السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها هي عاشوراء الفداء تلوح من بعيد وترفع راية الفداء والفناء في الله عالية ..
ولقد وصلتني هذه الوصايا من موقع السراج
فكيف نعيش الذكرى بحيثيتها المطلوبة ؟
إن كل حركة يقوم بها المؤمن ، لا بد لها من فقهٍ ظاهري وباطني .. وواضح أن حضور مجالس عزاء سيد الشهداء (ع) يمثل إقامة لشعيرة من شعائر الدين الحنيف .. إذ لولا دمه الطاهر ، لما بقي من الاسلام إلا اسمه ، ومن القرآن إلا رسمه .. وهي من مصاديق إحياء الأمر الذي دعا الإمام الصادق (ع) لمن أحياه قائلا: ( رحم الله من أحيا أمرنا )..ومن هذا المنطلق ، أحببنا التنويه على ملاحظات مهمة في هذا المجال:
لا بد لاصحاب المجالس من أن يقصدوا القربة الخالصة ، بعيدين عن كل صور الشرك الخفي .. وعلامة ذلك عدم الاهتمام بالحضور ، فالأجر مرتبط بما يقوم به هو ، لا بما يقوم به الآخرون فما عليك إلا أن تفتح بابك ، وتنشر بساطك ، كما ذكر الصادق (ع) في باب المعاملة .
1- مجالس ذكر الحسين (ع) إنما هي في واقعها ذكر لله تعالى ، فإنه انما اكتسب الخلود ، لانه حقق اعلى صور العبودية لرب العالمين ، وهي الفداء بالنفس .. وعليه فلا بد من توقير تلك المجالس بالدخول فيها بالتسمية والطهور .
2- لا بد من الاستعداد النفسي قبل دخول المجلس ، فيستحسن الاستغفار وذكر الله تعالى كثيرا والصلوات على النبي وآله الطاهرين ، والتهيؤ النفسي لنزول النفحات الالهية في ذلك المكان .
3- إذا كان المجلس مقاما في بيت من بيوت الله تعالى ، فلا تنس تحية المسجد بركعتين مع توجه ، بالاضافة الى مراعاة جميع آداب المساجد المعروفة في الفقه ، وخاصة الالتزام بالحجاب الشرعي للنساء ، وعدم اختلاط الرجال بالنساء في الطريق العام.
4- ليكن الهدف من استماع الخطب ، هو استخلاص النقاط العملية التي يمكن ان تغير مسيرة الفرد في الحياة ، وعليه فانظر إلى ما يقال ، ولا تنظر الى من يقول.
5- حاول أن تعيش بنفسك الاجواء التي يمكن ان تثير عندك الدمعة ، وذلك باستذكار ما جرى في واقعة الطف ، من دون الاعتماد على ما يذكره الخطيب فحسب .
6- اذا لم توفق للبكاء ، حاول أن تتباكى ، وتتظاهر بمظهر الحزن والتلهف على ما دهى سيد الشهداء (ع) مع عدم الاعتناء بالجالسين حولك ، فإن من تلبيس ابليس ان يمنعك من ذلك بدعوى الرياء .. وليس من الادب ان يعامل المستمع ساعة النعي كساعة الوعظ حتى في طريقة الاستماع .
7- اذا استمرت قسوة القلب طوال الموسم ، فابحث عن العوامل الموجبة لهذا الخذلان ، فقد ورد عن علي (ع) أنه قال : ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.
8- استغل ساعة الدعاء بعد انتهاء المجلس ، فإنها من ساعات الاستجابة ، وحاول أن يكون لك جو من الدعاء الخاص ، غير مكتف بما دعا به الخطيب ، فالملاحظ ان الدعاء بعد المجلس لا روح فيه.
9- حاول أن تنوع مجالس العزاء فلكل مجلس هيئته الخاصة ، ولكل خطيب تأثيره الخاص .. وعلى المستمع ان يبحث عن المجلس الذي يثير فيه العبرة والاعتبار ، تاركا كل الجهات الباطلة الاخرى : كارضاء اصحاب المجالس ، او التعصب لجهات معينة .
10- حاول أن تفرغ نفسك أيام عاشوراء من جهة : العمل والدراسة والتجارة ، لئلا يكون يومك في يوم عاشوراء كباقي الايام مشتغلا بأمور الدنيا ، تاركاً مشاطرة صاحب الامر (ع) في مصيبته.
11- اذا كنت في بلد خال من مجالس الحسين (ع) فاستعن بالمسموعات والمرئيات والمواقع الهادفة ، لئلا تحرم بركات الموسم ، بل ان احياء الذكر في اماكن غير متعارفه له اثره الخاص.
12- من المستحسن – في المنزل والسيارة - أن يعيش الاجواء المثيرة للعواطف ، بالاستماع الى ما أمكن من محاضرات ، ومجالس عزاء ، وقراءة الكتب المتعلقة بالسيرة والمقتل.
13- إن علامة قبول العزاء وعظاً ، واستماعاً ، وبكاء ، ً ، وإبكاءً هو الخروج بالتوبة الصادقة بعد الموسم ، إقلاعاً عن الذنوب ، وتشديداً للمراقبة.
14- حاول أن تصطحب اهلك وأولادك واصدقائك لمجالس الحسين (ع) فإنها مضان التحول الجوهري حتى للنفوس العاصية ، ولا شك أنه يترك أثراً لا شعورياً في نفوس الاحداث ، حتى في السن المبكر.
15- يغلب على بعض المستمعين - مع الأسف - جو الاسترسال واللغو بعد انتهاء المجلس مباشرة ، وفي ذلك خسارة كبرى لما اكتسبه اثناء المجلس ، فحاول أن تغادر المجلس إن كنت تخشى من الوقوع في الباطل.
16- إن البعض يحضر المجلس طلباً لحاجة من الحوائج ، فيدخل في باب المعاملة مع رب العالمين ، والحال أن الهدف الاساسي من هذه المجالس هو التذكير بالله تعالى ، وبما اراده امراً ونهياً .. فشعارنا ( تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ، لكنما عيني لاجلك باكية ).
عظم الله أجورنا وأجوركم
أختكم دار السلام
ها هي عاشوراء الفداء تلوح من بعيد وترفع راية الفداء والفناء في الله عالية ..
ولقد وصلتني هذه الوصايا من موقع السراج
فكيف نعيش الذكرى بحيثيتها المطلوبة ؟
إن كل حركة يقوم بها المؤمن ، لا بد لها من فقهٍ ظاهري وباطني .. وواضح أن حضور مجالس عزاء سيد الشهداء (ع) يمثل إقامة لشعيرة من شعائر الدين الحنيف .. إذ لولا دمه الطاهر ، لما بقي من الاسلام إلا اسمه ، ومن القرآن إلا رسمه .. وهي من مصاديق إحياء الأمر الذي دعا الإمام الصادق (ع) لمن أحياه قائلا: ( رحم الله من أحيا أمرنا )..ومن هذا المنطلق ، أحببنا التنويه على ملاحظات مهمة في هذا المجال:
لا بد لاصحاب المجالس من أن يقصدوا القربة الخالصة ، بعيدين عن كل صور الشرك الخفي .. وعلامة ذلك عدم الاهتمام بالحضور ، فالأجر مرتبط بما يقوم به هو ، لا بما يقوم به الآخرون فما عليك إلا أن تفتح بابك ، وتنشر بساطك ، كما ذكر الصادق (ع) في باب المعاملة .
1- مجالس ذكر الحسين (ع) إنما هي في واقعها ذكر لله تعالى ، فإنه انما اكتسب الخلود ، لانه حقق اعلى صور العبودية لرب العالمين ، وهي الفداء بالنفس .. وعليه فلا بد من توقير تلك المجالس بالدخول فيها بالتسمية والطهور .
2- لا بد من الاستعداد النفسي قبل دخول المجلس ، فيستحسن الاستغفار وذكر الله تعالى كثيرا والصلوات على النبي وآله الطاهرين ، والتهيؤ النفسي لنزول النفحات الالهية في ذلك المكان .
3- إذا كان المجلس مقاما في بيت من بيوت الله تعالى ، فلا تنس تحية المسجد بركعتين مع توجه ، بالاضافة الى مراعاة جميع آداب المساجد المعروفة في الفقه ، وخاصة الالتزام بالحجاب الشرعي للنساء ، وعدم اختلاط الرجال بالنساء في الطريق العام.
4- ليكن الهدف من استماع الخطب ، هو استخلاص النقاط العملية التي يمكن ان تغير مسيرة الفرد في الحياة ، وعليه فانظر إلى ما يقال ، ولا تنظر الى من يقول.
5- حاول أن تعيش بنفسك الاجواء التي يمكن ان تثير عندك الدمعة ، وذلك باستذكار ما جرى في واقعة الطف ، من دون الاعتماد على ما يذكره الخطيب فحسب .
6- اذا لم توفق للبكاء ، حاول أن تتباكى ، وتتظاهر بمظهر الحزن والتلهف على ما دهى سيد الشهداء (ع) مع عدم الاعتناء بالجالسين حولك ، فإن من تلبيس ابليس ان يمنعك من ذلك بدعوى الرياء .. وليس من الادب ان يعامل المستمع ساعة النعي كساعة الوعظ حتى في طريقة الاستماع .
7- اذا استمرت قسوة القلب طوال الموسم ، فابحث عن العوامل الموجبة لهذا الخذلان ، فقد ورد عن علي (ع) أنه قال : ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.
8- استغل ساعة الدعاء بعد انتهاء المجلس ، فإنها من ساعات الاستجابة ، وحاول أن يكون لك جو من الدعاء الخاص ، غير مكتف بما دعا به الخطيب ، فالملاحظ ان الدعاء بعد المجلس لا روح فيه.
9- حاول أن تنوع مجالس العزاء فلكل مجلس هيئته الخاصة ، ولكل خطيب تأثيره الخاص .. وعلى المستمع ان يبحث عن المجلس الذي يثير فيه العبرة والاعتبار ، تاركا كل الجهات الباطلة الاخرى : كارضاء اصحاب المجالس ، او التعصب لجهات معينة .
10- حاول أن تفرغ نفسك أيام عاشوراء من جهة : العمل والدراسة والتجارة ، لئلا يكون يومك في يوم عاشوراء كباقي الايام مشتغلا بأمور الدنيا ، تاركاً مشاطرة صاحب الامر (ع) في مصيبته.
11- اذا كنت في بلد خال من مجالس الحسين (ع) فاستعن بالمسموعات والمرئيات والمواقع الهادفة ، لئلا تحرم بركات الموسم ، بل ان احياء الذكر في اماكن غير متعارفه له اثره الخاص.
12- من المستحسن – في المنزل والسيارة - أن يعيش الاجواء المثيرة للعواطف ، بالاستماع الى ما أمكن من محاضرات ، ومجالس عزاء ، وقراءة الكتب المتعلقة بالسيرة والمقتل.
13- إن علامة قبول العزاء وعظاً ، واستماعاً ، وبكاء ، ً ، وإبكاءً هو الخروج بالتوبة الصادقة بعد الموسم ، إقلاعاً عن الذنوب ، وتشديداً للمراقبة.
14- حاول أن تصطحب اهلك وأولادك واصدقائك لمجالس الحسين (ع) فإنها مضان التحول الجوهري حتى للنفوس العاصية ، ولا شك أنه يترك أثراً لا شعورياً في نفوس الاحداث ، حتى في السن المبكر.
15- يغلب على بعض المستمعين - مع الأسف - جو الاسترسال واللغو بعد انتهاء المجلس مباشرة ، وفي ذلك خسارة كبرى لما اكتسبه اثناء المجلس ، فحاول أن تغادر المجلس إن كنت تخشى من الوقوع في الباطل.
16- إن البعض يحضر المجلس طلباً لحاجة من الحوائج ، فيدخل في باب المعاملة مع رب العالمين ، والحال أن الهدف الاساسي من هذه المجالس هو التذكير بالله تعالى ، وبما اراده امراً ونهياً .. فشعارنا ( تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ، لكنما عيني لاجلك باكية ).
عظم الله أجورنا وأجوركم
أختكم دار السلام
تعليق