بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لقد عرضنا فيما سبق بعض نصوص شيخ العرفاء الأكبر ابن عربي ثم نقلنا نصوصاً أخرى للخميني وقارنا بين النصوص وبينا تطابق معتقد الخميني بشيخه ابن عربي!
وللأسف الشديد ترك الأخوة التأمل في تلك النصوص الواضحة في اعتقاد الخميني بديانة وحدة الموجود وراحوا يلتمسون الأعذار الواهية بمن يعتقد بوحدة الوجود!!
مع العلم أننا كل ما عرضناه نصوصاً واضحة في وحدة الموجود لا وحدة الوجود!!
ولم يناقش أحد في النصوص بشكل جدي أبداً!!
والبعض الآخر قد يلتمس العذر للعرفاء بأن هذه النصوص زلة قد يقع فيها أي عالم!!
ونقول بأن الزلة قد تقع في نص أو نصين وليس في عشرات النصوص!
ومن حق هؤلاء الفئة مطالبتنا بالمزيد من النصوص لكي يحصل لهم الاطمئنان بأن العرفاء فعلاً يعتقدون بهذه العقيدة المنحرفة !!
ومن عادة الناس لا تقتنع بدليل واحد أو اثنان أو ثلاثة ولذلك سوف نكثف النصوص لكي نقيم الحجة عليهم.
عرض نصوص لابن عربي في ديانته وحدة الموجود:
قال ابن عربي : لما شاء الحق سبحانه من حيث أسماؤه الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء أن يرى أعيانها، و إن شئت قلت أن يرى عينه.
فمخلوقات الله هي عين الله عند ذلك الزنديق! أي هي أصلا مترشحة عنه تعالى! لذا مثل هؤلاء الزنادقة لله ومخلوقاته بالبحر والموج!
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 48.
وقال أيضاً : جعل الله صورة العالم تسبح بحمده و لكن لا نفقه تسبيحهم لأنا لا نحيط بما في العالم من الصور , فالكل ألسِنَةُ الحق ناطقة بالثناء على الحق , و لذلك قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» أي إليه يرجع عواقب الثناء، فهو المُثني و المُثْنَى عليه!!
بذلك الموجودات الممكنة حينما تسبح خالقها فهي في حقيقة الأمر تسبح نفسها وتثني على نفسها لأنها هي عين الله ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا!
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 69.
ويعرض ابن عربي ديانته بطريقة شعرية فيقول :
فلا تنظر إِلى الحق*** و تعريه عن الخلق
و لا تنظر إِلى الخلق*** و تكسوه سوى الحق
وذلك مفهوم قول الزنادقة من المتصوفة ( الحق خلق والخلق حق)!!!
فحقق قولنا فيه*** فقولي كله الحق
فما في الكون موجود*** تراه ما له نطق
و ما خلق تراه العين*** إلا عينه الحق
و لكنْ مودَعٌ فيه*** لذا صوّرَهُ الحُق
الله مودَعٌ في مخلوقاته!! وكل خلق تراه اعيننا فذلك الخلق هو عين الحق تعالى ! فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 106-107.
إنما الكون خيال*** و هو حق في الحقيقة
و الذي يفهم هذا*** حاز أسرار الطريقة
يعني الكون هذا هو مجرد خيال وحقيقته انه كله رب واله !!! وهو حق في الحقيقه! والحق كلمة يقصد بها المتصوفة الله تعالى.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 159.
وقال أيضاً : فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد و قواه، و ليس العبد سوى هذه الأعضاء و القوى فهو حق مشهود في خلق متوهم..)
بينا سابقا ومن المعاجم ان الهوية تعبير يقصد به في الفلسفة حقيقة الشيء اللتي تميزه عن غيره
فالله تعالى حسب تصريح ذلك الزنديق حقيقته هي عين أعضاء العبد وقواه! إي قلبا وقالبا!
والعبد ليس سوى تلك العضاء والقوى اللتي عين هوية الله تعالى!!!
فالله حق مشهود في خلق متوهم ! بماذا يختلف ذلك عن عقيدة الحلول والاتحاد الحلاّجية؟!
الله تعالى هل وصف مخلوقاته بالوهم؟ أما قال تعالى ( اللذي احسن كل شيء خلقه)
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 108.
وقال أيضاً: إن العارف من يرى الحق في كل شي ء، بل يراه عين كل شي ء.
فتنبهوا! ذلك الزنديق يعني ما يقول ! فلا تتوهموا ! هو بنفسه لا يترك لكم مجالا للتوهم! بكل وقاحة وجرأة على الله وزندقة بينه يقول (بل عين كل شيء!!) فيقول لكم لا تتوهموا أيها السذج أني اعني بقولي (يرى الحق في كل شيء) مظاهر العظمة! كلا بل هو يقول لك (عين كل شيء)
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 108.
وقال أيضاً : من عرف ما قررناه في الأعداد، و أن نفيها عين إثباتها ، علم أن الحق المنزّه هو الخلق المشبه، و إن كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، و الأمر المخلوق الخالق. كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد و هو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ»، و الولد عين أبيه. فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. و ظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد. «وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة و الولد و الأمر واحد في العدد.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 78.
ايها الناس اخر ما توصل اليه الزنديق ابن عربي هو انه بما ان الله تعالى يقول (هو اللذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها) فهذا يعني ان كل واحد منكم في الحقيقة لا ينكح سوى نفسه!!!
الواحد منكم ان نكح زوجه فهو ما نكح الا نفسه!!!
يقول فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان! يعني ذلك الكبش هو إسماعيل عليه السلام كان إنسانا ثم ظهر بصورة كبش!!
يقول لك الله (هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة) من هنا تعلمون من أين أتى العرفاء بالكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة! من ابن عربي الزنديق لا من محمد واله الأطهار!
الله تعالى عند ذلك الزنديق هو عين الكثرة الموجودة أي هو ذاتها ! ويذهب ليفسر هذه الزندقة بقياسات باطله لله بخلقه وليتها كانت استدلالات منطقية في ذاتها! فالزنديق يقول لك ان الكبش هو إسماعيل عليه لسلام وظهر بصورة كبش وان إسماعيل هو أيضا عين والده إبراهيم عليه السلام فإذن (إسماعيل وإبراهيم والكبش = شيء واحد متكثر) وهذا معنى الكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة! فهل يقول بهذا عاقل! وان الرجل وزوجه هما شيء واحد فالرجل إذا نكح زوجه فهو في الحقيقة ينكح نفسه!
وطبعا القول بأن التنزيه هو التشبيه عقيدة يتفق فيها الخميني مع ابن عربي كما نقلنا سابقا
قال الخميني: أقول الدعوة إلى التنزيه هي الدعوة إلى التشبيه وبالعكس فإن التنزيه محجوب في التشبيه والتشبيه مستور في التنزيه نعم كان من دأب الأنبياء عليهم السلام التصريح بالتنزيه وجعل التشبيه في الحجاب لأصحاب السر وأرباب القلوب وبحسب حالات قومهم وغلبة جهات الكثرة والوحدة عليهم كان الدعوة مختلفة في التصريح والرمز ولهذا من أخذ موسى عليه السلام بلحية أخيه ما فهم القوم إلا التنزيه مع أن أرباب المعرفة فهموا منه التشبيه.
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس ، الخميني , ص92-93.
حسب كلام الخميني السابق فان تنزيه الله عن الشبه هو مجرد كلام يقوله الأنبياء لنا نحن أصحاب العقول البسيطة! لذا يقول التشبيه مستور في التنزيه! يعني كما نقول بالعامية( يا خذونا على قد عقلنا!) يعني في الأساس القران والأنبياء عندما دعونا إلى تنزيه الله هم في الحقيقة يدعوننا إلى التشبيه! ولكن تلك المعاني لا يعرفها إلا ابن عربي والخميني! فتنزيه الله عند الخميني وابن عربي يعني تشبيهه!
ويدعي ان للأنبياء دعوتان! دعوة في الحجاب وهي دعوة لتشبيه الله تعالى وتلك يحتملها فقط أمثال ابن عربي
أما التنزيه فهو ضحك على ذقون الغلابا من أمثالنا ! فالأنبياء يقولون بتنزيه الله لنا نحن فقط!
من هنا تعلمون لماذا أئمتنا حذروا من هؤلاء المتصوفة ومسالكهم وقد صفوهم بأنهم أعداؤهم و قالوا ان الراد عليهم هو كالمجاهد في سبيل الله.
بعدما عرضنا نصوص ابن عربي في ديانته (وحدة الموجود) نأتي الآن لنعرض بعض نصوص العرفاء في هذه الديانة المخالفة للقرآن الكريم والحديث الشريف:
يقول الدكتور خنجر علي حمية: و (حيدر) الآملي كما هو الحال مع ابن عربي شديد الحماس لفكرة وحدة الوجود ... وهو شأنه شأن المنتمين إلى تيار وحدة الوجود , يرى أن الوجود واحد لا كثرة فيه ولا تعدد , وهو الوجود الحق الواجب الذي لا يحيط به زمان ولا يحده مكان , ولا تحيط به معرفة , ولا يستنفده تصور أو إدراك , وهو الحقيقة التي لا ثاني لها ولا شيء يشبهها , والتي تتصف وحدها بالوجود على نحو الحقيقة, وما سواها وهم لا حقيقة له ولا وجود , لا في خارج ولا في ذهن!!!
المصدر : العرفان الشيعي , د. خنجر علي حمية, ص773, طبعة دار الهادي بيروت.
يقول المطهري : فإن توحيد العارف يعني ان الموجود الحقيقي منحصر بالله تعالى فكل ما سواه ليس سوى (ظِلال) فليس هناك شيء سوى الله... والذين يخالفون العرفاء (أي الفقهاء والعلماء) لا يرضون هذه المرحلة من التوحيد بل يرونها أحياناً كفراً وإلحاداً , إلا أن العرفاء يرونها هي التوحيد الحقيقي, وإن كل ما سواه لا يخلو من شائبة الشرك.
المصدر : الكلام , العرفان, الحكمة العلمية, المطهري, ص61, ترجمة حسن الهاشمي, طبعة إيران.
اذن كما تلحظون ان مطهري بنفسه يقر بأن عقيدة العرفاء هي انه هناك فقط موجود واحد والوجود الحقيقي منحصر به وما سواه ظلال! وليس هناك موجودان متمايزان متغايران هما الله تعالى ومخلوقاته كما هي عقيدتنا نحن الموحدون الحقيقيون أتباع محمد واله الأطهار !
أيضا قد بين مطهري ان هناك خطان لا يلتقيان! خط العرفاء المتصوفة أتباع ابن عربي وخط (الفقهاء العلماء) ونحن مع خط الفقهاء والعلماء اللذي هو الخط المحمدي الأصيل بحمد الله تعالى.
اتباع ابن عربي يرون أننا نحن مشركون وهم الموحدون! تماما كالوهابية غارقون في الشرك فهم القائلون بالتجسيم لكنهم يرمون غيرهم بكل وقاحة بالشرك! أتباع ابن عربي أيضا يحسبون أنهم على شيء! (اللذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) فهم غارقون في الشرك
يقول ملا صدرا : قوله تعالى {كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} قال الشيخ العالم محمد الغزالي مشيرا إلى تفسير هذه الآية عند كلامه في وصف العارفين بهذه العبارة فرأوا بالمشاهدة العيانية أن لا موجود إلا الله و أن كل شي ء هالك إلا وجهه لا أنه يصير هالكا في وقت من الأوقات بل هو هالك أزلا و أبدا لا يتصور إلا كذلك
ثم يقول ملا صدرا : لا موجود إلا الله فإذن كل شي ء هالك إلا وجهه أزلا و أبدا و كتب العرفاء كالشيخين العربي و تلميذه صدر الدين القونوي مشحونة بتحقيق عدمية الممكنات و بناء معتقداتهم و مذاهبهم على المشاهدة و العيان ...)
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص342.
قال الملا صدرا: الممكنات باطلة الذوات هالكة الماهيات أزلا و أبدا و الموجود هو ذات الحق دائما و سرمدا.
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص340.
هل تريدون نصا أوضح من هذا؟ نحن هالكون للأبد! فلا معاد ولا نشر! ذواتنا باطله لا وجود لها! وإنما الموجود في الحقيقة هو ذات الله!
قال الملا صدرا: كأنك قد آمنت من تضاعيف ما قرع سمعك منا بتوحيد الله سبحانه توحيدا خاصيا و أذعنت بأن الوجود حقيقة واحدة هي عين الحق و ليس للماهيات و الأعيان الإمكانية وجود حقيقي...)
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص339.
توحيد المسلمين هو لا إله إلا الله ولكن توحيد العرفاء لا موجود إلا الله!!
يقول الملا صدرا: معنى التوحيد أن لا موجود إلا الله سبحانه.
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص326.
باعتراف كبيرهم اللذي علمهم السحر توحيدهم ليس توحيد المسلمين! لا اله إلا الله تثبت الغيرية وتقول انه هناك خالقا هو الإله وهناك مخلوقا هو العبد! ومعنى التوحيد عند ملا صدرا هو انه لا موجود إلا الله ! فصححوا معلوماتكم!
التوحيد ليس معناه ان الله تعالى هو الإله الواحد الأحد الفرد الصمد! بل هو يعني انه لا موجود إلا هو!
تعالوا لنعرف التوحيد ما هو عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام لنرَ الفرق الشاسع
(أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ، وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ)
وذلك ترجمان قوله تعالى
(فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ)
وان أردتم ان تعرفوا معنى التوحيد
فهنا كما ورد في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق
باب معنى التوحيد والعدل
حدثنا أبو الحسن محمد بن سعيد بن عزيز السمرقندي - الفقيه بأرض بلخقال: حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد الزاهد السمرقندي بإسناده رفعه إلى الصادق عليه السلام، أنه سأله رجل فقال له: إن أساس الدين التوحيد والعدل، و علمه كثير، ولا بد لعاقل منه، فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ويتهيأ حفظه، فقال عليه السلام:
أما التوحيد فأن لا تجوز على ربك ما جاز عليك، وأما العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لا ملك عليه.
لم يقل له أن التوحيد هو أن تقول (لا موجود إلا الله!!!)
بل ان لا تنسب لله تعالى ما يجوز على المخلوق كالظلم والغفلة والنسيان والموت والجسمية والمجانسة! اللتي هي من لوازم القول بالوحدة!
فمن هو الموحد أيها المسلمون؟ العرفاء المتصوفة أم أتباع محمد واله الأطهار (الفقهاء العلماء)؟!! حكموا عقولكم وضمائركم!!
قال ملا صدرا : فكذلك هداني ربي بالبرهان النير العرشي إلى صراط مستقيم من كون الموجود و الوجود منحصرا في حقيقة واحدة شخصية لا شريك له في الموجودية الحقيقية و لا ثاني له في العين و ليس في دار الوجود غيره ديار و كل ما يتراءى في عالم الوجود أنه غير الواجب المعبود فإنما هو من ظهورات ذاته و تجليات صفاته التي هي في الحقيقة عين ذاته..)
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص392.
ماللذي تريدونه بعد هذا النص؟!! يقول لكم ليس هناك موجود حقيقي سوى الله! نحن وهم! فمن قال ان وجودنا وجود حقيقي مشرك! وكل ما يتراءى لنا انه غير الله تعالى ! اللذي عبر عنه بقوله (الواجب المعبود) فإنما هو ظهورات لذاته !
ويؤكد على عقيدة وحدة الموجود بقوله تجليات صفاته اللتي هي في الحقيقة عين ذاته! فكلنا نعلم ان لله صفات ذات وصفات أفعال! هو يقول لكم ان كل ما في الوجود هو عين ذات الله تعالى! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون!
وهذه بعض نصوص الخميني في ديانة وحدة الموجود :
قال الخميني : فهو تعالى حامد بلسان الذاّت ومحموده الذاّت وحامد بلسان الأسماء ومحموده الذات والأسماء وحامد بلسان الأعيان ومحموده هما مع الأعيان وكلّها في الحضرة الجمعية والتّفصيلية بل كلها حامد ومحمود حتى أنّ الذات حامد الأسماء والأعيان كما لا يخفى على أولي الأبصار والقلوب.
