تويت
الاســلام وقــريــش .. دراسـة تـأريـخـيـة مـطـولـة .. 1
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
عندمـا نتكلم عن التاريخ الاسلامي ودراسته، لا بد أن نبدأ من البيئة التي نشأت فيها الدعوة الاسلامية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
عندمـا نتكلم عن التاريخ الاسلامي ودراسته، لا بد أن نبدأ من البيئة التي نشأت فيها الدعوة الاسلامية
ونبدأ بطرح أسئلة استكشافية لنحدد عناصرها ومقوماتها وسلوكياتها وفكرها واهتماماتها لكي نستطيع أن نفرض عقلا خياليا في جسد خيالي .. ليذهب إلى هناك ويسير ويجلس ويستمع ويتكلم ويجوع ويتألم ويقاتل ويكر ويفر ويخاف ويشك ويتساءل وأخيراً لا بد أن يفهم .. ليخبرنا .. ما الذي فعلا قد جرى؟؟؟
أ- استكمال الصـورة في العهـد الجاهلي
عندما نريد دراسة التاريخ الاسلامي فلا بد أن نستعيد الصورة كاملة كيف كان يعيش العرب في ذلك المجتمع داخل مكة وخارجها
وعندما يخبرنا المؤرخون أن المجتمع المكي كان يعتمد اعتماداً اقتصاديا كبيراً على وجود البيت الحرام فيه وقدوم الحجيج إليها، إلى درجة دعتهم إلى إقامة وإنشاء الملاهي المتعددة لجذب السائحين والحجاج،
وكذلك أيضا إنشاء منتدى ثقافي دولي كبير في سوق عكاظ .. ينشرون ويشاهدون وينقدون النشاط الفني لهم ولغيرهم ..والذي تقريبا كان وحده هو الشعـر
والقضية لم تكن مسألة إيمان بالله أو باليوم الآخر في حد ذاتها
والعرب كانت تعرف الله وكانت تتحدث عنه في شعرها وكانت تتحدث عن الأخلاق والمبادئ والقيم، وكانت تقيم للبيت حرمته الدينية الشديدة، وتعرف للأشهر الحرم قدسيتها، بل إن من أسباب إتمام صلح الحديبية والذي كانت ترفضه قريش، أن أحد مفاوضي النبي باسم قريش من بني كنانة لما ذهب لمفاوضة النبي وجد أن المسلمين قد أعدوا البدن والجمال التي تذبح كواحدة من شعائر التعظيم فرجع إلى قريش دون أن يذهب للتفاوض مع النبي أو حتى مقابلته، ليهددهم قائلا:
" رأيت البدن قد قلدت وأشعرت، فما أرى لكم أن تصدّوهم عن البيت، فواللّه يا معشر قريش ما على هذا حالفناكم، أيُصدّ عن بيت اللّه من جاء معظماً له، وقد ساق الهدي معكوفاً إلى محلّه؟ والذي نفس الحليس بيده لتخلّن بين محمد وما جاء له أو لأنفرنّ بالأحابيش نفرة رجل واحد "
وعلى ضوء تهديده .. تراجعت قريش عن نيتها بمهاجمة النبي إذا أقبل إلى مكة . وفتحت باب الحوار معه بمحاورها السياسي الكبير وأحد رموز قياداتها في الحرب ضد النبي (سهيل بن عمرو) .. والذي سنعود إلى ذكره في وقته..
بل وإلى جانب أن حرمة البلدة عن القتال، كانت مصلحة سياسية هامة جداً يعتدون بها وكانت عاملا مهما في استقرارهم، بل وفي قلة خبرتهم بالحرب .. والتي ثبت فيما بعد في غزوة بدر أن الأنصار والذين أصلا كانوا يتعايشون في حرب أهلية قبل البعثة النبوية .. قد اكتسحوا الجيش القريشي في بدر بصورة بدت مدهشةً للكثيرين .. وتكرر الأمر أيضاً في غزوة أحد بل ومع إعادة قريش لتجهيز جيوشها وتغيير خططها العسكرية .. والهزيمة في نهاية المعركة كانت بسبب (فايتال مايستاك على التقدير المشهور) من رماة الجيش الاسلامي لا أكثر ولا أقل
بل ويساندك على تفهم الأمر أكثر ما فعلته قريش من لجوئها واعتكافها على جمع المؤيدين وتأليب القبائل العربية واليهودية ذات الثقل الاجتماعي والاقتصادي في الجزيرة العربية آنذاك وذلك بعد إخفاقاتها المتتالية في حسم الأمر مرة أخرى عن طريق حرب تخوضها ضد النبي بصفة فردية، وتبينوا أنهم لا طاقة لهم على هذه الحرب بمفردهم ولا خبرة كبيرة لهم فيها مقارنة بجيش النبي اللهم إلا بصور فردية ومعدودة على الأصابع.. ورغم ذلك كلـه لم تفلح فكرة التحالفات على جميع مناحيها السياسية والعسكرية..
