إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التوحيد في الشفاعه والمغفره

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوحيد في الشفاعه والمغفره


    أنَّ الموحد الحقيقي من يوحّد الله تعالى في جميع المجالات سواء فيما كان راجعاً إلى ذاته وصفاته ،
    أو
    إلى أفعاله ، أو إلى تخصيص العبادة به .
    هذا هو التقسيم الدارج بين
    لمتكلمين لاسيما العدلية منهم ، فتراهم يقسّمون التَّوحيد إلى المراتب

    المذكورة ويقولون : « ينقسم التَّوحيد إلى : التوحيد الذاتي والتَّوحيد

    الصفاتي ، والتَّوحيد الأفعالي والتوحيد العبادي » .

    والّذي يجب التنبيه عليه أنَّ التوحيد في الخالقية ، والربوبية ، والحاكمية ،
    والتشريع من فروع
    التوحيد الأفعالي ، فهذا اللفظ يعمّ تلك الأقسام كلها الّتي ذكرناها ، كما يعمّ ما لم نذكر من أفعاله سبحانه ، كالمغفرة وحق الشفاعة وغيرهما . فمعنى التوحيد الأفعالي هو : تخصيص فعله سبحانه بذاته ، وأنَّه لا يقوم به إلاّ هو ،

    وعلى ذلك فلو كنّا في مقام التفصيل لوجب علينا أنْ نقول : إنَّ الموحّد من

    يشهد بأنَّ كل فعل يعد من خصائصه سبحانه لا يسند إلاّ إليه ، سواء أكان من

    قبيل الخلق والرزق والإِحياء والإِماتة والمغفرة ، وحق الشفاعة أو غيرها.

    وإنّما ذكرنا الشفاعة والمغفرة وخصصناهما بالذكر لوقوع الشرك فيهما بين المشركين في عصر الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، كما أنَّ جماعات من المسيحيين مشركون في مجال المغفرة . فقد فوضت الطائفتان حق الشفاعة إلى بعض عباده سبحانه ، وعزلوه عن حقه ومقامه.


    توضيح ذلك : إنَّ هناك آيات تخص الشفاعة بالله لا يشاركه فيها غيره

    مثل قوله سبحانه: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ

    مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}(1).

    وقوله سبحانه: { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

    ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(2). وغير ذلك من الآيات.

    غير أنَّ بعض المشركين كانوا يعبدون الأصنام معتقدين بأنَّ الشفاعة

    حق مطلق لهم ، وأنّ الله فَوّض ذلك الحقَّ إليهم يقول سبحانه: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}(3).

    وقال سبحانه :{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا

    لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلاَ يَعْقِلُونَ}(4).

    فهاتان الآيتان تردان على المشركين بأنَّ الأصنام لا تملك شيئاً ، فكيف تشفع لهم؟! ، وقد أبطل سبحانه هذ المزعمة بصور مختلفة قال سبحانه:

    { وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}(5). وقال:{ وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ

    الأَسْبابُ}(6) . فهذه الآيات الّتي مرّت عليك تخصّ حق الشفاعة بالله

    سبحانه ، وتسلب عن الأصنام حقّها . فمن زعم أنَّ الشفاعة على وجه المِلْكِيّة التامة بيد المخلوق ، فهو مشرك.

    ــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) سورة الأنعام: الآية 51.

    (2) سورة الزمر: الآية 44.

    (3) سورة يونس: الآية 18.

    (4) سورة الزُّمر: الآية 43.

    (5) سورة الإِنفطار: الآية 19.

    (6) سورة البقرة: الآية 166.

    ___________________________

    وأمَّا من قال بأنَّ هناك عباداً صالحين تقبل شفاعتهم عند الله في إطار خاص وشرائط معينة في الشفيع والمشفوع له بإذن منه سبحانه ،
    فهو لا ينافي اختصاص حقّ الشفاعة بالله سبحانه . كيف وقد ورد النصّ بشفاعة طائفة عند الله بإذنه

