بسم الله الرحمن الرحيم
أيهما أخطر : التطبير.. أم ركوب طائرات خامنه اي؟!
في صيف العام الماضي.. سافَرت إحدى قريباتي مع والدتها الى مشهد على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية الإيرانية.. صعد الركاب إلى الطائرة.. أُغلقت الأبواب.. وراحت الطائرت تستعد للإقلاع.. وأخذت تدور على مدرج المطار.. وتدور.. وتدور... وتأخر إقلاعها... وقلق الجميع لذلك فلعل هناك خللاً فنياً يمنع الطائرة من الإقلاع.. ولكن صوت الطيار قطع الشك باليقين.. حيث أعلن من مقصورة القيادة أن الطائرة غير قادرة على الإقلاع.. وعلى جميع الركاب في المقاعد الأمامية أن يغادروها إلى المقاعد الخلفية حتى تتمكن الطائرة من الإقلاع!!
ذهل الجميع لذلك.. هل هم في طائرة؟ أم أرجوحة أطفال؟!
فزع البعض.. وطالب بالنزول من الطائرة وعدم السفر من الأساس ولكن المضيفين قالوا ان ذلك من المستحيل الآن.. ونحن على وشك الإقلاع.
قريبتنا المسكينة لديها مشكلة أخرى فوالدتها لا تتمكن من القيام وهي بصعوبة وصلت إلى مقعدها الأمامي.. فكيف تقوم الآن وتذهب إلى الخلف.. بعد محاولات.. تم إقناع طاقم الطائرة باستثناء هذه المرأة الكبيرة في السن.. ورجع الجميع إلى الخلف... وبعدها أقلعت الطائرة.
طبعاً.. مع لحظات الوصول الأولى قام الجميع بتغيير حجوزاتهم إلى شركة طيران أخرى.. وتحملوا الخسارة المادية.. على أن يخسروا أعمارهم في رحلة العودة التي ظنوا أنها لن تتم إذا كان الأمر على نفس الطيران الإيراني.
ومنذ تلك الحادثة وقبلها.. تتهاوى الطائرات الإيرانية كما تهوى الطيور في يومٍ عاصف... إلى مكان سحيق. بل أصبح سماع نبأ سقوط إحدى الطائرات الإيرانية خبراً عادياً..
ويذهب المئات من الأبرياء.. والزوار..
ثم تأتي التبريرات المعروفة.. ان ذلك بسبب الحصار المفروض على إيران من قبل الغرب... وهذا عذر أقبح من ذنب...
هذا يعني.. أن السلطات الإيرانية تعلم أن طائراتها معرضّة للسقوط.. وذلك بسبب الحصار... مع ذلك.. يستمر الأسطول الإيراني المريض في عمله.. استهتاراً بأرواح الناس.. الذين لا قيمة لأرواحهم لدى حكام إيران... ما دام هذا الأسطول المتهاوي يدر عليهم الأرباح...
على أن ربط الأمر بالحصار الغربي هو قضية سياسية واضحة.. تستخدمها السلطة الإيرانية للهروب من مشاكلها الداخلية بتعليقها على أسباب خارجية كما عودونا دائما وأبداً.. فكل فشل سببه الخارج.. وهذه سياسة معروفة لدى الأنظمة الديكتاتورية بشكل عام.. والنظام الإيراني على رأس قائمتها.
إذا كانت إيران متطورة إلى الحد الذي يتحدثون عنه.. وقد أطلقت قمراً صناعياً.. وكل يوم تطور صاروخاً وغواصة و إلخ.. فما بالها لا تتمكن من صيانة طائراتها المدنية؟!
هذا يشير إلى أمرين: إما إلى أكذوبة التقدم المزعوم.. وأن الأمر لا يعدو دعايات فارغة.. ففي مقابل التقدم التكنولوجي المفترى.. لا تتمكن إيران من توفير قطع غيار أو صيانة لطائرات تجارية عادية!!
وإما أنه يشير إلى التركيز المهووس بالصناعة العسكرية على حساب الصناعات المدنية.. بمعنى إهمال الجانب الحياتي.. والتركيز على الجانب الحربي.. لأن النظام لا يرى لنفسه استمراراً إلا بدعم هذا الجانب.. على حساب الجانب الحيوي الأساسي.. بل المبرر الرئيسي الذي جاء من أجله هذا النظام وهو إنقاذ الناس من الفقر والمشاكل التي كانت شائعة على عهد الشاه....
