نصابو القرن العشرين
محمد رضوان عزيزي
"صناعة المحرقة" هذه العبارة ليست عنوانا لحملة جديدة مفترضة ليهود أمريكا لابتزاز مزيد من الدولارات، إنما هي عنوان لكتاب أصدره يهودي أمريكي-وهذه هي المفاجأة- قبل بضعة أشهر، وترجم إلى الألمانية مؤخرا، صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية حاورت نورمان فنكلستاين المقيم في نيويورك -وهو من أبوين بولنديين نجيا من محتشد الموت بفرسوفيا-، وذكرت أنه من غير المعتاد أن ينتقد يهودي أمريكي استغلال اليهود والمنظمات اليهودية الأمريكية خاصة معاناة ضحايا "الهولوكوست"، ويمكن إضافة أنه بالنظر إلى شخصية المؤلف، فهو أبعد من أن يتهم بـ "معاداة السامية" من قبل الأوساط الصهيونية، وهي نفسها التهمة الجاهزة التي حوكم على أساسها المفكر الفرنسي روجي غارودي، عندما ألف كتابا مشابها "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية".
يقول فنلكستاين في تصريحه لـ"ليبراسيون" بأن "صناعة المحرقة" ومن ورائها يهود أمريكا تبلورت بعد حرب أكتوبر 1973 حيث برز ضعف "إسرائيل"، لتسخر إعلاميا وسياسيا كسلاح فعال لجعل الدولة العبرية بمنأى عن أي نقد، وبالنظر إلى توطد العلاقات "الإسرائيلية"-الأمريكية وتلاقي مصالحهما من جهة، ورفع شعار "أسطرة المحرقة" (من أسطورة)، حيث لا تماثلها أية مأساة إنسانية أخرى، من جهة ثانية، فإن "الهولوكوست" وظف كذلك في التغطية على جرائم الحكومة الأمريكية في آسيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط حسب المؤلف.
ويضيف قائلا بأن "صناعة الهولوكوست" عملت بنجاح على توظيف المحرقة في تبرير ما لا يبرر من جرائم "إسرائيل" في حق الفلسطينيين، على غرار ما يحدث منذ اندلاع الانتفاضة الثانية، أما على الصعيد المالي، فيقول فنكلستاين بأن المنظمات اليهودية، بالتواطؤ مع السلطات الأمريكية، تبتز الحكومات الأوروبي ابتزازا باسم ضحايا "المحرقة"، وهو ما يعد نصبا في وضح النهار، ورغم مئات الملايين من الدولارات التي حصلت عليها "كتعويضات"، فإن الأموال بقيت حبيسة حسابات بنكية تسيطر عليها تلك المنظمات، ويسرد الكاتب مثالا عن ذلك يخص والديه، إذ أن والده المتوفى ما كان يتقاضى سوى650 دولار شهريا دفعتها الحكومة الألمانية مباشرة، أما والدته فلم تحصل سوى على 3400 دولار إجمالا من السلطات الألمانية كذلك، ويخلص المؤلف إلى أن المحرقة مجرد "بناء إيديولوجي" خاو فكريا وحقير أخلاقيا"، قائم على الكذب والاستغلال البذيء للضحايا وليس أدل مثال على ذلك، تخصيص جريدة نيويورك تايمز سنة 1999 أكثر من 300 مقال حول "الهولوكوست النازي"، وهو ما يعد أكثر الموضوعات استهلاكا إعلاميا بعد الأحوال الجوية، لا لشيء سوى لأن ذلك تزامن مع الحملة ضد ألمانيا والبنوك السويسرية.
فقر وجحود!
