إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آزر ليس والد ابراهيم بنص القرآن الكريم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آزر ليس والد ابراهيم بنص القرآن الكريم

    قال الله تعالى في كتابه الكريم:
    أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. سورة النساء آية 82.
    تغنينا البحوث القرآنية من مضان الغوص في تحليل وتفسير بعض الروايات الضعيفة والغير مقبولة, وفي معرض قرائتي لكتاب الله تعالى المجيد وجدنا حقيقة قرآنية باهرة السطوع وواضحة الدلالة ,تقطع النزاع وتحل الاشكال حول موضوع والد نبي الله ابراهيم عليه السلام ,هل كان هو آزر والمعبر عن اسمه بالقرآن الكريم ام غيره؟
    لابأس باستعراض قصة نبي الله ابراهيم (على نبينا وآله وعليه السلام) بصورة مختصرة, والتي نحتاج فيها محل الشاهد من بحثنا الموسوم هذا:
    كان ابراهيم عليه السلام يعيش مع [عمه] آزر في ارض بابل في العراق ,وكان آزر يصع الاصنام ويبيعها للناس ,وبعد ان اخذ ابراهيم عليه السلام يدعوا الى عبادة الله الواحد القهار , عرض على آزر الاسلام فرفض آزر وجرت بينهما محاورة معروفة ذكرت في القرآن الكريم ,فلما اصر ابراهيم على آزر بالدعوة الى توحيد الله تعالى حينها جاء رد آزر انه لو بقيت على عقيدتك يا ابراهيم فسأرجمنك ,ثم طلب منه ان يهجره ويبتعد عنه ,وبعدها قام ابراهيم عليه السلام بالدعاء له بالمغفرة وآزر على كفره, وحسب الآي القرآني نجد ان استغفار ابراهيم لآزر كان عن موعدة وعدها اياه آزر فلما تبين لأبراهيم ان آزر عدو لله تعالى تبرأ ابراهيم منه وبغضه.
    ثم تطورت الاحداث فقام ابراهيم بالقصة المعروفة بتحطيم اصنامهم يوم الزينة ثم امروا بحرقه ,حتى نجاه الله تعالى من الحرق, بعدها هاجر ابراهيم عليه السلام مع زوجته سارة وابن اخيه لوطا من ارض بابل ,تنقلوا من مكان لآخر حتى استقروا بارض فلسطين ثم بعد نزول القحط بالبلاد اضطروا الى الهجرة الى ارض مصر وهناك وهبت هاجر جارية لسارة ,وبعد فترة قرروا الرجوع الى فلسطين وفي اثناء الطريق استأذنه ابن اخيه لوط للذهاب الى قرية سدوم ليدعوا اهلها الى عبادة الله تعالى, ورجع ابراهيم بهاجر وسارة الى ارض فلسطين فبقوا فيها فترة طويلة, ثم ولدت هاجر اسماعيل عليه السلام ففرح به ابراهيم فرحا شديدا لطول انتظار الذرية ,بعدها امر الله سبحانه وتعالى ابراهيم بان يذهب بزوجته هاجر وابنها اسماعيل الى مكة المكرمة ,ثم رجع ابراهيم الى فلسطين وهكذا حتى ولدت سارة اسحاق عليه السلام ,وكان ابراهيم ينتقل بين فلسطين ومكة المكرمة ليتطمن على زوجاته وبنيه, حتى امره الله تعالى برفع قواعد البيت الحرام في مكة المرمة مع ابنه اسماعيل عليه السلام..في القصة المعروفة.
    حتى بدأ دعاء ابراهيم عليه السلام المعروف بأن يجعل هذا البلد (مكة المكرمة) بلدا آمنا وان يرزق اهله من الثمرات ودعى للمؤمنين بالله واليوم الآخر فقد دون الكافرين , ثم تابع الدعاء بطلب الغفران له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب.
