الإســـــــلام "الـــســـعـــودي"
الإســـــــلام
"الـــســـعـــودي"
--------------------------------------------------------------------------------
الإسلام نوعين :
نوع يخاطب الفطرة الإنسانية السوية- وهو الذي نزل به جبريل عليه السلام وفصلته السنة النبوية المطهرة -
ونوع يخاطب كينونات بشرية ، يريد الملوك والأمراء أن يخضعوها ويستعبدوها وهو الإسلام السعودي.
ولكل نوع حقيقته ورجالاته ...
أما الأول فهو السلس والسهل في معينه ، وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده وقرنى التابعين وتابعي التابعين ثم ما تواتر من أعلام وفقهاء أهل السنة والجماعة على مر التاريخ الإسلامي وهم ما يعرفون بالسلف الصالح.
وأما الثاني فهو الصعب العسير في فهمه وأطروحاته ، المتخبطة وحداته، الهزيلة شخوصه ورجالاته، وهو ما عليه فقهاء الإسلام السعودي كأصحاب العباءات الشرعية الرسمية ولفيف على شاكلتهم، وهم ما يطلقون على انفسهم تأسيا مفهوم " السلف ! " ... ولا أحد يدري إلى الآن عن كيفية وماهية العلاقة بينهم وبين النوع الأول ... اللهم إلا أن يكون هذا الأمر من باب التبليس والتدليس على الأمة.
والواقع أن ما يطلقون على أنفسهم صفة " السلف " وهم التيار الرسمي الحكومي للإسلام السعودي إنما ارتضوا منذ البداية أن تكون علاقاتهم مع القصر الحاكم على مذهب " التخصصية المهيمنة " ...
والتخصصية تعني أن ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، وفق هذا المبدأ في تقسيم العمل أصبح للقصر وحده كافة حقوق التسلط والهيمنة على شتى نواحي الدنيا ومعاملاتها ، فلا يستغنى فيها ولا يقبل من مخلوق التدخل في قراراته النافذة.
أما الفريق الشرعي فقد تركت له مسائل العبادات ، ينطلق ويتبحر فيها بشرط ألا تتماس خطوطه مع خطوط سكان القصور وساداته ، والوضع على هذه الكيفية جدا مشابه وقد يكون هو نفسه وذاته المهيمن على طبيعة الدول النصرانية التي فصلت الدولة عن الكنيسة ... فأصبحت الدولة تقرر الأهداف والسياسات والبرامج، وتضع الخطوط والقيود واللوائح بغض النظر عن مطابقاتها للدين أو منافاتها إياه.
فخصوصيات قيصر تمنحه يدا مطلقة وتميزه بحصيلة لا تنقطع من السلطات ، أما الكنيسة فقد تحولت إلى مؤسسة معدومة الصلاحية بلا أثر في حياة الشعوب أو تأثير في صنع القرارات ، وإنما باتت هي نفسها جزءا من تنظيم الدولة تخضع في بقائها حية أو زوالها ميته لقرارات قيصر المطلقة .
والإسلام السعودي يكاد يكون نسخة طبق الأصل من نظيره القيصري الكنسي ... وهو بلا شك النموذج الشرعي الوحيد الذي تخيره وارتضاه صاحب الأمر والطاعة وعمل بموجبه ووفق أصوله وأدواته .
وعليه وبناءا على مذهبية التخصيصية المهيمنة وهي لا تعني سوى الفصل التام بين القصر الحاكم والدين ، مع خضوع شخوص الأخير لسلطة القيصر المطلقة ، انطلقت يد الطاغوت الحاكم تغير وتبدل في كل شيء بلا مراعاة لأصول أو إستثناء لقواعد حتى تحولت الدولة إلى أمسوخة تشكيلية لا يعرف لها رأسا من قدم ، وغطس الفريق الشرعي في مسائل واحكام الصلاة والصوم وفقه الحيض والعقيقة وآداب المساجد وزيارة القبور واحترام العلماء وأولي الأمر وعدم الخروج عليهم ... الخ .
