إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مصاب الامام علي بن ابي طالب علية السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصاب الامام علي بن ابي طالب علية السلام




    بسم الله الرحمن
    الرحيم

    الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا
    محمد وآله الطيبين الطاهرين


    أبكي محاريبَ الصلاةِ لحيدر مَن أحـيا أمرك دمّه يتفجر
    نادي علياً أبا شُـبيروشـبّر أرداه أشقى الاشقياء وطبّر
    حين السـجود والجبين معفّر غالت أيادي الكفر ديني الاطهر

    المصيبة ليلة التاسع عشر


    المرجع لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ..



    لما كانت الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد أن صلى المغرب وما شاء من النفل ليفطر وكان يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن جعفر فقدمت إليه إبنته أم كلثوم (زينب) قرصين من شعير وقصعة فيها لبن وجريش ملح


    فقال لها : قدمت لي ادامين في طبق واحد وقد علمت أنني متبع ما كان يصنع ابن عمي رسول الله ما قدم إليه ادامان في طبق واحد حتى قبضه الله إليه مكرما ارفعي أحدهما فإن من طاب مطعمه ومشربه طال وقوفه بين يدي الله..


    فرفعت اللبن الحامض بأمر منه ثم أكل قليلا وحمد الله كثيرا وأخذ في الصلاة والدعاء إلى أن غفت عيناه فاستيقظ وقال لأولاده : رأيت النبي فشكوت إليه ما أنا فيه من التبلد بهذه الأمة


    فقال لي :إدع عليهم فإن الله لا يرد دعائك.


    فقلت:اللهم أبدلني بهم خيرا وأبدلهم بي شرا.




    وكان عليه السلام يكثر الدخول والخروج وينظر إلى السماء ويقول: هي ...هي والله الليلة التي وعدني بها حبيبي رسول الله
    وكان يكثر من قول(لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) حتى ذهب بعض الليل ثم جلس للتعقيب فهودت عيناه وهو جالس ثم انتبه مرعوبا فقال لأولاده :إني رأيت رؤيا أهالتني وأريد أن أقصها عليكم



    قالوا: ماهي؟


    قال:إني رأيت الساعة رسول الله في منامي وهو يقول :يا أبا الحسن إنك قادم إلينا عن قريب يجيء إليك أشقاها فيخضب شيبتك من دم رأسك وأنا والله مشتاق إليك وإنك عندنا في العشر الأواخر من شهر رمضان فهلم إلينا فما عندنا خير لك وأبقى.


    فلما سمع أولاده كلامه ضجوا بالبكاء والنحيب وأبدوا العويل فأقسم عليهم بالسكوت فسكتوا.


    ثم عاد إلى البكاء من خشية الله والتضرع والعبادة .


    تقول أم كلثوم:سمعته يقول بعدما نظر إلى الكواكب :والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت بها.إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى على النبي واستغفر الله كثيرا فلما رأيته كذلك قلقا متململا أرقت معه وقلت:


    يا أبتاه مالي أراك لا تذوق طعم الرقاد ؟


    قال:يا بنية إن أباك قتل الأبطال وخاض الأهوال وما دخل الخوف له جوفا وما دخل في قلبي رعب أكثر مما دخل في هذه الليلة ثم قال:إنا لله وإنا إليه راجعون


    فقلت: يا أبتاه مالك تنعي نفسك هذه الليلة ؟


    قال:يا بنية قد قرب الأجل وإنقطع الأمل .



    تقول إم كلثوم فبكيت فقال لي يا بنية لا تبكي فإني لم أقل ذلك إلا بما عهد إلي النبي .


    ثم قال:يا بنية إذا قرب الاذان فأعلميني فجعلت أراقب الأذان فلما لاح الوقت أتيته ومعي إناء فأسبغ الوضوء وقام ولبس ثيابه وفتح الباب ونزل إلى الدار وكان في الدار أوز قد أهدي إلى اخوي الحسن والحسين فلما نزل خرجن ورائه ورفرفن وصحن في وجهه ولم يكن قد صحن في وجهه من قبل..
    فقال: لا إله إلا الله صوائح تتبعها نوائح وفي غداة يظهر القضاء ..