وبينما يجمع اليهود الأموال غصبا، تحارب السلطات البنغلاديشية، أحكام الشريعة بدل الفقر المتقع ومخلفات الكوارث والفيضانات التي تجتاح بنغلاديش من حين لآخر،فقد كتب صحافي هندي مسلم (بالاسم!) مساندا موقف إحدى المحاكم في البلد المسلم بإلغاء فتوى قائمة على نص شرعي خاص بأحكام الطلاق، والقاضي بعدم جواز عودة المطلقة طلاقا بائنا (بالثلاث) إلى زوجها الأول، حتى ينكحها زوج آخر وتفارقه بطلاق أو موت، وبالنظر إلى أن المقال المتهجم على الأئمة في بنغلاديش صدر في صحيفة هندية بالإنجليزية، يطرح التساؤل: ما إذا كان الغرض من ورائه توجيه رسالة تحذيرية إلى المسلمين في الهند البالغ عددهم أكثر من 100 مليون مسلم!
قوم تبع!
بعد الهجمات الأخيرة على العراق، لم يجد رئيس الدبلوماسية البريطانية روبن كوك، سوى التنصل من تبعات الاعتداء الأمريكي البريطاني المشترك، لتجنب انتقادات أعضاء الاتحاد الأوروبي، ففي تصريح للصحافة -حسب ما نقلته "ليبراسيون"-، قال كوك أنه لم يبلغ بقرار الهجوم إلا في آخر لحظة، وأنّ ذلك راجع إلى كونه شأن عسكري بحت يخص قيادة الجيش!، رغم أن بوش أقر أمر الهجوم بنفسه، أي أنه لم يكن استعجالا عسكريا، بل قرار سياسي أمريكي ليس للبريطانيين فيه أي قرار، وليتهم أقروا بذلك علانية!
وبينما تحاول الدبلوماسية البريطانية الظهور بمظهر الحليف "الناقد" لأمريكا من خلال طرح توني بلير-رئيس الوزراء- فكرة "حصر العقوبات من أجل فعالية أكبر"، تتهم الولايات المتحدة الصين -حسب جريدة لوموند- بمساعدة العراق على تحديث منصات الدفاع الجوي، رغم اعترافها بعدم فعالية هذا الأخير
المصدر
http://www.alasr.ws/Imedia/10/1.shtml
محمد رضوان عزيزي
"صناعة المحرقة" هذه العبارة ليست عنوانا لحملة جديدة مفترضة ليهود أمريكا لابتزاز مزيد من الدولارات، إنما هي عنوان لكتاب أصدره يهودي أمريكي-وهذه هي المفاجأة- قبل بضعة أشهر، وترجم إلى الألمانية مؤخرا، صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية حاورت نورمان فنكلستاين المقيم في نيويورك -وهو من أبوين بولنديين نجيا من محتشد الموت بفرسوفيا-، وذكرت أنه من غير المعتاد أن ينتقد يهودي أمريكي استغلال اليهود والمنظمات اليهودية الأمريكية خاصة معاناة ضحايا "الهولوكوست"، ويمكن إضافة أنه بالنظر إلى شخصية المؤلف، فهو أبعد من أن يتهم بـ "معاداة السامية" من قبل الأوساط الصهيونية، وهي نفسها التهمة الجاهزة التي حوكم على أساسها المفكر الفرنسي روجي غارودي، عندما ألف كتابا مشابها "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية".
يقول فنلكستاين في تصريحه لـ"ليبراسيون" بأن "صناعة المحرقة" ومن ورائها يهود أمريكا تبلورت بعد حرب أكتوبر 1973 حيث برز ضعف "إسرائيل"، لتسخر إعلاميا وسياسيا كسلاح فعال لجعل الدولة العبرية بمنأى عن أي نقد، وبالنظر إلى توطد العلاقات "الإسرائيلية"-الأمريكية وتلاقي مصالحهما من جهة، ورفع شعار "أسطرة المحرقة" (من أسطورة)، حيث لا تماثلها أية مأساة إنسانية أخرى، من جهة ثانية، فإن "الهولوكوست" وظف كذلك في التغطية على جرائم الحكومة الأمريكية في آسيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط حسب المؤلف.
