السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إطراء العلماء لنصير الدين الطوسي
قال ابن كثير : « النصير الطوسي ، محمد بن عبد الله ، كان يقال له : المولى نصير الدين ، ويقال : الخواجا نصير الدين ، إشتغل في شبيبته ، وحصّل علم الاوائل جيّداً ، وصنّف في ذلك في علم الكلام ، وشرح الاشارات لابن سينا ، ووزر لاصحاب قلاع الالموت من الاسماعيليّة ، ثم وزر لهولاكو ، وكان معه في واقعة بغداد ، ومن الناس من يزعم أنه أشار على هولاكو بقتل الخليفة ، فالله أعلم . وعندي : إن هذا لا يصدر من عاقل ولا فاضل ، وقد ذكره بعض البغاددة فأثنى عليه وقال : كان عاقلاً فاضلاً كريم الاخلاق ، ودفن في مشهد موسى بن جعفر ، في سرداب كان قد اعدّ للخليفة الناصر لدين الله ، وهو الذي كان قد بنى الرصد بمراغة ، ورتّب فيه الحكماء من الفلاسفة والمتكلّمين والفقهاء والمحدّثين والاطباء ، وغيرهم من أنواع الفضلاء ، وبنى له فيه قبّة عظيمة ، وجعل فيه كتباً كثيرة جدّاً .
توفي في بغداد في ثاني عشر ذي الحجة من هذه السنة ، وله خمس وسبعون سنة . وله شعر جيّد قوي . وأصل اشتغاله على المعين سالم بن بدران بن علي المصري المعتزلي المتشيع ، فنزع فيه عروق كثيرة منه حتى أفسد اعتقاده »
(البداية والنهاية 13/267 ـ 268 .)
وقال أبو الفداء : « وفيها ـ في يوم الاثنين ثامن عشر ذي الحجة ـ توفّي الشيخ العلامة نصير الدين الطوسي ، واسمه ; محمد بن محمد بن الحسين ، الإمام المشهور ، وكان يخدم صاحب الالموت ، ثمّ خدم هولاكو ، وحظي عنده ، وعمل لهولاكو رصداً بمراغة ، وزيجاً ، وله مصنّفات عديدة كلّها نفيسة ، منها : إقليدس ، يتضمّن اختلاط الاوضاع ، وكذلك المجسطي ، وتذكرة في الهيئة لم يصنّف في فنّها مثلها ، وشرح الإشارات ، وأجاب عن غالب إيرادات فخر الدين الرازي ، وكانت ولادته في حادي عشر جمادى الاولى سنة سبع وتسعين وخمسمائة . وكانت وفاته ببغداد ، ودفن في مشهد موسى الجواد » (المختصر في أخبار البشر 4/8 . )
وقال الصفدي : « نصير الدين الطوسي : محمد بن محمد بن الحسن ، نصير الدين الطوسي ، الفيلسوف ، صاحب علم الرياضي ، كان رأساً في علم الاوائل ، لا سيّما في الارصاد والمجسطي ، فإنّه فاق الكبار ، قرأ على المعين سالم بن بدران المعتزلي الرافضي وغيره ، وكان ذا حرمة وافرة ومنزلة عالية عند هولاكو ، وكان يطيعه فيما يشير به عليه ، والاموال في تصريفه ، وابتنى بمراغة قبّةً ورصداً عظيماً ، واتّخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الارجاء وملاها من الكتب التي نهبت من : بغداد والشام والجزيرة ، حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلّد ، وقرّر بالرصد المنجّمين والفلاسفة ، وجعل له الاوقاف ، وكان حسن الصورة ، سمحاً ، كريماً ، جواداً ، حليماً ، حسن العشرة ، غزير الفضل .
إلى أن قال:
" وكان للمسلمين به نفع ، خصوصاً الشيعة والعلويين والحكماء وغيرهم ، وكان يبرّهم ويقضي أشغالهم ويحمي أوقاتهم ، وكان مع هذا كلّه فيه تواضع وحسن ملتقى .
وقال شمس الدين الجزري : قال حسن بن أحمد الحكيم صاحبنا : سافرت إلى مراغة وتفرّجت في الرصد ومتولّيه علي بن الخواجا نصير الدين الطوسي ، وكان شابّاً فاضلاً في التنجيم والشعر بالفارسية ، وصادفت شمس الدين ابن المؤيد العرضي ، وشمس الدين الشرواني ، والشيخ كمال الدين الايكي ، وحسام الدين الشامي ، فرأيت فيه من آلات الرصد شيئاً كثيراً ...
وكان النصير قد قدم من مراغة إلى بغداد ومعه كثير من تلامذته وأصحابه ، فأقام بها مدّة أشهر ومات ...