    هذه القصة باختصار شديد, ولمتابعة البحث يجب ان نتعرف على مصطلح قرآني يفيدنا في المقام:
    مصطلح الاب:
    معجم الفاظ الفقه الجعفري –الدكتور احمد فتح الله- ص23, باب الألف, ط المدخول-الدمام:
    ( الأب ) الوالد ، من تولد الانسان من نطفته . ويقابله الأم . ( انظر : أم )
    ( الأب من الرضاع ) الرجل الذي قامت زوجته بالارضاع . ( انظر : رضاع ).انتهى
    الأقطاب الفقهية - ابن أبي جمهور(القرن التاسع)- ص 22, مقدمة التحقيق:
    وقال في بعض إجازاته بعد التوصية برعاية العلم والقيام بخدمته والجد في طلبه وكثرة الدرس والمذاكرة والحفظ وعدم الاتكال على جمعه في الكتب : فإن للكتب آفات تفرقها النار تحرقها والماء والماء يغرقها واللبث يمزقها واللص يسرقها وأوصيك بما يتعلق ومعلمك وهو أن تعلم أولا أنه دليلك وهاديك ومرشدك وقائدك ، فهو الأب الحقيقي والمولى المعنوي . فقم بحقه كل القيام ،...انتهى
    الموسوعة الفقهية الميسرة - الشيخ محمد علي الأنصاري - ج 1 - ص 141,ط- باقري:
    أب
    لغة :
    الوالد الذكر المتولد من نطفته شخص آخر . وقيل : " يسمى كل من كان سببا في إيجاد شئ أو إصلاحه أو ظهوره " أبا " ولذلك يسمى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا المؤمنين . . . وروي أنه صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : أنا وأنت أبوا هذه الأمة . ويسمى العم مع الأب أبوين ، وكذلك الأم مع الأب ، والجد مع الأب . . . " . راجع : آباء . اصطلاحا : الذكر الذي تولد منه مولود منتسب إليه شرعا . وعليه فلو زنى وتولد من مائه مولود لم تصدق الأبوة شرعا وإن صدقت لغة . قال المحقق : " النسب يثبت مع النكاح الصحيح ومع الشبهة ، ولا يثبت مع الزنى ، فلو زنى فانخلق من مائه ولد على الجزم لم ينتسب إليه شرعا " ..انتهى
    الموسوعة الفقهية الميسرة - الشيخ محمد علي الأنصاري - ج 1 - ص 152,ط- باقري:
    أب رضاعي
    لغة :
    راجع : أب ، رضاع . اصطلاحا : صاحب اللبن الذي ارتضع منه الطفل الذي لم يتولد من مائه . راجع : أسباب التحريم ، رضاع . إباحة راجع : الملحق الأصولي .انتهى
    هنا تبين:
    ان معنى الاب مع كونه يدل على الولادة ,الا انه يطلق ايضا على غير الولادة, فيصدق على زوج المرضعة والعم والجد بانه اب...وكذلك فان في كلام العرب الدارج الآن ,بعض العوائل اعتادت ان تسمي العم الأكبر بالأب...