أما موالاة الكفار والحكم بغير ما أنزل الله ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وتفشي الرشوة والربا ، وسرقة أموال الناس ، وانتهاك الأعراض ، واتلاف المال العام ، والخضوع لسلطان وهيئات المحاكم الدولية ، وإدخال المنكرات من خمور ومخدرات وأفلام داعرة وحمايتها ونشرها بين الشبيبة والتحالف مع الملل الفاسدة والأجهزة الإجرامية ، وتولية العلمانيين والسفهاء ، وحماية الفسدة والمجرمين ، ومطاردة المصلحين والقذف بهم في غياهب السجون ، والتعدي عليهم وعلى أعراضهم ، وترك البلاد سبيلا عذبا لبني الأصفر والأحمر والأزرق والأمرق ولكل ملة زائفة ، وأطلاق أيادي المتنفذين فيها ، وإهانة أهلها وإذلالهم ، والتجسس والتنصت على مطلق أحوالهم ، وإفساد القضاء وبتر أحكامه ، وتسليم الفارين بدينهم لأيادي البطش والقتل في بلدانهم ، وجلب قوافل المومسات على مرأى أعين الخلق واستخدام أجهزة الدولة في حمايتهم وتوصيلهم إلى بيوتات أولي الأمر ، وفتح خطوط العربدة والفساد للعامة والشباب ، وترك البلاد على أسوأ حالات الفقر والعوز... الخ من قوائم لا تنتهي ...
كل هذا لا يدخل ضمن حيازة الدين ولا يمت له بصلة ، وليس لتيار الشرع الرسمي أدنى صلاحية بمسائله وأحكامه ، وما ذلك إلا لمقولة حمقاء إستتروا وتدثروا بها فحواها أن " ولي الأمر أعرف بالمصلحة " ...
والحق أنهم يعلمون كل ما سبق طرحه ، وربما أكثر منه ، لكنهم يعلمون أيضا علم اليقين أنها أمور لا تدخل ضمن إختصاصاتهم ، ويعلمون أيضا أنهم لا يملكون فيها أدنى صلاحية ... بل أكثر من ذلك يعلمون أنهم شخوص هزيلة ولفيف من الجبناء .
إن هذا النموذج الشرعي المبرقع بأستار وخرق مظلمة ، تمنع الوصول أو النفاذ إلى جوهر الحق والحقيقة ، إنما إستُقطع ولُفّق وحيك بخبرة وعناية لكيلا يكون للإسلام الحقيقي أدنى وجود أو جسر هيمنة على شؤون الدولة والحكم وطاغوته الآمر الناهي ، وصيغ كأداة طيّعة من أدوات الحكم المطلق والاستبدادي بغرض إستخدام آلياته ومفاهيمه وأشخاصه في الرد والصد واستصدار فتاوى تناسب طبيعته وأهدافه .
وليس من تحقير للأمة وازدراء لأفرادها أسوأ من نموذج ملفق ، سلم فيه شخوصه الهزيلة كيان الأمة وشريعتها ليد الطاغوت الفاسد وإرتضوا بمداد الملايين والامتيازات الممنوحة ان يقفوا بالشرع الحنيف إلى حدود السواك والحيض وآداب الدخول إلى الخلاء وتشميت العاطس وما إلى ذلك من مسائل يمكن الاستكفاء فيها بكتيب صغير ، وفوق ذلك وهو الأهم ، رفضوا أن يمارسوا واجباتهم الشرعية بين الحاكم والمحكوم ، فتركوا المحكوم ألعوبة في يد الحاكم ، وتركوا الحاكم أسيرا لهواه وشهواته !
وبالهوى حكم الفاسد البلاد والعباد ، وبالشهوة صنع بهم ما يحلوا له . والله المستعان ...
فمن يوقفه ؟!
النموذج الشرعي الملفق والمنسوب زورا إلى الإسلام والسلف الصالح ! أم رجالاته الهزيلة المرتشيين ، المستبدة بهم صفات الجبن والهلع على الدنيا مخافة زوالها عنهم !
إنها لمصيبة كبرى ونكبة تتحير فيها العقول والأفهام ؟! ووصفا لحقيقة واقع لا أثر فيه لاحكام شرع ولا شرع فيه إلا لشريعة الغاب ...
فلماذا لا يحتقر القوي المتملك الضعيف المغلوب على أمره؟! ولماذا لا يجلد ظهره ويسرق ماله وينتهك عرضه وان أبى طوح بأم رأسه على أرض الأباء والأجداد!!
من الذي يمنعه ؟!
