إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بنت الهدى: من أنت؟!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بنت الهدى: من أنت؟!!

    من أنت‏؟!


    كتبت إليّ اخت مسلمة وسألتني قائلة: لماذا بالله عليك لا تصرحين عن اسمك الصحيح لنعرف من انت ومن تكونين؟



    فإليك يا اختاه جوابي لعلك تعرفين منه من أكون أنا؟


    فأنا اولًا وبالذات اختك المخلصة الدائبة على تتبع آثارك وتعقب خطواتك بدافع الحب والعطف، وانا أيضا متطوعة مختارة لأجل قضية الاسلام وحمل مشعله الوهاج ما وسعني حمله وعلى قدر طاقتي وامكانياتي في الجهاد، وانا ايضاً من اريد ان اجعل من نفسي مثلًا ونموذجاً أجري عليه تجارب أدب الاسلام التي قد يظن البعض الجاهل او المتجاهل أنها تجارب فاشلة، فأنا أريد أن أثبت بنفسي ما يحدثنا به التاريخ الاسلامي عن امهات واخوات لنا في صدر الاسلام ناهضن بثقافتهن أعاظم الرجال مع تمسكهن بالاسلام وتعاليمه.

    ولا يخفى عليك يا اخية اني لم اكن لأقول هذا وشبهه لو أنك كنت تعرفين اسمي الصغير التافه، وهذا أحد الدواعي‏ لعدم ذكري لذلك الاسم الذي أكاد انساه انا نفسي فلماذا لا تنسينه أنت ايضاً يا عزيزتي؟

    فأنا في أكثر أوقاتي أصبحت مندمجة معكن ومنصرفة عن نفسي إليكن ولهذا فأنا في اكثر اوقاتي أكون بنت الهدى تاركة ورائي تلك الحروف التي لا دخل لها بما أنا في سبيله.

    نعم حروف لا تتعدى الأربعة فما خطرها إذن؟ وما شأنها بالنسبة للغاية التي أبتغيها؟

    فلك ان تتصوريني كما تشائين.

    تصوريني سيدة عجوزاً قد اكتمل عمرها وتقدمت بها السنون فهي تضع النظارات على عينيها وتدني النور اليها، أو تدنو هي من النور، ثم تمسك القلم وتقرب نحوها الدواة وتباشر الكتابة اليك، وهي بين حين وآخر تعيد ترتيب أوراقها ثم تضع القلم جانبا برهة لتريح يدها ورأسها، ثم تعود مرة أخرى لتكتب وتستأنف ما قطع عليها التعب. واخيرا ... عندما تنتهي من الكتابة تستلقي على ظهرها لتستريح وهي تشعر بدوار واعياء.

    ولك ايضاً ان تتصوريني امرأة قد تخطت الشباب أو كادت قليلة الكلام كثيرة الفكر، لا تكتب إلا بعد طول ترو وتأمل اذا كتبت اقتضبت، واذا تحدثت اختصرت، ومن رأيها الخاص ان الكتابة لا يمكن أن تجتمع مع أي شي‏ء آخر، فهي إذا كتبت تركت كل شي‏ء، واذا كان لديها أي شي‏ء تركت الكتابة، وإذا أرادت أن تكتب تنفرد بنفسها في غرفتها الخاصة فتجمع فوق منضدتها شتى الكتب لتختار من بينها الموضوع الملائم.

    فهي حريصة جداً على ان لا تكتب إلا في مكانها الخاص، وفي جو ملائم هادئ وهي حريصة أيضا أن يدل مظهرها على شخصيتها وان يرسم في خطوط جبينها وحركاتها خطوط افكارها وميولها.

    ولك ايضا ان تتصوريني فتاة شابة في ريعان الشباب ضاحكة الثغر، طلقة المحيا تندمج في كل موضوع ولا يفوتها شي‏ء مما حولها ترضي كل جليس، إذا كتبت تكتب بسرعة وبدون اي مقدمة، واذا تكلمت تتكلم بهدوء وتحسب لكل كلمة حسابها ليس عندها اي مكان خاص بها تستنزل فيه الالهام، أينما خطرت لها خاطرة او عنت لها فكرة سجلتها على ورقة او اي شي‏ء آخر حتى ولو كان علبة سيجارة، وهي حريصة على ان لا يتاثر مظهرها بأفكارها وميولها وان لا تكتب افكارها على قسماتها وحركاتها ولهذا فهي بين ذلك كله فتاة كباقي الفتيات لا تتميز عنهن بشي‏ء إلا بقوة الارادة وسمو الروح، وهي تستطيع ان تتحمل كل شي‏ء، وان تجاري كل أحد سوى جهل الجاهلات باحكام الاسلام ولكنها مع هذا لا تكاد تعرف أنها هي تلك الغيورة الصارمة في تعاليم دينها، فان لها طريقتها الخاصة باتباع هذه التعاليم لا يتأثر منها مظهرها تصوري هكذا إذا شئت.
    وتصوريني: إذ أكتب اليك أفترش الارض والحصير واجعل من رجلي منضدة أريح فوقها أوراقي المبعثرة لأملي عليها أفكاري!