    وللتأكيد أكثر نحيلكم الى بحث قرآني آخر حول مجيء الأب في مورد غير الولادة:
    قال الله تعالى في كتابه المجيد :[فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ( 99 ) ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا.....(100)] سورة يوسف
    وقال تعالى : [..ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين..] سورة الحج 78
    قال عز وجل : [أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( 133 )] سورة البقرة
    نعرض جانب من تفاسير المسلمين حول الآيات السابقة:
    اولا: تفسير البيضاوي – البيضاوي(ت682) - ج 3 - ص 309, ط دار الفكر-بيروت:
    ( آوى إليه أبويه ) * ضم إليه أباه وخالته واعتنقهما نزلها منزلة الأم تنزيل العم منزلة الأب في قوله تعالى * ( وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) * أو لأن يعقوب عليه الصلاة والسلام تزوجها بعد أمه والربة تدعى أما .انتهى
    ثانيا: بحار الأنوار - العلامة المجلسي(ت1111) - ج 23 - ص 259 – 261, مؤسسة الوفاء-بيروت:
    8 - تفسير الإمام العسكري : قال الله عز وجل : " وبالوالدين إحسانا " قال رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل والديكم وأحقهما لشكركم محمد وعلي . وقال علي بن أبي طالب عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنا وعلي أبوا هذه الأمة ، ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم ، ..... وقالت فاطمة عليها السلام : أبوا هذه الأمة محمد وعلي ، .... وقال الحسن بن علي عليهما السلام : محمد وعلي أبوا هذه الأمة ، ......انتهى
    ثالثا: التبيان - الشيخ الطوسي(ت460) - ج 6 - ص 196, ط مكتب الاعلام الاسلامي:
    قال الحسن وابن إسحاق والجبائي : كانت أمه بحق ، وقال السدي كانت أمه ماتت وتزوج يعقوب أختها ، وهي خالة يوسف ، فأقامها مقام الام ، والأول حقيقة والثاني مجاز .انتهى
    رابعا: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل – الزمخشري(ت538) - ج 2 - شرح ص 344, ط مصطفى البابي الحلب واولاده-مصر:
    قال ابن أبي إسحاق : كانت أمة تحيا ، وقيل هما أبوه وخالته ماتت أمه فتزوجها وجعلها أحد الأبوين ، لأن الرابة تدعى إما لقيامها مقام الأم ، أو لأن الخالة أم كما أن العم أب ، ومنه قوله - وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق.انتهى
    خامسا: تفسير غريب القرآن - فخر الدين الطريحي(ت1085) - ص 5, انتشارات زاهدي-قم المقدسة:
    ( ملة أبيكم إبراهيم ) * جعل إبراهيم أبا للأمة كلها ، لأن العرب من ولد إسماعيل عليه السلام ، وأكثر العجم من ولد إسحاق ، ولأنه أبو رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو أب لأمته ، فالأمة في حكم الولد ، ومثله قوله : * ( آبائك إبراهيم إسماعيل ) * أضيف الأب إليه لأنه من نسلهما ، واصل الأب أبو بالتحريك لأن جمعه آباء مثل : قفا وأقفاء . والعرب تجعل العم أبا والخالة اما ، قال تعالى : * ( ورفع أبويه على العرش ) * يعني أباه وخالته ، وكانت أمه راحيل قد ماتت .انتهى
    سادسا: تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان(ت150) - ج 2 - ص 163, ط دار الكتب العلمية-بيروت:
    * ( ورفع ) * يوسف * ( أبويه على العرش ) * ، يعني على السرير ، وجعل أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره ، وكانت أمه راحيل قد ماتت وخالته تحت يعقوب ، عليه السلام ، وهي التي رفعها على السرير ، * ( وخروا له سجدا ) * ، أبوه وخالته واخوته قبل أن يرفعهما على السرير في التقديم .انتهى
    سابعا: جامع البيان - إبن جرير الطبري(ت310) - ج 12 - ص 199, دار الفكر-بيروت:
    وروى عن ابن عباس أنه قال : الكواكب إخوته ، والشمس والقمر : أبوه وخالته.انتهى
    ثامنا: جامع البيان - إبن جرير الطبري(ت310) – ج13 - ص 89, دار الفكر-بيروت:
    حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ، قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة ، قال : سألت زيد بن أسلم ، عن قول الله تعالى : ورفع أبويه على العرش فقلت : أبلغك أنها خالته ، قال : قال ذلك بعض أهل العلم ، يقولون : إن أمه ماتت قبل ذلك وإن هذه خالته .انتهى
    تاسعا: تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي(ت327) - ج 7 - ص 2200 – 2201, ط المكتبة العصرية-صيدا:
    11986 حدثنا عبد الله ، ثنا الحسين ثنا عامر ، عن أسباط ، عن السدي قوله : فلما دخلوا على يوسف اوى اليه أبويه ثم حملوا أهليهم وعيالهم فلما ‹ صفحة 2201 › بلغوا مصر ، كلم يوسف الملك فخرج معه هو والملك يتلقونهم فلما لقيهم قال : ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين فلما دخلوا على يوسف اوى اليه أبويه واخوته وهما أبوه وخالته......
