بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

وفي سنة 1143 ه أظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلى مذهبه الجديد ، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه ، فأبطلوا أقواله ، فلم تلق رواجاً حتى توفي والده سنه 1153 ه فجدد دعوته بين البسطاء والعوام فتابعة حثالة من الناس ، فثار عليه أهل بلده وهموا بقتلة ، ففر إلى ( العيينة ) وهناك تقرب إلى أمير العيينة وتزوج أخت الأمير ، ومكث عنده يدعو إلى نفسة وإلى بدعته ، فضاق أهل العيينة منه ذرعاً فطردوه من بلدتهم ، فخرج إلى ( الدرعية ) شرقي نجد ، وهذه البلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي إنطلقت منها أحزاب الردة.
وأيضا : لم يجدوا عند إبن تيمية ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل الذي ورد عن إبن تيمية هو العكس من ذلك تماماً ، قال إبن تيمية : إن من وإلى موافقيه وعادى مخالفيه ، وفرق جماعة المسلمين ، وكفر وفسق مخالفيه في مسائل الآراء والإجتهادات ، وإستحل قتالهم ، فهو من أهل التفرق والإختلاف. ( مجموعة فتاوى إبن تيمية 3 : 349 ) ، فالوهابية إذن وفق العقيدة إبن تيمية هم من أهل التفرق والإختلاف.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

~:: ( الوهابية في صورتها الحقيقية ) ::~
[ 1 ] الوهابية ومؤسسها :
- تنسب الفرقة الوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدي ، المولود سنة 1111 ه ، والمتوفى سنة 1206 ه.
وكان هذا قد أخذ شيئاًً من العلوم الدينية ، كما كان مولعاً بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي ، فظهر منه أيام دراسته زيغ وإنحراف كبير ، مما دعا والده وسائر مشايخة إلى تحذير الناس منه ، فقالوا فيه : سيضل هذا ، ويضل الله به من أبعده وأشقاه ؟.وفي سنة 1143 ه أظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلى مذهبه الجديد ، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه ، فأبطلوا أقواله ، فلم تلق رواجاً حتى توفي والده سنه 1153 ه فجدد دعوته بين البسطاء والعوام فتابعة حثالة من الناس ، فثار عليه أهل بلده وهموا بقتلة ، ففر إلى ( العيينة ) وهناك تقرب إلى أمير العيينة وتزوج أخت الأمير ، ومكث عنده يدعو إلى نفسة وإلى بدعته ، فضاق أهل العيينة منه ذرعاً فطردوه من بلدتهم ، فخرج إلى ( الدرعية ) شرقي نجد ، وهذه البلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي إنطلقت منها أحزاب الردة.
فراجت أفكار محمد بن عبد الوهاب في هذه البلاد وإتبعه أميرها محمد بن سعود ، وعامة أهلها ، وكان في ذلك كله يتصرف وكأنه صاحب الإجتهاد المطلق ، فهولا يعبأ بقول أحد من أئمة الإجتهاد لا من السلف ولا من المعاصرين له ، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن يمت إلى الإجتهاد بصلة.
هكذا وصفة أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، وهو أعرف الناس به ، وقد الف كتاباًً في إبطال دعوة أخية وإثبات زيفها ، ومما جاء فيه عبارة موجزة وجامعة في التعريف بالوهابية ومؤسسها ، قال : فيها : اليوم إبتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي : من خالفه ، ومن خالفه فهو عنده كافر ، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الإجتهاد ، ولا والله ولا عشر واحدة ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.- إنظر : تاريخ نجد لمحمود شكري الآلوسي ، الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب : 7 ، فتنة الوهابية :5
[ 2 ] أصول الفكر الوهابي :
- للفرقة الوهابية أصل معلن وأصل خفي ..
- أما الأصل المعلن ، فهو : إخلاص التوحيد لله ، ومحاربة الشرك والأوثان ، ولكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى.
- وأما الأصل الخفي ، فهو : تمزيق المسلمين وإثارة الفتن والحروب فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربي ، وهذا هو المحور الذي دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم .. فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له الأصل المعلن من أجل إغواء البسطاء وعوام الناس ، فلاشك أن شعار ( إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ) شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس ، وهم لا يشعرون أنه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي ، ولقد إثبت المحققون في تاريخ الوهابية أن هذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية ، إنظر مثلاًً : ( أعمدة الإستعمار ) لخيري حماد ، و ( تاريخ نجد ) لسنت جون فيلبي أو عبد الله فيلبي ، و ( مذكرات حاييم وايزمن ) أول رئيس وزراء للكيان صهيوني ، و ( مذكرات مستر همفر ) ، و ( الوهابية نقد وتحليل ) للدكتور همايون همتي.
[ 3 ] مصادر الفكر الوهابي :
- قسمت الوهابية العقائد إلى قسمين :
الأول : ما ورد فيه نص في الكتاب أو السنة .. فزعموا أن هذا يأخذونه من الكتاب والسنة مباشرة ، دون الرجوع إلى إجتهاد المجتهدين في معناه ، سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو غيرهم من أئمة الإجتهاد.
والقسم الثاني : ما لم يرد فيه نص ... وزعموا أنهم يرجعون فيه إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وإبن تيمية ، لكنهم أخفقوا في الأمرين معاً ، ووقعوا في التناقض وإرتكبوا المحدور ، فمن ذلك :
- أ - إنهم جمدوا علي معان فهموها من ظواهر بعض النصوص ، فخالفوا الأصول والإجماع ، ومن هنا وصفهم الشيخ محمد عبدة بأنهم : ( أضيق عطنا وأحرج صدراًً من المقلدين ، فهم يرون وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد والتقيد به بدون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين ).
- إنظر : ( الإسلام والنصرانية لمحمد عبدة ، وهامشه لرشيد رضا : ص 97 - الطبعة الثامنة ).
- ب - خالفوا الإمام أحمد صراحة في تكفيرهم من خالفهم من المسلمين ، في حين لم يجدوا في فتاوى الإمام أحمد ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل
على العكس ، كانت سيرته وفتاواه كلها بخلاف ذلك ، فهو لا يكفر أحداً من أهل القبلة بذنب كبيراً كان أو صغيراً ، إلاّ بترك الصلاة. ( العقيدة لأحمد بن حنبل : 120 ) وأيضا : لم يجدوا عند إبن تيمية ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل الذي ورد عن إبن تيمية هو العكس من ذلك تماماً ، قال إبن تيمية : إن من وإلى موافقيه وعادى مخالفيه ، وفرق جماعة المسلمين ، وكفر وفسق مخالفيه في مسائل الآراء والإجتهادات ، وإستحل قتالهم ، فهو من أهل التفرق والإختلاف. ( مجموعة فتاوى إبن تيمية 3 : 349 ) ، فالوهابية إذن وفق العقيدة إبن تيمية هم من أهل التفرق والإختلاف.
- ج - إن عقيدة الوهابية في زيارة المشاهد تقتضي بأن الإمام أحمد نفسه ومن وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب البراءة منهم ويجب هدر دمائهم وأموالهم .. فقد نقل إبن تيمية أن الإمام أحمد قد كتب جزءاً في زيارة مشهد الإمام الحسين (ع) في كربلاء ، وما ينبغي أن يفعله الزائر هناك ، وقال إبن تيمية : إن الناس في زمن الإمام أحمد كانوا ينتابونه ، أي يقصدون زيارته. ( رأس الحسين لإبن تيمية - المطبوع مع إستشهاد الحسين للطبري : 902 ).
أما في عقيدة الوهابية فإن شد الرحال إلى المشاهد وقصد زيارتها من الشرك الذي تهدر معه الدماء والأموال وبهذا فقد حكموا بالشرك وهدر الدماء والأموال على الإمام أحمد ومن عاصره ومن كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلك ويستحبونه بل لازم قولهم : أن الأمة منذ ذلك العصر كلهم مشركون وكفار وهذا يتعدى حتى إلى الصحابة أيضاًً ، فبأي شئ إذن ينسبون أنفسهم إلى الإمام أحمد وإلى السلف؟.
- د - مثل ذلك يقال : أيضاًً ، عن عقيدتهم بالاستشفاع بالنبي (ص) ، فعندهم إن من طلب الشفاعة من النبي (ص) بعد موته فقد أشرك الشرك الأكبر ، وقد جعل النبي عندئذ وثناً يعبد من دون الله ، وعلى هذا أوجبوا هدر دمه وماله. ( تطهير الإعتقاد للصنعاني : 7 ).
بينما ثبت في الصحيح أن كثيراًً من أجلاء الصحابة والتابعين كانوا يفعلون ذلك ويستجاب لهم عاجلا ، وقد صحح ذلك إبن تيمية أيضاًً في كتابه ( الزيارة 7 : 101 - 106 ).
