لما نظر علي عليه السلام الى سيدة النساء ميتة، مد يده ورمى العمامة من على رأسه، والرداء من على منكبيه، وبكى بكاء شديدا.
ثم كشف عليه السلام عن وجهها، فاذا برقعة عند رأسها، جاء فيها:"... يا علي أنا فاطمة بنت محمد، زوجني الله منك، لأكون لك في الدنيا والآخرة.
أنت اولى بي من غيري.
حنطني وغسلني وكفني بالليل، وصل علي، وادفني بالليل، ولاتعلم احدا.
واستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام الى يوم القيامة."
ارتجت المدينة بالبكاء م الرجال والنساء ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلى الله عليه واله وصاح اهل المدينة : ياسيدتاه ، يا بنت رسول الله.
وجاءت عائشة لتدخل: فقالت اسماء: لاتدخلي. فكلمت عائشة ابابكر فقالت: ان الخثعمية تحول بيننا وبين ابنة رسول الله وقدجعلت لها هودج العروس.
فجاء ابوبكر فوقف على الباب فقال: يااسماء ما حملك على ان منعت ازواج النبي ان يدخلن على بنت رسول الله؟ وجعلت لها مثل هودج العروس؟
فقالت اسماء: ان فاطمة امرتني ان لايدخل عليها احد، واريتها هذا الذي صنعت وهي حية، فامرتني ان اصنع لها ذلك.
قال ابوبكر:فاصنعي ما امرتكِ. ثم انصرف.
واقبل ابوبكر وعمر الى علي عليه السلام يعزيانه ويقولان له: يا ابا الحسن لاتسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله.
فلم يجبهما علي عليه السلام.
فقال عمر لابي بكر: ان عليا لايجيبنا لشدة حزنه.
كان الناس ينتظرون خروج الجنازة فامر علي عليه السلام اباذر وقيل: سلمان ـ فنادى: انصرفوا فان ابنة رسول الله قد أخّر إخراجها في هذه العشية.
فقال عمر لابي بكر: انهم يريدون دفنها سرا حتى لانشهد جنازتها.
وهكذا تفرق الناس ظنا منهم انه الجنازة ستشيع في الصباح. مضي من الليل شطرا وهدأت الاصوات ونامت العيون، ثم قام الامام لينفذ وصايا السيدة فاطمة سلام الله عليها.
حمل ذلك الجسد النحيف الذي اذابته المصائب حتى صار كالهلال.
وضع الجثمان الطاهر على المغتسل ولم يجرد فاطمة من ثيابها تلبية لطلبها اذ لاحاجة الى نزع الثوب عن البدن الطاهر ويكفي صب الماء على البدن كما صنع ذلك في غسل النبي صلى الله عليه واله.
فقد قام الامام علي عليه السلام بتغسيلها، ولم يكلف احدا من النساء بذلك لأسباب:
1- تلبية لطلبها، وتنفيذا لوصيتها.
2- اثباتا لعصمتها وطهارتها، فان تغسيل الميت يعتبر تطهيرا له، واما بالنسبة للمعصومين فلايسمح للايدي الخاطئة ان تمتد لتغسيلهم، وانما هو من واجبات المعصوم الخاصة ان يقوم بعملية التطهير فكان الغرض من تلك الوصية وتنفيذها اثبات عصمتها، والتنويه بذلك في شتى المجالات وكافة المناسبات.
لقد حضر في تلك الساعات المتاخرة الذين لم يظلموا فاطمة ولم يسكتوا امام تلك الاحداث ولم يكن موقفهم موقف المتفرج الذي لم يتأثر بالحوادث.
لقد حضر في تلك الليلة سلمان، عمار بن ياسر، ابوذر الغفاري، المقداد، حذيفة، عبدالله بن مسعود، العباس بن عبدالمطلب، الفضل بن العباس، عقيل، الزبير، بريدة ونفر من بني هاشم، وشيعوا جثمان الطاهرة البنت الوحيدة التي تركها الرسول الاقدس بين امته وكانها امرأة غريبة لايعرفها احد.
ثم صلى الامام علي عليه السلام ركعتين اذ انها كانت معصومة فيجب ان يصلي عليها معصوم مثلها، ودعا لها فالدعاء ايضا من واجب المعصوم.