    حدثنا أبي ثنا علي بن صالح بن وسيم الجوسقي ، ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني ، حدثني عمر بن عبد الرحمن يعني ابن مهزب انه سمع وهبا يقول في قوله : ورفع أبويه على العرش قال : أبوه وخالته وكانت توفيت أم يوسف في نفاس أخيه بنيامين .انتهى
    عاشرا: أحكام القرآن – الجصاص(ت370) - ج 3 - ص 231, دار الكتب العلمية-بيروت:
    وكان الشمس والقمر والكواكب أبويه وإخوته . ويقال في قوله : ( ورفع أبويه على العرش ) إن أمه كانت ماتت وتزوج خالته ، روي ذلك عن السدي.انتهى
    احدا عشر: تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي(ت383) - ج 2 - ص 210, ط دار الفكر-بيروت:
    قوله تعالى * ( ورفع أبويه على العرش ) * يعني على السرير أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله قال مقاتل يعني أباه وخالته وكانت أمه راحيل قد ماتت وخالته تحت يعقوب أبيه وعن وهب بن منبه قال أبوه وخالته وعن سفيان الثوري مثله وهو قول ابن عباس وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الخالة أم ويقال إن أمه راحيل قد ماتت في ولادة بنيامين ولذلك سمي بنيامين واليامين وجع الولادة بلسانهم.انتهى
    اثنا عشر: تفسير الثعلبي – الثعلبي(ت427) - ج 1 - ص 281 – 282, ط دار احياء التراث العربي-بيروت:
    * ( قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم ) * ) الآية ، وقرأ أبي : إلهك وإله إبراهيم وإسماعيل . وقرأ يحيى بن يعمر الجحدري : وإله أبيك على الواحد ، قالوا : لأن إسماعيل عم يعقوب لا أبوه . وقرأ العامة : آبائك على الجمع وقالوا : عم الرجل صنو أبيه . ‹ صفحة 282 › قال النبي صلى الله عليه وسلم ( هذا بقية آبائي ) ، وقال أيضا : ( ردوا علي أبي فإني أخشى أن يفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود ) . يعني العباس . والعرب تسمي العم أبا وتسمي الخالة أما قال الله تعالى " * ( ورفع أبويه على العرش ) * ) يعني يعقوب وليا وهي خالة يوسف.انتهى
    ثلاثة عشر: تفسير الواحدي – الواحدي(ت468) - ج 1 - ص 560, دار القلم,الدار الشامية-بيروت,دمشق:
    99 * ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه ) * أي ضم إليه * ( أبويه ) * أباه وخالته وكانت أمه قد ماتت.انتهى
    اربعة عشر: تفسير السمعاني – السمعاني(ت489) - ج 3 - ص 66, ط دار الوطن-الرياض:
    وقوله : * ( آوى إليه أبويه ) أي : ضم إليه أبويه ، والأكثرون أن أبويه أي : أباه وخالته ،..انتهى
    خمسة عشر: تفسير البغوي – البغوي(ت510) - ج 2 - ص 450, ط دار المعرفة-بيروت:
    قوله ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه ) أي ضم إليه ( أبويه ) قال أكثر المفسرين هو أبوه وخالته ليا وكانت أمه راحيل قد ماتت في نفاس بنيامين وقيل هو أبوه وأمه وكانت حية................ ( وخروا له سجدا ) يعني يعقوب وخالته وإخوته..انتهى
    ستة عشر: تفسير النسفي – النسفي(ت537) - ج 2 - ص 205:
    ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه ) * ضم إليه * ( أبويه ) * واعتنقهما قيل كانت أمه باقية وقيل ماتت وتزوج أبوه خالته والخالة أم كما أن العم أب ومنه قوله وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق..انتهى
    سبعة عشر: زاد المسير - ابن الجوزي(ت597) - ج 4 - ص 215 – 216, دار الفكر-بيروت:
    ( آوى إليه أبويه ) قولان : أحدهما : أبوه وخالته ، لأن أمه كانت قد ماتت ، قاله ابن عباس والجمهور . والثاني : أبوه وأمه ، قاله الحسن ، وابن إسحاق.انتهى
    ثمانية عشر: تفسير الرازي – الرازي(ت606) - ج 10 - ص 44:
    ولفظ الأم قد ينطلق على العمة والخالة ، أما على العمة فلأنه تعالى قال مخبرا عن أولاد يعقوب عليه السلام : * ( نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل ) * ( البقرة : 133 ) فأطلق لفظ الأب على إسماعيل مع أنه كان عما ، وإذا كان العم أبا لزم أن تكون العمة أما ، وأما إطلاق لفظ الأم على الخالة فيدل عليه قوله تعالى : * ( ورفع أبويه على العرش ) * ( يوسف : 100 ) والمراد أبوه وخالته ، فان أمه كانت متوفاة في ذلك الوقت ،..انتهى
    تسعة عشر: فتح القدير – الشوكاني(ت1255) - ج 3 - ص 56, ط عالم الكتب:
    فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه : أي ضمهما وأنزلهما عنده . قال المفسرون : المراد بالأبوين هنا يعقوب وزوجته خالة يوسف . لأن أمه قد كانت ماتت في ولادتها لأخيه بنيامين كما تقدم ،...انتهى
    عشرون: تفسير الآلوسي – الآلوسي(ت1270) - ج 13 - ص 57:
    * ( ءاوى إليه أبويه ) * أي ضمهما إليه واعتنقهما ، والمراد بهما أبوه وخالته ليا ، وقيل : راحيل وليس بذاك ، والخالة تنزل منزلة الأم لشفقتها كما ينزل العم منزلة الأب ، ومن ذلك قوله : * ( وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق ) * وقيل : إنه لما تزوجها بعد أمه صارت رابة ليوسف عليه السلام فنزلت منزلة الأم لكونها مثلها في زوجية الأب وقيامها مقامها والرابة تدعى أما وإن لم تكن خالة ، وروى هذا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما . وقال بعضهم : المراد أبوه وجدته أم أمه حكاه الزهراوي ، وقال الحسن . وابن إسحاق : إن أمه عليه السلام كانت بالحياة فلا حاجة إلى التأويل لكن المشهور أنها ماتت في نفاس بنيامين ، وعن الحسن . وابن إسحاق القول بذلك أيضا إلا أنهما قالا : إن الله تعالى أحياها له ليصدق رؤياه ، والظاهر أنه لم يثبت ولو ثبت مثله لاشتهر.انتهى
    واحد وعشرون: عمدة القاري – العيني(ت855) - ج 15 - ص 269, ط دار احياء التراث العربي-بيروت:
    والآية هذه من باب التغليب ، لأن إسماعيل عم يعقوب ، ونقل القرطبي أن العرب تسمي العم أبا ، وقد استدل بهذه الآية من جعل الجد أبا ،انتهى
    اثنان وعشرون: أحكام القرآن – الجصاص(ت370) - ج 1 - ص 98 – 99, دار الكتب العلمية-بيروت:
    قال الله تعالى : ( ألم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ) فسمى الجد والعم كل واحد منهما أبا..انتهى
    ثلاثة وعشرون: تفسير ابن زمنين –ابن زمنين(ت399) ص180, ط الفاروق الحديثة-القاهرة:
    * وكان ( الحسن ) يقرؤها : ( ( نعبد إلهك وإله أبيك إبراهيم وإسماعيل أي : وإله إسماعيل وإسحاق . قال محمد : من قرأ بهذا فإنه كره أن يجعل العم أبا .انتهى
    اربعة وعشرون: تفسير ابن كثير- ابن كثير(ت774)- ص191, دار المعرفة-بيروت:
    * وكان ( الحسن ) يقرؤها : ( ( نعبد إلهك وإله أبيك إبراهيم وإسماعيل أي : وإله إسماعيل وإسحاق . قال محمد : من قرأ بهذا فإنه كره أن يجعل العم أبا .انتهى
    النتيجة المستخلصة من تلك الآيات والتفاسير:
    اولا: ان أبوي يوسف والمعبر عنهم بالآية الكريمة هما والده يعقوب وخالته –على اكثر التفاسير- ,فصدق على الخالة مكان الابوة.
