لمناسبة شهادة المرجع الميرزا محمد تقي الشيرازي زعيم الثورة العراقية
د. قاسم الازرقي
في أحداث الثورة كان يوم 12 آب بداية انطلاق الثورة في بغداد حيث يشير الفريق هالدين أن مثل هذا اليوم كان من المتوقع الثورة في بغداد، حيث كانت انتصارات الثوار في الفرات الأوسط ولاسيما معركة الرارنجية التي حدثت في 25 تموز وتطور هذا الموقف بشكل كبير لصالح الثوار وكانت الأحداث في منتصف تموز تهدد الوجود البريطاني كله في العراق وكانوا يعيشون ليوم واحد ولا يفكروا بالمستقبل على حد قول المس بيل ، يضاف الى ذلك فقد تقدم نائب بريطاني باقتراح يرمي الى سحب القوات البريطانية من العراق وقد رد عليه لويد جورج رئيس الوزراء قائلاً ((أمن المعقول أننا بعد كل هذه الجهود التي قمنا بها نغادر العراق تاركين كل شيء خوفاً وساما من ثقل حملها فأجابه أكثرية المجلس العموم بالنفي ..)) . أما عن حكومة الاحتلال في بغداد فقد عقدت مجلساً حضره الحكام العسكريون والسياسيون في العراق واشتد النزاع فيما بينهم حسب قول محمود العبطة.لذا سعت الحكومة البريطانية في ارسال المزيد من القوات والطائرات لغرض سحق هذه الثورة بكل ما يستطيعون وبكافة الوسائل الحربية أو غيرها، وقد سعت الحكومة المحتلة في بغداد الى ضرب الرموز الوطنية للثورة من أجل القضاء عليها، لذا عمدت الى دس السم للميرزا محمد تقي الشيرازي من قبل احد عملاء البريطانيين وحسب قول الكثير من الباحثين العراقيين والعرب ولعل من ابرز هؤلاء الذين يتحدثون عن ان الميرزا محمد تقي الشيرازي مات مسموما هم آغا برزك طهراني في كتابه نقباء البشر الجزء الأول وأيه الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي(قدس) في كتابه تلك الأيام صفحات من تاريخ العراق المعاصر و كتاب كربلاء المقدسة تفجر ثورة العشرين و السيد محمد حرز الدين ،في كتابه معارف الرجال وغيرها من الكتب الكثيرة التي تتحدث عن دس البريطانيين السم اليه ، فضلا ان الباحث قد اجراء مع احد أطباء الطب العدلي حول الإعراض والعلامات التي ظهرت على الميرزا فتحدث ان هذه الاعراض يمكن ان تكون من إعراض دس السم إلية ، وهذا ما أكده احد شهود العيان وهو مرتضى الطباطبائي اذ يقول ((أصيب الميرزا بنقاهة جسيمة ومرض خفيف على أثره جلبوا له عقاقير طبية من العطار. ولما أسقوا الميرزا من ذلك الدواء تدهورت حالته الصحية ووخم مرضه وأدى به الى الموت .. ويضيف ولما جثمان الميرزا الى المغتسل بعد موته وكان ينزف من فمه وانفه دما كثيرا وعلى أثر ذلك اعتقدنا أن من وراء وفاة الميرزا يد خارجية قد دست السم إليه وذلك عبر تلك العقاقير التي جلبت من ذلك العطار ... وعندما راجعنا العطار لم تجد له أثرا ...)) ويضيف السيد جواد الشهرستاني أن موت الميرزا كان فجائي حيث يقول ((كان يبحث عن الارتياب عن سبب الوفاة حيث كان مع السيد الوالد (هبة الدين الشهرستاني) يتداولان في شؤون الثورة حتى منتصف الليل وتركه وفي الصباح سمع نبأ وفاة الميرزا محمد تقي الشيرازي ..)). وتقول المس بيل ((أخبار سارة تفيد بأن المجتهد الأول الميرزا محمد تقي الشيرازي قد استسلم للداء وبات قاب قوسين أو أدنى من هلاك محتم..)). وقد بعث شيخ الشريعة الأصفهاني بياناً الى الأمة العراقية بعد أن تزعم الحوزة العلمية بعد وفاة الميرزا محمد تقي الشيرازي وقد جاء في أحدى فقرات البيان ((أما بعد فأنا نعزيكم وكافة الموحدين بفقيد عميد المسلمين آية الله العظمى الميرزا قدس الله نفسه المقدسة.. فلا تكن رحلته فتوراً في عزائمكم وتوانياً في عملكم ، الجد الجد يا حماة الدين واعضاد المسلمين والنشاط النشاط وزيدوا على ما كنتم عليه أولاً من الدفاع الذي أوجبنا عليكم من قبل، واصبروا وصابروا يثبت الله أقدامكم وينصركم على القوم الكافرين..)).
وعندما انتقلت الزعامة الدينية الى شيخ الشريعة الاصفهاني فقد وجد وكيل الحاكم الملكي ويلسن هذه مناسبة لفتح المفاوضات بين الثوار للوصول بالأزمة الى حل معين، فكتب رسالته وقد نشرت الصحف البغدادية وطبعت الآف النسخ ووزعت بواسطة الطائرات على مناطق الثورة وقد أجاب الشيخ الاصفهاني برفض الدخول في المفاوضات فقال ((أن مطالب العراقيين بالاستقلال معروفة لديكم ولا يمكن تدارك الأمر الا باعطاء العراقيين حقوقهم التي طالبوكم بها مطالبة سلمية فلا يتم اغتصابها...)).
تعليق