إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عرفان آل محمد.. جوهرة حارت فيها الألباب ! وتاهت فيها الحلوم !

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عرفان آل محمد.. جوهرة حارت فيها الألباب ! وتاهت فيها الحلوم !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وبعد..

    فقد لاحظ المتابع مؤخراً تسليطاً واضحاً للضوء على بعض ما أطلق عليه تسمية مدارس العرفان، وذلك لظهور عدة حالات شاذة جداً في الوسط الشيعي يدّعي كل منها وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم وصالاً.

    ولمّا كان المقصود بالعرفان عندهم معرفة الله عز وجل كان البحث مرتبطاً بأصول الاعتقاد عندنا ثم ما يترتب على ذلك من فروع.
    وبما أن بعض المدارس الشاذة قد شطحت يميناً أو شمالاً وقالت شططاً كان لا بدّ من وقفة تضع النقاط على الحروف رغم وضوحها عند الأعم الأغلب، وتلقي الحجة على القلة القليلة من أتباع هذه المدارس، وتسلط الضوء على المعاني المقبولة من العرفان عند آل بيت النبي صلى الله عليه وآله.

    وقد توهم قوم أن إبطال المدارس المنحرفة يعني إبطالاً لكل ما يسمى معرفة حقاً كان أو باطلاً، وهذا توهم فاسد جداً كما سيأتيك.
    وبعد ان تعرضنا لبعض مصاديق الحالات الشاذة ومن يجسدها في موضوع آخر.. سنتعرّض في هذا الموضوع للمسألة بصورة عامة وبشيء من الإيجاز وذلك في عدة محاور طرح بعضها سابقاً وسيأتيك الكلام في البعض الآخر.

    ومن أهم هذه المحاور
    1. أن معرفة كنه وحقيقة الذات الإلهية المقدسة ممتنعة لكل أحد.
    2. أن المعرفة الكاملة التي يمكن أن يصل إليها المخلوق قد وصل إليها محمد وأهل بيته عليهم السلام دون غيرهم ولا يدانيهم فيها أحد.
    3. أن طريق المعرفة الحقة الممكنة لله عز وجل لا تؤخذ إلا عنهم عليهم السلام وبيان شيء عن هذه المعرفة.
    4. أن الطاعة المطلقة لا تجب إلا للمعصوم عليه السلام، وأما من دونه فكل يؤخذ عنه بقدر.
    5. أن كل منهج سلوكي مغاير لمنهجهم وغير متبع لهم هو باطل حتى لو تسمى باسمهم.

    وقد نتعرض لبعض المحاور الاخرى كدعاوى الكرامات والمكاشفات والمنامات وغير ذلك إن شاء الله.

    شعيب العاملي

  • #2
    تسجيل متابعة

    تعليق


    • #3
      1. أن معرفة كنه وحقيقة الذات الإلهية المقدسة ممتنعة لكل أحد.

      بسم الله الرحمن الرحيم

      امتناع معرفة كنه وحقيقة الذات الإلهية
      دلّ على ذلك العقل والنقل بشقيه: الكتاب والسنة.

      - أما العقل فلامتناع احاطة المخلوق (المحدود) بالخالق (الذي ليس لصفته حد محدود)

      - وأما الكتاب الكريم، فقوله تعالى
      ولا يحيطون به علما ( طه 110 )
      وما قدروا الله حق قدره (الأنعام 91)

      - وأما من السنة الشريفة فالأحاديث كثيرة جداً منها:

      - عن النبي (ص) : ... و لا يبلغ أحد كنه معرفته.
      فقيل: و لا أنت يا رسول الله؟
      قال: و لا أنا، الله أعلى و أجل أن يطلع أحد على كنه معرفته (عوالي‏ اللآلي ج : 4 ص : 132)

      - عن أمير المؤمنين عليه السلام : يا من لا يعلم ما هو الا هو (مصباح الكفعمي ص264)

