إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ماهيّة ثورة كربلاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهيّة ثورة كربلاء

    يجب التعرّف على ماهية كربلاء في سبيل الحفاظ على هويّتها وأهدافها. ويمكن التعرف على ماهية هذه الثورة من المصادر الموثوقة التالية:



    أ-خطب الإمام وأهل بيته التي ألقاها في مكّة وفي الطريق بين الحجاز والعراق، وفي كربلاء، ومن بعده في الكوفة والشام والمدينة.



    ب-أجوبة الإمام الحسين وردوده على نصائح وأسئلة واقتراحات بعض الشخصيات آنذاك طوال مرحلة الثورة.



    ج-الرجز الذي أنشده الإمام وأنصاره يوم عاشوراء في مواجهة العدو، وكله مدوّن في المصادر المعتبرة.



    د-الرسائل والكتب المتبادلة بين الإمام وأهالي الكوفة والبصرة، وكذلك الكتب المتبادلة بين يزيد وابن زياد، وبين ابن زياد وعمر بن سعد، وابن زياد ووالي المدينة.



    يمكن معرفة أهداف وماهية وآراء الطرفين من مجموع هذه المصادر والوثائق المكتوبة والموجودة. ويمكن القول في الوقت نفسه أن لثورة الحسين أربعة أبعاد تتمثّل في: الهدم، والبناء، والتجديد، والإبداع.



    وهو ما يمكن بيانه في ما يلي:



    الهدم : هدم الصرح أو البناء الذي أتاح للأمويين ارتكاب المظالم باسم الدين، وجعلهم يستغّلون منصب الخلافة لتشييد قصور لهموهم وفسقهم على جماجم الأحرار والمساكين، والقضاء على كل صوت حرّ. لقد حطّمت ثورة كربلاء صرح الظلم واستغفال الناس، وزعزعت أركانه.



    البناء : ومعناه بثّ روح المروءة واليقظة في جسد المجتمع الإسلامي وتربية جيل مؤمن يحبّ الشهادة ويناهض السلطة الظالمة. والدليل على ذلك هو الحركات الثورية التي انبثقت في أعقاب واقعة عاشوراء.



    التجديد : بعثت ثورة الحسين من جديد جميع القيم والمفاهيم الدينية التي طمست وطواها النسيان بفعل المؤامرات والخطط المدروسة التي وضعها بنو أمية. وأعيد إلى الواجهة رأي الدين في الحكومة والحاكم وبيت المال وحقوق الأمة. وسرت في بناء الإيمان والعقيدة روح جديدة، وقضى على التحريف، وغدت النفوس الذليلة عزيزة وقادرة على الوقوف بوجه الطاغوت، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



    الإبداع : حيث ظهرت أمام البشرية نماذج حيّة وكبرى وشجاعة وأصبحت شوكة في عيون الجائرين المعتدين على حقوق المساكين. وأوجدت نهجاً تحررّياً مشبعاً بروح التقوى والإخلاص. وظل على مدى التاريخ سبباً في سلب النوم من عيون الجبابرة والمتكبرين يقض مضاجعهم على الدوام. وقد ظهر هذا النهج عبر إيجاد هوية إنسانية وإسلامية جديدة في المجتمع، حيث قدم الحسين عليه السلام درساً في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين.



    تتخلّص ماهية ثورة الطف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء سنّة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، وإنقاذ الناس من الظلالة والجهالة كما نقرأ في زيارة الحسين عليه السلام: "وبذل مهجته فيك حتّى استنفذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة"(مفاتيح الجنان:448) وكان بلوغ مثل هذا الهدف يستلزم بذل الدماء، وهو ما تحقق في عاشوراء. وكان "تفسير" ذلك الدم، وفضح سلوك الظالمين يستلزم عملاً كبيراً، وهو ما اضطلع به السبايا من أهل البيت عليهم السلام.



    إن الدماء التي أُريقت في كربلاء كانت تنطوي على نداء الثورة والحرية، وقد تجلي المضمون بكل وضوح في قصيدة حسين الأعظمي التي يقول فيها:

    شهيد العلى ما أنت ميت وإنما

    يموت الذي يبلى وليس له ذكرُ

    وما دمـك المسفوك إلاّ قيامـه

    لها كلّ عام يوم عاشوراء حشرُ

    وما دمـك المسـفوك إلاّ رسالة

    مخلّدة لم يخل من ذكرها عصرُ

    وما دمك المسـفوك إلاّ تحـرّر

    لدنياً طغت فيها الخديعة والمكرُ

    وهـدم لبنيـان على الظلم قـائم

    بناه الهوى والكيد والحقد والغدرُ



    (مأساة الحسين لعبدالوهاب الكاشي:29)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X