    فلما وصل إلى الباب والجه ليفتحه تعلق مئزره بالباب فانحل حتى سقط (يا سبحان الله حتى الحيوانات والجمادات خائفة على أبي الحسن وكلهم حزينوين عليه) فأخذه وشده وهو يقول:


    أشدد حيازيمك للموت .. فإن الموت لاقيكا
    ولا تجزع من الموت .. إذا حل بناديكا
    كما أضحكك الدهر .. كذاك الدهر يبكيكا


    ثم فتح الباب وخرج متوجها إلى المسجد وكان عدو الله بن ملجم(لعنة الله عليه) متخفيا في بيوت الخوارج بالكوفة يتحين الفرصة بأمير المؤمنين (عليه السلام) وقد اتفقت معه قطام أنه إذا قتل عليا تتزوجه لأن ذلك يشفي غليلها ويطفئ جمرة غيضها ، حيث أن أمير المؤمنين قتل أباها وأخاها في النهروان ،وانبرى لمساعدة بن ملجم شخصان أخران من الخوارج هما شبيب ابن بحره ووردان ابن مجالد،وافقوا على أن تكون ليلة التاسع عشر ليلة اغتيال الإمام (عليه السلام).


    فجاء بن ملجم إلى المسجد ونام مع الناس مخفيا سيفه تحت إزاره ولما وصل الإمام إلى المسجد صلى ركعتين ثم صعد المأذنة فأذن ثم نزل وهو يسبح الله ويكثر من الصلاة على النبي وآله وكان من عادته أنه يتفقد النائمنين في المسجد وهو يقول: الصلاة يرحمكم الله إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر حتى وصل إلى ابن ملجم وهو نائم على وجهه ..


    فقال له :يا هذا قم من نومك فإنها نومة يمقتها الله وهي نومة الشيطان ثم اتجه نحو المحراب يصلي وكان يطيل الركوع والسجود في صلاته فقام الشقي بن ملجم حتى وقف بإزاء الاسطوانة التي يصلي عليها الامام فأمهله حتى ركع وسجد السجدة الأولى ورفع رأسه منها فتقدم اللعين فأخذ السيف وهزه


    (آجركم الله) ثم ضرب الإمام على رأسه الشريف (أي وا اماماه وا علياه
    ) فوقع الإمام على وجهه قائلا:بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ثم صاح :فزت ورب الكعبة قتلني ابن اليهودية...






    بالمحراب ويلي طاح أبو حسين .. ودم راسه يتفايض على العين
    يوم طاح ابو الحسنين مجروح .. ثار اصياح لهل العرش بالنوح
    طبره اشلون طبره تشعب الروح .. تشوف السم اودم الراس لونين



    آجركم الله فاصطفقت أبواب الجامع وضجت الملائكة في السماء وهبت رياح عاصفة سوداء ملمة ونادى جبرئيل بين السماء والأرض بصوت سمعه كل مستيقظ :


    تهدمت والله أركان الهدى وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى وانفصمت والله العروة الوثقى قتل ابن عم المصطفى قتل الوصي المجتبى قتل علي المرتضى قتل سيد الأوصياء قتله أشقى الأشقياء .


    فلما سمعت أم كلثوم نعي جبرئيل لطمت على وجهها وخدها وصاحت وا ابتاه واعلياه..


    الحسن وحسين اجوها علابجه ابساع .. يا ختنا القلب منج ليش مرتاع
    نسمع صوت منه ارتجت القاع .. اخبرينه يخويه ليش تبجين
    تقلهم يخوتي راح ابوكم .. او عقب عينه يخوتي شلون بيكم
    عزاكم راح يا ويلي عليكم .. كهف هاي الأرامل والمساكين


    فخرج الحسنان إلى المسجد وهما يناديان: وا أبتاه وا علياه ليت الموت أعدمنا الحياة حتى وصلا الى المسجد(رأوا أباهم بأية حاله) واذا بالامام في محرابه والدماء تسيل من رأسه على وجهه وشيبته فتقدم الحسن (عليه السلام) وصلى بالناس وصلى أمير المؤمنين من جلوس وهو يمسح الدم عن وجهه وكريمته يميل تارة ويسكن اخرى والحسن ينادي وا انقطاع ظهراه يعز علي أن أراك هكذا .


    ثم شاع خبره في الكوفة فهرع الناس رجالا ونساء حتى المخدرات خرجن من خدورهن إلى الجامع وهم ينادون وااماماه قتل والله امام عابد مجاهد لم يسجد لصنم كان اشبه الناس برسول الله فدخل الناس الى المسجد فوجدوا الحسن ورأس ابيه في حجره وقد شد الضربة وهي لم تزل تشخب دما ووجهه قد زاد بياضا بصفرة وهو يرمق السماء بطرفه ولسانه يسبح الله ويوحده ثم أمر أن يحملوه من ذلك المحراب الى موضع مصلاه في منزله.


    قال محمد بن الحنفيه:
    فحملناه اليه والناس حوله وهم في أمر عظيم باكون محزونون قد أشرفوا على الهلاك من شدة البكاء والنحيب وكان الحسين(عليه السلام)يبكي ويقول: وا أبتاه من لنا بعدك ولا يوم كيومك إلا يوم رسول الله .
    وكأني بزينب لما نظرت إلى أمير المؤمنين وهو محمول على الأكتاف نادت وا أبتاه وا علياه:


    ونت و نادت يلمجبلين .. هلشايلينه اوياكم امنين
    اسمع هضل واصياح صوبين .. خوفي انجتل عودي يطيبين
    لمن سمعها الحسن وحسين .. صاحوا يزينب زيدي الونين
    ابوج انطبر والراس نصين .. صاحت اوهلت دمعة العين
    با عيد القشر عالمسلمين .. عقبك يبويه اوجوهنا وين


    يا ضربة للدين هدت جانبا – وله أماتت سنة وكتابا
    اليوم عرش الدين ثل قوائما – وبه تداعى أعمدا وقبابا
    والعروة الوثقى به انفصمت وقد – هتك الضلاك من الجلال حجابا
    ونعاه جبريل بلوعة ثاكل – لو مست الصخر الأصم لذابا



    مــأجـوريــن


    حيّرت علاقة أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمسجد عقول الناس منذ العصر الإسلامي الأول، فاجتهدوا في سبر أغوارها وبذلوا الكثير محاولين اكتناه أسرارها، لكنها بقيت مكنونة عصية على العقل البشري المحدود.
    ">فالإمام علي (عليه السلام) هو الإنسان الوحيد الذي دخل الى هذه الدنيا من باب المسجد، وخرج منها الى عال





    عظم الله اجورنا واجوركم بمصابنا بسيدنا وامامنا امير المؤمنين،،

    اللهم نشكو اليك فقد نبينا وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وقلة ناصرنا ،،


    يا سيدي فزت , وإنتصرت ‘


    يا أمام الحق والعدل...
    يا بطل الاسلام الخالد...
    يا أبا الضعفاء وأخا الغرباء...
    يا عروة الله الوثقى وحبله المتين...
    يا وصيّ رسول الله رب العالمين...



    لقد فزتَ برضى الله تعالى، وفازت قيمك ومبادئُكَ، وبقيتَ أنت وحدك رهن الخلود بما أوجدته في دنيا الاسلام من المُثل والقيم الكريمة.
    يا امام المتقين، لقد كنت من أعظم الرابحين بمرضاة الخالق العظيم، فقد رفعت منذ نعومة أظفارك كلمة الله، وجاهدت في سبيله كأعظم ما يكون الجهاد فحطّمت الأصنام، وطهرت الارض من أوثان الجاهلية، وبذلتروحك - بسخاء – للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فبُت على فراشه ووقيته من شرك الاوغاد، ولو لا جهادك وجهاد أبيك أبي طالب لما أبقى القرشيون ظلاً للاسلام، وقضوا عليه منذ بزوغ نوره.



    علاقة الإمام علي عليه السلام بالمسجد سرُ لن يكشف أبداً
    فزت ورب الكعبة

    حيّرت علاقة أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمسجد عقول الناس منذ العصر الإسلامي الأول، فاجتهدوا في سبر أغوارها وبذلوا الكثير محاولين اكتناه أسرارها، لكنها بقيت مكنونة عصية على العقل البشري المحدود.
    فالإمام علي (عليه السلام) هو الإنسان الوحيد الذي دخل الى هذه الدنيا من باب المسجد، وخرج منها الى عالم الخلود من باب المسجد أيضاً. وطوال فترة مكوثه في هذا العالم حفلت حياة سيد الأوصياء (عليه السلام) بحوادث وأقوال وأفعال عمّقت تلك العلاقة بشكل غير مسبوق.

    فما هي بعض ملامح هذه العلاقة؟ وما هي أقواله وأفعاله (عليه السلام) التي تفصح عن بعض هذا السرّ؟



    وليد البيت:


    إن حيرة المرء إزاء تلك العلاقة تزداد عندما يعلم أنها ولدت قبيل ولادة علي (عليه السلام)، حين أوت أمه الحامل به وهي على وشك الوضع، الى أعظم حرم وأعز مكان، ألا وهو بيت الله الحرام، حيث وضعت وليدها.. وحاز (عليه السلام) بذلك كرامة لم تكن لأحد قبله، ولن تكون لإنسان من بعده.. حتى قال الشاعر:
    ولدته في حرم الإله وأمـنــه

