(المباهلة).. جارية إلى يوم القيامة
(بسم الله الرحمن الرحيم فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).
لم تكن (المباهلة) التي جرت وقائعها في مثل هذه الأيام في السنة التاسعة من الهجرة (24 ذي الحجة) هي حدث خاص جرى بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين نصارى نجران وانتهت بتراجع هؤلاء وظهور الحق.. بل كانت مناسبة لتأكيد أمرين مهمين ولهما انعكاساتهما على الأمة الإسلامية طوال حياتها.. وهما العلاقة مع النصارى.. والعلاقة مع آل محمد.. فقد رسمت المباهلة وما صاحبها من أحداث ووقائع نهج الإسلام في التعامل مع النصارى.. كما كانت مناسبة لإظهار مكانة أهل بيت النبي عليهم السلام ودورهم المحوري في حياة الأمة.. بل ان هذا الأمر كان هو الأهم كما يبدو من وقائع المباهلة.. وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم.. ولأن آل محمد هم الذين حسموا أمر المباهلة لصالح الإسلام.. كما سنرى..
لنبدأ بقضية العلاقة مع النصارى.. والنصرانية كما نرى اليوم وكما كانت بشكل عام في الماضي من أكبر الديانات حجما في العالم.. وشئنا أم أبينا فإن لهم تأثير بشكل أو آخر على حياة الأمة الإسلامية.. ومن الحكمة ان نتعامل معهم وفق منهج الدين الذي رسمه لنا.. وربما أمكن تقسيمهم إلى قسمين رئيسين: الظالم وغير الظالم.. والاسلام إذ يأمرنا بعدم التهاون والخضوع في مواجهة الظالم.. فإنه يدعونا أيضا إلى التعامل مع غير الظالم بالحوار الحسن.. والظالم منهم ليس الحاكم بالضرورة وفي كل الأحوال.. فقد يكون الظالم منهم أيضا متمثلا في عالم من علمائهم أو تنظيمات ومؤسسات حاقدة أو ما أشبه.. كما ان غير الظالم قد لا يكون كل من سوى الحاكم.. بل قد يكون هناك حاكما منهم عادلا ومنصفا.. ولعل أبرز الأمثلة التاريخية هو مثال النجاشي حاكم الحبشة الذي أكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عدالته رغم نصرانيته.. وقد أسلم فيما بعد..
لا تهاون اذن في مواجهة الظالم نصرانيا كان أو يهوديا أو حتى مسلما فهذا هو نهج الإسلام.. ومن المصادفات ان يأتي اعتذار بابا الفاتيكان عن الحروب الصليبية في مثل هذه الأيام ربما ليشير إلى تلكما الحقيقتين: حقيقة وجود الجانب الظالم في تاريخ النصارى وحاضرهم.. والجانب غير الظالم والمستعد للاقتراب من الانصاف.. الذي يتمثل غالبا في رجال الدين النصارى.. وكانت الحروب الصليبية كما نعلم قرار الحكام.. وان باركها بعض البابوات في تلك الفترة.. ولكن تقديم الاعتذار امر يمكن تفهمه.. وهو اعتذار ينبغي ان تكون له مصاديق.. بأن تسعى الكنيسة المسيحية لإصدار اعتذار من الحكومات الغربية.. وان يكون بداية للاعتذار العملي عن الكثير من الأخطاء والجرائم التي ارتكبها الغرب بحق هذه الأمة تلك الجرائم التي لا تزال مستمرة في آثارها إلى اليوم.. الحروب الصليبية انتهت ولكن آثارها لا تزال قائمة.. ومنها (إسرائيل) هذا الوجود السرطاني الذي زرعه الغرب في قلب الأمة الإسلامية بقراراته وبدعمه المتواصل الذي لا يزال قائما.. ثم هذه الديكتاتوريات الحاكمة في بلداننا التي كان للغرب ولا يزال الدور في صنعها ودعمها بعوامل الاستمرار..
ان المباهلة كانت مناسبة لترشدنا إلى التعامل بالحوار والحجج مع النصارى حتى أولئك المعاندين برجاء ان يرتدعوا ويتراجعوا كما حدث لنصارى نجران مثلا.. فمن أحداث المباهلة المعبرة ان وفد نجران صادف وقت صلاتهم وهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقاموا بقرع نواقيسهم وقاموا لصلاتهم فقال بعض الأصحاب للنبي صلى الله عليه وآله: يا رسول الله هذا في مسجدك؟ فقال صلى الله عليه وآله دعوهم.. فالرسول لم يمانع النصارى من إقامة شعائرهم الدينية في مسجده المبارك.. وهذه روعة من روائع الإسلام التي ربما كان لها الأثر الكبير في وفد نجران فيما بعد.. ان الأمر يشبه ان يسمح للمسلمين بإقامة صلاة الجمعة مثلا في الفاتيكان.. بل ان الأمر أعظم من ذلك..
