سيد المقاومة و"آية الوعد الصادق

حميد حلمي زادة
مثّل انتصار المقاومة الاسلامية بقيادة العلامة المجاهد السيد حسن نصرالله (دامت افاضاته)، على جيش العدو الصهيوني في تموز 2006، انعطافة تاريخية عظمى في مسيرة الاحداث والتطورات في العالم العربي والاسلامي.
فقد اسس هذا الانتصار الخالد لمرحلة جديدة من الوعي واليقظة والنهوض ليس على مستوى المنطقة فحسب بل العالم بأسره.
ولسنا نبالغ اذا قلنا ان الصحوة الاسلامية التي احدثت تغييرات جوهرية في الموزائيك الثوري والسياسي والفكري والرسمي بالمنطقة، هي احدى ثمار تضحيات ابطال المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين، بل هي الزلزال الجماهيري الطبيعي الذي اطاح بعروش الطواغيت في تونس ومصر وليبيا، والذي مازالت ارتداداته العنيفة تفكك قواعد الانظمة الخائنة في قطر والبحرين والسعودية والاردن، وصولا الى اسقاطها هي الاخرى لكي لايبقى لها مكان الا في مزبلة التاريخ.
ولايختلف اثنان على ان (المقاومة) اضحت العنوان الاشمل في ادبيات الثورات الاسلامية الشعبية، وعنصر تأصيل للذات العربية من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي ، فقد منحت شعوب المنطقة قدرات قصوى لمواجهة التحديات التقليدية والعصرية على مستوى انظمة الحكم المتواطئة مع الاستكبار العالمي من جهة ، والمشاريع الغربية – الصهيونية من جهة اخرى ، وهي التي راحت تسرح وتمرح في العالم الاسلامي تحت ذرائع نشر الحريات والديمقراطيات والمدنية والحداثة.
ولا شك في ان الشعوب الغاضبة طالما انتظرت ساعة الصفر للانقضاض على الواقع الرسمي الفاسد في الشرق الاوسط، وكانت تتطلع الى الزخم الثوري الذي يطلق طاقاتها الهائلة، فكان الانتصار الاسلامي العظيم في تموز 2006، الحركة التعبوية التي قدحت زناد تلك الطاقات الكامنة، على الرغم من المساعي السياسية والاعلامية والدعائية الخبيثة التي سخرها الاستكبار الاميركي ومرتزقته الاقليميون لاحتواء الاشعاعات المباركة لتلك الانعطافة الجبارة الباعثة على الثورة والانقلاب والتغيير، انتصاراً لكرامة الامة الاسلامية التي فرط بها الحكام المتخاذلون لفائدة اميركا المستبدة والصهيونية الحاقدة وحليفاتهما في النظام الرأسمالي الغربي الجشع.
وبالامس وفي ذكرى ميلاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) جدد سيد المقاومة الاسلامية المجاهد الغيور العلامة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله خلال كلمته بالاحتفال الجماهيري الذي اقيم في (مربع الكرامة) بضاحية بيروت، يوم السبت 12/5/2012 ،بمناسبة انتهاء مشروع "وعد" لاعمار المباني المدمرة في عدوان تموز 2006، جدد تأكيده على معادلة (الضاحية – تل ابيب) حيث صرح سماحته قائلاً:
"مقابل كل مبنى سيدمر في الضاحية، سندمر مباني في تل ابيب" "موضحا "اننا قادرون على ضرب اهداف محددة جدا في تل ابيب، بل في كل مكان من فلسطين" مضيفا "انتهى الزمن الذي تدمر فيه بيوتنا وتبقى بيوتهم بل اقول لكم، جاء الزمن الذي سنبقى فيه وهم الى زوال".
وامام هذا الخطاب الاسلامي الاصيل والشجاع ، من حقنا ان نتساءل: هل بقي عذر للحكام الذين مافتئوا يراهنون على تقديم فروض الطاعة والولاء لزعماء المصالح الغربية والصهيونية، بعدما رأوا بأعينهم "آية المقاومة الصادقة" وهي تدك بامكاناتها المتواضعة اعناق الغزاة والمحتلين؟
أليس من حق الشعوب ان تثأر وتنتفض لاقتلاع جذور الفساد من بلدانها، وتمارس دورها المصيري في التصدي للانهزاميين والخانعين الذين باعوا كل شيء للاجانب الطامعين، لقاء دراهم معدودة وسلطة زائفة؟!ِ
وكيف يسوغ حكام آل سعود وآل ثاني وآل خليفة لانفسهم التكالب على سورية ابتغاء تدميرها بأمر من اميركا والغرب واسرائيل – كما قال سيد المقاومة – لا لسبب سوى انهم يريدون التخلص من الداعم الاساسي للمقاومة في لبنان وفلسطين؟!
انها اسئلة مشروعة برسم الامة العربية والاسلامية التي تتابع هذه المؤامرة الصهيو اميركية – الخليجية – التركية على جبهة المقاومة والتصدي في المنطقة. ويقيننا ان هذا المخطط سيواجه الفشل الذريع لانه يعاكس تيار الارادة الحرة لجماهير الصحوة الاسلامية والثورات الشعبية في راهننا المعاصر.