يرجع كيوم ولدته أمه.. فما حالنا نحن الشيعة في يوم ولادة مولاتنا الزهراء عليها السلام وقبرها معفر مخفي عنا؟!
ما حالنا إن أردنا أن نولد من جديد في ذكرى ولادتها ؟!
لقائل أن يقول: إن كان غرضكم مغفرة الذنوب فذاك حاصل لمحبيها يوم القيامة، فعن إمامنا أبي جعفر عليه السلام : لفاطمة ع وقفة على باب جهنم فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محباً.
فتقول: إلهي و سيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار و وعدك الحق و أنت لا تخلف الميعاد.
فيقول الله عز و جل: صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة و فطمت بك من أحبك و تولاك و أحب ذريتك و تولاهم من النار و وعدي الحق و أنا لا أخلف الميعاد.
وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفعك و ليتبين لملائكتي و أنبيائي و رسلي و أهل الموقف موقفك مني و مكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمنا فخذي بيده وأدخليه الجنة (علل الشرائع ج1 ص179)
فإن شفاعتها عليها السلام ستنال من مات على حبها فمم شكواكم أيها الشيعة ؟
وما ضرّكم لو خفي قبرها إن ظهر أمرها ؟
ألا يكفيكم أن شيعة علي وفاطمة والأئمة آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم قد ذهبت عنهم الشدائد يوم القيامة ؟! يخاف الناس ولا يخافون ويظمأ الناس وهم لا يظمؤون ؟!
فإذا كان الخلائق في يوم الحساب يودون لو كانوا فاطميين كما يقول علي عليه السلام
فما ضركم إن كنتم فاطميين في الدنيا والآخرة ؟
لكن لسان حال الشيعي يقول
هل سننجح في كل ولادة جديدة في تطهير أنفسنا وإمامنا غائب عنا ؟!
هل سنوفق للتوجه لله عز وجل والامتثال لأمره ؟ وهل يا ترى نجد إمامنا راضٍ عنا ؟!
هل سنشهد يوماً يأتي فيه من يرشدنا إلى قبرها عليه السلام ويأخذ بثارها ويشركنا معه ؟
أم تأتي منيّتنا وفي القلب غصة وفي العين دمعة ؟
نعم في ذكرى ولادتها عليها السلام تختلط الفرحة بالدمعة والأسى
فرحة لولادةٍ ملأ الأكوان عطرها وشذاها
ودمعة لآلامٍ لا طاقة للبشر على حملها !
ساعد الله قلبك يا زهراء.. وقلب ولي العصر إمامنا عجل الله فرجه الشريف.
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق