بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
بعد أن طرحنا موضوعنا تحت عنوان
الحور العين.. ألذّ وأشهى ما في الجنان !!
على هذا العنوان
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=170599
طرح بعض الإخوة تساؤلاً: هل للمرأة المؤمنة حور عين في الجنة كما الرجال ؟
فأجبناهم بجواب مختصر على أن يأتيهم التفصيل في مطاوي البحث.. ولكن بعضهم استعجل الأمر فارتأينا أن نفرد هذا الباب بموضوع خاص إذ لم يحن أوانه في موضوعنا أعلاه بحسب تسلسل البحث.. وسنكمل في ذلك الموضوع وفق المنهجية التي ذكرناها..
وهذا الموضوع هو جزء من البحث المذكور أعلاه كما ذكرنا وذلك ضمن الفصل الثالث: المؤمنة والحور العين
2. معنى أن للمرأة المؤمنة حوراً عيناً
مر في الفصل الأول معنى الحور العين، وأنّهن نساء أهل الجنة من غير الآدميات، ولا تطلق الحور العين إلا على النساء، فليس هناك حور عين من غير النساء.
وقد مرّ أيضاً أن الحور العين على أنواع وألوان من حيث خلقتها، ومن حيث أدوارها.
فمن الحور العين من خلقها الله عز وجل لتكون زوجة للرجل المؤمن في الجنة.
ومن الحور العين من خلقها الله سبحانه وتعالى لتكون جارية وخادمة للرجل المؤمن وللمرأة المؤمنة، كما خلق لها وصائف، ومنهنّ غير ذلك كما مر.
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي (ص) : وَ مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَكْسُو زَوْجَهَا إِلَّا كَسَاهَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ خِلْعَةً مِنَ الْجَنَّةِ كُلُّ خِلْعَةٍ مِنْهَا مِثْلُ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ وَ الرَّيْحَانِ، وَ تُعْطَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَرْبَعِينَ جَارِيَةً تَخْدُمُهَا مِنَ الْحُورِ الْعِين (مستدرك الوسائل ج14 ص245)
وقد توهّم بعضٌ أن المرأة قد تتزوج من الحور العين في الآخرة كما يتزوج الرجل !!
وهذا غريب جداً وبعيد عن الحق والصواب، وسنعرض لمنشأ توهمه ولما يدفعه.
أما التوهم فقد ينشأ من أمور عدة:
أحدها: قوله تعالى : نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فيها ما تَشْتَهي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فيها ما تَدَّعُونَ (فصلت 31)
وجوابه: أن الآية المذكورة لا تدلّ على أن المرأة تشتهي وتطلب زوجاً غير زوجها، بل الظاهر من الأدلة خلاف ذلك كما سيأتي، وغاية ما تدلّ عليه الآية أن في الجنة ما تشتهي الأنفس بغض النظر عن المصداق.
وهذا الاستدلال أشبه بمن يتوهّم أن الجنة على درجة واحدة، لأنها لو كانت على درجات لاشتهى صاحب الدرجة الدنيا أن يرقى إلى أعلى درجاتها ! وهذا بيّن البطلان وبعيد عما دلّ عليه البرهان، إذ لكل مؤمن درجته التي يرقى إليها ولا يجاوزها !
وثانيها: أن سنة الحياة الدنيا التناكح بين الرجال والإناث، وحكمة الزواج فيها التوالد وضبط الأنساب، وهذا غير حاصل في الآخرة لعدم التناسل، إذ موازين الآخرة مختلفة عن موازين الدنيا.
وجوابه: صحيح أن موازين الآخرة تختلف عن موازين الدنيا، لكن ذلك حاصل في الجملة لا بالجملة، أي أنه ليس على نحو مطلق، فالرجال والنساء من أهل الإيمان يحشرون مثلاً على أحسن هيئة مطهرون من كل عيب ونقص ويأكلون الطعام إلا أنهم يشبهون في ناحية من ذلك عالم الأجنة دون عالم الدنيا، ففي الحديث الشريف عن النبي(ص): مَثَلُهُمْ فِي الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْجَنِينِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُ أُمُّهُ وَ يَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُهُ وَ لَا يَبُولُ وَ لَا يَتَغَوَّطُ ...
لَيْسَ يَخْرُجُ مِنْ أَجْوَافِهِمْ شَيْءٌ بَلْ عَرَقاً صَبّاً أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ وَ أَزْكَى مِنَ الْعَنْبَرِ وَ لَوْ أَنَّ عَرَقَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مُزِجَ بِهِ الْبِحَارُ لَأُسْكِرَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ مِنْ طِيبِ رَائِحَتِهِ (بحار الأنوار ج57 ص256-257)
فكذلك هم يشبهون عالم الدنيا في كون الرجل المؤمن غيوراً على زوجاته، إذ مر معنا أن النبي (ص) أعرض بوجهه حينما أطلت الحور العين لمؤمن قد توفاه الله لأن المؤمن غيور ويحزن بالنظر إلى أزواجه، فإذا كان مجرد النظر إليهنّ يحزنه ويدعو خير خلق الله قاطبة محمد (ص) إلى الإعراض بوجهه ! أنتصور بعد ذلك أن يكون لهذه الزوجة زوج آخر ؟؟!!
إنه لقول لعجيب !
عن النبي (ص): .. إِنَّ وَلِيَّ اللَّهِ قَدْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا عَطْشَاناً فَتَبَادَرَ عَلَيْهِ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِشَرَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَ وَلِيُّ اللَّهِ غَيُورٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحْزِنَهُ بِالنَّظَرِ إِلَى أَزْوَاجِهِ فَأَعْرَضْتُ عَنْه (تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ص: 829)
على أن حفظ الأنساب في الدنيا حكمة من حِكَم حرمة زواج المرأة بأكثر من رجل وليست علة الحكم، إذ لا يتغير الحكم مع الأمن من اختلاط الأنساب كحال المرأة العاقر كما لا يخفى !
ومن المعلوم أن سنة اختلاف الزوجين (الذكر والانثى) ثابتة في الآخرة كما الدنيا، فعن محمد بن سعيد ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد عن مسائل وفيها: أخبرنا عن قول الله " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك ؟
فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكري ( ع )، وكان من جواب أبي الحسن(أي الإمام الهادي عليه السلام): اما قوله " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور العين، وإناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين، ومعاذ الله أن يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلبا للرخصة لارتكاب المآثم.
قال : فمن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إن لم يتب (تفسير القمي ج2 ص278)
فدلّت الرواية على لزوم اختلاف جنس الزوجين في الآخرة كما الدنيا، ودلّت صريحاً على أن الله يزوّج النساء المطيعات من الرجال المطيعين، ويزوج الرجال المطيعين إلى ذلك من الحور العين أيضاً.
ثالثها: الأدعية الشريفة التي ورد فيها : وَ نَسْأَلُكَ مِنَ الْحُورِ الْعِين (إقبال الأعمال ج2 ص679)
وَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنَا (إقبال الأعمال ج1 ص61)
وأنها تشمل المؤمنة كما تشمل المؤمن.
وجوابه: لقد تبيّن كما ذكرنا أن الحور العين هن نساء أهل الجنة من غير الآدميات، فلم تطلق الحور العين على غير المرأة لا عند أهل اللغة والعرف ولا في استعمالات الكتاب والسنة.
وعلى ما مر قد يكون دعاء المرأة المؤمنة: وَ نَسْأَلُكَ مِنَ الْحُورِ الْعِين.. طلباً للحور العين التي تخدمها في الجنة.
أما دعاؤها: وَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنَا.. فذكر العلماء أن ضمير الجمع لا يلزم أن يكون للمتكلم، أي أنه لا يدل على أن الدعاء للداعي، بل قد يكون لغيره، كقول الأم إذا دعت لولدها بزوجة صالحة: اللهم ارزقنا فتاة مؤمنة صالحة.
وفيها وجه آخر (خاصة فيما لو كان الضمير للمتكلم المفرد) ذكره بعض العلماء من أن المقصود بالزواج هنا هو الاقتران كما في معاجم اللغة، فتكون قرينتها بمعنى مصاحبتها ومؤنستها..
وفيها وجه ثالث ذكره العلماء أيضاً، وهو أن تدعو المرأة بهذا الدعاء بقصد الإتيان بما ورد عن الأئمة عليهم السلام، لا بقصد مضمونه، وليس هذا بعزيز في الأدعية، فقد ورد مثلا استحباب الاستغفار من الذنوب حتى لغير العاصي، فكلنا نقرأ دعاء كميل وإن كان منا من لم يرتكب الذنوب التي تحبس الدعاء أو تنزل البلاء او تورث الشقاء !
او نقول: (اللهم اني اسالك سؤال خاضع متذلل خاشع)، حتى لو لم نكن خاشعين ! ومثله قولنا عن انفسنا : (وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة) ولو لم تكن ضمائرنا خاشعة!
وكذا في صلاتنا على الميت المؤمن فنقول: (اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيراً) حتى لو علمنا منه غير الخير.. ولهذا نظائر كثيرة جداً في الروايات حيث يؤتى بالدعاء بقصد الاتيان بما ورد عن الأئمة عليهم السلام ..
وأمثال ذلك من الوجوه.
رابعها: أن الولدان المخلدون هم أزواج للنساء المؤمنات في الجنة !!
وجوابه عدا عن غرابته وعدم وجود شاهد له أن الولدان المخلدون هم من أولاد أهل الدنيا كما عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ.
قَالَ: الْوِلْدَانُ أَوْلَادُ أَهْلِ الدُّنْيَا (بحار الأنوار ج5 ص291)
وهم خدم لأهل الجنة، فقد ورد في الدعاء: وَ مِنَ الْوِلْدَانِ الْمُخَلَّدِينَ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَأَخْدِمْنَا (إقبال الأعمال ج1 ص61)
إذاً هم أولاد وخدم لأهل الجنة من النساء والرجال وليسوا أزواجاً للنساء المؤمنات !
خامسها: توهم سببه حال المرأة التي تزوجت في الدنيا بأكثر من شخص في أوقات متباينة، أو التي كانت أفضل من زوجها، أو التي لم تتزوج في الدنيا أبداً..
وجوابه أن هذا ليس دليلاً على المدعى!
فمن تزوجت أكثر من شخص تخيّر فتختار واحداً منهم، وقد سألت أم سلمة النبي (ص) فقالت: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، الْمَرْأَةُ يَكُونُ لَهَا زَوْجَانِ فَيَمُوتُونَ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، لِأَيِّهِمَا تَكُونُ ؟
فَقَالَ ص: يَا أُمَّ سَلَمَةَ تَخَيَّرْ أَحْسَنَهُمَا خُلُقاً وَ خَيْرَهُمَا لِأَهْلِهِ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ ذَهَبَ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ. (الأمالي للصدوق ص 498)
فلو كان للمرأة أن تتزوج غيرَ زوجٍ لكان زوجاها أحق بها، لكن من الواضح أن سؤال أم سلمة وجواب النبي (ص) ينبئان أن زواج المرأة من زوج واحد في الجنة من المُسلَّمَات كما كان حالها في الدنيا.
ومثلها في التخيير تلك التي كانت أفضل من زوجها، فإن اختارته كانت زوجته، وإن لم تختره فقد تكون من نصيب زوج غيره من مؤمني الدنيا.. فقد روى العياشي بالإسناد إلى أبي عبد الله عليه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْمُؤْمِنِ تَكُونُ لَهُ امْرَأَةٌ مُؤْمِنَةٌ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ يَتَزَوَّجُ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ؟
فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ حَكَمٌ عَدْلٌ، إِنْ كَانَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا خَيَّرَ هُوَ فَإِنْ اخْتَارَهَا كَانَتْ مِنْ أَزْوَاجِهِ، وَ إِنْ كَانَتْ هِيَ خَيْراً مِنْه خَيَّرَهَا فَإِنِ اخْتَارَتْهُ كَانَ زَوْجاً لَهَا..(بحار الأنوار ج8 ص105)
وأما التي لم تتزوج في الدنيا فقد تكون زوجة لأحد المؤمنين في الجنة إذ ورد أن للمؤمنين العديد من الزوجات الآدميات والعديد من الحور العين كما مر.
بهذا وأمثاله تندفع الأوهام التي قد تخطر بالبال أو تصدر كمقال.
على أنه لو خلت الروايات الشريفة مما ذكرنا ولم نذكر من قرائن تؤكد أن للمرأة زوجاً في الجنة لا أكثر، لما صحت دعوى من خالفنا في ذلك أيضاً، إذ ليس في الروايات على كثرتها ما يؤيد زعمهم أو يعضده، واستعمالات الحور العين في الروايات ما جاوزت التأنيث بحسب الظاهر(كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق) وغير ذلك الكثير.
ومضافاً إلى الرواية التي ذكرناها عن الإمام الهادي عليه السلام: فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور العين وإناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين (تفسير القمي ج2 ص278)
ورد مثلاً أن الحور العين قد حبسن على أزواجهن في الدنيا، فعن النبي (ص) : أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ خَلَقَهُنَّ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ شَجَرِهَا وَ حَبَسَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فِي الدُّنْيَا .. (الاختصاص ص352)
على أن المؤمن يكون على أحسن حال وأجمل صورة، فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي جعفر عليه السلام: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلِينَ مُكَلَّلِينَ مُطَوَّقِينَ مُسَوَّرِينَ مُخَتَّمِينَ نَاعِمِينَ مَحْبُورِينَ مُكَرَّمِينَ يُعْطَى أَحَدُهُمْ قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ الشَّهْوَةِ وَ الْجِمَاعِ قُوَّةُ غِذَائِهِ قُوَّةُ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ يَجِدُ لَذَّةَ غَدَائِهِ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ لَذَّةَ عَشَائِهِ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَدْ أَلْبَسَ اللَّهُ وُجُوهَهُمُ النُّورَ وَ أَجْسَادَهُمُ الْحَرِيرَ بِيضُ الْأَلْوَانِ صُفْرُ الْحُلِيِّ خُضْرُ الثِّيَابِ.(الاختصاص ص358)
وعن أبي جعفر عليه السلام: قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يُحْيَوْنَ فَلَا يَمُوتُونَ أَبَداً وَ يَسْتَيْقِظُونَ فَلَا يَنَامُونَ أَبَداً وَ يَسْتَغْنُونَ فَلَا يَفْتَقِرُونَ أَبَداً وَ يَفْرَحُونَ فَلَا يَحْزَنُونَ أَبَداً وَ يَضْحَكُونَ فَلَا يَبْكُونَ أَبَداً وَ يُكْرَمُونَ فَلَا يُهَانُونَ أَبَداً وَ يَفْكَهُونَ وَ لَا يُقَطِّبُونَ أَبَداً وَ يُحْبَرُونَ وَ يُسَرُّونَ أَبَداً...(الاختصاص ص358)
وعن فاطمة (ع) عن أبيها رسول الله (ص) : .. و لكني سمعته يقول: أهل الجنة شباب جرد مرد ليس عليهم شعر إلا على رءوسهم و الحواجب منهم و أشفار العيون.(شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام ج3 ص56)
ويكسو الله المؤمن منهم من نوره حتى تنكره زوجاته من غير سوء فيقول لمن أنكرته: ..حَبِيبَتِي تَلُومِينَنِي أَنْ أَكُونَ هَكَذَا وَ قَدْ نَظَرْتُ إِلَى نُورِ وَجْهِ رَبِّي تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَأَشْرَقَ وَجْهِي مِنْ نُورِ وَجْهِهِ.. (الاختصاص ص354)
فمن كانت هذه صفته، ومن كانت الجنان بما فيها من حور عين تشتاق له، لا تبغي عنه المرأة المؤمنة بدلاً.
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
بعد أن طرحنا موضوعنا تحت عنوان
الحور العين.. ألذّ وأشهى ما في الجنان !!
على هذا العنوان
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=170599
طرح بعض الإخوة تساؤلاً: هل للمرأة المؤمنة حور عين في الجنة كما الرجال ؟
فأجبناهم بجواب مختصر على أن يأتيهم التفصيل في مطاوي البحث.. ولكن بعضهم استعجل الأمر فارتأينا أن نفرد هذا الباب بموضوع خاص إذ لم يحن أوانه في موضوعنا أعلاه بحسب تسلسل البحث.. وسنكمل في ذلك الموضوع وفق المنهجية التي ذكرناها..
وهذا الموضوع هو جزء من البحث المذكور أعلاه كما ذكرنا وذلك ضمن الفصل الثالث: المؤمنة والحور العين
2. معنى أن للمرأة المؤمنة حوراً عيناً
مر في الفصل الأول معنى الحور العين، وأنّهن نساء أهل الجنة من غير الآدميات، ولا تطلق الحور العين إلا على النساء، فليس هناك حور عين من غير النساء.
وقد مرّ أيضاً أن الحور العين على أنواع وألوان من حيث خلقتها، ومن حيث أدوارها.
فمن الحور العين من خلقها الله عز وجل لتكون زوجة للرجل المؤمن في الجنة.
ومن الحور العين من خلقها الله سبحانه وتعالى لتكون جارية وخادمة للرجل المؤمن وللمرأة المؤمنة، كما خلق لها وصائف، ومنهنّ غير ذلك كما مر.
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي (ص) : وَ مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَكْسُو زَوْجَهَا إِلَّا كَسَاهَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ خِلْعَةً مِنَ الْجَنَّةِ كُلُّ خِلْعَةٍ مِنْهَا مِثْلُ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ وَ الرَّيْحَانِ، وَ تُعْطَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَرْبَعِينَ جَارِيَةً تَخْدُمُهَا مِنَ الْحُورِ الْعِين (مستدرك الوسائل ج14 ص245)
وقد توهّم بعضٌ أن المرأة قد تتزوج من الحور العين في الآخرة كما يتزوج الرجل !!
وهذا غريب جداً وبعيد عن الحق والصواب، وسنعرض لمنشأ توهمه ولما يدفعه.
أما التوهم فقد ينشأ من أمور عدة:
أحدها: قوله تعالى : نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فيها ما تَشْتَهي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فيها ما تَدَّعُونَ (فصلت 31)
وجوابه: أن الآية المذكورة لا تدلّ على أن المرأة تشتهي وتطلب زوجاً غير زوجها، بل الظاهر من الأدلة خلاف ذلك كما سيأتي، وغاية ما تدلّ عليه الآية أن في الجنة ما تشتهي الأنفس بغض النظر عن المصداق.
وهذا الاستدلال أشبه بمن يتوهّم أن الجنة على درجة واحدة، لأنها لو كانت على درجات لاشتهى صاحب الدرجة الدنيا أن يرقى إلى أعلى درجاتها ! وهذا بيّن البطلان وبعيد عما دلّ عليه البرهان، إذ لكل مؤمن درجته التي يرقى إليها ولا يجاوزها !
وثانيها: أن سنة الحياة الدنيا التناكح بين الرجال والإناث، وحكمة الزواج فيها التوالد وضبط الأنساب، وهذا غير حاصل في الآخرة لعدم التناسل، إذ موازين الآخرة مختلفة عن موازين الدنيا.
وجوابه: صحيح أن موازين الآخرة تختلف عن موازين الدنيا، لكن ذلك حاصل في الجملة لا بالجملة، أي أنه ليس على نحو مطلق، فالرجال والنساء من أهل الإيمان يحشرون مثلاً على أحسن هيئة مطهرون من كل عيب ونقص ويأكلون الطعام إلا أنهم يشبهون في ناحية من ذلك عالم الأجنة دون عالم الدنيا، ففي الحديث الشريف عن النبي(ص): مَثَلُهُمْ فِي الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْجَنِينِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُ أُمُّهُ وَ يَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُهُ وَ لَا يَبُولُ وَ لَا يَتَغَوَّطُ ...
لَيْسَ يَخْرُجُ مِنْ أَجْوَافِهِمْ شَيْءٌ بَلْ عَرَقاً صَبّاً أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ وَ أَزْكَى مِنَ الْعَنْبَرِ وَ لَوْ أَنَّ عَرَقَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مُزِجَ بِهِ الْبِحَارُ لَأُسْكِرَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ مِنْ طِيبِ رَائِحَتِهِ (بحار الأنوار ج57 ص256-257)
فكذلك هم يشبهون عالم الدنيا في كون الرجل المؤمن غيوراً على زوجاته، إذ مر معنا أن النبي (ص) أعرض بوجهه حينما أطلت الحور العين لمؤمن قد توفاه الله لأن المؤمن غيور ويحزن بالنظر إلى أزواجه، فإذا كان مجرد النظر إليهنّ يحزنه ويدعو خير خلق الله قاطبة محمد (ص) إلى الإعراض بوجهه ! أنتصور بعد ذلك أن يكون لهذه الزوجة زوج آخر ؟؟!!
إنه لقول لعجيب !
عن النبي (ص): .. إِنَّ وَلِيَّ اللَّهِ قَدْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا عَطْشَاناً فَتَبَادَرَ عَلَيْهِ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِشَرَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَ وَلِيُّ اللَّهِ غَيُورٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحْزِنَهُ بِالنَّظَرِ إِلَى أَزْوَاجِهِ فَأَعْرَضْتُ عَنْه (تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ص: 829)
على أن حفظ الأنساب في الدنيا حكمة من حِكَم حرمة زواج المرأة بأكثر من رجل وليست علة الحكم، إذ لا يتغير الحكم مع الأمن من اختلاط الأنساب كحال المرأة العاقر كما لا يخفى !
ومن المعلوم أن سنة اختلاف الزوجين (الذكر والانثى) ثابتة في الآخرة كما الدنيا، فعن محمد بن سعيد ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد عن مسائل وفيها: أخبرنا عن قول الله " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك ؟
فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكري ( ع )، وكان من جواب أبي الحسن(أي الإمام الهادي عليه السلام): اما قوله " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور العين، وإناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين، ومعاذ الله أن يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلبا للرخصة لارتكاب المآثم.
قال : فمن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إن لم يتب (تفسير القمي ج2 ص278)
فدلّت الرواية على لزوم اختلاف جنس الزوجين في الآخرة كما الدنيا، ودلّت صريحاً على أن الله يزوّج النساء المطيعات من الرجال المطيعين، ويزوج الرجال المطيعين إلى ذلك من الحور العين أيضاً.
ثالثها: الأدعية الشريفة التي ورد فيها : وَ نَسْأَلُكَ مِنَ الْحُورِ الْعِين (إقبال الأعمال ج2 ص679)
وَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنَا (إقبال الأعمال ج1 ص61)
وأنها تشمل المؤمنة كما تشمل المؤمن.
وجوابه: لقد تبيّن كما ذكرنا أن الحور العين هن نساء أهل الجنة من غير الآدميات، فلم تطلق الحور العين على غير المرأة لا عند أهل اللغة والعرف ولا في استعمالات الكتاب والسنة.
وعلى ما مر قد يكون دعاء المرأة المؤمنة: وَ نَسْأَلُكَ مِنَ الْحُورِ الْعِين.. طلباً للحور العين التي تخدمها في الجنة.
أما دعاؤها: وَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنَا.. فذكر العلماء أن ضمير الجمع لا يلزم أن يكون للمتكلم، أي أنه لا يدل على أن الدعاء للداعي، بل قد يكون لغيره، كقول الأم إذا دعت لولدها بزوجة صالحة: اللهم ارزقنا فتاة مؤمنة صالحة.
وفيها وجه آخر (خاصة فيما لو كان الضمير للمتكلم المفرد) ذكره بعض العلماء من أن المقصود بالزواج هنا هو الاقتران كما في معاجم اللغة، فتكون قرينتها بمعنى مصاحبتها ومؤنستها..
وفيها وجه ثالث ذكره العلماء أيضاً، وهو أن تدعو المرأة بهذا الدعاء بقصد الإتيان بما ورد عن الأئمة عليهم السلام، لا بقصد مضمونه، وليس هذا بعزيز في الأدعية، فقد ورد مثلا استحباب الاستغفار من الذنوب حتى لغير العاصي، فكلنا نقرأ دعاء كميل وإن كان منا من لم يرتكب الذنوب التي تحبس الدعاء أو تنزل البلاء او تورث الشقاء !
او نقول: (اللهم اني اسالك سؤال خاضع متذلل خاشع)، حتى لو لم نكن خاشعين ! ومثله قولنا عن انفسنا : (وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة) ولو لم تكن ضمائرنا خاشعة!
وكذا في صلاتنا على الميت المؤمن فنقول: (اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيراً) حتى لو علمنا منه غير الخير.. ولهذا نظائر كثيرة جداً في الروايات حيث يؤتى بالدعاء بقصد الاتيان بما ورد عن الأئمة عليهم السلام ..
وأمثال ذلك من الوجوه.
رابعها: أن الولدان المخلدون هم أزواج للنساء المؤمنات في الجنة !!
وجوابه عدا عن غرابته وعدم وجود شاهد له أن الولدان المخلدون هم من أولاد أهل الدنيا كما عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ.
قَالَ: الْوِلْدَانُ أَوْلَادُ أَهْلِ الدُّنْيَا (بحار الأنوار ج5 ص291)
وهم خدم لأهل الجنة، فقد ورد في الدعاء: وَ مِنَ الْوِلْدَانِ الْمُخَلَّدِينَ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَأَخْدِمْنَا (إقبال الأعمال ج1 ص61)
إذاً هم أولاد وخدم لأهل الجنة من النساء والرجال وليسوا أزواجاً للنساء المؤمنات !
خامسها: توهم سببه حال المرأة التي تزوجت في الدنيا بأكثر من شخص في أوقات متباينة، أو التي كانت أفضل من زوجها، أو التي لم تتزوج في الدنيا أبداً..
وجوابه أن هذا ليس دليلاً على المدعى!
فمن تزوجت أكثر من شخص تخيّر فتختار واحداً منهم، وقد سألت أم سلمة النبي (ص) فقالت: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، الْمَرْأَةُ يَكُونُ لَهَا زَوْجَانِ فَيَمُوتُونَ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، لِأَيِّهِمَا تَكُونُ ؟
فَقَالَ ص: يَا أُمَّ سَلَمَةَ تَخَيَّرْ أَحْسَنَهُمَا خُلُقاً وَ خَيْرَهُمَا لِأَهْلِهِ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ ذَهَبَ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ. (الأمالي للصدوق ص 498)
فلو كان للمرأة أن تتزوج غيرَ زوجٍ لكان زوجاها أحق بها، لكن من الواضح أن سؤال أم سلمة وجواب النبي (ص) ينبئان أن زواج المرأة من زوج واحد في الجنة من المُسلَّمَات كما كان حالها في الدنيا.
ومثلها في التخيير تلك التي كانت أفضل من زوجها، فإن اختارته كانت زوجته، وإن لم تختره فقد تكون من نصيب زوج غيره من مؤمني الدنيا.. فقد روى العياشي بالإسناد إلى أبي عبد الله عليه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْمُؤْمِنِ تَكُونُ لَهُ امْرَأَةٌ مُؤْمِنَةٌ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ يَتَزَوَّجُ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ؟
فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ حَكَمٌ عَدْلٌ، إِنْ كَانَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا خَيَّرَ هُوَ فَإِنْ اخْتَارَهَا كَانَتْ مِنْ أَزْوَاجِهِ، وَ إِنْ كَانَتْ هِيَ خَيْراً مِنْه خَيَّرَهَا فَإِنِ اخْتَارَتْهُ كَانَ زَوْجاً لَهَا..(بحار الأنوار ج8 ص105)
وأما التي لم تتزوج في الدنيا فقد تكون زوجة لأحد المؤمنين في الجنة إذ ورد أن للمؤمنين العديد من الزوجات الآدميات والعديد من الحور العين كما مر.