      - عن الإمام الصادق عليه السلام: و لا يحيطون به علما لا يحيط الخلائق بالله عز و جل علما إذ هو تبارك و تعالى جعل على أبصار القلوب الغطاء فلا فهم يناله بالكيف و لا قلب يثبته بالحدود- فلا يصفه إلا كما وصف نفسه- (التوحيد للصدوق ص263)

      - يقول عبد الله علي بن موسى الرضا: ...و ما قدروا الله حق قدره‏ يقول ما عرفوا الله حق‏ معرفته‏ (فقه الرضا ص65)


      - عن أبي عبد الله ع قال: إن الله تبارك و تعالى لا تقدر قدرته و لا يقدر العباد على صفته و لا يبلغون كنه‏ علمه‏ و لا مبلغ عظمته‏ (التوحيد للصدوق ص128)

      - وعن أبي الحسن موسى بن جعفر ع : ان الله أعلى و أجل و أعظم من أن يبلغ‏ كنه‏ صفته‏ فصفوه بما وصف به نفسه و كفوا عما سوى ذلك.(الكافي ج1 ص102)

      - وعن الإمام الصادق عليه السلام : ... و بالذات‏ التي‏ لا يعلمها إلا هو ... (توحيد الصدوق ص50)

      - وعن أمير المؤمنين عليه السلام : يا من لا يعلم ما هو الا هو (مصباح الكفعمي ص264)

      - وفي دعاء يوم عرفة : يا من لا يعلم كيف هو إلا هو (إقبال الأعمال ج2 ص80)

      - وعن الإمام الصادق عليه السلام : سبحان من لا يعلم‏ كيف‏ هو إلا هو (بحار الأنوار ج3 ص301)

      - عن أمير المؤمنين : و ممتنع‏ عن‏ الإدراك‏ بما ابتدع من تصريف الذوات‏ (التوحيد للصدوق ص70)

      والكثير من أمثالها، ومن أراد المزيد منها فعليه بمراجعة موضوعنا الآخر (إياكم والتفكر في ذات الله فتتيهوا...) وخصوصا المشاركات رقم 5 و36 و 46.
      http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=163050

      فهذا أصل مسلّم ومتفق عليه عند الشيعة قاطبة لم يخرج عن ذلك منهم إلا نزر يسير من الشواذ الذين لا يعبأ بقولهم.

      شعيب العاملي

      تعليق


      • #4
        2. أن معرفة المخلوقين الكاملة الممكنة وصل إليها محمد وأهل بيته ولا يدانيهم فيها أحد.

        بسم الله الرحمن الرحیم

        وردت بعض الروايات التي دلّت على معرفتهم عليهم السلام لله عز وجل منها:

        - سئل أمير المؤمنين ع: بم عرفت‏ ربك؟
        ‏ قال: بما عرفني نفسه
        قيل: و كيف عرفك نفسه؟
        قال: لا يشبهه صورة و لا يحس بالحواس و لا يقاس بالناس.... (الكافي ج1 ص86)
        وأمثالها من الروايات التي تؤكد معرفتهم لله عز وجل.

        - ووردت المعرفة أيضاً لغيرهم عليهم السلام، فكلنا نعرف الله عز وجل وإن بمراتب مختلفة، ففي الحديث عن علي عليه السلام : وأنا باب حطة من عرفني و عرف حقي فقد عرف‏ ربه‏ (معاني الأخبار ص18)

        - بل إن المعرفة لله عز وجل (ولو بمراتبها الدنيا) قد تصدق حتى على غير الشيعي وعلى الضال عن الحق والحقيقة، فعن رزين بن حبيش قال سمعت عليا ع يقول‏: إن العبد إذا دخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر و نكير فأول من يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فإن أجاب نجا و إن عجز عذباه.
        فقال له رجل: [ما] لمن عرف‏ ربه‏ و نبيه و لم يعرف وليه؟
        فقال: مذبذب‏ لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء و من يضلل الله فلن تجد له سبيلا ذلك لا سبيل له ..(بصائر الدرجات ج1 ص498)
        فهذا المذبذب لا يعرف ربه كمعرفة من عرف حقهم عليهم السلام، كما أن من عرف حقهم لا يعرف ربه كما عرفه الأئمة عليهم السلام.

        * وبهذا يتضح أن معرفة الله عز وجل على مراتب، ولا شك أن كل مؤمن يندرج في مرتبة من مراتبها.

        * نعم يختص المطهرون عليهم السلام بالمرتبة العليا والكاملة منها كما ورد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:
        يا علي، ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري (كما في مناقب آل أبي طالب ج3 ص267)
        - فإن كان المقصود من الحديث الشريف معرفة (حق الله) فعلاً وكان الحديث يحتمل ذلك، فالوجه واضح إذ ما وصل أحد إلى أقصى مراتبه غيرهم عليهم السلام.
        -
        وإن كان المقصود (معرفة الله)فوجهه واضح أيضاً من أن المعرفة هنا هي أقصى ما يمكن للمخلوق أن يعرف الخالق به بقرينة قوله الآخر صلى الله عليه وآله: (وما عرفناك حق معرفتك) وقوله (ص) : (ولا يبلغ أحد كنه معرفته... ولا أنا، الله أعلى و أجل أن يطلع أحد على كنه معرفته) كما ذكرنا سابقاً.

        * وهذا النص وغيره العديد من النصوص تؤكد بلوغهم عليهم السلام مرتبة لا يدانيهم فيها أحد من المعرفة والقرب من الله عز وجل والانقياد له تعالى فكساهم من حلله وأعطاهم ما لم يعط أحداً من العالمين وما ليس لأحد فيه مطمع من الأولين والآخرين، بل هذا من أوضح معتقدات الشيعية الإمامية ومما لا شك ولا ريب عندهم فيه.

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #5
          اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ..

          (
          وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
          )
          قدر الشيء و قدره بالتحريك كميته من عظم أو صغر و نحوهما يقال: قدرت الشيء قدرا و قدرته بالتشديد تقديرا إذا بينت كمية الشيء و هندسته المحسوسة ثم توسع فيه فاستعمل في المعاني غير المحسوسة فقيل: قدر فلان عند الناس و في المجتمع أي عظمته في أعين الناس و وزنه في مجتمعهم و قيمته الاجتماعية.
          و إذ كان تقدير الشيء و تحديده بحدود لا ينفك غالبا عن وصفه بأوصافه المبينة لحاله المستتبعة لعرفانه أطلق القدر و التقدير على الوصف و على المعرفة بحال الشيء - على نحو الاستعارة - فيقال قدر الشيء و قدره أي وصفه، و يقال: قدر الشيء و قدره أي عرفه، فاللغة تبيح هذه الاستعمالات جميعا.
          و لما كان الله سبحانه لا يحيط بذاته المتعالية حس و لا وهم و لا عقل و إنما يعرف معرفة ما بما يليق بساحة قدسه من الأوصاف و ينال من عظمته ما دلت عليه آياته و أفعاله صح استعمال القدر فيه تعالى بكل من المعاني السابقة فيقال: ما قدروا الله حق قدره أي ما عظموه بما يليق بساحته من العظمة أو ما وصفوه حق وصفه أو ما عرفوه حق معرفته.

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة علي الدرويش
            اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ..

            (
            وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
            )
            قدر الشيء و قدره بالتحريك كميته من عظم أو صغر و نحوهما يقال: قدرت الشيء قدرا و قدرته بالتشديد تقديرا إذا بينت كمية الشيء و هندسته المحسوسة ثم توسع فيه فاستعمل في المعاني غير المحسوسة فقيل: قدر فلان عند الناس و في المجتمع أي عظمته في أعين الناس و وزنه في مجتمعهم و قيمته الاجتماعية.
            و إذ كان تقدير الشيء و تحديده بحدود لا ينفك غالبا عن وصفه بأوصافه المبينة لحاله المستتبعة لعرفانه أطلق القدر و التقدير على الوصف و على المعرفة بحال الشيء - على نحو الاستعارة - فيقال قدر الشيء و قدره أي وصفه، و يقال: قدر الشيء و قدره أي عرفه، فاللغة تبيح هذه الاستعمالات جميعا.
            و لما كان الله سبحانه لا يحيط بذاته المتعالية حس و لا وهم و لا عقل و إنما يعرف معرفة ما بما يليق بساحة قدسه من الأوصاف و ينال من عظمته ما دلت عليه آياته و أفعاله صح استعمال القدر فيه تعالى بكل من المعاني السابقة فيقال: ما قدروا الله حق قدره أي ما عظموه بما يليق بساحته من العظمة أو ما وصفوه حق وصفه أو ما عرفوه حق معرفته.

            بسم الله الرحمن الرحيم
            هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ
            هل التفسير السابق للعضو علي الدرويش عن ائمة الهدى عليهم السلام ام من دكاكين البقالة المفتوحة حاليا لكل من هب ودب !!!!!!!!!!!!!!

            تعليق


            • #7
              اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ..
              الاخ بحر :
              الادب لغة مفروضة عليك ، غير إني لن انجر بلعبة (الطعم والصيد)
              أخي الكريم ، اعلاه بقلم الفذ العارف البارز العالم ، الطبطبائي قدس صاحب الميزان (فخر الشيعة) ، تفضل وبين اعتراضك !؟

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة علي الدرويش
                اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ..
                الاخ بحر :
                الادب لغة مفروضة عليك ، غير إني لن انجر بلعبة (الطعم والصيد)
                أخي الكريم ، اعلاه بقلم الفذ العارف البارز العالم ، الطبطبائي قدس صاحب الميزان (فخر الشيعة) ، تفضل وبين اعتراضك !؟
                الاخ علي شكرا لردكم

                وكان مجرد استفسار واعتذر لجميع الاخوة والاخ شعيب
                ومتابع معكم

                تعليق


                • #9
                  3. أن طريق المعرفة الحقة الممكنة لله تعالى لا تؤخذ إلا عنهم وبيان شيء منها.

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  وتحية للإخوة المشاركين والمتابعين.

                  يدرك العقل وجود خالق متّصف بصفات الكمال منزّه عن النقائص والعيوب، فالعقل هو الحجة الباطنة التي أودعها الله في قلب ابن آدم ليستعين بها على المعرفة والاستقامة.
                  ويدرك العقل بعد ذلك حاجته وحاجة صاحبه إلى حجة ظاهرة تبين له ما خفي عليه وما يحتاج اليه وترشده إلى أرشد السبل.
                  وليست تلك الحجة الظاهرة إلا محمد وأهل بيته عليهم السلام

                  ومما قاله أئمتنا عليهم السلام في ذلك كما ورد في بصائر الدرجات ج1 ص8-9
                  - عن أبي جعفر عليه السلام : ... فليذهب الحسن (البصري) يمينا و شمالا فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا.
                  - وعنه عليه السلام : شرقا و غربا لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج‏ من‏ عندنا أهل البيت.
                  - وعنه عليه السلام : ليذهبوا حيث شاءوا أما و الله لا يجدون العلم إلا هاهنا ثم سكت ساعة، ثم قال أبو جعفر ع: عند آل محمد.
                  - وعن أبي عبد الله عليه السلام : ... فليشرق الحكم و ليغرب أما و الله لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ع.

                  وغير ذلك من الأحاديث الدالة على أن المعرفة الحقة تؤخذ منهم عليهم السلام حصراً فهم باب الله وهم الطريق إليه وهم الحجة الدالة عليه.

                  ومن أراد أن يهتدي بهديهم فهذه كلماتهم تصدح مبيّنة للحق ومشيرة إلى بعض المعاني والمراتب الممكنة من معرفته تعالى، فتأمل فيها رعاك الله.

                  - عن الزهري قال: دخل رجال من قريش على علي بن الحسين ص فسألوه: كيف الدعوة إلى الدين؟
                  قال تقول‏ بسم الله الرحمن الرحيم* أدعوكم إلى الله عز و جل و إلى دينه وجماعه أمران‏ : أحدهما معرفة الله‏ عز و جل و الآخر العمل برضوانه.
                  و إن معرفة الله‏ عز و جل أن يعرف بالوحدانية و الرأفة و الرحمة و العزة و العلم و القدرة و العلو على كل شي‏ء و أنه النافع الضار القاهر لكل شي‏ء الذي‏ لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير و أن محمدا عبده و رسوله و أن ما جاء به هو الحق من عند الله عز و جل و ما سواه هو الباطل فإذا أجابوا إلى ذلك فلهم ما للمسلمين و عليهم ما على المسلمين (الكافي ج5 ص36)

                  - عن الفتح بن يزيد عن أبي الحسن ع قال: سألته عن أدنى‏ المعرفة؟
                  فقال‏: الإقرار بأنه لا إله غيره و لا شبه له و لا نظير و أنه قديم مثبت موجود غير فقيد و أنه‏ ليس كمثله شي‏ء.(الكافي ج‏1 ص86)

                  - ولما سأل الأعرابي النبي صلى الله عليه وآله قائلاً: و ما معرفة الله‏ حق‏ معرفته؟
                  قال (ص): تعرفه بلا مثل و لا شبه و لا ند و أنه واحد أحد ظاهر باطن أول آخر لا كفو له و لا نظير فذلك حق معرفته.(التوحيد للصدوق ص284)

                  - وعن الإمام الرضا عليه السلام : .. أول عبادة الله معرفته و أصل معرفة الله‏ توحيده .. (توحيد الصدوق ص34)

                  - وعن أبي عبد الله ع قال‏: خرج الحسين بن علي ع على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه.
                  فقال له رجل يا ابن رسول الله بأبي أنت و أمي فما معرفة الله؟‏
                  قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته.
                  قال مصنف هذا الكتاب: يعني بذلك أن يعلم أهل كل زمان أن الله هو الذي لا يخليهم في كل زمان عن إمام معصوم فمن عبد ربا لم يقم لهم الحجة فإنما عبد غير الله عز و جل‏ (علل الشرائع للصدوق ج1 ص9)

                  - عن أبي حمزة الثمالي رضوان الله تعالى عليه قال: قال أبو جعفر عليه السلام : " يا أبا حمزة ، إنما يعبد الله من عرف الله، فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالاً"
                  قلت: أصلحك الله ، وما معرفة الله؟
                  قال (ع) : " يصدق الله ويصدق محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة علي والإئتمام به وبأئمة الهدى من بعده ، والبراءة إلى الله من عدوهم وكذلك عرفان الله"
                  قلت: أصلحك الله ، أي شيء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان؟
                  قال(ع) : " توالي أولياء الله ، وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله." (تفسير العياشي ج2 ص116)

                  * وكما ترى فهذه معانٍ عدة لمعرفة الله ومراتب مختلفة لها، بعضها يبين المعرفة المطلوبة بذاتها وبعضها بلوازمها ونتائجها، والحديث التالي مثلاً ينفي المعرفة عمن يتجرأ على معصية الله، فعن أمير المؤمنين عليه السلام : و كذب من زعم‏ أنه‏ يعرف‏ الله‏ و هو مجترئ على معاصي الله‏ (أمالي الصدوق ص209)

                  * وإذا عدنا إلى الحديث الأول للإمام زين العابدين عليه السلام، وأردنا أن نعرف ما هو العمل برضوان الله تعالى وكيف يكون المؤمن عاملاً بها تقياً ورعاً، نجد النبي (ص) قد بينها صريحاً بقوله (ص): اعمل بفرائض الله تكن أتقى‏ الناس (الكافي ج2 ص82)
                  - وعنه (ص) : يا علي ثلاث من لقي الله عز و جل بهن فهو من أفضل‏ الناس‏ من أتى الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس و من ورع عن محارم الله عز و جل فهو من أورع الناس و من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس‏ (من لا يحضره الفقيه ج4 ص358)

                  * والمصاديق للفرائض وغيرها مما يقرب من الله كثيرة ومنها :
                  - قال رسول الله صلى الله عليه وآله:‏ أفضل‏ الناس‏ من عشق العبادة فعانقها و أحبها بقلبه و باشرها بجسده و تفرغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر (الكافي ج2 ص83)
                  - وقال ص: أفضل‏ الناس‏ بعد النبيين ص في الدنيا و الآخرة المحبون لله المتحابون فيه‏ (مصباح الشريعة ص194)
                  - وعنه ص : و أتقى‏ الناسمن قال الحق فيما له و عليه‏(من لا يحضره الفقيه ج4 ص395)
                  - وعنه ص‏: من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله و من أحب أن يكون أتقى‏ الناسفليتوكل على الله تعالى‏(من لا يحضره الفقيه ج4 ص400)
                  - وعن أبي عبد الله ع قال: من سبح الله مائة مرة كان أفضل‏ الناس‏ ذلك اليوم إلا من قال مثل قوله‏(محاسن البرقي ج1 ص37)
                  وأمثالها من الروايات التي تدور في هذا الفلك.

                  وقد أكدت الروايات الشريفة على أمرين: أحدهما المعرفة، والآخر العمل الناتج عنها.
                  ولا يتوهّمن متوهّم أن هذه المعاني بسيطة وسهلة ولا أن هذه الأفعال يسيرة لكل أحد.

                  * أما المعاني فهي ما يجب على الإنسان أن يدركه بتنزيه ربه عما لا يليق به ففي الحديث مثلاً "ما عرف الله تعالى من شبهه بخلقه (تفسير الإمام العسكري ص52)
                  وفي الحديث أيضاً : الأوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف الله عز وجل .. (الكافي ج2 1 ص193)

                  * وأما الأفعال فهذا إبليس قد أخرجه الله عز وجل من عز القرب إلى ذل البعد لما عصاه في أمر واحد هو السجود لآدم عليه السلام. ولم تشفع له عبادته المتمادية في ذلك.
                  - وهذا النبي (ص) يصرح بصعوبة بعض شروط الطاعة، فعن أبي جعفر ع قال: قال رسول الله ص- لجابر بن عبد الله يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره و قام وردا من ليله‏ وعف بطنه و فرجه و كف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر.
                  فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث
                  فقال رسول الله ص: يا جابر و ما أشد هذه‏ الشروط (الكافي ج‏4 ص87)

                  * ولولا ذلك لم يكن أتقى الناس وأفضلهم هو العامل بفرائض الله والمتورع عن محارمه والمتوكل عليه سبحانه..

                  * هذا هو منهج آل محمد عليهم السلام أيها الأحبة فخذوه من منبعه صافياً نقياً غير ملوّث بالأدران، لم تخالطه الآراء الفاسدة ولا الأقوال الكاسدة ولم يمزج باطل الأهواء فيه، فهُم معدن العلم والحكمة ولا يصدر منهم إلا الحق والخير بل هم الحق والخير، جعلنا الله ممن اتبع سبيلهم واهتدى بهديهم واستنار بأنوارهم.

                  والحمد لله رب العالمين

                  شعيب العاملي

                  تعليق


                  • #10
                    4. أن الطاعة المطلقة لا تجب إلا للمعصوم عليه السلام، وأما من دونه فكل يؤخذ عنه بقدر.

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    والحمد لله رب العالمين

                    تتميماً لما ذكرنا في المشاركة السابقة مع ما يرتبط بهذه المشاركة لا بدّ من الإشارة إلى أن مكانة النبي (ص) وأهل بيته المعصومين عليهم السلام لا تدانيها مكانة أحد أبداً.
                    فهم حجة الله التامة الذين لا تخلو الأرض منهم، وهم الذين فرض الله طاعتهم على الناس قاطبة فجعل طاعتهم طاعته، وهم شهداء الله على خلقه وولاة أمره وخزنة علمه وخلفاؤه في أرضه وأبوابه التي منها يؤتى، ونور الله عز وجل، وهم أركان الأرض، وهم الراسخون في العلم، وهم معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة.

                    ولما كان الانحراف على صور وأشكال كان لا بد من لفت النظر إلى مختلف هذه الصور..
                    فمن صوره غصب الخلافة الظاهرية للإمام وهي التي اختصه الله بها.
                    ومن صوره إنكار مكانة الإمام ومقامه عند الله عز وجل كإنكار عصمته وغيرها.
                    ومن صوره المعكوسة رفع الإمام إلى مرتبة الألوهية كما فعل الغلاة.
                    ومن صوره أيضاً رفع أشخاص إلى مرتبة الإمام عليه السلام وادعاؤهم ما ليس لهم، وليس هذا ببعيد في واقعه عمّن نحى الإمام عن خلافته الظاهرية وجلس مكانه.

                    وإذا أردنا أن نعرف شيئاً عن مرتبة الإمام من آل محمد (وهم الذين لا يقاس بهم أحد) فنجد نموذجاً رائعاً عن ذلك في كلام مولانا الرضا عليه السلام حيث ورد عنه:
                    .. الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد و لا يعادله عالم و لا يوجد منه بدل و لا له مثل و لا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له و لا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ضلت العقول و تاهت الحلوم و حارت‏ الألباب‏ و خسأت العيون‏ و تصاغرت العظماء و تحيرت الحكماء و تقاصرت الحلماء و حصرت الخطباء و جهلت الألباء و كلت الشعراء و عجزت الأدباء و عييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله و أقرت بالعجز و التقصير
                    و كيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شي‏ء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه و يغني غناه لا كيف و أنى و هو بحيث النجم من يد المتناولين و وصف الواصفين فأين الاختيار من هذا و أين العقول عن هذا و أين يوجد مثل هذا أ تظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد ص ؟
                    كذبتهم و الله أنفسهم و منتهم الأباطيل‏ فارتقوا مرتقى صعبا دحضا تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة و آراء مضلة فلم يزدادوا منه إلا بعدا قاتلهم الله أنى يؤفكون‏ (الكافي ج1 ص201)

                    فإذا كان وصف شأن من شأن الإمام أو فضيلة من فضائله متعذراً على الناس، فأنى لهم أن يتعدوه ويدعوا لغيره مقاماً اختصه الله به ؟!
                    فمن تعداه هلك وأهلك، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي (ص): «ما ولت أمة أمرها رجلا قط و فيهم من‏ هو أعلم‏ منه‏ إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ملة عبدة العجل‏ (كتاب سليم بن قيس ج2 ص938)

                    فإذا كانت تولية الأمة أمرها لرجل منها وفيها من هو أعلم منه ترجع الأمة إلى عبادة العجل حتى لو اعترفت باختصاص هذا المقام بالأفضل، فما بالك برفع أشخاص إلى مقام المعصوم عليه السلام ؟!
                    وقد قيل لأمير المؤمنين ع: ..فمن شرار خلق الله بعد إبليس و فرعون و نمرود و بعد المتسمين‏ بأسمائكم و المتلقبين بألقابكم- و الآخذين لأمكنتكم و المتأمرين في ممالككم-؟
                    قال العلماء إذا فسدوا هم المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقائق و فيهم قال الله عز و جل‏ أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا (الإحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج‏2 ص458)

                    فأقرهم الإمام على سؤالهم أن المتسمين بأسماء الأئمة والمتلقبين بألقابهم والآخذين لأمكنتهم هم شرار خلق الله بعد إبليس.
                    ثم يتلوهم العلماء الفاسدون المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقائق.

                    وقد حذر الأئمة عليهم السلام من نصب أشخاص دون الحجة وأخذ كل ما قالوا، فعن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو عبد الله ع‏: إياك و الرئاسة و إياك أن تطأ أعقاب‏ الرجال‏.
                    قال قلت: جعلت فداك أما الرئاسة فقد عرفتها و أما أن أطأ أعقاب‏ الرجال‏ فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب‏ الرجال‏ .
                    فقال لي: ليس حيث تذهب إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال. (الكافي ج‏2 ص298)

                    وهذا تحذير واضح من الإمام عليه السلام بوجوب التنبه وعدم رفع أحد إلى مرتبة الإمام حتى بهذا المقدار، فالمعصوم هو الوحيد الذي تجب طاعته طاعة مطلقة ويجب اتباعه اتباعاً مطلقاً ومن عداه فكل يؤخذ عنه بقدر.

                    ولذا حثت الأحاديث الكثيرة على وجوب معرفة الحق لمعرفة أهله فعن أمير المؤمنين ع:‏ الحق لا يعرف بالرجال اعرف‏ الحق‏ تعرف أهله (روضة الواعظين و بصيرة المتعظين ج‏1 ص31)
                    و قد قال العالم عليه السلام: من دخل في الإيمان بعلم ثبت فيه، و نفعه إيمانه، و من دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه.
                    و قال عليه السلام: من أخذ دينه من كتاب الله و سنة نبيه صلوات الله عليه و آله زالت‏ الجبال‏ قبل أن يزول و من أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال (الكافي ج1 ص7)

                    نعم أمر الإمام نافذ مطلقاً حتى لو أمر المأموم بما يتصور أن لا طاقة له به، وهذا لا يجب ولا يجوز لأحد غير الإمام عليه السلام
                    فعن مأمون الرقي قال‏: كنت عند سيدي الصادق ع إذ دخل سهل بن حسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة و الرحمة و أنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه و أنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟
                    فقال له ع: اجلس يا خراساني رعى الله حقك ثم قال يا حنفية اسجري التنور فسجرته‏ حتى‏ صار كالجمرة و ابيض علوه ثم قال: يا خراساني قم فاجلس في التنور !
                    فقال الخراساني : يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار أقلني أقالك الله.
                    قال: قد أقلتك.
                    فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي و نعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله.
                    فقال له الصادق ع: ألق النعل من يدك و اجلس في التنور
                    قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور و أقبل الإمام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها ثم قال قم يا خراساني و انظر ما في التنور قال فقمت إليه فرأيته متربعا فخرج إلينا و سلم علينا فقال له الإمام ع : كم تجد بخراسان مثل هذا فقلت: و الله و لا واحدا
                    فقال ع: لا و الله و لا واحدا أما إنا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا نحن أعلم بالوقت (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج‏4 ص237)

                    نعم مكانة الإمامة تتناسب مع الطاعة المطلقة ومرتبة الإمام تلزم البشر بالرجوع إليه والارتباط به ارتباطاً مطلقاً، أما من دون الإمام من عالم أو فقيه أو مجاهد أو مؤمن أو عابد أو غيرهم فلا يثبت لأحد منهم ما ثبت للمعصوم عليه السلام وليس لأحد حق الطاعة المطلقة على الناس.

                    ومن يدّعي ما ليس له فهو ملعون على لسان الأئمة عليهم السلام.

                    أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتن وأباطيل أهل البدع

                    والحمد لله رب العالمين

                    شعيب العاملي
                    التعديل الأخير تم بواسطة شعيب العاملي; الساعة 13-05-2012, 06:44 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      صحيح هذا هو عرفان آل محمد وهذه فضيحة <لأدعياء العرفان>

                      يعني اذا في ناس عندها عداء مع احاديث الائمة وتقدم غيرها عليها فهؤلاء لا يعتنى بهم بين الشيعة وحجة أهل البيت تبطل كل الحجج الأخرى



                      تعليق


                      • #12
                        بعدنا بانتظار اكمال الموضوع

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                        يعمل...
                        X