بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والحمد حقه كما يستحقه حمدا دائما ابدا والصلاة والسلام والتحية والإكرام على خير البشر معلم الإمام الرسول الاكرم المصطفى الأمجد حبيب إله العالمين ابي القاسم محمد صلى الله عليه وعلى اله مصابيح الدجى واعلام الورى والعروة الوثقى أئمه الخلق إلى الصراط المستقيم وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فهذا بحث وجيز في دعاء النبي صلى الله عليه واله وسلم بنفسه (بحقه) والإنبياء السابقين من قبله أن يغفر لفاطمة أم الإمام علي سلام الله عليه ويلقنها حجتها. وسميته المختصر المفيد في توسل النبي بالأنبياء سلام الله عليهم اجمعين.
ويشتمل البحث على :
1- رواية الحديث من مصدره
2- الإشكالات على الحديث
3- ذكر الأقوال في رواة
4- الإشكال على روح بن صلاح – وطعون ابن حجر على روح.
5- منهج إبن حبان في التوثيق وكلام الذهبي
6- منهج الحاكم في التوثيق
7- احتجاج بعض العلماء بهذا الحديث
8- تضارب علماء الجرح والتعديل
9- الرد على الألباني
بداية البحث:
1- رواية الحديث من مصدره
معجم الطبراني الكبير
بَابُ الْفاءِ
فَاطِمَةُ بنتُ أَسَدِ بن هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ
20324 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن حَمَّادِ بن زُغْبَةَ، ثنا رَوْحُ بن صَلاحٍ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بنتُ أَسَدِ بن هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَقَالَ:رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُغَسَّلَ ثَلاثًا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ
الْكَافُورُ سَكَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهُ وَكَفَّنَهَا بِبُرْدٍ فَوْقَهُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَغُلامًا أَسْوَدَ يَحْفُرُونَ فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لأُمِّي فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ، ولَقِّنْهَا حُجَّتَها، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وأَدْخَلُوها اللَّحْدَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ .
2- إلاشكالات على الحديث تنقسم إلى قسمين
أ- المتن: أنه منكر لأن النبي صلى الله عليه واله وسلم او المخلوقات لا يمكن أن تتوسل إلى الله عز وجل بالأموات. (فإنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور) بما لا ينفع ولا يضر. والميت ليس منه فائدة ترتجى إلخ....
ب- السند وقدمنا المتن على السند للسبب التالي.
هناك إشكال على الحديث من ناحية المتن وهو اهم من الإشكال على الرواة. فمن ضعف الحديث ذكر
a- أن هذا حديث منكر داع إلى البدعة (التوسل بالأموات) و أنه قد تفرد بروايته شخص واحد.
b- أن بعض اصحاب الجرح والتعديل قد ضعف احد رواة الحديث (روح بن صلاح) فالحديث إذا باطل
3- ذكر الأقوال في رواة الحديث
ليس هناك إي إشكال على الرواة إلا بشأن روح بن صلاح بن سيابة الحارثي.
الألباني:
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة(23) :
بقي النظر في حال روح بن صلاح وقد تفرد به كما قال الطبراني ،
فقد وثقه ابن حبان والحاكم كما ذكر الهيثمي ،
ولكن قد ضعفه من قولهم أرجح من قولهما لأمرين : الأول : أنه جرح والجرح مقدم على التعديل بشرطه .
والآخر : أن ابن حبان متساهل في التوثيق فإنه كثيرا ما يوثق المجهولين حتى الذين يصرح هو نفسه أنه لا يدري من هو ولا من أبوه ؟ كما نقل ذلك ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي "
والآخر : أن ابن حبان متساهل في التوثيق فإنه كثيرا ما يوثق المجهولين حتى الذين يصرح هو نفسه أنه لا يدري من هو ولا من أبوه ؟ كما نقل ذلك ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي "
ومثله في التساهل الحاكم كما لا يخفى على المتضلع بعلم التراجم والرجال فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن حتى ولوكان الجرح مبهما لم يذكر له سبب ، فكيف مع بيانه كما هو الحال في ابن صلاح هذا ؟ !
فقد ضعفه ابن عدي ( 3 / 1005 ) ،
وقال ابن يونس : رويت عنه مناكير، وقال الدارقطني : ضعيف في الحديث ،
وقال ابن ماكولا : ضعفوه ،
وقال ابن عدي بعد أن خرج له حديثين : وفي بعض حديثه نكرة .