    ثانيا: اغلب المفسرين أكدوا ان اضافة الخالة الى الابوة هو مثل اضافة العم الى الابوة, فالعم يكون أبا.
    ثالثا: ابناء يعقوب قالوا لأبيهم كما موجود في الآية الكريمة اننا نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق, فمن المعلوم ان اسماعيل عليه السلام كان عما ليعقوب عليه السلام, فاضافة الابوة لاسماعيل بالنسبة الى يعقوب مع كونه عما هو امر طبيعي, بل من المتسالم القرآني في ورود الاب في غير الوالد في الكثير من المصاديق.
    رابعا: آية ملة ابيكم ابراهيم, من المعلوم ان ابراهيم والد اسماعيل واسماعيل يعبر عنه بانه جد العرب, فاضافة الابوة للجد الاول والثاني والثالث فما علا هو امر متسالم عليه قرآنيا, وكما عرفناه من قول ابناء يعقوب لأبيهم :آبائك ابراهيم و...

    ......يتبع

  • #2
    التعديل الأخير تم بواسطة محب المهدي(عج); الساعة 15-07-2012, 05:51 PM.

    تعليق


    • #3
      بعد هذه النتائج والايضاحات ندخل في صلب البحث.....
      وفي المقدمة نعرض الآيات القرانية الكريمة والواردة في قصة نبي الله ابراهيم (على نبينا وآله وعليه السلام) على شكل مراحل, والتي لها علاقة ببحثنا:
      المرحلة الاولى: دعوة ابراهيم قومه وابيه الى التوحيد
      اولا: [وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ( 74 )]سورة الانعام
      ثانيا: [واتل عليهم نبأ إبراهيم ( 69 ) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ( 70 ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ( 71 ) قال هل يسمعونكم إذ تدعون ( 72 ) أو ينفعونكم أو يضرون ( 73 ) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ( 74 ) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون ( 75 ) أنتم وآباؤكم الأقدمون ( 76 ) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ( 77 ) الذي خلقني فهو يهدين ( 78 ) والذي هو يطعمني ويسقين ( 79 ) وإذا مرضت فهو يشفين ( 80 ) والذي يميتني ثم يحيين ( 81 ) والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ( 82 ) رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ( 83 ) واجعل لي لسان صدق في الآخرين ( 84 ) واجعلني من ورثة جنة النعيم ( 85 ) واغفر لأبي إنه كان من الضالين ( 86 ) ولا تخزني يوم يبعثون ( 87 ) يوم لا ينفع مال ولا بنون ( 88 )] سورة الشعراء
      ثالثا: [وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ( 26 ) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ( 27 )] سورة الزخرف
      رابعا: [وإن من شيعته لإبراهيم ( 83 ) إذ جاء ربه بقلب سليم ( 84 ) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ( 85 ) أئفكا آلهة دون الله تريدون ( 86 ) فما ظنكم برب العالمين ( 87 )] سورة الصافات



      المرحلة الثاني: محاورة ابراهيم ابيه ورفض ابيه عقيدة التوحيد ,فهجره ابراهيم ودعى له بالاستغفار:
      [واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ( 41 ) إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ( 42 ) يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا ( 43 ) يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا ( 44 ) يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ( 45 ) قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ( 46 ) قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ( 47 ) وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ( 48 ) فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ( 49 ) ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا ( 50 )] سورة مريم

      المرحلة الثالثة: آزر وعد ابراهيم بموعدة, فاستفغر له ابراهيم عليه السلام عند الله تعالى, فلما تبين لأبراهيم ان اباه عدو لله عز وجل ,تبرأ منه, فالاستغفار لا يكون للمشركين:
      اولا: [ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ( 113 ) وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ( 114 )] سورة التوبة
      ثانيا: [قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ( 4 ) ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم ( 5 )] سورة الممتحنة




      المرحلة الرابعة: حطم ابراهيم اصنامهم فحرقوه ,فانجاه الله تعالى منهم ,فهجرهم ابراهيم الى بلد آخر ليدعوا الله تعالى فيه