[بقلم؛ كساب العتيبي]
(وعادت حروب الوهابية ضد بعضهم)
الإســـــــلام
"الـــســـعـــودي"
--------------------------------------------------------------------------------
الإسلام نوعين :
نوع يخاطب الفطرة الإنسانية السوية- وهو الذي نزل به جبريل عليه السلام وفصلته السنة النبوية المطهرة -
ونوع يخاطب كينونات بشرية ، يريد الملوك والأمراء أن يخضعوها ويستعبدوها وهو الإسلام السعودي.
ولكل نوع حقيقته ورجالاته ...
أما الأول فهو السلس والسهل في معينه ، وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده وقرنى التابعين وتابعي التابعين ثم ما تواتر من أعلام وفقهاء أهل السنة والجماعة على مر التاريخ الإسلامي وهم ما يعرفون بالسلف الصالح.
وأما الثاني فهو الصعب العسير في فهمه وأطروحاته ، المتخبطة وحداته، الهزيلة شخوصه ورجالاته، وهو ما عليه فقهاء الإسلام السعودي كأصحاب العباءات الشرعية الرسمية ولفيف على شاكلتهم، وهم ما يطلقون على انفسهم تأسيا مفهوم " السلف ! " ... ولا أحد يدري إلى الآن عن كيفية وماهية العلاقة بينهم وبين النوع الأول ... اللهم إلا أن يكون هذا الأمر من باب التبليس والتدليس على الأمة.
والواقع أن ما يطلقون على أنفسهم صفة " السلف " وهم التيار الرسمي الحكومي للإسلام السعودي إنما ارتضوا منذ البداية أن تكون علاقاتهم مع القصر الحاكم على مذهب " التخصصية المهيمنة " ...
والتخصصية تعني أن ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، وفق هذا المبدأ في تقسيم العمل أصبح للقصر وحده كافة حقوق التسلط والهيمنة على شتى نواحي الدنيا ومعاملاتها ، فلا يستغنى فيها ولا يقبل من مخلوق التدخل في قراراته النافذة.
أما الفريق الشرعي فقد تركت له مسائل العبادات ، ينطلق ويتبحر فيها بشرط ألا تتماس خطوطه مع خطوط سكان القصور وساداته ، والوضع على هذه الكيفية جدا مشابه وقد يكون هو نفسه وذاته المهيمن على طبيعة الدول النصرانية التي فصلت الدولة عن الكنيسة ... فأصبحت الدولة تقرر الأهداف والسياسات والبرامج، وتضع الخطوط والقيود واللوائح بغض النظر عن مطابقاتها للدين أو منافاتها إياه.
فخصوصيات قيصر تمنحه يدا مطلقة وتميزه بحصيلة لا تنقطع من السلطات ، أما الكنيسة فقد تحولت إلى مؤسسة معدومة الصلاحية بلا أثر في حياة الشعوب أو تأثير في صنع القرارات ، وإنما باتت هي نفسها جزءا من تنظيم الدولة تخضع في بقائها حية أو زوالها ميته لقرارات قيصر المطلقة .
والإسلام السعودي يكاد يكون نسخة طبق الأصل من نظيره القيصري الكنسي ... وهو بلا شك النموذج الشرعي الوحيد الذي تخيره وارتضاه صاحب الأمر والطاعة وعمل بموجبه ووفق أصوله وأدواته .
وعليه وبناءا على مذهبية التخصيصية المهيمنة وهي لا تعني سوى الفصل التام بين القصر الحاكم والدين ، مع خضوع شخوص الأخير لسلطة القيصر المطلقة ، انطلقت يد الطاغوت الحاكم تغير وتبدل في كل شيء بلا مراعاة لأصول أو إستثناء لقواعد حتى تحولت الدولة إلى أمسوخة تشكيلية لا يعرف لها رأسا من قدم ، وغطس الفريق الشرعي في مسائل واحكام الصلاة والصوم وفقه الحيض والعقيقة وآداب المساجد وزيارة القبور واحترام العلماء وأولي الأمر وعدم الخروج عليهم ... الخ .
