إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

معرفة الله تعالى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معرفة الله تعالى

    معرفة الله تعالى
    قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه
    ( اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه بشهادة كل صفة انها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة . فمن وصف الله فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد اشار اليه ومن اشار اليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال علام فقد اخلا منه .) نهج البلاغة
    اشار امير المؤمنين (ع) الى حقيقة لم تخطر على قلب بشر وقد حارت العقول في تاويل كلامه فقد اصطدموا بهذا المنعطف الفكري المعقد فوقفوا حائرين كيف يفهمونه وكيف يؤولونه فتفرقت بهم السبل وذهبت بهم المذاهب فلا زال اختلاف الامة فيه فمنهم من اتباعه من عدوه من المتشابه فكلامه (ع) فوق كلام البشر ومنهم من اتباعه من اولوه تاويلا خاطئا ووقفوا موقف المعتذر عنه (ع) بقولهم انه (ع) يعني من نفي الصفات عن الله يقصد الصفات العرفية او الزائدة عن ذاته اما صفات الله فهي عين ذاته كما وقف خصومه من كلامه (ع) موقف الساخر الشامت فكيف يعقل ان الامام (ع) ينفي الصفات عن الله كالعلم والقدرة والحياة وكيف يكون عليما قديرا حيا وهو مجرد من العلم والقدرة والحياة فكيف يعقل هذا وفاقد الشيء لايعطيه فمن اين جاءت هذه الصفات اذا وما هوالفرق بينه وبين العدم اذا كان سبحانه مجرد من كل شيء وكيف يكون الله مجرد من الصفات وان الله هو الذي وصف نفسه بالعليم والقدير والحي واذا كان الله مجردا من الصفات فهل كان الله تعالى معطلا قبلها اذ لاعلم ولا حياة ولا قدرة ولا كلام وقد اجمعت الامة على خلافه (ع) الا القليل
    ان مسالة الصفات اثباتها لله او نفيها عنه هي من اهم الامور الخاصة بمعرفة الله وتوحيده حيث يقف الانسان فيها امام مفترق طرق اما الى توحيد الله او الى الشرك به فما هي حقيقة الصفات هل هي عين الذات فتكون الذات الالهية مركبة ام ان ذات الله مجردة منها فان قلنا انها عين الذات وقعنا في الشرك وتعددت الذات بتعدد الصفات او تعدد القديم [FONT='Times New Roman','serif']( قال فخر الدين الرازي ان النصارى اثبتوا ثلاثة قدماءواصحابنا اثبتوا تسعة ) واذا نفينا الصفات اي تجردت الذات منها فما هو مصدر هذه الصفات واذا كان الله تعالى مجرد من الصفات فما هي علاقته بها فتنعدم العلاقة بين الذات والصفات فلابد ان يكون مصدرها غير الله ووقعنا في الشرك ايضا فلا زالت مشكلة القول بالصفات قائمة وموضع خلاف الامة قال ابن رشد ماملخصه ( من البدع التي حدثت البحث عن صفات الله وانها عين ذاته او انها زائدة عليها ان الله لم يكلفنا من امر صفاته الا الاعتراف بوجودها دون تفصيل وليس في قوة صناعة الكلام ان تكون حكمة جدلية لا برهانية وليس في قوة الجدل الوقوف على الحق )(1) [/font]
    اقول كيف لايكلفنا الله بامر صفاته وهي متعلقة بتوحيده والقول بذاتية الصفات معناه الشرك كما في صريح كلام امير المؤمنين (ع) والقول بذاتية الصفات يعني التفكر في ذات الله وتفنيدها وتلزم تعددها
    والحقيقة :ــ

    وكما قال امير المؤمنين (ع) فليست هناك صفة ذاتية لله تعالى فالله تعالى مجرد من الصفات والصفات منه وكله صفات فهو سبحانه مجرد من العلم والعلم منه وكله علم ومجرد من القدرة والقدرة منه وكله قدرة ومجرد من الحياة والحياة منه وكله حياة فكيف نجمع بين هذه الاعتبارات وفاقد الشيء لا يعطيه ؟
    كيف نفهم ان الله تعالى مجرد من الصفات والصفات منه وكله صفات
    قال تعالى ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم . )
    من خلال الآية نستنتج عدة اعتبارات مهمة :
    (1) اشارة الآية الى مفهوم النور والزيت ومن البديهي إن النور من الزيت وكل منهما مجرد من صفات الأخر فالزيت مجرد من النور والذي ينظر الى الزيت لايرى نورا فضلا عن سائر اثار الزيت من الحرارة والدخان واللهب وغيرها من الآثار وكلها منه وهو مجرد منها .
    (2) ان الزيت كله نور فلا ينفد النور حتى ينفد الزيت عن اخره فضلا عن سائر اثار الزيت . فالنور من الزيت والزيت مجرد من النور والزيت كله نور فلا تناقض في ذلك وهكذا في باقي اثاره من حرارة ولهب ودخان وغيرها كلها من الزيت والزيت مجرد منها وهو كله اثار فلا تنفد الا بنفاد الزيت عن اخره فليست هناك صفة ذاتية للزيت من نور او دخان او حرارة واذا قلنا إن هذه الصفات هي عين ذات الزيت كان الزيت مركبا منها متعددا بتعددها
    (3) واذا كان هناك اكثر من اثر للزيت كالحرارة ودرجاتها والنور بالوانه واللهب باشكاله والدخان بانواعه فلا يعني تعدد المؤثر بتعدد الآثار فالواحد لايشترط ان لا يصدر منه الا واحدا فصدور المتعدد من الواحد لا يضر باحديته .ومن جهة اخرى ان هذه الآثار ماهي الا طاقة اي شيء واحد وان تعددت مظاهرها وتضاف هذه الصفات من حرارة ونور وغيرها الى الزيت من جهة اضافة الاثر الى مؤثره فنقول نور الزيت وحرارته ولهبه فهي صفات نسبية اضافية تنسب وتضاف الى الزيت لانها منه وهو مجرد منها

    (4) إن النور الصادر من الزيت وعموم اثاره غير الزيت فالنور شيء والزيت شيء اخر فهما شيئان مختلفان متغايران لايكونان واحدا مع ان العلاقة بينهما ذاتية وحقيقية (والكلام فيه تتمة )
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد امين السلامي; الساعة 21-08-2012, 07:51 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X