العنوان هو شعار متداول بين كبار القيادات السياسية والدينية للسنة في العالم الاسلامي، كما أنه موضع تبني الكثير من كتابهم ومفكريهم ومثقفيهم. والشعار يراد له ان يكون ثقافة عامة يعتمدها السنة في نظرتهم وتعاملهم مع الشيعة، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال الترويج له والتأكيد عليه بطرق مختلفة عبر الفضائيات ووسائل الإعلام والمحاضرات والخطب.
بدأ هذا الشعار من المملكة السعودية، فهي موطن الطائفية الحديثة، بشكلها التكفيري، وهي مصدر فتاوى الفتنة والارهاب، منها انطلق القتل على الهوية واليها يرجع السبب في بقاء الإرهابيين نشطين ينشرون الموت أينما مروا. فقد أفتى علماء السعودية بقتل الشيعي، وبرروا فتاواهم بأنه أخطر من اليهودي، ولأن هذه الفتوى تتضمن إعتبار اليهود العدو الثاني، فقد عالجوا الخلل، بأن أفتوا بأن (العدو هم الشيعة وليس اليهود).
الشيعة أخطر من اليهود.. عبارة قالها أيضاً الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، أمام مجلس علماء المسلمين في مصر، مقابل أن يدعموا حملته الأنتخابية، أي أنها صارت تذكرة الوصول الى السلطة. وهذا تطور جديد في هذه القضية، فاعلى السلطات في مصر تحمل ثقافة تكفيرية، وتتعامل على أساس هذه الثقافة في إدارة البلد الأهم عربياً.
الشيعة الأخطر من اليهود، هم أول من واجه الظاهرة الإستعمارية في البلاد الإسلامية، وكانت فتاواهم بالجهاد ضد المحتل الأجنبي هي الأولى قبل الحرب العالمية الأولى وخلالها وبعدها، وكان علماؤهم يقودون كتائب المجاهدين الشيعة يقاتلون الغزو الإستعماري.. وهؤلاء الأخطر من اليهود، هم أول من أفتوا بوجوب الجهاد لتحرير فلسطين، فيما كان حكام العرب يسهلون السبيل لإقامة الكيان الصهيوني على أرضها.. والشيعة هم أول من أفتى بدفع الزكاة لدعم العمل الفلسطيني ضد الإحتلال الإسرائيلي.
في حرب تموز الشهيرة بين حزب الله وبين إسرائيل، لم يبادر أي كيان سني من حكومات وأحزاب ورجال دين في طول العالم الاسلامي وعرضه الى دعم حزب الله في حربه ضد إسرائيل، والسبب أن حزب الله شيعي والشيعي أخطر من اليهودي.
الأكثر من ذلك والذي يشكل فضيحة مدوية، أن رئيس وزراء بريطانيا توني بلير كتب في مذكراته المنشورة بعدة لغات، ومنها اللغة العربية، أن الكثيرين في منطقة الشرق الأوسط (قد الحوا سرا على اسرائيل في تدمير حزب الله) ص 808 من المذكرات
إنتشرت المذكرات وقرأها المثقفون ورجال الدين والكتاب والمفكرون السنة لكنهم صمتوا ولم يعقبوا بسطر واحد على هذه الفضيحة، والسبب أنهم يرون أن الشيعة أخطر من اليهود، وعليه فلم يشعروا بأي حرج.
الشيعة الأخطر من اليهود، هم الحكومة العربية الوحيدة التي رفضت بقاء الإحتلال الأميركي على أراضيها في العراق، وأصرت على خروج القوات الأميركية، ونجحت في ذلك نهاية العام 2011، في حين كانت تطالب معظم القيادات السنية التمديد لبقائها.
إتفاقات سرية وعلنية تجري بين حكومات عربية وبين إسرائيل.. دعوات صريحة اطلقتها قطر والسعودية والمجلس الوطني الليبي للقوات الاميركية بالتدخل في ليبيا، ودعوات أكثر صراحة لا تزال تطلقها قطر والسعودية وغيرهما لتدخل غربي في سوريا، أي انها دعوات صريحة بإحتلال دولة عربية، ومع ذلك فان الشيعة اخطر من اليهود.
إحتلال العراق عام 2003، اشتركت فيه الدول العربية، وقدمت كل الخدمات والتسهيلات والطاعة للقوات الأميركية، حتى احتلت العراق، كما ان معظم هذه الدول تدعو إسرائيل الى توجيه ضربة الى إيران، وتدعو الولايات المتحدة الى دعم إسرائيل في هجوم عسكري على إيران، ومع ذلك فان الشيعة أخطر من اليهود.
لا نلوم الحاكم العربي، لا نلوم أمراء السعودية وشيوخ قطر، ولكن اللوم يقع على المثقف العربي الذي يرى كل ذلك، ويكرر: الشيعة أخطر من اليهود.
http://iraqipedia.net/ar/33/index.ph...-27&Itemid=502