أما موالاة الكفار والحكم بغير ما أنزل الله ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وتفشي الرشوة والربا ، وسرقة أموال الناس ، وانتهاك الأعراض ، واتلاف المال العام ، والخضوع لسلطان وهيئات المحاكم الدولية ، وإدخال المنكرات من خمور ومخدرات وأفلام داعرة وحمايتها ونشرها بين الشبيبة والتحالف مع الملل الفاسدة والأجهزة الإجرامية ، وتولية العلمانيين والسفهاء ، وحماية الفسدة والمجرمين ، ومطاردة المصلحين والقذف بهم في غياهب السجون ، والتعدي عليهم وعلى أعراضهم ، وترك البلاد سبيلا عذبا لبني الأصفر والأحمر والأزرق والأمرق ولكل ملة زائفة ، وأطلاق أيادي المتنفذين فيها ، وإهانة أهلها وإذلالهم ، والتجسس والتنصت على مطلق أحوالهم ، وإفساد القضاء وبتر أحكامه ، وتسليم الفارين بدينهم لأيادي البطش والقتل في بلدانهم ، وجلب قوافل المومسات على مرأى أعين الخلق واستخدام أجهزة الدولة في حمايتهم وتوصيلهم إلى بيوتات أولي الأمر ، وفتح خطوط العربدة والفساد للعامة والشباب ، وترك البلاد على أسوأ حالات الفقر والعوز... الخ من قوائم لا تنتهي ...
كل هذا لا يدخل ضمن حيازة الدين ولا يمت له بصلة ، وليس لتيار الشرع الرسمي أدنى صلاحية بمسائله وأحكامه ، وما ذلك إلا لمقولة حمقاء إستتروا وتدثروا بها فحواها أن " ولي الأمر أعرف بالمصلحة " ...
والحق أنهم يعلمون كل ما سبق طرحه ، وربما أكثر منه ، لكنهم يعلمون أيضا علم اليقين أنها أمور لا تدخل ضمن إختصاصاتهم ، ويعلمون أيضا أنهم لا يملكون فيها أدنى صلاحية ... بل أكثر من ذلك يعلمون أنهم شخوص هزيلة ولفيف من الجبناء .
إن هذا النموذج الشرعي المبرقع بأستار وخرق مظلمة ، تمنع الوصول أو النفاذ إلى جوهر الحق والحقيقة ، إنما إستُقطع ولُفّق وحيك بخبرة وعناية لكيلا يكون للإسلام الحقيقي أدنى وجود أو جسر هيمنة على شؤون الدولة والحكم وطاغوته الآمر الناهي ، وصيغ كأداة طيّعة من أدوات الحكم المطلق والاستبدادي بغرض إستخدام آلياته ومفاهيمه وأشخاصه في الرد والصد واستصدار فتاوى تناسب طبيعته وأهدافه .
وليس من تحقير للأمة وازدراء لأفرادها أسوأ من نموذج ملفق ، سلم فيه شخوصه الهزيلة كيان الأمة وشريعتها ليد الطاغوت الفاسد وإرتضوا بمداد الملايين والامتيازات الممنوحة ان يقفوا بالشرع الحنيف إلى حدود السواك والحيض وآداب الدخول إلى الخلاء وتشميت العاطس وما إلى ذلك من مسائل يمكن الاستكفاء فيها بكتيب صغير ، وفوق ذلك وهو الأهم ، رفضوا أن يمارسوا واجباتهم الشرعية بين الحاكم والمحكوم ، فتركوا المحكوم ألعوبة في يد الحاكم ، وتركوا الحاكم أسيرا لهواه وشهواته !
وبالهوى حكم الفاسد البلاد والعباد ، وبالشهوة صنع بهم ما يحلوا له . والله المستعان ...
فمن يوقفه ؟!
النموذج الشرعي الملفق والمنسوب زورا إلى الإسلام والسلف الصالح ! أم رجالاته الهزيلة المرتشيين ، المستبدة بهم صفات الجبن والهلع على الدنيا مخافة زوالها عنهم !
إنها لمصيبة كبرى ونكبة تتحير فيها العقول والأفهام ؟! ووصفا لحقيقة واقع لا أثر فيه لاحكام شرع ولا شرع فيه إلا لشريعة الغاب ...
فلماذا لا يحتقر القوي المتملك الضعيف المغلوب على أمره؟! ولماذا لا يجلد ظهره ويسرق ماله وينتهك عرضه وان أبى طوح بأم رأسه على أرض الأباء والأجداد!!
من الذي يمنعه ؟!
[بقلم؛ كساب العتيبي]
(وعادت حروب الوهابية ضد بعضهم)





