بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال سيد البلغاء وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه صلوات المصلين
أزرى بنفسه من استشعر الطّمع،
ورضي بالذّلّ من كشف ضرّه [عن ضرّه]،
وهانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه
ورضي بالذّلّ من كشف ضرّه [عن ضرّه]،
وهانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه
هذه ثلاثة فصول:
الأوّل في الطمع:
«أزرى بنفسه»، أي حقّرها و قصّر بها.
«استشعر الطمع»، أي جعله شعاره أي لازمه.
وفي الحديث: الطمع الفقر الحاضر. «1»
وكان يقال: أكثر مصارع الألباب تحت ظلال الطمع. «2»
الثاني في الشكوى:
«من كشف ضرّه»، أي شكى إلى الناس بؤسه و فقره.
و في معناه:
لا تشكونّ إلى أحد فإنّه إن كان عدوّا سرّه، و إن كان صديقا ساءه، و ليست مسرّة العدوّ و لا مساءة الصديق بمحمودة. «3»
الثالث في حفظ اللسان:
و قد ورد فيه ما لا يحصى منها: سلامة الإنسان في حفظ اللسان «4»،
و منها: ربّ كلمة سفكت دما، و أورثت ندما. «5»
قال الشاعر:
يموت الفتى من عثرة بلسانه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل «6»
شرح حكم نهج البلاغة / الشيخ عباس القمي رحمه الله
شرح حكم نهج البلاغة / الشيخ عباس القمي رحمه الله
الهوامش
ــــــــــــــــــــ
(1) شرح ابن أبي الحديد 18- 85
(2) نفس المصدر 18- 84. وفي نهج البلاغة، الحكمة 219: أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع
(3) نفس المصدر السابق 18- 85
(4) بحار الأنوار 71- 286 نقلا عن جامع الأخبار، ص 109
(5) شرح ابن أبي الحديد 18- 85
(6) نفس المصدر 18- 86. زبان سرخ سر سبز ميدهد بر باد. منه (ره)