لينتهي الأمر في عام الفتح .. بقريش .. مستسلمة استسلام الهر الصغير !!
وتناشـد النبي بالاخوة .. وبالرحم !
ب- تـأكيـد .. الخـلاف والعـداء .. كـان سلطـويـاً سياسيـاً عميـقاً .. لا شـأن لـه بالقنـاعـات الفكرية اللاهوتيـة
ومرة أخرى نؤكد أنه كان خلافا سياسيا محضاً .. يقوم على نزاعات حول مصالح شخصية وقبلية، ولا صلـة له بالعقيـدة .. اللهم إلا في أطرافـه وعمومه، إن وجد، وليس عند قادة الحرب مدبريها وساستها
والفهم الكامل للأوضاع والمصالح الاقتصادية لهذا المجتمع، هو ما بمكن من خلاله أن يتاح لك رؤية أكثر وضوحاً حول أسباب المعارضة العنيفة التي تعرض لها النبي في بداية دعوته، وتطورها بعد ذلك على ضوء تتابع الأحداث وتطورها
والأمر في جوهره لم يكن مسألة انكار لوجود الله أو للنبـوة أو للبعـث، بقدر ما كان خلافاً فكرياً دنيوياً سببه الأول والأخير هو أن مضمون الدعوة سينهي القيمة الفريدة لأهل مكة اقتصاديا بل وسياسياً أيضا وخصوصا ضد مبدأ هام جداً
وهو مبدأ العدالة والمساواة الاجتماعية
والذي كان شيئا مخيفاً جداً ومثيرا للاشمئزاز لديهم عندما يتخيلون أن محمداً يريد أن يفرض عليهم أن لا ينظروا بفرق يذكر بينهم وبين العبيد التي في ديارهم، بل وأن يحترموهم ولا يؤذوهم ويكونوا مسؤولين عنهم وإلى آخره ..
إنه يريد أن يهدم نظريتهم حول التميز العرقي العربي والتميز النسبي القبلي
هذا إلى جانب أن المؤرخون يذكرون لنا أن كان هناك قضية سياسية أخرى أهم داخل المجتمع القرشي وهو الاحترام الخصوصي والمكانة الرفيعة والشامخة التي يتمتع بها بنو هاشم، متميزين فيها تماماً عن بني عمومتهم من بني أمية أخي جدهم هاشم
كان تمايزاً يكاد يقارب المناقضة .. يراه بوضوح المتفحص في صفحات التاريخ
ولذا لم يكن مستغربا أبداً أن يكون أبو سفيان وهو يعد أحد أبناء عمـومة النبي،
هو قائد الحرب ضـده ورأسها وراعيها ومشعلها ومؤلبها حتى اليوم الأخير فيها
ولم يكن مستغرباً أن يكون الاعلان النبوي يوم الفتح، (من دخل دار أبي سفيان آمن)،
مع الاعتراض الشديد والحاد ضد من يقول أن هذا كان ارضاءاً لأبي سفيان،،
لأنه كان ببساطة شديدة تأكيدا لمبدأ النبي في دعوته من أنه لا يطلب الاثخان في الأرض أو التجبر فيها ولا يريد شيئاً من أحد سوى الحرية في الفكر له ولهم وللجميع
وأنه قد وهب الأمان لمن يريد أن يحتمي ببيت الله ويقف معه،
وأيضا لمن يريد أن يحتمي ببيته ويقف مع نفسه لا به ولا عليه،
بل وكذلك لمن يريد أن يبقى في حزب أبي سفيان أعدى أعداء الدعوة،
والذي قد أعلن إستسلامه بنص صريح يحوي معنى الاستسلام لا الاسلام،
بل وكان قد أعلن إجارته على قريش قبل دخول النبي في محاولة منه لمنع النبي من دخول مكة..وكان الأمر بمثابة قبول ضمني لهذه الإجارة
ولأبي سفيان موقف شهير جداً يوما الفتح وذلك عندما دعاه النبي وسأله بأن أولم يحن لـه أن تشهد أن لا اله الا الله محمد رسول الله
فأجاب بأن قضية نفي الألوهية عن الأصنام قضية منتهية لم يعد من شك فيها، أما قضية رسالة النبي هي عنده لا زالت غير مقبولة .. فعنفه العباس بشدة وأمره بأن يشهد بها، فشهد !!
ويمكنك مراجعة الأمر بسهولة على الجوجل وابحث عن اسلام أبي سفيان
ج- تحـرك أبي طالـب .. لاتخاذ موقـف واضح .. تجاه الدعـوة النبويـة
نرجع لأصل الحديث من أن مضمون الدعوة كان مرفوضا في بدايته بقوة لأسباب سياسية واقتصادية وكانت شيئاً ثقيلا جداً على القرشيين .. لدرجة أنهم عارضوه في البداية بشدة، ولكن مع إصراره الراسخ على موقفه وعلى نشر دعوته، وبعد عدة محاولات من الاعتداء عليه صلى الله عليه وآله واستفزازه ..برز على الساحـة المكية الشيخ أبو طالب، بعد موقف أخير ضاق به صدر النبي، ليذهب ويسأل عمه: من أنا يا عم؟!
وكان معنى السؤال مفهوما عند أبي طالب،
لدرجة جعلته يخرج في قلب مكة ويؤذي منه آذوه بنفس نوع الأذية
ثم يقف بينهم ويقول له: كنت تسألني من أنت، والآن أقول لك:
أنت النبي محمدُ ** قــرمٌ أعــزُ مُسـوّدُ
لمسودين أكــارمٍ ** طابوا وطاب المولدُ
ويكمل قصيدة طويلة في محفل مكة وفي وجه شيوخها،وليعلن لمكة كلها أن الذي سيمسه بسوء سوف لن يتركه حياً !!
أنت النبي محمدُ ** قــرمٌ أعــزُ مُسـوّدُ
لمسودين أكــارمٍ ** طابوا وطاب المولدُ
ويكمل قصيدة طويلة في محفل مكة وفي وجه شيوخها،وليعلن لمكة كلها أن الذي سيمسه بسوء سوف لن يتركه حياً !!
ويمكنك مراجعة ديوان أبي طالب وقصائده في مدح النبي ودفاعه عنه والتأني قليلا بخيالك لتعد عدد القصائد التي قالها أبو طالب في النبي ودفاعا عنه وتهديده ووعيده لقريش وأحيانا استجداؤه لها بتوبيخ وعتاب، لتحاول أن تطرحها في مناخ زماني مكاني ملائم لها على حسب تأريخها لترى حقبة من الشهور والسنين كانت تزخر بالتناوش الفكري والتصارع السياسي والمواقف التي يعتمر بها وجدان الشيخ وتتوكد معها مواقفه
د- حمايـة الدعـوة .. تحـت لـواء أبي طـالـب
هنا .. وبعد إعلان أبي طالب الحماية العسكرية والفكرية للنبي .. بدأ للنبي عهد جديد من الحـرية الفكرية
كان يستطيع أن يخرج ويجلس ويقرأ القرآن على الجموع ويدعوهم
وبدأت قريش معه عهدها الأول من الحرب الفكرية .. والتي تراها واضحة في القرآن الكريم وبغزارة في رد الشبهات المطروحة من قبلهم بشتى أنواعها وأشكالها والتي يظهر جلياً أنها كانت تطرح جدلاً وبصور متشتتة وأحيانا متناقضة أو لا صلة لها ببعضها
في تلك الفترة لك أن تتخيل بوضوح أنها كانت فترة من النشاط الفكري، وكانت نوادي قريش تجتمع وتتباحث في كيفية الرد على محمد، وكان كل واحد في المجلس يسدي برأيه ويحاول جاهدا إما راغباً في دفع الدعوة فعلا أو راغبا في الحصول على وجه ومكان من قادة المجتمع في ذلك الوقت
كانت أيضا مشكلة أكثر صعوبة، لأن النبي لم يكن يُحمل ضده مسبة شخصية أو أخلاقية أو حتى نسبية ، ولا يوجد ما يمكنهم من الهجوم على شخصه
اتهموه بالجنون، لكنه كانت تهمة بعيدة عن تصديق عامة الناس
اتهموه بالكذب .. وكانت كذبة واضحة
اتهموه بالسحر .. وهو كان ينفي بوضوح أنه أصلا يمتلك القدرة على المعجزات، ويؤكد أنهم لو طلبوا منهم معجزة فلن يأتيهم بها، لأنه يطالبهم بشئ سهل جداً وهو أن يردوا عليه بحجة مقنعة .. لا أكثر ولا أقل
اتهموه بتسفيه أحلام السـلـف .. وكانت تهمـة غير موفقة بالمـرة .. لأن الكثيرين من الأحناف قبل النبي كانوا يسفهون عبادة الأصنام ولا يؤمنون بهـا
ه- المستجيبـون للثـورة
مـع استمرار الدعوة، كان ملحوظا أنها تلقى قبولا كبيرا لدى جمهوراً عريضا من الناس، داخل مكة وخارجها
ولا شك طبعاً .. أن أغلبه كان من المظلومين والمستعبدين ومسلوبي الحقـوقوليس من باب القدح أو التوغل في ايمان هؤلاء.. ولكن من باب وضع الأمور في مواضعها الصحيحة
و- مشاهـد من العهـد المكي
سنرجع قليلا للوراء داخل ذلك العهد الطالبي مرة أخرى
ويظهر فيه أنه كان هناك نشاطا فكريا كما قلنا، وجلسات ولقاءات ونقاشات واجتماعات على جميع الأصعدة،ولجأت فيه قريش لفترة طويلة بفرض العقوبات الاقتصادية الصارمة على الحزب الهاشمي المحاصر في شعب أبي طالب في محاولة لارضاخهم ولم تلبث أن باءت المحاولات بالفشل
ثم ستجد مشاهد يؤكدها القرآن وتؤكد لك هذا المبدأ الرافض لفكرة العدالة الاجتماعية الكاملة وغير المشروطة الذي تحدثنا عنه في أن وجهاء القوم في أكثر من مرة طلبوا من النبي أنه عندما يأتي إلى مجالسهم لا يأتي ومعه هؤلاء العبيد والفقراء المتسخين،وكانوا عندما يأتون لمجلسه يطلبون منه أن يطردهم من المجلس لأنهم يتأففون من أن يجلسوا معهم في مجلس واحد
وبالمناسبة، فلا بد هنا من تعريج ضروري على ذكر أثر الدعوة الاسلامية في العالم عموماومن أنه بانتصار الدعوة ورغم أي خسارات قد حدثـت .. فان الفكر العام في الجزيرة العربية كلها وفي البـلاد التي دخلها الاسلام قد تغير تماما تجاه مبدأ العبودية وحقوق الانسان (خصوصا الانسان المسلم في أغلب الدول المسلمة)ومع توسع الدول والتبادل الحضاري بينها، انتقل هذا الفكر ليفرض نفسه أخيراً في نهاية القرن التاسع عشر على أوروبا، ولتتم أدلجته بصورة ملائمة بعض الشئ وتسميته بــالــديــمــوقــراطــيــة
ز- العـروض السياسيـة بالملـك .. مقـابل تـرك الدعـوة
بعد فترة من النقاشات والمجادلات الفاشلة، والتي تعايشت معها قريش بصعوبة شديدة ومع احساسها بصعوبة حسم الأمر فيها، يسجل لنا التاريخ اجتماعها في محاولة جديدة لحل القضية بشكل ودي، ولتقوم بمساومة النبي على تنصيبه ملكا للعرب، ونصرته على هذا الأمر إن أراد، مقابل أن يترك هذه الدعوة بمضمونها العدالي والحر واللا تمييزي..
وكان الرد النبوي المباشر والصريح .. محبطاً للقيادات المكية إلى أبعد الحدود .. ومبشراً بطول الصراع المنهك إلى أمدٍ غير معلوم المنتهى، خصوصا بعد تكرار أبي طالب لابن أخيه وعـده بنصرتـه التامة والكاملة !!