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , بتعليق الخميني, ص24 .
بالمختصر الحامد والمحمود والأسماء والأعيان كلها شيء واحد..
وقال أيضاً : فاليس بعده شاهد ومشاهدة ومشهود.
المصدر: وصايا عرفانية صفحه 66
هو توحيد ملا صدرا (ليس في الوجود الا الله) وهو توحيد ابن عربي
وقال أيضاً : ليس هناك ساجد ومسجود له ولا عابد ومعبود.
المصدر: سر الصلاة للخميني صفحه 38.
هما شيء واحد فلا عابد ولا معبود ولا ساجد ولا مسجود له! فالعابد والمعبود شيء واحد!
يقول الخميني : إن رؤية العبادة والعابد والمعبود والمستعين والمستعان به والاستعانة تتنافى مع التوحيد , ففي التوحيد الحقيقي الذي يتجلى لقلب السالك تتلاشى هذه الكثرة وتضمحل رؤية هذه الأمور .
المصدر : آداب الصلاة , الخميني , ص402, طبعة طهران.
فمن الآن صححوا توحيدكم! فذلك هو التوحيد! ولا تصدقوا كل تلك الايات اللتي تدعوكم إلى النظر في خلقكم وفي الكون من حولكم!
(فلينظر الإنسان ممَ خلق؟)
(إن في خلق السماء والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض , ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)
فهذه الآية حينما نزلت في فاطمة الزهراء وعلي عليهما السلام كانت ذما لهما في الواقع لأنهما مستغرقان في التأمل والتفكر في هذه الكثرة الوهمية! فهما يريان غير الله!
فان كنتم موحدين بحق يجب ان لا تدركوا هذه كلها! وان لا تفرقوا بينها وبين خالقها! فذلك هو التوحيد الحقيقي! أصلا هذا الاختلاف وهذه الكثرة هراء وليست آية من آيات الله!
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}
فمن يلحظ كل تلك الاختلافات والكثرة هو في الواقع ليس موحدا حقيقيا فتلك ليست من آيات الله فانتم واهمون وبذلك يكون من يدركها ليس بموحد!
ويقول الخميني أيضاً : علم العرفان والعرفان العلمي يبحث عن الوجود المطلق أو بالتحديد عن الحق تعالى فلا بحث له سوى عن الحق تعالى وتجلياته التي هي عين ذاته!!
المصدر: المظاهر الرحمانية , الخميني, ص51.
العرفاء المتصوفة يقولون بأن الموجودات هي تجليات الله تعالى وهنا الخميني يقول بأن التجليات هي عين الذات!!
وقال الخميني : إن المقيّد (الموجودات) ظهور المطلق(الله) بل عينه والمقيد أمر اعتباري... والعالم هو التعين الكل فهو اعتبار وخيال في خيال عند الاحرار !!!
المصدر: مصباح الهداية , الخميني , 81.
فالخميني اختار أن يكون حرا لا عبدا لله! فهو يقر انه ليس عبدا ! فتلك هي عبادة الأحرار عند الخميني! عبادة الأحرار هي أن يعتقدوا أن الموجودات هي عين الله وإنها مجرد وهم!
تعالوا لنرَ معا ما هي عبادة الأحرار عند إمام المتقين علي بن ابي طالب عليه السلام:
(إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار(
وقال في مناجاته لله تعالى : (الهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا رغبةً في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)
قال الخميني أيضاً : أنّ تعيّنات الوجود المطلق، المعبّر عنها بـ"الماهيات" و"العوالم" أيّة عوالم كانت، إعتبار وخيال؛ ولذا قيل: العالم عند الأحرار خيال في خيال .…وقال الشيخ الكبير محيي الدين : العالم غيب ما ظهر قطّ ؛ والحقّ ظاهر ما غاب قطّ . إنتهى. ثم يقول الخميني :فما كان في دار التحقّق والوجود ومحفل الغيب والشهود إلا الحقّ، ظاهراً وباطناً، أولاً وآخراً. وما وراءه من تلبيسات الوهم واختراعات الخيال!!
المصدر: مصباح الهداية , الخميني , 112.
أي انه أصلا في الواقع لا يوجد شيء إلا الله وكل ما ترونه من ماهيات (كائنات وعوالم) ليس سوى وهم واختراعات خيال!
ويقول الخميني أيضاً : ولا تتوهمن من هذا التعبير أن ظهور الحقّ وبطونه تبع ظهوره وبطونه! فإن ذلك توهّم فاسد وظنّ في سوق اليقين والمعرفة كاسد. بل الأصل في الظهور والإظهار هو الحق. بل لا ظهور ولا وجود إلاّ له تبارك وتعالى، والعالم خيال في خيال عند الأحرار!!
المصدر: مصباح الهداية , الخميني , 123.
الخميني يقول لا تتوهم أن ظهور الله تعالى وبطونه المقصود به المعنى السائد عندنا وهو ان ظهور المخلوقات هو تبعا لوجوده تعالى وناشيء عن خلقه وإيجاده لها ! أنت واهم فذلك ظن فاسد (وطايح سوقه عند أهل اليقين والمعرفة الخمينية!) إنما الله تعالى هو الاصل في الظهور والإظهار!! أي ما ترونه من موجودات ظاهره هو أصلها! أي هو ذاتها وعينها!
هذا وسأل الله لنا ولكم الهداية وتجنب طريق الغواية بحق محمد وآله خير البرايا ..