      اولا: [ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ( 51 ) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ( 52 ) قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ( 53 ) قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ( 54 ) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ( 55 ) قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين ( 56 ) وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ( 57 ) فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ( 58 ) قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ( 59 ) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ( 60 ) قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ( 61 ) قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ( 62 ) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ( 63 ) فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ( 64 ) ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ( 65 ) قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ( 66 ) أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ( 67 ) قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ( 68 ) قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ( 69 ) وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ( 70 ) ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ( 71 ) ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين ( 72 ) وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ( 73 )] سورة الانبياء
      ثانيا: [قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ( 97 ) فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ( 98 ) وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ( 99 ) رب هب لي من الصالحين ( 100 ) فبشرناه بغلام حليم ( 101 )]
      سورة الصافات

      وهنا قد انتهت حياته في العراق ,فقرر عليه السلام الهجرة الى بلاد آخرى للدعوة الى الله جل وعلا ,ونختصر الاحداث بما نحتاجه في البحث للنتقل الى مراحل حياة ابراهيم عليه السلام في الحجاز.
      المرحلة الخامسة:
      حياة ابراهيم عليه السلام في الحجاز مع ابنه نبي الله اسماعيل
      عليه السلام وفيها قاموا برفع قواعد البيت الحرام, وهما يرفعان القواعد دعوا الله تعالى ان يتقبل منهم هذل العمل ,ودعوا لأهل هذا البيت (المؤمنين منهم فقط) اما الكافرين فجاء الخطاب الالهي بان الله تعالى يمتعه قليلا ثم يسوقه الى عذاب جهنم, فلا دعاء للكافرين.
      الآية الاولى: [وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ( 125 ) وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ( 126 ) وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ( 127 )] سورة البقرة


      المرحلة السادسة:
      استمر ابراهيم عليه السلام بالدعاء
      (وهو يرفع قواعد البيت الحرام في الحجاز) فسمى المكان واد غير ذي زرع , ومن جملة دعائه ,دعى بالمغفرة له ولوالديه وللمؤمنين, فلاحظ ان نبي الله ابراهيم قد دعى لوالديه بعد رفعه قواعد البيت الحرام في الحجاز.
      الآية : [وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ( 35 ) رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ( 36 ) ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ( 37 ) ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء ( 38 ) الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ( 39 ) رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ( 40 ) ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ( 41 )] سورة ابراهيم

      النتيجة المحصلة من تلك المراحل:
      اولا: ان ابراهيم عليه السلام(عندما كان في العراق) قد دعى اباه للتوحيد.
      ثانيا: أبا ابراهيم (والمعبر عنه بالآية) بعد دعوة ابراهيم له, قد وعده بموعدة....
      ثالثا: استغفر ابراهيم لأبيه (آزر) بعدما وعده بموعدة.
      رابعا: بعدما تبين لأبراهيم ان آزر عدو لله عز وجل تبرأ منه وهجره, ولم يعد يدعوا له.
      خامسا: هاجر ابراهيم العراق الى بلاد اخرى, حتى وصل الحجاز ,فرفع قواعد البيت بمساعدة ابنه اسماعيل عليه السلام.
      سادسا: وهما يرفعان القواعد دعوا الله تعالى كثيرا ومن تلك الادعية أن دعى ابراهيم عليه السلام بالمغفرة والرحمة لوالديه, فجاء النص القرآني (اغفر لي ولوالدي).
