
كل هؤلاء غير مقتنعين بخيار الحرب
واشنطن تخسر معركة الرأي العام العالمي حول العراق
خطابات بوش اللاذعة، وتصريحات رامسفلد القاسية، واللامبالاة تجاه آراء الدول الأخرى جعلت واشنطن في واد والعالم في واد آخر.
ميدل ايست اونلاين
واشنطن - من كريستوف دو روكفوي
اكد خبراء اميركيون ان الولايات المتحدة وعلى الرغم من استعدادها عسكريا لشن هجوم على العراق، فانها في المقابل متأخرة جدا في معركتها للحصول على دعم الرأي العام العالمي، مشيرين الى الصورة المثيرة للجدل التي اعطتها ادارة الرئيس بوش لسياستها في الخارج.
ويرى هؤلاء الخبراء ان المظاهرات السلمية التي خرجت ضد الحرب في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، واستطلاعات الرأي العام المعارضة للسياسة الاميركية، وحتى الصعوبات التي تعترض طريق واشنطن في الامم المتحدة ترجمت اخفاقا بوجه الولايات المتحدة يتجاوز في بعض الاحيان المسألة العراقية.
وخطاب الرئيس الاميركي بوش اللاذع عموما لا سيما في ما يتعلق بـ"محور الشر" او انتقادات وزير الدفاع دونالد رامسفلد ضد "اوروبا القديمة" المتمثلة بفرنسا والمانيا لم تكن في مصلحة الولايات المتحدة لدى قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي.
وبحسب استطلاعات الرأي التي نشرت في الايام الماضية، فان الرئيس الاميركي بوش حطم الارقام القياسية بتدني مستوى شعبيته في المانيا، بينما اعلن ثمانية من عشرة اشخاص في فرنسا معارضتهم للحرب الاميركية المحتملة ضد العراق.
واعلن زبيغنيو بريجينسكي، مستشار الامن القومي في عهد الرئيس الاميركي الاسبق الديموقراطي جيمي كارتر، مؤخرا انه "قبل حوالي اكثر من عام، حصلت اميركا على تضامن العالم في اعقاب احداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، واعجاب العالم في عمليتها العسكرية الفعالة لاسقاط نظام طالبان" في افغانستان.
وكتب في مقالة انه بعد مرور عام على ذلك تواجه واشنطن حاليا جوا "مضطربا" في حلف شمال الاطلسي و"معارضة ترتدي بعدا عالميا لمنطق الحرب لدى الرأي العام."
ومن جهته، اعتبر الكاتب المعروف توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" انه "حق شرعي لادارة بوش ان تركز انتباه العالم حول العراق، لكن بعد مرور سنتين من سوء معاملة الآخرين مجانا جعلت الكثير من الناس غير مكترثة بحجج" الولايات المتحدة.
اما لي فينشتاين من مجلس العلاقات الخارجية، معهد للسياسة الخارجية، فاعتبر ان بعض الحجج التي تشدد عليها الحكومة الاميركية، مثل العلاقات المزعومة بين بغداد وتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن لا تلقى آذانا صاغية في الخارج، وقال ان "غالبية الناس لا تصدق كلمة واحدة من ذلك."
ومن جهته، فان وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي انتقد لقلة رحلاته الى الخارج خلال الاشهر الماضية بدأ يكثف المقابلات مع وسائل الاعلام الاجنبية لا سيما محطات التلفزة والاذاعات من اجل ردم هذه الهوة في مجال الاعلام.
ومن جانبه، اكد وزير الدفاع دونالد رامسفلد عدم انبهاره بالمظاهرات المناهضة للحرب في العالم، مؤكدا بأنها لا تمثل رأي الجميع ولكنها تأتي ضمن العملية الديموقراطية.
وقال ان "هناك اشخاصا لم يتظاهروا اكثر بكثير من الناس الذين خرجوا الى الشوارع،" مضيفا ان "التظاهرات حصلت في دول ديموقراطية، انه هكذا وهذا جيد.".
واكد البيت الابيض انه لن يغير موقفه، وشبه هذه التظاهرات بالتجمعات السلمية التي حصلت في الثمانينات من القرن الماضي عقب نشر الصواريخ الاميركية في اوروبا.
وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر انه منذ ذلك الوقت "سقط جدار برلين ورسالة المتظاهرين القائلة (الحياد بدلا من الموت) تبينت بأنها خاطئة."
واضاف ان "التظاهرات لا تبعث دائما على النتيجة التي ينتظرها الناس؛ والنزعة العسكرية التي يخشاها المتظاهرون لا تحدث دائما؛ ورسالة المتظاهرين غالبا ما ينفيها التاريخ."
Ozjan Yeshar
للأشتراك فى مجموعة السندباد كافية الثقافية
Sindbad_Cafe-subscribe@yahoogroups.com
للأشتراك فى مجموعة السندباد فوتوز للصور و الفنون
sindbad_photos-subscribe@yahoogroups.com