سرُّ العدَاء يأتي من موازِين النساء
في مَنهج الرّياضيّات خَاصَّة؛ وفي منْهَاجِ الحيَاة بشَكلٍ عَام، مَن يَبدأ خَطأ سيَنتهي لِخَطأ.. ومِن المُستحيل أن تَسلك طَريق “الجوف” مِن “المَدينة المُنيرة” وأنتَ تُريد الذِّهاب إلى “مَكَّة المُكرّمة”، فلَن يُوصلك لمَكَّة إلَّا طَريق مَكَّة المُكرَّمة..!
هَذه نَظريّة بَسيطة، ولَكن دَعونا نُطبِّقها عَلى أرض الوَاقِع وخَارطَة الوقَائع..!
لقَد تَأمَّلتُ الحيَاة بَين الأفرَاد، وخَاصَّة بَين الأزوَاج، فرَأيتُ أنَّ المَرأة تَضع -دَائمًا- نَظريّات مِن نَفسها وتَصل لنَتائج مُعيّنة، ثُمَّ تُحاسِب الآخرين عَليها، وفقًا لقُدرتها العَقليّة ومَقاييسها الذِّهنيّة، وحتَّى يَنكشف مَضمون المَقَال لابُد مِن المِثَال..!
تَأمَّلوا مَعي هَذه المَقولات:
تَقول المَرأة: لَو كَان زَوجي يُحبّني؛ لأشترَى لِي هَذا “الخَاتِم”، أو تِلك “السَّاعة”، ولَكن نَظرًا لأنِّي لا أعنِي لَه شَيئًا؛ فقَد استَكْثَر عَليَّ هَذه “الأشيَاء الثَّمينة”..!
وتَقول أُخرى: لَو كَان أخي حَريص عَلى القدُوم للسَّلام عَليَّ، لكَان اتّصل وطَلَب مَوعدًا، ولَكنَّه غَارق في اهتمَاماته ونَسَاني.. هَكذا هُم الرِّجَال..!
وتَقول ثَالثة: لَو كَانت أُمّك تُريدني، لكَانت أكَّدت لَكَ واهتمَّت بتَحريصك لأخذِي مَعك إلى مَنزلها، ولَكنّها هي غَير رَاغبة في تَواجدي، وأنَا أدْرَى مِنك بشعُور النِّسَاء..!
ورَابعة تَقول: لَو كُنتَ مُهتمًا… لكَان كَذَا وكَذَا، وخَامسة تَقول: لَو فَكَّرتَ بي… لكَان كَذَا وكَذَا… إلخ..!
بالله عَليكم، هَل تَأمَّلتم هَذه الجُمَل والقيَاسَات؟! إنَّها مَوازين تَضعها المَرأة لتَصل لنَتائجها التي تُريد، ثُمَّ تَبدأ بمُحاسبة “الطَّرف الآخر” عَليها، وفقًا للنّتائج المُعدّة مُسبقًا لَديها.. وتَأكَّدوا أنَّ أغلَب مَشكلاتنا مِن هَذا النّوع مِن المَقاييس الفَاسدة، التي تُصعِّد مِن التَّوتُّر وتُزيد مِن التَّعثُّر..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا مَعشر النِّساء، اتّقوا الله في الرِّجَال، ولا تُحاسبوهم وفق مَوازينكم، فإنَّ عَقليّة الرَّجُل تَختلف كَثيرًا عَن عَقليّة المَرأة، وهذا الاختلاف هو سِرّ التَّرابُط، ومَصدر التَّماسُك، وقَديمًا قَالوا: “لا تَحكم عَليَّ حتَّى تَضع نَفسك في مَكانِي”..!!
أحمد عبد الرحمن العرفج
تعليق