ولكم تحياتي ونسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد
لقد عرضنا فيما سبق بعض نصوص شيخ العرفاء الأكبر ابن عربي ثم نقلنا نصوصاً أخرى للخميني وقارنا بين النصوص وبينا تطابق معتقد الخميني بشيخه ابن عربي!
وللأسف الشديد ترك الأخوة التأمل في تلك النصوص الواضحة في اعتقاد الخميني بديانة وحدة الموجود وراحوا يلتمسون الأعذار الواهية بمن يعتقد بوحدة الوجود!!
مع العلم أننا كل ما عرضناه نصوصاً واضحة في وحدة الموجود لا وحدة الوجود!!
ولم يناقش أحد في النصوص بشكل جدي أبداً!!
والبعض الآخر قد يلتمس العذر للعرفاء بأن هذه النصوص زلة قد يقع فيها أي عالم!!
ونقول بأن الزلة قد تقع في نص أو نصين وليس في عشرات النصوص!
ومن حق هؤلاء الفئة مطالبتنا بالمزيد من النصوص لكي يحصل لهم الاطمئنان بأن العرفاء فعلاً يعتقدون بهذه العقيدة المنحرفة !!
ومن عادة الناس لا تقتنع بدليل واحد أو اثنان أو ثلاثة ولذلك سوف نكثف النصوص لكي نقيم الحجة عليهم.
عرض نصوص لابن عربي في ديانته وحدة الموجود:
قال ابن عربي : لما شاء الحق سبحانه من حيث أسماؤه الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء أن يرى أعيانها، و إن شئت قلت أن يرى عينه.
فمخلوقات الله هي عين الله عند ذلك الزنديق! أي هي أصلا مترشحة عنه تعالى! لذا مثل هؤلاء الزنادقة لله ومخلوقاته بالبحر والموج!
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 48.
وقال أيضاً : جعل الله صورة العالم تسبح بحمده و لكن لا نفقه تسبيحهم لأنا لا نحيط بما في العالم من الصور , فالكل ألسِنَةُ الحق ناطقة بالثناء على الحق , و لذلك قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» أي إليه يرجع عواقب الثناء، فهو المُثني و المُثْنَى عليه!!
بذلك الموجودات الممكنة حينما تسبح خالقها فهي في حقيقة الأمر تسبح نفسها وتثني على نفسها لأنها هي عين الله ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا!
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 69.
ويعرض ابن عربي ديانته بطريقة شعرية فيقول :
فلا تنظر إِلى الحق*** و تعريه عن الخلق
و لا تنظر إِلى الخلق*** و تكسوه سوى الحق
وذلك مفهوم قول الزنادقة من المتصوفة ( الحق خلق والخلق حق)!!!
فحقق قولنا فيه*** فقولي كله الحق
فما في الكون موجود*** تراه ما له نطق
و ما خلق تراه العين*** إلا عينه الحق
و لكنْ مودَعٌ فيه*** لذا صوّرَهُ الحُق
الله مودَعٌ في مخلوقاته!! وكل خلق تراه اعيننا فذلك الخلق هو عين الحق تعالى ! فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 106-107.
إنما الكون خيال*** و هو حق في الحقيقة
و الذي يفهم هذا*** حاز أسرار الطريقة
يعني الكون هذا هو مجرد خيال وحقيقته انه كله رب واله !!! وهو حق في الحقيقه! والحق كلمة يقصد بها المتصوفة الله تعالى.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 159.
وقال أيضاً : فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد و قواه، و ليس العبد سوى هذه الأعضاء و القوى فهو حق مشهود في خلق متوهم..)
بينا سابقا ومن المعاجم ان الهوية تعبير يقصد به في الفلسفة حقيقة الشيء اللتي تميزه عن غيره
فالله تعالى حسب تصريح ذلك الزنديق حقيقته هي عين أعضاء العبد وقواه! إي قلبا وقالبا!
والعبد ليس سوى تلك العضاء والقوى اللتي عين هوية الله تعالى!!!
فالله حق مشهود في خلق متوهم ! بماذا يختلف ذلك عن عقيدة الحلول والاتحاد الحلاّجية؟!
الله تعالى هل وصف مخلوقاته بالوهم؟ أما قال تعالى ( اللذي احسن كل شيء خلقه)
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 108.
وقال أيضاً: إن العارف من يرى الحق في كل شي ء، بل يراه عين كل شي ء.
فتنبهوا! ذلك الزنديق يعني ما يقول ! فلا تتوهموا ! هو بنفسه لا يترك لكم مجالا للتوهم! بكل وقاحة وجرأة على الله وزندقة بينه يقول (بل عين كل شيء!!) فيقول لكم لا تتوهموا أيها السذج أني اعني بقولي (يرى الحق في كل شيء) مظاهر العظمة! كلا بل هو يقول لك (عين كل شيء)
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 108.
وقال أيضاً : من عرف ما قررناه في الأعداد، و أن نفيها عين إثباتها ، علم أن الحق المنزّه هو الخلق المشبه، و إن كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، و الأمر المخلوق الخالق. كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد و هو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ»، و الولد عين أبيه. فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. و ظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد. «وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة و الولد و الأمر واحد في العدد.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 78.
ايها الناس اخر ما توصل اليه الزنديق ابن عربي هو انه بما ان الله تعالى يقول (هو اللذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها) فهذا يعني ان كل واحد منكم في الحقيقة لا ينكح سوى نفسه!!!
الواحد منكم ان نكح زوجه فهو ما نكح الا نفسه!!!
