التحرش بالفتيات ظاهرة خطيرة تغزو المجتمع العراقي
قضية للمناقشة ، الاسباب والظواهر والعلاج
والمقال نموذج وليس ما يجري في غير العراق بقليل
لكن هذا الموضوع ظاهرة غير معروفة عندنا
لذلك نأمل من المهتمين مراعاة الموضوع
والنقاش في حدود القضية والمساهمة بشكل أو آخر في الحل
والمقال نموذج وليس ما يجري في غير العراق بقليل
لكن هذا الموضوع ظاهرة غير معروفة عندنا
لذلك نأمل من المهتمين مراعاة الموضوع
والنقاش في حدود القضية والمساهمة بشكل أو آخر في الحل
منذ فترة ليست بالقليلة تشهد بعض الشوارع الرئيسة للتسوق في مناطق الكرادة والمنصور والبياع وبغداد الجديدة ببغداد على سبيل المثال لا الحصر انتشار ظاهرة التحرش اللفظي بالنساء دون مراعاة الجانب الأخلاقي والاجتماعي المترتب على القيام بهذا العمل المرفوض شرعا وقانونا واجتماعيا.
الغريب بالأمر أن بعض الفتيات والنساء تتعرض لهذا النوع من التحرش حتى وان كانت برفقة عائلتها كالأب أو الزوج أو الأخ أو الخطيب دون خشية المتحرش من تسببه بمشكله مع عائلة الفتاة ، ما دفعنا الى البحث هذه الظاهرة لمعرفة أسباب انتشارها والوقوف على أسبابها للحد من تفاقمها ، فالتقينا الشاب حسام عماد الذي عبر عن رأيه بأن الفتاة هي من تسمح للآخرين بالنظر إليها أو التحرش بها ، مؤكدا مبادرة بعض الفتيات بالنظر إلى الشبان رغم أنها تسير مع عائلتها.
,وقال أن بعض الشباب يقوم بالتحرش بجميع الفتيات حتى إن كانت لا ترتدي الملابس الفاضحة أو المثيرة ويرجع السبب في ذلك إلى عدم ثقافة وخلل في تربية الشاب نفسه ، مبينا أن احد أسباب انتشار هذه الظاهرة هو الانفتاح الذي شهده البلد من ناحية أنواع الملابس التي دخلته والتأثر بالموضة العالمية المنتشرة في دول الغرب وبعض الدول العربية والمجاورة.
من جانبها أيدت المواطنة ليلى حسن الرأي السابق قائلة إن الفتاة التي تحترم نفسها من ناحية الملبس ووضع مستحضرات التجميل المناسبة دون الإفراط فيها لن تتعرض لمواقف التحرش في الأماكن العامة ، معتبرة أنها حالات فردية ولا تعد ظاهرة عامة.
لكن ايفان محمد اختلف مع التشخيص الذي أعربت عنه ليلى ، مؤكدا أنها ظاهرة عامة انتشرت بشكل ملحوظ ، ملقيا باللوم على الجانب التنفيذي لتهاونه في عقوبة الذين يقومون بهذه الأعمال التي تسيء إلى الذوق العام والعرف الاجتماعي والأخلاقي والشرعي، مشيرا من خلال معرفته القانونية التي حصل عليها من احد أصدقائه الحقوقيين إلى وجود فقرة في الدستور العراقي تعاقب الذي يقوم بهذا الفعل وتم تفعيلها قبل سنوات طويلة بعد أن كانت غير مفعلة دون علمه إن كانت هذه الفقرة ما زالت مفعلة حتى الآن.
في حين كان للمواطنة التي أسمت نفسها /بطوطة/ رأي مختلف معتبرة ظاهرة التحرش هي نوع من أنواع التعبير عن الرأي في ظل الانفتاح الذي شهده البلد بعد أن كان يعاني من الحرمان في الكثير من المسائل ومنها حرية الرأي بغض النظر عن نوع هذا الرأي .
وأشارت إلى حالة من الحالات التي تعرضت لها بأنها كانت قد تعرضت لنوع من أنواع التحرش اللفظي والملاحقة من قبل احد الشبان إلى درجة أنها قامت بالرد عليه بكلام غير لائق متفاجئة بتقبله هذا الكلام من دون التراجع عن موقفه ما جعلها تندم على الرد عليه ، قاطعة عهدا بأن لا ترد على أي شخص يتحرش بها مستقبلا، مضيفة أن بعض الذين يعبرون عن أرائهم تجاه جمال الفتاة بكون ايجابيا كالدعاء لها مثل " الله يحفظك ، الله يستر عليك ، الله ينور وجهك ويحرسك " ، مبينة انه تعبير جميل يدل عن تربيته الجيدة وأخلاقه الراقية .
وعن مدى خوف الشباب الذين يتحرشون بالفتيات من حدوث مشكلة عند تحرشهم بالفتيات أثناء سيرهن مع عائلاتهن أجابت بان الناس أصبحت لا تخشى من هذا الأمر لا بل أن المشكلة تتفاقم بسبب دعم رفاقه وأهله وقد تصل إلى الفصل العشائري الذي قد تلقى باللائمة فيه على العائلة التي تعرضت للتحرش وليس على الشاب الذي قام بهذا الفعل المشين .
ويبقى السؤال هل انتشار هذه الظاهرة كان سببا من أسبابه غياب الرادع لمن يقوم بهذا الفعل المشين أم انه استهتار بالقيم والأعراف والأخلاق الحميدة التي يجب أن لا تغيب عن مجتمعنا .
من جانبهم انتقد عدد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان في منظمات المجتمع المدني هذه الحالة مبينين أنها حالة مستشرية حاليا في الكثير من الأسواق والأماكن العامة ، مؤكدين ملاحظتهم ذلك وتعرض بعض النساء منهم إلى التحرش اللفظي وسماعهم الكلام البذيء من قبل هؤلاء الأشخاص الذين وجدوا لهم أماكن في الشوارع العامة للاعتداء على المارة بهذه الألفاظ دون خوف من الرادع الاجتماعي أو القانوني.
من جانب آخر قال مدير الشرطة المجتمعية في محافظة بغداد مشتاق طالب إن الشرطة المجتمعية تقوم بما يتوجب عليها من واجبات ومن ضمن واجباتها معالجة هذه المسائل ، مؤكدا وجود عناصر الشرطة المجتمعية في جميع مراكز الشرطة المنتشرة في مناطق بغداد وفي حال تقدم أي شخص بالشكوى لتعرضه لأي حالة من حالات التحرش يتوجه العناصر إلى مكان الحادث ليقوموا بمعالجة المشكلة ضمن أطار المعالجات المجتمعية والقانونية المناسبة.
وأوضح طالب إن بعض الذين يتعرضون لحالات التحرش لا يلجئون إلى الشرطة لأسباب خاصة بهم ، مبينا أن وزارة الداخلية أوجدت خطوط ساخنة للإبلاغ عن مثل هذه الحالات التي تسيء إلى المواطن بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة.
تقرير عمـار شـلبة
وكالة السفير نيوز
تعليق