فأنت ترى أئمة الجرح قد اتفقت عباراتهم على تضعيف هذا الرجل ، وبينوا أن السبب روايته المناكير ، فمثله إذا تفرد بالحديث يكون منكرا لا يحتج به ، فلا يغتر بعد هذا بتوثيق من سبق ذكره إلا جاهل أو مغرض . انتهى
فأنت ترى أئمة الجرح قد اتفقت عباراتهم على تضعيف هذا الرجل ، وبينوا أن السبب روايته المناكير ، فمثله إذا تفرد بالحديث يكون منكرا لا يحتج به ، فلا يغتر بعد هذا بتوثيق من سبق ذكره إلا جاهل أو مغرض . انتهى
الذهبي
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام- للذهبي
137 - رَوْحُ بنُ صلاح بْن سيّابة بْن عَمْرو، أبو الحارث الحارثي المَوْصِليّ، ثمّ المِصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: يحيى بْن أيّوب، وسُفْيان الثَّوْريّ، وموسى بن علي بن رباح، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وغيرهم. وَعَنْهُ: أحمد بن محمد بن رشدين، وعيسى بن صالح المؤذن، وجعفر بن أحمد بن بيان، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأحمد بن حماد زغبة.
وله مناكير.
قال ابن عديّ: ضَعِيفٌ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي " الثِّقَاتِ ".
تُوُفّي بمصر في رمضان سنة ثلاث وثلاثين. وهو آخر من حدَّث عن موسى، ويحيى، وسعيد.
وقال الحاكم: هو ثقة مأمون شاميّ.
إبن حجر العسقلاني في لسان الميزان
الدار قطني
موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله
1280 - روح بن صلاح بن سيابة.
• قال الدَّارَقُطْنِيّ: كان ضعيفًا في الحديث، سكن مصر. «المؤتلف والمختلف» 3 1377.
• وقال الدَّارَقُطْنِيّ: سمعت أبا طالب، يعني أحمد بن نصر الحافظ يقول قال لي أخو ميمون، واسمه أحمد بن ميمون بن زكريا البغدادي اتفقنا على ألا نكتب بمصر حديث ثلاثة وهم علي بن الحسن الشامي، وروح بن صلاح، وعبد المنعم بن بشير. «لسان اليمزان» 4 (5820) .
• وقال منكر الحديث. «لسان الميزان» 2 (3440) .
إبن حجر
ذكر إبن حجر العسقلاني(ت 862): في لسان الميزان
ذكره ابن يونس في تاريخ الغرباء فقال: من أهل الموصل قدم مصر وحدث بها رويت عنه مناكير ثم ذكر وفاته ونسبه ابن صلاح بن سيابة بن عَمْرو الحارثي.
..........
ذكره بن يونس في تاريخ الغرباء فقال من أهل الموصل قدم مصر وحدث بها رويت عنه مناكير ثم ذكر وفاته ونسبه بن صلاح بن سيابة بن عمرو الحارثي وقال الدارقطني ضعيف في الحديث وقال بن ماكولا ضعفوه سكن مصر وقال بن عدي بعد أن أخرج له حديثين له أحاديث كثيرة في بعضها نكرة
5931 - ( ز ) عيسى بن صالح المؤذن حدث بمصر عن روح بن صلاح عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن بن عمر عن الأعرج وأبي يونس عن أبي هريرة رفه زر غبا تزدد حبا قال بن عدي في ترجمة روح بن صلاح ليس بمحفوظ من الوجهين ولعل البلاء فيه من عيسى فإنه ليس بمعروف قلت بل هو معروف ذكره بن يونس في المصريين فقال عيسى بن صالح بن الوليد بن كامل تولى الأزد يكنى أبا موسى يروي عن عمر بن خالد وزيد بن بشر ويحيى بن بكير مات في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ومائتين
أحمد بن يونس
تاريخ بن يونس:
قال بن يونس في تاريخه (تاريخ بن يونس = تاريخ مصر + تاريخ الغرباء لإبن يونس)
816- عبد الرحمن بن روح بن صلاح المرادى الحارثىّ: روى عن أبيه. هكذا نسبه على بن قديد «2» . وقد قيل: إن «روح بن صلاح» من الموصل ناقلة إلى مصر. وأما دارهم، فبمصر فى مراد الحارثين. والله أعلم «3» .
نكمل لاحقا
تعليق