شعارات دينية وممارسات شنيعة.. في معركة الشام الكبرى
في يوميات المواجهات في سورية مشاهد مؤلمة وقاسية تحمل دلالات كثيرة.. لا تقف المسألة عند تقدم للمسلحين هنا وللجيش هناك، بل تتوالى الأخبار التي تدعمها احيانا مشاهد مصورة، عن قتلى مدنيين كثر، يسقطون نتيجة قتل متعمد.. ويقال ان المسلحين يرتكبون احيانا عمليات انتقام ضد عائلات مؤيدة للنظام..
قتل عبر الالقاء عن الاسطحالأغرب في الأمر ان تستخدم شعارات اسلامية نراها في مقاطع فيديو امام ممارسات شنيعة ومنها ما رأيناه مؤخرا من قتل امام عدسات تصوير بطرق قاسية مثل الذبح أو الإلقاء من على الأسطح، وتستخدم هذه الشعارات امام جثث قتلى منهم اطفال ونساء..
فهل يكون الدفاع عن ما يسمى الثورة او الدفاع عن النفس ضد ما يقولون انه "ممارسات وانتهاكات" الجيش، عبر قتل المدنيين واستخدام شعارات دينية في هكذا انتهاكات ضمن حرب اصبح واضحا فيها الاجندة الغربية المرسومة حتى بتنا نسمع شعارات ونداءات "التكبير والتهليل" ترافق فوضى القتل في سورية؟!..

يرى منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان ورئيس جبهة العمل المقاوم الشيخ زهير جعيد في حديث لموقع المنار ان "ما يجري من حوادث قتل وذبح باسم الدين ليس جديدا لا في تاريخنا ولا ما مرت به امتنا من خلال بعض الافكار المنحرفة والمتطرفة تاريخيا، وشهدنا عبر التاريخ دائما حركة تكفيريين لكن للاسف في سورية اليوم مظهر تكفيري جديد لا يضرب سورية فقط بل المنطقة كلها من خلال ما يحدث في ليبيا ومصر واليمن".
الشيخ زهير جعيد
ويعتبر جعيد ان "المؤامرة نحجت في تحويل بأس المسلمين في ما بينهم واصبح هناك فتاوى تخرج علينا لا ندري هؤلاء الذين يفتون بها من اي مدرسة فقهية او علمية، يفتون بقتل النساء واستباحة الاطفال ممن يقول لا اله الا الله محمد رسول الله فقط تحت عنوان الاختلاف السياسي". ويضيف " لا ندري تحديد مفهوم الكفر كيف ينطلق عند هؤلاء واين حرمة دماء واعراض المسلمين".
ويرى الشيخ جعيد اننا "بحاجة الى بحث عميق لهذ الظاهرة وخلفيتها وممولها لأننا وصلنا لوقت لم يعد للعقل والشرع والفهم فيه اي دور وبدأ العمل الاعلامي والمالي والتحريضي لكل دوائر الاستكبار العالمي ليصبح المسلم عدوا للمسلم" لافتا الى ان "اليوم هناك فكر خارجي يتغلغل في الامة ولا مكان لفكر الاسلام المحمدي الاصيل الذي يدعو للمحبة والتسامح فهل هذا دين الرحمة الذي نراه؟ لا نجد رحمة بين ابناء القرية الواحدة والمذهب الواحد والدين الواحد"..

ويلفت الشيخ جعيد الى ان "اميركا والمشروع الصهيوني بعد ان استطاعت المقاومة في لبنان وفلسطين ان تصنع انتصارات ووحدة عملية يعمل لاسقاط المنعة والقومة ويراد ضرب وحدة المسلمين ولم نعد نسمع فقط بتكفير الشيعة بل فئات سنية".
ويشير الى "النصوص الشرعية التي تتحدث عن حرمة دماء المسلمين او حرمة الاذى والتخريب" ويتساءل "تخريب المؤسسات هل هو من الاسلام؟ زرع العبوات وقتل عدد من المسلمين او الدخول الى مسجد او سوق والتفجير واغلبهم مسلمون هل هو من الاسلام؟".
ويعتبر الشيخ جعيد اننا "نشاهد قتلا وابادة جماعية بشكل مباشر تحت تهمة موالاة النظام او موالاة "الرافضة" والشبيحة كما نرى الاعلام الممنهج من خلال الدول الخليجية التي تمول هذا التوجه الاعلامي وهو موجه من قبل الصهيونية ودوائر القرار الاميركي حتى ترتاح اسرائيل واميركا".

يبدو الهدف ابعد من دفاع عن النفس.. انها اعمال يستفيد منها "اسرائيل" واميركا سواء القتل او التدمير او التفجير او التقسيم في سورية.. والمجموعات "الجهادية" كما تسمي نفسها باتت سورية مربط فرسها، والفصائل "الجهادية" من المعروف ان عقيدتها اليوم "الجهاد في سبيل الله لاسقاط النظام واقامة امارة الاسلام" اختلطت لديها الشعارات الدينية والاهداف السياسية بممارسات مسرحها "معركة الشام الكبرى".. شعارات تستبطن محاولة الاستقطاب وصبغ الشرعية لكنها مؤذية لصورة الاسلام وتخدم هي والانتهاكات المصاحبة اهداف مخطط مرسوم لسورية..
احمد شعيتو
تعليق