ح- إنشاء وتفعيـل جهاز المخابرات القرشي
تستطيع أن تتابع تفاصيل الأحداث، وتستخرج معلومات تمييزية أخرى كثيرة، ولكن أهمها في القضية هم من أطلق عليهم النبي نفسه .. اسم .. المنافقين
نقول أنها قضية مهمة جداً، لأن اعلان الايمان بالنبي وبدعوته كان تشكل كل خطر يمكن فرضه أمام أي إنسان في ذلك المجتمع، أو بمعنى آخر لا يوجد في ذلك الوقت أي داعٍ سوى الجنون، لأن تظهر إسلامك وأنت لا تؤمن أصلا بالاسلام!!!
والنبي ومن معه كانوا هم الأقلية الحقيقية والمستضعفة .. والمفروض أن المعقول هو .. أن يوجد هناك من يضمرون الايمان، ويظهرون الكفر .. وليس العكس !
وإعلان الاسلام مع إبطان غيره .. لا يمكن بأي حسب الدنيا والدين تفسيره بأي سبب آخر .. سوى سبب واحد فسحب وقد وهو .. أنها .. مهمة .. مخابراتية .. صريحة، ودس عناصر موالية داخل المجتمع الاسلامي لاختراقه وللعمل على تفكيكه واستمالة عناصره الضعيفة الاعتقاد وعقد الصفقات بداخله على أي شأن أو تصرف مقدور عليه، مع أيضا طرح أي شبهة ممكنة أمام النبي في أي أمر مستجد لتخطيئه وإحراجه.. ولعل وعسى !!
ولذا ستجد القرآن يضج بذكر المنافقين وبذكر كلامهم وحججهم
نعم .. هؤلاء الذي تجدهم يبادرون فجأة برفع السيف في وضع لا يستدعي على الاطلاق أي تخيل لصورة السيف .. لا بد أن تسأل عن سر اندفاعهم المبالغ فيه
نعم .. هؤلاء الذي تجدهم يبادرون فجأة برفع السيف في وضع لا يستدعي على الاطلاق أي تخيل لصورة السيف .. لا بد أن تسأل عن سر اندفاعهم المبالغ فيه
وخصوصاً إذا ثبـت لديـك بالأدلة الصحيحة أنهم قد فروا وجبنوا في معارك كثيـرة، وفي الوقت المفروض أنهم هم المضحون الاستشهاديون !!
ط- إعـلان الحـرب العسكريـة .. والقـرار الـدائـم .. بالتصفيـة الجسدية للنبي
إذن وقبل الهجرة تقريبا بشهور .. أو لنقل مباشرة بعد وفاة أبي طالب بدأت قريش تتحرك سياسيا على جميع الأصعدة حتى أصدرت قرار مجلس الأمن القرشي والذي عقد في دار الندوة .. باعلان بدايـة عهد الحـرب العسكرية والمخابراتيـة الأكثر عنفاً نشاطاً وتلونـاً
ولذا مرة أخرى سيبدو أمرا غير مستغرباً أن أول شئ يفعله النبي بعد هجرته هو أن يكون جيشاً خاصاً بأنصار الفكرة الاسلامية، وأن يكون همه وشغله الشاغل كسرة شوكة قريش داخل المجتمع العربي لكي يتيح لفكرته التي يوقن أنها ستلقى قبولا لا مشروطا لدى أي شخص عاقل ونظيف في العالم .. إذا أتيح لها الإعلام الحر والشريف .. وطبعاً دون التشويه والتحريف !
خصوصاً وأنه قد بات من المؤكد بعد كشف العملية العسكرية المقننة والتي دبرتها قريش لاغتيال النبي ..أن قريش قد قطعت بأمرها بضرورة تصفيته جسـدياً ..
وقد تنزعج كثيرا عندما تعلم .. أن هذا .. قد حدث بالفعل،
وبعد رفع العصمة الموعود للنبي من القتل والمذكورة في القرآن مشروطةً باتمام تبليغ الرسالة!
وبعد رفع العصمة الموعود للنبي من القتل والمذكورة في القرآن مشروطةً باتمام تبليغ الرسالة!
ومن الثابت لدى الفريقين أن سبب وفاة النبي صلى الله عليه وآله هو التسمم
أيا من كان من وضع له السم .. المرأة اليهودية أم المرأة التيمية
وهذا ما سوف نناقشه لاحقا ان شاء الله