بهذا وأمثاله تندفع الأوهام التي قد تخطر بالبال أو تصدر كمقال.
على أنه لو خلت الروايات الشريفة مما ذكرنا ولم نذكر من قرائن تؤكد أن للمرأة زوجاً في الجنة لا أكثر، لما صحت دعوى من خالفنا في ذلك أيضاً، إذ ليس في الروايات على كثرتها ما يؤيد زعمهم أو يعضده، واستعمالات الحور العين في الروايات ما جاوزت التأنيث بحسب الظاهر(كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق) وغير ذلك الكثير.
ومضافاً إلى الرواية التي ذكرناها عن الإمام الهادي عليه السلام: فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور العين وإناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين (تفسير القمي ج2 ص278)
ورد مثلاً أن الحور العين قد حبسن على أزواجهن في الدنيا، فعن النبي (ص) : أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ خَلَقَهُنَّ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ شَجَرِهَا وَ حَبَسَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فِي الدُّنْيَا .. (الاختصاص ص352)
على أن المؤمن يكون على أحسن حال وأجمل صورة، فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي جعفر عليه السلام: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلِينَ مُكَلَّلِينَ مُطَوَّقِينَ مُسَوَّرِينَ مُخَتَّمِينَ نَاعِمِينَ مَحْبُورِينَ مُكَرَّمِينَ يُعْطَى أَحَدُهُمْ قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ الشَّهْوَةِ وَ الْجِمَاعِ قُوَّةُ غِذَائِهِ قُوَّةُ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ يَجِدُ لَذَّةَ غَدَائِهِ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ لَذَّةَ عَشَائِهِ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَدْ أَلْبَسَ اللَّهُ وُجُوهَهُمُ النُّورَ وَ أَجْسَادَهُمُ الْحَرِيرَ بِيضُ الْأَلْوَانِ صُفْرُ الْحُلِيِّ خُضْرُ الثِّيَابِ.(الاختصاص ص358)
وعن أبي جعفر عليه السلام: قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يُحْيَوْنَ فَلَا يَمُوتُونَ أَبَداً وَ يَسْتَيْقِظُونَ فَلَا يَنَامُونَ أَبَداً وَ يَسْتَغْنُونَ فَلَا يَفْتَقِرُونَ أَبَداً وَ يَفْرَحُونَ فَلَا يَحْزَنُونَ أَبَداً وَ يَضْحَكُونَ فَلَا يَبْكُونَ أَبَداً وَ يُكْرَمُونَ فَلَا يُهَانُونَ أَبَداً وَ يَفْكَهُونَ وَ لَا يُقَطِّبُونَ أَبَداً وَ يُحْبَرُونَ وَ يُسَرُّونَ أَبَداً...(الاختصاص ص358)
وعن فاطمة (ع) عن أبيها رسول الله (ص) : .. و لكني سمعته يقول: أهل الجنة شباب جرد مرد ليس عليهم شعر إلا على رءوسهم و الحواجب منهم و أشفار العيون.(شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام ج3 ص56)
ويكسو الله المؤمن منهم من نوره حتى تنكره زوجاته من غير سوء فيقول لمن أنكرته: ..حَبِيبَتِي تَلُومِينَنِي أَنْ أَكُونَ هَكَذَا وَ قَدْ نَظَرْتُ إِلَى نُورِ وَجْهِ رَبِّي تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَأَشْرَقَ وَجْهِي مِنْ نُورِ وَجْهِهِ.. (الاختصاص ص354)
فمن كانت هذه صفته، ومن كانت الجنان بما فيها من حور عين تشتاق له، لا تبغي عنه المرأة المؤمنة بدلاً.
شعيب العاملي
تعليق