ثم بدأت استعدادات المباهلة.. النبي مع أهل بيته.. علي بن أبي طالب وهو نفس النبي بنص الآية ـ أنفسنا وأنفسكم ـ وفاطمة والحسن والحسين.. فلما رأى النصارى هؤلاء.. قال أسقفهم: اني لأرى وجوها لو دعت الله سبحانه لاستجاب.. وكان ظن النصارى وهم يكذبون النبي انه سوف يباهلهم بقومه ولما رأواأهله علموا صدقه قالوا (ان باهلنا بقومه باهلناه فإنه ليس بنبي وان باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله.. فإنه لا يقدم على أهل بيته الا وهو صادق).. فأهل البيت بذلك هم الذين حسموا أمر المباهلة وفرضوا التراجع على النصارى بل ان هؤلاء مدينين لوجودهم إلى اليوم إلى أهل البيت عليهم السلام فلولا انهم تراجعوا عندما رأوهم لإنتهى النصارى، وهذا ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (أما والذي بعثني بالحق لو باهلتكم بمن معي من أهل بيتي ما ترك الله على ظهر الأرض نصرانيا الا أهلكه..).
فتراجع النصارى وجرى توقيع وثيقة صلح نجران التي تعد من أروع وثائق التعايش بين الأديان لو اعتمدتها البشرية.. أكد خلالها الرسول صلى الله عليه وآله ان حقوق النصارى محفوظة بذمة الله وذمة رسوله! فهل وجدتم ضمانة لأي صلح كهذه الضمانة العظيمة المقدسة!
وفي الحقيقة ان أهم ما ظهر من أمر المباهلة هو مكانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. تلك المكانة التي عرفها حتى النصارى وتراجعوا بسببها عن موقفهم.. وكانت مناسبة ليؤكد النبي صلى الله عليه وآله على دور أهل بيته من بعده.. وليعلن ان المباهلة مستمرة إلى يوم القيامة على كل من نصب لهم العداء وظلمهم.. ففي نهاية المباهلة رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يديه إلى السماء وعيناه ترمقان إلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال: (على من ظلمكم وبخسني الأجر الذي افترضه الله عليهم فيكم مباهلة الله تتابع إلى يوم القيامة).
(بسم الله الرحمن الرحيم فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).
لم تكن (المباهلة) التي جرت وقائعها في مثل هذه الأيام في السنة التاسعة من الهجرة (24 ذي الحجة) هي حدث خاص جرى بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين نصارى نجران وانتهت بتراجع هؤلاء وظهور الحق.. بل كانت مناسبة لتأكيد أمرين مهمين ولهما انعكاساتهما على الأمة الإسلامية طوال حياتها.. وهما العلاقة مع النصارى.. والعلاقة مع آل محمد.. فقد رسمت المباهلة وما صاحبها من أحداث ووقائع نهج الإسلام في التعامل مع النصارى.. كما كانت مناسبة لإظهار مكانة أهل بيت النبي عليهم السلام ودورهم المحوري في حياة الأمة.. بل ان هذا الأمر كان هو الأهم كما يبدو من وقائع المباهلة.. وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم.. ولأن آل محمد هم الذين حسموا أمر المباهلة لصالح الإسلام.. كما سنرى..
لنبدأ بقضية العلاقة مع النصارى.. والنصرانية كما نرى اليوم وكما كانت بشكل عام في الماضي من أكبر الديانات حجما في العالم.. وشئنا أم أبينا فإن لهم تأثير بشكل أو آخر على حياة الأمة الإسلامية.. ومن الحكمة ان نتعامل معهم وفق منهج الدين الذي رسمه لنا.. وربما أمكن تقسيمهم إلى قسمين رئيسين: الظالم وغير الظالم.. والاسلام إذ يأمرنا بعدم التهاون والخضوع في مواجهة الظالم.. فإنه يدعونا أيضا إلى التعامل مع غير الظالم بالحوار الحسن.. والظالم منهم ليس الحاكم بالضرورة وفي كل الأحوال.. فقد يكون الظالم منهم أيضا متمثلا في عالم من علمائهم أو تنظيمات ومؤسسات حاقدة أو ما أشبه.. كما ان غير الظالم قد لا يكون كل من سوى الحاكم.. بل قد يكون هناك حاكما منهم عادلا ومنصفا.. ولعل أبرز الأمثلة التاريخية هو مثال النجاشي حاكم الحبشة الذي أكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عدالته رغم نصرانيته.. وقد أسلم فيما بعد..
لا تهاون اذن في مواجهة الظالم نصرانيا كان أو يهوديا أو حتى مسلما فهذا هو نهج الإسلام.. ومن المصادفات ان يأتي اعتذار بابا الفاتيكان عن الحروب الصليبية في مثل هذه الأيام ربما ليشير إلى تلكما الحقيقتين: حقيقة وجود الجانب الظالم في تاريخ النصارى وحاضرهم.. والجانب غير الظالم والمستعد للاقتراب من الانصاف.. الذي يتمثل غالبا في رجال الدين النصارى.. وكانت الحروب الصليبية كما نعلم قرار الحكام.. وان باركها بعض البابوات في تلك الفترة.. ولكن تقديم الاعتذار امر يمكن تفهمه.. وهو اعتذار ينبغي ان تكون له مصاديق.. بأن تسعى الكنيسة المسيحية لإصدار اعتذار من الحكومات الغربية.. وان يكون بداية للاعتذار العملي عن الكثير من الأخطاء والجرائم التي ارتكبها الغرب بحق هذه الأمة تلك الجرائم التي لا تزال مستمرة في آثارها إلى اليوم.. الحروب الصليبية انتهت ولكن آثارها لا تزال قائمة.. ومنها (إسرائيل) هذا الوجود السرطاني الذي زرعه الغرب في قلب الأمة الإسلامية بقراراته وبدعمه المتواصل الذي لا يزال قائما.. ثم هذه الديكتاتوريات الحاكمة في بلداننا التي كان للغرب ولا يزال الدور في صنعها ودعمها بعوامل الاستمرار..
ان المباهلة كانت مناسبة لترشدنا إلى التعامل بالحوار والحجج مع النصارى حتى أولئك المعاندين برجاء ان يرتدعوا ويتراجعوا كما حدث لنصارى نجران مثلا.. فمن أحداث المباهلة المعبرة ان وفد نجران صادف وقت صلاتهم وهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقاموا بقرع نواقيسهم وقاموا لصلاتهم فقال بعض الأصحاب للنبي صلى الله عليه وآله: يا رسول الله هذا في مسجدك؟ فقال صلى الله عليه وآله دعوهم.. فالرسول لم يمانع النصارى من إقامة شعائرهم الدينية في مسجده المبارك.. وهذه روعة من روائع الإسلام التي ربما كان لها الأثر الكبير في وفد نجران فيما بعد.. ان الأمر يشبه ان يسمح للمسلمين بإقامة صلاة الجمعة مثلا في الفاتيكان.. بل ان الأمر أعظم من ذلك..
ثم بدأت استعدادات المباهلة.. النبي مع أهل بيته.. علي بن أبي طالب وهو نفس النبي بنص الآية ـ أنفسنا وأنفسكم ـ وفاطمة والحسن والحسين.. فلما رأى النصارى هؤلاء.. قال أسقفهم: اني لأرى وجوها لو دعت الله سبحانه لاستجاب.. وكان ظن النصارى وهم يكذبون النبي انه سوف يباهلهم بقومه ولما رأواأهله علموا صدقه قالوا (ان باهلنا بقومه باهلناه فإنه ليس بنبي وان باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله.. فإنه لا يقدم على أهل بيته الا وهو صادق).. فأهل البيت بذلك هم الذين حسموا أمر المباهلة وفرضوا التراجع على النصارى بل ان هؤلاء مدينين لوجودهم إلى اليوم إلى أهل البيت عليهم السلام فلولا انهم تراجعوا عندما رأوهم لإنتهى النصارى، وهذا ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (أما والذي بعثني بالحق لو باهلتكم بمن معي من أهل بيتي ما ترك الله على ظهر الأرض نصرانيا الا أهلكه..).
فتراجع النصارى وجرى توقيع وثيقة صلح نجران التي تعد من أروع وثائق التعايش بين الأديان لو اعتمدتها البشرية.. أكد خلالها الرسول صلى الله عليه وآله ان حقوق النصارى محفوظة بذمة الله وذمة رسوله! فهل وجدتم ضمانة لأي صلح كهذه الضمانة العظيمة المقدسة!
وفي الحقيقة ان أهم ما ظهر من أمر المباهلة هو مكانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. تلك المكانة التي عرفها حتى النصارى وتراجعوا بسببها عن موقفهم.. وكانت مناسبة ليؤكد النبي صلى الله عليه وآله على دور أهل بيته من بعده.. وليعلن ان المباهلة مستمرة إلى يوم القيامة على كل من نصب لهم العداء وظلمهم.. ففي نهاية المباهلة رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يديه إلى السماء وعيناه ترمقان إلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال: (على من ظلمكم وبخسني الأجر الذي افترضه الله عليهم فيكم مباهلة الله تتابع إلى يوم القيامة).
تعليق