    والبيت حيث فناؤه والمسجد
    بيضاء طاهرة الثياب كريمة
    طابت وطاب وليدها والمولد
    ما لُف في خرق القوابل مثله
    إلا ابن آمنة النبي محمـد



    إعمار أول مسجد


    ثم تعززت تلك العلاقة مع انطلاق الإسلام في أفُقه الأرحب، لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى المدينة المنورة وشرع في بناء أول دار عبادة في الإسلام، لتكون تلك أول خطوة في مسيرة بناء دولة الإسلام، وتعبيراً عن موقع المسجد في دين الله.
    وقد اشترك الإمام عليه السلام في بناء "مسجد قباء"، فكان يحمل الأحجار ويرتجز:
    لا يستوي من يعمل المساجدا
    يدأب فيها قائماً وقاعدا
    ومن يُرى عن الغبار حائــدا
    ونلاحظ في هذه الأبيات أن الأمير (عليه السلام) ميّز بين الناس حينها تبعاً لعملهم في إعمار المساجد، ما يمثّل مفهوماً إسلامياً أصيلاً مأخوذاً من قوله تعالى: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر..".
    والملاحظ أيضاً أنه عليه أفضل الصلاة والتسليم وسع مفهوم الإعمار ليشمل الإعمار المعنوي والروحي مضافاً الى الإعمار المادّي، وهذا المفهوم الإسلامي الأصيل مأخوذ من الحديث القدسي: "إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوّاري فيها عمّارها".


    جنى المساجد

    في ما سبق علمنا أهمية المسجد في الإسلام، ولكن ما هي تحديداً الفوائد العملية التي يجنيها الإنسان من زيارة المسجد؟ وللإجابة عن هذا السؤال نترك علياً عليه السلام يحدثنا:
    ((من اختلف الى المسجد أصاب إحدى الثماني: أخاً مستفاداً في الله عز وجل، أو علماً مستطرفاً، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو كلمة تردّه عن ردى، أو يسمع كلمة تدلّه على هدى، أو يترك ذنباً خشية أو حياءً))
    وحتماً يطول المقام بنا في شرح هذا الحديث، لكننا نستدل على عظمة أثر المسجد في الإسلام بقولين لعالمين غربيين، الأول هو الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي، الذي كتب عن تأثير مسجد قرطبة الأندلسي على الحضارة الأوروبية بقوله: "لقد شكلت جامعة قرطبة في أروقة المسجد الكبير، مركز إشعاع الثقافة في أوروبا بأسرها".
    والثاني هو العالم الفرنسي فنسان مونتاي، الذي يروي عن والده العالم أيضاً قوله: "إن بعض المساجد المتواضعة كان لها من الأثر في نشر الإسلام ما يفوق ما كان للكاتدرائيات الضخمة في نشر المسيحية".


    الدنيا.. مسجد

    هذا مفهوم الإعمار، وهذا جنى المساجد، ولكن ما هو مفهوم المسجد عند الإمام (عليه السلام)؟ وهل يقتصر على هذا البناء المزخرف ذي القبة الملونة والمئذنة الشاهقة؟ والإجابة حتماً سلبية، لأن مفهوم المسجد عند علي (عليه السلام) أوسع من ذلك بكثير، فها هو يحدد ذلك المفهوم في نهج البلاغة عندما سمع رجلاً يذم الدنيا فأجابه بالقول: (...) إن الدنيا دار صدق لمن صدقها (...) ومسجد أحبّاء الله، ومصلّى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله (...).
    هنا يتسع المسجد الى أقصى حد متجاوزاً حدوده الاصطلاحية ليغطي الدنيا كاملة، فالمؤمن العاقل اللبيب يستطيع أن يرى الدنيا بصورة المسجد:
    في المسجد تصيب أخاً في الله، وفي الدنيا كذلك..
    في المسجد تصيب علماً مستطرفاً، وفي الدنيا كذلك..
    وفي المسجد آية ورحمة، وفي الدنيا كذلك..
    وفي هذا الحديث يلقي الإمام (عليه السلام) علينا مسؤوليات جساماً، فإذا كان مقياس التفاضل هو إعمار المساجد، فإن إعمار الدنيا مقياس للتفاضل أيضاً. وإذا كان إعمار المساجد وإحياء لياليها ونظافتها وتنظيمها واجباً علينا، فإن إعمار الدنيا وإحياءها وتنظيمها وتنظيفها واجب عليناً أيضاً.


