بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد

ان قول الله جل و على في " السابقون الاولون من المهاجرين و الانصار " لا يعني بالضرورة جميع هؤلاء الصحابة !

فعندما نذهب لكتب التفسير نجد ان مقصد الآية هو شخص محدد او مجموعة محددة لا تعني جميعهم !

الدر المنثور للسيوطي - جزء 7 - صفحة 495
تحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي
الطبعة الاولى - مركز هجر للبحوث و الدراسات العربية و الاسلامية - القاهرة

" و اخرج ابن جرير , و ابن ابي حاتم , و ابو الشيخ , و ابو نعيم في (( المعرفة )) , عن ابي موسى , انه سئل عن قوله : {و السابقون الاولون} . قالوا : هم الذين صلوا القبلتين جميعا .

و اخرج ابن ابي شيبة , و ابن المنذر , و ابن ابي حاتم , و ابن مردويه , و ابو نعيم في (( المعرفة )) عن سعيد بن المسيب في قوله : {و السابقون الاولون} . قال : هم الذين صلوا القبلتين جميعا ؛ و هم اهل بدر . "

و على افتراض ان السابقين الاولين هم اهل بدر و جميعهم في الجنة , فما هو حكم [ قدامة بن مظعون ] الصحابي الذ شهد بدرا , و هو الذي شرب الخمر و جلده عمر بن الخطاب !

فإن كان فعلا في الجنة رغم ما يفعل فلماذا يعاقبه عمر , بالرغم من ان عمر سمع رسول الله يقول : [وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ] !

فبخروج احدهم [ و خروج الكثيرين منه معلوم ] من هذه الفئة يتضح لنا ان ما تتفضلون به منذ قرون عديدة ليس سوى رسمة رسمتموها فأعجبتكم فصدقتموها !

و ثانيا : ادعائك بإنكم تطلقون لقب الصحابي على هذه الفئة فقط هو ادعاء [ كاذب ] لا اساس له من الصحة بتاتا !

الاصابة في تمييز الصحابة - جزء 1 - صفحة 16 :
تحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي
طبعة القاهرة 2008 م
" في تعريف الصحابي : و اصح ما وقفت عليه من ذلك , ان الصحابي من لقي النبي مؤمنا به و مات على الاسلام , فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له او قصرت , و من روى عنه او لم يرو , و من غزا معه او لم يغز , و من رآه رؤية و لو لم يجالسه , و من لم يره لعارض كالعمى ."

الاصابة في تمييز الصحابة - جزء 1 - رقم الصفحة 23 :
" اتفق أهل السنّة على أنّ الجميع عدول , ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة "

وذكر قول الحافظ ابن حزم في الاصابة - جزء 1 - صفحة 24 :
" الصحابة كلّهم من أهل الجنّة قطعاً ؛ قال الله تعالى : { لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح و قاتل اؤلئك اعظم درجة من الذين انفقو من بعد و قاتلوا و كلا وعد الله الحسنى } [الحديد : 10 ] . و قال تعالى : { ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اؤلئك عنها مبعدون } [ الانبياء : 101 ] . فثبت ان الجميع من اهل الجنة , و انه لا يدخل / احد منهم النار ؛ لإنهم المخاطبون بالآية السابقة "

و قال في الاصابة - جزء 1 - رقم الصفحة 19
" و مما جاء عن الائمة من الاقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابيا و ان لم يرد التنصيني على ذلك , ما اورده ابن ابي شيبة في (( مصنفه )) من طريق لا بأس به , إنّهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة .
و قول ابن عبدالبر : لم يبق بمكّة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلاّ أسلم وشهد مع النبي حجّة الوداع .
و مثل ذلك قول بعضهم في الاوس و الخزرج : انه لم يبق منهم أحد في آخر عهد النبي (ص) إلاّ دخل في الإسلام .
وما مات النبي (ص) و أحد منهم يُظهِر الكفر . والله اعلم "

فهل انت تحاول اخفاء الحقائق ام تريد ان تجادل الحق بعد ما جائك من العلم ؟

و اما قولك :

لا ادري هل تحاول التهريج ام فعلا لم تفهم ما طرحته هنا ؟

و دعني اوضح لك الامر مرة اخرى لعل الغشاوة تنقمع عن عينيك فتنبه هداك الله !

تفسير القرطبي الجامع لاحكام القرآن - جزء 17 - صفحة 133
تحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي
طبعة 2006 م - مؤسسة الرسالة - بيروت

"قوله تعالى : {يا نساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة} فيه ثلاث مسائل :
الاولى : قال العلماء : لما اختار نساء النبي رسول الله شكرهن الله على ذلك , فقال تكرمة لهن : {لا يحل لك النساء من بعد و لا ان تبدل بهن من ازواج} الآية [الاحزاب : 52] . و بين حكمهن عن غيرهن فقال : {و ما كان لكم ان تؤذوا رسول الله و لا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا} [الاحزاب : 35] . و جعل ثواب طاعتهن و عقاب معصيتهن اكثر مما لغيرهن , فقال : {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين} فأخبر تعالى ان من جاء من نساء النبي بفاحشة _ و الله عاصم رسوله عليه الصلاة و السلام من ذلك كما مر في حديث الافك _ يضاعف لهن العذاب ضعفين ؛ لشرف منزلتهن , و فضل درجتهن , و تقدمهن على سائر النساء اجمع . و كذلك بينت الشريعة في غير ما موضع - حسبما تقدم بيانه غير مرة - انه كلما تضاعفت الحرمات فهتكت , تضاعفت العقوبات ؛ و لذلك ضوعف حد الحر على العبد , و الثيب على البكر .
و قيل : لما كان ازواج النبي في مهبط الوحي و في منزل اوامرالله و نواهيه , قوي الامر عليهن , و لزمهن بسبب مكانتهن اكثر مما يلزم غيرهن , فضوعف لهن الاجر و العذاب ."

فهن في موضع خاص و حساس بسبب قربهن من مصدر الوحي و بذلك يكون حسابهن مختلفا عن حساب باقي النساء بحيث يتضاعف الاجر و العقاب , ان كنت تفهم ما يعنيه ذلك ؟

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - جزء 17 - صفحة 137

" قوله تعالى : {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن} يعني في الفضل و الشرف . "

ففي حال اتقين الله تزيد فضيلتهن و شرفهن عن جميع النساء و لن يصل احد الى مقامهن بسبب تقواهن , و نسائه دون مقام الكاملات الاربع الا خديجة بنت خويلد ام المؤمنين فهي كاملة و لم يكمل من نسائه سواها !

و ارجوا ان اكون وفقت لأرفع ما استشكلته على نفسك .

و الحمدلله رب العالمين