من هل اصحاب الحسين(ع) افضل من اصحاب الرسول (ص)
يتساءل البعض فيقول: هل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل أم أصحاب الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء؟
ونحن نجيب بقولنا: هل يقاس الطفل المبتدئ - في علمه - بالبروفيسور؟
حيث إن من الواضح الذي لا شك فيه ولا شبهة أن كثيرا من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو صحابة
إن أصحاب الإمام الحسين في يوم عاشوراء وصلوا إلى مرتبة من العظمة ربما لم يصل إليها حتى حواريو رسول الله وأمير المؤمنين عليهما وآلهما الصلاة والسلام.
غيره من المعصومين (عليهم السلام) لا يقاسون بأصحاب سيد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء، فهم أعلى وأرفع بكثير من أولئك، وهذا مما لا غبار عليه. فما أكبر الفرق بين أصحاب الحسين الذين كانوا يتسابقون في تقديم أرواحهم فداء لإمام زمانهم وبين فلان وفلان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين كانوا ينتهزون الفرص للفرار من الزحف! وما أوسع الفاصل بين أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذين لم يعصوه ولا مرة واحدة وبين مجموعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذين أكثروا عصيانه حتى سماهم العصاة! شتان بينهما كبعد المشرق من المغرب.
ومن الواضح جداً أن موازنة أصحاب الحسين في يوم عاشوراء بأصحاب جده، موازنة غير صحيحة إذ إن أصحاب الحسين جميعا من القمم الإيمانية السامية، أما أصحاب رسول الله فكانوا مزيجا من القمم الإيمانية ومن متوسطي الإيمان ومن المنحرفين والمنافقين الذين نزلت فيهم سورة المنافقون وآيات كثيرة أخرى تذمهم. إنما الصحيح أن نقايس كل طائفة بمن يناسبهم في الشأن ولذلك يلزم أن نتساءل ونقول:
إن أصحاب الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء (الذين كان كلهم من الحواريين) أفضل أم حواريي خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)؟
فالسؤال يكون بين حواريي الحسين (وهم أصحابه يوم عاشوراء) وحواريي جده الأطهر كسلمان وأبي ذر وعمار والمقداد، أي الطائفتين أفضل؟ هكذا موازنة تكون مقبولة، وللإجابة عليه نقول: ذهب البعض إلى القول بأن حواريي الحسين أفضل من حواريي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن حواريي أمير المؤمنين ومن حواريي الإمام الحسن ومن حواريي سائر الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، وذلك:
1 - لما ورد عن سيدنا ومولانا الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث خطب في أصحابه ليلة عاشوراء وقال ضمن ما قال: (أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي) (الإرشاد ج 2 ص 91 وغيره أيضاً).
خاطب الإمام الصادق أصحاب الحسين قائلاً : (بأبي أنتم وأمي) لإعطاءهم درجة من الشرف ربما لم يحصل عليها أحد من الحواريين.
فقد أشار الإمام الحسين (عليه السلام) - وهو الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحسن والحسين إمامان (...) سيدا شباب أهل الجنة) - بأن أصحابه أوفى وخير من أصحاب جده وأبيه وأخيه - لمكان الإطلاق الأزماني وغيره - ومعنى ذلك أنهم أوفى وخير حتى من حواريي سيد الأولين والآخرين ومن حواريي سيد الوصيين ومن حواريي السبط الأكبر عليهم صلوات المصلين.
2 - ما ورد في العديد من الزيارات في خطاب الإمام الصادق (عليه السلام) وغيره من الأئمة صلوات الله عليهم لأصحاب الحسين بما ربما لا يوجد في غيرهم، فقد خاطبهم الإمام قائلا: (بأبي أنتم وأمي). ولا شك بأن هذا لم يكن المقصود منه معناه المطابقي وإنما المقصود إعطاء درجة من الشرف ربما لم يحصل عليها أحد من الحواريين.
3 - ولو غضضنا النظر عن هذه الخطبة وهذه الزيارات وأردنا أن نكتشف الواقع في إطار أعمالهم ونسبنا أعمال حواريي الإمام الحسين بأعمال غيرهم من الحواريين، رأينا الفرق بينهما أيضاً.