ومولد النصير بطوس سنة 597 ، وتوفي في ذي الحجة سنة : 672 ببغداد ، وشيّعه صاحب الديوان والكبار ، وكانت جنازته حفلة ، ودفن في مشهد الكاظم » (الوافي بالوفيات 1/179 ـ 183 .)
قال كاشف الظنون :
« تجريد الكلام ، للعلاّمة المحقق ، نصير الدين أبي جعفر ، محمد بن محمد الطوسي ، المتوفى سنة 672 . وهو كتاب مشهور ، إعتنى عليه الفحول وتكلّموا فيه بالردّ والقبول ، له شروح كثيرة وحواش عليها ، فأوّل من ترجمه : جمال الدين حسن بن يوسف بن مطهّر الحلّي شيخ الشيعة ، المتوفى سنة 726 ... وشرحه شمس الدين محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الاصفهاني ، المتوفى سنة 746 ... وقد اشتهر هذا الشرح بين الطلاّب بالشرح القديم ، وعليه حاشيةٌ عظيمة للعلاّمة المحقق السيد الشريف ... » .
ثم ذكر الحواشي على حاشية الشريف . إلى أن قال :
« ثم شرح المولى المحقق علاء الدين علي بن محمد الشهير بقوشجي المتوفى سنة 879 شرحاً لطيفاً ممزوجاً ، وقد اشتهر هذا الشرح بالشرح الجديد ، قال في ديباجته ـ بعد مدح الفن والمصنّف ـ :
إن كتاب التجريد الذي صنّفه المولى الاعظم ، قدوة العلماء الراسخين ، اُسوة الحكماء المتألّهين ، نصير الحق والملّة والدين ، تصنيف مخزون بالعجائب وتأليف مشحون بالغرائب ، فهو وإنْ كان صغير الحجم ، وجيز النظم ، فهو كثير العلم ، جليل الشأن ، حسن النظام ، مقبول الائمّة العظام ، لم يظفر بمثله علماء الاعصار ، مشتمل على إشارات إلى مطالب هي الامّهات ، مملوء بجواهر كلّها كالفصوص ، متضمّن لبيانات معجزة في عبارات موجزة ، وهو في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار ، تداولته أيدي النظّار .
ثم إنّ كثيراً من الفضلاء وجّهوا نظرهم إلى شرح هذا الكتاب ونشر معانيه ، ومن تلك الشروح وألطفها مسلكاً هو الذي صنّفه العالم الربّاني مولانا شمس الدين الاصفهاني ، فإنّه بقدر طاقته حام حول مقاصده وتلقّته الفضلاء بحسن القبول ، حتى أنّ السيد الفاضل قد علّق عليه حواشي تشتمل على تحقيقات رائقة وتدقيقات شائقة ، تنفجر من ينابيع تحريراته أنهار الحقائق ، وتنحدر من علوّ تقريراته سيول الدقائق .
ومع ذلك ، كان كثير من مخفيّات رموز ذلك الكتاب باقياً على حاله ، بل كان الكتاب على ما كان كونه كنزاً مخفيّاً وسرّاً مطويّاً ، كدرّة لم تثقب ، لانه كتاب غريب في صنعته ، يضاهي الالغاز لغاية ايجازه ، ويحاكي الاعجاز في إظهار المقصود وإبرازه .
وإني بعد أنْ صرفت في الكشف عن حقائق هذا العلم شطراً من عمري ، ووقفت على الفحص عن دقائقه قدراً من دهري ، فما من كتاب في هذا العلم إلاّ تصفّحت سينه وشينه ، أبت نفسي أن تبقى تلك البدائع تحت غطاء من الابهام ، فرأيت أن أشرحه شرحاً يذلّل صعابه ، ويكشف نقابه ، واُضيف إليه فوائد إلتقطتها من سائر الكتب ، وزوائد استنبطتها بفكري القاصر ، فتصدّيت بما عنيت .
فجاء بحمد الله تعالى كما يحبّه الاودّاء لا مطوّلاً فيملّ ولا مختصراً فيخلّ ، مع تقرير لقواعده ، وتحرير لمعاقده ، وتفسير لمقاصده ، انتهى ملخّصاً .
وإنما أوردته ليعلم قدر المتن والماتن ، وفضل الشرح والشارح » .
ثم ذكر كاشف الظنون الحواشي والتعاليق على الشرحين القديم والحديث ، ثم الحواشي على الحواشي ...
(كشف الظنون 1/346 ـ 351 .)
ونعم الأختيار يا أخي العزيز لأسمك (( نصير الدين الطوسي ))
تحياتي؛؛
إطراء العلماء لنصير الدين الطوسي
قال ابن كثير : « النصير الطوسي ، محمد بن عبد الله ، كان يقال له : المولى نصير الدين ، ويقال : الخواجا نصير الدين ، إشتغل في شبيبته ، وحصّل علم الاوائل جيّداً ، وصنّف في ذلك في علم الكلام ، وشرح الاشارات لابن سينا ، ووزر لاصحاب قلاع الالموت من الاسماعيليّة ، ثم وزر لهولاكو ، وكان معه في واقعة بغداد ، ومن الناس من يزعم أنه أشار على هولاكو بقتل الخليفة ، فالله أعلم . وعندي : إن هذا لا يصدر من عاقل ولا فاضل ، وقد ذكره بعض البغاددة فأثنى عليه وقال : كان عاقلاً فاضلاً كريم الاخلاق ، ودفن في مشهد موسى بن جعفر ، في سرداب كان قد اعدّ للخليفة الناصر لدين الله ، وهو الذي كان قد بنى الرصد بمراغة ، ورتّب فيه الحكماء من الفلاسفة والمتكلّمين والفقهاء والمحدّثين والاطباء ، وغيرهم من أنواع الفضلاء ، وبنى له فيه قبّة عظيمة ، وجعل فيه كتباً كثيرة جدّاً .
توفي في بغداد في ثاني عشر ذي الحجة من هذه السنة ، وله خمس وسبعون سنة . وله شعر جيّد قوي . وأصل اشتغاله على المعين سالم بن بدران بن علي المصري المعتزلي المتشيع ، فنزع فيه عروق كثيرة منه حتى أفسد اعتقاده »
(البداية والنهاية 13/267 ـ 268 .)
وقال أبو الفداء : « وفيها ـ في يوم الاثنين ثامن عشر ذي الحجة ـ توفّي الشيخ العلامة نصير الدين الطوسي ، واسمه ; محمد بن محمد بن الحسين ، الإمام المشهور ، وكان يخدم صاحب الالموت ، ثمّ خدم هولاكو ، وحظي عنده ، وعمل لهولاكو رصداً بمراغة ، وزيجاً ، وله مصنّفات عديدة كلّها نفيسة ، منها : إقليدس ، يتضمّن اختلاط الاوضاع ، وكذلك المجسطي ، وتذكرة في الهيئة لم يصنّف في فنّها مثلها ، وشرح الإشارات ، وأجاب عن غالب إيرادات فخر الدين الرازي ، وكانت ولادته في حادي عشر جمادى الاولى سنة سبع وتسعين وخمسمائة . وكانت وفاته ببغداد ، ودفن في مشهد موسى الجواد » (المختصر في أخبار البشر 4/8 . )
وقال الصفدي : « نصير الدين الطوسي : محمد بن محمد بن الحسن ، نصير الدين الطوسي ، الفيلسوف ، صاحب علم الرياضي ، كان رأساً في علم الاوائل ، لا سيّما في الارصاد والمجسطي ، فإنّه فاق الكبار ، قرأ على المعين سالم بن بدران المعتزلي الرافضي وغيره ، وكان ذا حرمة وافرة ومنزلة عالية عند هولاكو ، وكان يطيعه فيما يشير به عليه ، والاموال في تصريفه ، وابتنى بمراغة قبّةً ورصداً عظيماً ، واتّخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الارجاء وملاها من الكتب التي نهبت من : بغداد والشام والجزيرة ، حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلّد ، وقرّر بالرصد المنجّمين والفلاسفة ، وجعل له الاوقاف ، وكان حسن الصورة ، سمحاً ، كريماً ، جواداً ، حليماً ، حسن العشرة ، غزير الفضل .
إلى أن قال:
" وكان للمسلمين به نفع ، خصوصاً الشيعة والعلويين والحكماء وغيرهم ، وكان يبرّهم ويقضي أشغالهم ويحمي أوقاتهم ، وكان مع هذا كلّه فيه تواضع وحسن ملتقى .
وقال شمس الدين الجزري : قال حسن بن أحمد الحكيم صاحبنا : سافرت إلى مراغة وتفرّجت في الرصد ومتولّيه علي بن الخواجا نصير الدين الطوسي ، وكان شابّاً فاضلاً في التنجيم والشعر بالفارسية ، وصادفت شمس الدين ابن المؤيد العرضي ، وشمس الدين الشرواني ، والشيخ كمال الدين الايكي ، وحسام الدين الشامي ، فرأيت فيه من آلات الرصد شيئاً كثيراً ...
وكان النصير قد قدم من مراغة إلى بغداد ومعه كثير من تلامذته وأصحابه ، فأقام بها مدّة أشهر ومات ...
