بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وبعد
السلفية.. والصوفية..
مدرستان .. نهجان.. خطان.. يتصارعان للسيطرة والتوسع في ساحة أبناء العامة.. البيئة التي كانت لهم المنشأ والمبتدأ والمرعى الخصب الذي ساهم في تبلورهما ..
صراع قديم على النفوذ.. اكتسى طابعاً هادئاً أحياناً.. لكنه صبغ بالحدة والقسوة في أغلب الأوقات..
المنهج السلفي.. عمد إلى تكفير جلّ من يخالفه المعتقد والسلوك إن لم يكن كلهم، وأباح دماء المسلمين وأوغل فيهم قتلاً وانتهاكاً للحرمات حتى تمثّلت صورة أتباعه في أذهان عامة الناس بمصاصي الدماء !!
ولم يكن في هذا المنهج إلا عودة لجذورٍ نشأت عليها بعض مذاهب المسلمين وضع قواعدها قوم أسسوا أساس الظلم والجور على آل بيت النبي (ص) ومن سار على نهجهم بعد ذلك.
الطرق الصوفية.. نالت نصيبها أيضاً من المنهج السلفي.. واعتبرته بدورها منهجاً مبتدعاً ضالاً..
تمظهر أصحابه بالزهد بعد الإيمان، وطرحوا عناوين رنانة كتربية النفس وتصفية القلب وتحليته بالأخلاق، وغايتهم من ذلك وغيره الوصول إلى الله ! وكانت مشاربهم شتى وفرقهم أكثر من أن تحصى !
نشأت هذه الطرق في أحضان أهل العامة مقتبسة لكثير من عقائدها من أهل الضلال، وتشكلت وتصورت وبرزت بمسميات عديدة وعقائد وسلوكيات شتى يجمعها ببعضها وبالسلفية الإنحراف عن الدين القويم.
أما الشيعة.. فقد كان لهم نصيب وافر من جور السلفيين وحقدهم، وشنت الغارات عليهم وقتل من قتل منهم وانتهك من انتهك، وهدمت مقدساتهم فظلموا من هؤلاء كما ظلموا من غيرهم.
وكان خطر الفئة الأولى (السلفية) على الشيعة في الأرواح والأنفس والممتلكات، إلى جانب التضييق عليهم في ممارسة شعائرهم بمنعها قدر الإمكان، وبالطبع كانت ردة فعل الشيعة تمسكاً بمعتقداتهم ومبادئهم.
أما الحال مع الصوفية فكان أقل سوءاً من ناحية المعاشرة، خاصة وأن شرائح كبيرة منهم تظهر حبها لآل بيت النبي (ص)، حتى أن المنهج السلفي كان يعيب على الصوفية ذلك بل وصل به الأمر كما في يومنا هذا الى اعتبار الصوفية مطية للشيعة في بعض بلاد المسلمين !!
والحال أن الكثير من الصوفيين وإن وجدوا الشيعة أقرب لهم من السلفية إلا أنهم يرونهم مارقين عن الدين، ولذا بادروا للطعن فيهم أيضاً والرد عليهم بدعوى زور انتسابهم لآل محمد عليهم السلام !
بين مطرقة السلفية هذه.. وسندان الصوفية.. تعرّض الشيعة لصنوف وألوان من الظلم والافتراء.. وكانوا كلما تعرضوا لقهر من الفئة الأولى ظنوا أن الثانية أقل خطراً عليهم.. لكن علماءهم أدركوا أن مساوئ الفئة الثانية (الصوفية) لا تقل عن الأولى(السلفية)..
فالسلفيون ضيقوا على عقائد الناس وقتلوهم وظلموهم، ولكن لم يكن لهم طريق للولوج إلى عقول أو قلوب أيٍّ من الشيعة فحافظ الشيعة على معتقداتهم صافية من أدران المعتقدات السلفية !
بينما وجد الصوفيون طريقاً ينفذون منه إلى بعض الجماعات الشيعية فأثروا عليها وحرفوها عن مسيرتها فضلوا وأضلوا !
كما تلبّست بعض طرقهم بالتشيع لضمان مصالحها عندما تنفذّ الشيعة في بعض الأماكن أو حكموا ! فكان بين هذا وذاك نماذج لقول أمير المؤمنين عليه السلام : ..فلو أن الباطل خلص من مزاج الحق لم يخفَ على المرتادين، ولو أن الحقّ خلص من لَبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى (نهج البلاغة ص88)
ولا يقف خطر هذه الفرقة هنا، فقد تسرّبت بعض معتقداتهم الباطلة ومناهجهم المنحرفة إلى جماعات أخرى من الشيعة باسم العرفان والسلوك والسير الى الله تعالى حتى خرج بعضهم عن الدين رأساً وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !
وبما أن لا تأثير ملحوظ لمعتقدات المنهج السلفي بين الشيعة للأسباب المعروفة، فمهما سفكت المطرقة السلفية دماءنا لن تؤثر في عقيدتنا ..
آثرنا التعرّض لسندان الطرق الصوفية، فردّ سوئهم أولى وأوجب من هذه الناحية..
وهذا ما سنتعرّض إليه في هذا الموضوع وغيره بإذن الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
وبعد
السلفية.. والصوفية..
