


وأما ما كان من الصحابة بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتلك أحداث السقيفة وما تلتها من حوادث وما ترتب عليها من آثار...
لقد ثبت وتحقق في الكتب المؤلّفة في مسألة الاِمامة والولاية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنّ الله سبحانه وتعالى أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإبلاغ الاُمّة بأنّ الخليفة والامام من بعده بلا فصل هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهذا ما كان من أولى اهتمامات النبي منذ بعثته وحتى الساعات الاَخيرة من حياته الكريمة ، وقد استدل العلماء في كتب الاِمامة بالكثير من الآيات والاَحاديث الصحيحة بل المتواترة عند الفريقين .
فمن ذلك : النصّ الذي بدأ منذ وقت مبكر وبالتحديد في السنة الثالثة للهجرة حيثُ نزول آية الانذار وقصة حديث الدار الذي قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً إلى الاِمام علي عليه السلام : « إنَّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا » (1) .
وصرّح النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من مناسبة قائلاً : « إنّ علياً مني ، وأنا منه ،
____________
1) تاريخ الطبري 3 : 218 ـ 219 . وتفسير الخازن 3 : 371 .
وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » (1). وجاء قوله تعالى : ( إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) (2) ليؤكد ويرسخ ولاية وخلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقطع الطريق أمام المشككين بهذه المنزلة الرفيعة .
وعند قصة الغدير ونزول آية التبليغ (3) وآية إكمال الدين (4) في حجة الوداع لم يعد ثمة عذر لمعتذر في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حيثُ جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس في منتصف النهار والحر شديد وخطب خطبة طويلة جاء فيها : « من كنت مولاه فهذا مولاه (5)، اللهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذل من خذله، وانصر من نصره » (6).





تعليق