    مساجد آخر الزمان


    ومما يزيد الحيرة أمام علاقة علي (عليه السلام) بالمسجد، أنها لم تكن محدودة بزمان وجود علي (عليه السلام) في هذه الدنيا، بل إنه تطلّع نحو المستقبل الآتي ونظر الى المساجد ووصف حالها في آخر الزمان فقال: "يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من القرآن إلا رسمه، ومن الإسلام إلا اسمه.. مساجدهم يومئذ عامرة من البناء، خراب من الهدى".
    وهذه أصدق صورة واضحة لكثير من مساجد هذا العصر، فهي عامرة بالفن والجمال والضخامة والمتانة، خراب من الهدى والإيمان. لقد انقلبت الصورة التي أرادها الإسلام، وتحوّل المسجد من بناء بسيط مادياً عامر معنوياً وروحياً، الى قلاع فخمة هجرتها الروحانية.



    فوز علي (عليه السلام)


    لقد بلغ من عشق أمير المؤمنين (عليه السلام) للمسجد أن فضّل الجلوس فيه على الجلوس في الجنة، معلّلاً ذلك بأن جلوسه في الجنة فيه رضا نفسه، بينما جلسة المسجد فيها رضا الله سبحانه.. وبذا يسلك الإمام درب العبودية الحقة والتوحيد الكامل، مقدماً رضا ربّ العالمين على رضا النفس البشرية.
    لقد تجلّى حب الإمام (عليه السلام) للمسجد بأن هلل مسروراً عندما طعنه ابن ملجم لعنه الله في مسجد الكوفة، معتبراً أن خروجه من الدنيا وولوجه عالم الآخرة من باب المسجد فوز عظيم، فهتف قائلاً: "فزت وربِّ الكعبة".. ليضيف حيرة جديدة وسراً جديداً الى علاقته بالمسجد



    سلام الله عليك ياسيدي
    ياأمير المؤمنين
    لاتنسونا من الدعاء
    كلمة قبل الختام...

    سيدي يابا الحسن:

    يامن وضعت قدميك الطاهرتين على أشرف كتف في الدنيا
    هو كتف حبيبك رسول الله (ص) ذلك اليوم الفاصل بين
    تأريخين والمبشر بانتصار الدين الجديد على تلك
    الضلالات الجاهلية العمياء الصماء يوم حطمت
    أصنام الشرك التي كانت تعبد من دون الله لقرون طويلة
    فدوت كلمة الحق وكبرت الملائكة في السماء
    ونزلت تلك الآية العظيمة تنبه وتحذر وترشد

    بسم الله الرحمن الرحيم:
    (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) .. صدق الله العلي العظيم

    لقد خرجت ياسيدي في فجر التاسع عشر من رمضان وأنت تهم بالركوع وحين أحسست بتلك الضربة الغادرة
    دوت حنجرتك الطاهرة (فزت ورب الكعبه ) لقد فزت حقا سيدي ياأبا الحسن بنيلك أعلى مراتب الشهاده التي كنت تسعى أليها في حياتك وخلدتك الأرض والسماء وأنت اليوم في جنات النعيم حيا عند ربك بعد أن نال أعداؤك العار والشنار والذل والخذلان واللعنة الدائمة ألى يوم الدين.

    فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ونطمع في شفاعتك سيدي يوم الفصل يوم لاينفع مال ولا بنون ألا من أتى الله بقلب سليم يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون

    نعي بصوت السيد محمد الصافي:
    ليلة ضربة أمير المؤمنين عليه السلام

    تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال,
    وصيام مقبول وأجٌر مُضاعف ودُعاءٌ مُستجاب ان شاء الله



    يا امام الموحدين، لقد فزت وانتصرت وخسر خصمك ابن هند، فأنت وحدك حديث الدهر مهما تطاولت لياليه أياماً، وها هو معاوية لا يُذكر إلا بالخيبة والخسران، فقد قذف في مزبلة التأريخ تلاحقه اعماله التي سوّد بها وجه التاريخ.

    ولله درّ القائل:




    قُمْ وارمُق النجفَ الشريفَ بنظرةٍ ,، يرتد طرفـُك وهو باكٍ أرمد
    تلك العظامُ أعـزَّ ربُك قـدَرها ,، فتكادُ لولا خوفُ ربِك تُعبدُ
    أَ أبا يزيد وساء ذلك عترة ،‘ ماذا أقول وباب سمعك موصدُ
    هذا ضريحك لو بصُرت ببئوسه,، لأسال مَدْ مَعَك المصير الاسود
    كُتل مِن التُرَب المَهينِ بِخِربَةٍ ,، سَكَرَ الذُبابُ بها فراح يُعر بِدُ

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X