يقول فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان! يعني ذلك الكبش هو إسماعيل عليه السلام كان إنسانا ثم ظهر بصورة كبش!!
يقول لك الله (هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة) من هنا تعلمون من أين أتى العرفاء بالكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة! من ابن عربي الزنديق لا من محمد واله الأطهار!
الله تعالى عند ذلك الزنديق هو عين الكثرة الموجودة أي هو ذاتها ! ويذهب ليفسر هذه الزندقة بقياسات باطله لله بخلقه وليتها كانت استدلالات منطقية في ذاتها! فالزنديق يقول لك ان الكبش هو إسماعيل عليه لسلام وظهر بصورة كبش وان إسماعيل هو أيضا عين والده إبراهيم عليه السلام فإذن (إسماعيل وإبراهيم والكبش = شيء واحد متكثر) وهذا معنى الكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة! فهل يقول بهذا عاقل! وان الرجل وزوجه هما شيء واحد فالرجل إذا نكح زوجه فهو في الحقيقة ينكح نفسه!
وطبعا القول بأن التنزيه هو التشبيه عقيدة يتفق فيها الخميني مع ابن عربي كما نقلنا سابقا
قال الخميني: أقول الدعوة إلى التنزيه هي الدعوة إلى التشبيه وبالعكس فإن التنزيه محجوب في التشبيه والتشبيه مستور في التنزيه نعم كان من دأب الأنبياء عليهم السلام التصريح بالتنزيه وجعل التشبيه في الحجاب لأصحاب السر وأرباب القلوب وبحسب حالات قومهم وغلبة جهات الكثرة والوحدة عليهم كان الدعوة مختلفة في التصريح والرمز ولهذا من أخذ موسى عليه السلام بلحية أخيه ما فهم القوم إلا التنزيه مع أن أرباب المعرفة فهموا منه التشبيه.
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس ، الخميني , ص92-93.
حسب كلام الخميني السابق فان تنزيه الله عن الشبه هو مجرد كلام يقوله الأنبياء لنا نحن أصحاب العقول البسيطة! لذا يقول التشبيه مستور في التنزيه! يعني كما نقول بالعامية( يا خذونا على قد عقلنا!) يعني في الأساس القران والأنبياء عندما دعونا إلى تنزيه الله هم في الحقيقة يدعوننا إلى التشبيه! ولكن تلك المعاني لا يعرفها إلا ابن عربي والخميني! فتنزيه الله عند الخميني وابن عربي يعني تشبيهه!
ويدعي ان للأنبياء دعوتان! دعوة في الحجاب وهي دعوة لتشبيه الله تعالى وتلك يحتملها فقط أمثال ابن عربي
أما التنزيه فهو ضحك على ذقون الغلابا من أمثالنا ! فالأنبياء يقولون بتنزيه الله لنا نحن فقط!
من هنا تعلمون لماذا أئمتنا حذروا من هؤلاء المتصوفة ومسالكهم وقد صفوهم بأنهم أعداؤهم و قالوا ان الراد عليهم هو كالمجاهد في سبيل الله.
بعدما عرضنا نصوص ابن عربي في ديانته (وحدة الموجود) نأتي الآن لنعرض بعض نصوص العرفاء في هذه الديانة المخالفة للقرآن الكريم والحديث الشريف:
يقول الدكتور خنجر علي حمية: و (حيدر) الآملي كما هو الحال مع ابن عربي شديد الحماس لفكرة وحدة الوجود ... وهو شأنه شأن المنتمين إلى تيار وحدة الوجود , يرى أن الوجود واحد لا كثرة فيه ولا تعدد , وهو الوجود الحق الواجب الذي لا يحيط به زمان ولا يحده مكان , ولا تحيط به معرفة , ولا يستنفده تصور أو إدراك , وهو الحقيقة التي لا ثاني لها ولا شيء يشبهها , والتي تتصف وحدها بالوجود على نحو الحقيقة, وما سواها وهم لا حقيقة له ولا وجود , لا في خارج ولا في ذهن!!!
المصدر : العرفان الشيعي , د. خنجر علي حمية, ص773, طبعة دار الهادي بيروت.
يقول المطهري : فإن توحيد العارف يعني ان الموجود الحقيقي منحصر بالله تعالى فكل ما سواه ليس سوى (ظِلال) فليس هناك شيء سوى الله... والذين يخالفون العرفاء (أي الفقهاء والعلماء) لا يرضون هذه المرحلة من التوحيد بل يرونها أحياناً كفراً وإلحاداً , إلا أن العرفاء يرونها هي التوحيد الحقيقي, وإن كل ما سواه لا يخلو من شائبة الشرك.
المصدر : الكلام , العرفان, الحكمة العلمية, المطهري, ص61, ترجمة حسن الهاشمي, طبعة إيران.
اذن كما تلحظون ان مطهري بنفسه يقر بأن عقيدة العرفاء هي انه هناك فقط موجود واحد والوجود الحقيقي منحصر به وما سواه ظلال! وليس هناك موجودان متمايزان متغايران هما الله تعالى ومخلوقاته كما هي عقيدتنا نحن الموحدون الحقيقيون أتباع محمد واله الأطهار !
أيضا قد بين مطهري ان هناك خطان لا يلتقيان! خط العرفاء المتصوفة أتباع ابن عربي وخط (الفقهاء العلماء) ونحن مع خط الفقهاء والعلماء اللذي هو الخط المحمدي الأصيل بحمد الله تعالى.
اتباع ابن عربي يرون أننا نحن مشركون وهم الموحدون! تماما كالوهابية غارقون في الشرك فهم القائلون بالتجسيم لكنهم يرمون غيرهم بكل وقاحة بالشرك! أتباع ابن عربي أيضا يحسبون أنهم على شيء! (اللذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) فهم غارقون في الشرك
يقول ملا صدرا : قوله تعالى {كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} قال الشيخ العالم محمد الغزالي مشيرا إلى تفسير هذه الآية عند كلامه في وصف العارفين بهذه العبارة فرأوا بالمشاهدة العيانية أن لا موجود إلا الله و أن كل شي ء هالك إلا وجهه لا أنه يصير هالكا في وقت من الأوقات بل هو هالك أزلا و أبدا لا يتصور إلا كذلك
ثم يقول ملا صدرا : لا موجود إلا الله فإذن كل شي ء هالك إلا وجهه أزلا و أبدا و كتب العرفاء كالشيخين العربي و تلميذه صدر الدين القونوي مشحونة بتحقيق عدمية الممكنات و بناء معتقداتهم و مذاهبهم على المشاهدة و العيان ...)
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص342.
قال الملا صدرا: الممكنات باطلة الذوات هالكة الماهيات أزلا و أبدا و الموجود هو ذات الحق دائما و سرمدا.
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص340.
هل تريدون نصا أوضح من هذا؟ نحن هالكون للأبد! فلا معاد ولا نشر! ذواتنا باطله لا وجود لها! وإنما الموجود في الحقيقة هو ذات الله!
قال الملا صدرا: كأنك قد آمنت من تضاعيف ما قرع سمعك منا بتوحيد الله سبحانه توحيدا خاصيا و أذعنت بأن الوجود حقيقة واحدة هي عين الحق و ليس للماهيات و الأعيان الإمكانية وجود حقيقي...)
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص339.
توحيد المسلمين هو لا إله إلا الله ولكن توحيد العرفاء لا موجود إلا الله!!
يقول الملا صدرا: معنى التوحيد أن لا موجود إلا الله سبحانه.
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص326.
باعتراف كبيرهم اللذي علمهم السحر توحيدهم ليس توحيد المسلمين! لا اله إلا الله تثبت الغيرية وتقول انه هناك خالقا هو الإله وهناك مخلوقا هو العبد! ومعنى التوحيد عند ملا صدرا هو انه لا موجود إلا الله ! فصححوا معلوماتكم!
التوحيد ليس معناه ان الله تعالى هو الإله الواحد الأحد الفرد الصمد! بل هو يعني انه لا موجود إلا هو!
تعالوا لنعرف التوحيد ما هو عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام لنرَ الفرق الشاسع
(أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ، وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ)
وذلك ترجمان قوله تعالى
(فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ)
وان أردتم ان تعرفوا معنى التوحيد
فهنا كما ورد في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق
باب معنى التوحيد والعدل
حدثنا أبو الحسن محمد بن سعيد بن عزيز السمرقندي - الفقيه بأرض بلخقال: حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد الزاهد السمرقندي بإسناده رفعه إلى الصادق عليه السلام، أنه سأله رجل فقال له: إن أساس الدين التوحيد والعدل، و علمه كثير، ولا بد لعاقل منه، فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ويتهيأ حفظه، فقال عليه السلام:
أما التوحيد فأن لا تجوز على ربك ما جاز عليك، وأما العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لا ملك عليه.
لم يقل له أن التوحيد هو أن تقول (لا موجود إلا الله!!!)
بل ان لا تنسب لله تعالى ما يجوز على المخلوق كالظلم والغفلة والنسيان والموت والجسمية والمجانسة! اللتي هي من لوازم القول بالوحدة!
فمن هو الموحد أيها المسلمون؟ العرفاء المتصوفة أم أتباع محمد واله الأطهار (الفقهاء العلماء)؟!! حكموا عقولكم وضمائركم!!
قال ملا صدرا : فكذلك هداني ربي بالبرهان النير العرشي إلى صراط مستقيم من كون الموجود و الوجود منحصرا في حقيقة واحدة شخصية لا شريك له في الموجودية الحقيقية و لا ثاني له في العين و ليس في دار الوجود غيره ديار و كل ما يتراءى في عالم الوجود أنه غير الواجب المعبود فإنما هو من ظهورات ذاته و تجليات صفاته التي هي في الحقيقة عين ذاته..)
الأسفار ,الملا صدرا , ج7 ص392.
ماللذي تريدونه بعد هذا النص؟!! يقول لكم ليس هناك موجود حقيقي سوى الله! نحن وهم! فمن قال ان وجودنا وجود حقيقي مشرك! وكل ما يتراءى لنا انه غير الله تعالى ! اللذي عبر عنه بقوله (الواجب المعبود) فإنما هو ظهورات لذاته !
ويؤكد على عقيدة وحدة الموجود بقوله تجليات صفاته اللتي هي في الحقيقة عين ذاته! فكلنا نعلم ان لله صفات ذات وصفات أفعال! هو يقول لكم ان كل ما في الوجود هو عين ذات الله تعالى! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون!
وهذه بعض نصوص الخميني في ديانة وحدة الموجود :
قال الخميني : فهو تعالى حامد بلسان الذاّت ومحموده الذاّت وحامد بلسان الأسماء ومحموده الذات والأسماء وحامد بلسان الأعيان ومحموده هما مع الأعيان وكلّها في الحضرة الجمعية والتّفصيلية بل كلها حامد ومحمود حتى أنّ الذات حامد الأسماء والأعيان كما لا يخفى على أولي الأبصار والقلوب.