واصبح الصباح من تلك الليلة فاقبل الناس ليشيعوا جنازة السيدة فاطمة فبلغهم الخبر ان عزيزة رسول الله صلى الله عليه واله قد دفنت ليلا وسرا.
وكان علي عليه السلام قد سوى في البقيع صور قبور سبعة او اكثر، حيث ان البقيع كان في ذلك اليوم والى يومنا هذا مقبرة اهل المدينة، لهذا اقبل الناس الى البقيع يبحثون عن قبر السيدة فاطمة، فاشكل عليهم الامر، ولم يعرفوا القبر الحقيقي لفاطمة فضج الناس ولام بعضهم بعضا، وقالوا: لن يخلف نبيكم الا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ولاتعرفوا قبرها؟!!!!
فلقي المقداد ابابكر وقال له: إنا قد دفنا فاطمة البارحة.
فقال عمر: يا ابابكر الم اقل لك انهم يريدون دفنها سرا؟
فقال المقداد: ان فاطمة اوصلت هكذا/ حتى لاتصليا عليها.
فجعل عمر يضرب المقداد على رأسه ووجهه، واجتمع الناس وانقذوه منه.
فوقف المقداد امامهم وقال: ان ابنة رسول الله ماتت والدم يجري من ضلعها وظهرها بسبب الضرب والسوط الذي ضربتموها، وقد رايت ما صنعتم بعلي، فلاعجب اذا ضربتموني.
فقال العباس: انها اوصت ان لاتصليا عليها.
فقال عمر: لاتتركون ـ يا بني هاشم ـ حسدكم القديم علينا ابدا!!!
فقال عقيل: وانتم ـ واللهِ ـ لأشد الناس حسدا، وأقدم عداوة لرسول الله واهل بيته.
ضربتموها بالامس وفارقت الدنيا وظهرها بدم، وهي غير راضية عنكما.
ثم قال رجال السلطة: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها ونصلي عليها ونزور قبرها.
أرادوا تنفيذ الخطة كي يزيفوا الخطة التي رسمتها فاطمة سلام الله عليها في وصاياها، وان يحبطوا المساعي التي بذلها الامام علي عليه السلام في اخفاء القبر/ وحرمان بعض الناس عن درك ثواب الصلاة على جنازة السيدة فاطمة.
والا فما معنى نبش القبر لأجل الصلاة على الميت؟
اكانو ايظنون أن عليا دفن فاطمة بلا صلاة؟
هل من المعقول أن يظن احد ذلك؟
وأي اسلام وأي دين وشريعة يبيح نبش قبر ميت قد صلى عليه وليه باحسن وجه واكمل صورة صلى عليه بتصريح ووصية منه؟!!
اتصور انهم قد تناسوا سيف الامام علي عليه السلام وبطولاته في جبهات القتال وشجاعته التي شهد بها اهل السماء والارض.
كان الامام علي عليه السلام مامورا بالصبر في موارد معينه ومواطن محدودة ولكن ذلك لايعني ان يتحمل كل اهانة ويسكت عليها.
وصل الى الامام الخبر فلبس القباء الاصفر الذي يلبسه في الحروب وحمل سيفه ذوالفقار وقد احمرت عيناه ودرت اوداجه من شدة الغضب وقصد البقيع.
سبقت الاخبار عليا الى البقيع، ونادى مناديهم: هذا علي بن أبي طالب قد اقبل كما ترونه، يقسم بالله: لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخر.
تلقى الناس هذه التهديد بالقبول والتصديق، لانهم عرفوا أن عليا صادق القول قادر على ما يقول.
ولكن عمر استخف بهذا التهديد والانذار وقال مالك يا أباالحسن!
والله لننبشن قبرها ونصلين عليها!!
فضرب الامام بيده الى جوامع ثوب الرجل وهزه، ثم ضرب به الأرض، وقال له: يابن السوداء! اما حقي فقد تركته مخافة ان يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فوالذي نفس علي بيده: لئن رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم!!
فقال أبوبكر: يا أبا الحسن بحق رسول الله وبحق من فوق العرض إلا خليت عنه، فانا غير فاعلين شيئا تكرهه.
فخلى عنه فتفرق الناس ولم يعودوا الى ذلك.
