بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على محمد واله الطيبين الطاهرين
جاء في صحيح البخاري ج16 ص 63
4805 - حَدَّثَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِىٍّ مِنْ بَنِى عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ » . أطرافه 3415 ، 3416 ، 4604 ، 4631 تحفة 14234
وهذا القول المنسوب الى النبي ص واله هو خلاف ما انزل الله سبحانه وتعالى
حيث ان التفضيل بين الرسل قد اشار اليه المولى جل جلاله
حيث قال : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة253
والواضح في الاية الكريم
قد ابتداء الله سبحانه وتعالى كلامه ان التفضيل موجود بين الرسل وضرب الله لنا الامثال ممن فضلهم وهو موسى كليم الله عليه السلام وعيسى عليه السلام
وفي قوله ورفع بعضهم درجات فقد ذهب جل المفسرين من اهل السنة ان هذه الاية تقصد الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم
راجع الدر المنثور وتفسير ابن كثير والالوسي وغيرهم كثير
وهذا شاهد لقول السيوطي
حيث جاء في تفسير الدر المنثور للسيوطي
((((وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر هو الشعبي { ورفع بعضهم درجات } قال : محمداً صلى الله عليه وسلم .))))
الدر المنثورج2 ص 149
اذا ما تبين ان المقصود من الاية الكريمة ورفع بعضهم درجات هو النبي صلى الله عليه واله وسلم
وكيف لا يكون كذلك وهو احد انبياء أولي العزم ولم يكن يونس عليه السلام كذلك
والرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم هو صاحب الشفاعة يوم القيامة
وهو المسري به في ليلة الاسراء ولم تكن هذه المنزلة لغيره وهو صاحب الدنو بقاب قوسين او ادنا
وهو المبعوث رحمة للعالمين ( وما ارسناك الا رحمة للعالمين )
الخلاصة
ان قول الله سبحانه وتعالى ومدحه لنبيه قد تجلت لكل ذي لب وان التفضيل قائم بين الانبياء والمرسلين من حيث الدرجات و السمو
ولعل ابو هريرة والبخاري لم يلتفتو الى هذه الاية الشريفة
فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت إذ نادى و هو مكظوم
فسرها ابناء العامه على ان المعنى المراد منه في الاية
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فاصبر يا محمد لقضاء ربك وحكمه فيك ، وفي هؤلاء المشركين بما أتيتهم به من هذا القرآن وهذا الدين ، وامض لما أمرك به ربك ، ولا يثنيك عن تبليغ ما أمرت بتبليغه تكذيبهم إياك ، وأذاهم لك .
وقوله : ( ولا تكن كصاحب الحوت ) الذي حبسه في بطنه ، وهو يونس بن متى صلى الله عليه وسلم ، فيعاقبك ربك على تركك تبليغ ذلك ، كما عاقبه فحبسه في بطنه : ( إذ نادى وهو مكظوم ) يقول : إذ نادى وهو مغموم ، قد أثقله الغم وكظمه .
تفسير الطبري ج23 ص562
مما تبين على حسب تفسيرهم ان الله سبحانه وتعالى قد بين ان منزلة يونس عليه السلام دون منزلة نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم
بدليل ان الذي جرى على يونس وحبسه في الحوت لم يجري على رسولنا صلى الله عليه واله وسلم
وكذلك
في تفسيرهم ان يونس قد ترك التبليغ
ولم يكن كذلك نبينا صلى الله عليه واله وسلم
فكل هذا التفضيل قد ورد في كتاب الله وتفسير ابناء العامة فكيف يقول البخاري لم يكن النبي ص واله افضل من يونس
والحمد لله على نعمة الولاية
تعليق