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , بتعليق الخميني, ص24 .
بالمختصر الحامد والمحمود والأسماء والأعيان كلها شيء واحد..
وقال أيضاً : فاليس بعده شاهد ومشاهدة ومشهود.
المصدر: وصايا عرفانية صفحه 66
هو توحيد ملا صدرا (ليس في الوجود الا الله) وهو توحيد ابن عربي
وقال أيضاً : ليس هناك ساجد ومسجود له ولا عابد ومعبود.
المصدر: سر الصلاة للخميني صفحه 38.
هما شيء واحد فلا عابد ولا معبود ولا ساجد ولا مسجود له! فالعابد والمعبود شيء واحد!
يقول الخميني : إن رؤية العبادة والعابد والمعبود والمستعين والمستعان به والاستعانة تتنافى مع التوحيد , ففي التوحيد الحقيقي الذي يتجلى لقلب السالك تتلاشى هذه الكثرة وتضمحل رؤية هذه الأمور .
المصدر : آداب الصلاة , الخميني , ص402, طبعة طهران.
فمن الآن صححوا توحيدكم! فذلك هو التوحيد! ولا تصدقوا كل تلك الايات اللتي تدعوكم إلى النظر في خلقكم وفي الكون من حولكم!
(فلينظر الإنسان ممَ خلق؟)
(إن في خلق السماء والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض , ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)
فهذه الآية حينما نزلت في فاطمة الزهراء وعلي عليهما السلام كانت ذما لهما في الواقع لأنهما مستغرقان في التأمل والتفكر في هذه الكثرة الوهمية! فهما يريان غير الله!
فان كنتم موحدين بحق يجب ان لا تدركوا هذه كلها! وان لا تفرقوا بينها وبين خالقها! فذلك هو التوحيد الحقيقي! أصلا هذا الاختلاف وهذه الكثرة هراء وليست آية من آيات الله!
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}
فمن يلحظ كل تلك الاختلافات والكثرة هو في الواقع ليس موحدا حقيقيا فتلك ليست من آيات الله فانتم واهمون وبذلك يكون من يدركها ليس بموحد!
ويقول الخميني أيضاً : علم العرفان والعرفان العلمي يبحث عن الوجود المطلق أو بالتحديد عن الحق تعالى فلا بحث له سوى عن الحق تعالى وتجلياته التي هي عين ذاته!!
المصدر: المظاهر الرحمانية , الخميني, ص51.
العرفاء المتصوفة يقولون بأن الموجودات هي تجليات الله تعالى وهنا الخميني يقول بأن التجليات هي عين الذات!!
وقال الخميني : إن المقيّد (الموجودات) ظهور المطلق(الله) بل عينه والمقيد أمر اعتباري... والعالم هو التعين الكل فهو اعتبار وخيال في خيال عند الاحرار !!!
المصدر: مصباح الهداية , الخميني , 81.
فالخميني اختار أن يكون حرا لا عبدا لله! فهو يقر انه ليس عبدا ! فتلك هي عبادة الأحرار عند الخميني! عبادة الأحرار هي أن يعتقدوا أن الموجودات هي عين الله وإنها مجرد وهم!
تعالوا لنرَ معا ما هي عبادة الأحرار عند إمام المتقين علي بن ابي طالب عليه السلام:
(إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار(
وقال في مناجاته لله تعالى : (الهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا رغبةً في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)
قال الخميني أيضاً : أنّ تعيّنات الوجود المطلق، المعبّر عنها بـ"الماهيات" و"العوالم" أيّة عوالم كانت، إعتبار وخيال؛ ولذا قيل: العالم عند الأحرار خيال في خيال .…وقال الشيخ الكبير محيي الدين : العالم غيب ما ظهر قطّ ؛ والحقّ ظاهر ما غاب قطّ . إنتهى. ثم يقول الخميني :فما كان في دار التحقّق والوجود ومحفل الغيب والشهود إلا الحقّ، ظاهراً وباطناً، أولاً وآخراً. وما وراءه من تلبيسات الوهم واختراعات الخيال!!
المصدر: مصباح الهداية , الخميني , 112.
أي انه أصلا في الواقع لا يوجد شيء إلا الله وكل ما ترونه من ماهيات (كائنات وعوالم) ليس سوى وهم واختراعات خيال!
ويقول الخميني أيضاً : ولا تتوهمن من هذا التعبير أن ظهور الحقّ وبطونه تبع ظهوره وبطونه! فإن ذلك توهّم فاسد وظنّ في سوق اليقين والمعرفة كاسد. بل الأصل في الظهور والإظهار هو الحق. بل لا ظهور ولا وجود إلاّ له تبارك وتعالى، والعالم خيال في خيال عند الأحرار!!
المصدر: مصباح الهداية , الخميني , 123.
الخميني يقول لا تتوهم أن ظهور الله تعالى وبطونه المقصود به المعنى السائد عندنا وهو ان ظهور المخلوقات هو تبعا لوجوده تعالى وناشيء عن خلقه وإيجاده لها ! أنت واهم فذلك ظن فاسد (وطايح سوقه عند أهل اليقين والمعرفة الخمينية!) إنما الله تعالى هو الاصل في الظهور والإظهار!! أي ما ترونه من موجودات ظاهره هو أصلها! أي هو ذاتها وعينها!
هذا وسأل الله لنا ولكم الهداية وتجنب طريق الغواية بحق محمد وآله خير البرايا ..
ولكم تحياتي ونسألكم الدعاء
تعليق