    قال سبحانه: { يَوْمَئِذٍ لاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ
    وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً }(1).
    وبذلك يظهر حال المغفرة ؛ فإنَّ المغفرة ، وحطّ الذنوب ، والتكفير عن السيئات حقه سبحانه ، ومَن زعم أنَّ غيره سبحانه يملك أمر الذنوب ،
    ويغفرها ، ويكفر عنها ، فهو مشرك في مجال التَّوحيد الأفعالي . وقد صرّح سبحانه في الذّكْر الحكيم باختصاصها به قال عزّ وجل: { أَلاَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(2).
    وقال سبحانه: { فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ }(3) .
    فالموحّد في هذا المجال لا يرى مثيلاً لله سبحانه في أمر المغفرة .
    وأمّا الأنبياء والأولياء فلهم حقّ الاستغفار للمذنبين ، كما أنَّ
    للمذنبين الرجوع إليهم ، والطلب منهم أنْ يستغفروا لهم
    قال سبحانه: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}(4).
    وقال سبحانه حاكياً عن أبناء يعقوب: { قَالُوا يَاأَبَانَا
    اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }(5) .
    ومع ذلك كله فالمغفرة بيد الله سبحانه.


    * * *

    ــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) سورة طه: الآية 109.
    (2) سورة الشورى: الآية 5.
    (3) سورة آل عمران: الآية 135.
    (4) سورة النساء: الاية 64.
    (5) سورة يوسف: الآيتان 97 ـ 98.

  • #2
    فمن زعم أنَّ الشفاعة على وجه المِلْكِيّة التامة بيد المخلوق ، فهو مشرك.
    لو ادعى مدعي ان الشيء الكذائي (شمس، جن، شجر، حيوان، ملائكة، حجر ..الخ) يستطيع ان يشفع له باذن الله
    فهل توجد مشكلة عقائدية عنده؟

    ام انه موحد؟

    تعليق


    • #3
      وبذلك يظهر حال المغفرة ؛ فإنَّ المغفرة ، وحطّ الذنوب ، والتكفير عن السيئات حقه سبحانه ، ومَن زعم أنَّ غيره سبحانه يملك أمر الذنوب ،
      ويغفرها ، ويكفر عنها ، فهو مشرك في مجال التَّوحيد الأفعالي . وقد صرّح سبحانه في الذّكْر الحكيم باختصاصها به قال عزّ وجل: { أَلاَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(2).
      وقال سبحانه: { فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ }(3) .
      فالموحّد في هذا المجال لا يرى مثيلاً لله سبحانه في أمر المغفرة .


      نحن لانسير على ادعاء مدعي

      فليأتي بادعاءته مقرونه بآيات من الذكر الحكيم وحتىمن السنة النبويه الشريفه وسيرة اهل البيت

      تعليق


      • #4
        وبذلك يظهر حال المغفرة ؛ فإنَّ المغفرة ، وحطّ الذنوب ، والتكفير عن السيئات حقه سبحانه ، ومَن زعم أنَّ غيره سبحانه يملك أمر الذنوب ،
        ويغفرها ، ويكفر عنها ، فهو مشرك في مجال التَّوحيد الأفعالي . وقد صرّح سبحانه في الذّكْر الحكيم باختصاصها به قال عزّ وجل: { أَلاَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(2).
        وقال سبحانه: { فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ }(3) .
        فالموحّد في هذا المجال لا يرى مثيلاً لله سبحانه في أمر المغفرة .


        نحن لانسير على ادعاء مدعي

        فليأتي بادعاءته مقرونه بآيات من الذكر الحكيم وحتى من السنة النبويه الشريفه وسيرة اهل البيت

        تعليق


        • #5
          فمن زعم أنَّ الشفاعة على وجه المِلْكِيّة التامة بيد المخلوق ، فهو مشرك.
          المشاركة الأصلية بواسطة ام الاحزان
          نحن لانسير على ادعاء مدعي
          فليأتي بادعاءته مقرونه بآيات من الذكر الحكيم وحتىمن السنة النبويه الشريفه وسيرة اهل البيت
          جميل ،،، فحتى لو زعم المدعي شيء فقد يحكم عليه بخلاف زعمه

          فهناك احتمالين:
          - ان المدعي اثبت ان هذا الشيء له حق الشفاعة (حسب طريقته في الاستدلال)
          - ان المدعي لم يستطع ان يثبت ان هذا الشيء له حق الشفاعة

          فما الحكم عليه في الحالتين؟

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الحامدي

            جميل ،،، فحتى لو زعم المدعي شيء فقد يحكم عليه بخلاف زعمه

            فهناك احتمالين:
            - ان المدعي اثبت ان هذا الشيء له حق الشفاعة (حسب طريقته في الاستدلال)
            - ان المدعي لم يستطع ان يثبت ان هذا الشيء له حق الشفاعة

            فما الحكم عليه في الحالتين؟
            ج|
            معنى التوحيد الأفعالي هو : تخصيص فعله سبحانه بذاته ، وأنَّه لا يقوم به إلاّ هو ،

            وعلى ذلك فلو كنّا في مقام التفصيل لوجب علينا أنْ نقول : إنَّ الموحّد من

            يشهد بأنَّ كل فعل يعد من خصائصه سبحانه لا يسند إلاّ إليه ، سواء أكان من

            قبيل الخلق والرزق والإِحياء والإِماتة والمغفرة ، وحق الشفاعة أو غيرها.

            وإنّما ذكرنا الشفاعة والمغفرة وخصصناهما بالذكر لوقوع الشرك فيهما بين المشركين في عصر الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، كما أنَّ جماعات من المسيحيين مشركون في مجال المغفرة . فقد فوضت الطائفتان حق الشفاعة إلى بعض عباده سبحانه ، وعزلوه عن حقه ومقامه.

            ارجو من الاخ التمعن جيدا وفهم وادراك ما يقرأ وان تكون مناقشاتك مدروسه وليس على اساس الاعتبار أو الادعاء
            فالدين لايُبنى على اعتقادات ليس لها ادله مبينه وواضحه وفهومه ومدروسه وإلا مامعنى كلامك ( لو ادعى مدعي) وبقية مناقشتك التي لاارى منها الجدوى والى ماذا تريد ان تتوصل ؟
            معنى جوابك اجد فيه الاشراك معاذ الله وتنسيب الشفاعه لغير الله أو لمن ارتضى من عباده
            هداك الله








            تعليق


            • #7
              لا ادري لماذا الاعادة؟
              سؤالي واضح جدا ..
              لو كان كذا لكان كذا
              والجواب لم افهمه!!!!

              التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الحامدي; الساعة 20-06-2012, 04:10 PM.

              تعليق


              • #8
                انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الحامدي
                  لا ادري لماذا الاعادة؟
                  سؤالي واضح جدا ..
                  لو كان كذا لكان كذا
                  والجواب لم افهمه!!!!

                  تعمدت الاعاده لاني ادركت ان فهمك للامور محدود وان الاجابه واضحه كوضوح الشمس من خلال قراءة ما مكتوب
                  وانا اقدر محدودية فهمك
                  ونكرر الجواب ما دام السؤال نفس السؤال وهذا ديداننا لمحدودي الفهم
                  هداك الله اقرا بنفسك واستشف الجواب نصيحه اخيره
                  حتى ندخل في موضوع آخر

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ام الاحزان
                    تعمدت الاعاده لاني ادركت ان فهمك للامور محدود وان الاجابه واضحه كوضوح الشمس من خلال قراءة ما مكتوب
                    وانا اقدر محدودية فهمك
                    ونكرر الجواب ما دام السؤال نفس السؤال وهذا ديداننا لمحدودي الفهم
                    هداك الله اقرا بنفسك واستشف الجواب نصيحه اخيره
                    حتى ندخل في موضوع آخر

                    في المرة القادمة لو سألني احدهم سؤال
                    فربما انسخ له جواب ليس له علاقة بسؤاله
                    واقول له انت محدود الفكر فهذا جواب سؤالك

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الحامدي
                      في المرة القادمة لو سألني احدهم سؤال
                      فربما انسخ له جواب ليس له علاقة بسؤاله
                      واقول له انت محدود الفكر فهذا جواب سؤالك
                      اين مو اضيعك حتى تُسأل عنها

                      ارجو ان لاتكون كأسالتك الغير موضوعيه

                      اساسا انت تركت اصل الموضوع الذي عنوانه للتذ كير(التوحيد في الشفاعه والمغفره)

                      ولمحدودية تفكيرك ابين لك وعسى ان لاتترك اصل الموضوع


                      ولبيان من تُقبل ومن تُرفض شفاعته جوابها بآيات من القرآن الكريم


                      وليس لمن يدعي الشفاعه بحسب مزاجه فالقرآن الكريم هو المرجع في جميع الامور أو من يأتي بدليل على غير بينه

                      اقرأ وفكر في القول

                      أسماء وخصوصيات من تُقْبل شفاعته يوم القيامة .