ومولد النصير بطوس سنة 597 ، وتوفي في ذي الحجة سنة : 672 ببغداد ، وشيّعه صاحب الديوان والكبار ، وكانت جنازته حفلة ، ودفن في مشهد الكاظم » (الوافي بالوفيات 1/179 ـ 183 .)
قال كاشف الظنون :
« تجريد الكلام ، للعلاّمة المحقق ، نصير الدين أبي جعفر ، محمد بن محمد الطوسي ، المتوفى سنة 672 . وهو كتاب مشهور ، إعتنى عليه الفحول وتكلّموا فيه بالردّ والقبول ، له شروح كثيرة وحواش عليها ، فأوّل من ترجمه : جمال الدين حسن بن يوسف بن مطهّر الحلّي شيخ الشيعة ، المتوفى سنة 726 ... وشرحه شمس الدين محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الاصفهاني ، المتوفى سنة 746 ... وقد اشتهر هذا الشرح بين الطلاّب بالشرح القديم ، وعليه حاشيةٌ عظيمة للعلاّمة المحقق السيد الشريف ... » .
ثم ذكر الحواشي على حاشية الشريف . إلى أن قال :
« ثم شرح المولى المحقق علاء الدين علي بن محمد الشهير بقوشجي المتوفى سنة 879 شرحاً لطيفاً ممزوجاً ، وقد اشتهر هذا الشرح بالشرح الجديد ، قال في ديباجته ـ بعد مدح الفن والمصنّف ـ :
إن كتاب التجريد الذي صنّفه المولى الاعظم ، قدوة العلماء الراسخين ، اُسوة الحكماء المتألّهين ، نصير الحق والملّة والدين ، تصنيف مخزون بالعجائب وتأليف مشحون بالغرائب ، فهو وإنْ كان صغير الحجم ، وجيز النظم ، فهو كثير العلم ، جليل الشأن ، حسن النظام ، مقبول الائمّة العظام ، لم يظفر بمثله علماء الاعصار ، مشتمل على إشارات إلى مطالب هي الامّهات ، مملوء بجواهر كلّها كالفصوص ، متضمّن لبيانات معجزة في عبارات موجزة ، وهو في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار ، تداولته أيدي النظّار .
ثم إنّ كثيراً من الفضلاء وجّهوا نظرهم إلى شرح هذا الكتاب ونشر معانيه ، ومن تلك الشروح وألطفها مسلكاً هو الذي صنّفه العالم الربّاني مولانا شمس الدين الاصفهاني ، فإنّه بقدر طاقته حام حول مقاصده وتلقّته الفضلاء بحسن القبول ، حتى أنّ السيد الفاضل قد علّق عليه حواشي تشتمل على تحقيقات رائقة وتدقيقات شائقة ، تنفجر من ينابيع تحريراته أنهار الحقائق ، وتنحدر من علوّ تقريراته سيول الدقائق .
ومع ذلك ، كان كثير من مخفيّات رموز ذلك الكتاب باقياً على حاله ، بل كان الكتاب على ما كان كونه كنزاً مخفيّاً وسرّاً مطويّاً ، كدرّة لم تثقب ، لانه كتاب غريب في صنعته ، يضاهي الالغاز لغاية ايجازه ، ويحاكي الاعجاز في إظهار المقصود وإبرازه .
وإني بعد أنْ صرفت في الكشف عن حقائق هذا العلم شطراً من عمري ، ووقفت على الفحص عن دقائقه قدراً من دهري ، فما من كتاب في هذا العلم إلاّ تصفّحت سينه وشينه ، أبت نفسي أن تبقى تلك البدائع تحت غطاء من الابهام ، فرأيت أن أشرحه شرحاً يذلّل صعابه ، ويكشف نقابه ، واُضيف إليه فوائد إلتقطتها من سائر الكتب ، وزوائد استنبطتها بفكري القاصر ، فتصدّيت بما عنيت .
فجاء بحمد الله تعالى كما يحبّه الاودّاء لا مطوّلاً فيملّ ولا مختصراً فيخلّ ، مع تقرير لقواعده ، وتحرير لمعاقده ، وتفسير لمقاصده ، انتهى ملخّصاً .
وإنما أوردته ليعلم قدر المتن والماتن ، وفضل الشرح والشارح » .
ثم ذكر كاشف الظنون الحواشي والتعاليق على الشرحين القديم والحديث ، ثم الحواشي على الحواشي ...
(كشف الظنون 1/346 ـ 351 .)
ونعم الأختيار يا أخي العزيز لأسمك (( نصير الدين الطوسي ))
تحياتي؛؛
تعليق