ويضيف قائلا بأن "صناعة الهولوكوست" عملت بنجاح على توظيف المحرقة في تبرير ما لا يبرر من جرائم "إسرائيل" في حق الفلسطينيين، على غرار ما يحدث منذ اندلاع الانتفاضة الثانية، أما على الصعيد المالي، فيقول فنكلستاين بأن المنظمات اليهودية، بالتواطؤ مع السلطات الأمريكية، تبتز الحكومات الأوروبي ابتزازا باسم ضحايا "المحرقة"، وهو ما يعد نصبا في وضح النهار، ورغم مئات الملايين من الدولارات التي حصلت عليها "كتعويضات"، فإن الأموال بقيت حبيسة حسابات بنكية تسيطر عليها تلك المنظمات، ويسرد الكاتب مثالا عن ذلك يخص والديه، إذ أن والده المتوفى ما كان يتقاضى سوى650 دولار شهريا دفعتها الحكومة الألمانية مباشرة، أما والدته فلم تحصل سوى على 3400 دولار إجمالا من السلطات الألمانية كذلك، ويخلص المؤلف إلى أن المحرقة مجرد "بناء إيديولوجي" خاو فكريا وحقير أخلاقيا"، قائم على الكذب والاستغلال البذيء للضحايا وليس أدل مثال على ذلك، تخصيص جريدة نيويورك تايمز سنة 1999 أكثر من 300 مقال حول "الهولوكوست النازي"، وهو ما يعد أكثر الموضوعات استهلاكا إعلاميا بعد الأحوال الجوية، لا لشيء سوى لأن ذلك تزامن مع الحملة ضد ألمانيا والبنوك السويسرية.
فقر وجحود!
وبينما يجمع اليهود الأموال غصبا، تحارب السلطات البنغلاديشية، أحكام الشريعة بدل الفقر المتقع ومخلفات الكوارث والفيضانات التي تجتاح بنغلاديش من حين لآخر،فقد كتب صحافي هندي مسلم (بالاسم!) مساندا موقف إحدى المحاكم في البلد المسلم بإلغاء فتوى قائمة على نص شرعي خاص بأحكام الطلاق، والقاضي بعدم جواز عودة المطلقة طلاقا بائنا (بالثلاث) إلى زوجها الأول، حتى ينكحها زوج آخر وتفارقه بطلاق أو موت، وبالنظر إلى أن المقال المتهجم على الأئمة في بنغلاديش صدر في صحيفة هندية بالإنجليزية، يطرح التساؤل: ما إذا كان الغرض من ورائه توجيه رسالة تحذيرية إلى المسلمين في الهند البالغ عددهم أكثر من 100 مليون مسلم!
قوم تبع!
بعد الهجمات الأخيرة على العراق، لم يجد رئيس الدبلوماسية البريطانية روبن كوك، سوى التنصل من تبعات الاعتداء الأمريكي البريطاني المشترك، لتجنب انتقادات أعضاء الاتحاد الأوروبي، ففي تصريح للصحافة -حسب ما نقلته "ليبراسيون"-، قال كوك أنه لم يبلغ بقرار الهجوم إلا في آخر لحظة، وأنّ ذلك راجع إلى كونه شأن عسكري بحت يخص قيادة الجيش!، رغم أن بوش أقر أمر الهجوم بنفسه، أي أنه لم يكن استعجالا عسكريا، بل قرار سياسي أمريكي ليس للبريطانيين فيه أي قرار، وليتهم أقروا بذلك علانية!
وبينما تحاول الدبلوماسية البريطانية الظهور بمظهر الحليف "الناقد" لأمريكا من خلال طرح توني بلير-رئيس الوزراء- فكرة "حصر العقوبات من أجل فعالية أكبر"، تتهم الولايات المتحدة الصين -حسب جريدة لوموند- بمساعدة العراق على تحديث منصات الدفاع الجوي، رغم اعترافها بعدم فعالية هذا الأخير
المصدر
http://www.alasr.ws/Imedia/10/1.shtml