بسم الله الرحمن الرحيم
ولم يعد بوسع آل خليفة وآل سعود أن يقاوموا ثورة الشعب البحراني أكثر من ذلك. وهذه الثورة تهدد عرش آل خليفة وآل سعود معا، وذلك أن لهيب الثورة يتواصل بين الشعبين المسلمين العربيين الجارين، البحرين والجزيرة العربية، وتتسع رقعة الثورة ولم تنفع معها آليات القمع السعودية ـ الخليفية.
وكان لابدّ للاسرتين الحاكمتين من حل سريع، وكان الحل هو ضم البحرين إلى السعودية ليتولى آل سعود قمع الثورة واستئصالها، كما قمعوا في الجزيرة العربية من قبلْ، الثورات الشعبية، ولا زال آل سعود يعتقدون أن الطريقة المفضلة لإخماد الثورات هي القمع والقتل والاستئصال.
وبذلك يسلم لآل خليفة سلطانهم المهزوز المنهار كما يعتقدون، وفي مقابل ذلك يتنازل آل خليفة عن البحرين للسعودية، ليكون البحرين ولاية تابعة لآل سعود.
وهذه هي الورقة الأخيرة لآل خليفة للإبقاء على سلطانهم في البحرين.
ولكنه علاج متخلف جدا وبائس من قبل الأسرتين الحاكمتين على البحرين والجزيرة العربية، يتم اتخاذها بالعقلية العشائرية القبلية والعقلية الإقطاعية المتخلفة.
إن في البحرين شعب ثائر مسلم لن يسكت عن الظلم ولن يرضخ للقمع ... ويبقى يطالب بحقه في تقرير مصيره حتى يأذن الله تعالى له باسترداد كامل حقوقه.
ومن وراء هذا الشعب امة من المسلمين من امة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعالم العربي والضمير الإنساني الذي يرفض ويستنكر هذه العملية السياسية الإقطاعية المتخلفة.
نحن ندعوا الحكام من الأسرتين إلى التعقّل في حل القضايا السياسية والخروج من الأزمات بالعقل والدرك الصحيح للوضع العالمي والإسلامي والعربي، ويتجنبوا القرارات السريعة العاجلة الانفعالية.
وندعوا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى أن يقفوا مع هذا الشعب في قضيته العادلة فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم).
وفي البحرين امّة مسلمة تنادي يا للمسلمين من ظلم آل خليفة وبأسهم وفتكهم وانتهاكهم لحرمات هذا الشعب منذ عام 1782م الى اليوم.
إن هذا النداء والاستغاثة التي ترتفع من سماء البحرين تحمّلنا مسؤولية عظيمة بين يدي الله تعالى.
ونقول لشعب البحرين المسلم الثائر الغاضب الغيور ... سيروا وواصلوا مسيرة المطالبة بحقوقكم، فإن الله تعالى يحب أن يسمع منكم صرخات الاستنكار من ظلم آل خليفة، وصرخات الاستغاثة بالمسلمين وصرخات الدعاء والتضرع إلى الله للخلاص من ظلم آل خليفة.
واعلموا أن يد الله تعالى معكم في كل خطوة وفي كل موقف، وحاشا أن يتخلى الله تعالى عنكم، ولو جمع طغاة الأرض كل عدتهم وعديدهم ليسلبوكم حريتكم وكرامتكم واستقلالكم، فإن الله تعالى معكم، ومن كان الله تعالى معه فلن يغلبه الناس، ولن يفوته النصر إن شاء الله تعالى.
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
محمد مهدي الآصفي
النجف الاشرف
25 ج2 / 1433
تعليق