فالتضحية التي أبدوها في يوم عاشوراء لم نر مثيلاً لها من أي واحد من الحواريين، حيث إن عظمة العظماء تتجلى وتظهر في الأزمات والصعوبات وقد ظهر من أصحاب الحسين في أصعب المواقف ما لم يظهر من غيرهم أبداً
__________________
يتساءل البعض فيقول: هل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل أم أصحاب الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء؟
ونحن نجيب بقولنا: هل يقاس الطفل المبتدئ - في علمه - بالبروفيسور؟
حيث إن من الواضح الذي لا شك فيه ولا شبهة أن كثيرا من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو صحابة
إن أصحاب الإمام الحسين في يوم عاشوراء وصلوا إلى مرتبة من العظمة ربما لم يصل إليها حتى حواريو رسول الله وأمير المؤمنين عليهما وآلهما الصلاة والسلام.
غيره من المعصومين (عليهم السلام) لا يقاسون بأصحاب سيد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء، فهم أعلى وأرفع بكثير من أولئك، وهذا مما لا غبار عليه. فما أكبر الفرق بين أصحاب الحسين الذين كانوا يتسابقون في تقديم أرواحهم فداء لإمام زمانهم وبين فلان وفلان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين كانوا ينتهزون الفرص للفرار من الزحف! وما أوسع الفاصل بين أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذين لم يعصوه ولا مرة واحدة وبين مجموعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذين أكثروا عصيانه حتى سماهم العصاة! شتان بينهما كبعد المشرق من المغرب.
ومن الواضح جداً أن موازنة أصحاب الحسين في يوم عاشوراء بأصحاب جده، موازنة غير صحيحة إذ إن أصحاب الحسين جميعا من القمم الإيمانية السامية، أما أصحاب رسول الله فكانوا مزيجا من القمم الإيمانية ومن متوسطي الإيمان ومن المنحرفين والمنافقين الذين نزلت فيهم سورة المنافقون وآيات كثيرة أخرى تذمهم. إنما الصحيح أن نقايس كل طائفة بمن يناسبهم في الشأن ولذلك يلزم أن نتساءل ونقول:
إن أصحاب الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء (الذين كان كلهم من الحواريين) أفضل أم حواريي خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)؟
فالسؤال يكون بين حواريي الحسين (وهم أصحابه يوم عاشوراء) وحواريي جده الأطهر كسلمان وأبي ذر وعمار والمقداد، أي الطائفتين أفضل؟ هكذا موازنة تكون مقبولة، وللإجابة عليه نقول: ذهب البعض إلى القول بأن حواريي الحسين أفضل من حواريي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن حواريي أمير المؤمنين ومن حواريي الإمام الحسن ومن حواريي سائر الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، وذلك:
1 - لما ورد عن سيدنا ومولانا الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث خطب في أصحابه ليلة عاشوراء وقال ضمن ما قال: (أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي) (الإرشاد ج 2 ص 91 وغيره أيضاً).
خاطب الإمام الصادق أصحاب الحسين قائلاً : (بأبي أنتم وأمي) لإعطاءهم درجة من الشرف ربما لم يحصل عليها أحد من الحواريين.
فقد أشار الإمام الحسين (عليه السلام) - وهو الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحسن والحسين إمامان (...) سيدا شباب أهل الجنة) - بأن أصحابه أوفى وخير من أصحاب جده وأبيه وأخيه - لمكان الإطلاق الأزماني وغيره - ومعنى ذلك أنهم أوفى وخير حتى من حواريي سيد الأولين والآخرين ومن حواريي سيد الوصيين ومن حواريي السبط الأكبر عليهم صلوات المصلين.
2 - ما ورد في العديد من الزيارات في خطاب الإمام الصادق (عليه السلام) وغيره من الأئمة صلوات الله عليهم لأصحاب الحسين بما ربما لا يوجد في غيرهم، فقد خاطبهم الإمام قائلا: (بأبي أنتم وأمي). ولا شك بأن هذا لم يكن المقصود منه معناه المطابقي وإنما المقصود إعطاء درجة من الشرف ربما لم يحصل عليها أحد من الحواريين.
3 - ولو غضضنا النظر عن هذه الخطبة وهذه الزيارات وأردنا أن نكتشف الواقع في إطار أعمالهم ونسبنا أعمال حواريي الإمام الحسين بأعمال غيرهم من الحواريين، رأينا الفرق بينهما أيضاً.
فالتضحية التي أبدوها في يوم عاشوراء لم نر مثيلاً لها من أي واحد من الحواريين، حيث إن عظمة العظماء تتجلى وتظهر في الأزمات والصعوبات وقد ظهر من أصحاب الحسين في أصعب المواقف ما لم يظهر من غيرهم أبداً
__________________
تعليق