                      وهذه الآيات هي:أ ـ ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ )(3) .وهذه الآيات تصرّح بأنّ الملائكة التي اتّخذها المشركون أولاداً لله سبحانه ، معصومون من كل ذنب لا يسبقون الله بالقول وهم بأمره يعملون ، ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضاه الله سبحانه ، وهم مشفقون من خشيته .ب ـ ( وَكَمْ مِنْ مَلَك فِي السَّمَوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى)(4) .وهذه الآية كالآية السابقة تفيد كون الملائكة ممّن ترضى شفاعتهم بإذن الله سبحانه في حقّ من يشاء الله ويرضاه .

                      (1) النساء : 81 . (2) الزخرف : 80 . (3) الأنبياء : 26 ـ 28 . (4) النجم : 26 .


                      ج ـ ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )(1) .وهذه الآية تعد حملة العرش ومن حوله ممّن يستغفرون للّذين آمنوا . والآية مطلقة;تشمل ظروف الدنياوالآخرة. وهل طلب المغفرة إلاّ الشفاعة في حقّ المؤمنين؟ هذه هي الأصناف السبعة من الآيات الواردة في الشفاعة . فهي غير نافية على وجه الإطلاق ، ولا مثبتة كذلك ، بل تثبتها تحت شروط خاصة وتصرّح بوجود شفعاء مأذونين ولا يذكر أسماءهم سوى الملائكة وذلك للمصلحة الكامنة في هذا الإبهام ، ولأجل أن يتميّز المقبول من المرفوض نورد خلاصة الآيات:
                      الشفاعات المرفوضة:
                      1 ـ الشفاعة التي كانت تعتقدها اليهود الذين رفضوا كل قيد وشرط في جانب الشافع والمشفوع له ، واعتقدوا أنّ الحياة الأُخروية كالحياة الدنيوية ، حيث يُمكن التخلّص من عذاب الله سبحانه بالفداء . وقد ردّ القرآن في كثير من الآيات وقال: ( وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ)(2) وقد أوردنا هذا في الصنف الثاني من الأصناف السبعة المذكورة .2 ـ الشفاعة في حقّ من قطعوا علاقاتهم الإيمانية مع الله سبحانه فلم يؤمنوا به أو بوحدانيته أو بقيامته ، أو أفسدوا في الأرض ، وظلموا عباده ، أو غير ذلك ممّا يوجب قطع رابطة العبد مع الله سبحانه حتى صاروا أوضح

                      (1) غافر : 7 . (2) البقرة : 48



                      مصداق لقوله سبحانه: ( نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )(1) ، وقوله سبحانه: (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )(2) ، وقوله سبحانه: ( فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا)(3) إلى غير ذلك من الآيات الواردة في حق المشركين والكافرين والظالمين والمفسدين ; وهؤلاء كما قطعوا علاقتهم الإيمانية مع الله سبحانه كذلك قطعوا صلاتهم المعنوية مع الشافع ، فلم تبق بينهم وبين الشافعين أيّه مشابهة تصحح شفاعتهم له .وقد ورد في الصنف الثالث من الأصناف السبعة المذكورة ما يوضح هذا الأمر .3 ـ الأصنام التي كانت العرب تعبدها كذباً وزوراً ، وقد نفى القرآن أن تكون هذه الأصنام قادرة على الدفاع عن نفسها فضلا عن الشفاعة في حقّ عبادها . (لمزيد من التوضيح راجع الصنف الرابع من الأصناف المذكورة) .
                      هذه هي الشفاعات المرفوضة في القرآن الكريم .
                      الشفاعات المقبولة :
                      أما الشفاعات المقبولة فهي:1 ـ الشفاعة التي هي من حقّ الله سبحانه ، وليس للمخلوق أن ينازعه في هذا الحق أو يشاركه فيه .2 ـ شفاعة فئة خاصة من عباد الله سبحانه ، الذين تقبل شفاعتهم عند

                      (1) الحشر : 19 . (2) طه : 126 . (3) الأعراف : 51 .


                      الله بشروط خاصة ذكرت في الآيه( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ )(النساء 81 وإن لم تُذكَر أسماؤهم وخصوصياتهم .3 ـ شفاعة الملائكة وحملة العرش ومن حوله ، حيث يستغفرون للّذين آمنوا ، فهؤلاء يقبل استغفارهم الذي هو قسم من الشفاعة ، والفرق بين هذا وما تقدّم ، هو أنّه قد ذكرت أسماء الشفعاء وخصوصياتهم في هذه الآيات دون ما تقدمها .وبالوقوف على هذا بإمكاننا تمييز الشفاعة المرفوضة عن المقبولة كما نصّ عليها القرآن الكريم .

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                      يعمل...
                      X