وبقيت وصايا فاطمة سلام الله عليها باقية ونافذه المفعول حتى اليوم وبعد اليوم.
ثم كشف عليه السلام عن وجهها، فاذا برقعة عند رأسها، جاء فيها:"... يا علي أنا فاطمة بنت محمد، زوجني الله منك، لأكون لك في الدنيا والآخرة.
أنت اولى بي من غيري.
حنطني وغسلني وكفني بالليل، وصل علي، وادفني بالليل، ولاتعلم احدا.
واستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام الى يوم القيامة."
ارتجت المدينة بالبكاء م الرجال والنساء ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلى الله عليه واله وصاح اهل المدينة : ياسيدتاه ، يا بنت رسول الله.
وجاءت عائشة لتدخل: فقالت اسماء: لاتدخلي. فكلمت عائشة ابابكر فقالت: ان الخثعمية تحول بيننا وبين ابنة رسول الله وقدجعلت لها هودج العروس.
فجاء ابوبكر فوقف على الباب فقال: يااسماء ما حملك على ان منعت ازواج النبي ان يدخلن على بنت رسول الله؟ وجعلت لها مثل هودج العروس؟
فقالت اسماء: ان فاطمة امرتني ان لايدخل عليها احد، واريتها هذا الذي صنعت وهي حية، فامرتني ان اصنع لها ذلك.
قال ابوبكر:فاصنعي ما امرتكِ. ثم انصرف.
واقبل ابوبكر وعمر الى علي عليه السلام يعزيانه ويقولان له: يا ابا الحسن لاتسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله.
فلم يجبهما علي عليه السلام.
فقال عمر لابي بكر: ان عليا لايجيبنا لشدة حزنه.
كان الناس ينتظرون خروج الجنازة فامر علي عليه السلام اباذر وقيل: سلمان ـ فنادى: انصرفوا فان ابنة رسول الله قد أخّر إخراجها في هذه العشية.
فقال عمر لابي بكر: انهم يريدون دفنها سرا حتى لانشهد جنازتها.
وهكذا تفرق الناس ظنا منهم انه الجنازة ستشيع في الصباح. مضي من الليل شطرا وهدأت الاصوات ونامت العيون، ثم قام الامام لينفذ وصايا السيدة فاطمة سلام الله عليها.
حمل ذلك الجسد النحيف الذي اذابته المصائب حتى صار كالهلال.
وضع الجثمان الطاهر على المغتسل ولم يجرد فاطمة من ثيابها تلبية لطلبها اذ لاحاجة الى نزع الثوب عن البدن الطاهر ويكفي صب الماء على البدن كما صنع ذلك في غسل النبي صلى الله عليه واله.
فقد قام الامام علي عليه السلام بتغسيلها، ولم يكلف احدا من النساء بذلك لأسباب:
1- تلبية لطلبها، وتنفيذا لوصيتها.
2- اثباتا لعصمتها وطهارتها، فان تغسيل الميت يعتبر تطهيرا له، واما بالنسبة للمعصومين فلايسمح للايدي الخاطئة ان تمتد لتغسيلهم، وانما هو من واجبات المعصوم الخاصة ان يقوم بعملية التطهير فكان الغرض من تلك الوصية وتنفيذها اثبات عصمتها، والتنويه بذلك في شتى المجالات وكافة المناسبات.
لقد حضر في تلك الساعات المتاخرة الذين لم يظلموا فاطمة ولم يسكتوا امام تلك الاحداث ولم يكن موقفهم موقف المتفرج الذي لم يتأثر بالحوادث.
لقد حضر في تلك الليلة سلمان، عمار بن ياسر، ابوذر الغفاري، المقداد، حذيفة، عبدالله بن مسعود، العباس بن عبدالمطلب، الفضل بن العباس، عقيل، الزبير، بريدة ونفر من بني هاشم، وشيعوا جثمان الطاهرة البنت الوحيدة التي تركها الرسول الاقدس بين امته وكانها امرأة غريبة لايعرفها احد.
ثم صلى الامام علي عليه السلام ركعتين اذ انها كانت معصومة فيجب ان يصلي عليها معصوم مثلها، ودعا لها فالدعاء ايضا من واجب المعصوم.
واصبح الصباح من تلك الليلة فاقبل الناس ليشيعوا جنازة السيدة فاطمة فبلغهم الخبر ان عزيزة رسول الله صلى الله عليه واله قد دفنت ليلا وسرا.
وكان علي عليه السلام قد سوى في البقيع صور قبور سبعة او اكثر، حيث ان البقيع كان في ذلك اليوم والى يومنا هذا مقبرة اهل المدينة، لهذا اقبل الناس الى البقيع يبحثون عن قبر السيدة فاطمة، فاشكل عليهم الامر، ولم يعرفوا القبر الحقيقي لفاطمة فضج الناس ولام بعضهم بعضا، وقالوا: لن يخلف نبيكم الا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ولاتعرفوا قبرها؟!!!!
فلقي المقداد ابابكر وقال له: إنا قد دفنا فاطمة البارحة.
فقال عمر: يا ابابكر الم اقل لك انهم يريدون دفنها سرا؟
فقال المقداد: ان فاطمة اوصلت هكذا/ حتى لاتصليا عليها.
فجعل عمر يضرب المقداد على رأسه ووجهه، واجتمع الناس وانقذوه منه.
فوقف المقداد امامهم وقال: ان ابنة رسول الله ماتت والدم يجري من ضلعها وظهرها بسبب الضرب والسوط الذي ضربتموها، وقد رايت ما صنعتم بعلي، فلاعجب اذا ضربتموني.
فقال العباس: انها اوصت ان لاتصليا عليها.
فقال عمر: لاتتركون ـ يا بني هاشم ـ حسدكم القديم علينا ابدا!!!
فقال عقيل: وانتم ـ واللهِ ـ لأشد الناس حسدا، وأقدم عداوة لرسول الله واهل بيته.
ضربتموها بالامس وفارقت الدنيا وظهرها بدم، وهي غير راضية عنكما.
ثم قال رجال السلطة: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها ونصلي عليها ونزور قبرها.
أرادوا تنفيذ الخطة كي يزيفوا الخطة التي رسمتها فاطمة سلام الله عليها في وصاياها، وان يحبطوا المساعي التي بذلها الامام علي عليه السلام في اخفاء القبر/ وحرمان بعض الناس عن درك ثواب الصلاة على جنازة السيدة فاطمة.
والا فما معنى نبش القبر لأجل الصلاة على الميت؟
اكانو ايظنون أن عليا دفن فاطمة بلا صلاة؟
هل من المعقول أن يظن احد ذلك؟
وأي اسلام وأي دين وشريعة يبيح نبش قبر ميت قد صلى عليه وليه باحسن وجه واكمل صورة صلى عليه بتصريح ووصية منه؟!!
اتصور انهم قد تناسوا سيف الامام علي عليه السلام وبطولاته في جبهات القتال وشجاعته التي شهد بها اهل السماء والارض.
كان الامام علي عليه السلام مامورا بالصبر في موارد معينه ومواطن محدودة ولكن ذلك لايعني ان يتحمل كل اهانة ويسكت عليها.
وصل الى الامام الخبر فلبس القباء الاصفر الذي يلبسه في الحروب وحمل سيفه ذوالفقار وقد احمرت عيناه ودرت اوداجه من شدة الغضب وقصد البقيع.
سبقت الاخبار عليا الى البقيع، ونادى مناديهم: هذا علي بن أبي طالب قد اقبل كما ترونه، يقسم بالله: لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخر.
تلقى الناس هذه التهديد بالقبول والتصديق، لانهم عرفوا أن عليا صادق القول قادر على ما يقول.
ولكن عمر استخف بهذا التهديد والانذار وقال مالك يا أباالحسن!
والله لننبشن قبرها ونصلين عليها!!
فضرب الامام بيده الى جوامع ثوب الرجل وهزه، ثم ضرب به الأرض، وقال له: يابن السوداء! اما حقي فقد تركته مخافة ان يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فوالذي نفس علي بيده: لئن رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم!!
فقال أبوبكر: يا أبا الحسن بحق رسول الله وبحق من فوق العرض إلا خليت عنه، فانا غير فاعلين شيئا تكرهه.
فخلى عنه فتفرق الناس ولم يعودوا الى ذلك.
وبقيت وصايا فاطمة سلام الله عليها باقية ونافذه المفعول حتى اليوم وبعد اليوم.
تعليق