      سابعا: الملاحظة الأهم ان جميع التعابير القرآنية لأزر بالنسبة لأبراهيم كانت تأتي بصيغة الأب:
      (قال إبراهيم لأبيه آزر)
      (نبأ إبراهيم ( 69 ) إذ قال لأبيه)
      (قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء)
      (قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون)
      (إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع)
      (يا أبت إني قد جاءني من العلم)
      (يا أبت لا تعبد الشيطان)
      (يا أبت إني أخاف أن يمسك)
      (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه)
      (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك)
      (إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل)
      هذه كلها في العراق......
      أما عند انتقاله للحجاز ,فلم نجد سوى تعبيرا واحدا:
      (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)
      ففي العراق كانت التعبير يقصد الابوة ,وفي الحجاز الولادة!!!!!!!!
      ولما كان النص القرآني واضح في عدم جواز الاستغفار للكافرين, وكان ابراهيم قد استغفر لأباه في العراق, فمن المستحيل ان يكون الشخص الذي دعا له ابراهيم بالمغفرة في الحجاز (والمعبر عنه بالوالدين) هو نفسه الذي دعا له في العراق ,وذلك لحرمة الدعاء لكافرين.
      ففرق النص القرآني بين العراق والحجاز كان في كلمة (الأب) وكلمة (الوالد) ,فالذي في العراق اكيدا كافر , والذي عبر عنه في الحجاز هو المسلم والذي يجوز الدعاء له والاستغفار.
      ثامنا: الذي يدعم نظريتنا السابقة ويثبت استعمال الأب مكان العم ونحوه.... هو جملة الآيات القرآنية التي استعملت تعبير الأب في غير الوالد النسبي, وكما سقناه سابقا ونقلنا آراء المفسرين والعلماء حول جواز استعمال الأب للعم ونحوه, ونعيد لكم تلك الآيات:
      قال الله تعالى: [فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ( 99 ) ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا.....(100)] سورة يوسف
      ((قلنا)) حسب قول المفسرين ان الأبوين هنا هم والده يعقوب وخالته....

      وقال تعالى : [..ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين..] سورة الحج 78
      ((قلنا)) حسب قول العلماء ان الابوة تثبت للجد فما علا...
      قال عز وجل : [أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( 133 )] سورة البقرة
      ((قلنا)) ان الآباء بالنسبة الى يعقوب –وحسب الآية- هم ابراهيم واسماعيل واسحاق ,في حين ان اسماعيل كان عما ليعقوب , الا ان المتعارف القرآني ان العم يحل محل الأب في التعبير.
      هذا بالنسبة لجواز الاستعاضة –لغويا وقرآنيا ولصطلاحيا- عن العم ونحوه محل الأب.
      تاسعا: اما بالنسبة للسنة النبوية الشريفة والمحكية عن طريق اهل البيت عليهم السلام ففيها ما يثبت كون المخاطب في العراق هو عم ابراهيم لا والده, انما والده قد عبر عنه في الحجاز بعد رفع قواعد البيت الحرام. فهناك الكثير من الروايات التي تثبت انتقال النبي محمد صلى الله عليه وآله من الاصلاب الى الارحام الطاهرة الى أبو الانسانية آدم عليه السلام.

      عاشرا: وكما قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام في نهج البلاغة ج2/ص17, شرح محمد عبده, دار الذخائر-قم المقدسة:
      133- ......... كتاب الله تبصرون به ، وتنطقون به ، وتسمعون به وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض . لا يختلف في الله ، ولا يخالف بصاحبه عن الله ...انتهى
      فآية قرآنية وادحدة وهي (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) قد حسمت الخلاف بين طوائف المسلمين واغنتنا عن البحث الطويل في متون الروايات وطرق اسنادها ,فلا تقوم رواية بعكس القرآن الكريم, وكما علمنا أئمتنا عليهم السلام ووضعوا لنا القاعدة المعروفة ,والتي يترجمها الامام الصادق عليه السلام في حديثه:
      كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف. انتهى قول الامام عليه السلام.
      والحمد لله رب العالمين

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X