إيران الحالية تثبت بذلك أنها نسخة مكررة عن نظام الشاه.. الذي تفرغ للقوة العسكرية حتى أصبح شرطياً للمنطقة... مهملاً بشكل شبه تام أوضاع الناس ومعيشتهم...
الشاه سقط بسبب تلك السياسات العرجاء.. ولا يبدو أن حكام إيران قد استوعبوا درس الشاه من قبلهم... وأنهم ماضون على ذات الطريق.
حتى الآن.. فإن ضحايا سقوط الطائرات الإيرانية يعد بالمئات... وبالتالي فإن ركوب هذه الطائرات بشكل خطراً كبيراً محتملا على راكبيها.. ولا أعلم لماذا لا يقوم خامنه إي بإصدر فتوى بتحريم ركوب تلك الطائرات.. وهو الذي سارع إلى تحريم التطبير المقدس.. واصفاً إياه بالخرافة.. وأنه يلحق ضررا بالغاً بالنفس؟
لم تُسجل في التطبير حالة وفاة واحدة.. إلا اللهم حالة أو حالتين نادرتين بسبب مرض كان يعاني منه أحد المطبرين...
إن ركوب طائرة إيرانية أخطر بكثير من المشاركة في موكب التطبير.. وإذا كان خامنه إي حريصا على حياة الناس بمنعهم من التطبير فيبغي أن يظهر حرصه هذا بتحريم ركوب طائراته المتهالكة.. بل وحل أسطوله الخردة من الأساس.. حفاظاً على أرواح الناس والزوار المحترمين لمشهد المقدسة وقم..
الركوب في طائرات خامنه إي يعني الركوب في طائرات بلا أجنحة.. بلا أفق واضح.. بل لمصير مجهول.. والركوب في سفينة خامنه إي يعني اتباع فقيه بلا فقه.. بل مدع للفقاهة.. ويهوي بأتباعه كما تهوي بالناس طائراته في مكان سحيق.
أيهما أخطر : التطبير.. أم ركوب طائرات خامنه اي؟!
في صيف العام الماضي.. سافَرت إحدى قريباتي مع والدتها الى مشهد على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية الإيرانية.. صعد الركاب إلى الطائرة.. أُغلقت الأبواب.. وراحت الطائرت تستعد للإقلاع.. وأخذت تدور على مدرج المطار.. وتدور.. وتدور... وتأخر إقلاعها... وقلق الجميع لذلك فلعل هناك خللاً فنياً يمنع الطائرة من الإقلاع.. ولكن صوت الطيار قطع الشك باليقين.. حيث أعلن من مقصورة القيادة أن الطائرة غير قادرة على الإقلاع.. وعلى جميع الركاب في المقاعد الأمامية أن يغادروها إلى المقاعد الخلفية حتى تتمكن الطائرة من الإقلاع!!
ذهل الجميع لذلك.. هل هم في طائرة؟ أم أرجوحة أطفال؟!
فزع البعض.. وطالب بالنزول من الطائرة وعدم السفر من الأساس ولكن المضيفين قالوا ان ذلك من المستحيل الآن.. ونحن على وشك الإقلاع.
قريبتنا المسكينة لديها مشكلة أخرى فوالدتها لا تتمكن من القيام وهي بصعوبة وصلت إلى مقعدها الأمامي.. فكيف تقوم الآن وتذهب إلى الخلف.. بعد محاولات.. تم إقناع طاقم الطائرة باستثناء هذه المرأة الكبيرة في السن.. ورجع الجميع إلى الخلف... وبعدها أقلعت الطائرة.
طبعاً.. مع لحظات الوصول الأولى قام الجميع بتغيير حجوزاتهم إلى شركة طيران أخرى.. وتحملوا الخسارة المادية.. على أن يخسروا أعمارهم في رحلة العودة التي ظنوا أنها لن تتم إذا كان الأمر على نفس الطيران الإيراني.
ومنذ تلك الحادثة وقبلها.. تتهاوى الطائرات الإيرانية كما تهوى الطيور في يومٍ عاصف... إلى مكان سحيق. بل أصبح سماع نبأ سقوط إحدى الطائرات الإيرانية خبراً عادياً..
ويذهب المئات من الأبرياء.. والزوار..
ثم تأتي التبريرات المعروفة.. ان ذلك بسبب الحصار المفروض على إيران من قبل الغرب... وهذا عذر أقبح من ذنب...
هذا يعني.. أن السلطات الإيرانية تعلم أن طائراتها معرضّة للسقوط.. وذلك بسبب الحصار... مع ذلك.. يستمر الأسطول الإيراني المريض في عمله.. استهتاراً بأرواح الناس.. الذين لا قيمة لأرواحهم لدى حكام إيران... ما دام هذا الأسطول المتهاوي يدر عليهم الأرباح...
على أن ربط الأمر بالحصار الغربي هو قضية سياسية واضحة.. تستخدمها السلطة الإيرانية للهروب من مشاكلها الداخلية بتعليقها على أسباب خارجية كما عودونا دائما وأبداً.. فكل فشل سببه الخارج.. وهذه سياسة معروفة لدى الأنظمة الديكتاتورية بشكل عام.. والنظام الإيراني على رأس قائمتها.
إذا كانت إيران متطورة إلى الحد الذي يتحدثون عنه.. وقد أطلقت قمراً صناعياً.. وكل يوم تطور صاروخاً وغواصة و إلخ.. فما بالها لا تتمكن من صيانة طائراتها المدنية؟!
هذا يشير إلى أمرين: إما إلى أكذوبة التقدم المزعوم.. وأن الأمر لا يعدو دعايات فارغة.. ففي مقابل التقدم التكنولوجي المفترى.. لا تتمكن إيران من توفير قطع غيار أو صيانة لطائرات تجارية عادية!!
وإما أنه يشير إلى التركيز المهووس بالصناعة العسكرية على حساب الصناعات المدنية.. بمعنى إهمال الجانب الحياتي.. والتركيز على الجانب الحربي.. لأن النظام لا يرى لنفسه استمراراً إلا بدعم هذا الجانب.. على حساب الجانب الحيوي الأساسي.. بل المبرر الرئيسي الذي جاء من أجله هذا النظام وهو إنقاذ الناس من الفقر والمشاكل التي كانت شائعة على عهد الشاه....
إيران الحالية تثبت بذلك أنها نسخة مكررة عن نظام الشاه.. الذي تفرغ للقوة العسكرية حتى أصبح شرطياً للمنطقة... مهملاً بشكل شبه تام أوضاع الناس ومعيشتهم...
الشاه سقط بسبب تلك السياسات العرجاء.. ولا يبدو أن حكام إيران قد استوعبوا درس الشاه من قبلهم... وأنهم ماضون على ذات الطريق.
حتى الآن.. فإن ضحايا سقوط الطائرات الإيرانية يعد بالمئات... وبالتالي فإن ركوب هذه الطائرات بشكل خطراً كبيراً محتملا على راكبيها.. ولا أعلم لماذا لا يقوم خامنه إي بإصدر فتوى بتحريم ركوب تلك الطائرات.. وهو الذي سارع إلى تحريم التطبير المقدس.. واصفاً إياه بالخرافة.. وأنه يلحق ضررا بالغاً بالنفس؟
لم تُسجل في التطبير حالة وفاة واحدة.. إلا اللهم حالة أو حالتين نادرتين بسبب مرض كان يعاني منه أحد المطبرين...
إن ركوب طائرة إيرانية أخطر بكثير من المشاركة في موكب التطبير.. وإذا كان خامنه إي حريصا على حياة الناس بمنعهم من التطبير فيبغي أن يظهر حرصه هذا بتحريم ركوب طائراته المتهالكة.. بل وحل أسطوله الخردة من الأساس.. حفاظاً على أرواح الناس والزوار المحترمين لمشهد المقدسة وقم..
الركوب في طائرات خامنه إي يعني الركوب في طائرات بلا أجنحة.. بلا أفق واضح.. بل لمصير مجهول.. والركوب في سفينة خامنه إي يعني اتباع فقيه بلا فقه.. بل مدع للفقاهة.. ويهوي بأتباعه كما تهوي بالناس طائراته في مكان سحيق.
قولي قولهم