مدرستان .. نهجان.. خطان.. يتصارعان للسيطرة والتوسع في ساحة أبناء العامة.. البيئة التي كانت لهم المنشأ والمبتدأ والمرعى الخصب الذي ساهم في تبلورهما ..
صراع قديم على النفوذ.. اكتسى طابعاً هادئاً أحياناً.. لكنه صبغ بالحدة والقسوة في أغلب الأوقات..
المنهج السلفي.. عمد إلى تكفير جلّ من يخالفه المعتقد والسلوك إن لم يكن كلهم، وأباح دماء المسلمين وأوغل فيهم قتلاً وانتهاكاً للحرمات حتى تمثّلت صورة أتباعه في أذهان عامة الناس بمصاصي الدماء !!
ولم يكن في هذا المنهج إلا عودة لجذورٍ نشأت عليها بعض مذاهب المسلمين وضع قواعدها قوم أسسوا أساس الظلم والجور على آل بيت النبي (ص) ومن سار على نهجهم بعد ذلك.
الطرق الصوفية.. نالت نصيبها أيضاً من المنهج السلفي.. واعتبرته بدورها منهجاً مبتدعاً ضالاً..
تمظهر أصحابه بالزهد بعد الإيمان، وطرحوا عناوين رنانة كتربية النفس وتصفية القلب وتحليته بالأخلاق، وغايتهم من ذلك وغيره الوصول إلى الله ! وكانت مشاربهم شتى وفرقهم أكثر من أن تحصى !
نشأت هذه الطرق في أحضان أهل العامة مقتبسة لكثير من عقائدها من أهل الضلال، وتشكلت وتصورت وبرزت بمسميات عديدة وعقائد وسلوكيات شتى يجمعها ببعضها وبالسلفية الإنحراف عن الدين القويم.
أما الشيعة.. فقد كان لهم نصيب وافر من جور السلفيين وحقدهم، وشنت الغارات عليهم وقتل من قتل منهم وانتهك من انتهك، وهدمت مقدساتهم فظلموا من هؤلاء كما ظلموا من غيرهم.
وكان خطر الفئة الأولى (السلفية) على الشيعة في الأرواح والأنفس والممتلكات، إلى جانب التضييق عليهم في ممارسة شعائرهم بمنعها قدر الإمكان، وبالطبع كانت ردة فعل الشيعة تمسكاً بمعتقداتهم ومبادئهم.
أما الحال مع الصوفية فكان أقل سوءاً من ناحية المعاشرة، خاصة وأن شرائح كبيرة منهم تظهر حبها لآل بيت النبي (ص)، حتى أن المنهج السلفي كان يعيب على الصوفية ذلك بل وصل به الأمر كما في يومنا هذا الى اعتبار الصوفية مطية للشيعة في بعض بلاد المسلمين !!
والحال أن الكثير من الصوفيين وإن وجدوا الشيعة أقرب لهم من السلفية إلا أنهم يرونهم مارقين عن الدين، ولذا بادروا للطعن فيهم أيضاً والرد عليهم بدعوى زور انتسابهم لآل محمد عليهم السلام !
بين مطرقة السلفية هذه.. وسندان الصوفية.. تعرّض الشيعة لصنوف وألوان من الظلم والافتراء.. وكانوا كلما تعرضوا لقهر من الفئة الأولى ظنوا أن الثانية أقل خطراً عليهم.. لكن علماءهم أدركوا أن مساوئ الفئة الثانية (الصوفية) لا تقل عن الأولى(السلفية)..
فالسلفيون ضيقوا على عقائد الناس وقتلوهم وظلموهم، ولكن لم يكن لهم طريق للولوج إلى عقول أو قلوب أيٍّ من الشيعة فحافظ الشيعة على معتقداتهم صافية من أدران المعتقدات السلفية !
بينما وجد الصوفيون طريقاً ينفذون منه إلى بعض الجماعات الشيعية فأثروا عليها وحرفوها عن مسيرتها فضلوا وأضلوا !
كما تلبّست بعض طرقهم بالتشيع لضمان مصالحها عندما تنفذّ الشيعة في بعض الأماكن أو حكموا ! فكان بين هذا وذاك نماذج لقول أمير المؤمنين عليه السلام : ..فلو أن الباطل خلص من مزاج الحق لم يخفَ على المرتادين، ولو أن الحقّ خلص من لَبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى (نهج البلاغة ص88)
ولا يقف خطر هذه الفرقة هنا، فقد تسرّبت بعض معتقداتهم الباطلة ومناهجهم المنحرفة إلى جماعات أخرى من الشيعة باسم العرفان والسلوك والسير الى الله تعالى حتى خرج بعضهم عن الدين رأساً وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !
وبما أن لا تأثير ملحوظ لمعتقدات المنهج السلفي بين الشيعة للأسباب المعروفة، فمهما سفكت المطرقة السلفية دماءنا لن تؤثر في عقيدتنا ..
آثرنا التعرّض لسندان الطرق الصوفية، فردّ سوئهم أولى وأوجب من هذه الناحية..
وهذا ما سنتعرّض إليه في هذا الموضوع وغيره بإذن الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق