صحيفة سعودية: انقسام حاد في المجتمع على أثر بث المسلسل "عمر"

اكدت صحيفة سبق السعودية الانقسام الحاد الحاصل في المجتمع السعودي على أثر بث المسلسل التاريخي "عمر" وقالت:
- الشيخ الكلباني: تمثيل الصحابه فيه خلاف فقهي ولم يحسم.
- خالد الشهراني: هذا عبث بسمعة امير المؤمنين وبصحابة رسول الله.
- عبدالله الضريمي: الشخصيات رائعة جداً وسيرة عمر مليئة بالاحداث التاريخية والاجتماعية وهو افضل من المسلسلات التركية.
- وليد الدوسري: للدراما والافلام دور مهم في تقريب هذه الشخصيات لذهنيه الجيل الجديد وجمهور المشاهدين.
- خالد المطيري: الممثل لا يصلح لتجسيد شخصية عمر والمسلسل فيه مغالطات تاريخية كبيرة.
ماتزال توابع المسلسل التاريخي "عمر" الذي يعرض حالياً على قناه ام بي سي تقسم الجمهور السعودي الي قسمين: احدهما مرحب به ومستمتع بعرضه، ومتابع لاحداثه التاريخية وشخصياته المؤثرة، واخر يعارضه وينتقد تجسيد شخصيات الصحابة - رضي الله عنهم.
"سبق" استطلعت اراء بعض الجمهور السعودي بعد عرض حلقات المسلسل ورصدتها في الاستطلاع التالي..
في البدء يقول الاعلامي داود الشريان، مدير عام قنوات مجموعة ام بي سي في المملكه لـ"سبق": "من المعروف ان اي عمل يتناول الشخصيات التاريخية الاسلامية وحياة الصحابة يثير الجدل الفقهي، ويختلف المشاهدون بين مؤيد ومعارض، كما في فيلم الرسالة، ومسلسل عمر قدم من خلال حلقاته القليلة التي عرضت قيماً عربية واخلاقية عالية ونموذجاً وقدوة اسلاميه مؤثره في الجيل الجديد، وهذا احد اهداف المسلسل التي تحققت".
ويضيف الشريان ان لا نية لدى القناة في ايقاف عرضه، لاسيما وان هناك لجنه شرعية مكونة من علماء متخصصين رات عرضه وتجسيد الشخصيات.
ومن الناحيه الفنيه يقول الشريان: "العمل "متعوب عليه" فنياً بشكل كبير من ناحيه الكتابه والانتاج والتمثيل، ولقد رفع مسلسل عمر سقف انتاج وتمثيل المسلسلات التاريخيه فلن يقبل بعد الان المشاهدون العرب باي عمل تاريخي اقل منه".
ومن جانبه اكد امام الحرم سابقاً الشيخ عادل الكلباني لـ"سبق" ان تمثيل الصحابه فيه خلاف فقهي ولم يحسم، انطلاقاً من انه لا يوجد نص، صريحاً كان ام ضمنياً، قطعياً كان ام ظنياً، يحرم تمثيل الصحابه، وهناك من الناس من يراه جيداً، واخرون غير ذلك.
ولكن ماذا عن الجمهور السعودي، ما هي انطباعاتهم بعد عرض حلقات المسلسل؟.. نتعرف على ذلك بلقاء عدد منهم.
"هذا عبث بسمعة امير المؤمنين عمر بن الخطاب وبصحابة رسول الله"، هكذا يقول خالد الشهران، احد منسوبي مكاتب الدعوة والارشاد بالرياض، مضيفاً ان لنا تاريخاً مجيداً، لكنهم شوهوه في الافلام، فمنظر العرب والمسلمين والصحابه سيئ جداً، فقد تم سابقاً تشويه سيرة الخليفه هارون الرشيد، والان يشوهون صورة عمر بن الخطاب.. هذا يكفي، ولو كانوا حريصين علي عرض سير الصحابه بشكل ايجابي فيمكنهم عرض المسلسلات التاريخيه دون اظهار الوجه، على حد وصفه.
اما عبدالله الضريمي- موظف في احد البنوك المحليه- فيقول: "مسلسل جميل والشخصيات رائعه جداً، وحسب ما رايته من حلقات فان سيره عمر مليئه بالاحداث التاريخيه والاجتماعيه التي كان يعيش فيها.. واعجبني نطق الممثلين باللغه العربيه السليمه، وكذلك ديكورات انتاج المسلسل.. وانا متابع جيد ولا تفوتني حلقاته لان في سيره الفاروق من احداث نحن المسلمين المعاصرين في اشد الحاجه اليها، والتعلم منها افضل والتعلق بسيدنا عمر افضل من الحديث عن المسلسلات التركيه".
ويرى المحاضر الاعلامي وليد الدوسري ان للدراما والافلام دوراً مهماً في تقريب هذه الشخصيات المؤثره وتقديمها بصوره اقرب لذهنيه الجيل الجديد وجمهور المشاهدين، واستلهام سيره هذا القائد العظيم، فثمه قيم عرضت في حلقات المسلسل، كاقرار مبدا المساواة بين الناس وهذا شيئ طيب.
ويقول الدوسري:" هذا عمل درامي راق، ونقله نوعيه لمسلسلاتنا التاريخيه، وبالفعل هو عمل يستحق المتابعه، فالتاثير البصري الدرامي ابلغ ويصل اقوى منه مكتوباً".
اما خالد المطيري، فيقول: "بسبب الجدل حول المسلسل تحمست كثيراً، وشاهدت اولى حلقاته، وبصراحه لم يجذبني، خاصه ان الممثل لا يصلح للشخصية.. اما الحلقات التاليه فكانت فقيره المحتوى وكان العرب السابقين صلفين لا يعرفون الابتسامه، ولا هم لهم الا الصراعات بينهم وحب المال، واقتناء العبيد، والمسلسل فيه مغالطات تاريخية كبيرة".
ويطالب المطيري بوقف المسلسل حتى لا يعرض المزيد من الاخطاء التاريخيه في حياه الصحابة.
الجدير بالذكر ان المسلسل اثار الكثير من الجدل قبل عرض حلقاته وبعدها، فقد وصفته قناه ام بي سي بانه اضخم عمل درامي تلفزيوني تاريخي تطرّق لاحدى اهم حقب التاريخ الاسلامي. كما اجاز رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي تمثيل الصحابه بضوابط شرعيه. واتفق معه عضو هيئه كبار العلماء في المملكه الشيخ الدكتور قيس المبارك. في حين هاجم مفتي المملكه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ المسلسل وقال ان اصحاب فكره المسلسل ومَن شاركوا فيها مخطئون، وذلك لان تحويل سيره الخلفاء والصحابه الى عمل سينمائي يعرّضها للحديث من كل ساقطٍ وساقطهٍ

ومن جانبها تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعضها يدعو للمقاطعه وتجميع التواقيع ومطالبه منع العرض، في حين ان بعضها يرى ان المسلسل يقدم مثالاً رائعاً للمسلم المؤمن القوي.
شقران الرشيدي
تعليق