    نعم تصوريني هكذا واذا شئت فتصوريني شابة تشعر بشعورك وتمر بالمرحلة التي تمرين بها وتنظر إلى كل ما تنظرين إليه ولكن من وراء منظار الواقع والحقيقة، لا تغشها المظاهر الخلابة ولا تغريها كل أساليب الاغراء!
    تصوريني هكذا إذا شئت بل تصوري أية صورة من هذه الصور حيث تجديها اقرب الى فكرك فاختاري منها إحداها، أو اختاري غيرها، وكوني مثلي فأنا لا أنظر الى الانسان تحت إطار اسمه او مظهره أو ملبسه، وإنما أنظر إلى روحه وقلبه وأفكاره، وتذكري دائماً وقبل كل شي‏ء أني أخت لك متواضعة وقريبة منك كثيراً واكثر مما تتصورين، لأن القرب قرب للروح والفكر والرأي:



    قد يجمع الرأي أشخاصا وإن بعدوا* وقد يفرق خلف الرأي إخواناً


    وأخيراً فرجائي اليك ان تنسي تلك الحروف القليلة، واذكريني أنا بشخصي الروحي لأكون فخورة بذلك وثقي أن ليس لاسمي اي دخل فيما اكتب وفيما تقرئين، ودومي للمخلصة لك إلى الأبد.

    النجف الإشرف
    بنت الهدى‏

  • #2
    رحم الله بنت الهدى تلك المرأة المجاهدة التي حاكت عقول الصغار والكبار من النساء بإسلوبها الروائي السلس لتصل بهن الى المرأة المسلمة كيف يجب أن تكون.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة على خطى الأسلام
      رحم الله بنت الهدى تلك المرأة المجاهدة التي حاكت عقول الصغار والكبار من النساء بإسلوبها الروائي السلس لتصل بهن الى المرأة المسلمة كيف يجب أن تكون.
      نعم سيدتي
      هذه الشهيدة التقية النقية سليلة البيت المحمدي العلوي الفاطمي والزينبي ، ولا عجب لأخت الشهيد محمد باقر الصدر ومن تربّت على يديه ، واقتبست من أنفاسه الزكية.
      لم تحاكي آمنة الصدر عقول النساء فقط ، بل حرّكت عقول وهمم الرجال ليس في قصصها بل في واقعها الجهادي المعروف.
      في المقال تجعل السيدة الصدر بادرة كلامها وهي تصف نفسها المختفية تحت مسمى (بنت الهدى) وتشرح اسبابها للكتابة بهذا الاسم دون اسمها الحقيقي فتقول:


      ولا يخفى عليك يا اخية اني لم اكن لأقول هذا وشبهه لو أنك كنت تعرفين اسمي الصغير التافه، وهذا أحد الدواعي‏ لعدم ذكري لذلك الاسم الذي أكاد انساه انا نفسي فلماذا لا تنسينه أنت ايضاً يا عزيزتي؟
      ثم تشرع بوصف نفسها كما هي ، واخيرا تصل الى النتيجة المرجوة من المقال والتي هي بحد ذاتها حكمة لعله ينتبه لها جميع الاخوة هنا ممن يستعملون (معرّفات) كما استعملها من قبلهم وليعتبروا بغاياتهم، تقول الشهيدة:

      أنا لا أنظر الى الانسان تحت إطار اسمه او مظهره أو ملبسه، وإنما أنظر إلى روحه وقلبه وأفكاره، وتذكري دائماً وقبل كل شي‏ء أني أخت لك متواضعة وقريبة منك كثيراً واكثر مما تتصورين، لأن القرب قرب للروح والفكر والرأي:

      قد يجمع الرأي أشخاصا وإن بعدوا* وقد يفرق خلف الرأي إخواناً

      وأخيراً فرجائي اليك ان تنسي تلك الحروف القليلة، واذكريني أنا بشخصي الروحي لأكون فخورة بذلك وثقي أن ليس لاسمي اي دخل فيما اكتب وفيما تقرئين، ودومي للمخلصة لك إلى الأبد.


      والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X