من طرق عديدة نقلها بطولها ، عن البيهقي والطبراني وإبن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وإبن السني ، رغم أنه أصر على خلافها إصراراً على الرأي رغم إعترافه بوجود البرهان على خلافه ، إلا أن إبن تيمية لا يرى ذلك من الشرك الأكبر كما فعلت الوهابية ، فيكون أولئك الصحابة والتابعون - وفق العقيدة الوهابية - من المشركين الذين يجب قتلهم وليس هؤلاء وحدهم مشركين في عقيدة الوهابية ، بل الآخرون ممن كان يبلغه فعلهم هذا في إستشفاعهم بالنبي (ص) ولا ينكر عليهم ولا يكفرهم ، هؤلاء أيضاًً محكوم عليهم.. بهدر الدماء والأموال فمن أبقوا يا ترى من هذه الأمة على الإسلام ؟ ومن هو إذن سلفهم الذي يقتدون به ؟.
[ 4 ] عقيدتهم في الصحابة :
- أ - ثبت في ما تقدم أن عقيدة الوهابية تقتضي على جل الصحابة بالكفر والشرك.. هذا حكمهم على جل الصحابة الذين عاشوا بعد النبي (ص) وأجازوا الإستشفاع به (ص) ، أو سمعوا به فلم يحكموا عليه بالكفر والشرك ولا هدروا دمه ولا إستباحوا أمواله هذا هو لازم عقيدتهم ، وهذا هو حكمهم بالفعل ، أما حين يروغون عنه بالقول في ما يزعمونه من تعظيم الصحابة ، فإنما يريدون منه إغواء البسطاء وتضليل الناس ، كما يخشون أيضاًً عواقب تصريحهم بذلك.
- ب - لم تقف الوهابية عند هذا الحد ، بل تناولوا الصحابة الذين كانوا حول الرسول (ص) في حياته أيضاًً.. فقال محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية ما نصه : إن جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول ويصلون معه ويزكون ويصومون ويحجون ، ومع ذلك فقد كانوا كفاراً بعيدين عن الإسلام ( الرسائل العملية التسع لمحمد بن عبد الوهاب - رسالة كشف الشبهات : 120 طبعة سنة 1987 م ).
- ج - مما يؤكد عقيدتهم هذه في الصحابة مبالغة كتابهم وعلمائهم في الدفاع ، عن يزيد بن معاوية والثناء علية في حين لم يعرف التاريخ عدواً للصحابة كيزيد ، ولا عرف التاريخ أحداًً أباح دماء الصحابة وأعراضهم كما فعل يزيد في وقعة الحرة بالمدينة المنورة حيث أباحها لجنده ثلاثة أيام يقتلون رجالها وكلهم من الصحابة وأبناء الصحابة ، ويهتكون الأعراض وهي أعراض الصحابة فإفتضوا العذارى من بنات الصحابة حتى أنجبت منهن نحو الف عذراء لا يدرى من أولدهن ! ! وقبل ذلك كان فعله في كربلاء في قتل ثمانية عشر رجلاًًً من أهل بيت الرسول (ص) ، فيهم سبطه وريحانته الحسين ، وأولاده وأولاد أخية الحسن ، ومن معه من إخوته وأبناءهم وحتى الرضيع منهم. وبعد ذلك فعله في مكة المكرمة وأحرق الكعبة ، ذلك هو يزيد الذي يثنون علية .. ومن يدري لعلهم يثنون علية لأجل أعماله تلك وفعله ذلك في الصحابة ونسائهم وذرياتهم ؟ وأغرب من ذلك أن يزيد كان لا يقيم الصلاة ، وكان يشرب الخمرة.. فهم بحكم إنتسابهم إلى فقه الإمام أحمد ينبغي أن يفتوا بكفرة لأجل هذا وحده.. ولكنهم أثنوا عليه وإعتذروا له.. فلأي شئ أثنوا على يزيد مع علمهم بكل ما تقدم من فعلة وخصاله ، بينما كفروا من إستشفع بالرسول أو قصد زيارته وإن كان من كبار الصحابة والتابعين ومجتهديهم ؟ هل لأن يزيد أفنى صحابة رسول الله (ص) وهتك أعراضهم وإستباح أموالهم وذراريهم ؟.
[ 5 ] عقيدتهم في الصفات :
- عقيدة الوهابية في الصفات هي من صنف عقائد المجسمة.. فهم ينسبون إلى الله تعالى الأعضاء على الحقيقة : كاليد ، والرجل ، والعين ، والوجه.. ثم يصفونه تعالى شأنه بالجلوس والحركة والإنتقال : والنزول والصعود ، على الحقيقة كما يفهم من ظاهر اللفظ.. تعالى الله عما يصفون. ( الهدية السنية - الرسالة الرابعة ، لعبد اللطيف حفيد محمد عبد الوهاب ).
وهذه العقيدة قلدوا فيها إبن تيمية.. وهي في الأصل عقيدة الحشوية من أصحاب الحديث الذين لا معرفة لهم بالفقه والثابت من أصول الدين ، فيجرون وراء ما يفهمون من ظاهر اللفظ ، وقد أخذوا ذلك ، عن مجسمة اليهود. جاءوا بكلام لم يستطيعوا أن ينقلوا منه حرفاًً واحداًً ، عن واحد من الصحابة ولا واحد من الطبقة الأولى من التابعين ، ثم زعموا أن هذا هو إجماع السلف ، وزوروا ذلك بكلام طويل كله لف ودوران خال من أي برهان صادق. بل لم يجدوا إلاّ كلمة واحدة أطلقها إبن تيمية جزافاً ، وهي محض إفتراء لا ينطوي إلاّ على البسطاء الذين لا يتثبتون مما يسمعون ، وعلى المقلدين المتعصبين.. يقول إبن تيمية في حجته الكبرى على مصدر هذه العقيدة ما نصه : إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس ، عن الصحابة إختلاف في تأويلها ، وقد طالعت التفاسير المنقولة ، عن الصحابة وما رووه من الحديث ، ووقفت على ما شاء الله من الكتب الكبار والصغار ، وأكثر من مئة تفسير ، فلم أجد إلى ساعتي هذه ، عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاًً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف. ( تفسير سورة النور لإبن تيمية : 178 - 179 ).
وقال في نفس الموضع أنه كان يكرر هذا الكلام في مجالسه كثير.. لكنه كلام باطل يشهد على بطلانه كل ما ورد في تفسير آيات الصفات ، وخاصة في الكتب التي نقلت تفاسير الصحابة ، والكتب التي كان يؤكد عليها إبن تيمية ويقول : إنها تروي تفاسير الصحابة والسلف بالأسانيد الصحيحة وليس فيها شئ من الموضوعات والأكاذيب ، وأهمها : تفسير الطبري ، وتفسير إبن عطية ، وتفسير البغوي. ( مقدمة في أصول التفاسير لإبن تيمية : 51 ).
فهذه التفاسير جميعاًًً نقلت ، عن الصحابة تأويل آيات الصفات بخلاف ظاهرها ، وهذا جارً في جميع آيات الصفات إنظر مثلاًً تفسير آية الكرسي عند الطبري وإبن عطية والبغوي ، فهم جميعاًًً يبدأون بقول إبن عباس : كرسيه علمه ، وإكتفى إبن عطية بهذا ووصف ما ورد عن غير إبن عباس بأنه من الإسرائيليات وأخبار الحشوية التي يجب أن لا تحكى. ( نقله عنه الشوكاني في تفسيره - فتح القدير 1 : 272 ).
وهكذا مع جميع الآيات التي جاء فيها ذكر الوجه : ( وجه ربك ) أو ( وجهه ) أو ( وجه الله ) ، فأول ما ينقلونه عن الصحابة هو التأويل بالقصد أو الثواب أو نحوها كما يقتضي المقام ، إذن فبرهانهم الوحيد على عقيدتهم في التجسيم هو إفتراء على الصحابة ، وتزوير في الحقائق الدينية ، ونسبة الباطل حتى إلى كتب التفسير المتداولة بين الناس رغم سهولة التحقق من ذلك ، فهل سيحاول القارئ أن ينظر في هذه التفاسير ليقف على الحقيقة بعينه ؟ خذ مثلاًً تفسير البغوي الذي عظمه إبن تيمية كثيراًً وقال : إنه لم يرو الموضوعات ، وقف على تفسير هذه النبذة من آيات الصفات : البقرة آية 115 و 255 ( آية الكرسي ) و 272 ، الرعد آية 22 ، القصص آية 88 ، الروم آية 38 و 39 ، الدهر آية 9 ، الليل آية 20. لترى بعدئذ عظمة ما إرتكبه هؤلاء من إفتراء وزيف وبهتان نسبوه إلى هذا الدين العظيم وإلى السلف.
تعليق